مواضيع توثقية متميزة

شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد فاروق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 05:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2006, 01:39 AM

عبد المنعم عبد الله-الحلفاية


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد فاروق

    بسم الله الرحمن الرحيم

    شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى 19/22 يوليو 1971م
    محاكمة واعدام الشهيدين المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمد الله

    لقد مضت ثلاثة عقود ونيف من الزمان على أحداث 19/22 يوليو 1976م كنت خلالها ارزح تحت وطأة الحاجز النفسي وكان ذلك هو دأب الذين صنعوا تلك الأحداث كما هو أيضا بالنسبة للذين كانوا طرفاً أصيلا وفاعلاً في مجرياتها وقد اقتصر التداول على المشافهة ومن ثم الانصراف دونما تسجيل أو توثيق بيد إننا كنا نجد عذرنا في الملاحقات والاعتقالات والتي استمرت حتى نهاية العام 1977م ثم جاء الخروج إلى المهجر الطوعي لتبدأ مكابدة من نوع أخر مرارة الاغتراب وصعوبة المقارنة بين الرمضاء والنار وانتهي العهد المايوي لتطل علينا الديمقراطية الثالثة المقهورة ولم يتمكن المرء من استعادة أنفاسه ويستوعب التغير الذي حدث وإذا بها تمضي كالطيف العابر.
    وفي السنوات الأخيرة علمت بان بعض الصحف المتخصصة في الإثارة قامت باستكتاب بعض الأشخاص من غير المعنيين وكانت لهم أجندتهم الخاصة ويبدو أن البعض افترض موت صناع تلك الأحداث والفئة الفاعلة الأخرى.
    اختم هذه المقدمة والتي قصدت ان تكون قصيرة قبل الدخول في شهادة التاريخ والتي نحن بصددها واذكر بان هناك عقبة كبرى وصعوبة لا يمكن انكارها تتمثل في كيف يتسنى لنا الحصول على اصدارات رصينة وتتمتع بمهنية عالية لنشر التسجيل والتوثيق الامين والمتجرد.
    هذه شهادة من شهادات التاريخ والتي لم تستكمل بعد هذه الشهادة في جملتها تتناول بعض التفاصيل التي صاحبت محاكمة وإعدام الأخوين الشهيدين بابكر النور وفاروق حمد الله وجاء السعي من اجل نشرها في هذا الوقت عندما عملت بان عدد يوم الجمعة من هذه الصحيفة المقرؤة " السوداني" وردت به بعض الافادات التي ادلى الملازم ( وقتها) صديق عبد العزيز محمد عن وقائع اعدام الاخوين ( طيب الله ثراهم). وقد ورد اسمي في ذلك السرد وهنا اعتقد صادقاً بان الاخ صديق يجد العذر الكافي لي لاني مهما شحذت ذاكرتي واستعدت ذلك الشريط لن اتمكن من تذكر صورته او اسمه بعد كل تلك العقود من الزمان الحافلة بوقائع واحداث لا حصر لها وقد سالت عنه من افادني بانه ينتمي الى الدفعة (23) وانه من الضباط الوطنيين النابهين – له مني صادق التحايا واخلصها – وسوف اعقب على افاداته في سياق هذه الشهادة.
    تبدا هذه الشهادة بصبيحة يوم 23 يوليو 1971م عندما وصلت الى مكاتب القضاء العسكري علمت ما يفيد بتعليمات صادرة من رئيس القضاء العسكري العقيد احمد محمد الحسن بذهاب الضباط من منسوبي القسم الى معسكر الشجرة كنت في ذلك الوقت ومنذ قرابة العامين منتدباً بوزارة العدل للعمل في التحقيقات المتعلقة بالفساد عند وصولي الى معسكر الشجرة لم اجد سوى العقيد احمد محمد الحسن بمفرده وهكذا اتضح لي بان ضباط القسم اخذتهم الرهبة وفروا بجلودهم وقد خطر ببالي وللحظة واحدة خاطر يقول بانه كان الاحرى بي انا ومن باب اولى وانا منتدب خارج القسم ان اتوارى كما توارى غيري وسرعان ما طردت ذلك الخاطر وعدت الى استشعار مسؤوليتي وكانت البداية كفراً وشراً مستطيراً نطق به الرئيس الاسبق جعفر نميري امامي – لن استخدم هنا نعتاً من النعوت التي يستخدمها الناس في حقه – فقد شاهدت احد الضباط مخفوراً وبصحبته ثلاثة ضباط يمثلون مجلساً عسكرياً هم في طريقهم الى احد المكاتب لمحاكمته فقلت وبصوت واضح اين الشهود في هذه المحاكمة فرد علي النميري ساخراً ( أنت لا تعرف مثل هذه المحاكمات والشهود هم المحكمة نفسها تشهد على ما فعل هؤلاء).
    هكذا تحسرت على ما اطلعت عليه من موروث القضاء العسكري محكمات شنان ومحي الدين ومجموعة علي حامد الخ. عليهم رحمة الله الواسعة. واصبحث على يقين ان الرئيس الاسبق قد تغمصته الرغبة فى الانتقام وأخذ منه الحقد الدفين مأخذاً عظيماً .. فى هذا الوقت كانت سلطة الصف الضباط هي صاحب اليد العليا ومارس الصف ضباط كل ما لديهم من ابتزاز وانتهازية وانتهاكات لمقتضيات الضبط والربط وأصول العسكرية باعتبار كونهم أصحاب الحق وهم الذين أعادوا السلطة المايوية ويتطلعون الى ما يعتبرونه حقاً مستحقاً لهم هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كانت الأغلبية من الضباط الذين جرى استدعاهم للسير بالمحاكمات غير مهتمين بالذي يحدث وينظرون اليه فى سلبية وتقاعس وكان بينهم ضباط عظام وجنرالات وأذكر تماماً عندما أقترب منهم وأقول بأن الجيش لن يصلح حاله بعد الآن لا أحصل على أي تعليق بالموافقة ولا بالمخالفة وكنت لا أجد سبيل للمقارنة بين سلوك هؤلاء وبين سلوك شخص مدني وجد نفسه فى خضم الأحداث بصفته المهنية ذلكم هو الأخ الصديق ادريس حسن الكاتب الصحفي والذي لم يشغل نفسه فى القيام بواجباته من تغطية ومتابعة الأحداث فحسب بل كان وطنياً استخدم حسه الوطني فى الانفعال والتفاعل مع الأحداث. وتقتضي الأمانة ان نقول بأن هذا لم يكن دأب جميع الضباط فهناك ثلة من الضباط اثرت الالتزام وتوخي مقتضيات العدالة هؤلاء ثم حصرهم فى قائمة شرف نخصص لها فقرة فى شهادة أخرى من شهادات التاريخ التالية انشاء الله.
    ننتقل الآن الى اجراءات ومجريات محاكمة الشهيدين المقدم بابكر والرائد فاروق.

