|
|
 أوضاع البعثات الدبلوماسية السودانية – قضية طالب سوداني بالسويد أنموذجاً!
|
من خلال هذا البوست نحاول إلقاء حجر نحرك به أحد البرك الآسنة لمؤسسات الدولة، والتي لم تنل الإهتمام الكافي من المتابعين ربما بسبب البعد الجغرافي عن الأوساط الناشطة في داخل السودان، وزهد المواطنيين السودانيين في المهجر وربما سلبيتهم أو حتى يأسهم من حدوث تغيير إيجابي.
إنها البعثات الدبلوماسية السودانية في مختلف أرجاء العالم. والتي تفيض بأشكال من التشوهات يأتي الخطاب المفتوح التالي كنموذج يعكس ما يمكن أن يصطدم به أي مواطن سوداني يضطر للتعامل مع بعثة بلاده الدبلوماسية. (ولكل قاعدة شواذ).
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: أوضاع البعثات الدبلوماسية السودانية – قضية طالب سوداني بالسويد أنموذجاً! (Re: Medhat Osman)
|
24 سبتمبر 2007
سعادة السفير/ موسس موجوك - الموقر-
سفير السودان بمملكة السويد
تحية طيبة..،
هذا هو خطابي الثاني لسعادتكم والذي يفصله أسبوع عن سابقه وأسبوعين عن تأريخ تعبئتي لاستمارة طلب تجديد جواز سفري، والذي لم يدر بخلدي عندها أن الأمر سيتطلب ساعتين ناهيك عن أسبوعين اصطدمت خلالهما بمجموعة من المواقف كشفت لي بجلاء حجم الخلل الإداري الذي تعاني منه السفارة والتي تحتلون رأس التشكيل الدبلوماسي الذي يشرف عليها. آملاً أن يسمح وقتكم بالتأمل في جملة الحقائق والمواقف الواردة في خطابي هذا و التي قادتني إلى ذلك الحكم الذي قد أكون مخطئاً فيه.
كنت قد أرسلت لسعادتكم خطاباً فصلت فيه الأسباب الأكاديمية التي تسند طلبي بتجديد جوازي أسوة بالعديد من الحالات المشابهة والتي أعرف بعضها معرفة لصيقة بالرغم من أن تلك الخطوة في حد ذاتها كان يمكن الإستغناء عنها إذا وضعت الأمور في حجمها الطبيعي منذ البداية خاصة أننا نتحدث عن مجرد تجديد لجواز سفر. لكن الرغبة الجامحة في تعقيد الأمور و التي ألفناها من قديم لدى موظف الدولة السوداني تحول دون انسياب الأمور دون عقبات مصطنعة، والتي يعلن البعض من خلالها عن سلطته المطلقة في ما تحت يده من حوائج الناس و يجتهد ما استطاع في اثبات ان الأمور لن تسير بسهولة ما لم يرد هو عكس ذلك. وقد كان ذلك وراء كتابتي للخطاب المذكور أعلاه معززاً بما يثبت كلامي من مستندات صادرة عن الجامعة التي أدرس بها دون أن أحظى برد سواءً بالسلب أو الإيجاب على ما طلبت في وقت يمر فيه كل يوم خصماً على الفترة المحددة لإعداد أطروحتي.
