|
|
 الوحـدة الفـكرية، أم إلـغاء عـقول الأتباع؟
|
التفكير النقدي عملية متواصلة لا تنتهي، بينما الوحدة الفكرية، جـمود!
كثيراً ما تصادفنا تعبيرات لا نتوقف فيها، لا نتأملها، لا نفكر فيها أو في مدلولاتها.. نأخذها كأمر بدهي، أزلي، وبلا وعي نعيد إستخدامها، وترديدها، وتداولها..
من تلك التعبيرات ما يسمى ب "الوحـدة الفكرية"، الوحدة الفكرية دي ياربي بياكلوها بي ملاح شنو؟
الإتساق الفكري، يمكن أن يكون أمراً مفهوماً.. طالما إرتبط بمناهج التفكير، والمبدئية.. ولكنه لا يعني بأي حال "وحدة فكرية"..
الفرد في ذاته لا يكون في حالة "وحدة فكرية"! فكيف الحال بالجماعة؟
داخل كل فرد منا أفكار متصارعة حيال أي موضوع ناشيء.. فإن كان في داخلنا وحدة فكرية، لتحولنا إلى مجموعة من الآلات المبرمجة الصماء، حيث يتوفر لكل موقف برنامج جاهز يتم تنفيذه دون التفكير فيه!
ولماتت المبادرة، ولإنتفى التطور.
الوحـدة الفكرية، أو "وحـدة الفكر" ما هي إلا مشروع خدعة كبرى تستهدف إحتكار التفكير، وقولبة الأفـراد تمهيداً لإخضاعهم، وسوقهم كالأنعام بقيادة راعي، أو زعيم.. ملهم للأفكار، وخاتم لها في نفس الوقت، ليصبح الخروج على فكرة الزعيم، هو خروج على الوحـدة الفكرية! فهل هناك فكرة، تتطلب التوحد حولها، يمكن أن تكون مُنتجة، أو يتم إنتاجها خارج إطار الزعامة أو حلقة القيادة؟
الأمر المثير للغرابة -وربما السخرية- أن يأتي تمجيد "الوحدة الفكرية" مقترناً مع تمجيد "الصراع الفكري" و "التفكير النقدي" و "الخلاق" كمان! أو ليس الصراع الفكري والتفكير النقدي هو الموت المنطقي للوحدة الفكرية؟
هناك من قد يدعي أن الوحدة الفكرية هي عملية جدلية، وهي نتاج لصراع الأفكار، و، و.. المولدة لعدد من التبريرات.. وفي تلك التبريرات تعمل كلمات مثل "جدلية" و"ديالكتيكية" كلوازم للخلط المفاهيمي تمريراً وإستمراراً للخدعة الكبرى المسماة ب "الوحدة الفكرية". نعم، الصراع الفكري عملية جدلية، يتحقق عبرها تطور الفكر والأفكار، وفي خضم ذلك الصراع تنتصر الفكرة الأكثر صحةً، الأكثر سطوعاً، والأكثر منطقيةً بمعطيات زمانها.. بل وقد يحسم أمر إنتصارها "التصويت" أو "القوة المادية".
أما أمر الأخذ بفكرة معينة.. والشروع في تنفيذ تلك الفكرة جماعياً بفعالية، فذلك يعتمد ولحد كبير على وحدة الإرادة.. إذن، المطلوب وحدة الإرادة.. فوحدة الإرادة تعني الرغبة الموحدة للوصول لنفس الهدف، وصراع الأفكار لا يهدد وحدة الإرادة، بل هـو معني بالتوصل لأقل الطرق كلفةً لتحقيق مقاصد الفكرة الكبرى.. بينما مفهوم "الوحدة الفكرية" حيلة ماكرة، تستهدف فرض طريق واحد للتنفيذ، أشبه برفع المصاحف على أسنة الرماح، تمريراً لخدع أخريات! بما فيها قتل الصراع الفكري نفسه، وبلا رحمة!
عدلان.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الوحـدة الفـكرية، أم إلـغاء عـقول الأتباع؟ (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
|
الاخ عدلان سلامات
ياخى
لا يتأتى لاى منظومة سياسية, خصوصا ذات السمة العقائدية الاستمرار والمحافظة على جسدها دون وحدة فكرية, وافهمها هنا وحدة المرجعية الفكرية, وتأمل تعدد المصادر الفكرية فى المقترح للحزب الشيوعى بمجريات المناقشة العامة من تمزق اكيد وبلبلة قد تؤدى لتصفيته نهائيا.