    أولاً : محاكمة المقدم بابكر طيب الله ثراه :-
    جرت المحاكمة على مرحلتين :-
    المرحلة الأولى : تم تكليف العميد تاج السر المقبول برئاسة المجلس. التقيت العميد تاج السر وذكرت له لا يمكن بحال اصدار حكم الاعدام فى حق بابكر وفاروق فهما لم يشتركا فى تفكير ولا تخطيط ولا تنفيذ كما لا أنسى باني قلت له ان السابقة الوحيدة فى حكم الاعدام بالنسبة للبكباشي علي حامد وأخوانه خلفت المزيد من الأسى والندم والخسران واتفقنا على التدرج بالحكم وفعلاً ذهب العميد تاج السر وأحضر حكم مجلسه بـ 15 سنة وكما كان متوقعاً ثار الرئيس الأسبق وأخذ يقول هذا رئيس مجلس الانقلاب .. الخ رجع العميد تاج السر على عجل وتدرج بحكمه كما كان مرسوماً له ويصل به الى نهايته القصوى عشرون عاماً وذكرت له بأن الرئيس الأسبق – اذا طبق القانون – سوف يستدعي مجلساً جديداً وهذا ما حدث فعلاً وانصرف العميد تاج السر وقد زادت قامته طولاً وارتفعت مكانته رفعة وشموخاً



