بائعات الشاى و ممارسة الرذيلة فى دولة المشروع الحضارى

Quote: أبى معتمد الخرطوم الكودة، الا أن يكون فى زمرة من أصروا واستكبروا استكبارا،، اذ لم يبد أدنى استعداد للتراجع عن لغوه وبهتانه وافترائه، ورميه المحصنات الغافلات دون أن يأتي بأربعة من الشهداء، ودون أن تسائله قيادته فيما اقترف من جرم، وما ارتكب من كبيرة. ولو أن الدولة صدقت في راياتها التي ترفعها، ومشروعها الحضاري الذي تباهي به، لكان أول من ساقته إلى القضاء معتمد الخرطوم، إن لم يأت بأربعة من الشهداء يثبتون اتهاماته، ويؤكدون افتراءاته. وأعلم أن جوف الليل شهد آلاف الدعوات من أولئك النسوة (بائعات الشاي) المغلوبات على أمرهن، المنكسر خاطرهن، اللائي سكبن عرقهن، ووقفن حياتهن لتربية أولادهن، في وجه شمس محرقة ونار لافحة، ونظام يطاردهن، ويصادر في كل مرة أوانيهن، دون أن يوفر من المشروعات ما يقيم أودهن، ويرفع عنهن ذل الحياة ومرها وقساوتها، ولكن بدلاً عن ذلك يرميهن معتمد الخرطوم بشرر وبعظيم مستقبح، دون أن يقدم على توبة، ودون أن تبدر منه أوبة، ودون أن يحاول أن يغطي سوأة تصريحاته، وشنيع جنايته. ولا يظنن معتمد الخرطوم أنه بالإمكان صرف الاتهامات المجانية، والسدور في الغي، وأن يمضي بعد ذلك لا يلوي على شيء، ففريضة حقوق الإنسان التي لا يعرفها ولا يدركها المعتمد، تفرض وتحتم على كافة قطاعات وكيانات المجتمع، أن تتراص وأن تتكاتف وأن تقتص (لبائعات الشاي)، جراء ما لحق بهن من إساءة، وما نالهن من تجريح. والنداء هنا نوجهه لكل منظمات حقوق الإنسان، وللمحامين المتصدين لقضايا المغبونين والمظلومين، أن يتبنوا هذه القضية وأن يصعدوها لأعلى المستويات، وأن يلجوا بها ساحات القضاء، ليلقى المعتمد جزاء وفاقا وحكما مستحقا. ونسوق العزاء (لبائعات الشاي) وهن من زمرة شعبنا المسكين، الذي عز على معتمدنا، أن يراه يقتات ويعتاش عيشاً شريفاً، العزاء نسوقه أن رسولنا الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) دعا ربه فقال (اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً وأحشرني في زمرة المساكين). إذن هن من هذه الزمرة المباركة، التي عناها الرسول الأكرم، وكفى بها من شهادة، شهادة لن يمحوها تجني المعتمد وتعديه وتخطيه حدود اللياقة. إن ولي الأمر حين ينفصل عن قاعدته، تتلبسه حالة فرعونية، و يظن بنفسه الحكمة وفصل الخطاب، ويتخذ من القرارات ما يتخذ، حتى ولو أدى ذلك إلى (تمشيطها بقملها)، والى سوق الشعب عنوة الى حيث يريد، ولكنه يغفل أن الله هو الذى يفعل ما يريد . وولي الأمر الذي يعيِّر شعبه ويرميه بممارسة الرذيلة، ثم يعفي نفسه من كل مسؤولية، إلا مسؤولية أن يوزع عليه الاتهامات ويصفه بالمنكرات، إن ولي الأمر من هذه الشاكلة، لن ينصلح أمره ولن ينجح مخططه وسيبوء بإثمه. ولا يظنن المعتمد أن ذاكرة هذا الشعب ستغفر له خطيئته، ولا يظنن أن صولجان حكمه سيعصمه، وليعلم أن الدهر قُلَّبٌ دوار، وأن الزمان يدور دورته، وأن الأرزاق والقبض والبسط بيد عليٍّ قدير. وعلى الدولة أن تنتصف مرة لشعبها وأن تقتص من معتمدها، وأن تعلمه أدب الخطاب، ليدرك أنه في حضرة مقام هذا الشعب يطيب الجلوس، ونثق تماماً أن عدالة السماء فوق كل عدالة، وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.