أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 04:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-22-2007, 06:58 AM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    Quote:
    النايُ والحوريّة

    كان يا ما كان …
    في سالف العصر،
    أو في هذا الزمان..
    كانت هناك قريةٌ ساحليةٌ جميلة، يوقظها غناءُ الأطيار والعصافير والبلابل، وأشجارُها المتنوعة، اعتادتْ على أصوات الحيوانات، وعلى أصوات الناس، وعلى هدير البحر ورائحتهِ المالحة.
    ..مشهدُ البحرِ رائعٌ في كل الأوقات، وفي كل الفصول.. والأمواجُ دائماً تحمل المراكب…
    لم ترجع شباكُ الصيادين، يوماً، بلا سمك.
    وكانت في هذه القرية ابنةٌ وحيدة لأبوين فلاّحين، تقضي أوقاتها بين المدرسة والحقول والشاطئ.
    وكلّ صباح،
    تستيقظ مع صياح الديك، تُطعم الدجاجات، وتعلف الغنم، ثم تذهب إلى المدرسة. وحين تعود، تتناول وجبة غذائها بسرعة، تكتب وظائفها… بعد ذلك، تلحق بوالديها إلى الحقل. وعندما لا تجد ما تساعدهما به، تحمل النايّ وتذهب إلى الشاطئ.. تلعب بالرمل والحصى. تصنع أشكالاً مختلفة.. وإذْ تتعب، تجلس على الرمال القريبة من الموج، وتعزف على نايها ألحاناً مُحزنةً حيناً، ومُفرِحةً حيناً آخر..
    وفي أحد الأيام،
    وحيدةً، جلستِ الفتاةُ على الشاطئ، وأصابعُها الناعمة تتحرك على فتحات الناي.. هنا، لحظةُ ما قبْلَ الغروب منعشة، والمراكب الراسية تميل مع الموجات، والمراكبُ البعيدةُ تغيب رويداً، رويداً، عن ناظريْها…
    وبينما تعزف..، نُحسّها تُفكر بحكايةٍ أُمّها التي رَوَتْها لها منذ فترة، حيث شابُّ الحكاية أراد أن يصبح أغنى إنسانٍ في العالم، فلبّتْ رغبتَهُ جنيةٌ أو ساحرة، وجعلتْ من أناملهِ لغزاً، كان كل ما يلمسه يتحول ذهباً، حتى الخبز والطعام الذي سيأكله… تعزف وهي تقول في نفسها:
    =أنا أكره الطمعَ والجشعَ والأنانيةَ وحُبَِّ المال. وكلّ ما أريده أنْ أجد شيئاً في هذه الحياة يكون أهمّ من كل شيء. أعرف أنّ الأرض مهمّة، والبحرَ مهمّ، والطبيعة مهمة، لكنني أريد أن أكون إنسانةً مهمّةً أكثر ممّا أنا عليه الآن.
    تعزف الفتاة بكل حواسها وكأنها تعزف كلّ ما تفكر وتحلم به.
    وبينما هي منسجمة مع الألحان والبحر وما يجول في نفسها، تشعر بصوت ما يناديها، لم يكن صوت أمها ولا أبيها.
    -أنت.. هل تحبين المغامرات؟
    -أوه، ما أجملكِ، أنتِ حورية البحر، أليس كذلك؟: سألتِ الفتاةُ، وهي تقفز نحو الموج.
    -نعم، أنا حورية البحر، هل ترغبين برحلة إلى أعماق البحر؟
    =بالتأكيد، لكنْ أرجوكِ أنْ أعودَ إلى هنا بعد ساعة، أخشى أنْ أُسبّبَ المتاعبَ لِوالديّ.
    -لن تستغرق رحلتُنا أكثر من ساعة: قالت الحوريةُ الجميلة وهي تُبعد شعرَها عن جبينها، وترفع ذيلَها فوق الماء، ثم تسبح مقتربةً من الفتاة التي غطّتْ نايَها بالرمل، ومشتْ حتى غمر الموجُ ركبتَيها.