بلغ الأمر ذروته بالنسبة لي حين قدمت لمقر السفارة لمعرفة تعليقكم ومصير جوازي. وعلى منضدة الإستقبال بالسفارة جلس شاب بملامح شرق آسيوية رد علي بانجليزية واضحة حين طلبت إليه مقابلتكم لمعرفة ماتقرر بخصوص جواز سفري بأن أنتظر حتى يتصل بسعادتكم. (لاحقاً علمت أن هذا الشخص الجالس على منصة الإستقبال هو السائق الشخصي لسعادتكم) وقد تملكتني الدهشة حين نقل إلي إفادتكم بأن السفير ليس هو المعني بتجديد جوازات السفر!!وطلب مني الإنتظار حتى يتمكن الموظف المسئول من الرد علي وهو ماأشعرني بأنني أعود للمربع الأول من جديد. دقائق مرت وأنا بالإنتظار في استقبال السفارة قبل أن يتلقى ذلك الشاب (موظف الإستقبال/سائق السفير) مكالمة هاتفية غادر على إثرها مقر السفارة ليحل مكانه شخص آخر ذو سحنة عربية و لهجة عراقية بادر مستفسراً عن سبب تواجدي ليضطرني لإعادة شرح وضعي. عندها طلب مني ترك رقم هاتفي ليتم الإتصال بي لاحقاً حين يقرر السفير بشأن جوازي. حينها رددت بسرعة أنني صرفت النظر عن الأمر جملة وتفصيلاً و أرغب في استرداد جوازي كما هو بعد أن طفح الكيل. وبالفعل غادر الإستقبال إلى داخل السفارة ليعود قائلاً أن السفير في اجتماع ولا يستطيع أحد إحضار جوازي الآن وأن الممكن فقط هو تركي لرقم هانفي وسيقوم هو شخصياً بمتابعة موضوعي!! فأخبرته أنني أحمل جواز سفر آخر يخص أحد الزملاء يحتاج أيضاً للتجديد، فقام باستلام الجواز و طلب مبلغ 100 كرونة كرسم دون إعطائي ما يفيد استلام الجواز أو المبلغ. المضحك المبكي أن ذلك الشخص اتضح أنه يعمل كسائق آخر بالسفارة!!
اتصلت بأحد العاملين بمقر إقامتكم والذي كثيراً ما يطنب بذكر ما تتصفون به - حسب رأيه - من تواضع و قرب من أبناء الجالية وبابكم المفتوح لسماع مشاكل الناس. ولعل ذلك ما شجعني أن أسعى لترتيب اللقاء بكم بمقر إقامتكم بعد فشلي في ذلك بالسفارة. وقد اتصل بي ذلك الأخ مشكوراً في اليوم التالي ناقلاً عدم رغبتكم في مثل هذا اللقاء وهو أمر لكم فيه كامل الحق. كما لي كامل الحق في التمتع بجواز سفر ساري المفعول لفترة عامين خلال عشرة أعوام هي عمر الجواز. وهو حق أتمنى أن تكون على ثقة تامة بأنني لن أتنازل عنه قيد أنملة بلا سبب مقنع يستند على أسس متينة ليس من بينها هوى شخصي أو إعمال لمبدأ "الخيار و الفقوس" الواسع الإنتشار و الحاضر بقوة في قرارات كثير من موظفي الدولة والتي لا أعتقد أن البعثات الدبلوماسية تشكل استثناءً فيه.
هذا على المستوى الشخصي والذي لا ينفصل عن المستوى العام الذي تبرز فيه مجموعة من الأسئلة المبررة على ضوء ما مررت به خلال الأسبوعين المنصرمين والتي من بينها:
بأي حق يتعاقب سائقي السفارة على منصة استقبال السفارة - مع كامل احترامي لعملهم في مكان أدائه - ليسألوا عن تفاصيل تتعلق بالمواطنين ويتسلموا - دون إيصالات - مستنداتهم ويطلعوا على ماينبغي أن تكفل له الحماية من معلومات شخصية ؟
ماالداعي لأن يضطر المواطن عامة والطالب خاصة وهو لم يطلب سوى حق من أبسط الحقوق يستغرق البت فيه سلباً أو إيجاباً لساعات محدودة على أقصى تقدير لتبديد أسابيع، والتدرج في مخاطبة موظف ثم من يليه حتى قمة التمثيل الدبلوماسي، في حالة تتلبس بما يشبه الإستجداء و الشعور بتفاهة القيمة؟
لماذا يحبس المسئول نفسه في برج عاجي و يعزل نفسه عمن يفترض أنه قد تقلد منصبه لخدمتهم كجزء أصيل من مهامه، خاصة عندما يكون الحديث عن سفير للسودان في دولة يحسب تعداد الجالية السودانية فيها بالعشرات فحسب يشكل الطلاب نسبة مقدرة منهم من الذين أتوا للتزود بما يعينهم على المشاركة الفاعلة في بناء وطن منهك؟
