|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: A.Razek Althalib)
|
حسنا وقبل ان نمضى ارى ان نعود من العام 2000 الى الفترة التى اعقبت الانتفاضة لنرى ما كان يجرى فاقول ولعل فى ذلك اضاءات لبعض الذين حددوا طلبا بان نفتح حيزا لتلك الفترة قبل ان نقفز بالاحداث للالفية الجديدة جرت انتخابات 1986م في مناخ من التوتر في مناطق جبل مرة وكبكابية بعد أن بدأت هجرة الرعاة والبدو من مناطق الشمالية الفاصلة التي ضربها الجفاف والتصحر في أعوام 1983م –1984 م ، مما أدى لهجرة أعداد كبيرة من سكان الشمال الرعويين لمناطق جبل مرة الغنية بمواردها الطبيعية . ونتج عن ذلك نشوب حرب بين الرعاة العرب والمزارعين الفور في مناطق كبكابية ، وأدى ذلك لمصرع أكثر من مائة شخص من الطرفين . ونشب نزاع آخر بين الزغاوة الرعاة وقبائل الميما المزارعين والزغاوة الرعاة و الفور المزارعين . ونحج حزب الأمة في الاستحواذ على أغلب دوائر إقليم دارفور باستثناء دائرة جبل مرة التي فاز فيها الحزب الاتحادي الديمقراطي ، بينما فازت الجبهة الإسلامية بدائرة جغرافية ( عبد الجبار عبد الكريم ) ، وفشل الدكتور علي الحاج محمد في حجز مقعده النيابي . ومن المفارقات أن طبيب النساء والتوليد والأمين السياسي للجبهة الإسلامية القومية فاز عليه كادر طبي مساعد . وبعد وصول السيد الصادق المهدي للحكم في عام 1986 م عاشت منطقة الحدود الليبية التشادية اضطرابات شديدة جراء دخول أعداد كبيرة من قوات المعارضة التشادية لبعض مناطق شمال دارفور . وأخذت ليبيا تدخل بثقلها في المشكلة السودانية بدعمها لبعض عناصر المعارضة التشادية التي دعمت المعارض جكوني وداي لإسقاط حسين هبري ، وتحالفت قوى المعارضة التشادية بدعم ليبي لإسقاط النظام في أنجمينا . وتردد الصادق المهدي في اتخاذ قرار بشأن الوجود الليبي في الأراضي السودانية نظراً لعلاقة طرابلس بحزب الأمة حيث دفع السودان فاتورة ليبيا على الحزب الذي كان يتم إيوائه في الأراضي الليبية إبان حقبة المعارضة . واتخذ الصراع القبلي حول الموارد مع تصاعد أرقام سجلات بلاغات النهب المسلح في مراكز الشرطة التي بلغت في عام 1987م ألف وأربعمائة بلاغ منها تسعمائة بلاغ في مدينة شمال دارفور وحدها ، وتبعاً للتنافس الحزبي بين الأمة والاتحادي الديمقراطي اتخذ وزير الداخلية سيد أحمد الحسين موقفاً مسانداً لقبائل الفور لاعتبارات سياسية محضة ، بينما أخذ حزب الأمة يميل نحو القبائل العربية بدارفور . ونجم عن ذلك استقطاب حاد في أرض الواقع وانقسام في مجتمع دارفور، وتشكلت مليشيات في مناطق جبل مرة ووادي صالح لقبائل الفور في وجود مليشيات للقبائل العربية ، وبرزت لأول مرة مصطلحات المليشيات والجنجويد . وبضغوط كثيفة من قبل مثقفي الفور على نائب الجبهة الإسلامية القومية د. فاروق أحمد آدم والنائب عبد الجبار عبد الكريم لتحديد موقف حزب الجبهة الإسلامية من الصراع في دارفور ومطالبة بعض المثقفين بضرورة توفير السلاح استعداداً للمنازلة الشاملة بين مكونات دارفور أذعن النائبين لتلك الضغوط وكتبا مذكرة للأمين العام للجبهة الإسلامية القومية د. حسن الترابي يطالبان فيها الجبهة الإسلامية بتحديد موقفها مع الصراع القبلي في دارفور . ووجد النائبين مؤازرة من المهندس داؤود يحي بولاد . ورفضت الجبهة الإسلامية القومية الإذعان لضغوط النائبين فأعلنا في مؤتمر صحافي بالخرطوم عن انسلاخهما من الجبهة الإسلامية والانضمام للحزب الاتحادي الديمقراطي في حدث مثل في ظاهرة انتقال من حزب لآخر ، بينما كان العامل الإثني في الصراع بدارفور قد لعب دوراً كبيراً في هذا التحول المفاجئ . ولم تبد الجبهة الإسلامية القومية كثير اكتراث لهذا التطور . بيد أن نواب في حزب الأمة أصابهم تململ آخر وكتبوا مذكرة لرئيس الوزراء مطالبين بإعفاء د. عبد النبي علي أحمد من منصب حاكم الإقليم وترشيح الدكتور التجاني سيس لتولي منصب الحاكم في الإقليم ، وسعي د. التجاني سيس لتسوية الأوضاع عن طريق عقد مؤتمرات تصالحية في جبل مرة وزالنجي وانتهت بمؤتمر الفاشر الذي قبل أن تنفض جلساته وتصدر توصياته وصلت الإنقاذ للحكم في 30 يونيو 1989م ولم يصدر قرار باعتقال الحاكم د. التجاني سيس ومنح فرصة لإنهاء جلسات المؤتمر وصدور التوصيات وكانت تلك أول بادرة تصالحية للحكومة الجديدة مع القوي السياسية التي كانت تسيطر على مقالد الحكم بالبلاد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمد حامد جمعه)
|
خالص التحايا الجميع اننى متابع فقط امكانية المساهمة نسرق من الوقت حتى ناتيكم لكننى متابع..
عزيزى دنقس الى الان لم توضح شيئا بخصوص الموضوع غير نقلك للكلام الموجود اصلا انتظر تعليقك..
زول واحد المقال توجد عليه كمية نقاط توجد الاسئله ساتيك لاحقا لكن الى ذلك الحين (من هم الموقعون على تلك المذكره ووو الخ)
محمد اولا بخصوص ماذكرته اعاد لى جرحا احاول ان اُداريه ..
Quote: انا لم اجرم احد لكن وبلا تعيين ومحددات عن قبيلة او غيره ماذا تسمى قتل طالب فى كلية الطب بجامعة الفاشر لمجرد تصادف وجوده بمنزل قائد المنطقة العسكرية الغربية - صديق والده - فى يوم الهجوم على الفاشر يوم الجمعه (25/4/2003 ) حيث قتل ذلك الطالب بطريقة بشعة وهو مدنى واعزل بافراغ خزانة من الرصاص واردوه قتيلا وماذا تسمى هذا يا دنقس ماذا تسمى مهاجمة مخازن التجار واخذ ما فيها عنوة فى المالحة والميدوب ومليط والكومة ماذا تسمى اختطاف شحاحنات التجار الناقلة للمواد الغذائية بسائقيها وما تحمله ماذا تسمى دفع المواطنين لدفع اتاوات فى الطينة وكرنوى وطويلة وكورما وتابت واتلاف سوداتل وقطع كباكابية عن العالم الخارجى ماذا تسمى اختطاف وضرب الشرتاى ادم صبى وتقاضى مبالغ كبيرة مقابل الافراج عنه ماذا تسمى اختطاف الضابط الادارى مصطفى قسم السيد من محلية كتم واعدامه ماذا تسمى اغتيال الرائد شرطة محمود يحى محمود مدير جمارك الطينة وحدث ولا حرج عن العقيد شرطة الزين مصطفى الطيب مدير جمارك مليط |
ياااااااااااااه ركز على ماتحته خط هذا الشاب من اعز اصدقائى... عموما لاتوقيف لعجلة النقاش والموضوع...
محمد.. واصل وانا انتظرك بفارغ الصبر لاشياء اُخر .. من قلب نظامكم...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمد حامد جمعه)
|
الأخ/ محمد حامد جمعة.. التحايا.. دعني أخلافك الرأي هنا في مسألة بروز المصطلح ووصوله لأجهزة الإعلام السودانية.. قد يكون بإشتعال هذه الأزمة.....
Quote: وبرزت لأول مرة مصطلحات المليشيات والجنجويد |
فأول من أطلق مصطلح الجنجويد هو الرئيس التشادي تمبل البي...
ويعني المنفلت.. أو المارق.. أو الذي لا يحده قانون... بحسب لهجة قبائل الصارى.. التشادية.. المتداخلة.. وإنتشر هذا المصطلح... في تشاد... إبان حملة إنشاء الحزام الأفريقي لوقف المد الإسلامي إلى داخل أفريقيا... ومن خلال محاولة محاصرة الإسلام بمحاصرة القبائل العربية التي تدين به.. خاصة في مناطق الشمال التشادي... المسلم.. مثل أم التيمان.. وآتيا..
وتحديد تحركات هذه القبائل...
أما حديثاً.. فقد إستقله البعض...
والغرض هو جذب التعاطف... نتيجة لأحداث 11 ديسمبر.. وحالة الكره العامة للعرب بشكل عام...
نقطة نظام...
المصدر: ود الطالب... -----------
واصــل.....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: A.Razek Althalib)
|
طيب نمشى لقدام ونشوف ونحن لسه قبال 2000 والحصل فيها عندما وصلت الإنقاذ للسلطة في 30 يونيو 1989 م ، كانت دارفور تعيش أوضاعا أمنية متدهورة وحالة من الاستقطاب الإثني بين المجموعات العربية والأفريقية . وفي الأسبوع الأول لوصولها الحكم ، نجح المؤتمر الذي كان منعقداً في الفاشر الوصول لاتفاق بين القبائل العربية الرعوية والفور المزارعين ، ونصت قرارات المؤتمر التي تسلمها العميد الزبير محمد صالح ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة على قيام الدولة بواجبها نحو بسط الأمن ونشر قوات الشرطة في الإقليم وتوفير المياه للرعاة لتفادي النزاعات التي تنشب مع المزارعين من وقت لآخر ، وعاشت منطقة دارفور هدوءا نسبيا باستثناء حركة النهب المسلح في طريق ليبيا مليط الكفرة . ولأول مرة في تاريخ دارفور السياسي ضم تكوين مجلس قيادة الثورة أثنين من أبناء دارفور بينما خلت تشكيلات مجالس قيادة الثورة في الحكومات العسكرية مايو وعبود من وجود لأبناء دارفور في مجلس قيادتها وهي أعلى سلطة في البلاد حيث ضم تكوين مجلس قيادة الثورة العميد التجاني آدم الطاهر وهو من أبناء الزغاوة وينحدر من بيت عشائري كبير يتولى مقاليد الإدارة الأهلية فيه المك آدم طاهر وكذلك ضم تكوين مجلس قيادة الثورة المقدمد محمد الأمين خليفة من البرتي ، وكان رئيساً للجنة السلام التابعة لمجلس قيادة الثورة ، وتم تعيين الدكتور علي الحاج محمد وزيراً مسؤولاً عن الاستثمار ، وتعيين المهندس آدم الطاهر وزيراً بالإقليم الأوسط ، وترقية اللواء إبراهيم سليمان من مدير لفرع الإمداد بالقوات المسلحة لرتبة الفريق واسناد منصب نائب رئيس هيئة الأركان إمداد له . وهيئة الأركان في تنظيم القوات المسلحة السودانية هي السلطة التنفيذية الأولى التى تدير أمر القوات المسلحة . وعين اللواء أبو القاسم إبراهيم محمد حاكماً على إقليم دارفور . وبدأت الأطماع السياسية والتنافس بين قيادات التنظيم د. علي الحاج محمد وداؤود يحي بولاد الذي اعتبر أن وجوده خارج منظومة الوزراء بمثابة عدم اعتراف بدوره ، وأن من تسلموا القيادة السياسية من أبناء دارفور لا يمثلون ثقلاً قبلياً مثله ، وأن الدكتور علي الحاج آثر لنفسه موقعاً في الدولة ولم يبدِ حماساً لتعيين المهندس داؤود بولاد في منصب سياسي أو تنفيذي في الحكومة . وتقدم المهندس داؤود بولاد بطلب لسداد مبلغ (9) ملايين جنيه إدعى أنه قام بصرفها من أمواله الخاصة على النشاط السياسي العام ، ورفض طلب بولاد لعدم وجود مبرارات تؤكد مزاعمه ، وحدثت مناوشات ومواجهات بينه والدكتور علي الحاج خرج على أثرها بولاد من البلاد وإعلن انضمامه للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الدكتور جون قرنق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمد حامد جمعه)
|
كتب محمد جمعة:
Quote: ولا زال السؤال قائما من هم الذين وقعوا على المذكرة حتى لا تكون المسالة مجرد نجارة لمذكرة فقط |
قلت انك تعرف الكاتب فلماذا لا تتصل به وتطلب منه نسخة من المذكرة او بضع اسماء من الذين شاركوا في كتابةالمذكرة ثم تحصل على اكبر عدد من الاسماء وربما تستطيع ان تجري معهم حوارا لينشر في مطبوعات جهاز الامن
Quote: حسنا يا اخ ساكون معك منصفاو لمزيد من التوثيق والتجويد ممكن اسماء الموقعون لان هذه جزئية مهمة هذه اولا اما ثانيا فانا كما قلت مرار لم اقل ان ما ساسرده هو كل المسالة ورحبت بايما اضافة وان كانت هناك ماخذ على ما اوردته بالخطأ فارجو اثباتها اما غير ذلك فتلك مسالة اخرى |
يمكنني ان اعيد كتابة كلماتك اعلاه لتقرأ كالآتي: حسنا يا اخ محمد جمعة ساكون معك منصفاو لمزيد من التوثيق والتجويد ممكن اسماء الموتي في المعارك التي ذكرتها او اسماء قادة التحالفات التي تمت بين الزغاوة والمساليت ضد العرب والفور والمساليت ضد العرب، نريد ان نعرف اسماء الذين شاركوا وفاوضوا واماكن انعقاد تلك الجلسات وكم ثورا ذبح ونوع الطعام الذي طبخ واسماء الذين طهوا الطعام حتى تمت تلك التحالفات لان هذه جزئية مهمة هذه اولا وثانيا حتى لا تذهب بنا الظنون ونشك في انك تريد ان تترقى بهكذا معلومات غير موثقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: A.Razek Althalib)
|
زول وحيد : قبل الاتصال بالكاتب - الاخ خالد ابو احمد - اعتقد انه وطالما تحدث عن مذكرة ما فى شان كبير كهذا فان من ابدجيات كتابة الكتب وجود ملحق لهكذا اوراق مصورة او منقولة حرفيا بما فى ذلك اسماء الموقعين وتاريخ المذكرة وبلا هذا فان المسالة تبدو غير ملزمة ولكن لنقل خيرا ونقبل بها ونضيفها لمجمل مسار البوست .... OK
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمد حامد جمعه)
|
حسنا ونمضى الان تجاه مسالة المواثيق والمذكرات هذه واقول انها عرف حميد لكن ما ليس حميد فيها ان ينشر البعض مذكرات معممة ولكن لنمضى واقول نشرت وقدم فى فترة الانتفاضة ميثاق لابناء دارفور بالعاصمة القومية انشره هنا لانه يرتبط ارتباطا وثيقا بما بعده وارجو فقط التركيز على ما تحته خط
ميثاق أبناء دارفور بالعاصمة القومية لتوحيد الكلمة وبسط الأمن ودفع التنمية بالإقليم
مقدمة: نحن أبناء دارفور بالعاصمة القومية ومن مختلف مواقعنا العملية واتجاهاتنا السياسية وروابطنا الاجتماعية والخيرية واستشعاراً منا بما آلت إليه ظروف الأمن المتردية في الإقليم ، وبما تصدق به من أخبار داخلية وخارجية وبما تنوشه من فتن تزرع الدمار والهلاك في أرجائه المختلفة واضطلاعاً منا بمسؤوليتنا التاريخية أمام الله والوطن وأمام أهلنا بالإقليم بكل ذلك ها نحن أولاً نعلن تصميمنا والتزامنا بالتصدي لهذه المشاكل لإزالتها واجتثاث جذورها حتى ينعم أهلنا ومواطنينا بذلك الإقليم الحبيب بالعيش الآمن الكريم واستمساكاً منا بهذا الاتجاه نصدر هذا الميثاق.
والذي نتعهد به ونتواصى عليه ، ثم لندعوا كل أبناء دارفور بالإقليم وخارجها لتأييده والالتفاف حوله.
بنود الميثاق:
أولاً: نتعاهد (حقاً وصدقاً) أن نضع مصلحة إقليم دارفور فوق نزاعاتنا الشخصية ومصالحنا الحزبية .
ثانياً: نعلن رفضنا التام والجازم لكافة أنواع الصراع المسلح والنهب والسلب والتي تدور بالإقليم الآن .
ثالثاً: نطالب كل الأفراد والجماعات والقبائل الذين لهم دور في اضطراب الأمن في دارفور إيقاف ذلك الدور فوراً.
رابعاً: ننادي بحل الجماعات القبلية المسلحة والتعامل بحزم مع حملة السلاح غير المرخص.
