تقرير لجنة د. علوب للتحقيق في 19 يوليو: الأصل و المنسوخ و الملخص

Quote: 25- تغير موقف السوفيت من ثورة مايو:- هناك ما يشير إلى حدوث تغير في موقف السوفيت من ثورة مايو في الفترة اللاحقة على رسالة الحزب الشيوعي السوفيتي للفريقين المنقمسين في الحزب، و ذلك في الفترة المعاصرة لوقوع انقلاب 19 يوليو ويستخلص ذلك المسلك من تصرفاتهم نحو وفد برئاسة وزير الدفاع السوداني آنذاك، حينما كان يهم بزيارة الاتحاد السوفيتي ### ### في 30/6/1971، و لكي يقوم بالاتصال بسفارات الدول التي ستشملها زيارة الوفد. و بتاريخ 1/7/1971 تسلم خطاباً من وزارة الخارجية السودانية معنوناً إلى سفارات الدول المعنية. و قد سلم الشاهد، للمسؤول بالقسم القنصلي السوفيتي خطاب الخارجية و جوازات السفر الخاصة بأعضاء الوفد بعد أوضح له ضرورة الحصول عاجلاً على التاشيرات. إلا أن القنصل أفاده بأن يحتم عليهم في القسم القنصلي الاتصال بموسكو للحصول على تصديق لدخول الوفد، و ان ذلك قد يستغرق 48 ساعة. و عند إتصال الشاهد بالقسم القنصلي للسفارة السوفيتية مرة أخرى في 4/7/1971، علم منهم بعدم وصول الرد من موسكو، كما طلبوا منه الانتظار لفترة أخرى. فأخبر الشاهد اللواء خالد الذي إتصل بدوره بالسيد وزير الخارجية حينذاك و أبلغه بما حصل. و قد إستدعى السيد السفير السوفيتي طالباً منه - ص 72 – استعجال رد الحكومة السوفيتية، إلا أن التصديق لم يصل من موسكو حتى 7/7/1971 حيث غادر الوفد الخرطوم دون أن يحصل على تأشيرة لدخول الاتحاد السوفيتي. و بأمل الحصول عليها من القاهرة، و لم يجد الشاهد في القاهرة ما يفيد بوصول التصديق للوفد بالدخول إلى الاتحاد السوفيتي. يوم 10/7/1971 غادر الوفد القاهرة إلى مدينة لندن، حيث أجرى الملحق العسكري لسفارة جمهورة السودان الديمقراطية، إتصالاً بالسفارة السوفيتية بمجرد وصول الوفد، مستفسراً عن سبب تأخير تأشيرات الدخول. و بعد إتصال السفارة السوفيتية بموسكو، جاء الرد بأن الحكومة السوفيتية لن تكون على إستعداد لاستقبال الوفد إلا بعد يوم 20/8/1971، الأمر الذي أدى إلى قطع الرحلة و إلغاء زيارة الوفد لموسكو. و موقف السوفيت الذي استعرضناه الآن نحو وفد رسمي برئاسة وزير الدفاع، يحمل رسالة من رئيس مجلس قيادة الثورة حينذاك، موقف له دلالته، إذ أنه يشير بوضوح إلى أن ثمة تغيير حدث في موقفهم بالنسبة لثورة مايو. و الواقع أنه موقف لا يتلائم حتى مع قواعد المجاملات العادية بالنسبة لوفد رسمي يحمل رسالة من قمة السلطة. و ما يوضحه هذا الموقف هو عدم رضاءهم عن السلطة القائمة، و عدم رغبتهم في التعامل معها، الأمر الذي يقيم قرينة على أن السوفيت قد علموا بدنو أجل ذلك النظام بناء على ما بينهم و بين الحزب الشيوعي السوداني من صلة. و لذلك انتفت حتى لباقة الدبلوماسية في تفادي ما يمكن أن يترتب على مثل ذلك الموقف من رد فعل بالنسبة لدولة صديقة. و مما يوضح التطورات التي كانت قد طرأت على موقف الاتحاد السوفيتي من النظام القائم في السودان ما أفصح عنه سلوكهم اللاحق على الانقلاب فيما نشرته وكالة تاس السوفيتية منسوباً إلى مجلة "الأزمنة الحديثة" السوفيتية التي تصدر باللغة الانجليزية. فقد أوردت نقلاً عنها 21/7/1971 لمعلق يدعى ديمتري فو###" ما يلي [مستندات الخارجية دفعة ثالثة رقم 6 ملحق5 ملف ###] "ما جاء في أقوال منظمي الانقلاب فإنهم يدافعون عن مُثل ثورة مايو 1969 التي مهدت الطريق للسودان نحو التقدم، فقد حقق السودان مكاسب كثيرة خلال المرحلة الأولى من تلك الثورة، فقد أمم ---- و غيرها من المؤسسات الاقتصادية، كما وضع خططاً للاصلاح الزراعي و الاجتماعي، والاقتصادي، زيادة على أنها نادت بالحكم الذاتي للجزء الجنوبي من القطر حيث إستمر التمرد الذي حرضت عليه القوى الامبريالية، فقد تمت كل تلك