    المرحلة الثانية من محاكمة الشهيد بابكر :-
    كما توقعنا كان لا مناص من احضار شخص يناط به القيام بالمهمه وهكذا جرى استدعاء الشخص المعني بعد تعرضه لكل صنوف الضغوط والابتزاز وأنا هنا أمسك عن ذكر اسمه فقد تواثقنا منذ زمن بعيد على مراعاة مشاعر الأسر والأبناء الذين صاروا رجالاً الآن. فى ايجاز أقول بمجرد حضوره أخذته جانباً بعيداً عن الآخرين وسردت له ما قام به العميد تاج السر وأذكر تماماً – والله على ما أقول شهيد – بأني ذكرت له التزامه نحو بابكر كما ذكرت له مستخدماً اللغة الانجليزية ( This trend of blood shed must be stopped ) ولكنه وقف محتاراً ولم ينطق بكلمة واحدة وذهب ليستكمل اجراءات مجلسه ويسلم حكم الاعدام للرئيس الأسبق.

    محاكمة الرائد فاروق – طيب الله ثراه - :-
    بداية يجدر بي ان أشير – فى وقفه قصيرة – الى ما ظهر واضحاً ولا يكتنفه أي شك بأن الرئيس الأسبق كان يهدف الى اشراك الرجال الذين يلتفون حوله وتوريط البعض الآخر من الذين يشك فى ولاءتهم فى المحاكمات حسبما خطط لها وبالنسبة للشهيد فاروق وقع اختياره على العميد أحمد عبد الحليم – هنا نشذ عن القاعدة ونذكر اسمه استثناء – بحسب كونه ليس وطنياً صرفاً وبعد انتهاء خدمته ذهب الى من حيث قدم. العميد أحمد عبد الحليم كان صديقاً لفاروق وهو الذي أبعد من الجيش معه فى اواسط الستينات فى حادثة حجز وزير الدفاع والقائد العام فى مدينة جوبا وأعيد الخدمة فى صبيحة يوم 25 مايو. لم تشفع للأخ فاروق عليه رحمة الله أقواله التي اطلعت عليها فى سرعة خاطفة من كونه علم بالانقلاب بعد وقوعه من آخرين كانوا يقيمون فى لندن ومن رأيه الذي احتفظ به ليقوله فى الخرطوم بعد تحديد موقف السلطة الجديده من مايو الأولى .. الخ.
    قام العميد أحمد عبد الحليم بانجاز ما كلف به على عجل وامعاناً فى الاستفزاز كان يرتدي بيجامه الجيش المصري التي تحمل رتبة العميد وشاهدته بعدها وهو فى سبات ونوم عميق ومن جانبي أقول بأنه حدثت مواجهات بيني وبين العميد أحمد عبد الحليم وأذكر بأني نقلت فى احدى المرات ما جرى بيني وبينه للأخوة الضباط الحضور والذين لم أجد منهم ثمة تعليق أو اذن صاغية.