خامساً: نشدد على الأخذ بالحزم والحسم مع كل مظاهر التخريب والقرصنة لاستئصال وجودها بالإقليم توا.
سادساً: ندعو إلى دعم الأجهزة الأمنية والإدارية والقضائية والخدمية ونستجعل بإغاثة المنكوبين والنازحين والمشردين بفعل الحرب. سابعاً: نطالب الجهات المعنية بمراجعة وإصدار الأوراق الثبوتية للمواطنين بالإقليم. ثامناً: تأبه الحكومة المركزية والفعاليات السياسية والاجتماعية إلى استشعار الخطر بالإقليم على حدوده الغربية ونناديهم ببذل كل الجهود وبشتى السبل لحماية الحدود من الانتهاكات المتكررة للجماعات المسلحة.
تاسعاً: نؤكد رفضنا التام لنقل أو انتقال أي من أنواع الصراع والقتال إلى الإقليم وعلى السلطة المسؤولة ان تتعامل مع هذه المسألة وبكل الحزم والقوة.
عاشراً: نبارك وندعم مساعي الصلح والسلام الجارية في الإقليم الآن على الصعيدين الرسمي والشعبي ونؤيد وبقوة مؤتمر الصلح الذي يعد له الآن ونهيب بأبناء السودان عامة ودارفور خاصة بالعمل والمساهمة في إنجاحه.
إحدى عشر: إننا ننظر إلى مشكلة الإقليم في مجملها مشكلة تخلف وحرمان وفقد ازداد الأمر سوءاً بحلول الكوارث الطبيعية في الأعوام الماضية مثل الجفاف والتصحر والمجاعة ، لذا نطالب بضرورة التنمية العاجلة المتوازنة للإقليم ليلحق بأقاليم السودان الأخرى.
تنويه:
وقع على الميثاق تجمع كبير من أبناء الإقليم بمنزل الدكتور علي حسن تاج الدين عضو مجلس رأس الدولة وبحضور الدكتور التجاني سيسي حاكم الإقليم والدكتور آدم محمد أحمد نائب الحاكم والسيد محمد عبد الله الدومة وعدد كبير من أعضاء الجمعية التأسيسية واتحاد عام الجمعيات والروابط الخيرية والقادة النقابيين وأساتذة الجامعات والمعاهد العليا والطلاب والمثقفين والموظفين والقيادات السياسية لأبناء الإقليم.
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمد حامد جمعه)
|
Quote: وقع على الميثاق تجمع كبير من أبناء الإقليم بمنزل الدكتور علي حسن تاج الدين عضو مجلس رأس الدولة وبحضور الدكتور التجاني سيسي حاكم الإقليم والدكتور آدم محمد أحمد نائب الحاكم والسيد محمد عبد الله الدومة وعدد كبير من أعضاء الجمعية التأسيسية واتحاد عام الجمعيات والروابط الخيرية والقادة النقابيين وأساتذة الجامعات والمعاهد العليا والطلاب والمثقفين والموظفين والقيادات السياسية لأبناء الإقليم. |
كغثاء السيل....
وبرغم ذلك ..
وقع الأسى......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: A.Razek Althalib)
|
زواج المتعه بين النظام الحاكم والتجمع العربى حافظ اسماعيل محمد
لندن/بريطانيا [email protected] العلاقه بين النظام الحاكم فى السودان والتجمع العربى يمكن ان اسميها مجازا زواج متعه او زواج عرفى لان الاخير اصبح اكثر انتشارا فى السنوات الاخيرة من عمر نظام الانقاذ.
ان النظره الى المشكله الحالية فى اقليم دارفور لا يجب ان تكون بسطحيه بل يجب ان تكون بعمق وتأمل وذلك نسبه لفظاعه الكارثة واثارها المدمرة. وهى ليست مجرد اخلال امنى وعمليات رباط طرق وخروج عادى عن القانون، بل ان هنالك بعد ايدلوجى و سياسى لتلك المشكله.
وسميت العلاقه بين الحكومه والتجمع العربى بزواج المتعه لان هنالك مصلحه مشتركه بينهم جعلتهم يضعوا ايديهم فوق بعض لتنفيذ ذلك المخطط الذى سوف اشرح كل ابعاه لاحقا.
اولاً: التجمع العربى
ظهر التجمع العربى بصوره مثيره للجدل فى عام 1987 فى الديموقراطية الثالثة وحينما كان السيد/ الصادق المهدى رئيساً للوزراء فقد قام التجمع العربى بكتابه مذكرته الشهيرة الى رئيس مجلس الوزراء بصور لكل من رئيس مجلس راس الدوله وبعض الجهات الاخرى.
وكان واضحاً من تلك المذكرة نوايا الذين قاموا بكتابتها وافتعالهم لصراع عنصرى والتحريض ضد العناصر التى يعتبرونها غير عربيه ، ووقع على تلك المذكرة حوالى 23 شخصاً على رأسهم السيد/ عبدالله على مسار والى نهر النيل حالياً وبعض الاشخاص من القبائل التى سمت نفسها عربيه. وقد دقت تلك المذكره ناقوس الخطر وارادت انتعطى الخلل الامنى فى تلك الفتره ابعاد قبليه وعنصريه.
وبعد ذلك تم اعداد عدد من الوثائق اهمها قريش (1) و قريش (2) وفى تلك الوثائق تم اعداد برنامج كامل ينشد الى هيمنه العناصر المسمى عربيه على دارفور سياسياً و اقتصادياً و إجتماعياً، وايضاً تم وضع الاساليب و الوسائل التى تتم بها تلك الهيمنه وذلك يشمل زعزعه القبائل غير العربيه والتى تمت تسميتها بالزُرقه وتشمل قبائل الفور و المساليت والزغاوة إضافه لعدد اخر من القبائل لغير العربيه. وتم استهداف قبيله الفور بشكل خاص بإعتبار انها هى القبيله الكبرى من الناحيه العدديه وذات تاريخ عريق فى دارفور والسودان بشكل عام. ولتحقيق تلك الغايه يتم إستخدام كل الوسائل وذلك يشمل القتل والتشريد ..الخ.
الاستراتيجيه ايضاً تشمل تشجيع هجره القبائل العربيه المتواجدة فى دول الجوار خاصه تشاد حيث توجد علاقات دم بين عدد كبير من القبائل العربية الموجوده فى تشاد والسودان، والتداخل العربى يشمل قبائل مثل المحاميد والسلامات وغيرها.
ان القبليه فى دارفور تلعب دور كبير فى التركيبه الإجتماعيه فى الإقليم، ودائما يربط النظام القبلى بملكيه الاراضى وهذا النظام ظل سائداً منذ العهد الاستعمارى وقد تم تقسيم اراضى الاقليم الى حواكير ولكل زعيم قبيله حاكوره اى ارض تحت سيطرته، ولكن حالياً يوجد زعماء قبائل بدون حواكير وذلك يؤثر على وزن القبيله، فبالتالى نجد ان ملكيه الاراضى تلعب دور اساسى فى اوزان القبائل و سلطات زعمائها.
ثانياً : النظام الحاكم
ان الإسلام هو دين كل القبائل الغير عربيه فى دارفور، لذلك ليس هناك صراع دينى بين مسلمين وغير مسلمين كما كان يصوّر الصراع فى جنوب السودان.
لكن علاقه القبائل الغير عربيه وخاصه قبيله الفور والنظام الحاكم او بما يسمى الحركه الاسلاميه مرت بتطورات عديده انتهت بالمواجهات الحاليه فى دارفور.
ان العلاقه بين قبيله دارفور والحركه الاسلميه او النظام الحاكم مرت بمنعطفات خطيره وعمٌق ذلك بالمذكره الشهيره التى اعدت فى اواسط التسعينات من القرت الماضى بعنوان (قبيله الفور والحركه الاسلاميه) وقد توصلت تلك المذكره على نتائج اهمها ان قبيله الفور غير مؤتمنه على حمل وتبليغ رساله الحركه الاسلاميه (الاسلام السياسي). وايضا هنالك عده دلائل توصل اليها النظام فى علاقته مع قبيله الفور اهمها يتلخص فى التالى:
بعض ابناء الفور وصلوا الى القمه فى قياده الحركه الاسلاميه لكنهم بعد ذلك ولاسباب مختلفة تخلوا عنها, وعلى سبيل المثال:
الرشيد الطاهر بكر – كان مرشد الاخوان المسلمين ولكنه تخلى عنها وانضم الى الاتحاديين.
د. فاروق احمد ادم – كان نائب للجبهة فى إحدى دوائر دارفور لكنه تخلى عن الجبهة وانضم للحزب الاتحادى.
داؤود بولاد – كان قيادى بارز فى الحركه الاسلاميه منذ ان كان طالباً فى جامعه الخرطوم حتى اصبح رئيساً للإتحاد ولكنه تخلى عنها فى زمن الانقاذ وانضم الى الحركه الشعبيه لتحرير السودان وقاد حركه تمرد فى دارفور وعندما لم تنجح تم القبض عليه وتم اعدامه ويقال انه تم إحراق جثته.
كل تلك المؤشرات جعلت قبيله الفور محل شك وبالتالى لجأت الحركه الاسلاميه (النظام الحاكم) الى خلق تحالفات جديده تكون اكثر ضماناً و استقراراً، وحتى اذا تم تحوّل ديموقراطى يكون للحركه الاسلاميه نفوذ يساعدها فى الوصول للسلطه حيث ان الحركه الاسلاميه كانت تعوّل امال عريضه على دارفور فى فتره الديموقراطية الثالثه انتخابات 1986 ولكنها اصيبت بخيبه امل كبيره حين سيطر حزب الامه على اغلب الدوائر الجغرافية بالاقليم.
ولكل ما زكرت من اسباب فيما يتعلق بالتجمع العربى ونظام الانقاذ (الحركه الاسلاميه) فإن هنالك مصلحه مشتركه بين الطرفين تكمن فى اضعاف نفوذ القبائل غير العربيه وتمكين القبائل العربية.
ولذلك قام النظام بالإستعانه ببعض زعماء القبائل العربيه وتحريضهم لتجميع الملشيات العربيه وتسليحها لتقوم بدور زعزعه امن القبائل غير العربيه وطردها من اراضيها على ان تمنح تلك الاراضى لقبائل عربيه تكون اكثر ولاءً، وجزء من الصفقه هى تمكينهم من جلب ابناء عمومتهم من تشاد وبعض الدول المجاوره لذياده عددهم والتخلص من النظام القديم لملكيه الاراضى فى دارفور.
و قد لعب موسى هلال دوراً كبيراً فى ذلك حيث تم اطلاق سراحه بعد ان كان فى السجن بتدخل مباشر من السيد على عثمان النائب الاول لرئس الجمهورية ليقوم بهذا الدور، لذلك يشار اليه فى اغلب جرائم القتل وحرق القرى التى تمت فى دارفور.
ومما يؤكد التنسيق بين الحكومه وتلك المليشيات هو اطلاق سراح موسى هلال من السجن وإطلاق يده ليفعل ما يشاء طالما ذلك يخدم استراتيجيه النظام فى تقويه قاعدته فى دارفور.
وظلت الحكومه تغض الطرف عمّا تقوم به مليشيات الجنجويد بل تدعمهم وتشجعهم ولكن النظام اخطأ التقدير وظن ان السياسات التى انتهجها فى الجنوب وجبال النوبه بتحريض القبائل العربيه وتجميعهم فى مليشيات تحارب بالوكاله عن الحكومه وتقوم بنهب الممتلكات او ما يسمى بالتمليش سوف تنجح ايضاً فى دارفور وتتحقق للحكومه غايتها، ولم يضعوا فى الاعتبار ردود الفعل الدوليه وما ستجلبه تلك السياسات من ادانات وحصار للنظام. وابعد من ذلك ان تشكًل لجنه تحقيق دوليه وتحال تتائجها الى المحكمه الجنائيه الدوليه.
ان ما حدث فى دارفور يرقى الى درجه الاباده الجماعيه الى ان لجنه تحقيق مجلس الامن ولاسباب خاصه بها لم تسميها اباده جماعيه بل سمتها جرائم ضد الانسانيه. ورغم اننى لست قانونى الا انى اعتقد ان السبب هو ما يجب على المجتمع الدولى اتخاذة من إجرات فى حاله تسميه الاحداث بالاباده الجماعيه وذلك قد يلقى بظلاله على مسار السلام الذى بدأ بتوقيع ما يسمى بأتفاقيه السلام الشامله بين الحكومه السودانيه و الحركه الشعبيه لتحرير السودان.
ان النظام وان تباكى واقسم رئيسه بأنه لن يسلم اى سودانى للمحاكمه بالخارج يعلم تماما بانه ضالع فى ما حدث ويحدث فى دارفور وهنالك كثير من الوثائق تثبت ان الحكومه وراء تلك المليشيات وقد اعطتهم تطمينات بأنهم لن يقدموا للمحاكمه وان الحكوه ستبذل كل ما فى وسعها لحمايتهم.
والاخطر من ذلك هو انه اذا تمت محاكمه هؤلاء فى المحكمه الجنائيه الدوليه فإن ذلك قطعاً سوف يجر مسؤولين كبار فى الدوله ربما تصل الى الرئيس ونائبه، وسوف تتحول هذه المحاكمه الى محاكمه للنظام وسياسته و ايدلوجيته وليست فقط محاكمه مرتكبى الفظائع فى دارفور.
لقد ارادت الحكومه ان تحوّل التصدى لقرار مجلس الامن 1593 الى مسأله سياده وطنيه ومساس بوحده السودان ، وقاموا بمناشده بجمع الصف الوطنى للوقوف ضد هذا القرار وقرارات مجلس الامن الاخرى وذلك ليس حرصاً على وحده البلاد واهله ولكن لحمايه رقابهم من المسأله القانونيه.
ان مساله تحويل مرتكبى الفظائع فى دارفور الى المحكمه الحكمه الدوليه لا تمس سياده السودان وانما تمس هؤلاء المجرمون، وان الضحايا من النساء والاطفال والشيوخ الذين يفوق عددهم ال 300 الف شخص هم سودانيون ارادت الحكومه السودانيه ان تتأمر لإبادتهم دون اى ذنب.
ان اى شخص لم يرتكب جريمه عليه ان لا يخاف ، وان العقاب سوف يصل المجرمون فقط وان المحكمه الجنائيه الدوليه اكثر عدلاً مليون مره من محاكم تفتيش النظام بعد ان جرَد النظام السلطه القضائيه السودانيه من كل القضاة الوطنيين والشرفاء وحوّل هذا الجهاز الذى من المفترض ان يكون جهاز عداله الى اداه تخدم سياسات النظام و وسيله لبطش الشرفاء من ابناء السودان.
اما بالنسبه للمليشيات التى ارعبت الملايين فى دارفور، فإن المحكمه الجنائيه الدوليه محكمه تتوفر فيها العداله وان اى بريئ سوف لن يطاله القانون، وان المنطق القائل بأنه يجب تسويه تلك المسائل بالوسائل التقليديه مثل الجوديه والمصالحات القبليه لا ينطبق على مثل تلك الفظائع التى ارتكبت فى دارفور ، وهى اكبر بكثير من قدرات تلك الوسائل التقليديه ويجب ان يتم ربط النسج الاجتماعيه وذلك بعد محاكمه المجرمين.
ولحسن الحظ ان الذين ارتكبوا تلك الفظائع من القبائل العربيه هم قله ، واغلبهم اتوا من الدول المجاوره. وان السواد الاعظم من القبائل العربيه هم اناس ذو خلق ويدينون تلك الجرائم بدون تحفظ، وان بعضهم ذهب اكثر من ذلك للاعتراف بالمظالم التى يتعرض لها الاقليم والتى يجب معالجتها ورفع الضيم عن اهل هذا الاقليم ذو التاريخ الاصيل.
ان هنالك عدد من الانتهازيين والسُذذج من المتعلمين السودانيين من الوسط والشمال الذين ركبوا موجة الحكومه وارادوا ان يصوروا قرار مجلس الامن بأنه انتقاص من السياده الوطنيه، وخاصه البعض ممن يكتبون اعمده فى الصحف السودانيه تشم من وراء كتاباتهم نعره عنصريه وهذا السلوك لا يخدم الوحده الوطنيه ويزعزع الثقه بين ابناء الوطن الواحد، واذا استمر هذا المنوال فسوف تظهر حركات تنادى بحق تقرير المصير والتى سوف تفضى الى تقسيم السودان الى دويلات.
ان النخبه التى ظلت تحكم السودان منذ زمن بعيد تدرك ان درجه الوعى قد اذدادت، فطالما استطاع جنوب السودان وجبال النوبه وجنوب النيل الازرق بتحقيق مكاسب بعد سنوات من المعارك التى دفع فيها ثمناً غالياً، وقامت حركات مسلحه فى شرق السودان واخيرا فى دارفور، فإن السلام الحقيقى لا يمكن تحقيقه الا بعد ان يتحقق العدل والانصاف لكل المهمشين، فيجب ادراك تلك المتغيرات ووضعها فى الاعتبار لايجاد حلول جزريه لكل مشاكل السودان دون تعطيل.