    -هاتِ يدكِ: قالت الحورية للفتاة.
    أعطتِ الفتاةُ يدَها للحورية التي ألبستْها خاتماً قائلة:
    =لن تستطيعي الغَوْصَ والعودةَ إلى مكانِكِ إلاّ بهذا الخاتم السحريّ، فانتبهي جيداً، وكوني حريصةً عليه كإصبعٍ من أصابعك.
    -يا لهُ من خاتم رائع: قالت الفتاة.
    -هل أنتِ جاهزة؟: سألتها الحورية.
    -هيا إلى أعماق البحر..
    وضعت الحورية أصابعَ إحدى يديها بأصابع إحدى يديّ الفتاة، ونزلتا تحت الموج. الأسماك بزعانفها وألوانها وأحجامها المختلفة تمرُّ قرب الصديقتين، وقناديل البحر تضمُّ أذرُعها ثم تبسطها.
    الموج هادئ في الأعماق.
    وصلت الحورية والفتاة إلى شِعاب مرجانية كثيفةٍ وطويلة. مرجانٌ أبيض ومرجان أحمر، بينما تمرّ أسماك صغيرة ملونة.
    كلّ ما في البحر من مياه وحيوانات ونباتات، كان صديقاً للحورية، يُسلّم عليها، ويسألها عن صحتها وأحوالها ويُرحّب بصديقتها الجديدة..
    بين تلك الشِعاب المرجانية توجَدُ فسحةٌ تُنيرها محاراتٌ مفتوحة. تجلس الحورية مع الفتاة في تلك الفسحة، فتفتح المحاراتُ أغلفتها وتُغلقها، وكأنها تعزفُ ألحانَ الفتاة التي كانت تعزفها على نايها قبل وصولها إلى هذه الأعماق.
    تضحك الفتاة، وتقول:
    - إنها ألحاني.
    تقول لها الصدفاتُ والحوريةُ:
    -لولا هذه الألحان، لما كنتِ الآن بيننا.
    نحن دعوناك لزيارتنا لأننا فهمنا ما تحلمين به.
    لم تتوقّع الفتاة ذلك، ففرحتْ كثيراً، وقبّلتِ الحوريةَ والمحارات.
    - إليكِ هذه الأسهم الثلاثة وهذا القوس: قالت ملكةُ المحارات.
    مستغربةً، أخذتِ الفتاةُ القوسَ والأسْهُم.
    -لا تخافي ولا تستغربي، فهذه الأشياء ستحقق حلمكِ: قالت الحورية.
    -وكيف؟ سألت الفتاة.
    بهدوء أجابت ملكة الأصداف:
    -ستوصلك الحورية إلى كهفِ البحر، ستجدينَهُ مغلقاً بصخرة كبيرة، في الصخرة ثقبٌ، عليكِ أنْ تصيبي سهماً في ثقب الصخرة، ولديك ثلاث محاولات بعدَد الأسهم، فإذا لم ينجحْ سهمكِ الأول، فستتحجّرُ قدماك، وإنْ لم ينجح سهمك الثاني فسيتحجر جسمك حتى الصدر، وإنْ لم ينجح سهمك الثالث، فستتحجّرين كلّكِ، وستصبحين مستحاثّةً بحريّة.
    -وإذا نجحتُ من السهم الأول: قالت الفتاة بِتَحدٍّ.
    -عندما تنجحين بأيّ سهم من هذه الأسهم الثلاثة، فستبتعد الصخرةُ عن فوهة الكهف، وستدخلينه بسرعة، لتحضري ماهو موجود فيه.