    تنفيذ الأحكام الصادرة فى حق الشهيدين بابكر وفاروق :-
    فى أعقاب توقيع الرئيس الأسبق على الحكمين حضر الى المكتب العقيد أحمد محمد الحسن وهو يحمل الأوراق التي تحمل توقيع النميري واذكر بأنه كان فى حالة من الهلع والجزع – وهذه هي الحالة التي ظل عليها طيلة تلك الفترة – وقال لي بالحرف الواحد بأنه لا يستطيع مواجهة بابكر وفاروق وأنه عاجز عن هذا وأحسبه صادق فى هذا لأنه لا يريد ان يعيد ما حدث له أثناء محاكمة عبد الخالق – طيب الله ثراه – حيث اعترض عبد الخالق على اشتراكه فى المجلس وترأسه له باعتباره قومياً عربياً وبالتالي فهو عدواً سياسياً له.
    وحسبما يقول القانون كان عليه ان يبحث الاعتراض داخل المجلس ومن ثم تكون الموافقة اوالرفض ولكنه بدلاً عن ذلك ذهب للرئيس الأسبق والذي اعاده الى المحاكمة مرة أخرى فى ايجاز أقول بأنه طلب مني الذهاب واعلان الحكم بدلاً عنه – وهذه هي المرة الأولى والوحيده التي يطلب مني القيام بهذا الواجب – لم أتهيب الأمر ليس فقط لأنه أمر صادر من سلطة عليا يجب تنفيذه ولكن اعلان الحكم لا يعني شيئاً بعد صدور الادانة والعقوبة والموافقة عليهما فهو يكون من باب تحصيل الحاصل وفى ظل مثل تلك المحاكمات التي تفتقر لمقتضيات العدالة يمكن القيام بالتنفيذ دون اخطار المتهم وأعتقد بأن هذا الذي حدث عند تنفيذ الاعدامات داخل معسكر الشجرة وربما أيضاً وجدت فى قرارة نفسي رغبة فى الالتقاء بالشهيدين لأني لم أحظى برؤيتهما بعد احضارهما. لم استمع من العقيد أحمد محمد الحسن أي حديث آخر عن ضباط آخرين أو فريق للتنفيذ لذا المرجعية بالنسبة لي هي طلب مدير القضاء العسكري بقراءة الأحكام وأخطاره بعد التنفيذ وما يدل على ذلك اني استخدمت عربتي الخاصة فى الذهاب للموقع. أما عن الضابط محمد ابراهيم لم أشاهده قط إلا فى لحظة خاطفة عندما سمعت الشهيد فاروق ينادي عليه وهو يتوارى خلف العربات وأذكر تماماً ما نطق به الشهيد ( تعال يا محمد ابراهيم وشوف كيف يموت فاروق حمد الله وأخبر أصحابك ).
    أما ما ذكره الأخ صديق من أنه طلب مني الاستماع الى وصيتي الشهيدين فهو لابد ان يكون صادقاً فى هذا ولكنه لم يكون ضرورياً لأني أخذت الوصيتين فى وقت مبكر وذلك بعد تلاوة الحكمين وذلك على النحو التالي بعد ان القيت التحية على الشهيد بابكر تحدث معي حديثاً مقتضباً عن عدم الجزع والثبات وقام بخلع بدلته – البدله الكحلية والتي لن أنساها ما دمت حياً – وذكر لي بأنها تحوي بداخلها وصيته والتي يجب تأمين وصولها للسيدة قرينته زوجة الشهيد وأخت الشهداء الخنساء وبسرعة حملت البدلة وكانت من النوع الذي يمكن تصغيره وتواريت من أعين الجميع وقذفت بها فى درج العربة بعد ان أحكمت أغلاقها.
    أما الشهيد فاروق قال لي : (يا عبد المنعم لا وصية خاصة ولكن يا عبد المنعم اذهب اليهم وقابلهم وقل لهم أنا الذي جمعتهم وأنا الذي صنعت بهم مايو وأنا.........)
    ما ذكره الأخ صديق من أني كنت شارد الذهن وأنظر الى الأرض هو صادق فيه وهذه هي الحالة التي شاهدني عليها الشهيد بابكر وقال أكثر من مره يا عبد المنعم لا تحزن وكيف تحزن علينا هذا ما لم يسمعه الأخ صديق وهل يمكن لأي شخص مهما أوتي من صلابة ووعي ان يستوعب كل شارده ووارده فى ذلك الموقف العصيب.
    أما عن اشارة البدء فقد استخرت الله فى ان يلهمني تفصيل ما حدث وقد استقرت نفسي تماماً الى ان ما جرى هو استمرار هتافات وتحدي الشهيدين وتراخي فرقة الاعدام وفجأة استمعت لصوت الرصاص فادرت ظهري لذلك المشهد وذهبت بعيداً الى العربة وكنت أول من وصل الى المعسكر. وهنا أود أن أقول بكل الصدق والشجاعة المعنوية التي أشكر الله عليها لن أتنكر بقول أوفعل استحضره وأكون طرفاً فيه هذا ومن ناحية أخرى ذلك التصحيح وتلك الاضافات التي أوردتها لا تعتبر انتقاماً أو قدحاً فى افادات الملازم صديق وزميله اسماعيل بل ليس لي إلا أن أشيد بها بوصفها اضافة للتوثيق الأمين والمتجرد كذلك احي فيهما ذلك الحس الوطني العالي الذي تمتعا به فى ذلك الوقت المبكر من حياتهما العسكرية والذي أثلج صدري كثيراً استمراره معهما وكان سبباً فى الخروج من الخدمة وهما فى تلك السن المبكرة وأنا اتطلع الى الالتقاء بهما للتعارف ومعرفة الأحوال الخاصة والعامة. أما ما قام به الضابط محمد ابراهيم من اجهاز على الشهيد بابكر فقد علمته للمرة الأولى من افادة الملازم صديق وهذا الضابط قد استعبده الشيطان وتملكته نوازع الشر منذ بداية مايو وكانت ممارساته ومن هم على شاكلته احد الأسباب فى اقصاء بابكر وفاروق وهاشم فى 16 نوفمبر ومن ثم احد الأسباب أيضاً فى قيام حركة 19 يوليو كما سوف يأتي تفصيله فى شهادة قادمة انشاء الله.
    يجب ألا ينتهي الحديث والتقصي عن محاكمة الشهيدين بابكر وفاروق عند هذا الحد بل لزاماً علينا ان نذكر بأن الظلم الذي حاق بالشهيدين يفوق كيفاً ونوعاً الظلم الذي لحق بالأخوة الشهداء الآخرين وذلك لسببين أولهما ورد فى أقوال الشهيد هاشم – ذلكم الشامخ العالي الهمه – عليه رحمة الله فقد ذكر فى أقواله ما يفيد بأن بابكر وفاروق لم يكونا على علم ومعرفة بنية التحرك ولا موعده ولا تنفيذه والاعلان عن ضمهما للمجلس جاء نتيجة للمبادئ والأهداف المشتركة. أما السبب الثاني يكمن فى تلك الطريقة التي انتهجت فى قسرهما واحضارهما على ذلك النحو المشين وقد صدرت صحيفة جديدة مؤخراً تحمل وجهة نظر القذافي فى اعتبار الذي حدث لا يعد قرصنة !! أما واقع الحال يسجل للتاريخ بأنها ام تكون قرصنة فحسب بل هي قى مضمونها فعل يخالف شرع الله وما جاء به رسوله وهو عمل يجافي الموروث العربي الأصيل فيما يتعلق بالاستجارة وتأمين المطلوب ومنحه الملاذ وهي أيضاً انتهاك للقوانين الوضعية وقوانين الانسانية وحقوق الانسان وقد اصابت لعنة ونقمة الشهيدين ذلك النظام الذي تهاوت وسقطت شعاراته ومبادئه التي أقامت الدنيا ولم تقعدها وأنتهى به الأمر الى الاستكانة ودخول بيت الطاعة.