ان النظام الحالى لا يؤمن بالحل الشامل ويتعامل مع مسار السلام كمسأله مرحليه ويريد ان يشترى زمن اضافى من خلالها، ولولا الضغوط الدوليه والتغيرات التى حدثت فى العالم وبعد ان وجد النظام ان امامه خيار واحد وتقديم تنازلات وقبول مشاركه الاخرين فى الحكم والا فسوف يقلع من الجزور لما قبل بتلك الحلول.
وبعد ان قسًم المواطنيين الى درجات، وشرَد و فصل وقتل واصبح اكثر نظام إقصائى يمر على السودان ، تجده الان وبعد ان حاصرته الادانات والتهديدات من كل اتجاه، تجده ينادى بلم شمل السودانيين وتلك لست دعوه صادقه وانما هى محاوله لحمايه نفسه من المسأله للفظائع التى ارتكبها والتى يجب ان يعلقب عليها.
لقد ادرك النظام خطر التحّول الديموقراطى فى الاشارات التى بدأت تصله من كل الاتجاهات، و لاول مرة منذ ان اتى النظام الى الحكم فى يونيو 89 يقوم بإجراء انتخابات حره لاتحاد طلاب جامعه الخرطوم وقد خسرت قائمه المؤتمر الوطنى واتت الرابعه، وظلت الهزائم تتوالى عليه بفقدانه انتخابات اتحاد طلاب جامعه القران الكريم وجامعه الدلنج ..الخ. لذلك فأنه يعلم تماماً بأنه اذا كانت هناك انتخابات حره ونزيهه فأنه سوف يخسرها بعد ان خلّف عداءات وسط السودانيين وتخشى عناصرة من تصفيه الحسابات.
ان هذا النظام لا يستحق اى رحمة او شفقه لأنه يتعامل مع الخصوم السياسيين بوحشيه وبدون مراعاة لاخلاق ولا قيم ولا دين .
وان حاله المصالحه او ما اسميته بزواج المتعه فسوف لا يستمر كثيراً وسوف تظهر حقيقه تلك التحالفات السريه على السطح قريباًعند ما تتعارض المصالح. (منقول من سودانيل)
دنـقس .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: Abdulgadir Dongos)
|
الاخ دنقس ... لك التحية ... ونقتبس من قول الكاتب ما يلي...
Quote: ولكن حالياً يوجد زعماء قبائل بدون حواكير وذلك يؤثر على وزن القبيله، فبالتالى نجد ان ملكيه الاراضى تلعب دور اساسى فى اوزان القبائل و سلطات زعمائها. |
هذا ما يقصده محمد جمعة حين يتكلم عن الموارد.... جوهر الصراع في دارفور هو الارض....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: Abdulgadir Dongos)
|
دونكس...
Quote: العلاقه بين النظام الحاكم فى السودان والتجمع العربى يمكن ان اسميها مجازا زواج متعه او زواج عرفى |
دائماً تؤكد لي مدى أميتك عن الذي يدور في فلك دار فور.. والظاهر أنك راكب موجة إستمرار المأساة... لإستمرار لجوئك والسحتي.. والذي يدعى زوراً سياسي.. فما علاقة التجمع.. العربي... بالتوجه الحضاري.. والذي كان حداي ركبه.. الدكتور علي الحاج... كوزير الحكم الفيدرالي... يا راجل.. تلوي عنق الحقائق.. في وضح النهار... بإيرادك لهذه الإفتراءات الكاذبة... وين أنت قاعد... قالو ليك...
Quote: نسبه لفظاعه الكارثة واثارها المدمرة. |
فظاعة الكارثة يا دونكس تزداد وتزداد معاناتنا ومعاناة أهلنا.. لامن يتبناها إستقلالي ... منتفع... أراد أن يصل إلى الخرطوم... عابراً فوق أجساد أهلنا البسطاء.. الأحياء منهم والأموات... يا لبؤسك... قولك شنو...؟
Quote: ظهر التجمع العربى بصوره مثيره للجدل فى عام 1987 فى الديموقراطية الثالثة وحينما كان السيد/ الصادق المهدى رئيساً |
هذا الإدعاء تنفيه مقولتك .. حينما كان الصادق المهدي رئيساً للوزراء... علماً بأن السيدة مقبولة بت السلطان تيراب... سلطان الفور... هي أم الإمام عبدالرحمن.. جد الصادق المهدي... يعني هذا الإدعاء حمل بركات تاريخ تنفيده... وعلماً بأن معظم الذين تعاقبو على حكم ولاية دار فور غالبيتهم من هم من أبناء القبائل التي خرجت عليهم الآن... ومثال لذلك الدكتور التيجاني سيسي...
Quote: الاستراتيجيه ايضاً تشمل تشجيع هجره القبائل العربيه المتواجدة فى دول الجوار خاصه تشاد |
يا راجل.. المسألة من غير إستراتيجية... هم قبائل رعوية رحلة الصيف تشاد... وأفريقيا الوسطى... والخريف في السودان... وسوق أم دفسو وبركات الخير الوفير... شاهدة على خلاف ما أنت تدعيه... أما مسألة التداخل.. بخلاف أهلنا الفور... فأهلنا الزغاوة وصلو رئاسة الدولة.. كما أن هناك بعض بطون أهلنا المساليت... إذن هنا أنت تعري جهلك بطبيعة التكوين القبلي لأهلنا في دار فور...
Quote: ان العلاقه بين قبيله دارفور والحركه الاسلميه |
تناقض يهدم المقال.. دار فور الإقليم طلعت قبيلة... لا حولاآآآآآه... أنا ما قلت ليك أنت خانة سالبة في عمق القضية.. وتحمل أزمتها بين جنبات... حبيبي قديماً قيل .. الثورة يصنعها الأذكياء... ووقودها الشجعان... ويقطف ثمرتها... الإنتهازيون... الوصوليون... وما الأصوليون...
Quote: ولحسن الحظ ان الذين ارتكبوا تلك الفظائع من القبائل العربيه هم قله ، واغلبهم اتوا من الدول المجاوره. وان السواد الاعظم من القبائل العربيه هم اناس ذو خلق ويدينون تلك الجرائم بدون تحفظ، وان بعضهم ذهب اكثر من ذلك للاعتراف بالمظالم التى يتعرض لها الاقليم والتى يجب معالجتها ورفع الضيم عن اهل هذا الاقليم ذو التاريخ الاصيل. |
هذه الفقرة تهد كل ما أنت تعبت من أجله... وخاصة حكاية السواد الأعظم... دي...
Quote: ان هنالك عدد من الانتهازيين والسُذذج من المتعلمين السودانيين |
دونكس أنت أولهم... قلت شنو...؟ لخ وعج... وضجيج بلا طحين...
ونشوفك حقاني في مسألة... يا عراف الحي الكاذب يا عراف... خاصة اسميته بزواج المتعه... ونأمل أن لا يستمر كثيراً ... وسوف تظهر حقيقه تلك الأكاذيب... خاصة مسألة التحالفات السريه دي.... وخلي بالك... يا المطلع على أدق أسرار الدولة على أن الصبح وليس السطح قريباً عند ما تلتقي مصالح الدولة مع مصالح شعوبها...
لا أن تتعارض المصالح. فيستقلها الإنتهازيون...
كما ذكرت لك من قبل... أنا عبدالرازق لن أقبل أن يعبد الطريق إلى الخرطوم... بأجساد أهلنا السطاء في دار فور...
رزقة يحيك من على البُعد...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: A.Razek Althalib)
|
عبد الرازق
حديث طيب ومنطقى وموضوعى
المهم استوقفنى فى حديث دونقس قوله وذكره قريش (1) و قريش (2) وفى تلك الوثائق تم اعداد برنامج كامل ينشد الى هيمنه العناصر المسمى عربيه على دارفور سياسياً و اقتصادياً و إجتماعياً، والغريب ان هذا القول تكذبه حقائق ووقائع سيرة وتاريخ الحكم والسلطة فى دارفور اذ لم يتقلد منصب الحاكم للاقليم او الولاية من ابناء القبائل العربية الا قلة مقارنة بحكام الاقليم من الفور وغيرهم ولهذا حديث مطول .... اها دقائق ونرمى قدام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: Abdulgadir Dongos)
|
محمد حامد جمعة...
Quote: المهم استوقفنى فى حديث دونقس قوله وذكره قريش (1) و قريش (2) وفى تلك الوثائق تم اعداد برنامج كامل ينشد الى هيمنه العناصر المسمى عربيه على دارفور سياسياً و اقتصادياً و إجتماعياً، |
قشة ما تعتر ليك... وما عليك....
مسكين الراجل... ما فاهم حاجة... غير النسخ واللصق...
مسطح ... وشايل قُفة... إستمرار المعاناة... وحينزل في أقرب محطة... سحت لجوء مدعاة زوراً بالسياسي...
وفاكر إنو حيصل على جيفة العنصرية... القاعد بينفخ في كيرها...
وقول ليهو... البين الناس ديل ... حالفين فيهو كتاب... وأكبر منك...
مسكين خليهو...
واصــــل....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: A.Razek Althalib)
|
دنقس - والحديث لك وفى مجمل مسار البوست - اراك تحدثت عن ما يسمى التجمع العربى والذى اشرت اليه ببدايات الثمانينات ولكن اليك هذه الخلفية عن انشطة اخرى اقدم جبهة نهضة دارفور : وهنا تنامت حركة الإحتجاج السياسي في الأطراف لتنهض في دار فور جبهة نهضة دارفور التى كان منشأها في مدينتى نيالا وزالنجى ثم إمتدت للفاشر والجنينة ومن قيادات تلك الحركة المرحوم عمر أبكر والدكتور على حسن تاج الدين والدكتور على الحاج محمد . وجاء تكوين جبهة نهضة دار فور على أثر إستئثار الأحزاب التقليدية خاصة حزب الأمة بالدوائر الجغرافية في البرلمان بترشيح قيادات الحزب في تلك الدوائر لتمثيلها في البرلمان دون معرفة موقعها الجغرافى في بعض الأحيان . وقد إحتكر عبدالله خليل بك حق الترشيح في دائرة أم كدادة بمدينة الفاشر وإنحصرت مطالب جبهة نهضة دار فور في الآتى : (1) تمثيل دار فور بنواب من المنطقة (2) إلتزام النواب بالسعى لتحقيق التنمية في المنطقة (3) نشر التعليم وتوفير خدمات الصحة العلاجية (4) الغاء الضرائب والرسوم الحكومية (5) الولاء مقدم لدار فور على ماعدا ذلك من إعتبارات .. وفي تلك الفترة برز الأستاذ أحمد إبراهيم دريج كقيادى سياسي شاب في منطقة جبل مرة ، ودعا لإعتبار جبهة نهضة دار فور حزب سياسي ينضوى تحت سقفه كل الإقليم ، وإتخاذ موقف موحد من الأحزاب السياسية التقليدية . ووجدت تلك الدعوة مناهضة من قبل قيادات الجبهة الآخرين بإعتبار أن الجبهة وعاء مطلبى يحقق أهدافه العليا من خلال تنفذ قياداته ورموزه في الأحزاب السياسية والسعى لتحقيق أهداف الجبهة من خلال تلك الأحزاب . بيد أن حزب الأمة والإتحادى الديمقراطى إنتابتهم مخاوف من بروز جبهة نهضة دار فور وتصاعد المطالب التى رفعتها . وإنتهجت الأحزاب سياسة الإحتواء فإنضم د.على الحاج لحركة الأخوان المسلمين وهو طالب في جامعة الخرطوم . وتمت إستمالة الدكتور على حسن تاج الدين لحزب الأمة ، بينما خاض أحمد إبراهيم دريج الإنتخابات تحت لافتة جبهة نهضة دار فور ودخل البرلمان ، وهناك إنضم لحزب الأمة . ومن جراء الخلافات التى نشبت في أوساط جبهة نهضة دار فور ضعف وجودها في أرض الواقع وذلك بعد رفض معظم رموز الإدارة الأهلية من القبائل العربية الإنضمام لها كالناظر عيسى ديكة " البنى هلبة " والناظر " موسى مادبو " الرزيقات والغالى تاج الدين الهبانية ، بينما إنضم زعماء قبيلة الفور للحزب الإتحادى الديمقراطى وكل مقدومية الفور في منطقة كاس وجبل مرة وزالنجى وذهبت قيادة المساليت بإتجاه حزب الأمة وسلطان الزغاوة دوسه لحزب الأمة وتمخض عن جبهة نهضة دار فور شعور عام في الإقليم بضرورة التميز بالطرح الداعى لتنمية الإقليم .. تنظيم سوني بعد انضمام معظم قيادات جبهة نهضة دارفور للأحزاب التقليدية وتصاعد الخلافات وسط قيادات الجبهة ، وغداة حلول عام 1968م نشأ في مدينة نيالا تنظيم سري باسم حركة سوني التي قوامها المتقاعدين من القوات النظامية . ووجدت الحركة دعماً من الحزب الشيوعي ، وانحصر تكوين الحركة وسط مجموعة قبائل الفور والمساليت والتنجر ، ونمت ملاحقة قيادات تلك الحركة باعتبارها تنظيم شبه عسكري يتخذ السرية منحى في تعاطيه للشأن العام وأصدر التنظيم السري بياناً في يناير 1969م جاء فيه " محافظات دارفور يقل حظها في التنمية بسبب سيطرة فئة الجلابة على الحياة الاقتصادية واستقلالهم لأهلنا البسطاء وتسخيرهم في الزراعة والعمالة الرخيصة مما جعل دارفور غير قادرة على الإسهام في تنمية قدراتها" ويضيف البيان الذي نشر في صحيفة الرأي العام (إن الثورة على الأوضاع الراهنة تتطلب وحدة الفور والمساليت والتنجر لقطع الطريق أمام انتهازية الجلابة التي هي جزء من الرأسمالية والنظام العشائري). ويعتبر تنظيم حركة سوني أول حركة تدعو صراحة لحمل السلاح على غرار حركة الأنانيا بجنوب السودان وتأثرت هذه الحركة بأدبيات مقاومة المستعمر والاشتراكية الأفريقية التي رفع لوائها كوامي تكدوما في غانا وجليوس نايريري في تنزانيا . ولكن معظم قيادات حركة سوني التحقت في وقت لاحق ببعض الأحزاب السياسية خاصة الحزب الشيوعي بينما بقي جزء منها مستقلا بأطروحاته حتى حدث التغيير في 25 مايو 1969م وصعد العقيد جعفر محمد نميري للحكم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمدين محمد اسحق)
|
Quote: دارفور وضع النقاط على الحروف - فصل من كتاب تحت الإعداد بقلم الأستاذ/ سليمان حامد الحاج
تأكيداً لذلك نورد هنا بعض ما جاء في محضر الاجتماع المشرك بين لجنة امن ولاية جنوب دارفور ووفد من قبيلة الفور الذي عقد في مدينة نيالا في 13 أغسطس2003 وحضره والي الولاية الفريق الركن آدم حامد موسى .
بعد مناقشات مستفيضة أمن الاجتماع على:
1) هناك استهداف واضح من قبل بعض المجموعات العربية المسلحة التي تعتدي على الفور في قراهم ومزارعهم وتنهب مواشيهم وممتلكاتهم وتقتل الانفس بغرض تهجيرهم والاستيلاء على مناطقهم.
2) هناك قبائل تشادية دخلت السودان تحت ضغط الظروف الطبيعية والحروبات ، وهي امتداد لقبائل سودانية وقد استقرت هذه القبائل في دارفور والدولة لا تستطيع اعادتهم لانهم حصلوا على الجنسية السودانية التي يحميها الدستور.
3) عدم تنفيذ معظم قرارات مؤتمرات الصلح التي تم الاتفاق عليها وخاصة جانب الديات مما حرم اهل الدم من الاستفادة منها وقد شكل ذلك عدم قناعة لعدم وقوف الدولة معهم لرفع الضرر عنهم .
4) مراجعة سجلات الدفاع الشعبي للتأكد من عدم صرف الاسلحة للقبائل واستردادها.
رغم ان المحضر حاول ان يلتف على جوهر القضية إلا انه لم يستطع الا الاقرار باستهداف الفور، وتأكيد ان الحكومة منحت القبائل العربية المجلوبة من الخارج الجنسية السودانية وهؤلاء يمثلون شقاً كبيراً من مليشيات الجنجويد، والاقرار باحتمال تسرب سلاح الدفاع الشعبي الى ايدي غيرهم. كل هذا تأكيدٌ لمسؤلية السلطة.
يؤكد هذه المسؤلية ايضاً التي تصل حد التواطؤ الواضح مع المعتدين ما جاء في تقرير لجنة التحقيق في احداث دارفور الموجه الى رئيس الجمهورية في يوليو 2002:
((ورد في افادات الضابط الاداري علي منصور ماينس الضي، محافظ محافظة كبكابية امام اللجنة (زغاوي):
(في الاحداث الاخيرة عند سماعي الضرب بالذخيرة تحركت نحو القوات المسلحة والاحتياطي بالمدينة للوقوف على الاحوال بمنطقة قرى شوبا لاحتواء الموقف وتحرك العمدة ابكورة ايضاً مابين القوات ورئاسة المحافظة . لكن للاسف لم تتحرك القوات المسلحة حتى التاسعة صباحاً ،علماً بان الضرب بدأ منذ الساعة الرابعة والنصف صباحاً.
