أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 11:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-22-2007, 00:56 AM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه

    أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه*
    حسن عبد الحميد
    03-11-2007

    المهندس محمد جمال عمرو رئيس قسم منشورات الأطفال بوزارة الثقافة الأردنية ويشغل أيضا نائب رئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي في الأردن رئيس لجنة أدب الأطفال فيها،خريج هندسة معمارية لكنه من حبه لأدب الأطفال ترك مجال الهندسة وتفرغ تماما لمجال ثقافة الطفل، له أكثر من مائة كتاب مطبوع بين القصة والشعر والمسرحية، وشارك في أعمال فنية أخرى منها ثلاثة أفلام متحركة وعدد من برامج الحاسوب وأشرطة الكاسيت.
    التقينا به أثناء مشاركته في أسبوع الأدب الإسلامي الثالث بالخرطوم الذي جرت فعالياته أوائل فبراير الحالي 2007م وتحاورنا معه حول هموم مجال أدب الطفل وقضاياه في العالم العربي فحدثنا حديث العارف الحاذق والممارس المتقن.

    * نود أولا أن نلقي نظرة شاملة على أدب الأطفال في العالم العربي من ناحية تاريخه وموضوعاته.

    ـ بدأ الاعتراف متأخرا بأدب الأطفال في العالم العربي، وقد سبقنا إليه الغرب بسنوات طويلة؛ إلا أن بداياتهم كانت متواضعة خجلة، وأذكر أن شارز بيرو رائد أدب الأطفال الفرنسي قد كتب قصصه للأطفال فوضع اسم ابنه مكان اسمه خجلا منه، وظن أن مخاطبة الأطفال يحط من قدر الأديب، وقد ورثنا نحن هذه العقدة وظل الاهتمام بأدب الأطفال في العالم العربي ضعيفا، حتى جاءت السبعينيات من القرن الماضي فبدأنا نؤسس لهذا الأدب مؤسساته والتفت بعض الأدباء للكتابة فيه رغم أن هذه الكتابات كانت أدبا وعظيا تارة وتعليميا مدرسيا تارة أخرى، وقد استخدمت له وسائل متواضعة كمجلات الحائط المدرسية والمجلات المطبوعة، وقد أصبحنا اليوم لا نعد هذا من الأدب الفعلي للأطفال مع تطور الوسائل الالكترونية التي وظفت محليا وعالميا لإيصال هذا الأدب إلى جمهور الأطفال، ومما يذكر أن السبق في أدب الأطفال كان لمصر على يد رفاعة الطهطاوي ونخبة من أمثاله الذين شقوا الطريق لمن بعدهم، ثم انتشر أدب الأطفال في الدول العربية الأخرى في العراق والشام وشمال إفريقيا، واليوم أصبح الاعتراف بأدب الأطفال رسميا من خلال اتفاقيات ومواثيق يوقع عليها رؤساء الدول وتحظى برعاية قيادات الدول.

    * من المعلوم أن الكتابة للأطفال أصعب من الكتابة للكبار، فماهي الشروط اللازمة لمن يريد الولوج في هذا المجال؟

    ـ مما لا شك فيه أن الكتابة للأطفال أصعب بكثير من الكتابة للكبار، إذ يلزم الكاتب هنا أمران: أولا: اتقان الإبداع الكتابي في المجال الأدبي الذي يريد الكتابة فيه. ثانيا: النجاح في الارتقاء إلى مستوى الطفل ـ ولا أقول النزول ــ لمخاطبته بما يتناسب مع حاجاته النفسية وقدراته اللغوية.
    ومن هنا تتبين صعوبة الكتابة في أدب الأطفال، وجدير بالذكر أن كليات التربية في بعض الجامعات العربية تدرس أدب الأطفال ضمن مساقاتها وتعطي الطلبة مادة علمية حول مراحل الطفولة وخصائصها لكل مرحلة ليتسنى لهم مخاطبة الطفل، في حين عمدت جامعات عربية أخرى في الآونة الأخيرة إلى تأسيس كليات مستقلة لأدب الأطفال يدرس فيها الدارسون هذا اللون منفصلا عن الكليات الأخرى، وهذه بداية انطلاقة سليمة في سبيل إثراء هذا الجانب من الأدب.

    * الانتاج في مجال أدب الأطفال في العالم العربي متواضع قياسا لما ينتج في العالم في هذا المجال، ماهي أسباب ذلك الضعف برأيكم، وكيف تستطيع الدول العربية تجاوز هذا الواقع؟

    ـ العمل في مجال ثقافة الطفل في العالم العربي عمل فردي في معظمه يقوم به كتاب ومهتمون كل حسب جهده وامكاناته بعيدا عن التخطيط والعمل الجماعي، وما أجمل أن تتولى مؤسسة واحدة في كل دولة عربية مهمة التخطيط والإشراف على التنفيذ مما ينتج للأطفال من ثقافة وأدب، الأمر الذي يتيح فيما بعد التنسيق بين هذه المؤسسات في الدول العربية ، والسعي لتحقيق تكامل جاد بين منتجي ثقافة الطفل العربي في الوطن العربي، على سبيل المثال نجد في دولة من الكتاب والمبدعين ممن لم تتح لهم الامكانات نشر إبداعهم، ونجد في دولة أخرى المطابع ا لمتطورة والورق الرخيص والمؤسسات المعنية بالنشر والتوزيع، ولا نجد في هذا البلد المنتجين القادرين على توظيف هذه الامكانات لانتاج ثقافة وأدب طفل متميز يفييد منه الأطفال في أرجاء العالم العربي، ونظرة سريعة ترينا على سبيل المثال أن في لبنان طباعة فاخرة جدا وقدرة توزيعية هائلة والعدد القليل من الكتاب المشتغلين بهذا اللون من الأدب، ونجد في مصر جيشا من الكتاب وشعراء الأطفال الذين لا تتاح لهم فرصة النشر المتاحة لزملائهم في لبنان، أما العراق على سبيل المثال فقد سجل تجربة رائدة سنة 1968م حيث أنشأ دار ثقافة الأطفال تلك المؤسسة التي كانت تصدر السلاسل المتخصصة إلى أرجاء الوطن العربي وبأسعار زهيدة لا تتجاوز سعر قطعة حلوى ليشتريها الطفل في هذه الدول، وكانت تطبع كميات هائلة تصل عشرات الألوف من الكتاب الواحد، إننا بحاجة إلى وقفة تقويمية على مستوى كل دولة عربية وعلى مستوى الدول العربية مجتمعة للوصول إلى نقاط التقاء، ودراسة تكفل تضافر جهود الأفراد والمؤسسات والحكومات لتأسيس مشروع ثقافي طفلي تذكرنا به الأجيال على مر الزمن.

    * إذا أردنا أن نتحدث عن جانب الانتاج العربي في مجال المجلات التي تصدر للأطفال في العالم العربي.. ما هي أبرز هذه الإصدارات؟

    ـ صدرت عن المجلس العربي للطفولة التابع لجامعة الدول العربية موسوعة بعنوان (مجلات الأطفال في الوطن العربي) ورغم ما اعتورها من نقص وضعف في التوثيق؛ إلا
    أنها تعد مرتكزا لدراسة واقع مجلات الأطفال في الوطن العربي.
    وأبدأ بالسودان، وليس محاباة لهذا البلد المضياف؛ لكن مجلة (الصبيان) التي كانت تصدر عن وزارة التربية والتي توقفت وأقولها بكل مرارة فهذه مجلة سبقت كل مجلات الأطفال التي تصدر في العالم العربي الكبير، وكانت على قدر من القوة والرصانة التي تؤهلها للاستمرار، والسؤال الكبير: لماذا توقفت؟ والسؤال الأخر: ماذا ينقص الأفرد والمؤسسات في السودان حتى تعيد إصدار هذه المجلة؟
    أما في مصر فقد صدرت وتصدر مجلات كثيرة أهمها سمير وميكي، والتربة في مصر خصبة جدا لتطور صحافة الطفل لعوامل كثيرة ملموسة.
    وفي الكويت أبرز ما يصدر فيها مجلة (العربي الصغير) التي خطط لها أن تكون مجلة للطفل القارئ بالعربية في أرجاء العالم لما تيسر لها من دعائم القوة والاستمرار، وقد صدرت مجلات للأطفال في الكويت ثم توقفت منها مجلة (سعد).
    وفي الإمارات العربية تصدر مجلة (ماجد) التي أنشأت على صفحاتها جيلا من القراء، وامتدت مؤخرا لتستقبل الأقلام العربية وهي تنتشر انتشارا واسعا.
    وفي الأردن تصدر مجلة (حاتم) عن المؤسسة الصحفية لصحيفة (الرأي) وتعد أكثر المجلات الأردنية انتشارا، وهي تقدم للأطفال برامج تثقيفية إلى جانب التوزيع، ومن المجلات التي تصدر في عمان أيضا مجلة (وسام) وتصدر عن وزارة الثقافة، ومجلة (الشرطي الصغير) وتصدر عن الأمن العام، ومجلة (براعم عمان) وتصدر عن أمانة عمان الكبرى، وهناك مجلات يصدرها أفراد منها مجلة (جنة).
    ومما أذكره اليمن التي كانت تصدر فيها مجلة (هدهد)، وصحيفة (الطفولة) وقد توقفتا منذ مدة.
    إن الوعي لدى القائمين على مجلات الأطفال العربية شرط من شروط استمرارها وتطورها، ولا بد من الالتفات إلى الوسيط الالكتروني لإصدار المجلة ورقيا والكترونيا، حتى تتحقق الفائدة من توظيف الحاسوب والتقنية في مخاطبة الطفل العربي.

