مواضيع توثقية متميزة

حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-16-2024, 10:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-10-2003, 05:33 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية (Re: Deng)

    مرة اخري الحبيب عادل عبدالعاطي ، هذا هو الفصل الأول من كتاب لى لا زال فى طور الاعداد والكتابة ، اسمه ( السودان : اختلال البني وامكانية الحداثة) ، اتمني ان اجد طريقي قريبا الى خارج السعودية لأتمكن من استكمال فصوله ، لأنني عاجز عن استكمالها هنا لأسباب مزاجية بحتة ، ورأيت ضرورة نشر هذا الفصل هنا ، للتدليل على رؤيتي الشمولية للأزمة ، وانني احاول قدر الامكان اضافة شيء من موقعي السياسي وموقعي الثقافي ، وأحاول قدر الامكان الى توجيه نقد ذاتي معمّق لمختلف أوجه النشاطات السودانية ، وفى الفصول اللاحقة التى نشر جزء منها فى صحيفة الزمان ، ركّزت على نقد صارم لحزب الأمة ، والمقالات موجودة بحوزتي ، غير انها طويلة جدا ، وأخشي انني لا استطيع اعادة كتابتها الآن هنا ، لضياعها من جهاز الكمبيوتر واحتفاظي فقط بارشيف الصحيفة ( الزمان) على انني سأحاول وسعي لأجل نشرها هنا لتجد حظها من النقد والملاحظات ، واتمني ان احصل ايضا على ملاحظاتكم انت والاخ كمال عباس على هذين المقالين فى ما يتعلق بدور حزب الأمة فى هذه القضايا ، ليس ما يخص السياسة وحدها وانما الاجتماع والثقافة كذلك ، من اجل ان تتسع الرؤية وتحدث التلاقحات المطلوبة لتكوين رأي سياسي وثقافي معمّق حيال دور الحزب فى هذه القضايا ، مع اعتذاري المسبق عن الاطالة



    الأبعاد الثقافية للأزمة السودانية



    افتراضات كثيرة وجدت طريقها إلي الواقع السوداني في أعقاب توقيع تفاهم ضاحية مشاكوس قرب العاصمة الكينية نيروبي، إذ فتح التفاهم الباب علي مصراعيه أمام خيار الانفصال الأمر الذي دفع أطراف سودانية وعربية عدة لطرح تخوّفات خشية أن يؤدي انفصال جنوب السودان إلي نتائج وخيمة، أولي هذه النتائج ما سيواجهه الأمن القومي العربي من تحديات نظرا لحساسية العوامل الجيوسياسية في السودان والبعد المائي المهم الذي سيضع مصالح مصر العليا في مهب الرياح، وثانيها أن السماح بانفصال الجنوب سيشجع اثنيات أخري في القارة الأفريقية والعالم العربي علي المطالبة بالانفصال الشيء الذي سيكون مدعاة لتقسيمات مستقبلية في المنطقة، وثالثها أن الانفصال سيؤدي إلي إضعاف السودان وإهدار قدراته الاقتصادية التي يستمد بعضها من الجنوب علاوة علي التنازع الحاصل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية علي مناطق إضافية تتعدي الحدود المعروفة لعام 1956م !
    وفي واقع الأمر فان الناظر بعمق إلي الأزمة السودانية سيجد أنها تأسست تراكميا علي أخطاء تاريخية ارتكبها الساسة في الشمال والجنوب أدت لإفراغ شعار "الوحدة الوطنية" من مضامينه، فالأحزاب السودانية كلها انحرفت عن مساراتها القومية لتحصر رؤاها الفكرية ومناوراتها السياسية في إطار إقليمي ضيّق، وعازلة "الآخر" عن المشاركة الفعلية في الفاعلية السياسية بما يخدم خط الوحدة ويرسّخ القناعات الايجابية بجدواها.
