هاكم دليل تعذيب معتقلي ما يسمى بالمحاولة الإنقلابية الأخيرة: توجد صور بشعة

Quote: معتقلو التخريبية .......رسائل من خلف القضبان الخرطوم : مزدلفة محمد عثمان هزيلا وكسير الخاطر ظهر نائب رئيس الحزب الاتحادى على محمود حسنين فى الصور التى التقطت له قبل ايام داخل معتقله بسجن كوبر، لكن عينيه كانتا تحتفظان بذات ا لجسارة مع رغبة عارمة فى الثورة على كل ما حوله فالرجل المعتقل على ذمة المحاولة التخريبية التى كشفت عنها السلطات الأمنية قبل اشهر يكاد صوته يبح وهو ينفى صلته بالقضية، ثم يغرق بعدها فى موجة من الهواجس التى تأخذه يمنة ويسرة عن مصيره خلال الساعات والايام المقبلة وفى قرارة نفسه يدرك تماما ان القضية سياسية فى المقام الأول ، والا لما اخذت كل هذا الوقت لتعرض على محكمة محسوسة يتاح فيها للجميع حق الدفاع عن انفسهم ، والمخاوف من تطاول أمد الاحتجازتجاوزت المعتقلين الى اسرهم ، وبدت كريمات حسنين فى حالة من الحزن والجزع وهن يتخيلن اول أيام رمضان وعميد الأسرة يقبع وحيدا فى السجن بينما زوجته الموجودة مع ابنها فى لندن يساورها القلق والأسى للحد الذى يجعلها تكرر الإتصال والسؤال يوميا عن آخر التطورات ، وفى الجانب الاخر من السجن يقبع الثمانية عسكريين المشتبه بانهم المدبر الرئيس للمحاولة التخريبية ولايقل حالهم عن حسنين ومبارك الفاضل ،مع فارق ان الأحساس بعمق الازمة وحرج الموقف الذي وضعوا فيه غيرهم يتلبسهم من الرأس وحتى اخمص القدمين ، ووفقا ليوميات رئيس حزب الامة (الإصلاح ) مبارك الفاضل التي بدأ كتابتها منذ اول يوم فى اعتقاله الموافق للرابع عشر من يوليو ، فان الحلقة الأقوى التى استند عليها المحققون كانت اتصالات ولقاءات مباشرة بينه واللواء متقاعد محمد على حامد ابرز المتهمين بالتورط فى النشاط التخريبى طمعا في تمويل نشاط سياسى لتنظيم جديد تحت مسمى “اللواء الأبيض” ، ويشير مبارك فى يومياته التى سربت الاسبوع الماضى كيف انه اعتذر عن التعامل مع اللواء حامد متذرعا بان كل التنظيمات السياسية تواجه عثرات التمويل ، ويمضى ليقول بانه ذكر للمحققين احجامه عن الدخول فى اسئلة حول تفاصيل التنظيم المقترح ونصحه لنائبه عبد الجليل الباشا بالابتعاد عن اللواء متقاعد ويضيف فى مذكرته قائلا (احضرت أمام لجنة النائب العام وعقدت لي مواجهة مع اللواء محمد على حامد، ثم مواجهة ثانبة مع عبد الجليل الباشا تتطابقت فيها أقوالنا الثلاثة منفردة ومجتمعة، حيث أكدوا أنني اعتذرت عن الدعم وأنه لا علاقة لي بأي شيء آخر، وأكد عبد الجليل بأنني قد قمت بتحذيره من العلاقة مع العسكريين السابقين لأنهم محل شبهة في ظل التوتر السياسي بالبلاد) وبحسب ما يقول مبارك فانه ابلغ بعدها بواسطة محققين ان الادلة ضده ضعيفة بما يستوجب الافراج عنه الا ان ذلك لم يحدث . وفى المقابل ترى الاجهزة الحكومية ممثلة فى النائب العام محمد على المرضى ان الوقت لم يحن للحديث عن المرحلة التى وصلت اليها التحريات اما اللواء(م) محمد على حامد فلم يكن امامه خيار بعد مغادرة المعتقل فى قسم الامن الى حراسة الشرطة بسجن كوبر الا ان يأخذ ورقتين ويسطرهما بخط يده الى رئيس واعضاء لجنة التحقيق ليقول بان ما ورد على لسانه من اعترافات عن اشتراكات السياسيين والعسكريين غير صحيحة واخذت تحت ظروف نفسية وجسمانية قاهرة ، ويقول اللواء حامد فى المذكرة المؤرخة فى الثانى من سبتمبر الحالي وتحصلت عليها (الأحداث) مكتوبة بخط انيق ومنمق ، بانه آثر التأمين على ماورد فى تلك الأقوال تخفيفا عن البقية مما كان يلحقهم من صنوف تعذيب قاسية وينوه الى ان رئيس لجنة التحقيق رفض من قبل تدوين ذات الاعتراضات لذا فانه آثر كتابتها وارسالها عبر مدير