    * وسيط التلفاز يشكل الجهاز الأكثر شعبية من حيث إقبال الإطفال عليه وهو وسيط إعلامي خطير وتزداد خطورته إذا نظرنا للمادة المقدمة للأطفال فيه على مستوى العالم العربي التي تُعد في معظمها في الخارج وتستورد لتُبث لأطفالنا على ما فيها من مفارقة لقيمنا وأخلاقنا، ماذا عن البرامج التلفزيونية للأطفال؟

    ـ فيما يتعلق ببرامج الأطفال في التلفاز مما لا شك فيه أن أفلام الرسوم المتحركة ومسلسلاتها هي الأكثر شعبية عند جمهور الأطفال، لكن نظرة واعية لهذه الأعمال تشعرنا بخطورة هذا التلفاز الأب الثالث الذي دخل بيوتنا وشاركنا تربية أطفالنا، فأعمال الكرتون في أغلبها مستوردة من الشرق والغرب، كُتبت بأقلامهم ولأطفالهم بما يتفق وقيمهم وسلوك أطفالهم، وتتنافى في كثير من الأحيان مع قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، مما يضعنا على مسئوليتنا للعمل على ولوج هذه المجالات والبدء بصناعة واعية لأعمال الكرتون والرسوم المتحركة، وصنف آخر مما يقدمه هذا الوسيط لأطفالنا يتمثل في البرامج الموجهة لهم والتي منها الغث والسمين، وكلنا يذكر البرنامج الشهير: ( افتح ياسمسم ) والذي هو في الأصل فكرة أمريكية تم شراء حقوق إعادة انتاجها عربيا، ومما يجدر الإشارة إليه أن هؤلاء اشترطوا علينا ألا تزيد المادة الدينية في هذا العمل بالنسخة العربية على 2%. وهناك العديد من البرامج الأخرى الموجهة للأطفال مثل برنامج ( المناهل ) الذي يقدم العربية لأبنائها بأسلوب جذاب، وهناك برامج وثائقية وتثقيفية أخرى.

    * بم توصي المؤسسات والأفراد والحكومات فيما يتعلق بأدب الأطفال؟

    ـ في الختام أود أن اوجه نداء استغاثة إلى الكتاب والمربين ليلتفتوا إلى أدب الطفل وثقافته ويقدموا فيه انتاجهم.
    ونداء آخر لأولياء الأمور ليعدوا الغذاء الفكري لأبنائهم كما يعدون الطعام والشراب وأن يبطلوا مقولة الأعداء فينا: أمة إقرأ لا تقرأ
    وأناشد القائمين على الجامعات والمعاهد العربية أن يلتفتوا إلى أدب وثقافة الطفل وأن يجعلوها تدرس في مساقاتهم الجامعية.
    أما المؤسسات الثقافية فإني أرجوها أن تلتفت إلى هذه الشريحة من المجتمع، فأطفال اليوم هم رجال الغد، وأن تجعل هذه المؤسسات نسبة من أرباحها لأدب الأطفال.
    أما أصحاب القرار في عالمنا العربي فإني على ثقة بأنهم يملكون الوعي الكافي لسن التشريعات وإصدار القرارات بما يحقق النماء الفكري والثقافي لأطفالنا.


    *منقول للمناقشة
    http://osrty.com/main/?c=44&a=5494

    (عدل بواسطة Dr. Faisal Mohamed on 11-22-2007, 01:02 AM)
    (عدل بواسطة Dr. Faisal Mohamed on 11-22-2007, 01:04 AM)

                  

11-22-2007, 05:34 AM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    الفصول المجنونة
    - قصص للأطفال -
    من منشورات اتحاد الكتّاب العرب
    دمشق - 2001

    الإهـداء

    إلى كلّ الأطفال الذين ولدوا
    وسيولدون
    ولم يولدوا بعد..
    إلى براءتهم
    وهي تكبر
    مع براءة الكلمات
    لتظلّ تقرأ هذه القصص..

    Quote:
    كلمات البحر


    خلف الجبال،
    كان البحرُ يُلاطِمُ الصخورَ والشواطئ.. يُوزّعُ على الرمالِ والحصى أمواجَهُ، وأصواته، وحكاياتِهِ الكثيرةَ التي لم يسمعْها أحد.
    ما زال البحر بين المدِّ والجَزْر..
    للبحرِ قصصٌ يرويها كلَّ يوم، يتناقَلُها الموجُ والرملُ والحصى والفضاء والنجوم والليل والنهار..
    -ألا تسمع تلك الوشوشةَ يا عصام؟
    -تقصدين أصواتَ الأمواج؟
    -بالضبط.. هل تستطيع أنْ تتخيّلَ ما ستحكيهِ لنا الأمواجُ؟: أسألُكَ أنا كاتبةُ القصة، فتَشْردُ وأنت تقرأ، وبسرعة تجيبني:
    -ربّما تقول الأمواجُ: أنا حزينةٌ لأنّ البشرَ يلوّثون مياهي.. فالأوساخُ والنفاياتُ تُزعجني.. أو، تقول: أنا فرحةٌ لأنكم تعرفون السباحةَ، فتزورونني في العطل.. تلعبون، وتمرحون، وتبتهجون، فأمرح وألعب وأبتهج معكم.
    تصمتُ قليلاً وتُفكّر.. فأسألُكَ:
    -فقط هذه هي كلمات البحر؟!
    تنظر إليَّ بعمق، وتجيب:
    -أتوقّع أنّ البحرَ مليءٌ بحكايات قديمةٍ وجديدة مثلما هو مليءٌ بالمرجان والأسماك والمحار والنباتات والأسرار.. أذكرُ ما حكتْهُ لي جدَّتي ذات يوم.
    -وماذا حكَتْ جدّتُكَ؟
    تنظرُ في المدى مُسْتَذْكِراً، ثُمَّ..، تَسْردُ لي:
    -ذاتَ يوم،
    قضَيْنا نُزهتَنا في أحد الجبال المشرفةِ على البحر.. كانت الأشجارُ كثيفةً، والأعشابُ تهتزُّ مع الهواء.. والأزهارُ البريّةُ تفترش التربة بألوانٍ متعددة تُشعركِ وكأنّ العطرَ يفيضُ بالأخضرِ والأزرقِ والأحمر والليلكي والأبيض والأصفر والبرتقالي.. لَعبْنا بالمضارب.. والكرةِ، والأرجوحةِ التي نصَبَها والدي بين شجرتَيْن عملاقتين.. وعندما تعبْنا جلسْنا للطعام.. بعدَ ذلك، رحْنا نتأمل الطبيعة.. الدعسوقات الحمراءُ المنقّطةُ بالأسود كانت تسير على التربة، بين الحشائش، وعلى الجذوع والأغصان.. صوتُ العصافير والنوارس كان أنشودةً تشترك في تأليفها وعزفها أصواتُ الرياح التي تُسقط بعضَ حبّاتِ التوت البرّيّ عن الأشجار.. يومَها.. ركضتُ وراء الفراشات.. راقبتُ النمل وهو يعمل دون تعب.. حدّقتُ إلى السماء الجميلة وهي تحضن الشمسَ الذهبية.. طيورٌ كثيرة ومتنوعة كانت تحلّق.. وفجأةً..
    سمعتُ صراخَ أمي.. ركض أبي وأخوتي وجدتي.. ركضتُ إليهم.. كاد أخي الصغير يغرق لو لم يرمِ أبي نفْسَهُ في البحر وينتشله من الموج.. وبعدما حَمدْنا الله على سلامة أخي، قالت جدتي:
    البحر يحبّ الإنسان الجريء. البحارة والصيادون والغواصون أصدقاءُ الموج.. لأنهم شجعان.. وأنتم أيضاً..
    -وهل أنا مثلهم شجاع يا جدتي؟: سأل أخي الصغير الذي ارتاح قليلاً بعد الإنقاذ.
    قالت جدتي:
    -طبعاً وأنت أيضاً لأنك غامرْتَ وخضْتَ في البحر.. لكنْ، مَنْ لا يُجيدُ السباحةَ، عليهِ أنْ لا ينزل وحيداً إلى الموج، لأنه سيغرق.. وسيُسبِّبُ لأهلهِ حزناً دائماً..
    لحظتَها، خجِلَ أخي واعتذر للجميع، هنا، تدخّلتْ جدتي ونظرتْ إلينا قائلة:
    -سأروي لكم حكايةً عن البحر.
    سكتْنا كُلنا، وأصغَيْنا بانتباهٍ وشوقٍ شديدَيْن لكلماتِ الجدة المصحوبةِ بسُعالٍ خفيف:
    -في سالف الأزمان،
    كان البحر دائمَ التوتّرِ والهيجان، يُغرق البشرَ والمراكب.. وكانت مدينة من المدائن القديمة تعاني كثيراً من هذه المأساة.. لم يُفلح السَّحَرةُ والمشعوذون في تهدِئةِ البحر..
    وعندما احتار أهل تلك المدينة في أمرهم.. أرسلوا وفداً منهم إلى المعبد..
    كان كاهنُ المعبدِ رجلاً عجوز، مُلْتَحِياً، طويلَ القامة. فتَحَ للوفْدِ بوابةَ المعبدِ المزخرفة، المضاءة بالشموع، واستقبلَهُ في قاعةٍ يتصدّرها تمثالٌ ضخم..
    قال أكبر رجلٍ من الوفد:
    -أيها الكاهن، ألا تعلم كيف نكسب صداقةَ البحر؟
    هزَّ الكاهنُ رأسَهُ، فارتجفتْ لحيتُهُ، وتمايلَ لهبُ الشموع القريبة من التمثال. وبوقارٍ، حرّكَ شفتَيْه:
    -أعلم كيف يكسب الإنسان صداقة البحر..
    -ما دمْتَ تعلم، فلماذا تَدعُنا نُلاقي كلَّ تلك الكوارث؟: سأل واحدٌ من الوفد.
    صمتٌ مخيف ساد في القاعة، لم يقطعْهُ غيرُ خطواتِ الكاهن الذي دخلَ إلى غرفة أخرى، ثم خرج ومعه حمامة..
    جلس الكاهن على كرسيّه، حاضناً الحمامة بيدَيْهِ، وقال:
    -إنّ البحر يطلب أُضحيةً.
    -نحن مستعدون: بصوت واحد، قال أفرادُ الوفْد.
    -ولكنّها أُضحيةٌ بشرية.. عليكم أنْ تضحّوا بشخصٍ منكم كلَّ سنة.
    ارتبكَ رجالُ الوفد. تشاوروا في كلامِ الكاهن، ثم وقف كبيرُهُم ليقول:
    -نحن موافقون.. فمَنْ منّا سيكون الأُضحية الأولى؟
    قال الكاهن:
    -هذا ما سيقرّره التمثال. سأُطلِقُ الحمامة في فضاء القاعة، ستدور ثلاث مرّاتٍ حول رؤوسنا، وستقف على رأس التمثال.. فإذا تحرّكَ رأسُ التمثال نحو اليمين ونزفتْ عينُهُ اليُسْرى دماً، فيعني ذلك أنّ البحر يريد دائماً ابنةَ واحدٍ من أهل المدينة، وإذا تحرَّكَ رأسهُ نحو الشمال وذرفتْ عينُهُ اليُمْنى دمعاً، فهذا يعني أنّ البحر يريد دائماً ابنَ واحدٍ من أهل المدينة.
    -وما المقصود بـ(دائماً)؟: استفْهَمَ رجلٌ متوسّط العمر.
    -أي، على أهل المدينة أنْ يضحّوا كلَّ سنةٍ بفتاة إذا تحرّك رأسُ التمثال نحو اليمين، بينما يضحّون كلَّ سنة بفتىً إذا تحرّكَ رأسُ التمثال نحو الشمال.
    ولما قبِلَ الوفْدُ بهذا الحل، أطلق الكاهن الحمامة..

    رفّتِ الحمامةُ البيضاء المكحّلةُ بسوادٍ شفيف في فضاء القاعة، دارتْ ثلاثَ مرات حول الرؤوس، وما إنْ وقفتْ على رأس التمثال، حتى استدار نحو اليمين ونزفتْ عينُهُ اليسرى دماً سالَ على وجه التمثال وذقنهِ وخصْرهِ وقدمَيْهِ..
    شكَّل الدمُ بقعةً كبيرة..
    ولم يتوقف النزيف حتى طارتِ الحمامة عائدةً إلى الغرفة.
    -وكيف سنختار الأضحية؟
    أجاب الكاهن:
    -بعد ثلاثة أيام، وقبل الغروب بقليل،
    تجمعون كلَّ فتيات المدينة على أحد الشواطئ، وسأطلقُ الحمامة.. والفتاةُ التي تقف الحمامة على رأسها ستكون الأضحية المباركة.
    رضي الوفد بهذا القَدَر. ودّعوا الكاهن، وبمنتهى الحزن، رجعوا من حيث أتوا..
    كان الناس ينتظرون.. وصَلَ الوفْدُ، وأخْبرَ سكان المدينة بالحلّ..
    ثلاثةُ أيام سوداء مرّتْ على المدينة.. خلالها، لم يخرجْ أحدٌ من بيته.. كلُّ عائلة كانت تودّع بناتِها الوداع الأخير..
    انتهتِ المُهْلَةُ،
    وفي اليوم الثالث كانت فتياتُ المدينة مجتمعاتٍ على الشاطئ الرملي.. بينما اصْطَفَّ أهل المدينة مثل سور عظيمٍ حول الفتيات..
    كان الأهل يجهشون بالبكاء.. والفتيات كُنَّ ينظرْنَ بحُزنٍ وخوف.. وحدَها ابنةُ الملك كانت تبكي..
    بعد قليل،
    سيكون الغروب ضيفاً على البحر والجبال والغابات والصحارى والقرى والمدن..
    وصل الكاهن ومعه الحمامة..
    ازداد الرعبُ في قلوب الجميع، ما عدا فتاة واحدة بدأت تبتسم.. وبين سكونِ الناس وصوتِ البحر، أطلق الكاهنُ الحمامة..
    حلّقتِ الحمامة بعيداً.. فوق المراكب الراسية، فوق أشجارِ الغابة القريبة، فوق الرؤوس..
    كانت أشعّةُ الغروب تتخلّل أجنحة الحمامة وتصل إلى الموج وعيونِ الناس.
    بسرعة أكبر، حلّقت الحمامة فوق رؤوس الفتيات.. حلّقت مرتين، وفي الثالثة حطّتْ على رأس الفتاة المبتسمة.. فصرخ أبواها وركضا إليها..
    كانت الفتاة ابنة وحيدة لعائلة فقيرة.. علّمتْها أمّها الصبر، ووالدها الصياد علّمها كيف لا تخاف البحر..
    وقبل أن يصل والداها إليها، رمَتِ الفتاة نفسَها في الموج و.. سبحتْ..
    موجةٌ تغطّيها، موجةٌ تقذفُها، وموجةٌ تسحبُها إلى أعماقها.. سبحتِ الفتاةُ حتى غابتْ عن العيون. أُمُّ الفتاةِ كانت تذْرو الرمل على رأسها وتصرخ.. ووالدها كان يبكي بحُرقةٍ وهو يحدّق في الموج.. كان أهل المدينة يهوّنون مصاب الرجل والمرأة.. وكانت أشعة الغروب تخْفُتُ تدريجياً.. تخفُتُ حتى تغيب الشمس ويظهر الليلُ كجثّةٍ هامدة..
    لم يكنْ يضيءُ العتمةَ سوى مشاعل قليلة..
    وبينما همَّ الجميع بالعودة إلى منازلهم، هدَرَ البحر، ولمَعَ من موجاتهِ ضوءٌ هائل كأنه القمرُ يسقط الآن من مكانه ليسبح..
    التفتَ الناس إلى البحر.. لم تمُتِ الفتاة، بل، تحوّلتْ إلى حوريّةِ ضوءٍ تتقدم نحو الشاطئ.. تذْرفُ دمعاً يصير لؤلؤاً..
    ركض والدا الفتاة إليها، لكنها.. عادتْ إلى أعماق البحر.. حاول أبوها الصيادُ أنْ يرميَ نفسَه في الماء.. أمسكتْهُ زوجتهُ وأمسكَهُ الناس.. حينَها، صاح الكاهن:
    -هيا.. وليأخذْ كلٌّ منكم نصيبَهُ من اللآلئ.
    بعدما جمع كلٌّ منهم ما كيفيه من اللآلئ، غادر الجميعُ الشاطئ اللؤلؤيَّ عائدين إلى المدينة..
    كانوا موكباً حائراً يعبرُ الطرقات..
    منذ تلك الليلة،
    لم يعُدِ البحر يُغرقُ الكثير من البشر والمراكب، ولم يعُدْ بحاجة إلى الأضاحي..
    منذ تلك الليلة،
    وحوريةُ الضوءِ تزور مدينتَها (مدينة اللؤلؤ) كلَّ سنةٍ مرَّةً.. تبكي، تاركةً دموعها لآلئ على الشواطئ وفي المحار..
    -حكايةُ جدتِكَ اختصرتْ كلَّ كلامِ الموج يا عصام.
    -هل أعجبتْكِ..؟
    وقبل أن أجيب،
    يقترب البحر منا.. باستحياءٍ ينظر إلينا.. يرشقنا بموجةٍ خفيفة، ثم يعود إلى مكانه.. هناك.. خلف الجبال، لِيُلاطِمَ الصخور والشواطئ، ويوزّع على الرمال والحصى والفضاء حكاياته الكثيرة..

    *****
                      

11-22-2007, 05:44 AM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    Quote:
    أين أمّي؟


    غداً عيد الأمّ.
    وها هي (ساندي) تجلس حائرة بين كتبها، تفكر كيف ستشتري لأمِّها هديةً وهي لا تملك نقوداً.
    أبوها يعمل بإخلاصٍ وجد ونشاط، ومع ذلك، عائلتها فقيرة.
    كانت (ساندي) تلميذةٌ مجدةٌ ومهذبة ومحبوبة من مدرّساتها وصديقاتها.
    كانت صديقتها (ندى) قد اشترتْ لوالدتها خاتماً ذهبياً أحضرتْهُ معها إلى المدرسة لتُريَهُ لزميلاتها. كان الخاتم يلمع مثل شمسٍ تتوسّطُ الموجَ. تحسّرتْ ساندي وهي تُحدّق في الخاتم المتوهّج، وفي هدايا صديقاتها الأخريات. (فاطمة) اشترتْ قميصاً حريرياً لأمها. (عبير) اشترتْ عطراً. و(ريما) اشترتْ حقيبةً جميلة. وحدَها (عنود) اشترتْ لأمها كتاباً.
    ما زالت ساندي في غرفتها حزينةً، تنظر حولها، فيقعُ بصرها على قصة (سندريلا) تتناول القصة وتبدأُ تقرأها، وما إنْ تصل إلى الفقرة التي تظهر فيها الساحرة لسندريلا، حتى تُغلقَ القصة، وتحلم بزيارة الساحرة كي تطلب منها هدية لأمها.
    لن يكلّفَ طلبي أكثر من كلمتَيْن تنفخُهما الساحرة على عصاها لتكون هديتي موجودة: همستْ ساندي لنفسها بحزن، وعادتْ لتفتحَ القصة، ثم ارتفع صوتُها: أيتها الساحرة، أرجوكِ اخرجي من قصة سندريلا إليّ. لن أطلب منكِ غير كتاب لأمي، أو فستانٍ بسيط:
    قالت ساندي وهي تفتح قصة سندريلا وتخاطب الصفحة التي رُسِمَتْ فيها الساحرة.. فجأة، تخرج الساحرة من الصفحة.
    الساحرة بفستانها الجميل، وبتاجها الذهبي المُرصَّع باللؤلؤ والعقيق، وبصَوْلَجانها السحري تقف على طاولة ساندي المسحورة بحضورها. لا تُصدّق ساندي ذلك، فتنظر إلى الصفحة، فتجدها بيضاء، فعلاً غادرتِ الساحرة مكانَها.
    تدلك ساندي عينَيْها قائلةً:
    -هل أنتِ ساحرةٌ حقيقية؟
    -أظنُّني كذلك يا عزيزتي، أتسمعين صوتي؟
    -نعم، أسمعكِ، وما دمتِ قد استجبتِ لي في الحضور، فأرجوكِ أن تُلبّي لي طلباً بسيطاً.
    -لقد خرجتُ لألبي لكِ طلبك:
    قالت الساحرة وأشارتْ بصولجانها اللامع إلى علبة ألوان ساندي، وإلى ورقة كرتون مقوى، ثم اختفت بالسرعة التي ظهرتْ فيها ذاتها.
    حدّقتْ ساندي في الصفحة، فرأتِ الساحرة في مكانها تقف جامدةً أمام سندريلا.
    -أين الهدية؟ صاحت ساندي في وجه الساحرة، ثم وضعتِ القصة على الطاولة وشرعَتْ تبكي..
    لم تغادر الساحرة مكانها مرةً ثانية.
    مسحتْ ساندي دموعَها، وانتظرتِ الساحرة دون أمل.
    بعد لحظات،
    فكرت ساندي بإشارات صولجان الساحرة، فقفزتْ إلى علبة الألوان، أحضرتْها مع ورقة الكرتون المقوى، وبدأت ترسم.. لم تنهض ساندي عن طاولتها إلا بعدما رسمتْ وردةً وقلباً وطفلةً تُقدّم لأمها هدية.
    ابتسمتْ ساندي للبطاقة التي أصبحت جاهزةً، وبعد منتصف الليل ذهبتْ إلى فراشِها لتحلمَ بفرح أمها.
    في الصباح،
    ارتدت ساندي ثيابها، حملت حقيبتها، وذهبت إلى المدرسة..
    ها هي وصديقاتها في الاستراحة. تفتح ساندي حقيبتها، وتُخرج البطاقة..
    -أوه، ما أجملها يا ساندي، من أين اشتريتِها؟ بصوت واحد قالت صديقاتها.
    -لم أشترِها، بل أنا التي صنعتُها.
    -حقاً، أنت رسمتِها! يا لك من فنانة. قالت عنود.
    -أنتِ لستِ متفوقة فقط، بل أنت فنانة يا ساندي. قالت ندى وريما وعبير وفاطمة.
    ضحكت ساندي من كل قلبها لِما أنجزتْهُ، فضحكت معها صديقاتها.
    -أقترح أن ترسمي بطاقاتٍ وتبيعيها يا ساندي. قالت عبير.
    -فكرة جيدة. قالت فاطمة.
    -وأنا أول من ستشتري منك يا ساندي. قالت ندى وهي تُخرج من جيبها بضع أوراق نقدية.
    عندئذٍ، أخرجتْ كلُّ صديقات ساندي أوراقاً نقدية.
    عدّت ساندي النقود، فوجدتْها كافية لشراء فستان بسيط لأمها.
    -أنا موافقة، وغداً سأحضر لكلٍّ منكنَّ بطاقة.
    لم تعرف ساندي كيف انتهى ذلك اليوم المدرسي، كما لم تعرفْ كيف كانت واقفةً أمام أحد المحلات، تنظر إلى الفساتين وأسعارها.. بين تلك الأزياء تشاهد فستاناً مناسباً، فتدخل لتشتريه قائلة في نفسها:
    اليوم سأصنع كثيراً من البطاقات، وسأرسمها بمهارة فنية بحيث تُعجَب بها زميلاتي.
    ساندي الآن تخرج من محل الأزياء وهي فرحة بهديتها التي لم تدفعْ فيها كلَّ ما معها من نقود.. وبينما تركض في الشارع المليء بدكاكين الحلوى والملابس والألعاب، يُلفت نظرها دكان لبيع الورد، فتدخل وتشتري وردة جميلة، ثم تركض قاصدة البيت..
    .. كانت حذرةً من السيارات، حذرةً من أنْ تصطدمَ بأحد المارة، حذرةً من أنْ تسقط..
    تصل ساندي إلى البيت وهي تُنادي:
    -ماما، ماما، كل عام وأنت بخير.
    لا أحد في البيت.
    ليس من عادة والدة ساندي الخروج في مثل هذا الوقت من البيت.
    -تُرى، أين أمي؟ صاحت ساندي وأجهشت في البكاء.
    أكثر من ساعة وهي تنتظر. خطر على بالها أن تسأل الجيران عن أمها. للأسف جميع الجيران لم يروا والدتها طوال هذا اليوم.
    عادت ساندي إلى البيت وهي تنادي بأعلى صوتها:
    -ماما، ماما، أين أنتِ يا أمي؟
    وما إنْ دخلتْ ساندي البيت حتى وجدتْ أمَّها ترتدي الفستان الذي اشترتْهُ لها.
    ركضت الفتاة إلى أمها ضاحكة.
    أحضان الأم كانت أكثر دفئاً وجمالاً من كل حدائق الورد في العالم.
    -كم هو جميل عليك. قالت ساندي.
    -إنه جميل فقط لأنك أنتِ التي اختَرْتِهِ، يا روحي.
    قبّلتْ ساندي يد والدتها، وذهبتْ إلى غرفتها لتُحضر بطاقتها التي رسمتها.
    ها هي ساندي تعود حاملةً الوردة والبطاقة.
    تُقبّلها أمُّها شاكرةً، وتقول:
    -لماذا نسيت هديتي التي أحضرتُها لك؟
    -عفواً أمي، لم أنتبهْ، أين هي؟
    -هناك، على الطاولة.
    تركض ساندي إلى هديتها المغلَّفة بورقٍ ملونٍ لامع. تفتح جزءاً من الغلاف، فتجد كتاباً، وبينما تستمرُّ ساندي في خلْعِ الورق، تقول:
    لم أتوقّعْ أن يكون لي هدية في مثل هذا اليوم. يا لكِ من إنسانة رائعة يا أمي.
    في هذه الأثناء،
    تدخل الأم المطبخ لإعداد ما يلزم للاحتفال.
    بينما ساندي تقفز من شدة الفرح وهي تقول:
    -الله، ما أجمل هديتك يا أمي.. الله، مجموعة قصص بعنوان (الفصول المجنونة)..

    * مأخوذة من "الفصول المجنونة"
    - قصص للأطفال -
    من منشورات اتحاد الكتّاب العرب
    دمشق - 2001

    *****

                  

11-22-2007, 06:58 AM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    Quote:
    النايُ والحوريّة

    كان يا ما كان …
    في سالف العصر،
    أو في هذا الزمان..
    كانت هناك قريةٌ ساحليةٌ جميلة، يوقظها غناءُ الأطيار والعصافير والبلابل، وأشجارُها المتنوعة، اعتادتْ على أصوات الحيوانات، وعلى أصوات الناس، وعلى هدير البحر ورائحتهِ المالحة.
    ..مشهدُ البحرِ رائعٌ في كل الأوقات، وفي كل الفصول.. والأمواجُ دائماً تحمل المراكب…
    لم ترجع شباكُ الصيادين، يوماً، بلا سمك.
    وكانت في هذه القرية ابنةٌ وحيدة لأبوين فلاّحين، تقضي أوقاتها بين المدرسة والحقول والشاطئ.
    وكلّ صباح،
    تستيقظ مع صياح الديك، تُطعم الدجاجات، وتعلف الغنم، ثم تذهب إلى المدرسة. وحين تعود، تتناول وجبة غذائها بسرعة، تكتب وظائفها… بعد ذلك، تلحق بوالديها إلى الحقل. وعندما لا تجد ما تساعدهما به، تحمل النايّ وتذهب إلى الشاطئ.. تلعب بالرمل والحصى. تصنع أشكالاً مختلفة.. وإذْ تتعب، تجلس على الرمال القريبة من الموج، وتعزف على نايها ألحاناً مُحزنةً حيناً، ومُفرِحةً حيناً آخر..
    وفي أحد الأيام،
    وحيدةً، جلستِ الفتاةُ على الشاطئ، وأصابعُها الناعمة تتحرك على فتحات الناي.. هنا، لحظةُ ما قبْلَ الغروب منعشة، والمراكب الراسية تميل مع الموجات، والمراكبُ البعيدةُ تغيب رويداً، رويداً، عن ناظريْها…
    وبينما تعزف..، نُحسّها تُفكر بحكايةٍ أُمّها التي رَوَتْها لها منذ فترة، حيث شابُّ الحكاية أراد أن يصبح أغنى إنسانٍ في العالم، فلبّتْ رغبتَهُ جنيةٌ أو ساحرة، وجعلتْ من أناملهِ لغزاً، كان كل ما يلمسه يتحول ذهباً، حتى الخبز والطعام الذي سيأكله… تعزف وهي تقول في نفسها:
    =أنا أكره الطمعَ والجشعَ والأنانيةَ وحُبَِّ المال. وكلّ ما أريده أنْ أجد شيئاً في هذه الحياة يكون أهمّ من كل شيء. أعرف أنّ الأرض مهمّة، والبحرَ مهمّ، والطبيعة مهمة، لكنني أريد أن أكون إنسانةً مهمّةً أكثر ممّا أنا عليه الآن.
    تعزف الفتاة بكل حواسها وكأنها تعزف كلّ ما تفكر وتحلم به.
    وبينما هي منسجمة مع الألحان والبحر وما يجول في نفسها، تشعر بصوت ما يناديها، لم يكن صوت أمها ولا أبيها.
    -أنت.. هل تحبين المغامرات؟
    -أوه، ما أجملكِ، أنتِ حورية البحر، أليس كذلك؟: سألتِ الفتاةُ، وهي تقفز نحو الموج.
    -نعم، أنا حورية البحر، هل ترغبين برحلة إلى أعماق البحر؟
    =بالتأكيد، لكنْ أرجوكِ أنْ أعودَ إلى هنا بعد ساعة، أخشى أنْ أُسبّبَ المتاعبَ لِوالديّ.
    -لن تستغرق رحلتُنا أكثر من ساعة: قالت الحوريةُ الجميلة وهي تُبعد شعرَها عن جبينها، وترفع ذيلَها فوق الماء، ثم تسبح مقتربةً من الفتاة التي غطّتْ نايَها بالرمل، ومشتْ حتى غمر الموجُ ركبتَيها.
    -هاتِ يدكِ: قالت الحورية للفتاة.
    أعطتِ الفتاةُ يدَها للحورية التي ألبستْها خاتماً قائلة:
    =لن تستطيعي الغَوْصَ والعودةَ إلى مكانِكِ إلاّ بهذا الخاتم السحريّ، فانتبهي جيداً، وكوني حريصةً عليه كإصبعٍ من أصابعك.
    -يا لهُ من خاتم رائع: قالت الفتاة.
    -هل أنتِ جاهزة؟: سألتها الحورية.
    -هيا إلى أعماق البحر..
    وضعت الحورية أصابعَ إحدى يديها بأصابع إحدى يديّ الفتاة، ونزلتا تحت الموج. الأسماك بزعانفها وألوانها وأحجامها المختلفة تمرُّ قرب الصديقتين، وقناديل البحر تضمُّ أذرُعها ثم تبسطها.
    الموج هادئ في الأعماق.
    وصلت الحورية والفتاة إلى شِعاب مرجانية كثيفةٍ وطويلة. مرجانٌ أبيض ومرجان أحمر، بينما تمرّ أسماك صغيرة ملونة.
    كلّ ما في البحر من مياه وحيوانات ونباتات، كان صديقاً للحورية، يُسلّم عليها، ويسألها عن صحتها وأحوالها ويُرحّب بصديقتها الجديدة..
    بين تلك الشِعاب المرجانية توجَدُ فسحةٌ تُنيرها محاراتٌ مفتوحة. تجلس الحورية مع الفتاة في تلك الفسحة، فتفتح المحاراتُ أغلفتها وتُغلقها، وكأنها تعزفُ ألحانَ الفتاة التي كانت تعزفها على نايها قبل وصولها إلى هذه الأعماق.
    تضحك الفتاة، وتقول:
    - إنها ألحاني.
    تقول لها الصدفاتُ والحوريةُ:
    -لولا هذه الألحان، لما كنتِ الآن بيننا.
    نحن دعوناك لزيارتنا لأننا فهمنا ما تحلمين به.
    لم تتوقّع الفتاة ذلك، ففرحتْ كثيراً، وقبّلتِ الحوريةَ والمحارات.
    - إليكِ هذه الأسهم الثلاثة وهذا القوس: قالت ملكةُ المحارات.
    مستغربةً، أخذتِ الفتاةُ القوسَ والأسْهُم.
    -لا تخافي ولا تستغربي، فهذه الأشياء ستحقق حلمكِ: قالت الحورية.
    -وكيف؟ سألت الفتاة.
    بهدوء أجابت ملكة الأصداف:
    -ستوصلك الحورية إلى كهفِ البحر، ستجدينَهُ مغلقاً بصخرة كبيرة، في الصخرة ثقبٌ، عليكِ أنْ تصيبي سهماً في ثقب الصخرة، ولديك ثلاث محاولات بعدَد الأسهم، فإذا لم ينجحْ سهمكِ الأول، فستتحجّرُ قدماك، وإنْ لم ينجح سهمك الثاني فسيتحجر جسمك حتى الصدر، وإنْ لم ينجح سهمك الثالث، فستتحجّرين كلّكِ، وستصبحين مستحاثّةً بحريّة.
    -وإذا نجحتُ من السهم الأول: قالت الفتاة بِتَحدٍّ.
    -عندما تنجحين بأيّ سهم من هذه الأسهم الثلاثة، فستبتعد الصخرةُ عن فوهة الكهف، وستدخلينه بسرعة، لتحضري ماهو موجود فيه.
    -هل سأجد في الكهف حلمي وهو مختبئ مني؟ ما هذه الخرافة، لا، لا أريد أن أغامر، بل أريد أن أعود إلى الشاطئ. أُفضّل أن أعيش حياتي مع أمي وأبي في قريتي الجميلة، لا أريد أن أصبح مستحاثةً بحريّة: قالت الفتاة بعصبية، وهي تهمّ بالمغادرة.
    لكن حورية البحر حاولت إقناعها:
    -أنت شجاعة، ولا أظنك ستفشلين، كما أني لا أظنك ستهربين.
    ترددت الفتاة، وحاولت استجماع قوتها لتسأل:
    -وما الشيء المهم الذي سأغامر من أجله بحياتي؟إذا كان مالاً، فأنا لا أريده.
    =لا إنه أهم من كل شيء تفكرين به: قالت ملكة الأصداف.
    فكّرتِ الفتاة مليّاً.. وبكل إرادتها اختارتْ أنْ تتابعَ الطريقَ الذي يُوصلها إلى الحلم. قبلتِ الفتاةُ المغامرةُ وسبحتْ مع الحورية إلى الكهف البحريّ المتثبّت بقاعِ البحرِ كحوتٍ كبير. أمام صخرة الكهف عظامُ بشرٍ كثيرين، وأشخاصٌ متحجّرون كمستحاثاتٍ بحرية، بعضها رخْوٌ، وبعضها صلبٌ.
    - آهٍ، أيتها الحورية، يبدو أنك خدعتِ أناساً كثيرين.
    لوت الحورية ذيلها، وقفت أمام الفتاة معاتبة:
    - أنا لا أخدع أصدقائي، أنت الوحيدة التي أتيت بها إلى هنا.
    - هؤلاء المساكين المتحجرون؟: سألت الفتاة بقسوة.
    - حضرهم سمك القرش، وأغلبهم من الصيادين الذين كانوا يرمون شباكهم، فيشدّها سمك القرش، ويحضرهم إلى هنا، منهم من غرِق، فدفنّاه، ومنهم من أعطته ملكةُ الأصداف الأسهم والقوس، علّه يستطيع الخروج والعودة. لم أكن أنا موجودةً في هذا البحر.
    - صدقّتك، فهل ستتركينني وتعودين، أم سأبدأ وأنت معي؟: بثقة قالت الفتاة.
    - لأثبت لكِ طيبة قلبي وصدق نواياي، فأنا سأساعدك حتى لو تحجّرتِ.
    - كيف؟ بانفراجٍ سألت الفتاة.
    - هاتِ الخاتم.
    - كيف أعطيك الخاتم الذي سيساعدني في العودة؟.
    - إذا ظلّ الخاتم في إصبعيك فسيتحجّر معك، أمّا إذا كان معي وتحجّرت، فبمجرّد أن ألمسك به فسيتلاشى الحجر عنك، وتعودين كما أنتِ.
    اقتنعت الفتاة بصدق الحورية وإخلاصها، فناولتها الخاتم، ووقفت كفارسٍ في مكان مناسب من ثقب صخرة الكهف.
    وقبل أن تضع السهم الأول في القوس، نظرتْ إلى المقبرة البشرية الراقدة في أعماق البحر.
    وضعت السهم في القوس. حدّقت في الثقب، و.. أطلقتْ… لكنّ السهمَ اصطدم بالصخرة، وسقط قرب جمجمة ما…
    تحجّرتْ ساقا الفتاة.
    وببطء، بدأ الدمع يتساقط من
    عينيها..
    -لا تأبهي، هيا حاولي ثانية: تصرخ الحورية.
    بشجاعة، وضعتِ الفتاة السهم الثاني في القوس، وشدّته بقوّة، ثم أطلقته..
    اصطدم السهم بحافّة الثقب.. كاد يدخل، لكنه سقط، و.. تحجّر صدر الفتاة حتى إبطيها…
    -اطمئني، فالخاتم سيعيدك: بفرح وتشجيع قالت الحورية.
    هذه المرة، بفرح تطلق الفتاة سهمها الثالث والأخير، وإذْ به يصيب الثقب..، فتتزحزح الصخرة العملاقة..، يذوب الحجر عن قدميّ الفتاة وصدرها، وقبل أنْ تدخل الفتاةُ الكهف، تُعيد الحورية الخاتمَ إليها قائلة:
    -سندخل معاً.
    تدخل الصديقتان الكهفَ البحريّ.
    لم يكن فيه غيرُ صخورٍ ملوّنة، ونباتاتٍ مضيئة وغريبة.
    لم تترك الحورية يدَ الفتاة.
    وبعد مسافة، رأت الفتاة شيئاً، فصاحتْ:
    - لقد وجدتُ حلمي.
    على صدى صوتها، اجتمعتْ كائناتُ البحر من سمك ومرجانٍ وسراخس، حتى المحارات وملكتهم، وكذلك قنافذ وقناديل البحر.
    تحمل الفتاة ذاك الشيء اللامع، تحدق فيه، فتراه قلماً ذهبياً، وبينما تتفحّص القلم، يأتيها صوتُ الحورية:
    - الأجمل من الذهب في هذا القلم أنه يستطيع قراءة أفكارنا، وإذا لم تصدّقي، فاضغطي الزرّ الأعلى في القلم، وستكتشفين كيف يقرأ ما تفكرين به الآن.
    وما إن تضغط الفتاة على الزرّ الأعلى للقلم، حتى ينطق:
    - أنتِ يا عزيزتي تفكرين كيف بوساطتي ستكتشفين وتفضحين المنافق والكاذب والغشاش.
    بسرعة تقول الفتاة:
    - صدقتَ يا عزيزي.. ففي هذه اللحظة بالذات، كنتُ أفكر بما قرأته لي.
    - هل أدركتِ أين يكمن حلمكِ؟ أين تكمن أهم الأشياء في الحياة؟: سألت ملكة المحار.
    - لقد أدركتُ أنّ العلم والعملَ والصدق والحرية أهمّ ما في الحياة.. شكراً لكم جميعاً..: قالت الفتاة العائدة مع كائنات البحر إلى السطح.
    كان الجميع يرقص حولها، ويودّعها بمحبة.. كلهم كانوا راغبين بعودتها إليهم.
    تصل الفتاة الشاطئ… تعيد الخاتم السحريّ إلى الحورية، تقبّلها، وتتفقان على زيارة أخرى.
    رفعت الفتاة نايَها من الرمال، وركضت بسرعة عائدة إلى بيتها، وبيدها القلم الذهبيّ الكاشف، الكاتب، والقارئ، بيدها أغلى وأهمّ شيء في هذه الحياة، لم تستغرق رحلة الفتاة في أعماق البحر أكثر من ساعة، لكنّها قابلةٌ لأن تُحكى على مدى الأيام.. أليس كذلك؟.

    * مأخوذة من "الفصول المجنونة"
    - قصص للأطفال -
    من منشورات اتحاد الكتّاب العرب
    دمشق - 2001

    *****

    (عدل بواسطة Dr. Faisal Mohamed on 11-22-2007, 07:03 AM)

                  

11-22-2007, 07:24 AM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    Quote: المؤلف الدرامي الشاب محمد حسن السيد ينبه لخطورة الموقف
    الطفل السوداني في مأزق.. وثقافته موجهة من قبل الفضائيات الأجنبية

    اخذ المؤلف الدرامي والشاعر الشاب محمد حسن السيد، على عاتقه مهمة التعبير عن الاصوات الشابة المنادية باتاحة الفرصة كاملة لادب وثقافة الاطفال، لتأخذ مكانها في الوسائط الاعلامية، مشيرا الى خطورة الموقف في مقابل الثقافة الوافدة التي تجتاح عقول اجيال الغد. ويعمل محمد حسن على التأسيس لنمط سوداني درامي يستهدف الطفل السوداني اولا والطفل العربي بصفة عامة. ومن اهم الأعمال التي حققت نجاحا طيبا وتحسب له، سيناريو مسلسل «بلطية بنت النيل» التي حازت على ذهبية تونس في عام 2002م. واغنية «الحروف الباكية» مهرجان ايران 2001م. وظل متعاونا مع التلفزيون والاذاعة في كتابة المشاعل الدينية والاجتماعية وشعارات البرامج «الاذاعة الناس والحياة»، «مشوار ساعة»، «أحباب الله» «أطفال حلوين». وقد فاز شعاره للعاصمة الثقافية 2005م كأحسن الشعارات، حيث سيقدم في افتتاح الفعاليات.وحوارنا معه يمتد لمناقشة العديد من المحاور المهمة التي تتعلق بمستقبل الكتابة للأطفال وغيره

    أجراه: طاهر محمد علي
    * محمد الحسن السيد *
    * رؤية لما يمكن أن تتناوله الخرطوم عاصمة الثقافة في أدب وثقافة الأطفال؟
    - يمكن أن نقدم الكثير من خلال هذه الفعالية التي لا تتاح كثيرا، فهناك إرث غير عادي وثقافة ترتبط بالطفل، ولن ابالغ اذا قلت ان الاحاجي هي جزء يسير منها.. فالتنوع التراثي الذي تزخر به هذه البلاد يمكن ان يشكل نبعا ثقافيا من ادب الطفل، تنهل منه جميع روافد الابداع من شعر ومسرح وغناء الخ. ولكن للاسف يبقى كل وهذا رهين الجهات التي تتولى الامر، فهي لها مطلق الحرية في فتح الباب امام هذه الاشراقات او دفنها في عالم النسيان.
    * اشكالات وعوائق امام ادب الاطفال وبرامجهم الاذاعية والتلفزيونية؟
    - الاشكالات لا حدود لها يا أخي. وأكاد أقلب هذا السؤال متحسراً واقول: ما هو الذي لا يعوق ادب الطفل في السودان؟ وصدقني عندها لن اجد اجابة حتى مع وجود خيارات.. فنحن نعاني ونشكو لطوب الارض من الاهمال المريع الذي تجده أية مبادرة لخلق واقع جديد لبرامج الاطفال، حتى بدأت اشك ان هناك من لديه مصلحة في تخلف الطفل السوداني الذي يلاقي ظلم الحسن والحسين. وفي النهاية ترمي علينا التهم : أين انتاجكم؟ لماذا الافكار مكررة؟ ولا يعلمون اننا عندما نتقدم بفكرة جديدة ورائدة، اما ان تحرم من الدعم المالي اللازم لانتاجها والمعنوي الذي يدفع لتقديم المزيد، او يحدث لنا ما حدث لذلك الشاعر الذي صرخ من اليأس:
    «عندما قدمت اوراقي لتمضيها الرقابة
    أبقت العنوان لكنها حذفت كل الكتابة»
    هذا غير قضية العائد المادي الشحيح الذي يجعل البعض يفكر احيانا في ان بيع (الايسكريم) للاطفال أيسر واكثر ربحاً من الكتابة لهم وهذه حقيقة للاسف.
    اما عن غياب كتاب الطفل ومجلاته او حتى صفحات تهتم بقضيته، فتلك مأساة اخرى يقف خلفها طابور من تجار الورق، ليس لهم اتجاه داخلي لرسالة او هدف نبيل يدفعهم لطباعة ما يقرأه هذا الطفل المسكين الذي وجد نفسه بلا ثقافة يلجأ اليها.. ويتحول الى ببغاء مغلوب على امره يردد ما يسمعه من فيض السخافات التي تبثها الكثير من القنوات. ولا يجد من يوجه ذوقه الى الاتجاه السليم، لان الكل مشغول عنه بالطبع وربما وجدوا في التلفاز مخلصاً لهم من اطفالهم وضجيجهم اليومي.

    وأما الطفل الذي هو من طبقة الكادحين فلا عزاء له امام اعلام محلي لا يعرف ماذا يريد ان يقدم ومتى ولمن؟! وفي ظل هذه التخبطات يجب ألا نتوقع جيلا يحمل هوية البلد، دعك من كل ما في دواخله من شروخ

    * لابد لكتابة سيناريو للاطفال مراعاة اشياء مهمة.. على ماذا يستند كاتب السيناريو؟ وهل تعتقد ان هناك ازمة في كتاب السيناريو بالسودان؟

    - كاتب السيناريو الذي يتجه لكتابة دراما الاطفال (وهذه مخاطرة من الدرجة الاولى) يجب ان يدرك انه اقرب للزاهد الذي لا يبحث عن مكاسب مباشرة، فهذا الجانب من الادب ليس للشهرة فيه مساحة، لان جمهورك من الاطفال أهم ما يعنيه هو جمال العمل ولا يتوقف كثيرا امام الاسماء المنفذة لهذا العمل.. وهو كذلك ـ أي الكاتب ـ مثلا لاعب السيرك الذي يسير على الحبل ويمسك بعصا التوازن لأن أية كلمة موجهة للطفل يجب ان ينظر لها بعدسة خاصة قبل مرورها اليه، فهي قد تؤدي الى قلب مفاهيم وثوابت لدى الطفل دون ان يشعر احد.. ويجب كذلك على السيناريو الذي يكتب للطفل ان يتمتع بخيال طفولي ويملك محبة خاصة للاطفال، تقديرا لذواتهم وافكارهم. وأن يبتعد في كتابته عن طريقة (افعل) و(ولا تفعل) فهذا اسلوب أكل عليه الدهر وشرب، بل اصبح يؤدي الى نتائج عكسية، اما الأسلوب الفعَّال فهو طرح الفكرة بصورة جاذبة وممتعة عبر الشخصيات الشريرة والطيبة، مع توضيح المخطيء والمصيب، وعندها سيختار الطفل ضالته بسهولة، أما عن أزمة كتاب السيناريو، فيكفي انني السينارست الوحيد الذي يكتب مسلسلات الرسوم المتحركة بالسودان حتى الآن.

    * إذن ما الحل أمام الاهمال الذي يجده المهتمون بأدب وثقافة الطفل في السودان؟!
    - هذا الاهمال والتجاهل ينم عن جهل وتخلف بلا حدود، فكل الامم تكرم أدباء الطفل وصناع واقعه الثقافي.
    لقد احرزنا عام 2001م الجائزة التقديرية عن (الحروف الباكية) وهو عمل من كلماتي وألحان مبارك محمد علي واداء الجيلاني الواثق ومجموعة من الاطفال. وكان هذا الفوز في مهرجان ايران الدولي للاعمال الاسلامية، حيث كان الكليب يتناول قضية القدس بشكل درامي غنائي. وظل يعرض هذا العمل في قناة ايران لفترة طويلة. وربما لم يسمع به البعض هنا الى الآن. ولم تفكر جهة واحدة في تكريمنا ولم نهتم. وجاءت (بلطية) بذهبية تونس ورفعت رأس الدراما السودانية. ولم يكلف التلفزيون نفسه بتوجيه كلمة شكر لنا، دعك من تكريمنا.. صدقني يا أخي طاهر لقد وصلنا الى قناعة تامة بأن هذا البلد ليست له ذاكرة. ولكننا نعمل على ضوء ما قاله الشاعر:
    "بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة".

    * تجربتك السابقة في مجال المسلسلات.. إلى أي حد يمكن ان تتبلور لتشمل الإطار العربي.. والافريقي.. والخروج بالاعمال السودانية الى الخارج؟

    - استطيع أن اقول بثقة.. اننا عبرنا بالفعل عندما بهرت (بلطية) جميع تلفزيونات الوطن العربي، بل وسارعت العديد من القنوات الخاصة بالطفل وقدمت عروضا لشراء العمل. والكرة الآن في ملعب المبدع معتصم الجعيلي. وهذا انجاز لم يتحقق لدراما الكبار على طول تجربتها، مع الوضع في الاعتبار ان (بلطية) هي محاولتنا الاولى بالنسبة لانتاج الرسوم المتحركة. واكرر كلمة(محاولة) لان وقودها الاساسي كان الاصرار والحماس. ولن نجترَّ هذا النجاح كما يفعل البعض في كل حين بفوزهم اليتيم، لاننا قادرون على صنع غيره وقتما اتيحت لنا فرصة المشاركة. وسنصنع أعمالا ذات هوية سودانية تحمل بصمتنا للعالم.. دعهم يا اخي طاهر يفسحون لنا المجال ويبعدون عن وجوهنا طيور الظلام. وليحاسبنا المجتمع ان لم ننجح بعدها.

    ما هي المشاريع والطموحات القادمة؟
    - ستتبنى شركة أميقو للانتاج الفني ومنذ بداية انطلاقها البوما خاصا بأغاني الاطفال، اختارني الاخ الفنان الموسيقار عبد الله شمو لكتابة اغاني الالبوم برؤية جديدة ستحدث مفاجأة طيبة في الساحة الغنائية. ومجرد الفكرة هي بادرة طيبة من القائمين على هذه الشركة وعلى رأسهم الاخ الفنان مصطفى عبد الله. وسيتم تصوير هذه الاغنيات لاحقاً بطريقة الفيديو كليب. وهناك مشروع مجلة «فولي وفولاية» للاطفال مع معتصم الجعيلي. وعدد من الاغاني المصورة للتلفزيون القومي.

    * هناك إحجام او إعراض من الفنانين عموماً تجاه الغناء للاطفال؟
    - وهذه قضية مؤسفة.. لان كل الدول المتحضرة يسهم فيها الفنان بالغناء للاطفال بصورة مستمرة، سواء أكان عبر البومات أو كليبات او على المسارح. ويفتخر بذلك لانها رسالة نبيلة، اما هنا فيجد الفنانون حرجاً من هذه المسألة. ويبدو ان الغناء للاطفال لديهم اشبه بلعب (البلي) بالنسبة لشيخ وقور. والادهى ان اغلبهم يردد شعار الفن رسالة. ولا نرى من هذه الرسالة سوى اعجابهم بالكلمة نفسها. ، لان اطفالنا لا يحفظون سوى (آه ونص) ورفيقاتها.ولابد من مشروع متكامل يفهم فيه المغني ان مساهمته بالغناء للطفولة واجب وليست زينة اجتماعية .. لقد بدأنا مع شركة «انهار» من قبل في مشروع طموح لاغنية درامية غنائية للاطفال بدأناها (بالحروف الباكية) مع الجيلاني الواثق. وانضمت الينا الاستاذة عابدة الشيخ وسجلت اغنية من نفس المشروع الذي تعثر لاسباب انتاجية. ولا زلنا نطمح في مواصلة هذا الامل برغم كل العقبات.

    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147492769
                  

11-22-2007, 09:43 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    الدكتور فيصل
    تحياتي
    تشكر على هذا البوست
    وكنا من قبل قد تعرضنا بتفاصيل دقيقة
    عن ادب الاطفال في السودان ومجلة الصبيان بشكل خاص
    وكيف ذبح الاسلاميون في السودان هذا المشروع الضخم
    بتشفي وحقد غريب
    مجلة الصبيان بالفعل اول اصدارة للاطفال
    فقبل ان يصحو العالم العربي والافريقي
    صدرت الصبيان وبالالوان !
    وصدر العدد الاول في ابريل من العام 1946
    قبل استقلال السودان!
    وهذه معلومة موثقة
    واملك بين يدي عدد صدر قي 1950 واعداد اخري صدرت في الستينات !!
    على اي حال الحديث في هذا الجانب يوجع القلب
    فمن غير المعقول ان يتحطم هذا المشروع الرائد بايدي مهوسيين
    لا تملك الا ان توصفهم بانهم اولاد حرام
    هل تصدق بان مقر المجلة ودار النشر التربوي
    تم تحويلها لمقر ما يسمى بالنشاط الطلابي
    وتم تشريد كوادرها وعلى راسهم الفنان العظيم شرحبيل احمد

    ربما اعود لهذا الموضوع ان وجدت سانحة اخرى
    لك شكري الجزيل
                  

11-22-2007, 01:06 PM

نهلة عمر
<aنهلة عمر
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: خالد العبيد)


    الاخ خالد العبيد:-

    شكرا على المعلومات القيمة و أأيدك القول و كل ما قلته صحيح

    والدتى الاستاذة فاطمة موسى حسن كانت رئيسة تحرير هذه المجلة لأكثر من عشرين عاما و عانت ما عانت

    من ماسبق و ذكرته فشكرا لك على تسليط الضوء على هذا الجرح الغائر فمن منا لم يقرأ مجلة الصبيان

    الرائدة (عم تنقو و جحا و حمقنجى ) يا ريت لو نسلط الضوء على ايقاف اصدار المجلة و اى استفسارات

    اكيد الوالدة فى الخدمة

    اكرر شكرى خالد العبيد
                  

11-24-2007, 06:06 AM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: نهلة عمر)

    سلامات أخي خالد العبيد

    ومشكور على مرورك الجميل والاضافة الأجمل.

    Quote: مجلة الصبيان بالفعل اول اصدارة للاطفال
    فقبل ان يصحو العالم العربي والافريقي
    صدرت الصبيان وبالالوان !
    وصدر العدد الاول في ابريل من العام 1946
    قبل استقلال السودان!
    وهذه معلومة موثقة
    واملك بين يدي عدد صدر قي 1950 واعداد اخري صدرت في الستينات !!

    ياريت لو عملت لبعض الاعداد مسح الالكتروني وانزلتها في هذا البوست، أو ارسالها على ايميلي والذى تجده في البروفايل.

    سلاما الأخت نهلة عمر وياريت تسألي الوالدة الاستاذة فاطمة موسى:"ما هي الآلية والكيفية التى يمكن بها الحصول على كل الاعداد القديمة من مجلة الصبيان وكذلك الحصول على السماح بانزالها على منتدي من المنتديات، يعني من المسؤل عن الموافقة على هذه الخطوة." فقد وجدت معظم قصص ومجلات الأطفال العربية مرفوعه في احد المواقع. وانزلت بها بوست تجدين رابطه هنا: عيدية متأخرة للاطفال والشباب – كتب ومجلات مجانية
    في هذا الرابط شرح لكيفية انزال اعداد هائلة من قصص ومجلات الأطفال متوفرة. يجب التفاكر بكيفية عمل شئ مشابه لمجلة الصبيان بس بالطرق القانونية. وعلى استعداد لتوفير مساحة على الويب سايت التابعة للمنظمة السودانية الكندية لتنمية المجتمع لتنفيذ هذا المشروع لأطفال السودان.(http://www.sccdo.org/) كمرحلة أولى. وتكون الخطوة الثانية هي كيفية اعادة اصدار مجلة الصبيان حتى لو من دول الشتات.

    مع خالص ودي وتقديري ،،،

    (عدل بواسطة Dr. Faisal Mohamed on 11-24-2007, 06:14 AM)

                  

11-29-2007, 07:20 PM

نهلة عمر
<aنهلة عمر
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    الاخ العزيز دكتور فيصل

    ارسلت لك ايميل به رقم هاتفى ارجو الاتصال بى للتنسيق

    Quote: الدكتور فيصل محمد

    لك تحياتى

    اطلعت على مداخلتك و مقترحاتك العملية و سؤالك عن كيفية الحصول على الاعداد القديمة او التى صدرت من مجلة الصبيان و بالطبع هذا يتطلب اخذ الاذن من الناشر وهو وزارة التربية الاتحادية ولا اعتقد ان فى ذلك مشكلة و بخصوص اصدار المجلة الاكترونية وهى تحمل مجلة الصبيان ايضا هذا حق الوزارة و يتطلب الاذن منها لاصدارها

    المهم انا معكم فيما ستقومون به ولو كنت مقيما بالسودان فلا مانع من مقابلتك لنتشاور فى الخطوات العملية

    وفقنا الله جميعا لخدكة اطفالنا


    فاطمة موسى


    مشكور على اهتمامك و فى انتظار اتصال منك

    و الله الموفق
                  

11-22-2007, 01:41 PM

Alsadig Alraady
<aAlsadig Alraady
تاريخ التسجيل: 03-18-2003
مجموع المشاركات: 788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    Quote: الصادق الرضي
    أكثر من ضوء
    أطفالنا ماذا يقرأون؟!

    إهتم نفر مقدر من المبدعين في مختلف الحقول الإبداعية: شعراء، قصاصون، تشكيليون، موسيقييون، مسرحيون..إلخ، بمسألة (ثقافة الطفل)، وكرسوا إمكانياتهم الفنية لإثراء هذه المساحة بما تمثله من عمق استراتيجي، على الرغم من صعوبة وتعقيد إنتاج عمل فني لهذه الشريحة بالذات، وما يقتضيه من الإنتباه الواعي والضروري، لخيوط دقيقة تربط بين ما هو تربوي وما هو فني، بين ما هو معقد وما هو بسيط، ونحن نعرف أنه ليس بمقدور كل مبدع، وإن سطع نجمه في مجاله، أن يبدع للأطفال، فالإبداع في هذا المجال، يقتضي، بطبيعة الحال، موهبة من نوع خاص بقدر خصوصية المتلقي المستهدف (بضم الميم)؛ وبالطبع تقفز إلى الأذهان، حال ذكر (ثقافة الطفل) أسماء وأصوات ووجوه ساهمت في تربية الذائقة الفنية وتنمية المواهب والمقدرات، في وقت من الأوقات لعدد من قادة المجتمع ورموزه في مختلف المجالات الحيوية (سياسة، إقتصاد، أدب..إلخ)، وهكذا تتبادل الأجيال الخبرات والكفاءات وتنمو الأمم والشعوب.