    يصعب الجزم قطعا بأن الكيانات الاثنية والجهوية في السودان حظت بذات القدر من تكافؤ الفرص والتذويب الكامل في النسيج القومي، عدا عن أن التاريخ السوداني بتشوهاته رفد التجربة المعاصرة بعناصر خلل أدامت وجودها في الحاضر السياسي والاجتماعي، وغذته بعوامل التفريق، ما يلزم إعادة النظر في كثير من مدوّنات التاريخ وكيفية النظر إليه، إذ لطالما عني السودانيون عناية فائقة بترسيم تاريخهم علي نحو متشظ ولم يتناولوه بمعايير نقدية تجافي النزعات المذهبية والاثنية والسياسية إلا فيما ندر، وواقع الأمر فان الأمر يتطلب قدرا من الجرأة و"الشفافية" في نقد الشخوص التاريخية وإبانة أدوارها في استفحال الأزمة، بيد أن الجهود السياسية اتجهت إلي تبرئة التاريخ من أوجه الخلل، فالذين وجهوا عنايتهم إلي تحقيق مطلب الاستقلال لم يعملوا علي وضع مشروع استراتيجي للسودان يعقب مرحلة استقلاله عن بريطانيا، ورغم أن جهودهم الجبارة أثمرت عن ميلاد الدولة السودانية الحديثة، إلا أن غياب المنهج الاستراتيجي أجهض تجربة المجتمع المدني بعد عامين فقط وهي ردة تاريخية يحاسب عليها "حزب الأمة" الذي فتح الباب واسعا أمام استدراج المؤسسة العسكرية للعبة السياسة السودانية، الأمر الذي جعلته الكيانات السياسية ديدنا لها وهي تقلّص المساحات المدنية وتسمح بإقحام العسكر في السلطة، ما أدي تاليا إلي إجهاض المشروع المدني بكامله في ضوء إقدام الحزب الشيوعي السوداني علي الإطاحة بالحكومة المنتخبة في مايو 1969م كنتيجة لمحاولات تغييبه عن ساحة العمل السياسي الجماهيري والتحرش به قضائيا ودستوريا، ثم عنّ للجبهة الإسلامية القومية فعل نفس الشيء في يونية 1989م، وكانت اللعبة في معظمها تدار من قبل اثنيات محددة أعطت لنفسها الحق في تداول السلطة في ما بينها عازلة الآخر وواصفة محاولاته للترقي بأنها " محاولات عنصرية" وهو أمر أكدّه الأب فيليب عباس غبوش رئيس الحزب القومي السوداني في ندوة له بعد منتصف الثمانينات في الخرطوم بعد أن اتهمت مجموعة من العسكريين تنتمي إلي منطقة جبال النوبة بالتخطيط لانقلاب عسكري، والحقيقة أن الشعور بالتهميش _ الذي وضح في خطاب غبوش _ لا ينحصر في جبال النوبة أو الجنوب فحسب، إنما يشمل مناطق كثيرة كجبال الأنقسنا شرقي السودان، والبجة في الشرق، بل أن عناصر شمالية من المجموعات الاثنية المتهمة بالهيمنة تشعر بأنها مبعدة عن لعب أي دور وأن مناطق بأكملها في شمال السودان لم تحظ بالخدمات الأساسية اللازمة !!
    تعمّقت في السنوات الأخيرة رؤى تميل إلي تقسيم السودان إلي "مركز" و"هامش"، فالمركز بحسب هؤلاء يحتكر السلطة والثروة ويهيمن علي الخطاب الثقافي في السودان، ويديم نسقه القائم علي البعد العروبي الإسلامي بالتشديد علي والتمسك بسلطته (السياسية _ الثقافية _ الاجتماعية _ والدينية ) الأمر الذي يجعل المواجهة حتمية بين الهوّيات السودانية المتشاكلة بين عربية _ إسلامية وأفريقانية وسودانوية. بلغت المواجهة ذروتها بوصول الإسلام الراديكالي إلي السلطة صبيحة الجمعة 30 يونية 1989م، إذ تراجع المشروع القومي بكامله لجهة "المشروع الحضاري" القائم علي أسس دينية وثقافة أحادية في ظل مجتمع متعدد !
    وكانت أوضح صورة للاختلاف البائن بين الثقافات متمثلة بتحوّل الحرب من مواجهة سياسية إلي مواجهة دينية استتبعت تصعيدا في النبرات الثقافية والاثنية والمجتمعية وأحدثت شروخ في جدار الوحدة الوطنية بحسبان أن إطار الدولة التي حددته الإنقاذ، طارد للعناصر الأفريقية والمسيحية !
