هنا فداسي

الأخ إبراهيم الصافي
"بيني وبينك "والأيام قصة لغة رواها مختار الصحاح وصاحب اللسان:
في الأَزْرِ والإزار

أزر: الأزْرُ القوة وقوله تعالى ( أشدد به أزري) أي ظهري وآزره أي عاونه، وآزَرَه أي عاونه، والعامة تقول وازره. والإزار معروف ويذكَّر ويؤنث. والإزارَةُ مثله، وجمع القلة آزرة كحمار وأحمرة والكثير أزرٌ كحمر، ويكنى بالإزار عن المرأة والمئزرُ الإزار كقولهم ملحف ولحاف ومقرم وقرام وأزّزره تأزيراً فتأزر وْأَتَزرإزْرةٌ حسنة وهو كالجلسة والركبة وآزر اسم أعجمي ( مختار الصحاح).

وفي حديث الاعتكاف: كان إذا دخل العشر الأواخر أيقظ أهله وشدَّ المئزر: الإزار، وكنى بشدّة عن اعتزال النساء، وقيل: أراد تشميره للعبادة. يقال شددت لهذا الأمر مئزري أي تشمرت له؛ وقد ائتزر به وتأزر.
وفي حديث المبعث: قال له ورقة إنْ يدركني يومُك أنصُْرْك نصراً مؤزراً أي بالغاً شديداً، يقال أَزَرَهُ وآزَرَهُ أعانه وأَسعده، من الأزر: القوة والشدة؛ ومن حديث أبي بكر أنه قال للأنصار يوم السقيفة: لقد نَصَرْتُم وآزَرْتُم وآسَيْتُمْ ( الفراء)
وأما قوله سبحانه وتعالي: فآزره فاستغلظ ، أي فآزر الصغارُ الكبارَ حتى استوى بعضه مع بعضه.( لسان العرب).

وأترك الآن الحكم لك - أخي إبراهيم- لتستخرج من سنخ الأزر والإزار المعنى الذي قصدت إليه. وبغير شاهدي: الصحاح واللسان فقد كنت معني من قبل بمقولة سمعتها من الدكتور علي أحمد بابكر، رئيس مجمع اللغة العربية بالسودان يومئذ، وكان يتحدث في لقاء تلفزيوني عن الكلمات ذات الأصل الواحد، وأنها تحمل معنى مشتركاً يقارب بينها مقاربة شديدة – أو كما قال ( وقد أشرت لهذه الكلمة وأنا أعقد مقارنة في المعنى المشترك ما بين كلمتي " الشكر" و " الشرك"، ومن حديث الدكتور توصلت للاستنتاج بشكل اجتهادي لا يخلو من المتعة وطلب المزيد، مع أني لست ممن درس العربية على الوجه الذي يمكنه من إدراك ضحضاحها فضلاً عن الاجتهاد فيها وإعمال النظر، ولكنها مصيبة الافتتان الأخرق، والخواء، وقولهم في عاميتنا: " السعن المليان ما بجلبغ" صحيح بلا شك ويصدق مثلاً ، ثم أني لأحسب هذا التنطع من أكبر سوءاتي وسوء قصدي. ولو كنت بمنزلة الأخوين أبي عز الدين أو الأخ المجافي رملي لقلت: حسناً نفعل ونحن نستنبط المضامين من لغتنا الحبيبة وحسبنا صنيع الأماجد من طبقة أبي تمام في لغة الشعر، والخليل وسبيويه وابن سيدة والسروري والمبرد والجاحظ والفراء وأضرابهم، في فقه اللغة وفنونها.

ولك مني خالص التحية والتقدير
محمد حسن خضر
الرياض
31/7/2007م

(عدل بواسطة محمد حسن خضر on 04-01-2007, 06:45 AM)