التحركات لصالح الشعب السوداني، و على الرغم من تلك التحركات الجذرية، كان يوجد ظرفان لم يتناولهما التـ### أولهما هو المشاكل المعقدة التي تواجه السودان و ثانيهما رغبة الدوائر الامبريالية استغلال تلك المشاكل لصالحها بهدف الاستفادة من الصعوبات التي تواجه السودان. فقد حاول الساسة الغربيون أن يتخذوا من معظم الأقاليم الواقعة على البحر الأحمر حلقة وصل بين العالم الغربي و مناطق نفوذ رأس المال في الأقاليم الإستوائية فنشروا في المنطقة الدعاية - ص 73 – المضادة للشيوعيين السوفيت. أن المراقبين لسير الأحداث في الشرق الأوسط لم يغفلوا التقارير عن الخلاف في مجلس قيادة الثورة الذي أدى إلى عزل ثلاثة من أعضاء المجلس في نوفمبر الماضي، فقد تحدث اللواء نميري الذي كان رئيساً للمجلس آنذاك عما يقوم به اليسار و الذي إتخذ موقف المعارضة حسب وصفه له. و في الشهور التالية لذلك فإن الصحفيين الغربيين الذي قاموا بزيارة السودان قد أظهروا إرتياحهم لوجود دلائل تشير إلى الرغبة في إقامة علاقات مع الغرب، لكن لم يقدر لتلك الاتجاهات المتجاوبة مع أماني الغرب أن تسود لدي غالبية الشعب السوداني الذي إختار طريق التقدم. فشعب السودان قد إجتاز تجارب سياسية متعددة قد آن له أن يقرر مصير بلاده" . و نجد بين ثنايا أسطر ذلك التعليق، ما يشير إلى رد فعل لدى السوفيت بعدم الرضا عن ثورة مايو منذ قرارات 16 نوفمبر و ما أعقبها من اجراءات، كما يتضح من روح المقال إشادته بالقائمين بالانقلاب. و يمكن تفهم موقف السوفيت من الانقلاب بطريقة أكثر وضوحاً إذا استعرضنا رد الفعل الذي أحدثه لديهم وفقاً لتقرير السيد سفير السودان السابق في موسكو. فقد بنى على ذلك التقرير بأن [مستندات الخارجية دفعة ثالثة رقم 6، ملف 6، ترجمة ملخصة من البيان، صادر من وزارة الخارجية السودانية على ضوء أحداث 19 يوليو] و مما جاء فيه أنه أذيع نبأ انقلاب 19 يوليو في الاتحاد السوفيتي بعد بضع ساعات من وقوعه، على عكس ما يجري عادة هناك في مثل هذه الأحوال. كما أذاعت وسائل الاعلام السوفيتية نبأ إعتراف العراق بالانقلاب و كذلك نبأ تأييد الانقلاب بواسطة بعض الضباط هناك. زيادة على أن بعض الموظفين السوفيت قد عمدوا إلى الضغط على الضباط و الطلبة السودانيين الموجودين بالاتحاد السوفيتي لتأييد الانقلاب. و وفقاً لتلك الظروف التي استعرضناها من قبل، فإن اللجنة ترى أن في جملتها ما يوحي بأن الاتحاد السوفيتي كان على علم بالمؤامرة. و أنه كان يتعاطف معها لعدم الرضا عن النظام القائم في السودان. هذا و الجدير بالذكر أن المستر بلاك عضو مجلس الرئاسة و أمانة الحزب الشيوعي التشكوسلوفاكي و المسؤول عن الأحزاب الشيوعية في العالم، قدم تقريراً للاجتماع المغلق للجنة المركزية للحزب الشيوعي التشكوسلوفاكي في 21 أكتوبر 1971 نقلت خلاصته جريدة "ليموند" [مستند رقم 9 للشاهد 127] الفرنسية بعنوان "أخطاء الشيوعيين السودانيين" في عددها الصادر بتاريخ 12 فبراير 1972، "--- تناقلته الصحافة العالمية و اللبنانية. و فيما نشر من ذلك التقرير إدانة صريحة للحزب الشيوعي السوداني في قيامه بالانقلاب". و رغم عما قيل عن تسرب ذلك البيان، إلا أننا نرى سياج السرية التي تستطيع الأحزاب الشيوعية أن تفرضه حول نفسها، كان يحول دون إفشاء هذا البيان لو لم يكن نشره متعمداً، و بتلك الطريقة غير المباشرة. فقد كان أهم ما تضمنه التقرير في ثناياه، هو دفاع الاحزاب الشيوعية - ص 74 – في الكتلة الشرقية من أن الانقلاب تم خلف ظهرها. و هو أمر نستبعده طالما أن الحزب الشيوعي السوداني كان يدين حتى إقدامه على تلك الخطوة بالاممية البروليتارية و التي تتطلب منه موقفاً مغايراً في تلك الظروف بالنسبة لاطلاع حلفاءه، على الأقل في الحزب الأب، بأي وسيلة، على عزمه على تغيير السلطة.

(عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 05-27-2012, 06:18 AM)

Quote: إلى سودانيات، تحية وبعد وأشكركم على مهاتفتى فى امارة أم القيوين التى وصلتها يوم الاحد الموافق 20 مايو 2012 قادماً من سان فرانسيسكو – كلفورنيا. وفور وصولى توجهت لمقابلة القاضى الدكتور حسن علوب لاستطلاع آرائه حول الاحداث التى أحاطت بانقلاب 19 يوليو 1971 والتداعيات التى أعقبته، وخاصة ماحدث فى بيت الضيافة وتصفية عدد من الضباط العزل فى واحدة من أسوأ مخازى الصراعات السياسية. ويضاعف من الغبن أن الجناة الحقيقيين لم تطالهم يد العدالة الى جانب الحيرة التى يصطدم بها كل مهتم بالحدث من أن الرئيس نميرى قد حجب ذلك التقرير وأشرف بنفسه على ابادته. إلتقيت القاضى الدكتور حسن علوب وهو انسان حباه الله باجمل الخصائل التى يتمنى الانسان بعض منها لنفسه. تفضل بالرد على محادثاتى الهاتفية قبل سفرى وحتى لحظت تحركى بسيارة الاجرة الى منزله فى أم القيوين – القديمة. على مرمى حجر من شاطىء الخليج. وبعد شوية دوران فى المنطقة تتبع تحركاتنا على الهاتف.. وعلى كبر سنه وشكواه من بعض آلام المفاصل توكأ على عصاه والتقانى عند مدخل منزله. وكان هاشاً، مبتسماً وكريماً ولين الجانب. ومن خلال محادثاتى الهاتفية معه، وبعد زيارته ومحاورته على امتداد 12ساعة متواصلة كان خلالها متوهج الذاكرة يستحضر أدق التفاصيل وأدهشنى مرات بقراءة سطور عديدة من الذاكرة. ويستحضر ادق التفاصيل بدون خروج عن السياق العام، ودون اغفال لكل شاردة وواردة فى التقرير الذى حمل اسمه ‘تقرير لجنة القاضى حسن علوب فى انقلاب 19 يوليو 1971. وفاجأنى مرة ثانية بمتابعته للمناقشات المحتدمة حول 19 يوليو فى المنابر السودانية الالكترونية. لم يكل ولم يمل من طول المقابلة وكنت بحق زائراً ثقيلاً. وسعيت الى تلمس العذر بينى وبين نفسى بأننى تكبدت مشاق عتية فى الوصول اليه وبأننى مسكون بالبحث فى أمر 19 يوليو وقد سعيت جهدى لتوخي الموضوعية بالقدر المطلوب. حديثي وحواري ومراجعتى مع القاضى الجليل حسن علوب تمت بدون سابق معرفة. لم يسع من جانبه للتعرف على منهجى فى البحث وبعض الأساسيات عن شخصي. ولم أكن أنا بحاجة للمعاملة بالمثل وشتان مابين إنسان فى مكانته وعلمه الوفير الذى تلقاه مابين مصر وفرنسا والولايات المتحدة، ومابين ما عداه من الباحثين. فالدكتور علوب من صناع التاريخ وكثيرون من أمثالنا طلاب فى مدارج البحث والتدقيق. لم أكتف بطرح أسئلة على الدكتور حسن علوب وتابعت كل سؤال بأسئلة لم تقف عند حد. ولم يكن همي التطويل غير اللائق ولكن كان همي أن أسعى جهد طاقتى لسبر أغوار الحقيقة وطرح الأسئلة العصية خدمة للراغبين فى الإلمام بالحقيقة وليس المحاججة والزوغان والتخريج. وبالطبع لا ادعي بأن ما أقوم بعرضه على القارىء هو القول الفصل. وأي انسان يلم بأبجديات البحث يدرك بأنها عمل شاق تحفه الصعوبات من كل أقطاره. وكان الحلاج دقيقاً وصائباً فى قوله: الحقيقة دقيقة.. طرقها مضيقة وتحيط بها نيران شهيقة. الغريب سلكها مثل درب الأربعين.. قمت بتسجيل المقابلة على مسجل ديجيتل، وتوليت التسجيل فى كراسة بخط يدى. وبطبيعة الحال المسجل الديجيتل اصدق أنباءً من الكتابة.. لم أشأ أن اسجل المقابلة تصويراً نسبة لأن الحوار مع القاضى الجليل تم فى نطاق الأسرة والاسترخاء والخصوصية لأهل البيت. وقد تفضل إبنه المهندس علاء بالتقاط صور فوتغرافية مع القاضى وافراد من أسرته. لمزيد من التوثيق. الشىء المهم أننى حملت معي نسخة من تقرير لجنة القاضى علوب ونسخة مما يسمى بالملخص الإدارى. ولم يكن أى منهما بحوزة السيد القاضى وأطلع عليهما فى المقابلة الأولى يوم الأحد 20 مايو 2012 . وأبدى وجهة نظره حولهما وقد طلبت منه أن يحتفظ بالتقريرين المعنيين حتى مساء الثلاثاء. وحقيقة قمت بتغيير مواعيد رجوعي الى كلفورنيا وكان هدفي أن لاتتعدى ثلاثة أيام. وذكرت له كما يوضح التسجيل بأن يتمهل فى الإدلاء بوجهة نظره حول الوثيقتين المعنيتين حتى نقطع دابر الشك باليقين. وبالفعل عاودت مقابلته مساء الثلاثاء 23 مايو 2012 لنحو 45 دقيقة وبحضور إبنه المهندس علاء وحفيدته النابهة عبير. وبايجاز وقف القاضى الدكتور علوب عند رأيه الأول حول الوثيقيتن وأعتقد بأن القارىء يتطلع لمعرفة مادار بيننا بهذا الخصوص من محاورة هادفة. المهم أنا عظيم الامتنان للقاضى الدكتور حسن علوب، ولأبنائه امال وعلاء والى الصديق الاثير الاستاذ عبدالمنعم خليفة والى اللواء الدكتورعبدالوهاب والدكتور محمد حاج على والى اصدقائى المعز الجمرى وعدلان عبدالعزيز وكل من شجعنى على القيام بهذه الرحلة واتمنى أن يكون جهدى المتواضع بمثابة عرفان للجميع. وأعد بأن لا أحجب شيئاً مما يهم القارىء فى حوارى مع القاضى علوب. وأن لا أضيف أو أحذف حرفاً لما قلته أو لما قاله القاضى الجليل. وهذه مسئولية اخلاقية ومسئولية علمية تحرص على صونها اللوائح المتعارفة فى مضمار البحث العلمى. وفى حديث حجة الاسلام ابن ماجة عن الرسول (ص) قال "ما من أمرئ أوتي علماً فيكتمه، إلا جيئ به يوم القيامة ملجوماً بلجام من نار." ونواصل .. I beg for your indulgence so as to give you an absolutely authentic document in text and sound.. That takes time as I am leaving in a couple of hour to Oman and from there to California.. So pls I understand your craving for information and I will do my utmost best to do things the way it should be done.. Thank you for your interest.. د. عبدالماجد بوب

Quote: الفصل الثالث هل هناك دور للامبريالية العالمية في المؤامرة 26- ماضي الامبريالية و بواعثها:- نعني بالامبريالية الاتجاه الذي يبدو من بعض الدول الاستعمارية القديمة و من بعض الدول الرأسمالية الحديثة من محاولات لاستعادة سيطرتها على الدول النامية التي تسعى إلى التخلص من ربقة الاستغلال الرأسمالي و يشمل هذا التعريف بالتالي، الدول التي تتخذ مثل هذا المسلك و على رأسها بريطانيا و الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين. و قد تتنوع أهدافها في تلك المحاولات، فقد تكون مكاسباً إقتصادية مباشرة تترتب على تلك السيطرة، كما قد تكون غايتها مواقع استراتيجية في نطاق الحرب الباردة التي ترمي إلى خلق مناطق نفوذ أو إيجاد قواعد تدعم من موقفها في الصراع الدولي في حربه الباردة، و مرتكزاً لأي عمل عسكري قد تتطور إليه. و مما يزيد من أهمية المواقع الاستراتيجية بالنسبة للدول التي ينطبق عليها مفهوم الامبريالية الذي حددناه، و يدفعها للتشبث، أو العمل على اكتساب مواقع جديدة إذا إنتفى الباعث الاقتصادي أو تضآءل. و تعدد الحروب الصغيرة التي صارت من سمات العصر الحديث حيث يجد فيها التوتر بين المعسكرين المتضاربين تنفساً يقلل من فرص نشوب حرب ذرية لا تبقي و لا تذر، و هكذا يغلف السلام الظاهري صراعاً خفياً يدور خلف الكواليس، و تستعمل فيه أسلحة أخرى، ذخيرتها المكائد و المؤامرات و معداتها أجهزة المخابرات و ما يتفتق عنه العقل البشري من ذكاء. كما تلعب الميكافيلية دوراً كبيراً فيها إذ قد تستخدم أحياناً أحط و أقذر الأساليب، كما يداس على القيم و الفضائل إذا كان ذلك هو الطريق لبلوغ هدف أو تحقيق انتصار. و بهذا الأفق العريض في تفهم حقائق الصراع الدولي، ينبغي علينا و نحن نجري تحقيقاً في مثل هذه المؤامرة أن لا نأخذ الأمور بالظاهر منها. كما ينبغي أن نأخذ في الاعتبار بأننا ننقب خلال صراع هو جزء من حرب و إن كانت باردة إلا أنها تأخذ بكل أساليب الحرب من كر و فر و خديعة و إن كانت تتميز بأنها حرب لا مجال فيها لفضائل الفروسية و تقاليدها العريقة التي كانت تخلع نوعاً من الجلال على الحروب القديمة. كما ينبغي أن ندرك بأن أمضى أسلحة الحرب - ص 75 – الباردة الحديثة و عصبها الرئيسي هو فن المخابرات و قد برهنت التجربة على أنها كانت وراء كثير من الانقلابات. و قبل أن نبحث عن البواعث التي يمكن أن تدفع الامبريالية العالمية للاشتراك في مؤامرة كمؤامرة 19 يوليو، يلزمنا أن نقرر حقيقة أولية لازم تقريرها قبل المضي في مثل هذا التحري، فهل كان للامبريالية العالمية مصلحة في وقوع انقلاب شيوعي و قيام حكم شيوعي في السودان، أو لا يتفق مع مصالح الامبريالية العالمية بمفهومها الذي حددناه، و بحكم ما يترتب على قيام وضع شيوعي من تحول السودان للانضمام إلى المعسكر الشيوعي الذي تصارعه الامبريالية، بدلاً من أن يقف على الحياد بين دول العالم الثالث. كما أن قيام حكم شيوعي في السودان يفقد الامبريالية أية فرصة للاستثمارات أو علاقات إقتصادية واسعة. أما إذا كان الانقلاب الشيوعي مقدراً له ألا يرسخ و ألا يعيش طويلاً، فيمكن أن تكون النتيجة مختلفة. إذاً فما هي البواعث التي يعتمد أن تجر الامبريالية العالمية للتحريض على مثل هذا الانقلاب أو الإعانة عليه. و الواقع أن حدوث هذا الانقلاب إذا توفر الضمان لقصر أجله و عدم إستقراره يمكن الامبريالية من إصطياد أكثر من عصفورين، كما يقال "برمية واحدة" فأول المغانم سيكون هو التخلص من المد الثوري المعادي لها منذ وقوع ثورة مايو في السودان، و النأي عن السياسة التقدمية التي إنتهجتها، و التي كانت كل خطاها متعارضة مع مصالح الامبريالية، و قضاء على نفوذها بالسودان، سواء تعلق الأمر بالسياسة الداخلية، أو الخارجية. ففي النطاق الداخلي قضت ثورة مايو على مصالح الامبريالية الاقتصادية من قبضتها. كما أنها قضت على الرجعية و التي كانت بحكم مصالحها حليفاً تابعاً لمعسكر الامبريالية العالمية. فقد كشفت محاكمة إشتاينر [مستند الشاهد 27 ز، و هو عبارة عن تقرير التحقيق مع إشتاينر الذي قُدم على ضوءه للمحاكمة] دور تلك الامبريالية في حوادث الجزيرة أبا و المحاولات البائسة التي بذلتها لمساعدة الرجعية للانقضاض على ثورة مايو. كما كشفت لنا تلك المحاكمة أيضاً عن الدور الذي كانت تلعبه الامبريالية العالمية في تشجيع التمرد و تأجيج أواره بعد أن وضعت الثورة الأساس الصالح لحله بالاعتراف بمبدأ الحكم الذاتي الاقليمي لجنوب السودان. فهناك تفاصيل لا حصر لها تكشف عن كل جزئية من ذلك النشاط الضار و يدفعنا لعدم الخوض فيها، أمل عريض في أن يحقق الحل الذي توصلت إليه الثورة لتلك المشكلة -التي كانت أصلاً من خلق الاستعمار و الامبريالية- وحدة القطر و الاستقرار و الرفاهية لذلك الجزء العزيز من الوطن. و لم يقف خطر السياسة التي إنتهجتها الثورة على مصالح الامبريالية حينذاك، في نطاق السودان بل تخطاه إلى مجال الشرق الأوسط و أفريقيا. ففي جبهة الشرق الأوسط -و هي مشكلة من خلق الامبريالية- بشد من أزر الشقيقة مصر و يوسع من نطاق تحركها في مواجهة العدو. كما أن في ميثاق طرابلس قلب لموازين القوى في المنطقة ناهيك إذا - ص 76 – ما تيسر له أن يوصل إلى اتحاد يكون قوة لا يستهان بها في مجال المساومة الدولية. و في النطاق الأفريقي يلعب السودان دوراً قيادياً بارزاً بالتصدي لمشاكل القارة الأفريقية و رفض الحوار مع جنوب أفريقيا كما يحرض الدول الأفريقية في السير على نهج سياسته المتعارضة مع مصالح الامبريالية، الأمر الذي تخشى معه الأخيرة من إنتقال العدوى إلى غيره من الدول الأفريقية التابعة. و على النطاق العالمي يتحدى السودان المعسكر الامبريالي بإعترافه بالمانيا الشرقية، فتحذوا دول أخرى حذوه. ففي كل ذلك بواعث كافية للامبريالية العالمية للسعي للتخلص من الوضع الذي أوجدته ثورة مايو في السودان و قيادتها التي تحدت الامبريالية، فأخلت بموازين القوى في المنطقة. كما أنه إذا تيسر القضاء على الوضع القائم بإنقلاب شيوعي، يستخدم فيه الحزب الشيوعي كالطعم، فإن ذلك سييسر القضاء على الحزب الشيوعي في حد ذاته بإعتباره خطر آخر يتعارض وجوده و إزدهاره مع سياسة الامبريالية، بسبب ما يؤدي إليه ذلك من تقوية لنفوذ المعسكر المناؤي لها في الصراع الدولي، فقد كان أكبر حزب شيوعي منظم في الشرق الأوسط و في أفريقيا، كما كان مركزاً لنشر الشيوعية في القارة السوداء، حيث كانت تدرب فيه الكوادر التي يعول عليها في تأسيس أحزاب مماثلة في أقطار أخرى من القارة الأفريقية

Quote: [مستند أمن قومي دفعة ثالثة رقم 1 ملف 9 أ، وهو رسالة موجهة من فرع الحزب الشيوعي السوداني بالجمهورية العربية المتحدة] جاء فيها ما يلي: "أرفق مع هذه الرسالة موجز عن "موريتانيا" و قد صاغها أحد الزملاء الماركسيين الموريتانيين و إتصل بنا رسمياً و أبلغنا بتكوين حزب شيوعي موريتاني – و وضحنا لهم أننا لا نستطيع أكثر من أن نبلغ مركز حزبنا، تتلخص مطالبهم من الحزب في أن تعطى الفرصة لبعض كوادرهم للالتحاق بالمدرسة المركزية لضعف تكوين كوادرهم. الرد علينا و تقييمكم لما حدث في موريتانيا". و أنظر كذلك محاولات الحزب الشيوعي السوداني، في بناء حركة ماركسية بيوغندا و دعوة السيد عبدالخالق محجوب بواسطة اتحاد طلاب الجامعة لإلقاء محاضرة هناك، كما تبدو في الخطاب من السيد محجوب عثمان إلى السيد الشفيع أحمد الشيخ [مستند رقم 3] كما لا يغيب عن بالنا أن أجهزة مخابرات الامبريالية عريقة في ذلك المجال، كما أنها أجهزة منظمة و ذات تجارب و تتبع المنهج العلمي في استقراء الأحداث و تحليل نفسيات الشعوب. و لابد أن قد وعت ما حدث منذ سنوات في بلد لا تختلف ظروفه كثيراً عن السودان، و نعني بذلك التمرد الشيوعي الذي وقع في أندونيسيا. و الشعب مسلم في شمال السودان، و تسيطر العقيدة الاسلامية على السواد الأعظم منه، كما توجه تفكيرهم السياسي. و لن يتوقع منهم الرضاء على حكم شيوعي، بل سيكون في قيامه غضبة تجرف حتى المتهاونين مع الشيوعيين أو المتحالفين معهم، لما ينذرهم به ذلك من خطر. و بالتالي لن يلبث أي انقلاب شيوعي طويلاً في السودان، كما لن يبقى بعده الحزب الشيوعي سافراً أو مستتراً، و بالقضاء على ذلك الوضع المتعارض مع مصالح الامبريالية الناشيء بعد ثورة مايو في السودان، سيكون الطريق ممهداً أمام الرجعية للعودة إلى قواعدها و تشديد تحالفها مع أصدقاءها القدامى إعترافاً بالجميل. تلك هي البواعث التي يحتمل أن تدفع الامبريالية للتشجيع على إحداث انقلاب شيوعي في السودان، و ذلك هو التدبير الذي يمكن أن تعتمد عليه للتخلص منه و الاستفادة منه في آن واحد. و نمضي بعد أدركنا معقولية ذلك الافتراض، لنستعرض - ص 77 – الظروف و الدلائل التي قد تشير إلى أن الامبريالية العالمية قد لعبت مثل هذا الدور في مؤامرة 19 يوليو.

Quote: 27. الظروف و الدلائل التي تشير إلى أصبع الامبريالية:- باستعراض التقرير عن نتيجة التحقيق مع المرتزق إشتاينر، و الذي يستند إلى ما ذكره الأخير في أقواله عند استجوابه، يبدو لنا بوضوح الدور الذي تلعبه الامبريالية العالمية في القارة الأفريقية، و في السودان، بواسطة عملائها و أجهزة مخابراتها لتنفيذ مخططاتها التي ترمي إلى حماية مصالحها في هذه القارة دون إعتبار لإرادة شعوبها أو حكوماتها، فحرب بيافرا الانفصالية كانت تلقى المساعدة و الدعم من فرنسا للحصول على إمتيازات بترولية فيها. كما بذلت المخابرات الانجليزية و الأمريكية متعاونة مع المانيا الغربية و اسرائيل و منظمات غربية أخرى تعمل تحت ستار الاحسان، جهداً كبيراً في محاولتها فصل جنوب القطر عن شماله. كما أن المخابرات الانجليزية بمعاونة عسكري انجليزي يحمل أسماء متعددة من بينها الرائد اسكندر، عملت على تخطيط فتنة الجزيرة أبا في مارس 1970 و التي أخذت زمام المبادرة فيها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مستعينة في ذلك بعلاقات المخابرات الانجليزية و خبراتها في السودان. فقد قدمت الوكالة مساعدة مالية قدرها 18 مليون دولار أمريكي لتدبير حركة الثورة المضادة في الجزيرة أبا و التي تمخضت عن تلك الفتنة المعروفة. كما كانت المخابرات الأمريكية تحتضن العميل الانفصالي "فليب عباس غبوش" و تقدم له الدعم [مستند الشاهد 17 ص 1-8] و تتضح نوايا مخابرات الولايات المتحدة الامريكية نحو ثورة مايو حينذاك فيما ذكره اشتاينر عن ما دار في مقابلة تمت في "بون" بينه و بين شخص يدعى "المستر نورمان" و الذي يعمل مندوباً للمخابرات الأمريكية في غرب أفريقيا. فقد