سامي سالم.. صوت نقدي قوي.. له أصداء

Quote: الناقد سامي سالم.. من الأصوات النقدية القوية التي ظهرت في المحيط الادبي السوداني مع مطلع السبعينيات. حيث شارك في تحريرالعديد من الملاحق الثقافية بالصحافة السودانية اذ كانت اولى مشاركاته صفحة ادبية اسبوعية بعنوان: (حوار الكتابة) بصحيفة (الأيام)، كان يحررها بمشاركة الاستاذ الصحفي سالم أحمد سالم، ثم تواصلت جهوده التي انصبت في النقد الادبي المحض فكتب مقالات نقدية عن شعر محمد المهدي المجذوب وشعر محمد عبد الحي كما كتب عن روايات الطيب صالح وقصص علي المك. لم يكن قلم سامي سالم محصوراً في دائرة الادب فقط.. بل كان اطلاعه العميق على الاجناس الابداعية المختلفة قد مكنه من النظر في الفنون المجاورة للادب فكتب مقالات نقدية متعددة في فن التشكيل حيث كان قلمه يتابع معارض التشكيل التي تقام في صالات وجاليريهات المنتديات الثقافية، هذا الى جانب كتاباته المعمقة في مدارس التشكيل السودانية المعاصرة كمدرسة الخرطوم ومدرسة الكريستالية.. ولم يكتف بهذا فقط فقد كتب مقالات مطولة عن فن الغناء وفن شعر الغناء، وفي صحيفة القدس العربية التي تصدر في لندن كتب سلسلة مقالات عن فن الفنان الكبير محمد وردي. تنوع كتابات سامي سالم لم تكن لتأتي اعتباطاً.. بل هي نتيجة لرؤية فكرية وفنية محيطة بالثقافة السودانية، حيث كان الناقد هنا باحثاً ومحاوراً للعديد من الكتابات التي تبحث في الهوية السودانية.. وكان بحث الناقد سامي يتابع تجليات هذه الظاهرة الثقافية عبر تجلياتها الابداعية من خلال كل الاجناس الابداعية.. لهذا بالضبط كانت قراءات سامي سالم قراءات محيطة بالثقافة السودانية كما انها قراءات وقفت على مدارس النقد العربي القديم كما وقفت على المعاصر منه.. وهي قراءات امتدت لتشمل جميع مدارس النقد الاوربي في اتجاهاتها المختلفة.. والى جانب كل هذا حاول سامي سالم كتابة القصة القصيرة وكتابه الشعر إلا ان موهبته الحقيقية كانت تظهر كأحسن ما كتب عندما يكتب نقداً. ان الاتجاه العام لهذا النقد كان الاهتمام بالقضايا الفكرية الكبرى.. وبمشكلات الجمال الاساسية لهذا كان نقد سامي سالم هو نقد قوى ينبني على محاور فكرية واضحة ومحددة.. يتناولها بمنهجه العام تناولاً وصفياً في البداية ثم يتعرض لها بالتحليل ثم الوصول الى النتائج التقويمية. لم يكن نقد سامي سالم نقد قيمة فقط. ولم يكن نقداً وصفياً فقط. ولم يكن تحليلياً فقط.. كان المنهج يجمع بين كل هذه الوسائل.. وفي احدى مقالاته كان يهاجم النقد الذي ينبني على نفسانية فرويد.. وان كان يستفيد من الاتجاه البنائي في تأملاته النقدية للنصوص لذا يمكن القول ان نقد سامي سالم كان يتخذ من اتجاهات النقد المعاصر في عالمنا العربي بوصلة يهتدى بها.. وهو لم يتبع هذه البوصلة بتسليم سلبي بل هو يضيف لهذه الرؤية خصوصية موقفه كمثقف سوداني.. وان ثقافته هي ليست جماع الغابة والصحراء فقط بل ان لهذه الثقافة القومية بعدها الكوني. لسامي عبر كل هذه السنوات جهود نقدية جادة منها كتابه (مخطوطة) هو دراسة نقدية مطولة عن شعر محمد المهدي المجذوب كما له درسات نقدية (مجموعة مقالات) عن القصة القصيرة في السودان منذ الستينيات حتى او اخر السبعينات. كما له (مقالات) عديدة متنوعة في الشعر الغنائي والغناء عامة والتشكيل. وهي جهود جديرة بأن تصدر في كتب لتزود الكتابة السودانية الحديثة باضافات مهمة.