|
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
الفصول المجنونة - قصص للأطفال - من منشورات اتحاد الكتّاب العرب دمشق - 2001 الإهـداء
إلى كلّ الأطفال الذين ولدوا وسيولدون ولم يولدوا بعد.. إلى براءتهم وهي تكبر مع براءة الكلمات لتظلّ تقرأ هذه القصص..
Quote: كلمات البحر
خلف الجبال، كان البحرُ يُلاطِمُ الصخورَ والشواطئ.. يُوزّعُ على الرمالِ والحصى أمواجَهُ، وأصواته، وحكاياتِهِ الكثيرةَ التي لم يسمعْها أحد. ما زال البحر بين المدِّ والجَزْر.. للبحرِ قصصٌ يرويها كلَّ يوم، يتناقَلُها الموجُ والرملُ والحصى والفضاء والنجوم والليل والنهار.. -ألا تسمع تلك الوشوشةَ يا عصام؟ -تقصدين أصواتَ الأمواج؟ -بالضبط.. هل تستطيع أنْ تتخيّلَ ما ستحكيهِ لنا الأمواجُ؟: أسألُكَ أنا كاتبةُ القصة، فتَشْردُ وأنت تقرأ، وبسرعة تجيبني: -ربّما تقول الأمواجُ: أنا حزينةٌ لأنّ البشرَ يلوّثون مياهي.. فالأوساخُ والنفاياتُ تُزعجني.. أو، تقول: أنا فرحةٌ لأنكم تعرفون السباحةَ، فتزورونني في العطل.. تلعبون، وتمرحون، وتبتهجون، فأمرح وألعب وأبتهج معكم. تصمتُ قليلاً وتُفكّر.. فأسألُكَ: -فقط هذه هي كلمات البحر؟! تنظر إليَّ بعمق، وتجيب: -أتوقّع أنّ البحرَ مليءٌ بحكايات قديمةٍ وجديدة مثلما هو مليءٌ بالمرجان والأسماك والمحار والنباتات والأسرار.. أذكرُ ما حكتْهُ لي جدَّتي ذات يوم. -وماذا حكَتْ جدّتُكَ؟ تنظرُ في المدى مُسْتَذْكِراً، ثُمَّ..، تَسْردُ لي: -ذاتَ يوم، قضَيْنا نُزهتَنا في أحد الجبال المشرفةِ على البحر.. كانت الأشجارُ كثيفةً، والأعشابُ تهتزُّ مع الهواء.. والأزهارُ البريّةُ تفترش التربة بألوانٍ متعددة تُشعركِ وكأنّ العطرَ يفيضُ بالأخضرِ والأزرقِ والأحمر والليلكي والأبيض والأصفر والبرتقالي.. لَعبْنا بالمضارب.. والكرةِ، والأرجوحةِ التي نصَبَها والدي بين شجرتَيْن عملاقتين.. وعندما تعبْنا جلسْنا للطعام.. بعدَ ذلك، رحْنا نتأمل الطبيعة.. الدعسوقات الحمراءُ المنقّطةُ بالأسود كانت تسير على التربة، بين الحشائش، وعلى الجذوع والأغصان.. صوتُ العصافير والنوارس كان أنشودةً تشترك في تأليفها وعزفها أصواتُ الرياح التي تُسقط بعضَ حبّاتِ التوت البرّيّ عن الأشجار.. يومَها.. ركضتُ وراء الفراشات.. راقبتُ النمل وهو يعمل دون تعب.. حدّقتُ إلى السماء الجميلة وهي تحضن الشمسَ الذهبية.. طيورٌ كثيرة ومتنوعة كانت تحلّق.. وفجأةً.. سمعتُ صراخَ أمي.. ركض أبي وأخوتي وجدتي.. ركضتُ إليهم.. كاد أخي الصغير يغرق لو لم يرمِ أبي نفْسَهُ في البحر وينتشله من الموج.. وبعدما حَمدْنا الله على سلامة أخي، قالت جدتي: البحر يحبّ الإنسان الجريء. البحارة والصيادون والغواصون أصدقاءُ الموج.. لأنهم شجعان.. وأنتم أيضاً.. -وهل أنا مثلهم شجاع يا جدتي؟: سأل أخي الصغير الذي ارتاح قليلاً بعد الإنقاذ. قالت جدتي: -طبعاً وأنت أيضاً لأنك غامرْتَ وخضْتَ في البحر.. لكنْ، مَنْ لا يُجيدُ السباحةَ، عليهِ أنْ لا ينزل وحيداً إلى الموج، لأنه سيغرق.. وسيُسبِّبُ لأهلهِ حزناً دائماً.. لحظتَها، خجِلَ أخي واعتذر للجميع، هنا، تدخّلتْ جدتي ونظرتْ إلينا قائلة: -سأروي لكم حكايةً عن البحر. سكتْنا كُلنا، وأصغَيْنا بانتباهٍ وشوقٍ شديدَيْن لكلماتِ الجدة المصحوبةِ بسُعالٍ خفيف: -في سالف الأزمان، كان البحر دائمَ التوتّرِ والهيجان، يُغرق البشرَ والمراكب.. وكانت مدينة من المدائن القديمة تعاني كثيراً من هذه المأساة.. لم يُفلح السَّحَرةُ والمشعوذون في تهدِئةِ البحر.. وعندما احتار أهل تلك المدينة في أمرهم.. أرسلوا وفداً منهم إلى المعبد.. كان كاهنُ المعبدِ رجلاً عجوز، مُلْتَحِياً، طويلَ القامة. فتَحَ للوفْدِ بوابةَ المعبدِ المزخرفة، المضاءة بالشموع، واستقبلَهُ في قاعةٍ يتصدّرها تمثالٌ ضخم.. قال أكبر رجلٍ من الوفد: -أيها الكاهن، ألا تعلم كيف نكسب صداقةَ البحر؟ هزَّ الكاهنُ رأسَهُ، فارتجفتْ لحيتُهُ، وتمايلَ لهبُ الشموع القريبة من التمثال. وبوقارٍ، حرّكَ شفتَيْه: -أعلم كيف يكسب الإنسان صداقة البحر.. -ما دمْتَ تعلم، فلماذا تَدعُنا نُلاقي كلَّ تلك الكوارث؟: سأل واحدٌ من الوفد. صمتٌ مخيف ساد في القاعة، لم يقطعْهُ غيرُ خطواتِ الكاهن الذي دخلَ إلى غرفة أخرى، ثم خرج ومعه حمامة.. جلس الكاهن على كرسيّه، حاضناً الحمامة بيدَيْهِ، وقال: -إنّ البحر يطلب أُضحيةً. -نحن مستعدون: بصوت واحد، قال أفرادُ الوفْد. -ولكنّها أُضحيةٌ بشرية.. عليكم أنْ تضحّوا بشخصٍ منكم كلَّ سنة. ارتبكَ رجالُ الوفد. تشاوروا في كلامِ الكاهن، ثم وقف كبيرُهُم ليقول: -نحن موافقون.. فمَنْ منّا سيكون الأُضحية الأولى؟ قال الكاهن: -هذا ما سيقرّره التمثال. سأُطلِقُ الحمامة في فضاء القاعة، ستدور ثلاث مرّاتٍ حول رؤوسنا، وستقف على رأس التمثال.. فإذا تحرّكَ رأسُ التمثال نحو اليمين ونزفتْ عينُهُ اليُسْرى دماً، فيعني ذلك أنّ البحر يريد دائماً ابنةَ واحدٍ من أهل المدينة، وإذا تحرَّكَ رأسهُ نحو الشمال وذرفتْ عينُهُ اليُمْنى دمعاً، فهذا يعني أنّ البحر يريد دائماً ابنَ واحدٍ من أهل المدينة. -وما المقصود بـ(دائماً)؟: استفْهَمَ رجلٌ متوسّط العمر. -أي، على أهل المدينة أنْ يضحّوا كلَّ سنةٍ بفتاة إذا تحرّك رأسُ التمثال نحو اليمين، بينما يضحّون كلَّ سنة بفتىً إذا تحرّكَ رأسُ التمثال نحو الشمال. ولما قبِلَ الوفْدُ بهذا الحل، أطلق الكاهن الحمامة..
رفّتِ الحمامةُ البيضاء المكحّلةُ بسوادٍ شفيف في فضاء القاعة، دارتْ ثلاثَ مرات حول الرؤوس، وما إنْ وقفتْ على رأس التمثال، حتى استدار نحو اليمين ونزفتْ عينُهُ اليسرى دماً سالَ على وجه التمثال وذقنهِ وخصْرهِ وقدمَيْهِ.. شكَّل الدمُ بقعةً كبيرة.. ولم يتوقف النزيف حتى طارتِ الحمامة عائدةً إلى الغرفة. -وكيف سنختار الأضحية؟ أجاب الكاهن: -بعد ثلاثة أيام، وقبل الغروب بقليل، تجمعون كلَّ فتيات المدينة على أحد الشواطئ، وسأطلقُ الحمامة.. والفتاةُ التي تقف الحمامة على رأسها ستكون الأضحية المباركة. رضي الوفد بهذا القَدَر. ودّعوا الكاهن، وبمنتهى الحزن، رجعوا من حيث أتوا.. كان الناس ينتظرون.. وصَلَ الوفْدُ، وأخْبرَ سكان المدينة بالحلّ.. ثلاثةُ أيام سوداء مرّتْ على المدينة.. خلالها، لم يخرجْ أحدٌ من بيته.. كلُّ عائلة كانت تودّع بناتِها الوداع الأخير.. انتهتِ المُهْلَةُ، وفي اليوم الثالث كانت فتياتُ المدينة مجتمعاتٍ على الشاطئ الرملي.. بينما اصْطَفَّ أهل المدينة مثل سور عظيمٍ حول الفتيات.. كان الأهل يجهشون بالبكاء.. والفتيات كُنَّ ينظرْنَ بحُزنٍ وخوف.. وحدَها ابنةُ الملك كانت تبكي.. بعد قليل، سيكون الغروب ضيفاً على البحر والجبال والغابات والصحارى والقرى والمدن.. وصل الكاهن ومعه الحمامة.. ازداد الرعبُ في قلوب الجميع، ما عدا فتاة واحدة بدأت تبتسم.. وبين سكونِ الناس وصوتِ البحر، أطلق الكاهنُ الحمامة.. حلّقتِ الحمامة بعيداً.. فوق المراكب الراسية، فوق أشجارِ الغابة القريبة، فوق الرؤوس.. كانت أشعّةُ الغروب تتخلّل أجنحة الحمامة وتصل إلى الموج وعيونِ الناس. بسرعة أكبر، حلّقت الحمامة فوق رؤوس الفتيات.. حلّقت مرتين، وفي الثالثة حطّتْ على رأس الفتاة المبتسمة.. فصرخ أبواها وركضا إليها.. كانت الفتاة ابنة وحيدة لعائلة فقيرة.. علّمتْها أمّها الصبر، ووالدها الصياد علّمها كيف لا تخاف البحر.. وقبل أن يصل والداها إليها، رمَتِ الفتاة نفسَها في الموج و.. سبحتْ.. موجةٌ تغطّيها، موجةٌ تقذفُها، وموجةٌ تسحبُها إلى