    -هل سأجد في الكهف حلمي وهو مختبئ مني؟ ما هذه الخرافة، لا، لا أريد أن أغامر، بل أريد أن أعود إلى الشاطئ. أُفضّل أن أعيش حياتي مع أمي وأبي في قريتي الجميلة، لا أريد أن أصبح مستحاثةً بحريّة: قالت الفتاة بعصبية، وهي تهمّ بالمغادرة.
    لكن حورية البحر حاولت إقناعها:
    -أنت شجاعة، ولا أظنك ستفشلين، كما أني لا أظنك ستهربين.
    ترددت الفتاة، وحاولت استجماع قوتها لتسأل:
    -وما الشيء المهم الذي سأغامر من أجله بحياتي؟إذا كان مالاً، فأنا لا أريده.
    =لا إنه أهم من كل شيء تفكرين به: قالت ملكة الأصداف.
    فكّرتِ الفتاة مليّاً.. وبكل إرادتها اختارتْ أنْ تتابعَ الطريقَ الذي يُوصلها إلى الحلم. قبلتِ الفتاةُ المغامرةُ وسبحتْ مع الحورية إلى الكهف البحريّ المتثبّت بقاعِ البحرِ كحوتٍ كبير. أمام صخرة الكهف عظامُ بشرٍ كثيرين، وأشخاصٌ متحجّرون كمستحاثاتٍ بحرية، بعضها رخْوٌ، وبعضها صلبٌ.
    - آهٍ، أيتها الحورية، يبدو أنك خدعتِ أناساً كثيرين.
    لوت الحورية ذيلها، وقفت أمام الفتاة معاتبة:
    - أنا لا أخدع أصدقائي، أنت الوحيدة التي أتيت بها إلى هنا.
    - هؤلاء المساكين المتحجرون؟: سألت الفتاة بقسوة.
    - حضرهم سمك القرش، وأغلبهم من الصيادين الذين كانوا يرمون شباكهم، فيشدّها سمك القرش، ويحضرهم إلى هنا، منهم من غرِق، فدفنّاه، ومنهم من أعطته ملكةُ الأصداف الأسهم والقوس، علّه يستطيع الخروج والعودة. لم أكن أنا موجودةً في هذا البحر.
    - صدقّتك، فهل ستتركينني وتعودين، أم سأبدأ وأنت معي؟: بثقة قالت الفتاة.
    - لأثبت لكِ طيبة قلبي وصدق نواياي، فأنا سأساعدك حتى لو تحجّرتِ.
    - كيف؟ بانفراجٍ سألت الفتاة.
    - هاتِ الخاتم.
    - كيف أعطيك الخاتم الذي سيساعدني في العودة؟.
    - إذا ظلّ الخاتم في إصبعيك فسيتحجّر معك، أمّا إذا كان معي وتحجّرت، فبمجرّد أن ألمسك به فسيتلاشى الحجر عنك، وتعودين كما أنتِ.
    اقتنعت الفتاة بصدق الحورية وإخلاصها، فناولتها الخاتم، ووقفت كفارسٍ في مكان مناسب من ثقب صخرة الكهف.
    وقبل أن تضع السهم الأول في القوس، نظرتْ إلى المقبرة البشرية الراقدة في أعماق البحر.
    وضعت السهم في القوس. حدّقت في الثقب، و.. أطلقتْ… لكنّ السهمَ اصطدم بالصخرة، وسقط قرب جمجمة ما…
    تحجّرتْ ساقا الفتاة.
    وببطء، بدأ الدمع يتساقط من
    عينيها..
    -لا تأبهي، هيا حاولي ثانية: تصرخ الحورية.
    بشجاعة، وضعتِ الفتاة السهم الثاني في القوس، وشدّته بقوّة، ثم أطلقته..
    اصطدم السهم بحافّة الثقب.. كاد يدخل، لكنه سقط، و.. تحجّر صدر الفتاة حتى إبطيها…
    -اطمئني، فالخاتم سيعيدك: بفرح وتشجيع قالت الحورية.
