|
اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع
|
اسايلى، لوترابى ، مزارعى رحلة التطبيع
تاج السر الملك
تعبر جماهير الأسايلاب و اللوتراب و المزارعيون فى رحلتها المضنية نحو بحور حنان القرين و الجواز ، او فى أسوأ الفروض ظلمات الترحيل ، أهوالا ذكرنا منها زواج القرين فى مكان سابق ، وورق ( فلوريدا) المضروب و غير ذلك من مكائد أهل العالم الثالث التى لا ولن تأت الى نهاية قريبة طالما ظل عرق ينبض فى بنغلاديشى اصيل ، و فاتنا ان نذكر حقبة ( البرلمة) لما لها من أهمية فى تشكيل المهاجر فى بحثه عن التطبيع و الأنصهار طمعا فى فضائل التعولم و حلمها المبذول . و فترة ( البرلمة) و الحق يقال فترة تتصف بالعذرية و الشاعرية، لا يزال بعضنا يذكرها بالخير مثلها مثل واحة فيحاء فى هجير زعيق العيال و أم العيال ( مالنا و مال الشقاوة دى..بى تى ايه ميتينق..و لحمة حلال من بقالة عزو ، جزم و شنط و ستة تذاكر سفرمن وكالة البحر الأحمر و فصول كاراتيه ..الوان موية و الوان زلط ..ما كنا مبسوطين ديليفرى و استك اب).. و ( البرلمة) فى امريكا فرصة لقشرة القاشرين ، لا يتوانى عن انتهازها الا أحمق ، و لا يتابى عن اظهارها السابقون فى الأيمان ، الذين لمست اقدامهم تراب الأراضى الجديدة بدا بسفينة ( الماى فلاور) و انتهاء بالأثيوبية!! و البرالمة انواع ، عددنا منهم ، الماحى ، و الزاحى ، والصاحى و يقال له التفتيحة . اما الماحى فهو القادم راسا دون المرور على العاصمة المثلثة حتى ، بقجة و كرفة وزوادة و كتاب الحصن الحصين ، فهو لا فرق عنده بين خميس مشيط و دونالد ترمب الا باللغة ، و هؤلا تسرى فيهم القشرة سريان النار فى الهشيم، أما الزاحى ، فهو برلوم عنيد صبور ، بدأ زحفه باكرا ، و تحرك مثل قطعة الشطرنج فى مناح و بقاع لا رابط بينها لا دنيا و لا آخرة ، قد تشمل مالطا و جزر القمر ، و ارض الكنانة ، و جنوب لبنان الصامد، و سهل البقاع و طولكرم و الجبل الاسود ، و قد يتزوج و قد ينجب و قد يتحدث احدى عشر من اللغات ، و لكنه بصبر يوليسيسى يصل الى ( فلات بوش) سالما غانما ، و هؤلاء يصعب اجراء القشرة عليهم الا من لدن راسخ ، فهموا قد تلقوا غير قليل من فقه العولمة و قدرة جبارة على ( الغلاط) و المغالطة حتى الصباح و نشوة و عناق ..و من عباراتهم ( لا فى السويد ما بعملو كده…)…( انجليزى الأمريكان ده انجليزى..الأنجليزى فى انجلترا…) . أما البرلوم الصاحى ،فهو برلوم فى شكل مقلب ..فهو طالب علم تخرج فى مدينة نائية ، و ظهر بجدته الخادعة و كانما هبط بالطائرة لتوه ، اقشر عليه ، يلقنك درسا فى ( السيستم) يخلع مفصلات عقلك من جذورها ، و هذا النوع يستمتع ايما متعة ( بالتهبيل) و من عباراتهم الشهيرة، بعد ادعاء حسن الأستماع ( انتوا الكلام ده بتجيبوهو من وين…دام أت)..فلا تملك غير ان تمسك بتلابيب قشرتك فى اضابيرها اسيفا كسيرا. و مع ذلك فان البرالمة بأختلاف اصولهم يشتركون فى نقطة اساسية وهى حال الأندهاش المزمن بأختلاف درجاته ، فكلهم يصرون على رواية احداث مرت بهم ، مثل زيارة الطبيب و غير ذلك بكثير من الأمتنان و العجب ، و قد ذهبنا لعيادة احدهم فى المستشفى عقب حادث مرورى مريع نجا فيه بأعجوبة ، كان فى حال يرثى له ، ساق مرفوعة فى الهواء و كمامات للتنفس ، ما أن رآنا حتى انفجر يلهث بسرد الواقعة مركزا على النقاط التى احس فيها بأنسانيته اول مرة فى حياته ( يا خى ديل قفلوا البلت واى )..