|
Re: الشّرد بنات الريح (Re: محمد حامد جمعه)
|
بعد ان ينتهى (الديك) سريعا من ممارسة نشاطه الصباحى يطلق حركات صاخبه بجناحيه ويصيح (عوووووووع عوووووووووو) وحين لا ياتيه رد من طرف الحى او الجوار القريب يطلق نداء اخر ويدرفه بثالث وكانه يغمز بطرف عينيه الى (اسامة ) الراقد على مسافة (معقولة ) منه فيستشيط غضبا – اسامة – ويخرج متثاقلا يده وينزلها يجوس بها طرف الارض فان وجد حجرا قذف به بغيظ الى اتجاه الديك لكنه فى العادة يخطى هدفه ويصيب (طشت ) الغسيل الذى يكون موضوعا مسنودا الى الحائط مثل ميدالية نالها احدهم بمنشط رياضى ، الحجر القافز من تحت يد اسامة تصيب (الطشت ) فتحدث صوتا مفزعا يضطر معه الديك وصويحباته الى الهمهمة والصمت لبرهة لا تطول اكثر من ثوان يطلق بعدها الديك مرة اخرى صافرة ايقاظ ينهض معها اسامة وكما قال التيجانى يوسف بشير (لاعنا الدنيا وما فيها من عالم ومن اشباح ) متعثرا فى ردائه ينهض لا يلوى على شى حافيا والملاءة تتدلى خلفه مثل المشمية فيركل القفص بقدمه اليمنى اولا ثم اليسرى غير مباليا بانغراز قدمه فى سلك ناتى او هياب للسعات البرد النازلة على ظهره متسللة اليه من منافذ فى (الفنالة ) الداخلية التى (كانت ) بيضاء لكنها تحولت الى لون معتم مع فتحات متناثرة وكانها ادخلت فى ماء يذيب المعادن او كانها نزعت من صدر رجل اعدم رميا بالرصاص ! عند تلك النقطة يكون الحاج الزين قد اكمل استحمامه وخرج مرتديا جلابية بيضاء متوسطة الطول وجلس على حافة كرسى يكون عادة منسيا كل ليلة من احد المتحلقين حول التلفاز فيشرع فى الوضوء وهو يكثر من البسملة والحوقلة والدعاء ثم يدلف الى غرفته ليصطحب طاقية خضراء فضافضة ومسبحة من اللاوب قصيرة جعلها المرور بين الاصابع ذات لون داكن يقترب عم الزين فى تلكم اللحظات من (اسامة ) الذى يكون عادة يبحث فى طرف (الراكوبة ) وبين ثنايا الحصير المكون لجسدها بالجنب عن فرشة الاسنان مرسلا تضجراته على ضياع المعجون الذى يضيعه (طارق ) اخاه الاصغر كل ليلة بتحوليه من مكانه فى (مصطبة ) صنعت على عجل وعلى علو بمكان ونتوء داخل الحمام يقترب عم الزين من ابنه وينهره (بطل جوطه ) ولا يردفها بجملة اخرى فيصمت اسامه على مضض مكملا البحث وهو يمسح حينا رقبته ويهرش حيناه راسه وما ان يجد المعجون حتى ينتبه الى احد (فردات السفنجة ) قد ضلت موضعها من جانب سريره ومرقده وانه يتجول حافيا تقريبا فيذهب محتالا وعلى حذر ليدس قدميه الباردتين فى اقرب حذاء و(شبب ) يجده شاغرا وصاحبه يغط فى النوم العميق . والحاج الزين يكون حينها قد فتح الباب الخارجى لمنزله المقابل لزاوية (الشيخ عوض الله ) فيضرب تيار من الهواء البارد المندفع وجهه فيسارع الى دس يديه فى جيب الجلباب وقبلها يكون قد شد الطاقية الخضراء على راسه ويسرع فى المشى للحد ان احد الجيران قد يقابله فيلقى عليه السلام على عجل دون ان يدرك شخصية المار ( عليكم السلام ) ثم ينتفل داخلا وقد شعر بالدف يسرى فى اوصاله وهو فى حضن الزاوية التى يكون (عبد الحى ) المؤذن قد وصلها منذ وقت اسبق واضاء جوانبها وعطرها وجلس مستندا الى احد الجدران ممسكا بمسبحة طويلة يسبح حينا ويغفو حينا ويسرح بعيدا احايين اخرى مهوما فى هموم زواجه ومرض شقيقه بالبلد واصرار اللجان الشعبية على تعيين لجنة للزاوية دون اسباب مقنعة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الشّرد بنات الريح | محمد حامد جمعه | 11-14-07, 04:59 PM |
Re: الشّرد بنات الريح | saadeldin abdelrahman | 11-14-07, 05:01 PM |
Re: الشّرد بنات الريح | محمد حامد جمعه | 11-14-07, 05:01 PM |
Re: الشّرد بنات الريح | معاذ حسن | 11-14-07, 05:05 PM |
Re: الشّرد بنات الريح | Adam Mousa | 11-14-07, 05:13 PM |
Re: الشّرد بنات الريح | محمد حامد جمعه | 11-14-07, 05:09 PM |
Re: الشّرد بنات الريح | محمد المرتضى حامد | 11-14-07, 05:16 PM |
Re: الشّرد بنات الريح | WadAker | 11-14-07, 05:11 PM |
Re: الشّرد بنات الريح | غباشي | 11-14-07, 05:13 PM |
Re: الشّرد بنات الريح | معاذ حسن | 11-14-07, 05:30 PM |
|
|
|