    في المقابل، فان خطاب النخب السياسية الجنوبية لم يخل من إقصاء للآخر متمثلا بالثقافتين العربية والإسلامية، ولم يتجرد من مقابلة بعض المصطلحات المهينة في الشمال من شاكلة "عبد" و"خادم" بمصطلحات "مندكرو" و" وأولاد عرب" وغيرها من النعوت التي تعمّق مدلولات سالبة تهدم الوحدة الوطنية والشعور بالانتماء لسودان يسع الجميع !!





    عرضنا في الجزء الأول إلي المركز والهامش، فالمهمشون في السودان تعمّق لديهم شعور بالعزلة الاقتصادية والسياسية وأن ثقافتهم تم تذويبها لجهة المركز الذي استأثر بالسلطة والثروة، لكن مفهوم "المركز" بحد ذاته يجر إلي طرح إشكالية أخري، فالمركز بمعناه الجغرافي يعني أواسط السودان وشماله، وبمعناه الثقافي يشمل شرائح مقدرة من غرب البلاد سماتها الثقافية العربية أشد وضوحا من بعض مناطق الشمال ذات النسق الثقافي الهجين بين "النوبية" و"العربية"، بل أن العجمة التي يتميز بها لسان أهل الشمال علاوة علي مظاهر الحضارات القديمة التي لا زالت تميّز ثقافتهم تدلل بوضوح إلي حجم التهميش الذي يعانون منه، وقدر لمثقفين جنوبيين أن يكونوا جزء من " نخبة المركز"، فكيف يصح الافتراض بأن النظرة الحالية للمركز والهامش هي محل ثقة ؟
    الواقع أن النخب السودانية هي التي تشكل "المركز" ارتهانا لمصالح أملت عليها إنشاء تحالف تاريخي دجّن السودان في إطار ثقافة فرضت آلياتها من خلال السلطة والثروة واستوعب مجاميع ثقافية محددة، بيد أن تلك الثقافة استندت إلي النسق الثقافي لوسط السودان وشماله من دون الأخذ بالاعتبار تباين الثقافات حتى في المنطقة الجغرافية التي اعتمدتها كثقافة للسودان، والحقيقة أن تلك النخب لم تع خطورة عزل الثقافات الأخرى وتطويعها لصالح ثقافة أحادية علي وحدة السودان القائمة علي التنوع.
    بعض يميلون إلي تفسير الوحدة علي أنها وحدة جغرافية تبقي علي كامل التراب السوداني، غير أن الوحدة لا يمكن ابتسارها في معني جغرافي ضيّق لا يحيط بالعناصر الدينية والثقافية والمجتمعية، لكن في الوقت ذاته فان النخبة السودانية المتحالفة استلفت ثقافة الوسط للتعبير عن قومية مصطنعة تواري بها نزعتها الأحادية، ولعل الحكم بهذه الغلظة لا يكون دقيقا إذا ملنا لمحاكمة النخبة بناء علي حيثيات تورطها في تعمد إقصاء الثقافات الأخرى، ففي الواقع أدت جملة اختلالات في النسيج الاجتماعي السوداني إلي سيادة تلك الثقافة و"قمعها" الثقافات الأخرى، ولا يمكن تبرئة الشرائح المجتمعية المستندة إلي القبيلة والجهة من مآلات الحراك المجتمعي والثقافي في السودان، بل أن النسيج القومي بكامله لا زال يعاني هشاشة واضحة دفعت المجاميع المختلفة إلي التحصن خلف لافتات القبائل والجهات ولم يقو الشعور القومي علي مغالبة التشظيات حتي داخل الكيانات السياسية التي نشأت في مبتدأها أكثر قومية مما هي عليه الآن.
    تطالب مجاميع ثقافية مختلفة بحقها في التعبير عن نفسها ورفع الغطاء الثقافي " الإسلامي العروبي" الذي يكبح نموها في السودان، ويمنع ملاقحاتها المثمرة، ويذهب بعض بعيدا في المطالبة بإزاحة النسق العروبي بكامله لجهة اعتماد ثقافة أو "مجموعة ثقافات افريقية" بحتة، ويبدو الصراع وكأنه اعتمد آلية ديكتاتورية لفصل الثقافات السودانية ومنازعاتها لتسيّد المشهد السوداني من دون الأخذ في الاعتبار ضرورات إفساح المجال لخيار عقلاني يتمثل بحوار الثقافات وتصالحها واكتشاف تأريخها المتلاقح في السودان وإمكانية أن تسود السودان ثقافات متعددة تعبر من خلال مجاميعها المتباينة عن ثقافة سودانية ذات ملمح متعدد يعبّر عن " كل السودان" بدون اختزال معني الثقافة السودانية في الماعون العربي أو الأفريقي.
    انفجار الصراع في 1955م لم يكن متولدا عن الشعور بالغبن الذي يحس به الجنوبيون فحسب، إنما مورس قدر من التهميش بحق الجنوبيين أثناء تأسيس الدولة السودانية المستقلة ولم يكن الساسة الجنوبيون مشمولون في المحادثات التي أجرتها الكيانات السياسية الشمالية مع حكومتي بريطانيا ومصر، والواقع أن السياسة التي استخدمها البريطانيون بقفل المناطق الجنوبية من البلاد في وجه الشماليين، قوّت التنافر الذي ارتهن بالأساس إلي مأزق تاريخ الرق والعبودية رغم أنها ممارسات صبغت القبائل المنيعة في الشمال والجنوب علي حد سواء، "أورد البروفسير محمد عمر بشير في كتابه The Southern Sudan: Background to conflict حقائق عن اعتداءات أوقعتها قبائل كبيرة في الجنوب علي قبائل أصغر"، وتتخوّف ذات القبائل حاليا من أن أيّ خطوة انفصالية في السودان ستوقع بها أذي غير محدود، فالاستعلاء العرقي والثقافي لا يسم تعامل الشمال بالجنوب وحده، إنما يشكّل أساس لتعامل قبائل جنوبية تجاه أخري أيضا !!
    اذن ، فان الأمانة الأخلاقية تقتضى الاعتراف بالحاجة السودانية العارمة الى اجراء اصلاحات لا تطال السياسة وحدها وانما تطال كل بنيتنا الاجتماعية والثقافية والمعرفية استجابة لمنطق التطور الطبيعى ولابد من تلمس دروب المستقبل وفق رؤية متعمقة تعالج خلل الشخصية الجمعية المنسحب على مجاميعنا الاثنية والثقافية والسياسية نشدانا لمجتمع مدنى يتأسس على غير المغالبة وعلى دعائم تستبعد تماما ثقافة العنف والقهر وتحل محلها ثقافة الحوار الحقيقى وتسعى لتأمين مؤسسات مدنية مقتدرة تحفر فى المرئيات الفكرية والسياسية لازالة التناقضات التى تغشى حياتنا المعاصرة وتجعلها محصنة فى تجاويف النزعات الماضوية والمحافظة السمجة على عناصر ثقافية ومعرفية ما عادت تقوى على البقاء فى واقع العصر الحالى ، فالديمقراطيات السابقة لم تكن الا ميدانا للحرث السياسى فحسب ولم تتجه لتجذير الوعى الديمقراطى والحقوقى والحوار بنواحيه المختلفة ، والفرد السودانى لا تزيد عنده ثقافة الديمقراطية عن سلوك القطيع الذى يمارس أمام صناديق الاقتراع من دون ايمان راسخ بحقوقه وحقوق "الآخر" والثقافة المدنية التى ينبغى أن تسود .



    حقائب المفاوضات والتركة التاريخية الثقيلة

    لا يمكن قطعا لأيّ باحث أو كاتب مهتم بالشأن السوداني اقصاء عناصر الاشعال التي قادت تدريجيا لأن تكون الأزمة السودانية عصيّة علي الحل الي هذا الحد ، والواقع أنه لا يمكن تبرئة الواقع السوداني ولا الجغرافية السياسية المحيطة به من تداعيات الأزمة ، ثمة ملاحظات تتبادر الي الذهن حين الشروع في دراسة هذا النوع من الأزمات المزمنة .