هل علينا أن نقتل دائماً أحلامنا كسودانيين في مهدها، ونحن قد حسبنا هذه المرة أن تولي كوادر الحركة الشعبية لمواقعهم في أجهزة الدولة مع زخم إعلامها الذي يعد برفع المظالم ونصرة المستضعفين والمهمشين سيساهم بمشيئة الله في تعديل كثير من الصور النمطية القبيحة التي تسوّد وجه كثير من أوجه حياة المواطن السوداني حين ترتبط بالدولة؟ أم أن أمراض السلطة قد غزتهم سريعاً فما عادت شعاراتهم سوى مادة للإستهلاك الإعلامي لا يسندها واقع أداء كوادرهم المتنفذة على أرض الواقع؟
كيف تتوقعون أن يكون شعور طالب دراسات عليا تمكن من قضاء عام في مثل هذه البلاد حاصلاً على منحة من حكومتها، يرفل في أرقى وأعرق ؤساتها الأكاديمية، وقد تعامل خلال تلك الفترة مع عشرات الجهات المختلفة ليجد كل حفاوة وتعامل راق، بل ليجد من يذكره بحقوقه إن غفل عنها أو جهلها. وحتى في حال عدم حصوله على مبتغاه يبادر المعنيون بتوضيح المعايير التي تقرر بها ذلك فيخرج قرير العين راضياً بالرغم من ذلك. ثم يصطدم بما يجعله يفيق من حلمه الجميل متعثراً بأول خطواته حين قرر القيام ببحثه في السودان عبر بوابة السفارة السودانية. ليطوف بخلده السيناريو المنتظر بعد كل خطوة تالية عند كل صاحب قرار لا مفر من الوقوف ببابه؟
عليه يا سعادة السفيرأرجو إكمال اجراءات تجديد جواز سفري وإعادته ، (وفي حال عدم الموافقة على تجديده) مصحوباً برد معقول على خطابي السابق يوضح سبب حرماني من ذلك وهو في تقديري الحد الأدنى مما أستحق الحصول عليه كمواطن في مثل حالتي من سفارة بلادي بعد ما ورد أعلاه.
كاتبه/
حسام الدين محمد طالب الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أوضاع البعثات الدبلوماسية السودانية – قضية طالب سوداني بالسويد أنموذجاً! (Re: Medhat Osman)
|
الأكرم حيدر ..لك تحيتي
سؤالان يبرزان إلى السطح في كلتا الحادثتين هما: هل توجد قوانين ولوائح واضحة تنظم تجديد جواز أو غير ذلك من الإجراءات داخل السفارات؟ وهل توجد معايير محددة لتمييز من يحق له الاستفادة من تلك الخدمات من غيره؟
الإجابة البدهية هي: بالتأكيد.
إذن لماذا تظهر التناقضات من سفارة لأخرى؟ ولماذا يتفاوت المواطنون في تمتعهم بهذه الخدمات؟
ما الذي يستدعي أن يغادر المواطن سفارته والألم يغص في حلقه والغبن يعتصر قلبه لأنه على يقين بأنه حرم مما يعتبره جزءاً من حقوقه؟!!!
مثاله ما جاءت إشارتي إليه في ثنايا الخطاب حيث أنني لا أفهم التجديد لزميل يسري جوازه لعام بينما يحرم آخر لأن جوازه مازال يسري لثمانية أشهر!! ويجدد لثالث لمدة خمس سنوات بالتمام والكمال!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أوضاع البعثات الدبلوماسية السودانية – قضية طالب سوداني بالسويد أنموذجاً! (Re: Medhat Osman)
|
أحسب أن قضية الإحالة للصالح العام خلال العقد الماضي والتي ضرب طوفانها المؤسسات الدبلوماسية قد ساهمت في تجريد هذه المؤسسات من مجموعة من الكوادر المتميزة حالها حال أغلب إن لم نقل كل مؤسسات الدولة. وهذا انعكس على مستوى أدائها حتى فيما يتعلق بقضايا السودان الكبرى والتي يلعب العمل الدبلوماسي فيها دوراً مفصلياً. وماخسارة رئاسة السودان للإتحاد الإفريقي لمرتين متتاليتين منا ببعيد.
الأمر الملفت أن تلوى الحقائق بتحويل الضربات التي تتلقاها الدبلوماسية السودانية في المحافل الدولية إلى انتصارات مؤزرة كالحال مع قرارات الأمم المتحدة الأخيرة حول دارفور!!!
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Medhat Osman
حيدر حسن ميرغني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست