أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 12:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-22-2007, 05:44 AM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    Quote:
    أين أمّي؟


    غداً عيد الأمّ.
    وها هي (ساندي) تجلس حائرة بين كتبها، تفكر كيف ستشتري لأمِّها هديةً وهي لا تملك نقوداً.
    أبوها يعمل بإخلاصٍ وجد ونشاط، ومع ذلك، عائلتها فقيرة.
    كانت (ساندي) تلميذةٌ مجدةٌ ومهذبة ومحبوبة من مدرّساتها وصديقاتها.
    كانت صديقتها (ندى) قد اشترتْ لوالدتها خاتماً ذهبياً أحضرتْهُ معها إلى المدرسة لتُريَهُ لزميلاتها. كان الخاتم يلمع مثل شمسٍ تتوسّطُ الموجَ. تحسّرتْ ساندي وهي تُحدّق في الخاتم المتوهّج، وفي هدايا صديقاتها الأخريات. (فاطمة) اشترتْ قميصاً حريرياً لأمها. (عبير) اشترتْ عطراً. و(ريما) اشترتْ حقيبةً جميلة. وحدَها (عنود) اشترتْ لأمها كتاباً.
    ما زالت ساندي في غرفتها حزينةً، تنظر حولها، فيقعُ بصرها على قصة (سندريلا) تتناول القصة وتبدأُ تقرأها، وما إنْ تصل إلى الفقرة التي تظهر فيها الساحرة لسندريلا، حتى تُغلقَ القصة، وتحلم بزيارة الساحرة كي تطلب منها هدية لأمها.
    لن يكلّفَ طلبي أكثر من كلمتَيْن تنفخُهما الساحرة على عصاها لتكون هديتي موجودة: همستْ ساندي لنفسها بحزن، وعادتْ لتفتحَ القصة، ثم ارتفع صوتُها: أيتها الساحرة، أرجوكِ اخرجي من قصة سندريلا إليّ. لن أطلب منكِ غير كتاب لأمي، أو فستانٍ بسيط:
    قالت ساندي وهي تفتح قصة سندريلا وتخاطب الصفحة التي رُسِمَتْ فيها الساحرة.. فجأة، تخرج الساحرة من الصفحة.
    الساحرة بفستانها الجميل، وبتاجها الذهبي المُرصَّع باللؤلؤ والعقيق، وبصَوْلَجانها السحري تقف على طاولة ساندي المسحورة بحضورها. لا تُصدّق ساندي ذلك، فتنظر إلى الصفحة، فتجدها بيضاء، فعلاً غادرتِ الساحرة مكانَها.
    تدلك ساندي عينَيْها قائلةً:
    -هل أنتِ ساحرةٌ حقيقية؟
    -أظنُّني كذلك يا عزيزتي، أتسمعين صوتي؟
    -نعم، أسمعكِ، وما دمتِ قد استجبتِ لي في الحضور، فأرجوكِ أن تُلبّي لي طلباً بسيطاً.
    -لقد خرجتُ لألبي لكِ طلبك:
    قالت الساحرة وأشارتْ بصولجانها اللامع إلى علبة ألوان ساندي، وإلى ورقة كرتون مقوى، ثم اختفت بالسرعة التي ظهرتْ فيها ذاتها.
    حدّقتْ ساندي في الصفحة، فرأتِ الساحرة في مكانها تقف جامدةً أمام سندريلا.
    -أين الهدية؟ صاحت ساندي في وجه الساحرة، ثم وضعتِ القصة على الطاولة وشرعَتْ تبكي..
    لم تغادر الساحرة مكانها مرةً ثانية.
    مسحتْ ساندي دموعَها، وانتظرتِ الساحرة دون أمل.
    بعد لحظات،
    فكرت ساندي بإشارات صولجان الساحرة، فقفزتْ إلى علبة الألوان، أحضرتْها مع ورقة الكرتون المقوى، وبدأت ترسم.. لم تنهض ساندي عن طاولتها إلا بعدما رسمتْ وردةً وقلباً وطفلةً تُقدّم لأمها هدية.
    ابتسمتْ ساندي للبطاقة التي أصبحت جاهزةً، وبعد منتصف الليل ذهبتْ إلى فراشِها لتحلمَ بفرح أمها.
    في الصباح،
    ارتدت ساندي ثيابها، حملت حقيبتها، وذهبت إلى المدرسة..
    ها هي وصديقاتها في الاستراحة. تفتح ساندي حقيبتها، وتُخرج البطاقة..
    -أوه، ما أجملها يا ساندي، من أين اشتريتِها؟ بصوت واحد قالت صديقاتها.
    -لم أشترِها، بل أنا التي صنعتُها.
    -حقاً، أنت رسمتِها! يا لك من فنانة. قالت عنود.
    -أنتِ لستِ متفوقة فقط، بل أنت فنانة يا ساندي. قالت ندى وريما وعبير وفاطمة.
    ضحكت ساندي من كل قلبها لِما أنجزتْهُ، فضحكت معها صديقاتها.
    -أقترح أن ترسمي بطاقاتٍ وتبيعيها يا ساندي. قالت عبير.
    -فكرة جيدة. قالت فاطمة.
    -وأنا أول من ستشتري منك يا ساندي. قالت ندى وهي تُخرج من جيبها بضع أوراق نقدية.
    عندئذٍ، أخرجتْ كلُّ صديقات ساندي أوراقاً نقدية.
    عدّت ساندي النقود، فوجدتْها كافية لشراء فستان بسيط لأمها.
    -أنا موافقة، وغداً سأحضر لكلٍّ منكنَّ بطاقة.
    لم تعرف ساندي كيف انتهى ذلك اليوم المدرسي، كما لم تعرفْ كيف كانت واقفةً أمام أحد المحلات، تنظر إلى الفساتين وأسعارها.. بين تلك الأزياء تشاهد فستاناً مناسباً، فتدخل لتشتريه قائلة في نفسها:
    اليوم سأصنع كثيراً من البطاقات، وسأرسمها بمهارة فنية بحيث تُعجَب بها زميلاتي.
    ساندي الآن تخرج من محل الأزياء وهي فرحة بهديتها التي لم تدفعْ فيها كلَّ ما معها من نقود.. وبينما تركض في الشارع المليء بدكاكين الحلوى والملابس والألعاب، يُلفت نظرها دكان لبيع الورد، فتدخل وتشتري وردة جميلة، ثم تركض قاصدة البيت..
    .. كانت حذرةً من السيارات، حذرةً من أنْ تصطدمَ بأحد المارة، حذرةً من أنْ تسقط..
    تصل ساندي إلى البيت وهي تُنادي:
    -ماما، ماما، كل عام وأنت بخير.
    لا أحد في البيت.
    ليس من عادة والدة ساندي الخروج في مثل هذا الوقت من البيت.
    -تُرى، أين أمي؟ صاحت ساندي وأجهشت في البكاء.
    أكثر من ساعة وهي تنتظر. خطر على بالها أن تسأل الجيران عن أمها. للأسف جميع الجيران لم يروا والدتها طوال هذا اليوم.
    عادت ساندي إلى البيت وهي تنادي بأعلى صوتها:
    -ماما، ماما، أين أنتِ يا أمي؟
    وما إنْ دخلتْ ساندي البيت حتى وجدتْ أمَّها ترتدي الفستان الذي اشترتْهُ لها.
    ركضت الفتاة إلى أمها ضاحكة.
    أحضان الأم كانت أكثر دفئاً وجمالاً من كل حدائق الورد في العالم.
    -كم هو جميل عليك. قالت ساندي.
    -إنه جميل فقط لأنك أنتِ التي اختَرْتِهِ، يا روحي.
    قبّلتْ ساندي يد والدتها، وذهبتْ إلى غرفتها لتُحضر بطاقتها التي رسمتها.
    ها هي ساندي تعود حاملةً الوردة والبطاقة.
    تُقبّلها أمُّها شاكرةً، وتقول:
    -لماذا نسيت هديتي التي أحضرتُها لك؟
    -عفواً أمي، لم أنتبهْ، أين هي؟
    -هناك، على الطاولة.
    تركض ساندي إلى هديتها المغلَّفة بورقٍ ملونٍ لامع. تفتح جزءاً من الغلاف، فتجد كتاباً، وبينما تستمرُّ ساندي في خلْعِ الورق، تقول:
    لم أتوقّعْ أن يكون لي هدية في مثل هذا اليوم. يا لكِ من إنسانة رائعة يا أمي.
    في هذه الأثناء،
    تدخل الأم المطبخ لإعداد ما يلزم للاحتفال.
    بينما ساندي تقفز من شدة الفرح وهي تقول:
    -الله، ما أجمل هديتك يا أمي.. الله، مجموعة قصص بعنوان (الفصول المجنونة)..

    * مأخوذة من "الفصول المجنونة"
    - قصص للأطفال -
    من منشورات اتحاد الكتّاب العرب
    دمشق - 2001

    *****

                  

العنوان الكاتب Date
أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-22-07, 00:56 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-22-07, 05:34 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-22-07, 05:44 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-22-07, 06:58 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-22-07, 07:24 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه خالد العبيد11-22-07, 09:43 AM
    Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه نهلة عمر11-22-07, 01:06 PM
      Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-24-07, 06:06 AM
        Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه نهلة عمر11-29-07, 07:20 PM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Alsadig Alraady11-22-07, 01:41 PM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-24-07, 06:41 AM
    Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه محمد سنى دفع الله11-24-07, 07:59 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه خالد العبيد11-24-07, 09:19 AM
    Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه انور الطيب11-24-07, 10:44 AM
    Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه نهلة عمر11-24-07, 08:56 PM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه خالد العبيد11-24-07, 11:32 AM
  Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه Dr. Faisal Mohamed11-24-07, 07:46 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de