وبالرجوع لقائد القوة علمت بتحرك القوة لموقع الحدث لكن مواطني شوبا رفضوا دخول القوة لانها وصلت بعد فوات الاوان . وفعلاً فإن القوات المسلحة ابطأت في التحرك ولم تحسم الامر رغم وجود الجناة قرب موقع الاحداث .
[تقرير اللجنة ص7]
وجاء في تقرير ذا ت اللجنة عن ولاية غرب دارفور :
(رغم تكرار الاحداث والقتل والحرق والنهب إلا ان قوات الشرطة لا تتعامل بجديه لحسم الامر ومتابعة الجناه . والواقع ايضاً يؤكد رغبة العرب في اجلاء قرى الفور للاستيلاء على اراضيهم وان اصابع الاتهام تشير الى ايادي كل من موسى هلال رئيس ادارة قبيلة المحاميد المقيم بمستريحة ومحمد يعقوب ناظر الترجم المقيم بنيالا.)
ولم نسمع رغم تقرير اللجنة هذا الذي تلي ونوقش واتخذت قرارات بشأنه في حضور الوالي ان اي اجراء قد اتخذ او تحقيق قد تم او مساءلة قد حدثت مع اي من المذكورين او قيادة الشرطة .
ما يجدر ذكره ان موسى هلال هذا هو نفسه الذي اشارت اليه وثيقة الامن التي نشرتها صحيفة الميدان عدد يوليو 2004 ص4 وجاء فيها: ((المزيد من الابراز لموسى هلال وآرائه بل والابراز لقادة القبائل العربية الاخرين للدفاع عن ما يلصق بهم زوراً وكيداً .))
دون اشارة لمثل هذا الابراز والدفاع عن شخصيات من القبائل الاخرى من الزرقة.
موسى هلال هذا هو الذي اعترف في لقائه بصحيفة الصحافة في 8 يوليو 2004 بأنه مشترك في المخطط والجريمة باستنفار قبيلتة للقتال فقط !!
قال:
(هناك حقيقة لابد من ايضاحها ، وهي انني استنفر الناس ولست مقاتلاً ميدانيا.ً القتال يجري بامر القوات المسلحة وتعليماتها وخططها العسكرية على مستوى الدولة .. نحن فقط نشارك في الاستنفار .. والمتحركات تضم تشكيلة من القبائل ونحن جزء منها.)
وهو اعتراف طالما عملت السلطة واعلامها على انكاره ، وهو ان الجنجويد يعملون ضمن بعض القبائل العربية وفقاً لما تخططه القوات المسلحة وتصدره من تعليمات. في متحركات مشتركة.
وهل الاستنفار للقتال ليس مشاركة فيه، قانونياً حتى ولو بجنحة التحريض عليه؟!
في قضية بحجم مأساة دارفور لن نمل ايراد اكبر قدر من الادلة والبراهين التي تؤكد دور السلطة وتحاول اجهزة اعلامها اغراقها في بحر من التهريج الاجوف ويعمل مسؤولوها على تزييف الحقائق المحيطة بها في خداع واضح للرأي العام العالمي في المحافل الدولية.
جاء في حديث الفريق الركن ادم موسى حامد والي ولاية جنوب دارفور امام لجنة التحقيق المشار اليها:
(المراحيل والدفاع الشعبي كان يسمح لهم بإمتلاك الاسلحة. وادى ذلك الى تسليح المواطنين، وبدأت المواجهات باستخدام السلاح الناري. وقد سبب دخول السلاح مشاكل كبيرة. وعند قيام حملة الوالي الاسبق[يقصد الطيب ابراهيم محمد خير-سيخة] بجمع السلاح .. تم جمعه من المستقرين فقط دون الرحل.)
والرحل هم العرب الابالة في معظم الاحيان. وهذا يؤكد انحياز السلطة لاطراف بعينها في الصراع وتمنع جمعه من الاخرين .
وهذا في ذات الوقت يضع السلطة في تناقض لا تحسد عليه عندما تصر اليوم على جمع السلاح من الجميع وليس من الجنجويد فقط الذين يمثلون الذراع الايمن للسلطة في تنفيذ مخططها . فنزع السلاح منهم يصيب مخططها في مقتل.
في سبيل تنفيذ هذا المخطط فإن الجبهة القومية لا تفرق بين الكافر والمسلم، رغم أن الاغلبية الساحقة من اهل دارفور جميعهم مسلمون، ولا تحترم قبيلة الا بمقدار موالاتها للسلطة وطاعتها العمياء لها، وعدد مراكز التدريب التي فتحتها وكم عدد الذين قدمتهم (للجهاد) من ابنائها.
فمن ابرز الامثلة والشواهد على ذلك ما جاء في تقرير اللجنة المشار اليه:
((هناك احداث وقعت بين المعاليا والرزيقات [قبيلتان عربيتان مسلمتان] في قرية تبت في محافظتي الضعين وعديلة في ولاية جنوب دارفور.بلغت الخسائر فيها ،حرق 70% من منازل المواطنين ومقتل 54 من المعاليا ،كما ان عدداً كبيراً من الحيوانات من الابقار والضان والماعز نفقت بسبب الحريق. كان ضمن المهاجمين قوات الدفاع الشعبي الذين يحرسون قطارات الجنوب من بابنوسة الى واو.))
ما يؤكد ايضاً ان المخطط لا يقتصر على دارفور الكبرى وحدها، بل يمتد الى ولايات كردفان ايضاً ما قام به الاب فيليب عباس غبوش والرابطة العالمية لأبناء جبال النوبة مؤخراً بتقديمهم شكوى الى هيئة الامم المتحدة ضد تجاوزات السلطة ومليشيات الجنجويد بحق اهليهم وطالبوا الحكومة السودانية بدفع تعويض قدره 50 بليون دولار(خمسين) عن جرائم الابادة العرقية التي مارستها في منطقة جبال النوبة .
ففي اجتماع لهم بالمستر كارين براندر كاست مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية ومساعديه في مكتبه بنيويوك في 16/11/2003 . ابلغوه عن المظالم التي تعرض لها النوبة بوجه عام وطالبوا بحق تقرير المصير،ثم اصدروا بياناً بعد تلك الزيارة نشره موقع سودانايل بتاريخ 17/11/2003 ،جاء فيه :
(زود الوفد الامم المتحدة بتقارير كاملة عن مايسمى بتنظيم قريش العربي وبعض اعضائه النشطين في اروقة الحكومة الحالية والمنظمات والذين يعملون على ابادة المجموعات الافريقية، اي مايسمونهم بالزرقة واحتلال مواقعهم بحلول عام 2020 مستغلين امكانات الدولة والمنظمات للتقوية وتاجيج الصراعات في المنطقة. وقد اعتبر الوفد تلك المجموعة محدودة ويجب ان يتم حسمها بعد التحري حولها وتقديم مجرميها للعدالة العالمية.)
هذا يدل على مصداقية المعلومات التي اوردناها في صدر هذا الفصل من الكتاب، كما يؤكد ايضا الدور الذي تقوم به السلطة في المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب في دارفور وغيرها .
ولا ينضب معيننا من الادلة وشهود الاثبات .
ومتحدثنا هذه المرة هو الفريق الركن ابراهيم سليمان رئيس آلية حفظ الامن وبسط هيبة الدولة في دارفور وهو يدلي بتقرير امام جلسة للمجلس الوطني في مايو 2003 . قال:
(غالباً ما يقع حادث من المليشيات التي تتبع للفور تجاه العرب بصورة بسيطة، فيكون رد فعل الجنجويد عنيفاً ومبالغاً فيه على الاهالي ، ويتمثل في حرق القرى وقتل اعداد كبيرة من الاهالي ونهب اموالهم في حين تختفي المليشيات وتعتصم بالجبال [ذات اعالي الجبال التي اشار اليها المخطط ]. ويكون رد الفعل من القوات الحكومية في المتابعة والملاحقة ضعيفاً )
يصدر هذا من مسؤول الآلية المناط بها حفظ الامن وبسط هيبة الدولة وحماية المواطنين . ما يجدر ذكره ان هذه الآلية التي أُنشئت وفقاً للقرار الجمهوري رقم 138 ، في 11/5/2002م والقرار الجمهوري 283 في 13/8/2002 الذي عدل في تسميته عضوية الآلية، صُرفت في الفترة 21/5-13/8/2003 م اي حوالي عشرة اشهر مبلغاً قدره 4,750,000,000 (اربعة مليار وسبعمائة وخمسين مليون جنيه سوداني) على الامن .
ولا نشكك هنا في ذمة احد ولكننا نريد ان نؤكد ان حفظ الامن واستعادة هيبة الدولة - التي فقدت الى الابد، لا تتم بالصرف مهما كان بذخياً، بل باحترام الشعب لهذه الدوله وثقته فيها، وعندما تبتعد عن الظلم وقهر مواطنيها وتقيم الديمقراطية وتحترم الرأي الآخر وتؤمن بالتداول الديمقراطي للسلطة وتحترم التعدد وحق القبائل المختلفة في العيش في ظل حق المواطنة صرف النظر عن الدين أو اللغة او الجنس او اللون او الجهة، انه احترام طوعي لا يحتاج لآليات ثقيلة او خفيفة تحفظ هيبتها، وتصرف اموالاً طائلة كان الاولى بها المسحوقين من اهل دارفور والعاملين الذين لم يصرفوا رواتبهم لسنوات.
ولهذا فشلت الآلية في حفظ الامن وما كان بمقدورها ان ترد للدولة هيبتها التي ضاعت وسط قضايا كادحي دارفور.
ولهذا تم حل الآلية بقرار جمهوري رغم انها كونت بقرارين جمهوريين. وهكذا هو حال القرارات التي لا تصدر من الشعب، بل تأتي عاجلة كالبرق، ومعزولة عن خصوصية الواقع وما يعانية اهله.
وفي اعقاب حل الآلية تحول الامر والنهي الى القوات المسلحة السودانية. أنه نتيجة للقرار الذي اصدره رئيس الجمهورية عند زيارته لمدينة الفاشر وفي معيته الرئيس التشادي ادريس دبي في 12 ابريل 2003، اعلن ايقاف الحوار مع (المتمردين) وحسم المشكلة عسكرياً (لا حوار ولا تفاوض مع الخارجين) منذها تم نقل امر المواجهة الى القيادة العامة للجيش السوداني وتولت القيادة العامة ادارة العمل العسكري للمشكلة الامنية في دارفور بالكامل وشكلت قيادة لادارة العمليات برتبة فريق .
وبهذا يدخل الصراع مرحلة الحسم في تنفيذ المخطط . إذ تصاعدت العمليات العسكرية البرية والجوية في تناسق تام مع مليشيات الجنجويد لاقتحام القرى والمدن والاسواق وفتح طاقة على جهنم لأهلها .
كل هذا يتم تحت ستار مطاردة (المتمردين) من قوات المعارضة التي تحمل السلاح، او انها تختبئ في هذه القرى التي يتم قصفها، او ان خطأ قد حدث في القصف كان يستهدف مراكز وقواعد حاملي السلاح.
في هذا الجو الذي عملت السلطة عمداً على توتيره واشعال نيران الفتنة فيه ليسهل تمرير المخطط ارتفع صوت الحق والعقل . وقف اهل دارفور جميعهم المساليت والفور والرزيقات والتعايشة والزغاوة والبرتي والهبانية البني هلبة، والتنجر والداجو، والمسيرية والمعاليا، والغمزالتاما، وبني حسين ، الزيادية، الفلاته، البرنو، الميدوب، المحاميد،الماهرية، البرنو، الدونقا الفروقي ، بني جرار العريقات، العطيفات، الجوامعة، الميمة، المهارية، الشطية، اولاد راشد، الكارا، الشاة، الكدوبات، الهوارة...الخ.
مَثُّل هذه البانوراما ما لايقل عن 300 مندوباً من معظم هذه القبائل توافدوا على العاصمة الخرطوم وعقدوا مؤتمراً في 15 فبراير 2004م كان هدفه الاساسي وقف الحرب والجلوس الى طاولة المفاوضات وحل القضية سلمياً ووضع الاساس للحل المستدام لمشكلة دارفور .
كان مؤتمراً للتسامح والتعايش السلمي بين القبائل المختلفة في دارفور مفعماً بالعقلانية والموضوعية وحب الوطن كله.
جاء في مبادرتهم التي وافق عليها هذا المؤتمر :
((كل هذا العدد الكبير من القبائل الذين ذكروا أو لم يرد ذكرهم من القبائل ،عاشت وتداخلت مع بعضها البعض وتصاهرت واوجدت انسان دارفور الحالي بكل خصائصة وثقافته .. وظلت العلاقات بين هذه القبائل تزداد قوة ومتانة عبر الزمان واصبحت في حد ذاتها مؤسسات اجتماعية راسخة ومتعايشة لم تكن تعرف الحروبات القبلية إلا في حدود ضيقة جداً وتقوم في الغالب بين ابناء الاعمام أو القبائل ذات العرق الواحد. لذلك لم تعرف دارفور اية مهددات امنية بسبب النزاعات العرقية.))
جاءت مبادرة اهالي دارفور حصيلة لأكثر من اثني عشر مبادرة توصل اليها عدد كبير من اهالي دارفور في مؤتمرهم المشار إليه ولهذا كانت جهداً جماعياً معبراً عن رأيهم في المأساة، وصادقة في تشخيصها لبعض جوانب المشكلة وجريئة وشجاعة في نقدها لممارسات السلطة الخاطئة.
ورد في المبادرة عن فرض سلطة الجبهة لتوجهاتها السياسية ما يلي :
(( اصبحت القبيلة عنصراً اساسياً في مكونات الشراكة في السلطة والحكم ودخلت الموازنات القبلية عبر التأييد السياسي والمبايعات في توزيع المناصب الدستورية والتنفيذية محلياً وولائياً ومركزياً. واصبح الطامحون في العمل السياسي بكل مناطق التخلف – وبدارفور على وجه الخصوص، اكثر تشبثاً بقبائلهم واعراقهم حتى يتمكنوا من الوصول الى المناصب ولعل من الملاحظ ان افراد القبائل التي تستقطب في العاصمة الاتحادية او حواضر الولايات لاداء البيعة او تأكيد الولاءات السياسية للحكومة بإسم القبيلة، قد اصبحت الى حد كبير ظاهرة دارفورية، وبذلك تقلص دور المنظمات وبينها منظمات المجتمع المدني المتجاوزة للقبليات والجهويات.))
هكذا تتحمل سلطة الجبهة الاسلامية فوق ما تحمل من اوزار، الاضرار المركبة الناتجة عن ضمور الاحساس بالمواطنة والولاء للوطن والبعد عن تشكل الهوية السودانية، بتعميقها للجهوية والقبلية، وهو يمثل احد دعائم مشروعها (الحضاري) الذي يستبطن إعادة تشكيل المجتمع السوداني والانسان السوداني – بإبقائه في بطن قبيلته وفي احد اركانها القصية المظلمة المنسية من التنمية والتطور وروح العصر، ليسهل عليها خداعه ويمكن لها من الانفراد بالسلطة، ولو فوق جحافل الجهل والتخلف، وهذا قمة ما يهدف اليه مشروعها، وهذا ما عملت سلطة الجبهة القومية لترسيخه طوال سنوات حكمها وتجسد بصورته الراهنة الكالحة الظلام في دارفور.
كان مؤتمر اهل دارفور واضحاً في توجهه عندما اجمعوا بأن لهم قضية ذات ابعاد سياسية واقتصادية واجتماعية تتمثل في الاهمال والتخلف الاقتصادي والبشري والتهميش السياسي وعبروا عن ذلك منذ مطلع الستينيات عندما اندلعت ثورة اكتوبر المجيدة التي هزت ساكن الحياة في دارفور فكونوا تنظيماتهم الخاصة تعبيراً عن سخطهم على الاحزاب التقليدية وتطلعاتهم الى التطور والتنمية والمشاركة الفعلية في السلطة السياسية وبتوفير العدالة الاجتماعية والمساواة في الفرص، كي لا يظل الاقليم يعيش في القرون الوسطى ويعاني اهله الفاقة والجهل والحرمان .
لقد عبر تجمع اهالي دارفور في مبادرته بصدق عن ان اهل دارفور ظلوا على الدوام يرفضون مبدأ تبني العمل المسلح في معالجة ظلاماتهم ويفضلون دائماً العمل عبر المنظمات المدنية والسياسية في ظل الديمقراطية والحريات الاساسية والسعي لتوحيد رؤية ابناء دارفور من اجل تحقيق مطالبهم.
لكن غياب الديمقراطية وحجب الحريات الاساسية وفي ظل تسييس القبائل والعشائر والادارة الاهلية ، كل ذلك وفر ظرفاً ملائماً للعمل المسلح.
وكما جاء في مبادرة اهل دارفور،هناك حركة سياسية متمردة تحمل السلاح في وجه الحكومة وتجد تأييداً كبيراً من مواطنين لا يحملون السلاح .
وعبروا في المبادرة وهم يلخصون اللقاء الذي تم مع قيادتها واطلعوا على برنامجها بأن المتمردين ذكروا :
((انهم لم يحملوا السلاح رغبة في الحرب إنما لان حكومة الانقاذ لم تترك لهم خياراً آخر، خاصة وانها اعلنت على لسان رئيسها أنها لن تتفاوض إلا مع من يحملون السلاح .))
وبهذا فتح البشيرطاقة لنظامه على جهنم وربما تفتح الايام القادمات طاقات اكثر اتساعاً في العديد من المناطق المهمشة،اذا اصر نظامه على السير في ذات النهج الفاشل.
وتؤكد وثيقة مبادرة اهل دارفور حقيقة المخطط الذي اشرنا اليه ومدى تورط السلطة فيه عندما تورد:
((ان بعضاً من القيادات والعناصر العربية [لاحظ الدقة العلمية في التعبير] ظلوا منذ زمن يجندون المليشيات العربية الجوالة (الجنجويد) ويحرضونهم على حرق وتدمير قرى ومزارع وديار الزرقة ونهب ممتلكاتهم واستنزافهم اقتصادياً وقتلهم وتشريدهم من ديارهم وتصفيتهم عرقياً واحتلال تلك الديار والاستيطان فيها.))
وتواصل مبادرة اهل دارفور حصارها لسلطة الانقاذ التي تحاول أن تتنصل من مسؤوليتها عن تدريب وتسليح وتخطيط العمليات وتنفيذها بالاشتراك مع الجنجويد لارتكاب تلك الفظائع.. عندما تذكر:
(( حينما قررت الحكومة حسم التمرد عسكرياً وجدت في بعض قيادات مليشيا القبائل العربية (الجنجويد) التي كانت متوجسة اصلاً من حركة التمرد المسلح، خير معين لها، فوظفتهم لهذا الغرض الى جانب القوات المسلحة لدحر التمرد.))
وتخلص المبادرة من كل ذلك الى تحميل ما يحدث في دارفور لحكومة الانقاذ عندما تقول:
(( ان سياسة هذه الحكومة في التعامل مع قضية دارفور بكل ابعادها الإجتماعية والانسانية والاقتصادية لم تكن سياسة حكيمة، خاصة تلك المتمثلة في استقطابها وتحالفها مع عناصر من قبائل محلية لمحاربة حركة التمرد التي قامت في ظل صراع عرقي حاد. فقد ادى ذلك التحالف الى تجاوزات خطيرة كانت السبب الاساسي في تدمير النسيج الإجتماعي لاهل دارفور – احراق الارض وقتل البشر وقمع سلطوي لم يفرق بين المواطنين والمتمردين مما أدى الى الغبن والاحتقانات والاحساس بالظلم مما ساعد في تغذية العمل المسلح بمزيد من العنصر البشري. وهكذا تصاعدت الازمة في الاقليم واصبح انسان دارفور هو الضحية.))
بقي ان تعلم ان من يقف على رأس هذا الجمع من اهالي دارفور بمختلف قبائلهم وتنظيماتهم وشخصياتهم المدنية والعسكرية، واشرف على جمع مبادراتهم التي فاقت الاثني عشر، وساعد في جمعها في مبادرة واحدة وتوصلت الى هذه الرؤى، هو الفريق ابراهيم يوسف سليمان الذي كان والياً سابقاً لدارفور واخر رئيس لآلية حفظ الامن وبسط هيبة الدولة في دارفور.. وهذا يحمل الكثير من الدلالات والمؤشرات .. وجميعها تضع سلطة الانقاذ في زاوية حادة يصبح الخروج منها اشبه بالنهوض من خازوق التركي للجلوس فوق خازوق اخر..
وتصبح محاولة خداع اهل دارفور وتزييف الحقائق لهم لا مكان لها .... فقد فقدت الانقاذ دارفور بسياساتها المغامرة.
رغم ذلك فان الانقاذ مصرة على تنفيذ مخططها في دارفور. وهي عندما تعقد مؤتمرات الصلح وترسل وفود القبائل المختلفة لمناقشة حاملي السلاح وتملأ الارض مراوغة وكذباً في المؤتمرات الدولية والاقليمية فإنها تفعل ذلك لتظهر كمن يدعو للسلام فعلاً ويعمل لحل الازمة ... غير ان ذلك لا يعدو القول فقط بغرض التسويف وكسب الوقت فقط ، بينما تعمل في عالمها السفلي على قدم وساق استمراراً ومواصلة لاهدافها تحت مظلة واسعة من التمويه.
يكشف تقرير لجنة الزغاوة المنبثقة عن المؤتمر التشاوري لقيادات دارفور المنعقد في الفاشر في 24-25 فبراير بدعوة من رئيس آلية حفظ الامن وبسط هيبة الدولة، المكلفة بالحوار مع حركة تحرير السودان،عن مايلي :
(جاء في رد حاملي السلاح، انهم كانوا في البدء يواجهون اعتداءات من بعض القيادات من بعض القبائل العربية، ولكنهم اكتشفوا انهم في الواقع يواجهون الحكومة .. فقرروا مواجهتها مباشرة.. وذكروا ان الحكومة غير جادة في مساعي الصلح واستدلوا علي ذلك بفشل المساعي في المرات السابقة بسبب تعنت الحكومة، وايضاً لاستمرار العدائيات من جانب الحكومة، رغم قيام ملتقى الحوار وصدور التوصيات القاضية بضرورة حل المشكلة سلمياً.
وضربوا مثلاً للعدائيات بحوادث جبل (روكرو).
وقالوا ايضاً:
(انهم مطلعون على كل الاشارات التي تصدرها الحكومة،وضربوا امثلة لذلك بـ:
1) قبل اقل من نصف ساعة من الاجتماع المنعقد بيننا الان، صدر امر بتحريك مدفع 107 من الجنينة الى الجبل .
2) صدر امر بتحريك 320 عسكري من نيالا الى الجبل.)
وجاء في تقييم اللجنة:
( ان اغلاق الطرق التجارية المؤدية الى دار زغاوة بحجة قطع الامدادات عن المسلحين، سلاح ذو حدين، - صحيح ربما يتأثر المسلحون باغلاق الطرق ولكن الضرر الاكبر يقع على المواطنين في دار زغاوة. وقد يكون لهذا الاجراء مردود سلبي .. وهو يحمل الناس على الانضمام الى المسلحين بحجة ان الموت بالسلاح اشرف من الموت جوعاً كما قال بعض الشباب.
اضف الى هذا ان الطريق آمن ولم يبدر من المسلحين اي اعتداء بعد 11/3/2004 .)
هذه الشهادة التي ترد من لجنة رسمية وفي تقرير رسمي مرفوع الى رئيس آلية حفظ الامن وبسط هيبة الدولة، يدحض الادعاءات الحكومية القائلة بأن الحركة المسلحة هي سبب المأساة في دارفور.
اكثر من ذلك تؤكد اللجنة في تقريرها لرئيس الآلية في البند (ج) من تقريرها :
(يلاحظ ان كل الطلبات التي تقدموا بها لا تخرج عن توصيات الملتقى التشاوري في الفاشر وبالتالي يمكن معالجة الامر على هذا الاساس .)
وتوصي اللجنة بـ:
1) ان تستمر الحكومة في مسعاها في الوصول الى الحل السلمي عبر المفاوضات لان الطرف الاخر مستعد لذلك.
2) توصي بشدة بفتح الطرق التجارية عاجلاً.)
وفي التقرير الذي قدمته لجنة الفور التي كلفها ذات المؤتمر التشاوري في الفاشر لحوار حاملي السلاح اوردت ما قاله حاملو السلاح في الاتي :
(استغلت الحكومة بعض القبائل واستقطبت بعضها وهو وافد من خارج السودان وقامت بتسليحهم ودعمهم للقيام بأعمال الحرق والقتل والسبي والنهب والتهجير واغتصاب النساء، واحتلال الاراضي مستهدفة قبائل بعينها مما قاد الى فوضى شاملة في دارفور. شاركت القوات المسلحة بالتمهيد لتلك الاعمال المذكورة وقيامها بالتمشيط للقرى وتجريد المواطنين من وسائل الدفاع عن انفسهم لينقض عليهم الجنجويد بعد ذلك ، بمشاركة مباشرة من القوات النظامية .
كذلك استخدمت الحكومة عتاة المجرمين كأدوات للفتك والقتل وتدريبهم وتسليحهم باحدث الاسلحة وتمليكهم وسائل الحركة الحديثة، ومن بين أولئك المجرمين المجموعة التي نهبت بنك السودان-نيالا، والمعروفة بمجموعة سعيد ومجموعة (ابو عشرين).
وتشير اللجنة مصداقاً لخرق العدائيات من جانب الحكومة الى توقف اعمالها، وتوقعت اللجنة وقف العدائيات لتواصل اعمالها ولكن ذلك لم يحدث. عكس ذلك تسارعت وتيرتها والقت بظلالها على عمل اللجنة التي رصدت الخروقات كما يلي:
1) اشتعلت احداث باردة وارامبا (كبكابية) يومي 26/27 فبراير 2003 حيث عطلت توجه اللجنة اليها ، كذلك ارتفع ايجار المركبات بفعل ذلك.
2) احداث ارتالا يوم 26/2/2003
3) احداث قولو وطره في 13/14 مارس 2003
4) احداث بندسي في 15/3/2003
5) احداث شطايا في 15/3/2003
6) احداث اخرى كثيرة متفرقة
ما يجدر ذكره هنا انه واثناء تواجد اللجنة في نيرتيتي وبالتحديد في اليوم الثاني للاجتماع التالي مع المسلحين، ظلت القوات المسلحة تطلق نيرانها في اتجاه الجبل وقد وقعت احدى الدانات بالقرب من منطقة تعطلت فيها سيارة الوفد واشتعلت من جرائها حرائق قضت على الاحراش المجاورة .)
هذه شهادة اثبات وادانة لا يرقى اليها الشك ضد سلطة الانقاذ وجرائمها في دارفور .
وتذهب اللجنة ابعد من ذلك عندما تورد ملاحظاتها في تقريرها الى رئيس الآلية:
1. رأت اللجنة ان حرق المراعي والمزارع جعلت اعداداً كبيرة من الماشية تتحول نحو الجبل مما ينبئ بمزيد من الاحتكاكات.
2. وردت معلومات عن تجمعات مسلحة في اماكن متفرقة من ام حراز وجلدو وغيرهما. ربما يكون ذلك تمهيداً للهجوم على المزيد من القرى .
3. تسود حالة من الخوف والهلع وسط المواطنين من جراء اقتحام المنازل والبساتين ونهب الممتلكات تقوم به القوات النظامية والجنجويد .
4. اصابة اعداد كبيرة من الاطفال بالهلوسة والخلعة نتيجة للقصف الجوي بواسطة القوات النظامية والقوات التابعة لها .
5. لا حظت اللجنة ان حاملي السلاح ينتمون الى قبائل عدة في دارفور (عربية وغير عربية).
وهذا يؤكد ماذهبنا اليه ان حركة تحرير دارفور ليست عنصرية ، وليست انفصالية، بل كما جاء في برنامجها انها تعمل على تلبية طموح شعب دارفور.
ومن حق اللجنة علينا التي جهرت بقولة الحق في وجه سلطان جائر، لشجاعتها ومصداقيتها ان ننشر اسمائها وفي واقع الامر فإن تقرير اللجنة هو شهادة امام العالم اجمع وتوضيح للرأي العام السوداني للجرائم التي ارتكبتها الانقاذ في دارفور.. مواصلة للمخطط الذي وضعه الترابي .
وهم :
1. ابو القاسم سيف الدين
2. جعفر محمد آدم قرو
3. ادريس يوسف احمد
4. فريق ركن محمد عبد الشافع محمد
5. محمد بركة محمد
6. صلاح الدين محمد الفضل
7. دكتور محمد احمد عبد الله
8. امين محمود محمد
9. خليل ادم عبد الكريم
10. الشرتاي عبد الله موسى
11. يوسف بخيت ادريس
12. ابراهيم يوسف اسحق
13. فاطمة محمد الفضل
14. العمدة محمود اسحق اتيم
15. تاج الدين ابراهيم الطاهر
16. عبد الحميد عباس عبد المحمود
17. هاشم عباس زايد. |
منقول من موقع جريدة الميدان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمدين محمد اسحق)
|
Quote: دارفور وضع النقاط على الحروف - فصل من كتاب تحت الإعداد بقلم الأستاذ/ سليمان حامد الحاج
ومن بين عشرات وثائق الاثبات التي بين ايدينا والتي تؤكد ان الانقاذ والجنجويد وجهان لعملة واحدة وانهما مسؤولان مسؤولية كاملة عن ما يحدث من مآسي في دارفور نستعرض هنا تصريح د. فرانسيس دينق لصحيفة الايام عدد 4 اغسطس 2004 :
(( على الرغم من نفي الحكومة للتعاون مع الجنجويد فإن الادلة التي يعتمد عليها تشير الى انهم لعبوا دوراً محورياً في التصدي لهجوم كاسح للمتمردين على القوات الحكومية. وهذا التحالف المبدئي وتعزيز القدرات العسكرية للجنجويد وعناصر مسلحة اخرى سوف يتطلب من الحكومة العمل بصورة وثيقة مع المجتمع الدولي في ايجاد اجراءات مناسبة لازاحة الخطر.))
كذلك ورد في المذكرة الشجاعة التي رفعها المحامي الشيخ محمد احمد الشيخ للسلطة للافراج عن المعتقل علي حسين دوسه نائب الدائرة 38 نيالا، في 10 يوليو 2004 وكان قد تم القبض عليه في نيالا في 15 مارس 2004 :
(( ان انفلات امثال هؤلاء الذين يحملون السلاح ويرتكبون التجاوزات بالقتل والبغي والترويع واحراق القرى.. ولا تطالهم او تطال قياداتهم القبلية يد الدولة بالقبض عليهم واعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة امام القضاء ،يثير المخاوف والظنون والريبة بأن لهم حصانة وميزة لا تخضعهم لمبدأ المساواة امام القانون.
وهو امر لا يقره شرع او قانون. وهو الامر الذي جعل المجتمع الدولي في الآونة الاخيرة يستعظم ما يحدث من مآسي في دارفور ويدعو الى التدخل. في اسابيع او شهور – ان لم يتم التوصل لوقف الحرب ومعالجة جذور اسبابها .))
نواصل الكشف لمحاولات السلطة الهادفة الى طمس معالم جرائمها التي ارتكبت منذ ايامها الاولى في دارفور.
في 14مايو 2004 اصدر بعض المغتربين وهم :
الرياض
المملكة العربية السعودية
1/ عبد الحميد بشير مانيس
تبوك
المملكة العربية السعودية
2/ د.طيفور سليمان علي
نيويورك
الولايات المتحدة الامريكية
3/ السيد الصادق ابراهيم جار النبي
تبوك
المملكة العربية السعودية
4/ السيد محمد ابراهيم عبد الله ريا
المملكة العربية السعودية
5/ المهندس هارون عثمان سام
سلطنة عمان
6/ الاستاذ حسن اركوي منادي
المملكة العربية السعودية
7/ المهندس تاج الدين حسن تاج الدين
المملكة العربية السعودية
8/ الدكتور عبد الله محمد حامد
الولايات المتحدة الامريكية
9/ الدكتور ابراهيم امام محمود
بريطانيا
10/مهندس ابراهيم دفع الله عبد البنات
بريطانيا
11/المهندس محمد ابراهيم عبد الله
مذكرة شجاعة نستعرض بعض ماورد فيها :
(.... في هذه الظروف انفجر في التسعينات تمرد مسلح بقيادة المهندس داؤود بولاد، وهو عضو في الجبهة القومية الاسلامية واحد قادتها ولكنه انفصل عنها عندما ايقن ان هناك استهداف لقبيلته وهي قبيلة الفور في مخطط الاستيلاء على الاراضي وحرب ابادة التطهير العرقي. وتبنت الحكومة استراتيجية ما يسمى بالحزام الامني العربي وهو يهدف الى تسليح الحكومة لبعض القبائل العربية في دارفور لتقوم بإبادة وتطهير القبائل غير العربية تطهيراً عرقياً واجبارهم على النزوح من مناطقهم واحلال هذه القبائل العربية مكانها على امتداد الحزام الممتد على طول الحدود الغربية والغربية الجنوبية، لا لشئ الا ليضمن النظام بقاءه .
عندما لمست الحكومة عدم تجاوب كبريات القبائل العربية مع هذا المخطط ، لجأت للاستعانة ببعض الجيوب العربية المتواجده في دول افريقية عدة اتت بهم واعدة اياهم بمنحهم الجنسية السودانية واحلالهم في مناطق القبائل العربية ان هم افلحوا في اجبارهم على التخلي عن هذه المناطق بشتى السبل .
حديث الرئيس البشير امام حشد كبير في شرق السودان (اننا لن نستمع الا لمن يحمل البندقية)احدث اثراً فعالاً في تأزيم الوضع. وهكذا فعل بعض اهالي دارفور فحملوا السلاح دفاعاً عن ارضهم وعرضهم وممتلكاتهم وارواحهم .
تلاحق مليشيات الجنجويد التابعة للحكومة النازحين في داخل تشاد كما حدث في مدينة الطينة التشادية ومعسكر فرخانة وفي المدن السودانية كما حدث في معسكر الانتفاضة في مدينة نيالا ومعسكر مايو في العاصمة الخرطوم.
