الاخ/الهندي : لا فض فوك . إنك مثل ابي ذر الغفاري. تقاتل وحدك / والبرلمان يبحث امر اغلاق المنبر

Quote: بعد أن فُرضت علينا الهجرة وضاقت بنا أرض الوطن، وفرَقت بنا السبل وتقطَعت بنا الأسباب، وسرنا على وجه الأرض هائمين، مشتتين في بقاع الله الواسعة، كان عزاؤنا أن أنعم الله علينا بتسخير نعمة التكنولوجيا، فاختصرت المسافات، ونسفت نظريتي الزمان والمكان، وصار العالم غرفة كونية صغيرة يلتقي فيها القاصي والداني بصورة تلقائية أشبه بلمح البصر، من هنا كان سودانيز أونلاين مولود شرعي لهذه النقلة والطفرة الهائلة، فكان بحق دوحة وارفة ظليلة نستظل بها من هجير الغربة، ونيران البعد، الوجع الخرافي، لعشق لا متناهي هو الوطن المحبوب الغالي. سودانيز أونلاين موقع أسسه المهندس بكري أبو بكر المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية وتمّ تدشينه في شهر يناير 2000م. الموقع يشتمل على العديد من الأقسام أبرزها: 1- قسم الأخبار السودانية 2- المنبر الحر 3- غرف الدردشة والحوار 4- دليل الخريجون السودانيون 5- الدليل الإلكتروني السوداني 6- صفحة الآراء الحرة والمقالات 7- مكتبات لكبار الكتاب والمفكرين والأدباء والفنانين. وحسب إفادة المهندس بكري فأن الموقع يستهلك أكثر من 700 غيغابايت من الباندويث شهرياً، أما عدد زوار الموقع ومنذ إفتتاحه قد بلغ 150 مليون زائر. عدد النقرات الـ Hits للمنبر حوالي 100.000 نقرة يومياً. دور المنبر الحر: استقبلنا العزيز بكري في منبره هاشاً باشاً، وجعله متكئاً وريفاً لكل سوداني، التقينا أرواحاً في عالم افتراضي قبل أن نلتقي أجساداً في عالم واقعي، ولسان حالنا يقول: تعوّد بسـط الكف حتى لو أنه ثناها لقبضٍ لم تُجـبه أنـاملُه تراه إذا مــا جـئته متهـلّلاً كأنك تعطيه الذي أنت سـائلُه هو البحر من أي النواحي أتيته فلُجّته المعروف والجود ساحله ولو لم يكن في كفه غير روحه لجـاد بـها فليتق الله سـائله ألتقينا جميعاً أحبابي عبر المنبر الحر ولولاه لما كان جمعنا هذا ومن خلال مشاركات الأعضاء العديدة، الثرة المتنوعة قدم المنبر إسهام لا تخطئة عين للحراك السوداني في مجمل تفاصيله السياسية، الثقافية، الفكرية، الإجتماعية وهلمجرا. كان المنبر متنفس لكل السودانيين، المهجريين منهم خاصة بعد تم إحتكار وسائل الإعلام والإتصال من قبل السلطة. سياسياً: أرسى المنبر دعائم أدبيات الحوار السياسي بين مختلف ألوان الطيف السوداني، فتم نشر عدد يقدر بمئآت الآلف من البوستات التي تناولت القضايا السياسية السودانية فكان الحوار ثر ومفيد تعلمنا من خلاله إحترام الرأي وتقبل والرأي الأخر وأن بالحوار وحده يمكن حل قضايا بلادنا الشائكة المعقدة. إجتماعياً: صهر المنبر أرواحنا في بوتقة واحدة فكان التعارف بين الأجيال المختلفة وما لقاؤنا هذا إلا ثمرة من ثمرات المنبر ودوره الإجتماعي في الحياة السودانية، تعرفنا على شخصيات وإكتسبنا صداقات وظهر لنا أهل وأقارب، وكان سودانيز أيضاً وسيلة ناجحة لبناء بيوت سودانية من خلال زيجات لبعض أعضاءه ولم يقتصر دور المنبر في ذلك.. بل قدم المساعدات العاجلة التي ساهمت في حل بعض الإشكاليات بصورة توضح معدن وأصالة المجتمع السوداني وقيم التكالف والتعاضد والتسامح إعلامياً: يعتبر سودانيز أونلاين مدرسة رائدة في عالم الإعلام الرقمي السوداني، فمن خلال عضويته المنتشرة في بقاع العالم يمكننا إلتقاط الخبر والمعلومة الحية أول باول من مصدر وموقع الحدث، بل شكل خطاً موازياً للإعلام السوداني الذي سيطر عليه النظام، فكانت المساحة متاحة لكل القوى السياسية والثقافية في ضفة الأخرى بل أبعد من ذلك حيث أن كثير من الصحف السودانية والعربية تعتمد على سودانيز أولاين كمصدر هام للأخبار السودانية، وهنا أتذكر مقولة ذكرها الحبيب خالد عويس وهي أن مقدم ومعد برنامج نقطة نظام بقناة العربية الأستاذ معوض ذكر بأنه يعتمد إعتماداً كلياً على سودانيز أونلاين في تحضير كل حلقة تتعلق بالشآن السوداني. أدبياً وفنياً: من خلال المنبر ظهرت أقلام أدبية سودانية جديدة ما كان لها أن تجد الظهور لولا سودانيز أونلاين، فالوسائل الإعلامية السودانية ضيقة الماعون، ومخصصة لفئة محددة دون سواها... هناك أقلام فنية كبيرة وسامقة في دنيا الفن والأدب لا يسع المجال لحصرهم من فنانيين وموسيقيين ومسرحيين وتشكليين، أحسب أنهم نجوم لا تخطئها العين أثرت المنبر الحر بالحوار وتقديم الكبسولات الثقافية والأدبية والفنية.. هذا رصيد ضخم يحسب لسودانيز أونلاين في دفع عجلة الحراك الثقافي والأدبي في السودان. أحبابي الكرام التقينا في هذا المنبر بتنوع سحناتنا وإختلاف أعراقنا وثقافاتنا، فشكّل إختلاف الألوان لوحة إبداعية بهية، أجمل ما يقال عنها أنه الوطن في شكله الصغير، لم تفسد خلافاتنا السياسية ولا الفكرية للود قضية، فكان الاختلاف، ائتلاف في حب الوطن، اختلاف تنوع وسعي نحو الأفضل بعيداً عن الضدية والتضاد، فصار المنبر مدرسة نتعلم منها أسس الديمقراطية والحوار، مدرسة ننهل من معينها الفكري والثقافي والسياسي والإبداعي، ذخيرةً ورصيداً لبناء الوطن، فهل تعاونا جميعاً في الحفاظ على هذه المساحة الواحة. أتمنى ذلك..