الرقص على ضفـاف الشمـس ..

Quote: كنت قد وعدتك ذات عيد أن أحكي لك على شاطئ نصف القمر على ساحل الخليج .. أو في الريفيرا على شاطئ النيل .. أو في قاردن سيتي على حافة البراري قبالة معرض الخرطوم الدولي .. ولكن شاءت الأقدار أن نلتقي هنا على جسر الرماح لأحكي لك عن وجع الكروم وحمى البرتقال .. أتدري من هي ؟ إنها الغالية كالذكريات .. كما يقول جبران طاعمة كحليب الأمهات .. قريبة كالسماء .. وبعيدة كحلم حط رحاله ورحل .. كطيف كلما بحثت عنه أرشدك شـذاه .. وكلما اقتربت منها ضاع في الشاطئ وتاه .. عندما أحكي عنها فإنني أمتطي النوق العصافير .. وأتعلم لغة الطير .. وأخترق الجنان السبعة عشر .. في إطلالتها حقول القمح في سيبريا .. في التفافتها شلالات نياجارا .. وفي عينيها مثلث برمودا وغابات الأمازون الاستوائية .. في حياضها نغدو كأطفال .. نتعلم الحروف لنتكلم لغتها .. وندرس الأرقام لنحسب ضفائرهـا .. ونرسم الخرائط لنعرف سـر الكنز الكامن في جزائرها .. ليست حورية من الجذر المسحـورة .. ولا ملاك هبط من الفردوس الأعلى .. بل إنسان بمواصفات اسطورية .. نهار بمواصفات ليلة قمرية .. وليلة كدائرة مربعة ومستحيلة .. رياحها تمزق رايات القلوب الأربعة .. بروقها تطفئ مصابيح البصيرة .. وعلى سواحلها يرسو ألف بحر ومدينة .. لا تسكن في قصور مرمرية .. ولا تسير بطوابير ومواكب بشرية .. لكنها تحتل البروج العاجية .. تقبل يديها الأميرات .. وينحني لها الرومان والأكاسرة .. ليست ساحرة .. لكنه سحر عزة .. وسر رابعة .. وسلطان كليوباترة .. عند ملتقى البحرين سألنا عنها الغيم .. فأجابت سحابة .. هل كتب عليك أن تكون روميو .. ذلك القتيل .. هل حكم عليك أن تعيش كسيزيف بين صخرين وجبل .. لماذا تود أن تلمس النار المقدسة فـتُصْلَب على القوقاز تنهشك الآلهة والنسور الكاسرة .. قلنا لها هذا أوان الاحتمال .. هي محط رحالنا ومهراق الأجل .. ثم ماذا؟ ثم ماذا يا عمك ..؟ هل قلنا لك إنها أجمل من العامرية .. وأنقى من قطر الندى .. وأقوى من غزالة الحرورية ؟ هي .. قصيدة على كل البحور .. جملة على كل الأوزان .. رحلة قبل التاريخ وبعد قيلولة الزمان .. تتوهج فوتونات الضوء من سناها .. وتهدأ أمواج الصوت لموسيقاها .. وتتوازن الشحنات برفق في مداها ..؟ نقية كالجمر .. هائلة كالبحر .. متجددة كماء الينابيع .. متعددة كألوان الربيع .. واحدة كالموت .. كالبعث .. كالميلاد .. ثم ماذا يا عمك؟ هل قلنا لك أنها لا ترتدي قرطاً من الذهب والبلاتين .. ولا عقداً من الماس .. ولا أساور من ياقوت .. بل أقراطها عناقيد كريمة وعقدها بحيرة مباركة وأساورها دوائر صوفية للتوحد والفناء والذوبان .. ثم ماذا يا عمك؟ لا تحدثني عن زيتا جونز .. وجينفر لوبيز .. وسيندي كروفرد .. ولا تأخذني إلى هوليوود وبوليوود .. لا .. ولا ويمبلدون وألان غاروس أو فلاشينق ميدوز .. هنا يتوازن الفرات مع الملح الأجاج .. ويتصالح العقل والجنون .. ويتمازج الشك مع اليقين .. نعم هي .. على يديها ينام الباز والحمام .. وعلى أهدابها يغفو التين والزيتون .. هي .. كظباء مكة لا تقصدها السهام .. فهل كنت صادقاً لديك .. أم تراني من المنافقين ..؟؟ يا عمك ..؟ ما ورد أعلاه ضمناً يشمل أيضاً المدعـو علاء الدين منصور يونس الشهير بتمبس .. ولكن دعه في عماه .. لن نرمي عليه قميص يعقوب ليرتد بصيراً .. ولن ندعو له فتمسه يد المسيح .. دعه يعيش حسيراً .. وكسيراً .. وأسيرا .. وأخيراً .. أخيراً جداً .. هل قلت لك إنني أحبك يا خالد ..؟ هل قلت لك إنني أحبك جداً ؟ و.. ســـــــــلام .. صلاح / شتات