( شالونى بالطيارة..اقوليك طيارة يا رجل )..تهدج حتى خفنا عليه من الكوما، و قد يفهم ذلك قياسا على تجربتنا كبشر فى بلادنا البعيدة و التى نتساوى فيها بعض احايين و احذية الأنقلابيين…. ( من اين جاء هؤلاء)..بالجد؟؟ عقب فترة البرلمة يجوز لك حيازة شهادة ( الفنكهة) ، و أذكر اننى حال ان حصلت عليها ، طفقت فى تصيد البرالمة انى حلوا ، ما سمعت بقادم جديد الا و شددت الرحال الى مقره و بدات فى ممارسة انتقامى المعضد بغيظ ظللت أحمله منذ رحلة الى الدوحة فى اواخر الثمانينات ، قمت بها لقضاء شأن مهم ، فكنت هدفا طيبا لأحد منتسبى الشرطة ليمارس قشرة عمره على ، حيث ظل يقدل امامى و امام غباشتى وارد السودان لنج ، بهاتف ظل يرغى فيه مع شخص فى الطرف الآخر او وهم من عبقرى حصافته ، يذرع الصالة ذهابا و ايابا و من ثم يحدجنى بنظرات ذات مغزى من حين لآخر ، و حينما فاض به الكيل ، ابتدرنى بما يشبه السخط ( يا خى انت ما ملاحظ حاجة فى التلفون ده ؟؟) و يا ليتنى ما اجبته بالنفى ..حتى صاح فى وجهى ( بتبالغ ياخى ..انت ما ملاحظ انو ما عندو سلك؟؟؟) و اسقط فى يدى..تلك سنى ( الكورد ليس ) يا عمرو ، و ها نحن فى عهد ( الآى فون) ، لكم تمنيت ان التقى به الآن ، ذلكم الأومباشى فأحرض عليه اخونا ( عباس) ليلقنه درسا فى ( الآى فون) لن ينساه ابدا !!! و قد احتملت فى فترة برلمتى الزاهية (لا فواتير و لا تراتير و لا هموم الأنشورانس تاكل و تشرب عليك يا ابو ايدن ملانة..طالع فى عربية و نازل من عربية الى ان تصلك فاتورة النبيشة من حيث لا تحتسب) ، ثم ان يشرق عليك ضحى يوم و انت فى دكان اليمانى تنبح بملء فيك…نكست… !! أقول..قضيت فترة برلمتى فى صحبة اولاد سنار بمدينة نيويورك ، كانوا و الحق يقال ، كرماء و طيبون ، لم تتعد قشرتهم حدود التباهى المستبطن بقيادة السيارة فى طرقات نيويورك ، و قد بدت لى كل الهكرات فى ذلك الزمان سيارات ( فانسى) برغم دخنتها ..عبروا بى جسر بروكلين ..جون ترافولتا مر من هنا..و فرحت بالأستيريو الذى يقتلع من ( الداش بورد) حرصا عليه من السرقة ، و طربت لكلمات مغرقات فى الأندماج و الذوبان الأجتماعى مثل قولهم بملء الفم و الرئة ( وازاب ..مان) . كان أبراهيم مغرم بذلك..وازاب دوود.. يكثر من الأكسنت كلما مررنا بأمريكى حتى و لو كان متشردا ، ثم ان عمر يسرع الخطو الى الأمام كلما اقتربنا من محل تجارى ..تحس يفيض من الراحة يعلو وجهه كلما انفتح باب بعزم الأوتوماتيك ، فلا تملك الا ان تبادله حبا بحب من على البعد ، و ان اكرمك الزمان ، شهدت عمرا يخرج بطاقة البنك امامك يغرزها فى فم الة صماء تقبع بسكون فى الظلام تئز و تقذف اوراقا مالية حلالا ، زلالا ..