استغلت الحكومة ايضاً ما يسمى بقوات جيش الرب المسيحية التي تقاتل الحكومة اليوغندية وتتخذ من جنوب السودان قواعد لها، وقد اكتسبت هذه الجماعة الشريرة خبرة وحشية في ممارسة الابادة الجماعية.)
ركزنا في عرضنا السابق للوثائق على تلك الصادرة من السلطة او الحركة الاسلامية او اللجان والمؤتمرات التي عقدتها جهات رسمية سواء في المركز او في عواصم ومدن ولايات دارفورالثلاث،الى جانب مذكرات وتصريحات عدد من المسؤولين الرسميين والمواطنين داخل وخارج الوطن .. وفي تقديرنا، فإنها جميعاً تمثل ادانة صارخة للحركة الاسلامية سواء منذ ان كانت موحدة تحت قيادة الترابي او في ظل شتاتها وانقساماتها الحالية، وتكشف تورطها التاريخي في مخطط دارفور.
تفادينا فيما سبق اي استشهاد برأي او وثيقة او تقرير او صحيفة او منظمة اجنبية، على سعة ما كتبت ووثقت وكشفت من حقائق. وكان هدفنا هو محاكمة السلطة بأقوالها وافعالها، ولتحري الدقة والمصداقية فيما تحت يدينا من وثائق من منظمات عالمية مختلفة بينها منظمات للاغاثة واخرى لحقوق الانسان وبعض من تنظيمات المجتمع المدني الاخرى في شتى بلدان العالم .
نشذ عن هذه القاعدة التي التزمنا بإتباعها في هذا الكتاب، وبشكل خاص في هذا الفصل ونورد بعضاً من حصيلة ما اوردته منظمة امنستي انترناشونال ومقرها لندن .
AMNESTY INTERNATIONAL ذات الشهرة الواسعة ونفعل ذلك بعد مقارنة ومضاهاة واسعة ودقيقة للمعلومات التي اوردها مراسلوها المقيمون في ولايات دارفور وزيارات العديد من مسؤوليها للاقليم عدة مرات، ودخلوا مختلف معسكرات النازحين بما فيها تلك الموجودة في تشاد .
جاء في تقرير المنظمة في 15 مارس 2004 (بالانجليزية): لم تحرز حكومة السودان اي تقدم فيما يتعلق بحماية المدنيين الذين تضرروا من النزاع في دارفور فقد قتل المئات وحرقت عشرات القرى على يد الجنجويد المدعومين من الحكومة خلال الاسبوعين الماضيين فقط .
وهذا وضع لا يمكن ان تنطلي فيه حجة ان السلطة فقدت السيطرة .. بل الحقيقة هي ان السلطة تسمح بتلك الانتهاكات وتدعمها وتعمل في تناسق معها لاقتلاع المواطنين من اراضيهم وقراهم وفق خطة متفق عليها .
فخلال غارة من الجنجويد على حوالي عشرة قرى في منطقة طويلة الواقعة بين كبكابية والفاشر في شمال دارفور في الفترة 27-29 فبراير 2004 ذكر شهود عيان من منظمة العمل الانساني التابعة للامم المتحدة الذين زاروا تلك القرى بعد الغارات المشار اليها مباشرة، ان 80 مواطناً قتلوا وان عدداً من الطالبات تم اغتصابهن وتنتشر في المنطقة حالة من الدمار والهلع.
وفي 6 مارس 2004 هاجم الجنجويد الذين كانوا يستقلون ثلاث عربات لاندكروزر ويمتطي ستون منهم الجياد، قرية كبيرة هي الكرينك، التي تقع في ولاية غرب دارفور، غرب الجنينة، وكانت تغص باللاجئين فقتلوا 15 من بينهم طفل.
في 8 مارس 2004 قتلوا ثلاثة اطفال من بين اثني عشر من سكان قرية عيشه برا التي تقع غرب الجنينة بالقرب من الحدود التشادية.
وفي معسكر قوكار الذي لا يبعد كثيرا من مدينة الجنينة حيث حشر فيه ما لا يقل عن خمسة آلآف لاجئ، ليس لديهم طعام ولا دواء ولا ظل يقيهم حرارة الشمس، وفي مدينة الجنينة نفسها يحتشد اكثر من 100 ألف من المقتلعين من ديارهم .
في شبه المدينة المسماة مورني، والتي تفيض بالنازحين، يعانون من شح المياه والغذاء وانعدام الادويه ولا يوجد اثر لاطباء او ممرضين وبدأت (الدياريا) DIARRHOEA والحمى تفتك بهم ويموت عشرة منهم يومياً على الاقل .
الحكومة لا تزال تمنع بصرامة المساعدات الانسانية لأهالي دارفور رغم حالتهم هذه، ولا تبدي اي اهتمام او استجابة للكارثة الانسانية. ولهذه الاسباب حدث تأخير المساعدات المقررة في هيئة الامم المتحدة والمنظمات الطوعية الاخرى. ولم تستطع هذه المنظمات الوصول الى عشرات الآلاف من الناس المحتاجين للاغاثة العاجلة.
في هذه الفترة يمتد الصراع الى تشاد بسبب تخطي الجنجويد للحدود السودانية ودخول تشاد والاغارة على معسكرات النازحين فيها .وذكر شهود عيان ان اكثر من مائة لاجئ ومواطن تشادي قد قتلوا ونهبت اعداد هائلة من الماشية .
في مارس 2004 تخطى خمسة وثلاثون مسلحاً من الجنجويد الحدود السودانية الى داخل تشاد وهاجموا قرى ابسوجو واوليندالو، وقتلوا وجرحوا العديد من المواطنين والنازحين ونهبوا 100 رأس من الماشية.
ان المعلومات الموثقة التي لدى منظمة العفو الدولية "امنستي انترناشونال" تشير الى ان حكومة السودان تشجع اعمال الجنجويد هذه وتدعمهم بل وتنسق لهم العمليات وتسهم فيها فقد وصف اللاجئون في المعسكرات الواقعة داخل تشاد ان الجنجويد الذين يهاجمون القرى بصحبة جنود من القوات المسلحة السودانية ،في كثير من الاحيان يرتدون زي القوات المسلحة .
طوال السنوات الماضية لم يلق القبض على اي من افراد الجنجويد او تقديمهم لمحاكمة ولو بجنحة واحدة .
ان حكومة السودان بهذه الافعال تخرق المادة 3 من اتفاقية جنيف التي تلزمها بحماية الاشخاص، بما فيهم المدنيين وتفرض ان يعاملوا معاملة انسانية وتحرم بوضوح استعمال العنف ضدهم او تعريض حياتهم لاي مخاطر خاصة القتل.
كما تحرم تدمير ونهب ممتلكات المواطنين ووسائل كسب عيشهم.
يدعم ويؤكد مصداقية ما اورده تقرير امنستي انترناشونال الاحتجاجات التي قدمتها الحكومة التشادية ضد حكومة السودان وتناقلتها الصحف ووكالات الانباء الداخلية والعالمية .
اوردت صحيفة الصحافة في عددها بتاريخ اول مايو2004 ان الحكومة التشادية اعلنت انها نشرت وحدات من قواتها المسلحة على الحدود مع السودان عقب اشتباكات مع قوات سودانية. واوضح متحدث باسم الحكومة التشادية ان مهمة القوات حماية السكان المدنيين واللاجئين من الاشتباكات. وقال ان الاشتباكات جاءت في اعقاب غارة نفذتها مليشيات مسلحة منطلقة من دارفور على الارض التشادية.
واضاف المسؤول التشادي ان شخصا واحداً قتل حين هاجمت المليشيات معسكراً للاجئي دارفور داخل الاراضي التشادية. وتتبع الجيش التشادي مسار تلك المليشيات عقب انتهاء هجومها على المعسكر واشتبك معها قبيل وصولها الى الحدود التشادية السودانية وان المليشيات تمكنت من عبور الحدود الى السودان.
كذلك جاء في صحيفة الايام عدد 11 مايو2004 :
تاتي هذه التطورات بعيد اعلان تشاد ان جيشها قتل 60 من افراد مليشيات عربية سودانية بعد قيامهم بمهاجمة قرية على الحدود التشادية وقال وزير الدفاع التشادي ايمانويل نادينجار ان جندياً تشادياً وسبعة مدنيين قتلوا في المصادمات التي وقعت يوم الاربعاء في قرية دجانجا شرقي تشاد وقال نادينجار، لدينا التزام بحماية شعبنا وحدودنا وهذا مانعتزم القيام به. وان الجيش تصدى لوقوع انتهاكات من طائرات مروحية للمجال الجوي التشادي بالاضافة الى توغل مليشيات عربية في الاراضي التشادية، مشيراً الى ان الاجراءات السودانية في الايام الاخيرة اتسمت بالعدوانية.
وجاء في صحيفة الايام ايضاً عدد الاحد8/8/ 2004 :
انحى تقرير الامم المتحدة حول دارفور باللائمة على الحكومة السودانية بسبب اعمال القتل التي ارتكبت في الاقليم وقالت اسماء جاهنجير المفتشة في الامم المتحدة التي زارت الاقليم في تقريرها ان حكومة السودان مسؤولة عن اعدام عدد كبير من الناس وان عمليات القتل ترقى الى مستوى (جرائم ضد الانسانية) وان ملايين المدنيين كانوا في خطر وان الحكومة تتناسى الكارثة الانسانية في دارفور وهذا الانكار للكارثة يبعث على الصدمة وان رد فعل كهذا بالرغم من صرخات العالم يشير اما الى عدم احترام حق شعب دارفور في الحياة او التورط في الاحداث .
وفي تقديرنا ان كلا الاستنتاجين وارد وصحيح .
الحركة المسلحة في دارفور:
في هذا الفصل نحاول القاء بعض الضوء على اهداف الحركة المسلحة في دارفور .وننبه هنا ان هذا ليس تقييماً للحركة ،بل ايراداً لبعض الحقائق كما يراها اهل دارفور في الحركة وموقفهم منها ومحاولات الحكومة اللاهثة لتشويه طرح الحركة ومواقفها.
فقد سخرت السلطة كل اجهزة اعلامها لتشويه الحركة المسلحة واهدافها، فتارة تصفهم بالقلة المارقة والخارجين عن القانون واحياناً بأنهم لصوص وقطاع طرق ولا هم لهم سوى ترويع المواطنين ونهب ممتلكاتهم وانهم ليسوا سوى عصابات مسلحة.
تفعل سلطة الجبهة القومية الاسلامية ذلك لتصرف انظار الناس عن المخطط المسكوت عليه والتي تعمل على تنفيذه بكل خداع ومكر.
غير انك كما يقول المثل، تستطيع ان تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكنك يستحيل ان تخدع كل الناس كل الوقت.
خاصة في عصر اصبح فيه العالم نسيجاً متداخلاً، وما عادت الاحداث والاخبار يتناقلها الرواة بل تصلك في لمح البصر عبر الاقمار المتربعة في سماء بلدك وتقف فوق راسك ، فما بالك ان كانت هناك عدة اقمار تعمل الان في دارفور وبمقدورها نقل حركة شاه رضيعه.
ولهذا غشيم ومستهتر حقاً من يزعم انه يستطيع اخفاء ممارساته داخل ثوبه او تحت جلده ناهيك عن الطائرات المروحية والدبابات واسراب الجنجويد على خيولهم وجميعها تفتك بالمواطنين.
جاء في تلخيص اهالي دارفور في مبادرتهم التي اشرنا اليها في هذا الفصل :
يقود التمرد المسلح في دارفور كل من حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة وترى الحركتان حسب القواسم المشتركة لبرامجها المطروحة على الساحة السياسية والاعلامية ان التمرد المسلح هو حركة وطنية قومية باهدافها وبرامجها واستراتيجيتها وتعمل من اجل سودان جديد يكون وطناً لكل اهله ويقوم على اتحاد اقاليمه بشكل طوعي في نظام فدرالي وعلى عقد اجتماعي يحدد العلاقة بين الدولة والمواطن ويقوم على العدل والمساواة والحرية والديمقراطية ودون استغلال او تهميش لاي طرف من اطرافه او مجتمعاته وان تكون المواطنة هي اساس الحكم .
ان خصوصية دارفور في هذا الطرح جاءت لانها المنطقة التي انطلقت منها الثورة المسلحة ومركز ادارة عملياتها في المواجهة هذا فضلا عن ان اهل دارفور ظلوا يعبرون عن ظلاماتهم منذ مطلع الستينات ويعبرون عن تطلعاتهم نحو التنمية والتطور والمشاركة الفعلية في السلطة السياسية والسيادية وظلت اغلب الحكومات منذ الاستقلال ترفض الاستجابة لمطالبهم وتتصدى لهم بالقمع العسكري والاساليب الأمنية .
انهم لم يحملوا السلاح رغبة في الحرب، إنما لان حكومة الانقاذ لم تترك لهم خياراً، خاصة وانها اعلنت انها لن تفاوض إلا من يحملون السلاح.
مع ذلك فهم يؤكدون ومن خلال جهد المخلصين من ابناء الوطن انهم مستعدون للحوار مع الحكومة حول القضايا التي حتمت عليهم حمل السلاح، على ان يتوفر لهذا الطرح شروطه وظروفه الموضوعية، وهي:
اولاً: ان تعترف الحكومة بان هذا الصراع المسلح هو صراع سياسي حقيقي وموضوعه (قسمة الثروة والسلطة بين اقاليم السودان)
ثانياً: ان توقف الحكومة سعيها وممارساتها الهادفة الى تمزيق النسيج الاجتماعي وخلخلة التعايش السلمي بين قبائل دارفور.
ثالثاً: ان تعترف الحكومة بالحل السلمي العادل كخيار استراتيجي.
رابعاً: ان تتوفر اجواء الثقة وضمان الحوار عبر وساطة طرف ثالث.
وتؤكد مبادرة اهل دارفور ان هذه هي اجندة الحركة المسلحة وشروطها المعلنة التي تنقلها من مصادرها باختصار.
وجاء في البيان الذي اصدرته حركة تحرير السودان وهو يعبر عن جوهر برنامجها ومقترحاتها لحل الازمة مايلي :
استجابة لمعطيات الواقع السوداني المرير الذي جاء نتيجة لسياسات السلطات التي تعاقبت على السلطة السياسية والتنفيذية في السودان منذ العام 1956 ختاماً بسلطة الجبهة القومية الاسلامية، عملت على تقسيم ابناء الوطن الواحد بنهج سياسة فرق تسد، وعدم المساواة في تقسيم ثروات البلاد وعدم المشاركة الفاعلة في السلطة وتبنيها لاجندة لا تخدم مصلحة البلاد. تجسد كل هذا في دارفور بشكل صارخ .
كل ذلك دفع الشعب الدارفوري بشكل خاص للوقوف ضد سياسات النظام الحالي الذي وصل الى السلطة بانقلاب عسكري في 30 يونيو 1989 م.
هذه الحركة تمثل نضال شعب دارفور لحل قضاياهم الاساسية في اطار الحل الشامل لازمة البلاد الى حين ازاحة النظام.
واستجابة لجهود الوساطة المبذولة من قبل ابناء الاقليم لحل قضايا دارفور بالوسائل السلمية، ترحب الحركة بكل الحلول المطروحة طالما تصب في مصلحة البلاد شريطة ان تكون الحلول ملبية لتطلعات الشعب الدارفوري والسودان بشكل عام .
عليه تتقدم الحركة بالتوصيات ادناه لعلها تجد الآذان الصاغية من النظام:
1) الوصول لحل مرضي لابناء دارفور على ان يشمل الحل كل ابناء دارفور دون تقسيم قبلي لان القضية ليست قاصرة على قضية فور وزغاوة . القضية قضية بلد باكمله وتمثل هذه خطوة كبيرة لنبذ القبلية والجهوية.
2) على النظام وقف العمليات العسكرية العدائية تجاه الحركة والمدنيين حتى يخلق مناخ طيب لتنفيذ ما يتفق عليه .
3) على النظام الاعتراف بان ما يحدث في دارفور هو نضال حركة شعب دارفور والسودان وليس غيرهما.
4) رفع الحصار الاقتصادي على كل مناطق دارفور مثل وقف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية بغرض تجويع وترويع الشعب، وهذا سلاح نرفضه.
وتطالب الحركة النظام للوصول لحل مرضي بما يلي:
1. التعامل مع دارفور باعتبارها كيان سياسي واحد.
2. نطالب بقسمة عادلة لثروة البلاد ومعالجة كل القضايا الملحة (البنى التحتية: الطرق والجسور، الكهرباء،الماء النقي، طريق الانقاذ ،الخدمات الصحية والتعليمية، استتباب الامن، فض النزاعات القبلية..الخ
3. انشاء مشاريع تنموية في دارفور بدعم قومي اذ ان دارفور لم ينشأ فيها اي مشروع تنموي منذ ان نالت البلاد استقلالها وكل المشاريع التي اقيمت سابقاً كانت معظمها مشاريع ابحاث بدعم اجنبي عملت الحكومة على طردها (مشروع جبل مرة، ساق النعام، غزالة جاوزت، مشروع السافنا)
4. مراجعة كل قرارات مؤتمرات الصلح السابقة وتنفيذ ما توصلت اليه. (دفع جميع الديات للذين قتلوا في الفترة 1989 حتى تاريخ اليوم وتشمل الذين قتلتهم الحكومة والذين قتلهم الجنجويد.)