    كيفية التصرف فى وصيتي الشهيدين
    أولاً بالنسبة لوصية الشهيد بابكر والتي كانت داخل البدلة التي أشرت اليها وحمدت الله كثيراً على احتفاظي بها بعد الخروج من معسكر الشجرة. أتيحت لي فرصة نادرة فى ذات الليلة وأنا فى طريقي الى منزلي وبعد عبوري جسر النيل الأزرق من الجنوب الى الشمال التقيت عند نهاية الجسر الأخ الصديق ابن الدفعة المقدم محمد نور عثمان خالد وأنا أعلم رابطة الدم وصلة القرابة الوثيثقة بينه وبين الشهيد وبالتالي مع زوجته السيده الفاضلة وهكذا دفعت له بالبدلة واخبرته بالوصية وشكرت الله على تهيأت هذه الفرصة والشعور بالطمأنينة بتسليم الوصية.
    وهنا يحضرني أن أذكر بأن هناك وصية أخرى كلفت بتسليمها هي وصية الصديق الدكتور مصطفى خوجلي والذي بالرغم من عدم ورود اسمه كرئيس للوزارة المقترحة المزعومة أو اثبات كونه عضواً باللجنة المركزية إلا ان كل هذا لم يعفيه من الحكم عشرون عاماً وبعد صدور الحكم فى ساعة متأخرة من الليل استطعت الوصول اليه وتسلمت وصيته وقمت بتسليمها يداً بيد للسيده زوجته فى منزل والدها.

