هنا فداسي

Quote: معنى ..وغايات " عزيزي الأخ / عباس المهاجر. تحية إمساءٍ وإصباح وود،، وأرجو ألا تُشكل على الناس كلمة (رضي الله عنه )التي قرنتَها بالأمس مع اسمي وأنت تطلب الرضا والقبول من الله لي، والناس تدعو الله وتسأله الرضا :اللهم ارض عنا ،، بصيغة طلبية للمستقبل ،وقد تعود الناس ربط الكلمة مع أصحاب رسول الله فقط ،وربما خطر لهم أنها لا تنبغي لغيرهم ،والله تعالى أعلم . ولكنك تجد المتصوفة تتصرف في الكلمة على نحو ما، وينبغي ألا يشغلنا أمرهم أو نذهب بعيداً في تفسير معناها ونحن لسنا على علم بتحقيق مرادها . وسمعت الأخ الرشيد، وأنتم تعرفون مكانه، يقرنها عندما يذكر شيخه العارف أحمد الطيب راجل أم مرحي ، ويقرنها كذلك كلماذكر الشيخ أحمد ود العزيز (وغفر الله لنا إسرافنا في أمرنا )، وإذا نظرت في الآية الأولى من سورة النحل "أتى أمرُ اللهِ فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون(1)، وجدت أن المولى عز وجل قد توعد الكافرين بصيغة الماضي (أتى أي قرب) فلا يستعجلوا الذي أتى وهو يوم القيامة، ولكنه لم يقع، ألا يُشَكِّل هذا في ظاهر الأمر تناقضاً، وحقيقة الأمر أنّه لا يوجد تناقض حتى ولو أنه استدعاء لأحداث بأزمنة متباينة غير متوافقة في وحدة زمنية قاطعة تسم الحدث وترتبط به، والحدث دائماً ما يكون مرتبطاً بالزمن، وليس لزاماً، لأن الأفعال الجامدة مثل نعم و بئس لا تعطي دلالة زمنية فهي للأسماء أقرب منها إلى الأفعال، فلو أنك نظرت إلى الأحداث بحسب وقوعها الزمني، لوجدت أن المعايير العادية لا تعمل فيها على الدوام، ولأشكل عليك أمر الربط الزمن بالأشياء الذهنية أوالمنامية، وكم من مرةٍ وجدت فيها حدثاً سرت في مساره ، أو أنه قد تراءى لك من قبل ولكن حدوثه قد تحقق فيما بعد، وقد يضحكك أو يثير في نفسك الفضول أو الاستغراب ولا تمضي معه المشوار في التملي والاستدراك أو المراجعة، وربما صار كمثله من المبهمات والمغيبات، وما ضرك أنه أمر لا لبس فيه ولا طغيان. ومثل هذه الأمور كثيرة وأكثر من أن تحصى ،فلا غرو أن نستخدم صيغة الماضي في (رضي الله عنه) ، ومرادنا "ليرضي الله عنه " مستقبلاً –والله أعلم-.