5. نطالب بحكم ذاتي في دارفور
6. عدم الانحياز لمجموعة دون اخرى وان يكون الجميع متساوين امام القانون – اي تأكيد حياد الاجهزة القضائية والامنية حتى تقوم بالدور المنوط بها
7. استيعاب ابناء الاقليم في مؤسسات الدولة دون تمييز.
8. اطلاق سراح كل المعتقلين.
واستكملت حركة تحرير السودان بيانها ذلك بمبادرة للتعايش السلمي والتحديث الاجتماعي لاهل دارفور جاء فيها:
اننا في حركة تحرير السودان نطرح مبادرة للوئام الاجتماعي بين اهل دارفور لتحقيق التعايش السلمي والتحديث.
ان ارض دارفور شاسعة ولكننا في حاجة لتغيير نمط الانتاج الزراعي والرعوي وذلك بتغيير عقلية المسارات والصواني وزرائب الهوى والصراع غير المبرر على الارض وانتهاج سياسة تكييف بيئي تسمح للمزارع بالزراعة المنتجه والراعي بالرعي المثمر عبر تحديث وسائل الانتاج لتواكب العصر الذي نعيش فيه .
ان نمط الانتاج المتنقل من زراعة ورعي هو اسلوب بدائي تجاوزته البشرية ومن العيب ان نصر عليه وندفع في سبيله الدماء وتمزق الاوطان.
إن الحواكير وراثة شعبية وملكية تاريخية ادبية ولكنها ليست سوى وسيلة لحرمان الاخرين في حق العيش الكريم في ارض دارفور بالحسنى والترابط .
واستناداً للفقرة الثانية من اهداف حركة تحرير السودان الواردة في ميثاقها والتي تنص على اقامة نظام ديمقراطي راسخ يشارك فيه جميع اهل السودان وفقاً لخياراتهم الحرة، تبنى المؤتمر التشاوري لحركة تحرير السودان المنعقد في 11 اكتوبر 2003 بقارسليا في الاراضي المحررة الحوار على ضوء هذا الطرح مع جميع القوى السياسية السودانية للوصول لاتفاق حد ادنى يحقق شروط بناء سودان جديد تسوده العدالة والشفافية والحكم الديمقراطي الرشيد المستند على احترام حقوق الانسان واحترام التعدد والتنوع في السودان. وكان اهل دارفور صادقين عندما قالوا في مبادرتهم التي انبثقت عن مؤتمرهم التشاوري في الفاشر ان هذه القضايا هي ذات القضايا التي عالجها مؤتمرهم .
وكان التجمع الوطني الديمقراطي على حق عندما قبل حركة تحرير السودان عضواً فيه على ضوء برامجها هذه. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمدين محمد اسحق)
|
Quote: دارفور وضع النقاط على الحروف - فصل من كتاب تحت الإعداد بقلم الأستاذ/ سليمان حامد الحاج
اصرار السلطة على اخفاء الحقائق عن الشعب :
عملت سلطة الانقاذ كل مافي وسعها للتعتيم على ما يجري في دارفور واخفاء الحقائق عن الشعب السوداني والرأي العام الاقليمي والعالمي لتتمكن من مواصلة تنفيذ مخططها، تمثل ذلك في التالي:
أولاً: بعد مايقرب من العامين من ضغوط الراي العام السوداني والاقليمي والعالمي المطالب بالتحقيق في ما يرتكب من مآسي في دارفور وبعد انفجار الموقف بصورة حادة بعد قيام حركتين مسلحتين في الاقليم في ابريل 2003 وتحت اصرار ومطالبة العالم بوقف اطلاق النار وكل العمل العسكري وحل المشكلة سلمياً عبر الحوار بالجلوس الى مائدة المفاوضات ومطالبة كافة اطراف المعارضة السودانية بقيام مؤتمر قومي جامع يضم كافة قوى المعارضة واهل دارفور بما فيهم الحركة المسلحة بشقيها، اعترافاً بان القضية سياسية وتستوجب حلاً سياسياً وليس عسكرياً ... الا ان السلطة ضربت بكل النداءات عرض الحائط وكونت لجنة منحازة لتنظر في مشكلة دارفور وتقدم الحلول لها، ويدل على انحياز اللجنة للسطة وعدم قوميتها ان ثلاثة وسبعين من اعضائها البالغ عددهم اربعة وتسعون مواطناً هم اعضاء في المؤتمر الوطني، ومن بينهم واحد وعشرين من شاغري المناصب الدستورية ،وخمسة عشر نائباً في المجلس الوطني ،وحتى من بين هؤلاء لايزيد عدد ابناء دارفور عن سبعة وثلاثين شخصاً، ومع ذلك فإن رئيس اللجنة من غير ابناء دارفور.
لهذا لم تقدم اللجنة عملاً مفيداً يذكر، بدليل استمرار القتال وتفاقم المشاكل وتحولها الى مأساة كارثية ودولت قضية دارفور. كل ذلك يؤكد ان اللجنة لم تكن سوى ديكور وغطاء لخداع الراي العام المحلي والاقليمي والعالمي.
وهذا هو منهج الجبهة القومية الاسلامية واحد اركان تنظيمها.
ثانياً: بفعل ذات الضغوط التي كثفت على الحكومة، اجبرت على تكوين لجنة لتقصي الحقائق في مأساة دارفور برئاسة مولانا دفع الله الحاج يوسف، احد الاعضاء السابقين والمؤسسين في تنظيم الاخوان المسلمين وامتداداته وطرزت اللجنة ببعض العناصر المعادية للسلطة.
لا اعتراض لنا على رئيس اللجنة او اعضائها طالما بقيت محايدة وعملت وفق قانون 1954 الذي يمنحها الاستقلالية وحرية الحركة ومع ذلك فإن القضية تطورت لتصبح اكثر تعقيداً من ان تقوم بها لجنة قانونية مهما بلغت درجة حيدتها ونزاهتها خاصة والطرف والأساسي في المأساة هو الحكومة نفسها والذي اصدر رئيسها مرسوماً جمهورياً رئاسياً بتكوينها، مما يجعل عمل اللجنة عسيراً وعصياً ان لم يكن مستحيلاً في الوصول الى الحقائق من الذين وقع عليهم الضرر من المسحوقين من اهلنا في دارفور، الى جانب ان من ستتعاون معهم في ولايات الاقليم الثلاث من ولاة ومعتمدين ومحافظين وغيرهم يحيط بمعظمهم الكثير من الريبة والشك خاصة من قبل اهالي دارفور.
هذا الى جانب الظروف غير المواتية التي تعيق حركة اللجنة بتصاعد العمليات العسكرية والانفلات الامني مما يجعل الوصول الى مكمن الحقائق امراً عسيراً .
فإن كانت لجنة الفور المنبثقة عن المؤتمر التشاوري الذي عقد في الفاشر برئاسة رئيس آلية حفظ الامن وبسط هيبة الدولة في دارفور، عجزت كما اشرنا من قبل عن مواصلة عملها بسبب الحرب وهي تعمل في مساحة محدودة من الاقليم، فما بالك في لجنة عليها الطواف على كل الاقليم بل وبعض اجزاء السودان اذا اقتضى الامر ذلك.
ثالثاً: رفضت الحكومة قيام المؤتمر الجامع الذي تواضعت عليه كل قوى المعارضة ليبحث جذور المشكلة ويضع الحلول العاجلة والمستدامة لها.
وهذا يعكس طبيعة السلطة التي تكن عداءاً اصيلاً للراي الآخر ولأية مساهمة من خارج جراب رايها حتى ولو اجمع عليها كل اهل السودان لحلول ازمة الوطن بالمشورة والتناصح الذي صار شعاراً خاوياً تلوكه الحكومة قولاً دون قرنه بالفعل .
ولو قدر لهذا المؤتمر الجامع ان ينعقد منذ ذلك الوقت المبكر لحال دون تدويل القضية ولدرء مخاطر التدخل العسكري .
رابعاً: سوفت السلطة في تنفيذ قرارات وتوصيات مؤتمرات الصلح التي عقدت منذ سنوات كما اشار الملتقى التشاوري لاهل دارفور، ولم تنفذ ماجاء في معظم ما اتخذته تلك المؤتمرات من قرارات مثل دفع الديات لعشرات بل مئات القتلى من القبائل المختلفة مما عمق الغبن وفاقم من عدم مصداقية السلطة. وحتى الآن لا يعرف اهل دارفور مصير تلك القرارات التي انتهت بانتهاء الجلسة الاخيرة للمؤتمر.
خامساً: منع الصحف من نشر الحقائق عن دارفور قبل اخضاع كل ما تكتبه عنها للمراجعة من قبل الاجهزة الامنية، امعاناً في اخفاء الحقائق عن الشعب.
سادساً: فبركة ما يحدث في دارفور وزخرفة صور الأحداث بما يتوافق وسياسة واهداف السلطة والدليل على ذلك ما جاء في وثيقة جهاز الامن الموجهة للعناصر العاملة في اجهزة الاعلام المختلفة صدرت في 18 يوليو2004 ونشرتها صحيفة الميدان في عدد يوليو2004 .
نعيد هنا نشر الوثيقة كاملة لتأكيد صحة مانقول :
نص وثيقة جهاز الامن
(موجهات وخطوط عامة للتعامل الاعلامي مع فتنة دارفور)
• الاستهداف المكثف للقيادات المهاجرة المعادية للوطن من خلال ملفاتها الشخصية وما يتوفر حولها من معلومات.
• اعداد تقارير مصورة وتقديمها جاهزة للقنوات والمحطات الفضائية لبثها.
• اعادة توظيف انتهاكات المتمردين( اختطاف ناظر البرتي الصادق عباس ضو البيت، اعتداءات برام، حادثة يس- الرزيقات والبرتي ...الخ)
• تمرير المعلومات لمجموعة الاستكتاب اولاً بأول حسب ورودها.
• المزيد من الابراز لموسى هلال وآرائه بل والابراز لقادة القبائل العربية الآخرين للدفاع عن ما يلصق بهم زوراً وكيداً .
• توفير معلومات دقيقة (جرد حساب) للاسهام الانساني للدول والمنظمات الاجنبية لخلق وجود اعلامي دائم من خلال المراسلين والصحفيين بعواصم دارفور مع تنظيم زيارات مستمرة للمجموعة وغيرها من الصحفيين والاعلاميين للوقوف على ما يجري هناك بتفاصيله .
• افراغ مصطلح جنجويد من محتواه الذي يقصد به الغرب والاعداء حيث يقصدون به كل عربي برئ كان ام مجرماً، واعادة المصطلح لمعناه الحقيقي الذي يعني كل مجرم ونهاب وخارج عن القانون .
• ابراز المصطلحات الاخرى (تورا بورا- بشمرقة) وجرائمهم الفظيعة.
• العمل على توظيف رسائل المحطات والولايات والصحف الاجنبية والعربية.
• تفعيل ابناء دارفور وتوظيفهم في خدمة الحملة الاعلامية.
• الحرص على التناغم بين ما ينشر في الداخل والخارج.
• توضيح الاسباب التي ادت لحرق بعض القرى وتبيان أن قادة الفتنة يقتلون وينهبون ثم يهرعون لبعض القرى ويتحصنون بها للنجاة من الملاحقة.
[تصور، يحرقون مئات القرى بما فيها من البشر والحيوانات بحجة ان قادة الفتنة يتحصنون بها – فيالها من حجة بالغة البؤس والتعاسة لتبرير الوحشية في تنفيذ المخطط.]
• تفعيل الجهات الشعبية والمدنية لاصدار البيانات ورفع المذكرات لمختلف الجهات وفي مختلف الاحداث وبثها على اوسع نطاق .
• استنطاق الرموز القومية (المشير سوارالذهب ،الدكتور الجزولي دفع الله ،الاستاذ سر الختم الخليفة) وغيرهم اضافة للقيادات المعروفة من ابناء دارفور .
• توظيف كتاب د. التجاني مصطفى حول الصراع في دارفور .
• القوة والمبادرة في الطرح وعدم التهيب والتردد.
• استصحاب القضايا الاساسية التي (يلوكها) الغرب والاعلام الخارجي والرد عليها بالحقائق والمعلومات والانطلاق لمهاجمتهم .
• عدم التركيز على التصنيف الحاد بين العرب وغير العرب بحيث نصف هؤلاء جميعهم كأنهم مجرمون وأولئك جميعهم كأنهم ابرياء .
• زيادة مساحة المبادرة و(الهجوم) في التلفزيون بدلاً عن (الدفاع) والتبرير .
• اعتماد مصطلح (فتنة دارفور) لقوته وتأثيره وبعده النفسي وكونه اقرب المصطلحات دقة لوصف مايجري الآن هناك بواسطة العصابات الخارجة.
• التكرار واعادة النشر في قوالب مختلفة دون ملل .
• عدم تبني موقف الحكومة في كل الاوقات والقضايا .
• التركيز على استخدام الصورة وعمل سيناريوهات وقصص خبرية مصورة عن الاعتداءات التي تمت وبث ذلك خاصة على الانترنت.
• الطرق باستمرار على الدور الفعلي لحركة قرنق في اشعال ودعم معسكر الفتنة في دارفور وامدادها بما تحتاج .
• التطرف في الطرح والتحليل لتخويف الآخرين وارسال رسائل قوية لهم ومن ذلك مثلاً:
i. مهاجمة دول الغرب (امريكا، بريطانيا‘ المانيا) وتوضيح تحيزهم وعدم شفافيتهم واعتمادهم على تقارير مفبركة ومعلومات مغلوطة ونسوق امثلة لذلك في السودان والدول الاخرى.
ii. الاشارة الى الضغط والتدخل ويمكن ان يحول السودان المسالم الى بؤرة تطرف اسوأ من العراق وافغانستان.
iii. مهاجمة القيادات السودانية التي تغذي الفتنة وتلفق التقارير بالخارج والمطالبة بمحاكمتهم وسحب الجنسيات منهم ومطاردتهم بالانتربول .
iv. يمكن ان يطالب البعض بإغلاق اي سفارة او طرد سفير.
• توضيح ان نزع السلاح من الجنجويد او غيرهم لا يمكن ان يتم بسرعة (اسابيع او شهور) ولا يمكن ان يتم بالقوة وانما يتم ذلك وفق خطة مدروسة وحل سياسي يجعل المواطن مطمئن على نفسه وممتلكاته .
• ابراز مجهودات الحكومة في بسط الامن والعدالة ونشر الشرطة والنيابات لتحقيقه وان ذلك بدأ يؤتي ثماره.
• ابراز حجم العودة الطوعية للنازحين بعد توفير الامن والاحتياجات لهم .
• الاشارة الى التعايش القبلي وان معسكرات النازحين من القبائل غير العربية توجد احياناً وسط القبائل العربية وهي آمنه وفي ذلك دليل على التعايش وان ليس كل عربي هو معتد ومجرم .
• تعميم خطاب للعالم الخارجي وفق لغته و(مزاجه) حتى نؤثر فيه وفي ذلك ينبغي ان نركز على الصورة المؤثرة.
• قيادة خطاب نفسي لاهل دارفور الموجودين بدارفور او خارجها يطمئنهم في نواحي الامن والاستقرار ويدفع للحياة الطبيعية .
• ابراز جهود الدولة العدلية والقانونية نحو محاربة ومحاكمة الخارجين على القانون من كل القبائل.
• العلاقة مع ليبيا ممتازة وبيننا وبينهم تعاون تام وليس هناك اي دور رسمي مرصود ضد بلادنا دعماً لفتنة دارفور، لكن يمكن مهاجمة اتفاق الجماهيرية مع برنامج الغذاء العالمي (W.F.P) لتمرير المعونات الانسانية الى دارفور باعتبار انه تم دون اخطار او الاتفاق مع الحكومة السودانية.
[لاحظ: مدى الوحشية في الاصرار على ابادة شعب دارفور بتجويعه وذلك بمنع الغذاء عنه بحجج واهية.]
• التعامل مع دولة تشاد بتوازن ووعي والالمام بوضعية الرئيس دبي.
• مهاجمة الحركات المتمردة بدارفور ومجموعة الشعبي وتحميلهم مسؤولية السيناريو الذي حدث ،وأدى لاجهاض مفاوضات اديس ابابا.
(انتهت الوثيقة)
سابعاً: منع السلطة لاي عمل يستهدف المساهمة بالرأي في حل مشكلة دارفور او التفاكر حولها بين القوى السياسية المختلفة، وأقرب مثال لذلك، هو منع السلطات الامنية انعقاد اللقاء الذي كان مقرراً قيامه في مركز عبد الكريم ميرغني بامدرمان في 7/8/2004 واعتقال رئيس الهيئة الشعبية لنداء الوطن (نداء دارفور هذا او الطوفان) وثلاثة من عضويتها بينهم الاستاذ يوسف حسين عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني والناطق الرسمي بإسم الحزب. رغم حصول الهيئة على التصديق من ممثل رئيس الجمهورية لولايات دارفور ووزير الداخلية منذ الرابع من اغسطس 2004 .