    الأبعاد التاريخية التي القت بظلالها الكثيفة علي طبيعة العلاقات في المجتمع السوداني ، هشاشة التكوين القومي وحداثة الدولة ، الجذران العرقيان الاساسيان في السودان اللذان استتبعا التفافات ثقافية ودينية أفضت الي نشوء محورين متصارعين ، دور النخب السياسية والثقافية في الشمال والجنوب في تذويب أو (تعميق) النعرات العنصرية والجهوية ، طبيعة التعاطي و(الايمان) بالديمقراطية المتناسلة من الاسرة والمدرسة وصولا الي الانسجة السياسية والثقافية ، وتجذّر ثقافة حقوق الانسان بمعانيها العميقة التي تتجاوز المحكيات والمأثورات السياسية الي نزعة قومية ملتزمة بحقوق الانسان فعلا ، المدوّنات التاريخية ومدي شمولها للحقب التاريخية كافة لإبانة الملامح الكاملة ل(شخصية السودان) ، مسألة الهوّية والتساؤلات المتعلقة بها ، الروافد الخارجية التي غذت الصراع ، المرارات التي خلّفتها الممارسة السياسية والاجتماعية الخاطئة بحق المجاميع المهمشة ، قسمة السلطة والثروة ، التركيبة السياسية وأشكال الانتماء البدائية التي أفرغت الكيانات السياسية من مضامينها القومية الرامية الي اقرار حالة من الانتماء القومي ، الخلل التربوي المتمثل في ثقافة تقوم علي التفرقة والتمييز ، كلها _ الي جانب غيرها _ عوامل تتطلب بحوث معمّقة ونقدا سياسيا واجتماعيا علي نحو صارم يهدم الأنساق القديمة ، ويؤسس لمجتمع حديث قائم علي معادلة التعدد ، وحق المجموعات كافة في التعبير عن نفسها بآليات حضارية .
    لكن الوصول الي هذا المستوي الحضاري الذي نطمح اليه يحتاج وقفة طويلة مع النفس ، ومراجعات ذات شروط محددة تلغي ذهنية التفوق والامتياز لجهة أن يستنهض جانب الشفافية والاعتراف بالارث الثقيل من التقاليد والمرئيات التي أقعدت مجتمعنا عن النهوض ، وجعلته مجتمعا أسيرا لتاريخ مشوّه ينبغي أن نتداركه .
    السودانيون مدعوون بطبيعة الحال الي القفز علي النسق الذي رسّخ ثقافة الكراهية و"العنف" و" عقدة التفوق" ، الي نموذج يقوم بالأساس علي اعتراف صادق بالدور الجماعي الذي لعبه الجميع في الشمال والجنوب وأدي لأن نقف الآن في مواجهة تحدي الانفصال ، الذي لن تنحصر آثاره في الخسارة الجغرافية والديمغرافية أو حتي ثروات الجنوب كما ينظر بعض الي الأمر من زاوية المصالح ، انما تتعدي الآثار الي خلخلة نفسية واجتماعية وسياسية يصعب التغلب عليها ، وستنشأ جملة مشكلات جديدة ومستحدثة في أعقاب الانفصال .
    لن أخوض في تعقب التاريخ واعادة المكرورات حوله باستتباع المعاهدات المختلفة والاتفاقات التي انفرط عقدها قبل أن يجف حبرها ، لأن الواقع يقول بأن معظم الاتفاقات كانت "صفقات" سياسية لدعم موقف أو مساندة نظام أو ترضية فصيل جنوبي ، في حين أن الأزمة تجبرنا علي وضع أصابعنا علي موضع الجرح المتخثر في طول الوطن وعرضه ، وتلزمنا بأن نكف عن المناورات والتكسب الرخيص الذي يدفع ثمنه أبرياء في الجنوب والشمال ، وأجد نفسي مضطرا لأن أجهر بأن السياسة السودانية تخلو من البعد الانساني ، وهذا ينطبق علي الجميع ، لأن محصلة الاستنزاف البشري والمادي طيلة خمسين عاما لم تدفع واحدا منا للاعتراف بخطئه ، بل علي العكس ، يتجرأ الجميع ساسة ومثقفون علي طرح دفوعات مستميتة عن مواقف مخزية ، ولابد من التأكيد علي أننا (كلنا) كنا ولا زلنا جلادين لأطفال الجنوب ، وأجد من المخزي أن يقدم (كيفن كارتر) مصور وكالة رويترز للأنباء علي الانتحار بعد مضي شهور معدودة علي التقاطه صورة لطفل (سوداني) يزحف منهكا في اتجاه مخيم للأغذية يتعقبه نسر في انتظار مأدبة (انسانية) في 1994م في حين عجز مثقفونا وساستنا وحتي شارعنا السوداني عن المطالبة بوقف الحرب وانقاذ اطفال الجنوب مهما كان الثمن ، وأيا كانت التضحيات ، فالساسة مشغولون بصراع السلطة والنخب معنية باستنزاف كل طاقات الوطن لمصلحتها ، والشارع السوداني يجد في ارتفاع أسعار الخبز والوقود ذرائع كافية للتظاهر والصدام ( في ما يسمي ثورة!!) ولا يجد مسوغا واحدا في فناء 2 مليون نسمة للضغط علي الاطراف كافة من أجل وقف الحرب .
