|
الشرخ ... !!!
|
منذ أمد بعيد أسكن في غرفة صغيرة .. تفتقر للسكون !! لم أضع حجر أساسها ولا أسهمت في تنسيق بنائها .. ولكني إرتضيتها غرفة لي ، نحن أثنان نمتلك دولابين للملابس ومثلها للأوني .. وستة كراسي للجلوس ونحن أثنان ، وستائر تغطي الجدران .. ودينق وأوهاج وآدم - لا زالوا عرايا أليس هذا من دواعي الإحساس بالفوضى والعنف الممزوج بالحنق!!
إنتابتني عندها الرغبة في النوم .. إستلقيت على السرير سمعت حركة .. إختلست النظر .. فإذا بفأر يأكل فُتات الطعام ، لم أكترث للأمر ، إنه مجرد فأر !!.
بعد مُضي يومين إذ الفأر يجتر معه جيش من الفئران .. إستشطت غضباَ أحضرت قطاَ أبيضاَ ليطرد الفئران الرمادية .. أعطيته كوباَ من اللبن .. إحتساه بسرعة .. خرجت من الغرفة، وعندما عُدت وجدت القط والفأر في جلسة أُنس .. الفأر يرمي فُتات الطعام والقط يلتقطه ويهز زيله مرحاَ .... شعرت بالغضب .. صرخت صرخة قوية .. دخل الفأر الجُحر .. ونظر القط إليً ..
- إذهب أيها القط فمن لا يملك قوته .. لا يملك قراره .. تعالى موائه كأنه يقول : (لا صوت يعلو فوق صوت المصالح المشتركة).
عند المساء رأيت الضب يطارد مجموعة من الحشرات الصغيرة .. ليت الضب إتخذ موقف الأسد عندما استفزه الخنزير لينازله فاجأبه الأسد : لا أود منازلتك !! رد الخنزير : لو سمعت السباع ذلك .. لقالت إنك جبان !
إبتسم الأسد ببرود : أفضل أن أكون جبان .. على أن ألطخ يداي بدمك ... ولكن الضب لو فعل ذلك لمات جوعاَ ..
ما يثير دهشتي علاقة الذبابة بالعنكبوت .. فعندما تقترب الزبابة من العنكبوت فينشر هذا الأخير نسيج المودة .. فتشعر بشئ من الدفء وتكون تلك آخر لحظة دفء في حياتها .. فيجتر العنكبوت صديقته اللدودة .. وحبيبته العدوة قربان وده لزوجته .. ولكن نيران الغيرة تطفئ سراج المودة!
إجترت ذاكرتي كل تلك المشاهد المضحكة المبكية .. أُنس القط والفأر في زمن يتلاشى فيه الإخاء بين الأشقاء .. الذبابة والعنكبوت ومن العشق ماقتل .. وآفة الحب الشك!
الضب والحشرات وجودي وسط المتناقضات .. ضحكت من كل شئ حتى من وجودي! ضحكت بصوت إهتزت له الغرفة .. إعتقدت أنني أضحك منها !! .. سمعت صريراَ في صدر الغرفة .. إنفتح جرح عميق .. شعرت معه بشئ من العطف والشفقة .. لكن إحساس آخر هو الذي دفعني نحو الشرخ وجعلني أضع يدي وأربت عليه .. وقفت عند الوسط : العنكبوت حمل نسيجه لتضميد الجرح ، تلا الضب بعض التعاويذ التي لم أفهم منها شئ وتفل على الجرح .. حملت الفئران الحجارة ، أتى القط الذي يحمل قواه على حنجرته .. ليعزف السلام الجمهوري لسلامة الغرفة .. عزف الذباب والحشرات أشودة قديمة .. لسعتني الحشرات وحقنت بدمي الغرفة .. دمي على صدر الغرفة .. والغرفة على صدري ! إحتسيت كوباَ من الشاي وآخر من القهوة .. طرب الجميع سواي !
غبت من الغرفة زماناَ لا أدري إن طال أو قصر وعندما عُدت لم أجد الفئران فقدإختفت عندما لم تجد فتات الطعام ... أدركت الذبابة خداع العنكبوت لها فصارت أكثر حرصاَ !!
أخفى الغبار ملامح الغرفة .. شعرت بالإختناق .. فتحت النوافذ ، سحبت الستار شخصت ببصري نحو السماء – إذا لم يكن ما تريد فرد ما يكون - !! لا زلت أسكن غرفة صغيرة .. ملأها السكون وقد سكنتني مؤخراَ ..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الشرخ ... !!! | وصال عالم | 10-02-07, 11:35 AM |
Re: الشرخ ... !!! | هاشم أحمد خلف الله | 10-02-07, 12:21 PM |
Re: الشرخ ... !!! | وصال عالم | 10-02-07, 12:37 PM |
Re: الشرخ ... !!! | عادل جبارة | 10-02-07, 01:21 PM |
Re: الشرخ ... !!! | وصال عالم | 10-03-07, 08:41 AM |
Re: الشرخ ... !!! | bushra suleiman | 10-02-07, 01:58 PM |
Re: الشرخ ... !!! | وصال عالم | 10-03-07, 08:50 AM |
Re: الشرخ ... !!! | د.محمد حسن | 10-03-07, 09:08 AM |
Re: الشرخ ... !!! | وصال عالم | 10-03-07, 11:20 AM |
Re: الشرخ ... !!! | مجدي عبدالرحيم فضل | 10-03-07, 11:59 AM |
Re: الشرخ ... !!! | وصال عالم | 10-03-07, 12:30 PM |
|
|
|