لا ارى اى تناقض مثير للسخرية فى الربط بين الصراع الفكرى والوحدة الفكرية, فالاول شرط , اذا فهمت "انا" ان الصراع الفكرى احد الشروط الضرورية لتجديد حيوية الوحدة الفكرية الابتعاد بها من منطق الجمود والاتباعية.
اعتذر ان كانت افكارى غير متسقة, لكنها افة عدم المداومة على الاطلاع, وممارسة"الصراع الفكرى الداخلى!"
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الوحـدة الفـكرية، أم إلـغاء عـقول الأتباع؟ (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
|
الأخ محي الدين، عساك والمعاك، بخير..
أراك حددت "الوحدة الفكرية" ب "وحدة المرجعية الفكرية" ولو مشينا معاك حبة لي قدام بكون المقصود بالمرجعية الفكرية، إنتاج ماركس النظري، ولو ختمنا –قرضّنا؟- على كدة، ممكن الكلام على مرجعية فكرية "واحدة" يكون أمر مبلوع، غض النظر عن صحة كل إنتاج ماركس النظري، من عدمه، كوحدة واحدة متوحدة.. وعند إعادة النظر في إنتاج ماركس نفسه، تجده في المقدمة المشتركة التي كتبها مع أنجلز للطبعة الثانية من البيان الشيوعي في العام 1872 المقطع الثالي: «فنحن لا نعلق البتة أهمية خاصة على التدابير الثورية التي اقترحناها في نهاية الفصل الثاني. ولو كان لنا أن نعيد كتابة هذا المقطع اليوم لكتبناه بشكل مختلف من نواح عدة. لقد شاخ هذا البرنامج اليوم في بعض نقاطه بتأثير التقدم الضخم الذي أنجزته الصناعة الكبيرة خلال الخمس والعشرين عاما الأخيرة>>
أما إذا كنت تقصد ب "المرجعية الفكرية"، الإنتاج النظري لما يسمى بالمدرسة "الماركسية"، ف يادوبك فارقت درب كلمة "الوحدة"!
لم أفهم الرابط أو العلاقة، يا أخ محي الدين، بين "تعدد المصادر الفكرية" و التمزق الأكيد والبلبلة؟! فأحزاب مثل العمال البريطاني، والمؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا، تتعدد مصادرها الفكرية التي تنهل منها، ولا تعاني التمزق والبلبلة.
الأخ عادل عثمان، تحياتي لك وأنت دائماً ترفدنا بالمفيد..
أحي فيك مثابرتك على البحث والتحقق –جننت قوقل جِن!- فقد أمتعتنا بالمقاربات التي تخرج بها من هنا ومن هناك، في الوصلة التي زودتنا بها، راجعت ماكتبه الرفيق "ماجد زيدان الربيعي" ووجدته يعبر عن نفس الفكرة تقريباً  تنص المادة على "الوحدة الفكرية" في هذا الإطار المرجعي الفكري الذي حدد، والآراء المتباينة والمختلفة والصراع الفكري لا يمكن تحقيق "وحدة فكرية". ولا أظن إنها مطلوبة لحزب ديمقراطي يشكل التنوع والاختلاف مصدر قوة وحيوية لأية مجموعة اجتماعية.)
لكم تقديري ومحبتي الخالصة..
عدلان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الوحـدة الفـكرية، أم إلـغاء عـقول الأتباع؟ (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
|
الاخ والزميل عدلان"اريح من الاخ وحدها"
كيفك
نعم يا صديقى اقصد ب"وحدة المرجعية الفكرية" المنهج الماركسى كأساس نظرى للوحدة الفكرية., ولو لاحظت يا عدلان أن ما اقتبسته غير مفارق لهذا المنهج الماركسى, بل هو تطبيق له على ارض الممارسة العملية!
بخصوص حزب العمال لا علم لى بمرجعيته الفكرية وان كنت ارجح انه "متسلبط", اما المؤتمر الوطنى الافريقى, فاعتقد يا صديقى انه تعبير عن صحة وجهة نظر التيار اللينينى إبان انشطار الحركة العمالية الاوروبية. وهل تنسى يا عدلان دور التحالف الشيوعى-مع المؤتمر الوطنى قبل وبعد التحرر ودور الالتفاف حول هدف واضح ومحدد فى تجنيب هذا التحالف مزالق الاجتهادات والتقديرات الذاتية الناتجة عن غياب هذه الركيزة الاساسية, الوحدة الفكرية؟ قد يبدو كلامى تبسيطيا, لكن اهو انت شايف, لم ينجح حزب شيوعى اوروبى واحد فى استثمار الشرعية البرجوازية للوصول الى السلطة لكن نجحت احزاب ما بعد الانهيار فى بعض بلدان شرق اوروبا.
تلخيص للجوطة: بدون وضوح فكرى ووحدة فكرية لا يمكنك تحديد اطار خطك السياسى, حتقعد تكرر تجاربك الفاشلة(مشاركتين لسلطات انقلابية فى عبود وهسع مخجلات, وتتخبط اكتر)
لا يمكن تحميل غياب الشرعية الحزبية من انعدام المؤتمرات للوحدة الفكرية والنظر لها كقرين للجمود وتكلس مفاصل الحزب التنظيمية واضمحلال جماهيريته.
"الجزء الاخير تلخيص لمقال من عدد قديم من مجلة النهج, ضاع واعتمدت على كراستى المهترئة"
اقعد عافية
مع اكيد ودى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الوحـدة الفـكرية، أم إلـغاء عـقول الأتباع؟ (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
|
الأخ – عدلان - تحياتي .. دائماً ما تختفي وتأتينا بموضوع كبير
ويستحق النقاش والمحاولات تترى للخروج من دائرة التكلس ..
فشكرا أخي .. وفي الأيام الفاتت كنت بفكر أنزل بوست بعنوان:
هل من حزب بلا سيطرة فوقية .. وبعد تردد تراجعت عن الفكرة
وقلتا أحزابنا الفيها مكفيها .. كمان أضيف بلبلة جديدة .. وجاء
موضوعك هذا ملامساً لما كنت أفكر به .. والفكرة أن تكون
الاحزاب والتنظيمات السياسية سوحاً للرأي الحر على قاعدة
عامة لبرنامج متفق عليه .. وهذا لا يوجد في تنظيماتنا إلا على
المستوى النظري .. أما على مستوى الممارسة فكل العلاقات
فيها شيخ وحيران .. ويبدو أن هذا من واقع الإرث الاجتماعــي
التقليدي السائد .. ولا فكاك من إساره إلا عبر التطـور
التدريجي الطويل النفس .. أو وهذه مهمة:
الما عاجبو فالينقسم ويكون مجموعته على غير تلك
القاعدة إن استطاع .. وطبعاً هذه فكرة ولكنها تدخلنا فيما هو حادث
الآن من كثرة تنظيمات كثيرة الجعجعة قليلة الطحين .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الوحـدة الفـكرية، أم إلـغاء عـقول الأتباع؟ (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
خالص التحايا
الاستاذ
عدلان أحمد عبدالعزيز
انا مع ما كُتب بالتلخيص عبر هاذين المقطعين..
| Quote: التفكير النقدي عملية متواصلة لا تنتهي، بينما الوحدة الفكرية، جـمود! |
&
| Quote: انا افكر وانتقد اذن انا موجود وايجابى.. |
واضف عليه لكى لاافسد جمال ماكُتب...
النقد مابين الوعي الحقيقي و الوعي الإنطباعي...
بالاضافة الى سؤال استاذنا عدلان..
لوقمنا ببتر الجزء الجامد من الماركسية ومله هذا الجزء فلنقل ببعض قيم الحداثة ، هذا بالارتكاز على الماركسية نفسها كمرجعيه مع هذا التعديل ، هل هذا فى هذه الحالة تُسمى مسمى اخر خلاف الماركسية الماركسية او يمكن ان نطلق عليها [الماركسية الحداثوية] ، لو اخدنا قرامشى كنموذج فى جهوده نحو تحديث الماركسية.؟
التحايا النواضر..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Adil Osman
Mohamed Abdelgaleel
معتز تروتسكى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست