|
Re: عرب دارفور .. هل وصلوا متأخرين!! (Re: خليل عيسى خليل)
|
Quote: دارفور وأزمة الجندي المظلوم
كمال الصادق كُتب في: 2007-12-11 صحيفه الايام [email protected]
الاستاذ المحترم كمال الصادق قرأنا لكم في عمودكم المقروء (اتجاهات ومواقف) العدد بالرقم 8976 بالايام تحت عنوان (عرب دارفور ما بين الطريق الى الوحدة) ثم قرأنا مداخلة الاستاذ محمد عبد الله الدومه في ذات الموضوع في عمودكم نفسه العدد 8978 تحت عنوان (عرب دارفور هل وصلوا متأخرين) فوجدت نفسي مضطراً الى هذه المداخلة على مقاليكمها. استهل مداخلتي بالاتفاق معكما حول كافة الحيثيات التي اوردتموها وما توصلتما اليها من نتائج ولكن لا اتفق معكما فيما ذهبتما اليه بالقول (هذا او الطوفان) لان في الطوفان المتوقع ما سيغرق جميع أهل دارفور والمؤسف ان الطوفان المتوقع لا ينال من حكومة المركز بل هي تريد هذا الطوفان لدارفور وهي في مأمنها تقيم في ربوة عالية لايصلها هذا الطوفان مهما بلغت شدته لذلك نرى ان من مصلحة اهل دارفور استثمار قضية الجندي المظلوم على الاقل في إعادة تعريف الازمة وتوصيفها توصيفا دقيقا من حيث ان اسباب الأزمة الحقيقية هي ظلامات التهميش السياسي وان هذه الظلامات وقعت على كل المكونات الاجتماعية لاهل دارفور من مجموعات عربية وغير عربية. لقد كان الخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه قادة الحركات المسلحة المقاومة باسم دارفور يتمثل في التعريف الضيّق لعبارة جنجويد حتى صارت هذه العبارة تطلق على غالبية العرب في دارفور علما بأن هذا المصطلح كان من الاسلم والاوفق ان يكون خاصاً بالمجموعات التي دعمت حكومة الانقاذ وهي نتهتك في حقوق الانسان في دارفور من عرب وغير عرب وكان لاطلاق هذا الوصف المُعمّم للدلالة على رمزية المجموعات العربية ما أضعف التماسك الثوري في دارفور وساعد على خلخلة النسيج الاجتماعي المتين وبالتالي صارت دارفور هي دائرة للصراع الملسح ما بين الحركات المسلحة التي تطالب بالحقوق المشروعة لدارفور وبين بعض أبناء دارفور من المجموعات العربية ممن يوصفون بالجنجويد ويحاربون بالوكالة عن حكومة الانقاذ في حرب مدمرة لا يعرفون أجندتها الحقيقية وبات القاتل والمقتول من أهل دارفور فتعاظمت الضغائن والإحن والمحن حيث تمكن جهابزة الانقاذ من اختراق وحدة الصف الدارفوري فانقسمت الحركات المسلحة على نفسها وتشظت وبرزت الاطماع القبلية والشخصية هنا في المركز من خلال وسائل التقرب الى قادة الانقاذ. ومن وسائل هذا التقرب الاشتراك في تمزيق وتفتيت التماسك المحلي وفي الميدان ظهر أبو جدعة وأبوسكين وأبو ضفة وأبو ضراع في مسلسل لا أول له ولا آخر بحثا عن الذات من دون تأهيل او برامج او أهداف فضاعت الفرص تلو الفرص في الوصول الى تسوية عادلة لقضية دارفور. إن أهم ما ورد في بيان الجندي المظلوم ليس في حيثيات الظلامة التي ذكرت في إسهاب ولكن ما يمكن ان يطور من مفاهيم في اتجاه الوعي بالأزمة حتى لا يكون موقف الجندي المظلوم مرتبطا بمستحقاته التي حُرم منها من كلفة الحرب. ما نريده لهذا الجندي الذي إستخدم واستغل ليحارب وحدة مجتمعه ان يتعدى تأسيس موقفه المشرف الظلامة التي وقعت عليه من عدم نيله لمستحقاته من كلفة الحرب وان لا يعود مرة أخرى تحت مسمى الجندي الظافر اذا ما تم تسوية مطالبه في كلفة الحرب. من الحقائق المنسية ان غالبية الذين عانوا من التهميش في دارفور هم المنتمين للقبائل الرعوية حيث لم يجدوا حتى أبسط مقوامات الحياة من صحة ومياه نقية كما وحرموا من حقهم المشروع في التعليم والرفاه وفوق هذا وذاك إستخدموا واستغلوا بواسطة دهاقنة الانقاذ كبندقية مستأجرة في دارفور ليتم التخلص منها في الوقت المناسب. إن بروز الوعي لدى المجموعات التي وقفت الى جانب حكومة الانقاذ في انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان في دارفور يمثل بشارة خير وعافية للجسم الدارفوري المنهك بالأزمات والابتلاءات ونأمل ان لا يركن الجندي المظلوم في دائرة ظلامته المرحلية جراء عدم حصوله على مستحقاته المقررة له في كلفة الحرب وان يمد بصره الى الامام حيث ظلامته الحقيقية التي أقعدته ليرزح تحت نير الجهل والامية والتخلف في زمن رفاهية الحياة والفضائيات . وختاماً إن على أبناء دارفور الاهتمام باخوانهم في الجندي المظلوم وان يأخذوا بأيديهم بكافة الطرق الممكنة حتى لا يستغلوا ثانية للعودة مرة أخرى للمستثمر في محنتهم ونقصد بذلك الانقاذ فيستخدموا بطريقة أسوأ مما كان وترى اللوم كما يقال ؟ الصادق علي حسن المحامي |
|
|
|
|
|
|
|
|
|