اما على فهو مولع بالهمهمة الخافتة مصاحبا للأغنيات ، وكلهن ( ذاتس ذى واى آى لايك ات) حتى و ان لم يكن كذلك!!!! و تدرجت فى برلمتى و كانت بكل المقاييس افضل من غيرها ، فقد سمعنا بشهاب ، حين تآمر عليه ( السناير) ، يبعثونه الى ( السفن الفن) ، لشراء القهوة و السجائر ، فى دورة تدريبية و يوصونه بابراز جواز سفره حين الدفع ، فسقط فك عامل المحل دهشة و هو يشهد البرلوم يقدم النقود و الجواز ( صفحة الفيزا) اليه بثقة و ثبات . و قد تبلى جلال الملعون على احد البرالمة حينما اكد له بأن البيض ينعدم فى السوق خلال عطلة نهاية الاسبوع ، لأن الأمريكان غالبا ما يأخذون الدجاج فى نزهة ( بيكنيك) كل نهاية اسبوع ، فصدق البرلوم و صبر على اشتهائه صائما الى يوم الأثنين !! و قد بلغت رغبة القشران فى البعض مناسيبا تعدت حدود المعقول ، فقد شهدنا من يأت الى الحفلات العامة معتمرا قبعة الكاوبوى و البوت و منطلون الجلد اللامع مثيرا لعجب الكاوبويات انفسهم ( كاوبوى من انطاكية ده ياربى؟؟) ، هذا عدا الذين اختلطت عليهم تهجئة امريكا و جامايكا فجاؤا ( راستا ستايل) ، و قالوا …وازاب..فقلنا ..آمين ! و تعددت اصناف القشرة ، فتضمنت ( جيراننا بيض) و ( شغال فى مجالو) و باخد ( ثرى فيقرز) و ما الى ذلك و غير ذلك. غير اننى و للأمانة ( الكاتلانى) ، مررت بلحظات تمنيت فيها لبعض البرالمة ان يحظوا ب( أعد) ، و مزيدا من الزمن الأضافى علهم يتعلمون شيئا افضل من عبارات ( ذيس شيك هاف نو رصيد) ، او قولهم فى وصف وجع الرأس ( عندى هيديد) ، و عوضا عن ( متروبوليتان) ، قولهم الفاحش ( متروبوليتيشان) . أما أعظم أقاصيص البرالمة التى يتداولها المغرضون ، فهى قصة البرلوم الذى جاء ( دغرى ) من المطار فى السيارة بصحبة مستقبليه ، فما ان وقعت عيناه على اول ( سفن الفن) ، حتى صاح مهللا ( يا جماعة ما تغشونا السفن الفن ده ، نمشى نسلم على حاتم) !!!!
تاج السر الملك
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Tagelsir Elmelik | 09-29-07, 04:14 AM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Shayma | 09-29-07, 10:26 AM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Tagelsir Elmelik | 09-29-07, 03:08 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Tagelsir Elmelik | 09-29-07, 08:17 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Tagelsir Elmelik | 09-30-07, 12:54 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Tagelsir Elmelik | 09-30-07, 07:08 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Osman Musa | 09-30-07, 09:09 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Tagelsir Elmelik | 10-01-07, 09:50 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Shayma | 10-02-07, 09:39 AM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Osman Musa | 10-02-07, 06:55 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | هند محمد | 10-02-07, 08:57 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Tagelsir Elmelik | 10-03-07, 02:19 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Tagelsir Elmelik | 10-04-07, 02:17 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | yasir Abdelgadir | 10-04-07, 10:07 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Tagelsir Elmelik | 10-05-07, 07:34 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | ابراهيم عدلان | 10-05-07, 10:44 PM |
Re: اسايلى، لوترابى ، مزارعى.....رحلة التطبيع | Tagelsir Elmelik | 10-06-07, 05:10 AM |
|
|
|