ماهكذا يا محمد لطيف وزهير السراج

Quote: مناظير ليس باللبن وحده!! زهير السراج كُتب في: 2007-11-12 [email protected] * أعجبتني كلمة الأستاذ محمد لطيف حول خطبة الجمعة الماضية بأحد مساجد بحري التي تحدّث فيها مولانا محمد سيد عن قضايا الأطفال على خلفية محاولة اختطاف أطفال سودانيين وتشاديين وترحيلهم إلى فرنسا، وجدت استهجاناً من الجميع، بما في ذلك الحكومة الفرنسية نفسها، برغم الدوافع الإنسانية التي وقفت وراء ذلك! * وسبب اعجابي بكلمة صديقنا محمد، أنه لفت نظرنا بطريقة غير مباشرة وذكية نحو أئمة المساجد وخطباء الجمعة الذين لا يجدون اهتماماً كبيراً من أجهزة الإعلام برغم أنهم أكثر أجهزة الإعلام خطورة في المجتمع، وأكبرها أثراً!! * أذكر أنني حضرت الجمعة ذات مرة في مسجد بام درمان وهالتني كمية الأخطاء النحوية واللغوية والآراء الفقهية الخاطئة، والاجتهادات المريعة والخطيرة التي صدرت عن الخطيب، بينما كان المسجد مكتظاً بالشباب والمراهقين وغيرهم، كان بعضهم يهتف بين الفنية والأخرى، ويكبّر، ويستحسن حديث الخطيب الشاب، فما يزيده ذلك إلا غروراً، ويندفع أكثر في الحديث الملئ بالأخطاء الفقهية واللغوية والعبارات الركيكة، أو كما اسماها صديقنا محمد لطيف بثقافة (الكتب الصفراء)! * موضوع الأطفال الذي تناوله مولانا محمد سيد لا شك أنه من الموضوعات الخطيرة جداً، خاصة في مجتمع أبوي مثل المجتمع السوداني لا يعطي للأطفال الأهمية المطلوبة ويعتبرهم.. (جُهال) لا يفقهون شيئاً، ويتعامل معهم على هذا الأساس، ويتسبب في تشوهات كبيرة في بنائهم العقلي والنفسي والعاطفي، تكون لها آثار وخيمة جداً على مستقبل حياتهم ومساهمتهم في ترقية مجتمعاتهم. * من المعروف أن الطفل سريع الفهم والاستيعاب برغم قلة تجاربه في الحياة، هذه قدرة إلهية، وضعها الله في الأطفال، وفطرة طبيعية فطرهم عليها.. "إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم".. ولكنها في حاجة إلى حماية وصقل ورعاية حتى تنمو مع الإنسان وهو ينمو.. وتتطوّر مع تطور العمر، فيتسع عقله، وتنضج عاطفته بشكل متزن، ليدرك ويميّز الأشياء التي توجد حوله، والأحداث التي تقع بالقرب منه بشكل مثالي، وينتفع بها، ويكون إنساناً واعياً ومفيداً لنفسه وللآخرين! * غير أننا للأسف الشديد نفسد هذه الطفرة الطبيعية والتقويم الحسن بالتدخلات الخاطئة في تنشئة الأطفال، سواء بالتربية الخاطئة، أو المناهج التعليمية العقيمة، أو الممارسات المتعسفة... إلخ، فينشأ الأطفال بمنأى عن الطريق القويم، ولا أقصد بالطريق القويم.. (الخلق الحسن)، كما يفسره الجميع، وإنما الطريق الذي يقود إلى إنسان أكثر وعياً وادراكاً بالحياة، وأكثر قدرة على التعامل معها وتطويرها إلى الأفضل لمصلحة نفسه وغيره وللناس أجمعين!! * قد يكون لدى طفل مقدرات كبيرة كامنة فيه، يمكن أن تصنع منه انساناً عبقرياً في المستقبل، إذا وجدت الحماية والرعاية والصقل بشكل سليم، ولكن بسبب التوجيه الخاطئ يصبح انساناً عادياً.. مثلي ومثلك، أو ربما يضل عن الطريق.. فتضيع الفرصة لوجود شخص عبقري يخدم مجتمعه بشكل أفضل!! * شكراً مولانا محمد سيد، شكراً صديقنا محمد لطيف على هذا الدرس المفيد!!