السجن لتثبيت ما قيل فى وقت سابق بان النشاط الذى كانت تنهض به المجموعة تميز بالمشروعية سيما انه يتعلق بحقوق العسكريين المفصولين من الخدمة وكيفية اعادتها بالطرق السلمية ووفقا لما نصت عليه اتفاقية القاهرة ، ويورد اللواء فى مذكرته فاصلا مهما حين يبلغ رئيس لجنة التحقيق بان ماقيل عن استلامه شخصيا او نقيب شرطة متقاعد صلاح حسن عبد الرحمن الفحل مبالغ مالية من بعض السياسيين على رأسهم على محمود حسنين ليس صحيحا ويرى من غير المنطقى ان يتصدى بنفسه لقيادة تنظيم عسكرى لقلب نظام الحكم من واقع انه يعانى امراضا مزمنة وقضى زهاء الخمس سنوات بحثا عن العلاج فى الخارج ويتساءل قائلا “ كيف يمكن لرجل فى مثل هذه الحال ان يقود تيما عسكريا لقلب النظام “ ويستدرك بان جهاز الأمن على دراية تامة بكل تلك المعلومات ثم يختم اللواء حامد مذكرته بطلب للجنة التحقيق لتوقف كل اجراءاتها وتأمر بالافراج عن المعتقلين لانهم أبرياء ، ويردف (توصيتكم هذه تساعد فى تضميد الجراح وكذلك فى لم الشمل وتحقيق الوفاق الوطنى ). ويبدو ان الكتابة كانت سلوى المعتقلين الوحيدة ، وفى لحظة يأس من الوضع بكلياته ، وجد على محمود حسنين نفسه مضطرا للامساك بالقلم وتسطير رسالة الى رئيس الحزب محمد عثمان الميرغنى ، والخطوة ذاتها فى الظروف العادية كانت اقرب الى الاستحالة من واقع العلاقة المتأزمة بين الرجلين وتباعدهما فى المواقف السياسية لحد الخلاف المستمر لكن حسنين اختار ان يبدأ رسالته للميرغنى - حصلت (الأحداث) مسطرة بخط متعجل - المواساة فى فقد حرمه الشريفة مريم ، وكيف انه منع من تأدية واجب العزاء برغم صدور قرار بالموافقة من النيابة ، ثم يعرج مباشرة الى القول بان القضية التى يعتقل بموجبها ملفقة تماما وقامت على ادعاء اثنين من المتهمين بتلقيهما تبرعا منى بحوالى تسعة ملايين من الجنيهات وانهم تراجعوا عن ذات القول بخطاب رسمى الى رئيس لجنة التحقيق ، وتحمل كلمات على حسنين نبرة ذهول واستنكار لصمت قيادة الحزب وتحديدا الميرغنى عن اصدار بيان يندد بالاعتقال ويشير حسنين الى ان قادة احزاب الامة والمؤتمر الشعبى والبعث والحركة الشعبية سارعوا الى استنكار الاحتجاز بينما لم تحرك قيادة الإتحادى ساكنا باستثناء بيان امانة المحامين واخر من المتحدث باسم الحزب حاتم السر ويضيف قائلا (اذا كنت فعلا نائبا لرئيس الحزب فان بيان الإدانة ينبغى ان يصدرعن الجهة الاعلى وان يكون اول البيانات التى تعلن ) ويبدى حسنين آماله فى ان يكون الميرغنى اثار امر توقيفه مع نائب رئيس المؤتمر الوطنى نافع على نافع الذى التقاه معزيا بالمدينة المنورة قبل ايام ويستدرك ( الأمر كما علمت ليس بيد النيابة التى لم تجد بينة لتقديم القضية للمحاكم ، ولم توجه الينا حتى الان تهمة ) ويلفت حسنين انتباه رئيس الحزب الى ان المعتقلين جميعا يلقون اهتماما من كياناتهم على اعلى مستوى بينما لا تتحرك قيادة الحزب الاتحادى . وفى هذه النقطة تحديدا كان حسنين يعلم ان قبيلة الحوازمة ابتعثت وفدا التقى وزير العدل محمد على المرضى للسؤال عن مجريات القضية والاطمئنان على عدد من ابنائها المحتجزين على ذمة المحاولة وبحسب ما نقل المركز السودانى للخدمات الصحفية قبل يومين عن المرضى فانه طمأن الوافدين على صحة ابنائهم وانهم يلقون عناية جيدة لكنه تحفظ عن الخوض فيما وصلت اليه التحقيقات وقال بالحرف ان الوقت لم يحن بعد للخوض فيما انتهت اليه التحريات . اما حسنين فيختم رسالته المؤلفة من ثلاث ورقات بالقول انه اعتقل فى المرة الاولى تحت ذات التهمة واطلق سراحه لكن اعيد الاحتجاز للتعطيل ، ويضيف “تعودت على الاعتقالات واعتبرها جزءا من رصيدى النضالى لكني انظر الى التأريخ “ .