أعماقها.. سبحتِ الفتاةُ حتى غابتْ عن العيون. أُمُّ الفتاةِ كانت تذْرو الرمل على رأسها وتصرخ.. ووالدها كان يبكي بحُرقةٍ وهو يحدّق في الموج.. كان أهل المدينة يهوّنون مصاب الرجل والمرأة.. وكانت أشعة الغروب تخْفُتُ تدريجياً.. تخفُتُ حتى تغيب الشمس ويظهر الليلُ كجثّةٍ هامدة.. لم يكنْ يضيءُ العتمةَ سوى مشاعل قليلة.. وبينما همَّ الجميع بالعودة إلى منازلهم، هدَرَ البحر، ولمَعَ من موجاتهِ ضوءٌ هائل كأنه القمرُ يسقط الآن من مكانه ليسبح.. التفتَ الناس إلى البحر.. لم تمُتِ الفتاة، بل، تحوّلتْ إلى حوريّةِ ضوءٍ تتقدم نحو الشاطئ.. تذْرفُ دمعاً يصير لؤلؤاً.. ركض والدا الفتاة إليها، لكنها.. عادتْ إلى أعماق البحر.. حاول أبوها الصيادُ أنْ يرميَ نفسَه في الماء.. أمسكتْهُ زوجتهُ وأمسكَهُ الناس.. حينَها، صاح الكاهن: -هيا.. وليأخذْ كلٌّ منكم نصيبَهُ من اللآلئ. بعدما جمع كلٌّ منهم ما كيفيه من اللآلئ، غادر الجميعُ الشاطئ اللؤلؤيَّ عائدين إلى المدينة.. كانوا موكباً حائراً يعبرُ الطرقات.. منذ تلك الليلة، لم يعُدِ البحر يُغرقُ الكثير من البشر والمراكب، ولم يعُدْ بحاجة إلى الأضاحي.. منذ تلك الليلة، وحوريةُ الضوءِ تزور مدينتَها (مدينة اللؤلؤ) كلَّ سنةٍ مرَّةً.. تبكي، تاركةً دموعها لآلئ على الشواطئ وفي المحار.. -حكايةُ جدتِكَ اختصرتْ كلَّ كلامِ الموج يا عصام. -هل أعجبتْكِ..؟ وقبل أن أجيب، يقترب البحر منا.. باستحياءٍ ينظر إلينا.. يرشقنا بموجةٍ خفيفة، ثم يعود إلى مكانه.. هناك.. خلف الجبال، لِيُلاطِمَ الصخور والشواطئ، ويوزّع على الرمال والحصى والفضاء حكاياته الكثيرة..
*****
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
Quote: أين أمّي؟
غداً عيد الأمّ. وها هي (ساندي) تجلس حائرة بين كتبها، تفكر كيف ستشتري لأمِّها هديةً وهي لا تملك نقوداً. أبوها يعمل بإخلاصٍ وجد ونشاط، ومع ذلك، عائلتها فقيرة. كانت (ساندي) تلميذةٌ مجدةٌ ومهذبة ومحبوبة من مدرّساتها وصديقاتها. كانت صديقتها (ندى) قد اشترتْ لوالدتها خاتماً ذهبياً أحضرتْهُ معها إلى المدرسة لتُريَهُ لزميلاتها. كان الخاتم يلمع مثل شمسٍ تتوسّطُ الموجَ. تحسّرتْ ساندي وهي تُحدّق في الخاتم المتوهّج، وفي هدايا صديقاتها الأخريات. (فاطمة) اشترتْ قميصاً حريرياً لأمها. (عبير) اشترتْ عطراً. و(ريما) اشترتْ حقيبةً جميلة. وحدَها (عنود) اشترتْ لأمها كتاباً. ما زالت ساندي في غرفتها حزينةً، تنظر حولها، فيقعُ بصرها على قصة (سندريلا) تتناول القصة وتبدأُ تقرأها، وما إنْ تصل إلى الفقرة التي تظهر فيها الساحرة لسندريلا، حتى تُغلقَ القصة، وتحلم بزيارة الساحرة كي تطلب منها هدية لأمها. لن يكلّفَ طلبي أكثر من كلمتَيْن تنفخُهما الساحرة على عصاها لتكون هديتي موجودة: همستْ ساندي لنفسها بحزن، وعادتْ لتفتحَ القصة، ثم ارتفع صوتُها: أيتها الساحرة، أرجوكِ اخرجي من قصة سندريلا إليّ. لن أطلب منكِ غير كتاب لأمي، أو فستانٍ بسيط: قالت ساندي وهي تفتح قصة سندريلا وتخاطب الصفحة التي رُسِمَتْ فيها الساحرة.. فجأة، تخرج الساحرة من الصفحة. الساحرة بفستانها الجميل، وبتاجها الذهبي المُرصَّع باللؤلؤ والعقيق، وبصَوْلَجانها السحري تقف على طاولة ساندي المسحورة بحضورها. لا تُصدّق ساندي ذلك، فتنظر إلى الصفحة، فتجدها بيضاء، فعلاً غادرتِ الساحرة مكانَها. تدلك ساندي عينَيْها قائلةً: -هل أنتِ ساحرةٌ حقيقية؟ -أظنُّني كذلك يا عزيزتي، أتسمعين صوتي؟ -نعم، أسمعكِ، وما دمتِ قد استجبتِ لي في الحضور، فأرجوكِ أن تُلبّي لي طلباً بسيطاً. -لقد خرجتُ لألبي لكِ طلبك: قالت الساحرة وأشارتْ بصولجانها اللامع إلى علبة ألوان ساندي، وإلى ورقة كرتون مقوى، ثم اختفت بالسرعة التي ظهرتْ فيها ذاتها. حدّقتْ ساندي في الصفحة، فرأتِ الساحرة في مكانها تقف جامدةً أمام سندريلا. -أين الهدية؟ صاحت ساندي في وجه الساحرة، ثم وضعتِ القصة على الطاولة وشرعَتْ تبكي.. لم تغادر الساحرة مكانها مرةً ثانية. مسحتْ ساندي دموعَها، وانتظرتِ الساحرة دون أمل. بعد لحظات، فكرت ساندي بإشارات صولجان الساحرة، فقفزتْ إلى علبة الألوان، أحضرتْها مع ورقة الكرتون المقوى، وبدأت ترسم.. لم تنهض ساندي عن طاولتها إلا بعدما رسمتْ وردةً وقلباً وطفلةً تُقدّم لأمها هدية. ابتسمتْ ساندي للبطاقة التي أصبحت جاهزةً، وبعد منتصف الليل ذهبتْ إلى فراشِها لتحلمَ بفرح أمها. في الصباح، ارتدت ساندي ثيابها، حملت حقيبتها، وذهبت إلى المدرسة.. ها هي وصديقاتها في الاستراحة. تفتح ساندي حقيبتها، وتُخرج البطاقة.. -أوه، ما أجملها يا ساندي، من أين اشتريتِها؟ بصوت واحد قالت صديقاتها. -لم أشترِها، بل أنا التي صنعتُها. -حقاً، أنت رسمتِها! يا لك من فنانة. قالت عنود. -أنتِ لستِ متفوقة فقط، بل أنت فنانة يا ساندي. قالت ندى وريما وعبير وفاطمة. ضحكت ساندي من كل قلبها لِما أنجزتْهُ، فضحكت معها صديقاتها. -أقترح أن ترسمي بطاقاتٍ وتبيعيها يا ساندي. قالت عبير. -فكرة جيدة. قالت فاطمة. -وأنا أول من ستشتري منك يا ساندي. قالت ندى وهي تُخرج من جيبها بضع أوراق نقدية. عندئذٍ، أخرجتْ كلُّ صديقات ساندي أوراقاً نقدية. عدّت ساندي النقود، فوجدتْها كافية لشراء فستان بسيط لأمها. -أنا موافقة، وغداً سأحضر لكلٍّ منكنَّ بطاقة. لم تعرف ساندي كيف انتهى ذلك اليوم المدرسي، كما لم تعرفْ كيف كانت واقفةً أمام أحد المحلات، تنظر إلى الفساتين وأسعارها.. بين تلك الأزياء تشاهد فستاناً مناسباً، فتدخل لتشتريه قائلة في نفسها: اليوم سأصنع كثيراً من البطاقات، وسأرسمها بمهارة فنية بحيث تُعجَب بها زميلاتي. ساندي الآن تخرج من محل الأزياء وهي فرحة بهديتها التي لم تدفعْ فيها كلَّ ما معها من نقود.. وبينما تركض في الشارع المليء بدكاكين الحلوى والملابس والألعاب، يُلفت نظرها دكان لبيع الورد، فتدخل وتشتري وردة جميلة، ثم تركض قاصدة البيت.. .. كانت حذرةً من السيارات، حذرةً من أنْ تصطدمَ بأحد المارة، حذرةً من أنْ تسقط.. تصل ساندي إلى البيت وهي تُنادي: -ماما، ماما، كل عام وأنت بخير. لا أحد في البيت. ليس من عادة والدة ساندي الخروج في مثل هذا الوقت من البيت. -تُرى، أين أمي؟ صاحت ساندي وأجهشت في البكاء. أكثر من ساعة وهي تنتظر. خطر على بالها أن تسأل الجيران عن أمها. للأسف جميع الجيران لم يروا والدتها طوال هذا اليوم. عادت ساندي إلى البيت وهي تنادي بأعلى صوتها: -ماما، ماما، أين أنتِ يا أمي؟ وما إنْ دخلتْ ساندي البيت حتى وجدتْ أمَّها ترتدي الفستان الذي اشترتْهُ لها. ركضت الفتاة إلى أمها ضاحكة. أحضان الأم كانت أكثر دفئاً وجمالاً من كل حدائق الورد في العالم. -كم هو جميل عليك. قالت ساندي. -إنه جميل فقط لأنك أنتِ التي اختَرْتِهِ، يا روحي. قبّلتْ ساندي يد والدتها، وذهبتْ إلى غرفتها لتُحضر بطاقتها التي رسمتها. ها هي ساندي تعود حاملةً الوردة والبطاقة. تُقبّلها أمُّها شاكرةً، وتقول: -لماذا نسيت هديتي التي أحضرتُها لك؟ -عفواً أمي، لم أنتبهْ، أين هي؟ -هناك، على الطاولة. تركض ساندي إلى هديتها المغلَّفة بورقٍ ملونٍ لامع. تفتح جزءاً من الغلاف، فتجد كتاباً، وبينما تستمرُّ ساندي في خلْعِ الورق، تقول: لم أتوقّعْ أن يكون لي هدية في مثل هذا اليوم. يا لكِ من إنسانة رائعة يا أمي. في هذه الأثناء، تدخل الأم المطبخ لإعداد ما يلزم للاحتفال. بينما ساندي تقفز من شدة الفرح وهي تقول: -الله، ما أجمل هديتك يا أمي.. الله، مجموعة قصص بعنوان (الفصول المجنونة)..
* مأخوذة من "الفصول المجنونة" - قصص للأطفال - من منشورات اتحاد الكتّاب العرب دمشق - 2001
*****
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
Quote: المؤلف الدرامي الشاب محمد حسن السيد ينبه لخطورة الموقف الطفل السوداني في مأزق.. وثقافته موجهة من قبل الفضائيات الأجنبية
اخذ المؤلف الدرامي والشاعر الشاب محمد حسن السيد، على عاتقه مهمة التعبير عن الاصوات الشابة المنادية باتاحة الفرصة كاملة لادب وثقافة الاطفال، لتأخذ مكانها في الوسائط الاعلامية، مشيرا الى خطورة الموقف في مقابل الثقافة الوافدة التي تجتاح عقول اجيال الغد. ويعمل محمد حسن على التأسيس لنمط سوداني درامي يستهدف الطفل السوداني اولا والطفل العربي بصفة عامة. ومن اهم الأعمال التي حققت نجاحا طيبا وتحسب له، سيناريو مسلسل «بلطية بنت النيل» التي حازت على ذهبية تونس في عام 2002م. واغنية «الحروف الباكية» مهرجان ايران 2001م. وظل متعاونا مع التلفزيون والاذاعة في كتابة المشاعل الدينية والاجتماعية وشعارات البرامج «الاذاعة الناس والحياة»، «مشوار ساعة»، «أحباب الله» «أطفال حلوين». وقد فاز شعاره للعاصمة الثقافية 2005م كأحسن الشعارات، حيث سيقدم في افتتاح الفعاليات.وحوارنا معه يمتد لمناقشة العديد من المحاور المهمة التي تتعلق بمستقبل الكتابة للأطفال وغيره
أجراه: طاهر محمد علي * محمد الحسن السيد * * رؤية لما يمكن أن تتناوله الخرطوم عاصمة الثقافة في أدب وثقافة الأطفال؟ - يمكن أن نقدم الكثير من خلال هذه الفعالية التي لا تتاح كثيرا، فهناك إرث غير عادي وثقافة ترتبط بالطفل، ولن ابالغ اذا قلت ان الاحاجي هي جزء يسير منها.. فالتنوع التراثي الذي تزخر به هذه البلاد يمكن ان يشكل نبعا ثقافيا من ادب الطفل، تنهل منه جميع روافد الابداع من شعر ومسرح وغناء الخ. ولكن للاسف يبقى كل وهذا رهين الجهات التي تتولى الامر، فهي لها مطلق الحرية في فتح الباب امام هذه الاشراقات او دفنها في عالم النسيان. * اشكالات وعوائق امام ادب الاطفال وبرامجهم الاذاعية والتلفزيونية؟ - الاشكالات لا حدود لها يا أخي. وأكاد أقلب هذا السؤال متحسراً واقول: ما هو الذي لا يعوق ادب الطفل في السودان؟ وصدقني عندها لن اجد اجابة حتى مع وجود خيارات.. فنحن نعاني ونشكو لطوب الارض من الاهمال المريع الذي تجده أية مبادرة لخلق واقع جديد لبرامج الاطفال، حتى بدأت اشك ان هناك من لديه مصلحة في تخلف الطفل السوداني الذي يلاقي ظلم الحسن والحسين. وفي النهاية ترمي علينا التهم : أين انتاجكم؟ لماذا الافكار مكررة؟ ولا يعلمون اننا عندما نتقدم بفكرة جديدة ورائدة، اما ان تحرم من الدعم المالي اللازم لانتاجها والمعنوي الذي يدفع لتقديم المزيد، او يحدث لنا ما حدث لذلك الشاعر الذي صرخ من اليأس: «عندما قدمت اوراقي لتمضيها الرقابة أبقت العنوان لكنها حذفت كل الكتابة» هذا غير قضية العائد المادي الشحيح الذي يجعل البعض يفكر احيانا في ان بيع (الايسكريم) للاطفال أيسر واكثر ربحاً من الكتابة لهم وهذه حقيقة للاسف. اما عن غياب كتاب الطفل ومجلاته او حتى صفحات تهتم بقضيته، فتلك مأساة اخرى يقف خلفها طابور من تجار الورق، ليس لهم اتجاه داخلي لرسالة او هدف نبيل يدفعهم لطباعة ما يقرأه هذا الطفل المسكين الذي وجد نفسه بلا ثقافة يلجأ اليها.. ويتحول الى ببغاء مغلوب على امره يردد ما يسمعه من فيض السخافات التي تبثها الكثير من القنوات. ولا يجد من يوجه ذوقه الى الاتجاه السليم، لان الكل مشغول عنه بالطبع وربما وجدوا في التلفاز مخلصاً لهم من اطفالهم وضجيجهم اليومي. وأما الطفل الذي هو من طبقة الكادحين فلا عزاء له امام اعلام محلي لا يعرف ماذا يريد ان يقدم ومتى ولمن؟! وفي ظل هذه التخبطات يجب ألا نتوقع جيلا يحمل هوية البلد، دعك من كل ما في دواخله من شروخ
* لابد لكتابة سيناريو للاطفال مراعاة اشياء مهمة.. على ماذا يستند كاتب السيناريو؟ وهل تعتقد ان هناك ازمة في كتاب السيناريو بالسودان؟
- كاتب السيناريو الذي يتجه لكتابة دراما الاطفال (وهذه مخاطرة من الدرجة الاولى) يجب ان يدرك انه اقرب للزاهد الذي لا يبحث عن مكاسب مباشرة، فهذا الجانب من الادب ليس للشهرة فيه مساحة، لان جمهورك من الاطفال أهم ما يعنيه هو جمال العمل ولا يتوقف كثيرا امام الاسماء المنفذة لهذا العمل.. وهو كذلك ـ أي الكاتب ـ مثلا لاعب السيرك الذي يسير على الحبل ويمسك بعصا التوازن لأن أية كلمة موجهة للطفل يجب ان ينظر لها بعدسة خاصة قبل مرورها اليه، فهي قد تؤدي الى قلب مفاهيم وثوابت لدى الطفل دون ان يشعر احد.. ويجب كذلك على السيناريو الذي يكتب للطفل ان يتمتع بخيال طفولي ويملك محبة خاصة للاطفال، تقديرا لذواتهم وافكارهم. وأن يبتعد في كتابته عن طريقة (افعل) و(ولا تفعل) فهذا اسلوب أكل عليه الدهر وشرب، بل اصبح يؤدي الى نتائج عكسية، اما الأسلوب الفعَّال فهو طرح الفكرة بصورة جاذبة وممتعة عبر الشخصيات الشريرة والطيبة، مع توضيح المخطيء والمصيب، وعندها سيختار الطفل ضالته بسهولة، أما عن أزمة كتاب السيناريو، فيكفي انني السينارست الوحيد الذي يكتب مسلسلات الرسوم المتحركة بالسودان حتى الآن.
* إذن ما الحل أمام الاهمال الذي يجده المهتمون بأدب وثقافة الطفل في السودان؟! - هذا الاهمال والتجاهل ينم عن جهل وتخلف بلا حدود، فكل الامم تكرم أدباء الطفل وصناع واقعه الثقافي. لقد احرزنا عام 2001م الجائزة التقديرية عن (الحروف الباكية) وهو عمل من كلماتي وألحان مبارك محمد علي واداء الجيلاني الواثق ومجموعة من الاطفال. وكان هذا الفوز في مهرجان ايران الدولي للاعمال الاسلامية، حيث كان الكليب يتناول قضية القدس بشكل درامي غنائي. وظل يعرض هذا العمل في قناة ايران لفترة طويلة. وربما لم يسمع به البعض هنا الى الآن. ولم تفكر جهة واحدة في تكريمنا ولم نهتم. وجاءت (بلطية) بذهبية تونس ورفعت رأس الدراما السودانية. ولم يكلف التلفزيون نفسه بتوجيه كلمة شكر لنا، دعك من تكريمنا.. صدقني يا أخي طاهر لقد وصلنا الى قناعة تامة بأن هذا البلد ليست له ذاكرة. ولكننا نعمل على ضوء ما قاله الشاعر: "بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة".
* تجربتك السابقة في مجال المسلسلات.. إلى أي حد يمكن ان تتبلور لتشمل الإطار العربي.. والافريقي.. والخروج بالاعمال السودانية الى الخارج؟
- استطيع أن اقول بثقة.. اننا عبرنا بالفعل عندما بهرت (بلطية) جميع تلفزيونات الوطن العربي، بل وسارعت العديد من القنوات الخاصة بالطفل وقدمت عروضا لشراء العمل. والكرة الآن في ملعب المبدع معتصم الجعيلي. وهذا انجاز لم يتحقق لدراما الكبار على طول تجربتها، مع الوضع في الاعتبار ان (بلطية) هي محاولتنا الاولى بالنسبة لانتاج الرسوم المتحركة. واكرر كلمة(محاولة) لان وقودها الاساسي كان الاصرار والحماس. ولن نجترَّ هذا النجاح كما يفعل البعض في كل حين بفوزهم اليتيم، لاننا قادرون على صنع غيره وقتما اتيحت لنا فرصة المشاركة. وسنصنع أعمالا ذات هوية سودانية تحمل بصمتنا للعالم.. دعهم يا اخي طاهر يفسحون لنا المجال ويبعدون عن وجوهنا طيور الظلام. وليحاسبنا المجتمع ان لم ننجح بعدها.
ما هي المشاريع والطموحات القادمة؟ - ستتبنى شركة أميقو للانتاج الفني ومنذ بداية انطلاقها البوما خاصا بأغاني الاطفال، اختارني الاخ الفنان الموسيقار عبد الله شمو لكتابة اغاني الالبوم برؤية جديدة ستحدث مفاجأة طيبة في الساحة الغنائية. ومجرد الفكرة هي بادرة طيبة من القائمين على هذه الشركة وعلى رأسهم الاخ الفنان مصطفى عبد الله. وسيتم تصوير هذه الاغنيات لاحقاً بطريقة الفيديو كليب. وهناك مشروع مجلة «فولي وفولاية» للاطفال مع معتصم الجعيلي. وعدد من الاغاني المصورة للتلفزيون القومي.
* هناك إحجام او إعراض من الفنانين عموماً تجاه الغناء للاطفال؟ - وهذه قضية مؤسفة.. لان كل الدول المتحضرة يسهم فيها الفنان بالغناء للاطفال بصورة مستمرة، سواء أكان عبر البومات أو كليبات او على المسارح. ويفتخر بذلك لانها رسالة نبيلة، اما هنا فيجد الفنانون حرجاً من هذه المسألة. ويبدو ان الغناء للاطفال لديهم اشبه بلعب (البلي) بالنسبة لشيخ وقور. والادهى ان اغلبهم يردد شعار الفن رسالة. ولا نرى من هذه الرسالة سوى اعجابهم بالكلمة نفسها. ، لان اطفالنا لا يحفظون سوى (آه ونص) ورفيقاتها.ولابد من مشروع متكامل يفهم فيه المغني ان مساهمته بالغناء للطفولة واجب وليست زينة اجتماعية .. لقد بدأنا مع شركة «انهار» من قبل في مشروع طموح لاغنية درامية غنائية للاطفال بدأناها (بالحروف الباكية) مع الجيلاني الواثق. وانضمت الينا الاستاذة عابدة الشيخ وسجلت اغنية من نفس المشروع الذي تعثر لاسباب انتاجية. ولا زلنا نطمح في مواصلة هذا الامل برغم كل العقبات.
http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147492769
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
الدكتور فيصل تحياتي تشكر على هذا البوست وكنا من قبل قد تعرضنا بتفاصيل دقيقة عن ادب الاطفال في السودان ومجلة الصبيان بشكل خاص وكيف ذبح الاسلاميون في السودان هذا المشروع الضخم بتشفي وحقد غريب مجلة الصبيان بالفعل اول اصدارة للاطفال فقبل ان يصحو العالم العربي والافريقي صدرت الصبيان وبالالوان ! وصدر العدد الاول في ابريل من العام 1946 قبل استقلال السودان! وهذه معلومة موثقة واملك بين يدي عدد صدر قي 1950 واعداد اخري صدرت في الستينات !! على اي حال الحديث في هذا الجانب يوجع القلب فمن غير المعقول ان يتحطم هذا المشروع الرائد بايدي مهوسيين لا تملك الا ان توصفهم بانهم اولاد حرام هل تصدق بان مقر المجلة ودار النشر التربوي تم تحويلها لمقر ما يسمى بالنشاط الطلابي وتم تشريد كوادرها وعلى راسهم الفنان العظيم شرحبيل احمد
ربما اعود لهذا الموضوع ان وجدت سانحة اخرى لك شكري الجزيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: خالد العبيد)
|
الاخ خالد العبيد:-
شكرا على المعلومات القيمة و أأيدك القول و كل ما قلته صحيح
والدتى الاستاذة فاطمة موسى حسن كانت رئيسة تحرير هذه المجلة لأكثر من عشرين عاما و عانت ما عانت
من ماسبق و ذكرته فشكرا لك على تسليط الضوء على هذا الجرح الغائر فمن منا لم يقرأ مجلة الصبيان
الرائدة (عم تنقو و جحا و حمقنجى ) يا ريت لو نسلط الضوء على ايقاف اصدار المجلة و اى استفسارات
اكيد الوالدة فى الخدمة
اكرر شكرى خالد العبيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
الاخ العزيز دكتور فيصل
ارسلت لك ايميل به رقم هاتفى ارجو الاتصال بى للتنسيق
Quote: الدكتور فيصل محمد
لك تحياتى
اطلعت على مداخلتك و مقترحاتك العملية و سؤالك عن كيفية الحصول على الاعداد القديمة او التى صدرت من مجلة الصبيان و بالطبع هذا يتطلب اخذ الاذن من الناشر وهو وزارة التربية الاتحادية ولا اعتقد ان فى ذلك مشكلة و بخصوص اصدار المجلة الاكترونية وهى تحمل مجلة الصبيان ايضا هذا حق الوزارة و يتطلب الاذن منها لاصدارها
المهم انا معكم فيما ستقومون به ولو كنت مقيما بالسودان فلا مانع من مقابلتك لنتشاور فى الخطوات العملية
وفقنا الله جميعا لخدكة اطفالنا
فاطمة موسى |
مشكور على اهتمامك و فى انتظار اتصال منك
و الله الموفق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
Quote: الصادق الرضي أكثر من ضوء أطفالنا ماذا يقرأون؟! إهتم نفر مقدر من المبدعين في مختلف الحقول الإبداعية: شعراء، قصاصون، تشكيليون، موسيقييون، مسرحيون..إلخ، بمسألة (ثقافة الطفل)، وكرسوا إمكانياتهم الفنية لإثراء هذه المساحة بما تمثله من عمق استراتيجي، على الرغم من صعوبة وتعقيد إنتاج عمل فني لهذه الشريحة بالذات، وما يقتضيه من الإنتباه الواعي والضروري، لخيوط دقيقة تربط بين ما هو تربوي وما هو فني، بين ما هو معقد وما هو بسيط، ونحن نعرف أنه ليس بمقدور كل مبدع، وإن سطع نجمه في مجاله، أن يبدع للأطفال، فالإبداع في هذا المجال، يقتضي، بطبيعة الحال، موهبة من نوع خاص بقدر خصوصية المتلقي المستهدف (بضم الميم)؛ وبالطبع تقفز إلى الأذهان، حال ذكر (ثقافة الطفل) أسماء وأصوات ووجوه ساهمت في تربية الذائقة الفنية وتنمية المواهب والمقدرات، في وقت من الأوقات لعدد من قادة المجتمع ورموزه في مختلف المجالات الحيوية (سياسة، إقتصاد، أدب..إلخ)، وهكذا تتبادل الأجيال الخبرات والكفاءات وتنمو الأمم والشعوب.
كانت الخرطوم، في يوم من الايام تقرأ حقا- ليس وفقا للمقولة الشائعة المحفوظة لدى الجميع عن ظهر قلب، فحسب، بل كان الأمر حقيقيا وجديا، تؤكده المكتبات العامة (المركزية) التي ساهمت في تنشئة أكثر من جيل، و المكتبات التي كانت تستقبل الكتاب الجديد فور صدوره بجانب الصحف والمجلات ..إلخ؛ كانت هناك دار النشر التربوي التي تصدر ما يلبي حاجة النشء إلى المعرفة من مجلات وكتب، وما يعينهم على تعلم واكتساب عادة القراءة، ووزارة التربية والتعليم كانت تخصص في مناهجها حصصا للمكتبة والقراءة والإطلاع، فكيف آل الحال لما هو عليه الآن، وكيف يمكن تدارك الأمر، قبل فوات الأوان، ونحن نرزح تحت وطأة غياب مصادر المعرفة والتنوير، ولم يعد الكتاب سامرنا، المكتبات لم تعد بيننا مبنى ومعنى؟!
أطفالنا اليوم لا يقرأون، في واقع الحال، ليس بسبب العولمة أو الثورة الرقمية التي أفسدت تقاليدنا الثقافية العريقة التي تحض على تلقي المعرفة من بطون الكتب، وصرفت أهتمامهم إلى (شاشات) الفضائيات ورسومها الكرتونية، أو إلى (شاشات الـ بلي استيشن) أو (شاشات) الإسفير، بل بسبب من أننا لم نعد لهم أي شيئ، نحو أن يشبوا قارئين وقارئات، لا مساحة للقراءة والمكتبة في مناهجنا المدرسية، لا إصدارات (كتب، مجلات) مخصصة لهم، وليس بمقدور المبدعين من بيننا عمل شيئ ممنهج لهم، لغياب القنوات المؤسسية التي تمكن من هذا الإنتاج، أيضا ليس بمقدورنا أن نسأل أنفسنا- إن كان هذا هو حال أجيالنا القادمة- السؤال الأكثر مرارة: (لمن نكتب إذن؟!)
إن كنا نحسب أنفسنا كتابا للأجيال القادمة، فمن باب أولى أن ننشئ أجيالا تحفل بالكتابة والقراءة، ولن يتأتي هذا مالم تتضافر كل الجهود الرسمية والأهلية من أجل إعادة الإعتبار لـ (المكتبة المدرسية) أبتداءا ، وهذا مشروع يتبناه القسم الثقافي بصحيفة السوداني الآن، ويجهد أن يحقق من خلاله الكثير بالتعاون مع كل من يهمه الأمر، فردا كان أو مؤسسة. |
ـــــــ نُشر بـ السوداني الثقافي الإثنين24 يوليو2007م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
العزيز الشاعر الصادق الرضي
مشكور على المرور الجميل وأنيق. وبما انك من المهتمين بمجال ادب الأطفال فلذا اطرح عليك فكرة الاعلان عن "مسابقة ادب الأطفال" من خلال صفحة السوداني الثقافي. وسوف تكون المسابقة تحت رعاية السوداني الثقافي ممثل بشخصك الكريم وسودانيز أون لاين والمنظمة السودانية الكندية لتنمية المجتمع ويمكنك اضافة المجلس الثقافي البريطاني والالماني في الخرطوم. على ان يبدأ الاعلان عنها في عيد الاستقلال وتكون مدتها من 4-6 اشهر. بعدها يتم اعلان الفائزين من قبل لجنة تحكيم ذات صلة وثيقة بالأطفال من اطباء اطفال واطباء علم نفس ومتخصصين في علم الاجتماع بالاضافة الى الادباء. ويمكن ان تكون المسابقة موزعة على الفئات العمرية: 7-12 سنة و 12-16 سنة. ومن الممكن ان يتم اختيار فائز واحد لكل فئة في مجال من مجالات ادب الاطفال ( قصص، شعر ، غناء وغيرها من المجالات). المهم هذه الفكرة، ومن الممكن مناقشتها بالتفاصيل عند موافقتك.
مع خالص ودي وتقديري ،،،
فيصل محمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
هناك الكثير من الفنانيين يكتبون للأطفال في بلادي ولكن المشاكل متعددة من النر والخطط الواضحة والبعيدة المدى لتنمية أطفال السودان المسألة تحكمها الفردية منذ زمن بعيد نحن في حاجة لصحوة لهزة تخلخل الكيان الرسمي الموجه لهم مسائل النشر مسائل الميزانيات كم من المراكز قامت بإسم الأطفال ماذا قدمت طوال هذه السنوات تخونها الميزانيات ويتحول فناننيها الى موظفين يتسربلوا بالإحباط ما نحتاجه هو التخطيط المدعوم بيمزانيات واضحة وخطط تتم بشفافية وفيها حسابا عسيرا غير كده دعنا نلوك الصبر والأحزان أو ننطلق بمجهوداتنا الفردية وهذا ما نفعله بكل جد وتحدي ومثابرة لك المودة والمحبة والسلام من أجل أطفال بلادي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
يا سلااام يا نهلة تحياتي العميقة لك ولوالدتك العظيمة فاطمة موسى بالله انت بيننا في هذا المنبر ابنة الصحفي الفذ عمر مصطفى المكي بيننا اذن اسمحي لي ان افرد بوست خاص للترحيب بك هنا فلست انت بالهينة! والدك ناضل في صفوف حزبنا وقضى اجمل سنوات عمره بيننا ووالدتك انسانة عظيمة مهذبة كنت احد افراد طاقمها في الصبيان كمتعاون ونشرت لي كثير من الاعمال في الصبيان يا نهلة مرحب بيك هنا كتييير وسعيد جدا بمعرفتك
خالد العبيد سيدني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: خالد العبيد)
|
شكرا الدكتور فيصل وشكرا لجميع الأساتذة المتداخلين والله انتو جيتونا في جرح وكنا متابعين معاكم اسبوع الطفولة ولكن اهوبس متابعة وما قدرنا نتداخل معاكم لكن ما فات حاجة والموضوع العايز اطرحوا ليكم بيصب في نفس الإتجاه ومتأكد من دعمكم على الأقل المعنوي والدعم المطلوب بصراحة هو :
منتدى علمي للأطفال بالسودان : هذا المنتدى علمي بحت ، يركز على النواحي العلمية في مراحله الأولى ، ليس له أدنى علاقة بالسياسة لا من قريب ولا بعيد ، يتقبل كل طفل سوداني، منتدى حر ، ليس فيه أي تكاليف ، كل التكاليف من البيئة نفسها ، يعني معظم الأدوات ولكن ما نحتاجه هو :
كتب للأطفال من سن 6-16 كتب علمية كالسلاسل التي تجري تجارب معينة .. يا حبذا لو كانت مكتوبة بالعربي ، في حالة العدم نقبل الكتب الإنجليزية البسيطة ... ثانيا : بعض الأدوات البسيطة كالمناظير ، ميكروسكوبات ضوئية ، عدسات ، مرايا بأنواع مختلفة وغيرها ... ويا دكتور فيصل انت أدرى بالتفاصيل ..
المشروع في طور المخاض ولكن يجد دعم من جهات خيرية كثيرة ... وسوف أرفق لكم بالتفصيل الممل فكرة المنتدى ، اهدافه ، مكانه ..... طبعا العمل دة خبرناه في الخارج وأردنا أن ننقله للأطفال هنافي السودان ورغم ضيق الوقت وانشغالنا بالمعايش لكن الشغلانية دي جرت في دمنا وما بنقدر نخليها وعايزين الناس تستفيد ..
وفكروا في الطريقة البتدعموا بيها المشروع دة ....
ولكم الشكر ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
Quote: منتدى علمي للأطفال بالسودان : هذا المنتدى علمي بحت ، يركز على النواحي العلمية في مراحله الأولى ، ليس له أدنى علاقة بالسياسة لا من قريب ولا بعيد ، يتقبل كل طفل سوداني، منتدى حر ، ليس فيه أي تكاليف ، كل التكاليف من البيئة نفسها ، يعني معظم الأدوات ولكن ما نحتاجه هو :
كتب للأطفال من سن 6-16 كتب علمية كالسلاسل التي تجري تجارب معينة .. يا حبذا لو كانت مكتوبة بالعربي ، في حالة العدم نقبل الكتب الإنجليزية البسيطة ... ثانيا : بعض الأدوات البسيطة كالمناظير ، ميكروسكوبات ضوئية ، عدسات ، مرايا بأنواع مختلفة وغيرها ... ويا دكتور فيصل انت أدرى بالتفاصيل ..
|
سلامات أخي انور الطيب
الفكرة جميلة جـدا وممتازة وسوف تجدني من أول المرحبين بها والعمل معا على تنفيذها. واتمنى منك طرحها بالتفصيل ايضا هنا: مبادرة : "نحو غدا مشرق لاطفال السـودان"
مع خالص ودي وتقديري ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
| |