    كانت الخرطوم، في يوم من الايام تقرأ حقا- ليس وفقا للمقولة الشائعة المحفوظة لدى الجميع عن ظهر قلب، فحسب، بل كان الأمر حقيقيا وجديا، تؤكده المكتبات العامة (المركزية) التي ساهمت في تنشئة أكثر من جيل، و المكتبات التي كانت تستقبل الكتاب الجديد فور صدوره بجانب الصحف والمجلات ..إلخ؛ كانت هناك دار النشر التربوي التي تصدر ما يلبي حاجة النشء إلى المعرفة من مجلات وكتب، وما يعينهم على تعلم واكتساب عادة القراءة، ووزارة التربية والتعليم كانت تخصص في مناهجها حصصا للمكتبة والقراءة والإطلاع، فكيف آل الحال لما هو عليه الآن، وكيف يمكن تدارك الأمر، قبل فوات الأوان، ونحن نرزح تحت وطأة غياب مصادر المعرفة والتنوير، ولم يعد الكتاب سامرنا، المكتبات لم تعد بيننا مبنى ومعنى؟!

    أطفالنا اليوم لا يقرأون، في واقع الحال، ليس بسبب العولمة أو الثورة الرقمية التي أفسدت تقاليدنا الثقافية العريقة التي تحض على تلقي المعرفة من بطون الكتب، وصرفت أهتمامهم إلى (شاشات) الفضائيات ورسومها الكرتونية، أو إلى (شاشات الـ بلي استيشن) أو (شاشات) الإسفير، بل بسبب من أننا لم نعد لهم أي شيئ، نحو أن يشبوا قارئين وقارئات، لا مساحة للقراءة والمكتبة في مناهجنا المدرسية، لا إصدارات (كتب، مجلات) مخصصة لهم، وليس بمقدور المبدعين من بيننا عمل شيئ ممنهج لهم، لغياب القنوات المؤسسية التي تمكن من هذا الإنتاج، أيضا ليس بمقدورنا أن نسأل أنفسنا- إن كان هذا هو حال أجيالنا القادمة- السؤال الأكثر مرارة: (لمن نكتب إذن؟!)

    إن كنا نحسب أنفسنا كتابا للأجيال القادمة، فمن باب أولى أن ننشئ أجيالا تحفل بالكتابة والقراءة، ولن يتأتي هذا مالم تتضافر كل الجهود الرسمية والأهلية من أجل إعادة الإعتبار لـ (المكتبة المدرسية) أبتداءا ، وهذا مشروع يتبناه القسم الثقافي بصحيفة السوداني الآن، ويجهد أن يحقق من خلاله الكثير بالتعاون مع كل من يهمه الأمر، فردا كان أو مؤسسة.


    ـــــــ
    نُشر بـ السوداني الثقافي الإثنين24 يوليو2007م
                  

11-24-2007, 06:41 AM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    العزيز الشاعر الصادق الرضي

    مشكور على المرور الجميل وأنيق. وبما انك من المهتمين بمجال ادب الأطفال فلذا اطرح عليك فكرة الاعلان عن "مسابقة ادب الأطفال" من خلال صفحة السوداني الثقافي. وسوف تكون المسابقة تحت رعاية السوداني الثقافي ممثل بشخصك الكريم وسودانيز أون لاين والمنظمة السودانية الكندية لتنمية المجتمع ويمكنك اضافة المجلس الثقافي البريطاني والالماني في الخرطوم. على ان يبدأ الاعلان عنها في عيد الاستقلال وتكون مدتها من 4-6 اشهر. بعدها يتم اعلان الفائزين من قبل لجنة تحكيم ذات صلة وثيقة بالأطفال من اطباء اطفال واطباء علم نفس ومتخصصين في علم الاجتماع بالاضافة الى الادباء. ويمكن ان تكون المسابقة موزعة على الفئات العمرية: 7-12 سنة و 12-16 سنة. ومن الممكن ان يتم اختيار فائز واحد لكل فئة في مجال من مجالات ادب الاطفال ( قصص، شعر ، غناء وغيرها من المجالات). المهم هذه الفكرة، ومن الممكن مناقشتها بالتفاصيل عند موافقتك.

    مع خالص ودي وتقديري ،،،

    فيصل محمد
                  

11-24-2007, 07:59 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    هناك الكثير من الفنانيين
    يكتبون للأطفال في بلادي
    ولكن المشاكل متعددة
    من النر والخطط الواضحة والبعيدة المدى لتنمية أطفال السودان
    المسألة تحكمها الفردية منذ زمن بعيد
    نحن في حاجة لصحوة
    لهزة تخلخل الكيان الرسمي الموجه لهم
    مسائل النشر
    مسائل الميزانيات
    كم من المراكز قامت بإسم الأطفال
    ماذا قدمت طوال هذه السنوات
    تخونها الميزانيات
    ويتحول فناننيها الى موظفين يتسربلوا بالإحباط
    ما نحتاجه هو التخطيط المدعوم بيمزانيات واضحة
    وخطط تتم بشفافية وفيها حسابا عسيرا
    غير كده دعنا نلوك الصبر والأحزان
    أو
    ننطلق بمجهوداتنا الفردية
    وهذا ما نفعله بكل جد وتحدي ومثابرة
    لك المودة والمحبة
    والسلام من أجل أطفال بلادي
                  

11-24-2007, 09:19 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    يا سلااام يا نهلة
    تحياتي العميقة لك
    ولوالدتك العظيمة فاطمة موسى
    بالله انت بيننا في هذا المنبر
    ابنة الصحفي الفذ عمر مصطفى المكي بيننا اذن
    اسمحي لي ان افرد بوست خاص للترحيب بك هنا
    فلست انت بالهينة!
    والدك ناضل في صفوف حزبنا وقضى اجمل سنوات عمره بيننا
    ووالدتك انسانة عظيمة مهذبة كنت احد افراد طاقمها في الصبيان كمتعاون
    ونشرت لي كثير من الاعمال في الصبيان
    يا نهلة مرحب بيك هنا كتييير
    وسعيد جدا بمعرفتك

    خالد العبيد
    سيدني
                  

11-24-2007, 10:44 AM

انور الطيب
<aانور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: خالد العبيد)

    شكرا الدكتور فيصل وشكرا لجميع الأساتذة المتداخلين والله انتو جيتونا في جرح وكنا متابعين معاكم اسبوع الطفولة ولكن اهوبس متابعة وما قدرنا نتداخل معاكم لكن ما فات حاجة والموضوع العايز اطرحوا ليكم بيصب في نفس الإتجاه ومتأكد من دعمكم على الأقل المعنوي والدعم المطلوب بصراحة هو :

    منتدى علمي للأطفال بالسودان : هذا المنتدى علمي بحت ، يركز على النواحي العلمية في مراحله الأولى ، ليس له أدنى علاقة بالسياسة لا من قريب ولا بعيد ، يتقبل كل طفل سوداني، منتدى حر ، ليس فيه أي تكاليف ، كل التكاليف من البيئة نفسها ، يعني معظم الأدوات ولكن ما نحتاجه هو :

    كتب للأطفال من سن 6-16 كتب علمية كالسلاسل التي تجري تجارب معينة .. يا حبذا لو كانت مكتوبة بالعربي ، في حالة العدم نقبل الكتب الإنجليزية البسيطة ...
    ثانيا : بعض الأدوات البسيطة كالمناظير ، ميكروسكوبات ضوئية ، عدسات ، مرايا بأنواع مختلفة وغيرها ... ويا دكتور فيصل انت أدرى بالتفاصيل ..

    المشروع في طور المخاض ولكن يجد دعم من جهات خيرية كثيرة ... وسوف أرفق لكم بالتفصيل الممل فكرة المنتدى ، اهدافه ، مكانه .....
    طبعا العمل دة خبرناه في الخارج وأردنا أن ننقله للأطفال هنافي السودان ورغم ضيق الوقت وانشغالنا بالمعايش لكن الشغلانية دي جرت في دمنا وما بنقدر نخليها وعايزين الناس تستفيد ..

    وفكروا في الطريقة البتدعموا بيها المشروع دة ....

    ولكم الشكر ....
                  

11-24-2007, 08:56 PM

نهلة عمر
<aنهلة عمر
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: خالد العبيد)

    شكرا خالد العبيد

    مقدرة جدا لوفائك و شعورك الطيب

    تقبل تحياتى وتشكراتى واكيد انا الاسعد بمعرفتك
                  

11-24-2007, 11:32 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    الدكتور فيصل
    تحياتي
    شكري الجزيل لك يا غالي
    الفكرة التي طرحتها جميلة
    من ناحيتي سأدعم المشروع بكل ما املك
    واعتبر كل كتاباتي في جانب ادب الاطفال
    اهداء خاص مني لاطفال بلادي
    اخوك
    خالد العبيد
    سيدني
                  

11-24-2007, 07:46 PM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب الأطفال في العالم العربي.. واقعه وقضاياه (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    Quote: منتدى علمي للأطفال بالسودان : هذا المنتدى علمي بحت ، يركز على النواحي العلمية في مراحله الأولى ، ليس له أدنى علاقة بالسياسة لا من قريب ولا بعيد ، يتقبل كل طفل سوداني، منتدى حر ، ليس فيه أي تكاليف ، كل التكاليف من البيئة نفسها ، يعني معظم الأدوات ولكن ما نحتاجه هو :

    كتب للأطفال من سن 6-16 كتب علمية كالسلاسل التي تجري تجارب معينة .. يا حبذا لو كانت مكتوبة بالعربي ، في حالة العدم نقبل الكتب الإنجليزية البسيطة ...
    ثانيا : بعض الأدوات البسيطة كالمناظير ، ميكروسكوبات ضوئية ، عدسات ، مرايا بأنواع مختلفة وغيرها ... ويا دكتور فيصل انت أدرى بالتفاصيل ..


    سلامات أخي انور الطيب

    الفكرة جميلة جـدا وممتازة وسوف تجدني من أول المرحبين بها والعمل معا على تنفيذها. واتمنى منك طرحها بالتفصيل ايضا هنا:
    مبادرة : "نحو غدا مشرق لاطفال السـودان"

    مع خالص ودي وتقديري ،،،
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de