    هل نتهم الساسة وحدهم بالعجز في هذه الحالة ؟
    هل تحرك منبر سوداني واحد من أجل انقاذ أطفال السودان ؟
    هل تدفقنا الي الشارع مرة واحدة من أجل معني واحد يطابق (ليس بالخبز وحده يحيا الانسان) ؟
    علام التشدق بريادتنا ومدائننا الفاضلة اذن ؟
    هل نجد الجرأة الكافية للاعتراف بأننا نتشدق بالمساواة في حين أن صالونات النخب الشمالية تعج بالتوصيفات المخزية لأهل الجنوب علي شاكلة (عبيد) و(خدم) ؟
    وهل يجد الجنوبيون الجرأة الكافية للتخلص من ارث توصيفاتهم للشماليين ب( مندكرو) و(أولاد عرب) وهل يجدون الجرأة في الاعتراف بأن مناطق كاملة في أرجاء السودان المختلفة عانت تجاهلا ومظالم تاريخية بأكثر مما عانوه ؟
    ان الثقة التي يتحدثون عنها لن تتأسس علي غير (الانسانية) بمعناها العميق الذي يختزل الألوان والأعراق والأديان والثقافات في معني واحد ... هو الانسان ، فلننظر الي تجربة جنوب افريقيا بقيادة السيد نيلسون مانديلا ، وكيف أنه أحل في مجتمع مروّع بالتمييز ثقافة العنف بثقافة السلام والتسامح وكيف نشأت الثقة ، لم تستجلب هذه المعاني بمرئيات نظرية ، بل بإيمان عميق بأن الوطن للجميع ، وأن علي الجميع أن يؤمنوا بوطنهم وبأبناء وطنهم لكي يعيشوا في ظل مناخ متسامح ، فهل نكون علي قدر التحدي ؟


    مفاهمات واشنطن هل تقر وضعا جديدا ؟

    الآن ...، وقد بلغت المسألة السودانية درجة من التعقيد واستدعت جهدا اقليميا ودوليا لاحتوائها ، يتحتم علي الأطراف كافة تلمس درب لمستقبل أفضل ، ورتق الجراح والفظاعات التي ارتكبت بواسطة جميع القوي الفاعلة في المجتمع والأخري "الميّتة" التي لم تؤد دورا محسوسا ، وطرح رؤي جديدة تتواكب مع اتجاهنا لوحدة سودانية لابد أن نعمل لها وفق ارادة حقيقية ، هذه الوحدة لا يمكن أن تتم _ خلال 6 سنوات فقط _ اذ لم يجر تحوّل ديمقراطي حقيقي ليس في جسم النظام وحده ، انما في جميع تكويناتنا السياسية ، ولابد من اشراك جميع القوي السياسية والمجتمعية في المسيرة التفاوضية وصولا الي سلام يرضي الاطراف كافة ، وينبغي أن تكون نظرتنا أكثر شمولية في استباق المشكلات المستقبلية التي قد تطرأ جراء اندفاعنا في سلام ثنائي يحقق منفعة وقتية ، ويخلّف آثار سالبة علي المدي البعيد باقصائه الاطراف الأخري ، وينبغي الا تكون الفاعليات القادمة حكرا علي الساسة وحدهم ، اذ يجب الانتباه لدور المثقفين والعمال والطلاب والنقابات وكل شرائح الشعب السوداني لأن ارادة أمة كاملة هي التي تصنع سلاما دائما وتكفل حقوق الانسان وتؤسس لديمقراطية " راشدة" .
    والواقع أن حرص واشنطن على ادامة الحوار بين الخرطوم والحركة الشعبية هو مسعى تحمد عليه الادارة الامريكية لكن لابد أن يتنبه السودانيون الى جملة حقائق أولاها أن هذا الجهد المتواصل يصب لجهة المصالح الأمريكية المستقبلية فى المنطقة وفى السودان على وجه الخصوص فما هو حجم التقاطعات بين المصالح السودانية والامريكية ؟
    الحقيقة الثانية هى أن الأمر حتى الآن لا يدعو الى ارتياح كبير نظرا للتجاهل الذى منيت به قوى سياسية واجتماعية فاعلة فى السودان بعد أن استبعدت تماما من مجريات الحوار الدائر حول مستقبل السودان ما يجعل هذا المستقبل محكوما بمدى رضى هذه القوى عما تتمخض عنه المباحثات الثنائية ، وتتلخص الحقيقة الثالثة فى أن الحوار الوطنى الداخلى بين الفصائل المختلفة لم يأخذ اطارا جديا حتى الآن ما ينذر بادامة الوضع القائم واستمرار التطاحن السياسى وأكثر العواقب سوء فى هذه الحالة هو الوضع الرمادى الذى يصبغ الخرطوم بين ارادتها فى التغيير نحو الديمقراطية وبين المظاهر السالبة التى تعكس قدرا من الاحجام عن تحقيق خطوات واسعة فى هذا الاتجاه علاوة على أن هذه الحالة ستمكن المنظومات السياسية قاطبة من الالتفاف على المطالبات العاجلة بالاصلاح والتجديد بدعوى أن الوضع الحالى هو وضع مواجهة يستحيل معه الاصلاح ، أما الحقيقة الرابعة فهى أن الحوار الحالى هو حوار صفوى يدور بين القيادات فحسب ولم تبدأ مؤسسات المجتمع المدنى فى فتح فرص الحوار الواسعة بين الشرائح السودانية المختلفة ويتجه الأمر لأن يبلغ مرحلة القرارات من دون اشراك الفاعليات الجماهيرية ، فهل يضمن القادة السياسيين نجاحا لمفاوضات استبعد عنها الشعب السودانى برمته ؟
    لا يعوزنى تأكيد تفاؤلى بالمنعطف الجديد فى علاقة الخرطوم بالحركة الشعبية ، فالمسألة فى اطارها كخطوة متقدمة تدعو الى قدر من التشبث بأمل يكاد أن ينبلج ليضع ملامح خاتمة لواحدة من اسوأ حروب التاريخ وأقذرها ، غير أن العوامل التى أشرت اليها تجعل من قراءة المستقبل بشكل متفائل تماما أمرا عسيرا فى ضوء معطيات تقلص فرص النجاح ما لم يتدارك الجانبان خطئهما باستبعاد الأطراف السياسية الأخرى والاعتراف بالجوانب الأخرى للمشكلة وكونها اضحت مشكلة لا تنسحب على جغرافية بعينها بقدرما هى مشكلة تكوين قومى مختزل ودولة تجاهد لأن تكون مدنية ومجتمع يحتاج لتغييرات هائلة ليتأقلم على اثنياته المختلفة ويذوبها فى اطار تعددى موحد .


















                  

العنوان الكاتب Date
حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 00:45 AM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 01:04 AM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 01:19 AM
      Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 01:40 AM
        Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 01:52 AM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Mahadi04-22-03, 01:42 AM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 01:54 AM
      Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 02:10 AM
        Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 02:43 AM
          Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 03:28 AM
          Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 05:45 AM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Deng04-22-03, 04:16 AM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 05:23 AM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية الكيك04-22-03, 04:31 AM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 05:35 AM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية الكيك04-22-03, 08:03 AM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 01:49 PM
      Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 03:17 PM
        Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 03:34 PM
          Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 03:42 PM
        Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية ebrahim_ali04-22-03, 03:37 PM
          Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 04:08 PM
            Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 04:22 PM
              Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية ebrahim_ali04-22-03, 04:37 PM
              Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 04:45 PM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Deng04-22-03, 04:47 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-22-03, 05:17 PM
      Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Elhadi04-22-03, 10:27 PM
        Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-23-03, 12:52 PM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Amjad ibrahim04-23-03, 03:34 AM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-23-03, 12:56 PM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية kofi04-23-03, 03:15 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-23-03, 07:47 PM
      Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-24-03, 00:04 AM
        Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-24-03, 00:34 AM
          Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-24-03, 00:37 AM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية الساحر04-24-03, 07:26 AM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-24-03, 09:47 AM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Rabab Elkarib04-24-03, 01:55 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-24-03, 03:18 PM
      Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-24-03, 04:01 PM
        Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-24-03, 04:12 PM
          Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-24-03, 04:24 PM
            Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-24-03, 05:02 PM
              Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-25-03, 04:12 AM
                Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati05-01-03, 05:10 PM
                  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati05-01-03, 05:12 PM
                    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati05-01-03, 05:13 PM
                      Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati05-02-03, 05:59 PM
                        Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati05-02-03, 06:01 PM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Mahadi04-25-03, 04:59 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-25-03, 08:35 PM
      Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-25-03, 08:48 PM
        Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية أبنوسة04-26-03, 01:02 PM
          Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-26-03, 04:06 PM
            Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-26-03, 04:06 PM
              Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-26-03, 04:07 PM
                Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Elkalakla_sanga3at04-26-03, 10:58 PM
                  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati05-08-03, 06:25 PM
              Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdullahi F. ElMahdi04-27-03, 01:46 AM
                Re: واحد قلبو محروق علي السودان Abdel Aati04-27-03, 09:16 AM
                  Re: واحد قلبو محروق علي السودان Abdel Aati04-27-03, 09:17 AM
                    Re: واحد قلبو محروق علي السودان Abdel Aati04-27-03, 09:29 AM
                      Re: واحد قلبو محروق علي السودان Abdel Aati04-27-03, 09:42 AM
                        Re: واحد قلبو محروق علي السودان Abdel Aati04-27-03, 09:44 AM
                          Re: واحد قلبو محروق علي السودان Abdel Aati04-27-03, 11:48 AM
                            Re: واحد قلبو محروق علي السودان Abdullahi F. ElMahdi04-27-03, 01:32 PM
                              Re: واحد قلبو محروق علي السودان Abdel Aati04-27-03, 01:37 PM
                      Re: واحد قلبو محروق علي السودان Abdel Aati05-02-03, 03:14 AM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية hasan_604-27-03, 07:25 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية مارد05-18-03, 06:07 AM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية مارد05-18-03, 06:08 AM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية cantona_104-27-03, 08:02 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-27-03, 08:44 PM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية cantona_104-27-03, 09:37 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية خالد عويس04-28-03, 09:39 AM
      Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-28-03, 12:17 PM
        Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية خالد عويس04-28-03, 12:32 PM
          Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية مهيرة04-28-03, 02:37 PM
            Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-28-03, 08:33 PM
          Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-28-03, 04:52 PM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Amjad ibrahim04-28-03, 02:23 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية خالد عويس04-28-03, 03:06 PM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية kamalabas04-28-03, 04:18 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-28-03, 09:10 PM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية awadnasa04-28-03, 06:10 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية خالد عويس04-28-03, 08:07 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-28-03, 09:05 PM
      Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية خالد عويس04-29-03, 05:29 PM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية kamalabas04-29-03, 05:38 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية خالد عويس04-29-03, 07:57 PM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية cantona_104-29-03, 09:06 PM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-29-03, 11:05 PM
  Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية tabaldy04-30-03, 00:27 AM
    Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-30-03, 02:30 AM
      Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-30-03, 03:02 AM
        Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-30-03, 03:09 AM
          Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-30-03, 03:23 AM
            Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-30-03, 03:26 AM
              Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-30-03, 03:32 AM
                Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية Abdel Aati04-30-03, 03:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de