|
بشرى الفاضل.. إنسان أجمل من أن يوصف
|
إسمه الذي طرق مسامعي عدة مرات بوصفه أحد الرموز الثقافية في السودان قبل أن ألتقيه رن في أذني كصدى أغنية مألوفة طربت لها كلما سمعتها و لم تحتفظ ذاكرتك بمفرداتها ... ذلك في يوم و شهر و سنة قبل ربع قرن من الزمان تقريباً ... تشوقت من حديث زميلي إلى لقاء الدكتور بشرى الفاضل ... سمعت أكثر من قصة عنه كلها مفرحة بإستثناء قصة حزنه النبيل عند غرق تلك الباخرة النيلية التي نقلت عروسه الطاهرة إلى رحمة مولاها في النيل بين مصر و السودان ... سمعت أغنية شجية ألفها بشرى الفاضل و تغنى بها وسط المقربين من زملائه و أصدقائه و هو يقول ( الشاف الشافك ما بينشاف .... ) تغنى بها للعفاف ... أدهشني بعفوية مذهلة و ألفة لا تصدر إلا من من هم في قامته رفعة إمتزجت بالتواضع منذ أول لقاء لي به ... صريح وواضح إلى درجة غير معقولة ... المدهش أن صراحته لم تكن أبداً جارحة ... بشرى كتاب مفتوح لمن يعرفه أو يحادثه ... بشرى الفاضل مزيج متجانس من الذكاء و الإبداع و العفوية و الحماس ... هذا المزيج ظاهر لمن يتعامل أو يحتك ببشرى ... و هو جلي أيضاً لمن عرف بشرى من خلال كتاباته القصصية مثل "هوهينا و هواهي" و "حكاية البنت التي طارت عصافيرها" و "الطفابيع" و غيرها من إنتاجه الأدبي الثر ... و معالجاته المتأملة الساخرة للأفكار و الحوادث الواقعية ... جمال بشرى لا يخفى و لا يوصف ... تغنينا و نحن طلاب بكلماته و لا زالت تسكن مساحات الشجن في النفس أنشودة رياح أكتوبر التي إبتعث من خلالها روح الثورة الشعبية تزكي حماس الحالمين بالحرية ... من تلقائية بشرى في التعامل و شفافيته الجلية يطل عليك طفل نقي لا زال يعيش داخل هذا الأديب المبدع ... هذا الطفل يجعل دخول بشرى إلى قلب المتعامل معه لا مفر منه ... حيث تذوب الحواجز سريعاً بينك و بينه... إن عجزت عن إيفاء هذاالإنسان الرائع ما يستحق فذلك لأنه أجمل من أن يوصف ...
|
|
|
|
|
|