طلب ذلك المندوب من اشتاينر تقييمه للتمرد في جنوب السودان و رد الفعل لسياسة الحكم الذاتي التي كانت قد أعلنتها الثورة. و حينما سأله اشتاينر عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من تلك المشكلة، أجابه مندوب المخابرات بأن إهتمام الولايات المتحدة بجنوب السودان ليس كبيراً، و لكن هدفها هو قلب الحكومة الثورية و إحلال نظام موالي لأمريكا في السودان. و قد أشار نورمان إلى محاولة انقلاب فاشلة دبرت حينذاك لتحقيق تلك الغاية [مستند الشاهد 27 ص 29]. و رغماً عن أن ذلك المندوب لم يفصح عن تلك المحاولة، إلا أن الغالب أنها محاولة انقلاب فيليب غبوش عميل المخابرات الأمريكية في أغسطس 1969، كما يرجح ذلك التقرير. ففي كل ذلك ما يشير بوضوح إلى مدى العداء الذي كانت تكنه الامبريالية العالمية لثورة مايو في السودان، كما كانت تستخدم في سبيل تحقيق أهدافها أجهزة مخابراتها، فراداً و بالتضامن للعمل على الاطاحة بالنظام القائم في السودان. و نستخلص من ذلك استمرار تلك الجهود و عدم توقفها في الوقت الذي كانت - ص 78 – تحاك فيه مؤامرة 19 يوليو، كما أن هناك من الدلائل ما يشير إلى أن المخابرات الأمريكية و البريطانية كانت تتخذ لها عملاء من بين صفوف الحزب الشيوعي حيث تستقي بواسطتهم أخباره و تتابع نشاطه. كما يشير تقرير لجهاز الأمن القومي بتاريخ 15 مارس 1971 بناء على معلومات تلقاها من مصدر في الخارج جاء فيه: "الموضوع آراء الأخوان في الموقف الحالي بالسودان وخلال الشهور المقبلة – أفاد مصدري اللصيق الصلة بالأخوان المسلمون و بعد اتصاله بثلاث مجموعات --- --- من كبار زعماء الأخوان بالآتي: 1- --- --- --- 2- يرى الأخوان أن الانقسام أصبح كاملاً بين حكومة الثورة و بين الحزب الشيوعي السوداني – أحد أقوى الأحزاب في السودان "رأي الأخوان" و الذي زاد قوة بعد نجاح ثورة مايو. و أن الحزب في عدائه للنظام الحالي لن يقف عند حد و ان فترة الشهر الماضي كانت فترة استعداد خطير للحزب، و ان كميات من الاسلحة وصلت بالفعل من ارتريا من شرق السودان تم إلى بعض العمال خاصة عمال السكة حديد و النقل و أن كميات أخرى تسربت من أثيوبيا عن طريق أسمرا و بعلم المخابرات الأمريكية و البريطانية و تأييدها ليد الشيوعيين المنشقين "أوضح المصدر بأن الوسيط من عملاء المخابرات الامريكية و البريطانية في صفوف الحزب الشيوعي". 3- أن غرب السودان و قبائله تم حشدها فكرياً لنصرة الاسلام و هي القبائل الوثيقة الصلة بليبيا و الجزائر و نيجريا و أن الدعوة الاسلامية أثمرت في هذه الأماكن و أنها مستعدة للتحرك في حالة تهديد الوجود الاسلامي في السودان على يد الحزب الشيوعي، و هذا كما يقول الاخوان أمر تعلمه الحكومة و تسكت عنه. وهذا أيضاً ما يدفع الشيوعيين إلى سرعة التحرك لقب نظام الحكم أو تحطيمه. 4- ان بريطانيا بعد أن اختفت عن مسرح السودان طويلاً عادت إلى التدخل الصريح مع أمريكا عن طريق أوغندا و أنها تؤيد الشيوعيين في موقفهم من الثورة و تحرضهم بالذات على الميثاق الرباعي و دول طرابلس معتمدة على العداء العلني الذي أظهره السيد القذافي و حادثة إبعاد سكرتير الحزب الشيوعي إلى القاهرة و التخويف من القضاء على الحزب إذا قام نظام الحزب الواحد الذي تعمل له الحكومة. و بريطانيا صاحبة المصلحة الحقيقية في إثارة الشيوعيين و اصطدامهم مع الحكومة للآتي: أ- ان كل تفتيت للحكومة و صراعها مع الشيوعيين سيطيح و يقضي عليهم جميعاً و في ذلك إنتقام للحركة المهدية صديقة بريطانيا و حليفتها و إتاحة الفرصة لحزب الأمة للعودة للحكم و كذلك الأخوان المسلمون، و الجميع لا تخشى بريطانيا بل تشجع عودتهم. ب- إن الصراع إذا إنفجر سيكون فرصة كاملة حيث ستشترك القوات المسلحة و تنقسم وذلك سيساعد إنتصار التمرد في الجنوب و ربما نجح انفصال السودان – حتى و لو سيطر الانفصاليون الشيوعيين عليه- و هذا أمر ممكن تدبيره في المستقبل لانقلاب يميني. جـ- إن السودان لا بد من حسم أمره لمواجهته السعودية و لقربه من عدن. 5- إن أمريكا أيضاً تعد و تخطط لإنهاء أمر السودان قبل حل مشكلة الشرق الأوسط و فتح قناة السويس و لا تمانع أن يطيح اليساريون بالرئيس نميري ثم يطيح - ص 79 – اليمين "الأمة و الاتحادي و المهدية و الأخوان" بالجميع و خاصة و ان القاهرة ستظل مقيدة الحركة لعدة شهور. 6- أنه خلال موسم الحج كان الاخوان السودانيون متفاؤلون جداً و ان رأي قيادات الأخوان كان "وجو### الحميـ###" و الاجماع كان على النصر سيكون من نصيب المهدية و الاخوان – بعد الصراع الذي يحدث هذا الشهر أو على أكثر تقدير قبل موعد الاحتفال بالذكرى السنوية للثورة السودانية. بتعليق أنقل ما جاء به مصدري الدائم الاتصال بجماعة الاخوان المسلمين و ما جاء به و ملخص لحوار عام بين زعماء الأخوان --- كما يوضح منشور [مستند أمن قومي دفعة ثالثة رقم 20، ملف 9 أ] كان يرسل للسودانيين في الخارج عن طريق البريد من مصدر مجهول إلى النشاط الذي كان يدور في الخارج من الجهات المناوئة للثورة و المعادية للشيوعيين في نفس الوقت، و يوضح بعض ما جاء في هذا المنشور الذي تشير أختام البريد التي بظاهره إلى إرساله لداخل إنجلترا في 25 و 28 مايو 1971. و قد جاء شرح [مستند أمن قومي دفعة رابعة رقم 4، ملف 9أ] جهاز الأمن القومي عن مصدر ذلك المنشور ما يلي: "أرجو أن أفيدكم بأن المعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى أن هذا المنشور قد وزع بواسطة ما يسمى بجبهة المقاومة الشعبية و هي تنظيم الأخوان المسلمين المعادي و المناؤي للسودان، و ان هذا التنظيم يعمل بمساعدة بعض العناصر الأجنبية و العميلة في كل من بيروت و لندن و جدة". و مما ورد في ذلك المنشور ما يلي: "يدور في السودان هذه الأيام صراع رهيب على السلطة و هذا الصراع في هذه المرحلة محصور فقط في أوساط الفئات التي جاءت للحكم عن طريق الانقلاب. فهو من هذه الزاوية صراع داخل الحزب الشيوعي من ناحية و صراع في أوساط العسكريين من ناحية أخرى --- ---" ثم يمضي المنشور في تحليل الصراع و الأوضاع التي كانت قائمة في السودان حيث يختتم بما يلي: "فهل يا ترى يتمخض هذا الصراع بعد كل ذلك عن انتصار أخير للنميري؟ و هل ينجح في عزل المجموعة الصغيرة من الضباط التي تساند الشيوعيين و التي (أجادت؟) في براعة فائقة فن المناورة و الضغط، ان الاسابيع التي بين أيدينا كفيلة بالاجابة على هذا السؤال، فالأزمة قد بلغت حداً لا يمكن تجاوزه دون انتصار نهائي لفريق على فريق ---؟ ان الأيام وحدها كفيلة بالاجابة على هذا السؤال و أياً كانت النتيجة في النهاية فإن نظام الحكم الحالي في السودان ضعيف و خائر إلى أبعد الحدود وان المستقبل ينذر بالكثير من الاحتمالات وسيظل ما يدور في السودان لذلك مسار إهتمام الكثير من الناس في الداخل و الخارج على الصعيدين العربي و العالمي. و لعل المفارقات العجيبة أن يخوض الشعب السوداني هذه المعركة وحده ---- و ليس له من نصير إلا الله، بينما تجد الأجنحة المتصارعة على الحكم كل أنواع الدعم المادي و الأدبي من حلفائها العرب و غير العرب". و تتضح - ص 80 – مدى براعة التنبؤ الذي جاء في هذا المنشور المتداول في إنجلترا و في الخارج في أواخر شهر مايو 1971 و التي توضح ظروف تداوله أصبع العناصر الأجنبية فيه، كما أن التنبؤ الصادر فيه و الذي يلفت النظر إلى أمر سيحدث في خلال أسابيع من ذلك التاريخ، يوضح أنه تنبؤ لم يصدر فقط نتيجة لتحليل الوضع بل عن عالِم خفايا الأمور و هو تنبؤ تحقق فعلاً بعد بضعة أسابيع بوقوع انقلاب 19 يوليو. كما يتضح من المنشور الاتجاه الذي كان يقوم بتعبئة الرأي العام لصالحه حينما يقع ما تنبأ عنه، بعد أسابيع حيث يشير إلى حوادث الجامعة الأخيرة حينذاك فيقول ### ### ### ###

Quote: وكأنك تقرأ افكارى باضافتك لرابط الموجز والذى لم يكتبه مولانا علوب, بل ذكر لى بوضوح فى محادثته يوم 27/5/2012, بإن هناك " مونتاج' وهذه عبارته, لتقريره الاصلى بالاضافه والحذف قام به الذين اعدوا به الملخص ويمكن ملاحظة ذلك فى صفحة 24, و25.