|
حينما (ثبت) المركز.................وبكى الهامش
|
لنقل أن الأحكام على أطلاقها فى منهج بعض مناصرى قضية الهامش قد سادت وأصبحت هى معيار الحقيقة بفعل (التكرار) المرهق لاغير وأعنى بذلك حالة وصف اشماليين العرب كلهم بالجلابة ومايستتبع هذا الوصف من تجريم ثقافى وسياسى وأجتماعى لأولاد (اللعنة) هؤلاء الجلابة..ثم من الجهة المقابلة أو حتى المحيطة بالمعنى الجغرافى والسياسى والثقافى حتى لأهل الهاش ساستهم ومواطنيهم فى خانة الظلم والتهميش الأجتماعى والسياسى..لنقل ذلك مرغمين ورغم أنف التاريخ..التاريخ الذى هو ايضاً موضوع مساءلة وبحث ونبش واعادة قراءة أليس هو ايضاً بعض خطرفات وحيل أهل المركز من الجلابة..لكننا لن نذهب فى عناء هذه القراءة وبعيداً واسترجاع الأحداث منذ عهود غابره..بل فى الحقب القريبة النصرمة وعهد مايو فى أواخره بدايات الثمانينات يصل لقصى مراحل بطشه بأعلان قوانيين سبتمبر..وقف وسط قاعة المحكمة حينما توجس الجميع خيفة وآثروا السلامة الجلابى الشمالى الركابى محمود محمد طه ليقول للحاكم الباطش (لا) من أجل فضاء أنسانى معافى محققه فيه كامل الكرامة للأنسان السودانى ثم خطى نحو المشنقة بثبات مكملاً مسيرة الفكر والجهاد حتى التخوم الفاصلة بين الموت والحياة دون أن يرف له جفن بل أضاف..أبتسامة هى عين الرضا وتمامه فى موقف الحق..ثم بعد أيام قليلة....يقف الأب فيليب عباس غبوش فى نفس الموقف حاملاً هموم الهامش وقضاياه وبنفس الخلفية اللاهوتية لمحمود محمد طه بل وحتى أن مذهبه الكنسى القبطى تحتفى كنائسه وتسمى بأسماء شهداء وأولياء قدموا أرواحهم فداء للحق والأنسانية مثل القديس (مارى جرجس) المسيحية نفسها ترتكز فى فلسفتها الدينية على مفهوم الفداء...ساعات وينطق القاضى بحكم محكمته هناك والعالم كله يشاهد..بكى الأب فيليب وطلب السماح من أبنه جعفر نميرى ..فيما بعد وكتبرير قال أنها (بولتيكا) ..بعد كل هذا الوقت وباستفادة قصوى من عنصر النسيان المصابة به ذاكرة الجلابة..مازال الأب فيليب غبوش يتحدث عن التهميش الأجتماعى وعن دولة الجلابة أيضاً مثل الجميع بأطلاقية لاتميز بين مواقف الناس...لكن امام الموت وتحت المشنقة (ثبت) المركز...وبكى(الهامش) التحية لمحمود محمد طه ولجوزيف قرنق ولشهداء 28 رمضان..ولكل قطرة دم سكبت لأجل الحرية
(أغنية الجلابى الأخيرة)
هل أناالقاتل والمقتول حينا هل أنا البحر الذى لايأمن الأن السفينة
|
|
|
|
|
|