وأخيراً.. يرتاح سجن أم درمان..!! إطلاق سراح عروة ومدني

Quote: عثمان ميرغني كُتب في: 2007-11-29 [email protected] في هذا الصباح السعيد بإذن الله.. يرتاح سجن أم درمان من حمله الثقيل.. حمل عملاقين بحجم محجوب عروة ونور الدين مدني.. اللذين ينعم الله عليهما في هذه اللحظات بالحرية.. تفتح أبواب السجن.. ويسدل الستار على (12) يوماً قاتمة أبقتهما خلف القضبان.. من كسب ماذا؟؟ ومن خسر ماذا؟؟ بلا أدنى جدال الأستاذان الكبيران كسبا مزيداً من الاحترام المهني وقبله الشعبي.. الأستاذان اللذان كانا من المجموعة التي أطلق عليها (الـ14 كوكباً) عندما اختيروا كأول دفعة من الجامعيين تمتهن الصحافة في مفتتح السبعينيات من القرن الماضي.. أضافا لسيرتيهما الذاتيتين المشبعة بالمواقف.. موقفاً جديداً.. والقارئ السوداني الذكي يقرأ من بين سطور هذه المأساة أكثر مما يقرأ في السطور المكتوبة بالمداد.. وكسب الشعب السوداني مزيداً من الثقة في النفس أن إرادة التغيير ليست مجانية.. وطريق الحريات يتم تعبيده وفتح مسالكه بأفدح الأثمان.. عندما يترك المرء بكامل اختياره أسرته وسريره ليقبع بين جدران السجون وخلف القضبان.. وكسبت الصحافة مساحة جديدة.. مساحة في عمق الوجدان الشعبي.. والصحافة ليست لعبة لتسلية الشعوب.. ولا طبولاً للمعارك الوهمية.. ولا (يوميات) يشتريها القارئ ويتفرج عليها ثم يلقيها بأعجل ما تيسر.. بل هي رسالة مهمتها الأسمى أن تحمي الشعوب ومصالحها.. وأن تحافظ على فم المواطن مفتوحاً على مصراعيه للمطالبة بحقوقه والصراخ في وجه الظلم.. وعندما اختارا.. عروة ومدني الذهاب إلى السجن بقدميهما.. كانا يدركان أن قلم التاريخ يسجل.. وأن أجيالاً لاحقة ستتذاكر مثل هذه المواقف وتتعلم وتصنع منها المجتمع والدولة والتي نرجوها.. ألم يئن لهذه البلاد المنكوبة بالكوارث السياسية أن ترتاح منها الأحزان؟ لماذا كلما أحس الشعب بأنه مقبل على فجر جديد فاجأته الليالي بليل جديد..؟ لماذا تُصنع الأزمات صناعة.. دارفور تنزف بمرارة.. شعبها في المعسكرات على كفالة المنظمات الدولية والوطنية.. والمجتمع الدولي يحشد القوات الأجنبية لحماية المواطن السوداني في بلده من بلده.. والجنوب يجري آخر بروفات اليوم الآخر.. وحكومة الوحدة (الوطنية).. (28%) منها مُجَمّد.. و(52%) منها مُجَمِّد.. والباقي جامد.. في كل هذه القواصم.. هل نبحث عن مزيد من العواصف؟؟ أليس من الحكمة أن ننظر إلى المصالح الكلية لبلدنا بدلاً من تبادل الركلات..؟ مَنْ ضد مَنْ؟؟ إذا كان المجتمع الرشيد هبة تكافؤ السلطات فيه.. وإذا كان المقصود خدمة صاحب الجلالة الشعب.. الذي هو مالك هذه البلاد وثرواتها.. وإذا كانت السلطات الأربع كلها خداماً لهذا الشعب.. فأين التناقض المفضي إلى (التعاضض) بدلاً عن (التعاضد).. على كل حال.. نستقبل اخوتنا محجوب عروة ونور الدين مدني في حفل تخريجهما.. لنجعل من المناسبة خطوة جديدة في سلم الحريات.. والدعوة عامة لكم جميعاً لتشريف (السوداني) والصحافة السودانية فرحة جديدة..