    هذه المرة، بفرح تطلق الفتاة سهمها الثالث والأخير، وإذْ به يصيب الثقب..، فتتزحزح الصخرة العملاقة..، يذوب الحجر عن قدميّ الفتاة وصدرها، وقبل أنْ تدخل الفتاةُ الكهف، تُعيد الحورية الخاتمَ إليها قائلة:
    -سندخل معاً.
    تدخل الصديقتان الكهفَ البحريّ.
    لم يكن فيه غيرُ صخورٍ ملوّنة، ونباتاتٍ مضيئة وغريبة.
    لم تترك الحورية يدَ الفتاة.
    وبعد مسافة، رأت الفتاة شيئاً، فصاحتْ:
    - لقد وجدتُ حلمي.
    على صدى صوتها، اجتمعتْ كائناتُ البحر من سمك ومرجانٍ وسراخس، حتى المحارات وملكتهم، وكذلك قنافذ وقناديل البحر.
    تحمل الفتاة ذاك الشيء اللامع، تحدق فيه، فتراه قلماً ذهبياً، وبينما تتفحّص القلم، يأتيها صوتُ الحورية:
    - الأجمل من الذهب في هذا القلم أنه يستطيع قراءة أفكارنا، وإذا لم تصدّقي، فاضغطي الزرّ الأعلى في القلم، وستكتشفين كيف يقرأ ما تفكرين به الآن.
    وما إن تضغط الفتاة على الزرّ الأعلى للقلم، حتى ينطق:
    - أنتِ يا عزيزتي تفكرين كيف بوساطتي ستكتشفين وتفضحين المنافق والكاذب والغشاش.
    بسرعة تقول الفتاة:
    - صدقتَ يا عزيزي.. ففي هذه اللحظة بالذات، كنتُ أفكر بما قرأته لي.
    - هل أدركتِ أين يكمن حلمكِ؟ أين تكمن أهم الأشياء في الحياة؟: سألت ملكة المحار.
    - لقد أدركتُ أنّ العلم والعملَ والصدق والحرية أهمّ ما في الحياة.. شكراً لكم جميعاً..: قالت الفتاة العائدة مع كائنات البحر إلى السطح.
    كان الجميع يرقص حولها، ويودّعها بمحبة.. كلهم كانوا راغبين بعودتها إليهم.
    تصل الفتاة الشاطئ… تعيد الخاتم السحريّ إلى الحورية، تقبّلها، وتتفقان على زيارة أخرى.
    رفعت الفتاة نايَها من الرمال، وركضت بسرعة عائدة إلى بيتها، وبيدها القلم الذهبيّ الكاشف، الكاتب، والقارئ، بيدها أغلى وأهمّ شيء في هذه الحياة، لم تستغرق رحلة الفتاة في أعماق البحر أكثر من ساعة، لكنّها قابلةٌ لأن تُحكى على مدى الأيام.. أليس كذلك؟.

    * مأخوذة من "الفصول المجنونة"
    - قصص للأطفال -
    من منشورات اتحاد الكتّاب العرب
    دمشق - 2001

    *****

    (عدل بواسطة Dr. Faisal Mohamed on 11-22-2007, 07:03 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-22-07, 00:56 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-22-07, 05:34 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-22-07, 05:44 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-22-07, 06:58 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-22-07, 07:24 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه خالد العبيد11-22-07, 09:43 AM
    Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه نهلة عمر11-22-07, 01:06 PM
      Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-24-07, 06:06 AM
        Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه نهلة عمر11-29-07, 07:20 PM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Alsadig Alraady11-22-07, 01:41 PM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-24-07, 06:41 AM
    Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه محمد سنى دفع الله11-24-07, 07:59 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه خالد العبيد11-24-07, 09:19 AM
    Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه انور الطيب11-24-07, 10:44 AM
    Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه نهلة عمر11-24-07, 08:56 PM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه خالد العبيد11-24-07, 11:32 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-24-07, 07:46 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de