|
Re: لحركة والوطني...كواليس الخلاف..! (Re: Mustafa Mahmoud)
|
شراكة متكافئة لن تحدث وربنا يكضّب الشينة ! د. على حمد ابراهيم [email protected] لست سعيدا بالتداعيات السياسية السالبة التى حدثت وتحدث هذه الايام بين شريكى نيفاشا، لأنها تداعيات تهد من عضد بلد لم يبق فى عضده شئ من القوة.ولانها تداعيات تضيع بعض الاحلام السعيدة التى كان يحلم بها شعب طال انتظاره لسلام حقيقى بدت بشارات بزوغ فجره مع نيفاشا رغم الولادة القيصرية العسيرة.هذه التداعيات تخيفنا وتذكرنا أن رياح هذا البلد عودتنا دائما أن تاتينا بما لا تشتهى سفن الحالمين بالجديد الايجابى.
ليس هناك جديد فى القول ان الشراكة الثنائية التى نتجت عن الولادة القيصرية العسيرة لعملية السلام قد جلبت معها الكثير من التشوهات فى الجنين الجديد.لعل ابرزها غياب اهل الشأن الذين هم مجموع الشعب السودانى ، غيابهم الكامل عن حفل السماية بالحدث السعيد ، بعد أن اكتفوا بالمشاهدة الاستشعارية من بعيد. لقد تسامى أهل الشأن فوق ذلك القصور الكبير على أمل أن يتسامى شريكا القسمة الضيزى ويحولا سلبيات ذلك الغياب الكبير الى ايجابيات ، بأن يكون الهدف النهائى الاسمى هو نقل البلد الى واقع جديد يسدل فيه الستار نهائيا عن ذلك الماضى الذى لا يذكّر بخير. وأن يكون الهم هو تفعيل الايجابى والبناء عليه بفعل تراكمى يغطى على تلك السلبيات ويردمها.
نعم رياح بلدنا اعتادت أن تأتينا بما لا تشتهى سفن الحالمين بذلك الصبح الجديد الذى طال انتظاره.
لقد كان محزنا ان يكون احد اكبر اسباب الخلاف بين شريكى القسمة الضيزى هو حول الاشخاص الزائلين وليس حول برامج الحكم: حول من يكون وزيرا ، ومن يحرج من الوزارة. وليس حول برنامج هذه الوزارة ، أو المهام التى يجب ان توكل اليها او حول اسباب فشل هذه الوزارة فى تنفيذ الموكول اليها ،واثر ذلك على مجمل سير الاتفاقات بين الشريكين.
و طالما ان شركاء القسمة الضيزى لم يرتفعوا فوق تلك الشكليات ولم يتساموا فوقها ، فلا بأس من أن ننغمس معهم وندلى بدلونا ، نحن غمار الشعب الكادح الكالح. ونقول – بعد طلب الاذن من هذا الشعب للتحدث باسمه ونيابة عنه مرة واحدة ، مرة واحدة وليس كما يفعل حكامه الذين يتحدثون باسمه فى كل وقت وبدون اذنه. ونقول ان الحركة الشعبية من حقها ان تجرى التعديلات التى تراها فى الطاقم الذى يمثلها فى الجهاز التنفيذى القومى اسوة بحق حزب المؤتمر الذى نراه يعين ويفصل فى طواقمه التى تمثله فى الجهاز التنفيذى ولا يستشير فى ذلك الحركة الشعبية ولا بستأذنها. ولا اجد اصدق تعبيرا فى هذه الحالة من قول الشاعر العربى القديم:
حرام على بلابله الدوح حلال على الطير من كل جنس
صحيح :المقام ليس مقام شماتة فى احد . ولكنه مقام عظة واتعاظ.واخذ بالاسباب. ولأن الأمر كذلك فلابأس من تخريمة صغيرة نذكر الحركة الشعبية بأنها اكلت يوم اكل الثور الابيض كما يقول الاثر القديم . " والثور الابيض" هنا هو المعارضة الشمالية حليفة الحركة الشعبية التى تعاهدت معها على مواثيق اسمرا المصيرية، التى حرمت الدولة الدينية فى السودان وامنت على الدولة الديمقراطية ، ومنعت استغلال الدين فى السياسة ، وحرمت الظلم السياسى المتمثل فى التنمية غير المتوازنة، واكدت على احترام التعدد الدينى والثقافى وتبادل السلطة وفق معايير التنافس الانتخابى الحر والرشيد .مع الاسف والاسف الشديد جدا ، وفى لحظة نامت فيها نواطير الحركة عن الرشد السياسى ،فى تلك اللحظة غير السعيدة ، داست الحركة على كل ذلك الانجاز العظيم المسمى بمقررات اسمرا المصيرية وقبلت بالدولة الدينية فى الشمال مقابل دولة علمانية لأهلها فى الجنوب. وكتبت اتفاقية غيب فيها مجموع الشعب السودانى باسره وعلى رأس قائمة المغيبين حلفاء الحركة فى التجمع الوطنى الديمقراطى الذى وصلت اهانته الى درجة منع ممثليه من دخول قاعة المفاوضات ليحضروا المفاوضات كمراقبين يجلسون فى الصفوف الخلفية. لقد منع وفد عبد الرحمن سعيد من دخول قاعة المفاوضات بصفة مراقب حتى بعد أن قبل بأن يجلس صامتا و لا يقول " بغم!"حدث ذلك للتجمع الذى كان زعيمه يصف نفسه بأنه "الشريك الخفى " فى تلك المفاوضات ربما من باب احسان الظن بالحركة قبل ان يقول لنا المرحوم قرنق فى ندوة محضورة فى فندق دبل ترى بكريستال سيتى ان الحركة لا تقاتل نيابة عن الآخرين. ولكن منفستو الحركة يقول انها تقاتل نيابة عن كل اهل السودان ، وانها جاءت لتحرير كل السودان. لقد كان ذلك حلم انقضى فى اللحظة التى قسمت السلطة بطريقة ضيزى بين شريكين لا يجمع بينهما غير الشك المتبادل!
لقد قبلت القوى السياسية باتفاقية السلام رغم تغييبها عنها على امل ان تطغى الايجابيات على السلبيات.ولكن يبدو ان الاغلبية الميكانيكية التى قبلت الحركة باعطائها لحزب المؤتمر كانت هى الدبرة) التى قتلت بعير الاتفاقية. فقد استمرأت قيادة حزب المؤتمر اللعب على المكشوف بتلك الاغلبية الميكانيكية وحولت حكومة الوحدة الوطنية الى حكومة لحزب المؤتمر لا تملك رأيا غير رأيه، وهو مرشدها وموجهها ولا يريها الا ما يرى ولا يريها الا سبيل الرشاد.
على اى حال، الحمد لله على الذى كان ، وهو حمد لا يكون الا لله الذى لا يحمد على مكروه سواه. وهذا المكروه هو هذه العثرات المتوالية امام مسيرة السلام ولكن مازال عشم شعبنا ممدودا [ان يجنب المولى عزّ وجّل بلادنا شرور ما يحيط بها من محن تتبدى فى الافق، و مؤامرات وفتن لا تكاد تخطؤها العين. والله نسأل ان لا يكون مصير بلادنا هو مصير يوغسلافيا او مصير الصومال. وأن لا نبكى على وطن لم نحافظ عليه مثلما بكى ولاة الاندلس القديم ، او كما تبكى الشعوب فى يوغسلاقيا والصومال.
ان الشراكة المتكافئة التى تحلم بها الحركة لن تحدث فى ظل الاغلبية الميكانيكية التى تفضلت بها على الحكومة اثناء ذلك التفاوض الشاق. ويبقى امام الحركة البحث عن مخارج تقلل المخاطر على اتفاقية السلام ، وعلى وجود بلد حدادى مدادى مازال اسمه محفورا على خرائط العالم ، ويخشى أن لا يكون فى الغد المنظور اذا سارت الامور على المنحى الذى نراه اليوم .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لحركة والوطني...كواليس الخلاف..! | Mustafa Mahmoud | 10-18-07, 08:28 AM |
Re: لحركة والوطني...كواليس الخلاف..! | Mustafa Mahmoud | 10-18-07, 08:30 AM |
Re: لحركة والوطني...كواليس الخلاف..! | Mustafa Mahmoud | 10-18-07, 08:31 AM |
Re: لحركة والوطني...كواليس الخلاف..! | Mustafa Mahmoud | 10-18-07, 08:33 AM |
Re: لحركة والوطني...كواليس الخلاف..! | Mustafa Mahmoud | 10-18-07, 08:33 AM |
Re: لحركة والوطني...كواليس الخلاف..! | Mustafa Mahmoud | 10-18-07, 08:35 AM |
Re: لحركة والوطني...كواليس الخلاف..! | Mustafa Mahmoud | 10-18-07, 08:52 AM |
Re: لحركة والوطني...كواليس الخلاف..! | Mustafa Mahmoud | 10-18-07, 08:59 AM |
Re: لحركة والوطني...كواليس الخلاف..! | Mustafa Mahmoud | 10-18-07, 09:02 AM |
Re: لحركة والوطني...كواليس الخلاف..! | Mustafa Mahmoud | 10-18-07, 02:04 PM |
|
|
|