    ثانياً : وصية الشهيد فاروق
    لأكثر من عامين وأنا أحمل على كاهلي ذلك العبء الثقيل ايصال وصية فاروق للمعنين الذين ذكرهم. وفى أثناء هذه الفترة قام الرئيس الأسبق بانقلاب داخلي انتصر فيه للخصائص الكامنة فى شخصيته من غدر وعدم وفاء وتنكر وهكذا قام باقصاء الأعضاء الذين اختاروه وآزروه وتركوا مناصبهم من أجل تنصيبه أول رئيس لجمهورية السودان المكانة والموقع الذي لم يتربع عليه أولئك الشوامخ من الوطنيين التاريخيين الذين بذلوا التضحيات من أجل قيام الدولة السودانية فى تجرد وايثار وعزة نفس.
    أتاح لي خروج الأعضاء من السلطة التفكير فى الالتقاء بأحدهم ونقل رسالة الشهيد فاروق وقد اهتديت الى اختيار الأخ اللواء خالد حسن عباس وذلك لجملة أسباب منها كان اللواء خالد ابن دفعه فاروق بل هو صديقه وآخر من التقى به قبل يومين او أكثر فى لندن وهناك سبب آخر دفعني لهذا اوجزه فى سلوك اللواء خالد وكتمان حزنه على ذلك النحو النبيل وذلك وبالرغم من فقدانه لأخيه فى حادثة بيت الضيافة إلا أني أشهد بأنه كظم غيظه ولم يجنح الى التشفي أو اظهار الحقد وتقتضي الأمانة أن أذكر بأن ذلك كان داب بقية ألأعضاء عدا واحداً منهم شارك الرئيس الأسبق فى تجاوزاته واظهار الحقد واللجوء الى أفعال معيبة شاركهم فيها عدد محدود من الضباط المشوهين أخلاقياً.
    اذن حزمت أمري وذهبت الى الأخ اللواء خالد فى منزله وفى مقابلة قصيرة نقلت بايجاز ما ذكره الشهيد فاروق فى أقواله من كونه لم يكن يعلم شيئاً بل لم يصدق قيام حركة مثل هذه وقد ترك البلد هادئة وحديثه عن موقفه الثابت عن مايو والتزامه بالمبادئ الأولى وما ذكره للصحافة من كونه لن يدلي بشئ قبل وصوله السودان وأخيراً ما كلفني به من الذهاب ومقابلة الآخرين وتذكيرهم بدوره هذا ما كان من جانبي أما الأخ خالد أذكر تماماً أنه كان يستمع بانتباه لا يخلو من دهشة ارتسمت على وجهه وذكر لي فى كلمات قليلة أنه لم يكون يعلم بمثل هذا الحديث وهذه هي المرة الأولى هكذا ودعته وانزاح عن كاهلي مرة أخرى حملاً ثقيلاً.
    فى ختام هذه الشهادة أقول بأنه لم تمضي سوى أيام قليلة وبتاريخ 8/8/1971م وفى أثناء سير المحاكمات وجدت نفسي مبعداً من الخدمة ضمن قائمة طويلة فى مقدمتها اللواء مبارك عثمان – طيب الله ثراه – وكانت تحوي أكثر الضباط علماً ومعرفة بأصول العسكرية والتزاماً بقواعد المهنية والاحتراف وأكثرهم شجاعة معنوية وحساً وطنياً ومن المفارقات ان تحوي هذه القائمة أسماء بعض الأخوة الذين سعيت الى تبرئتهم مع الزملاء الآخرين أذكر منهم الزميل الصديق عثمان محمد بركات والأخ أحمد محمد موسى الخير وغيرهم.
    لم أجزع لهذا الابعاد فقد كنت أتوقعه منذ أيام التحاقي بوزارة العدل والذي لم أتصوره هو البقاء فى الخدمة بعد كل ذلك الذي حدث وعايشت احداثه ووقائعه وهكذا شكل هذا نقطة تحول كبرى فى شخصيتي ومعتقداتي وكانت تلك النقلة النوعية الى ساحة الشأن العام والتأثر والتأثير بما يدور فى تلك الساحة حيث الحصول على النضج والصقل وتبلور الأفكار والاعتقاد بل الايمان المطلق بحتمية الديمقراطية ومؤسساتها وسيادة حكم القانون وقيام مجتمع الكفاية والعدل.
    والى شهادة أخرى من شهادات التاريخ انشاء الله.


    عقيد حقوقي (م)
    عبد المنعم حسين عبد الله
    حلفاية الملوك
                  

08-04-2006, 05:19 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد ف (Re: عبد المنعم عبد الله-الحلفاية)

    Quote: المرحلة الثانية من محاكمة الشهيد بابكر :-
    كما توقعنا كان لا مناص من احضار شخص يناط به القيام بالمهمه وهكذا جرى استدعاء الشخص المعني بعد تعرضه لكل صنوف الضغوط والابتزاز وأنا هنا أمسك عن ذكر اسمه فقد تواثقنا منذ زمن بعيد على مراعاة مشاعر الأسر والأبناء الذين صاروا رجالاً الآن. فى ايجاز أقول بمجرد حضوره أخذته جانباً بعيداً عن الآخرين وسردت له ما قام به العميد تاج السر وأذكر تماماً – والله على ما أقول شهيد – بأني ذكرت له التزامه نحو بابكر كما ذكرت له مستخدماً اللغة الانجليزية ( This trend of blood shed must be stopped ) ولكنه وقف محتاراً ولم ينطق بكلمة واحدة وذهب ليستكمل اجراءات مجلسه ويسلم حكم الاعدام للرئيس الأسبق.




    الشخص المعني الذي أمسك صاحب الشهادة والتوثيق عن ذكر إسمه
    تعرض للتهديد والإبتزاز فقد أتهم بالمشاركة في حركة يوليو وتارة أخرى أتهم بقيادة تنظيم عنصري
    وهدد با لأعدام
    ولم يشفع له القسم الغليظ الذي اداه
    ولا الدموع التي زرفها
    ولا تأكيده بدفاعه عن مايو ورئيسها

    طلب منه أن يثبت ولاءه
    بتلك الطريقة الخسيسة
    إصدار حكم الإعدام على المقدم بابكر النور

    ولم يستمع للنصح الذي قدمه له عبدالمعم صاحب الشهادة الهامة
    ولم يتاسى بموقف العميد تاج السر المقبول

    بابكر النور واجه الموت بشجاعة الرجال
    تاج السر المقبول ذهب مرفوع القامة مرتاح الضمير
    غاص الجبان في الوحل
                  

08-04-2006, 09:27 AM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد ف (Re: عبد المنعم عبد الله-الحلفاية)

    شكرا بكري,

    تحية و شكر للعقيد حقوقي (م) عبد المنعم حسين عبد الله علي هذه الإضاءة التاريخية الهامة و التي نتمني أن تأتي كبداية لشهادات و وثائق عديدة لم يتثني لأسر و أبناء الشهداء الحصول و الإطلاع عليها بعد بخاصة جانب طبيعة و محتوي ما سمي جزافا بمحاكمات و الظروف التي أحاطت بلحظات الإعتقال و الحرمان من مجمل الحقوق التي يناط تقديمها للمعتقلين في مثل تلك الظروف إضافة لأهمية تعرف أسرهم و أبناءهم علي الأماكن التي قبروا فيها..إلي جانب ألئك الذين لم يتثني لهم بعد الحصول علي أدني معلومات أو وصايا!

    نترقب المزيد,
    و العديد من الشهادات و الإدلاءات..

    تحية و رحمة لشهدائنا طيب الله ثراهم.




    نسخ الرابط لوضعه في منتدى

    (عدل بواسطة Elmuez on 08-04-2006, 09:46 AM)

                  

08-04-2006, 02:49 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد ف (Re: عبد المنعم عبد الله-الحلفاية)

    Dear Abdelmoniem
    I run shorts of words to express my gratitute to you for this post. Farouk, Babikr and other Sudanese patriots stood tall facing the firing squad. Itis the time to present all the information about their heroic stand. The names of the collaborators of May regime, the cowards who assist the butchers in the trials should be mentioned. We should all learn from Sheikh Babikr Bedri, the father of modern women education, who has written in his memoirs the facts, even if some of the facts were against his Islamic Ansari beliefs
    Regards
                  

08-04-2006, 08:12 PM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد ف (Re: Elmoiz Abunura)

    للتاريخ
                  

08-05-2006, 01:06 AM

غادة عبدالعزيز خالد
<aغادة عبدالعزيز خالد
تاريخ التسجيل: 10-26-2004
مجموع المشاركات: 4806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد ف (Re: القلب النابض)

