|
السفنجة..قصة قصيرة
|
لن أنسي أبدا وأنا في السادسة من عمري اليوم الذي تشاجرت فيه مع صديقي صالح حيث كانت تلك هي المعركة الأولي بيننا.. وأيضا الأخيرة,فلم يعد صديقي بعدها.. والسبب سفنجة!. لم أكن أدر وقتها أنني كنت محقا في تلك المعركة, والتي حطمت فيها ثلاثة أسنان لصالح. كنا نلعب في كل يوم بطرف الشارع بهدوء و دون أي عراك,فكلا منا يعتبر الآخر بمثابة أخ له. لكن يومها -وأثناء اللعب فوق كوم من الرمل بجوار باب منزل أسرة صالح- فاجأني بالسؤال: إنت ليه ما عندك سفنجة زي بتاعتي؟ و لم أدر أبدا وقتها لماذا كانت إجابتي عبارة عن لكمة مباغتة وجهتها بقوة ناحية فمه , فوقع علي الأرض باكيا , بينما أنفجر شلال من الدماء من بين شفتيه في نفس اللحظة. ساعتها.. ركضت إلي المنزل بأقصي سرعة أملكها , لكني كنت أعلم أنني مهما ركضت ومهما أسرعت فإن هذا اليوم لن يمر أبدا علي خير, وحتي ولو وصلت منزلنا وأختبأت داخل برج الحمام كالعادة , فسيخرجني أبي , وسأنال عقابا صارما هذه المرة, ورغم سني الصغيرة , فقد كنت مستوعبا الأمر جيدا, واعلم أنه تخطي الحد , وبه دماء , وربما مستشفي ..وربما أيضا بوليس! المهم وصلت..وكان المنزل خاليا تقريبا فيما عدا أمي التي كانت تجلس أمام غرفتنا الوحيدة . كانت لحظتها تخيط في ( لباس) ممزق كانت قد وعدتني بإصلاحه.. لكنني تخطيتهابسرعة.. وتسلقت الحائط ناحية سقف (الراكوبة) الملاصقة للغرفة , ثم قفزة إلي سقف الغرفة..فناحية برج الحمام, ولم أشعر بها وهي تراقب كل تحركاتي المريبة تلك. قضيت ساعة كاملة بداخل البرج وأنا أستنشق رائحة فضلات الحمام التي لم تكن مزعجة, وصوت فرخ حديث الولادة لم نكن نعلم بميلاده , ثم فجأة بدأت أسمع هرج ومرج خارج منزلنا معلنا قدوم (سعدية) والدة صالح ,ثم أعقبه طرق عنيف بالباب ولحظتها حبست أنفاسي أكثر.
مرت لحظات عصيبة جدا و أنا أسمع صوت بابنا وهو يفتح بموسيقاه المألوفة , ثم أعقبه زعيق (سعدية) , بينما همسات لا أكاد أميزها من الوالدة.. إستمر الأمر لأكثر من ربع ساعة,بعدها أغلقت أمي الباب ومرت دقائق قبل أن تناديني بغضب :أنزل نزلت روحك..أنزل.. لم أستجب لنداءتها وتهديداتهاوهي تأخذ منحي أكثر خطورة: أنزل أحسن ليك.. قبل ما أنادي أولاد الحلة ينزلوك..أنزل..نزلت روحك.. لم أستجب فأنا متأكد أنها لا تعني أبدا ما تقول..وظللت بداخل البرج كل اليوم .. أخذني النعاس فغرقت في النوم بداخل البرج حتي جاء والدي من العمل. إستيقظت علي صوت أجنحة الحمام وهي تصطدم ببعضها البعض بعد دخول والدي لإخراجي. كنت مسالما جدا معه, لأنني لم أكن أيضا أعلم 1لك السبب الذي دعاني إلي لكم (صالح).. وبعد هبوطنا أرضا: أمسكني والدي من يدي بقسوة وهو يسألني :العملتو ده شنوالليلة.. ليه تكسر سنون صاحبك؟ كلمني الحصل شنو؟ أجبته وأنا أبكي: هو ليه يقول لي إنت ما عندك سفنجة..وحفيان ليه؟ لحظتها فلتت يد أبي التي كانت تؤلمني و سبب بكائي.. ثم قال لي: خلاص أمشي نوم جوه..وإنت ما غلطان .لكن تاني ما تضرب زول في وشو.. ولا تعوقوا..كويس؟ أجبته: كويس..لكن لو زول قال لي كده ما بخليهو. دخلت إلي (الراكوبة) وكنت أتوقع أمي حـ(تجضمني) لكنها كانت واقفة جوار المدخل وقد إستمعت إلي كل ما دار بيننا فقالت لي بهدوء: تعال أكل وبعدها أمشي نوم ..وأبوك حيجيب ليك سفنجة الليلة. ثم إتجهت هي ناحية أبي وبدأ حديثا هامسا بينهماأظنه بخصوص شراء السفنجة.
خالد الطيب
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
السفنجة..قصة قصيرة | خالد الطيب أحمد | 09-29-07, 07:02 AM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | خالد الطيب أحمد | 09-29-07, 07:50 AM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | خالد الطيب أحمد | 09-29-07, 08:08 AM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | Mustafa Mahmoud | 09-29-07, 08:17 AM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | خالد الطيب أحمد | 09-29-07, 09:01 AM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | اشرف السر | 09-29-07, 09:10 AM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | خالد الطيب أحمد | 09-29-07, 10:07 AM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | خالد الطيب أحمد | 09-29-07, 02:39 PM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | خالد الطيب أحمد | 10-01-07, 11:45 AM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | فيصل عباس | 10-01-07, 10:58 PM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | خالد الطيب أحمد | 10-02-07, 10:03 AM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | Sadig Sati | 10-02-07, 07:05 AM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | خالد الطيب أحمد | 10-02-07, 12:06 PM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | اشرف السر | 10-02-07, 07:50 AM |
Re: السفنجة..قصة قصيرة | خالد الطيب أحمد | 10-02-07, 02:59 PM |
|
|
|