    الأستاذ
    عبد المنعم حسين عبد الله

    لك منى كل التحية
    و شكرا على هذة الشهادة الهامة

    ودى و احترامى
    غادة
                  

08-05-2006, 01:54 AM

أحمد علاء الدين
<aأحمد علاء الدين
تاريخ التسجيل: 05-23-2005
مجموع المشاركات: 1329

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد ف (Re: عبد المنعم عبد الله-الحلفاية)

    التحية و التجلة للأخ عبد المنعم حسين عبدالله , على هذا التوثيق وعلى هذه الاضاءة التاريخية الهامة حول اعدام الشهيدين بابكر النور سوار الذهب وفاروق عثمان حمد الله , ولو سمح لي بسؤال ظل هاجسا لنا طوال هذه المدة عن مجزرة بيت الضيافة ومن الذي ارتكبها هل هم الشيوعيين ام المايويين؟ وقد اطلعت توثيقا يؤكد بأن المايويين هم الذين ارتكبوا تلك المجزرة لتشويه صورة الشيوعيين و للانتقام منهم ! ولكني و انصافا لابننا(الغالي)العقيدالشهيد عثمان حاج حسين (عثمان أبوشيبة)قائد الحرس الجمهوري وددت أن أعرف عن دوره في هذا الانقلاب وخاصة و أن البعض (ربما) يحمله (جهلا) عن ما حدث من مجزرة بيت الضيافة.
    ولكم تحياتي
                  

08-05-2006, 05:31 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد ف (Re: عبد المنعم عبد الله-الحلفاية)

    Quote: والى شهادة أخرى من شهادات التاريخ انشاء الله.

    لننتظر
    فصدور الرجال لازالت مليئة باسرار تلك الفترة الكالحة
    سيهطل المطر وتظهر الحقيقة !!
    تحياتي
                  

08-05-2006, 08:10 AM

أحمد علاء الدين
<aأحمد علاء الدين
تاريخ التسجيل: 05-23-2005
مجموع المشاركات: 1329

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد ف (Re: عبد المنعم عبد الله-الحلفاية)

    أخي وعزيزي الغالي خالد
    لكم التحية ولكم التقدير , حقيقية أنا بالجد متلوم معاك كتير وكتير ومعذرة في ذلك وسوف أحاول بعون الله الأتصال مع شخصكم الكريم و اعتذر لكم عن هذا التقصير بشدة .
    وبالطبع لسع لدينا حبل الصبر ممدود لمعرفة تفاصيل ما حدث وخاصة و أن الشهيد أبوشيبة يهمني أمره جدا نسبة لصلة الرحم و العلاقة الأسرية التي تربطنا به
                  

08-05-2006, 09:33 AM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد ف (Re: عبد المنعم عبد الله-الحلفاية)

    ألاخ عبد المنعم
    تحياتى
    كان يجب ذكر المصدر وهو صحيفة السودانى (العدد الاسبوعى) الذى يصدرصباح كل جمعة
    خالص شكرى .
                  

08-05-2006, 09:54 AM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد ف (Re: عبد المنعم عبد الله-الحلفاية)

    التحية والتقدير غلى هذا الجهد الرائع للتوثيق لفترة تاريخية هامة في مسيرة الشعب السوداني والحركة الثورية السودانية .كتب الاستاذ عبد المنعم:-


    Quote: ( أني أشهد بأنه كظم غيظه ولم يجنح الى التشفي أو اظهار الحقد)



    ان لم تخني الذاكرة ,الا ان هنالك صورة التقطت ابان تلك الاحداث ويبدو فيها الشهيد يايكر النور مقيدا وخالد حسن عباس يوجه للشهيد صفعة على وجهه !!!ما مدى صحة ذلك؟؟











                  

08-07-2006, 01:08 AM

أحمد علاء الدين
<aأحمد علاء الدين
تاريخ التسجيل: 05-23-2005
مجموع المشاركات: 1329

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شهادة من شهادات التاريخ عن ما حدث فى19/22يوليو71محاكمة واعدام الشهيدين بابكر النو والرائد ف (Re: عبد المنعم عبد الله-الحلفاية)

    الأستاذ عبد المنعم ... وينكم!!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de