ثامناً: مماطلة السلطة وتسويفها في تنفيذ الاتفاقات التي أبرمتها مع هيئة الامم المتحدة بحجج وتبريرات مختلفة مثل ضيق المهلة الزمنية، في الوقت الذي وافقت فيه السلطة على كل التفاصيل ووقعت عليها بما فيها الفترة الزمنية.
وما هو هام ان الشعب السوداني بما فيه احزابه السياسية ومنظماته النقابية وتنظيمات المجتمع المدني الاخرى لم تطلعهم السلطة على تلك التفاصيل او تستشيرهم في قضية بالغة الاهمية بالنسبة لمستقبل الوطن. بل وتقرر مصيره، وتحمل شعب السودان تبعات كل ما ينتج عن التدخل العسكري اذا وقع .
وبما ان قرار مجلس الامن قد اتخذ بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة المتعلق بالاجراءات الواجب اتخاذها عندما يحدث تهديد للسلام او اي اعمال عدوانية، فذلك يسمح لمجلس الامن باستخدام قوات عسكرية سواء كانت تعمل تحت علم الامم المتحدة او بتفويضه لاي دولة او مجموعة دول في اي قارة من العالم للقيام بهذه المهمة نيابة عنه.
ان اصرار سلطة الجبهة القومية الاسلامية على عدم كشف الحقائق للشعب والتعتيم عليها، ورفض اي مشاركة بالرأي من المعارضة يؤكد خوف الانقاذ من افتضاح المخطط المسكوت عليه، وتعرية وكشف جرائمها في دارفور. وهي بهذا الاسلوب الذي يتخفى تحت الانفراد بالرأي والتعالي وتهميش الاخرين، اسلوب مفضوح ولن يؤدي في نهاية المطاف سوى الى تعميق ازمة البلاد في درافور وغير دارفور ويفاقم من مشاكل الوطن ويدخله في نفق مظلم بانتقال كارثة دارفور الى مناطق اخرى من البلاد.
سلطة الانقاذ تتحمل المسؤلية الكاملة لكل نتائج وتبعات مايحدث. وقد اضاعت فرصاً واسعة من المقترحات للحلول ووجهت بنوايا حسنة من كل قوى المعارضة للاسهام في حل ازمة الوطن في درافور وغير دارفور عبر الحوار للوصول للحل السياسي الديمقراطي الشامل للازمة غير انها رفضتها جميعها، ولم يصدر منها سوى الاقوال والشعارات التي تتناقض تناقضاً تاماً مع افعالها.
الحلول العاجلة لازمة دارفور: سبل الخروج من المأساة :
اولاً: نضال كافة قوى المعارضة بالعمل المثابر لاجبار الحكومة على ايقاف السير في تنفيذ مخطط الحزام الامني العربي الاسلامي والذي يمثل العقبة الكؤود امام اي حل لمشكلة دارفور. بدون نسف هذا المخطط فإن اي حل للقضية سيكون مؤقتاً ويظل هشاً وقابلاً للاستئناف طالما ظل التيار العروبي الاسلامي مصمماً على ايديولوجيته وبرنامجه.
ثانياً: تعترف الحكومة بان مشكلة دارفور سياسية واقتصادية واجتماعية ولايمكن حلها عبر العمل العسكري كما اكدت التجربة، وان الحل السلمي سيفرض نفسه طالما يقف وراءه شعب السودان ويدعمه راي عالمي مستنير ومدرك لابعاد وعمق المأساة .
فإن كانت تصريحات رئيس الجمهورية ونائبه الاول جادة حقاً في معاملة قضية دارفور مثل تلك الاقاليم التي عالجتها بروتوكولات مشاكوس ونيفاشا، فعليها ان تحول اقوالها الى افعال، وتضع اجندة دارفور امام مؤتمر قومي جامع، وما يخرج به المؤتمر من قرارات وتوصيات يصبح جزءاً لا يتجزأ من المناقشات في نيفاشا قبل التوقيع النهائي على الاتفاقية، ليصبح الحل لمشكلة دارفور وكل ازمة الوطن قومياً بحق.
سلطة الانقاذ تترك هذا الحل الموضوعي العقلاني وتهرب الى الامام بحثاً عن حل بعيداً عن شعب السودان في مؤتمرات عربية وافريقية هي ادرى بحجمها وابعاد فعاليتها ومدى استقلالها عن مواقع النفوذ العالمية .
اننا نقدر كل التقدير ماقامت و تقوم به شعوب العالم والحكومات الداعمة لحقوق الانسان والعاملة من اجل الديمقراطية في تضامنها الذي لم يفتر ولم يتوقف مع الشعب السوداني في كل المحن التي مر بها، وندعوها الي مواصلة دورها في تقديم كل ماتيسر لها من انواع الاغاثة لانقاذ اهل دارفور من مأساتهم والضغط المثابر لغل يد السفاحين ووقف مجازرهم في دارفور.
من هذا المنطلق نقدر الدعم الذي قررت الدول العربية تقديمه لنجدة اهل دارفور في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة في الفترة 7-8 اغسطس 2004م غير اننا نرى ان اعظم واكبر مساعدة يمكن ان تقدمها البلدان العربية هو مساعدة شعب السودان في نسف مخطط الحزام الامني العربي الاسلامي، والذي اشار الى ان هناك بلدان عربية تدعم هذا المخطط وذلك بوقف اي مساعدات لتنظيم (قريش).
ثالثاً: تنفيذ القرارات والاتفاقيات التي ابرمتها الحكومة مع هيئة الامم المتحدة وفي هذا الصدد، فإن قرارات اجتماع هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي الذي عقد في اسمرا في الفترة 14-22 يوليو 2004 م ،عالجت القضية بصورة جادة وموضوعية عندما طالبت بـ:
1. احترام وقف اطلاق النار المبرم بين حركة تحرير السودان والحكومة.
2. تصفية مليشيات الجنجويد وتجريدها من السلاح فوراً وتقديم قادتها للمحاكمة على ان يتم ذلك باشراف دولي.
3. التحقيق في جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي وتحديد المسؤولية وتقديم مرتكبيها للمحاكم .
4. اعادة تاهيل القرى التي دمرت واعادت سكانها الاصليين اليها وتوفير الامن والعناية وتعويض كل من لحقه ضرر في ممتلكاته .
5. اعادة تاهيل البنية التحتية.
6. حظر الطيران الحربي في دارفور وحظر دخول الاسلحة ومراقبة كل وسائل النقل البري من اجل تعزيز وقف اطلاق النار.
7. تنظيم حملة تعبئة واسعة اقليمية ودولية تخاطب المنظمات المعنية لاستقطاب الدعم الانساني لاغاثة المتضررين وايصال المساعدات الانسانية .
8. تكثيف الاتصالات مع كافة المنظمات المعنية بالشؤون الانسانية في المحيط العربي والاسلامي والدولي وتأمين مواصلة الدعم الانساني لأهل دارفور.
القضايا المحورية والحلول المستدامة للازمة
اولاً: اي مقترحات لحلول دائمة او مؤقته لازمة دارفور يستحيل تنفيذها مع بقاء العقبة الكؤود المتمثلة في الحزام الامني العربي الاسلامي والذي تكسرت فوق صخرتها عشرات الخطط والبرامج وتمت تصفية العديد من المشاريع التنموية والمؤسسات .
بدون ذلك يصبح الحديث مجرد الحديث عن تنمية وتطوير او تحديث لنمط الانتاج الزراعي الحيواني، صراخا في الصحراء.
ثانياً: لا نختلف مع مسببات الازمة التي شخصتها مؤتمرات لاحصر لها وورش عمل ودراسات وبحوث قام بها علماء اجلاء متخصصون في الزراعة والبيطرة والاقتصاد والغابات وابحاث التربة وعلم الحيوان والمراعي ..الخ الخ اضاعوا فيها جهداً كبيراً ووقتاً ثميناً، توصلوا فيها الى جذور الازمة في مختلف هذه القضايا وقدموا حلولاً علمية لكيفية تفادي الجفاف والتصحر، والرعي الجائر وتعويض الفاقد بسبب استنزاف التربة، وكيف يتم التحول من نمط الانتاج المعيشي الى انتاج السوق، وارتباط التصنيع بخصوصية المنطقة من حيوان ومنتجات زراعية وغيرها مما يغير علاقات الانتاج جذرياً في الاقليم ويرتقي بانسان دارفور الى مرافئ العصر الحديث.
كل تلك الدراسات المكدسة في ملفات ومجلدات تاهت في فيافي البيروقراطية والنسيان المتعمد واصطدمت بصخرة المخطط السياسي، خاصة بعد اغتصاب الجبهة القومية الاسلامية للسلطة.
كل تلك الدراسات اتفقت على العديد من القضايا التي تحتاج لمعالجة جادة وخصوصية دارفور تستوجب اعادة النظر في تلك الدراسات لتواكب المتغيرات التي حدثت في المنطقة والتطور التقني العالمي وما تيسر دخوله منه الى السودان. من بينها :
• كيفية تحديث نمط الانتاج الزراعي الرعوي الذي يغلب عليه طابع الاقتصاد المعيشي الان Subsistence Economy والذي يعكس واقع التخلف في دارفور.
• اغلب سكان دارفور يعيشون في مجتمعات تقوم على مؤسسات العشيرة والقبيلة عدا سكان المدن وهم اقليه لا يعتد بها مقارنة بأريافها.
• الاعتماد التام على البيئة الطبيعية التي تتحسن وتنتعش ظروفهم المعيشية بتحسنها وتنهار بتقلباتها فيصبحون عرضة للجفاف والتصحر والآفات الطبيعية وعانوا من جراء ذلك كثيراً خاصة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، واضطروا للنزوح الكبير الشهيرالـExodus الذي تشتتت فيه الاسر وتمزق النسيج الاجتماعي لدارفور. فهل هذا قدر محتوم ملازم لدارفور واهلها ام يمكن معالجته؟
• التهميش السياسي والاقتصادي الذي عانى منه اهل دارفور وكيف يوضع حد له.
• كيف تعالج قضية المسارات عند معالجة قضايا الاصلاح الزراعي ويشمل ذلك الصواني وزرائب الهوى وغيرها.
• كيفية معالجة قضية الارض ومعالجة الحواكير في اطار الحل لعلاقات الانتاج لمصلحة جميع قبائل دارفور.
• قضايا التنمية في مفاصلها المتعددة المختلفة ومن اين تبدأ وعلى ماذا تعتمد وكيف يتحول الفائض الاقتصادي الكامن وجزء مقدر من الدخل للانتاج والتنمية وتطوير البنى التحتية.
هذه وغيرها من القضايا سنتطرق اليها في فصول اخرى من هذا الكتاب.
لقد بشر الحزب الشيوعي السوداني في برنامجه الذي اقره مؤتمره الرابع في العام 1967 م بالحلول لمعظم هذه المشاكل والقضايا في دارفور وكل القطاع التقليدي، واسهم الباحثون من مختلف التخصصات في الحزب من الاعضاء وفي تعاون تام مع العديد من الديمقراطيين والوطنيين الاخرين، في اثراء وتطوير ما طرحة المؤتمر الرابع.
وفي معالجتنا لهذه القضايا نستعين بكل تلك الجهود، مراعين المتغيرات التي حدثت في دارفور والسودان والعصر...
وسنحفر في ذات المجرى الذي مهد له برنامج المؤتمر الرابع عندما حدد ان الثورة الوطنية الديمقراطية في السودان تواجه مهام تطور الزراعة والاصلاح الزراعي في جبهتين :
جبهة القطاع التقليدي وجبهة الزراعة الحديثة، ففي القطاع التقليدي تواجه الثورة مهمة تحريك هذا القطاع وهز ساكن الحياة فيه من الجذور لان ذلك يعني تحريك ثلاثة ارباع القوة البشرية من وهدة تخلف القرون الوسطى وتفجير طاقاتها الحبيسة لبناء المجتمع الجديد وتجديد حياتها.
وفي القطاع التقليدي تتمركز الثروة الحيوانية الهائلة التي لا تتمتع بمثلها اي دولة في افريقيا او المنطقة العربية وباخراج هذه الثروة الى ميدان الاقتصاد الحديث تتوفر للاقتصاد امكانيات ضخمة للتنمية وتوسيع تجارته الخارجية وتنوع صادراته وانتزاع انسانه من التخلف والفقر يتوجب معالجة هذه القضايا في متغيراتها، على سبيل المثال كيف نواجه التشّوهات التي حدثت في تسويق الثروة الحيوانية، الاحتكارية (الحصرية)، وكيفية تدوير ارباح هذه الثروة لتطوير الانتاج في الاقليم، اضافة الى الثروات الكامنة والتي بدأ انتاجها مثل البترول وغيره من المعادن ...الخ...الخ
هذه القضايا نعالجها في الفصول الاخرى من الكتاب.
خلاصة:
الانقاذ لا تستجيب إلا عند سماع قرقعة السلاح:
أخيراً بل ومتأخراً جداً، وبعد حرق عشرات الآلاف من القرى والمزارع وقتل عشرات الآلاف من المواطنين ونهب ثرواتهم وكل ما يملكون، وبعد اغتصاب ما لا يحصى من النساء وقسر مايزيد على مليون من مواطني دارفور على مغادرة قراهم بقوة السلاح وتشتتهم في الفيافي والوديان وتهتك النسيج الاجتماعي للاسر وكل دارفور... بعد كل هذه المآسي التي سكتت عليها السلطة وانكرت مساهمتها فيها، بل وحتى حدوثها... تراجعت بعد ان سمعت قرقعة السلاح.. فأعلنت ان كل ذلك قد حدث في اعتراف رسمي عندما سلمت في 21/8/2004م المقرر المستقل لحقوق الانسان ايمانيويل اكوي الذي وصل الخرطوم في 19/8/2004م ، قائمة باسماء ثلاثين من الجنجويد المتهمين بإحراق القرى وإغتصاب النساء في دارفور. واكدت ان من بين المتهمين اثنين من الشرطة اشتركا في حرق القرى وتم تجريدهم من الخدمة وأُودعا سجن نيالا، واثنين من قوات الدفاع الشعبي اثبت الكشف الطبي اشتراكهما في اغتصاب النساء واودعا السجن ايضاً.
[راجع الايام عدد الاحد22/8/2004م]
لا نندهش لهذا الاعتراف. فطوال خمسة عشر عاماً من ممارسات سلطة الجبهة القومية الاسلامية، فقد العضو المسؤول عن الدهشة فينا وظيفته ومع ذلك نقول:
اولاً: هذا الاعتراف يؤكد مصداقية كل الحقائق التي اوردناها في هذا الفصل من الكتاب. وما كان لنا ان نورد كل ذلك لو ان الحكومة اعترفت بهذا منذ سنوات ولما تطور حال دارفور الى ماهو عليه الان من تدويل للقضية وتهديد بالتدخل العسكري وعقوبات اقتصادية وغيرها. ولكن منهج الجبهة القومية الاسلامية في مواجهة قضايا الشعب والوطن فهي، كما قال الرئيس عمر البشير لا تتفاوض إلا مع من يحملون السلاح. فعلت ذلك مع الحركة الشعبية لتحرير السودان لحل مشكلة الجنوب، وفي غربه عندما اكد البشير(لا حوار مع المتمردين) وفعلتها الآن بعد ان تحولت دارفور الى مأساة انسانية ضجّ من هولها العالم اجمع واصبحت الخبر الاول في كل اذاعات البلدان .. وبعد ان استمعت الى قرقعة السلاح وتيقنت ان التدخل العسكري واقع لا محالة.
في كل هذه الحالات فإن الاحساس بالهزيمة القادمة، وفقدان ثقة الشعب والعالم واحتمال نهاية النظام، هو الدافع الاساسي للاعتراف بعد (خراب مالطه) وهو الذي يجبرها على الاستماع للرأي الآخر.
ثانياً: حتى لا تصبح القائمة التي قدمت للامم المتحدة احدى السيناريوهات في مسرحية (كبش الفداء) المعلومة الممجوجة لكثرة تكرارها، لابد من السير حتى نهاية الشوط بكشف كل المستور والمسكوت عليه، لانه لا يعقل ان تكون تلك حوادث فردية معزولة. فالجنجويد جيش متكامل بعدته وعتاده وقيادته برتبها المختلفة وله مليشياته التي تنفذ الاوامر العليا .. وهكذا الحال مع الدفاع الشعبي والشرطة وغيرهما.. كما لا يعقل ان يكون الشرطيان هما فقط ومن تلقاء نفسيهما قاما بإحراق هذا الكم الهائل من القرى.. واثنان من الجنجويد اغتصبا مئات النساء بينهن فتيات بكر!
ثالثاً: حل مشكلة دارفور لن يتم ولن تتوقف الانتهاكات فيها ويحدث استقرار فعلي مستدام، إلا بعد ان يتم كشف المخطط الذي اشرنا اليه والقائمين عليه ومن ساهموا في تنفيذه مهما كانت المناصب التي يحتلونها في اجهزة الدولة وتقديمهم للعدالة.
هذا لن يتأتى إلا بالمزيد من العمل الجماهيري والاعلامي الواسع والتضامن العالمي مع شعب السودان. |
انتهي... منقول من موقع الميدان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: Abdulgadir Dongos)
|
دنقس : انا لم اجرم احد لكن وبلا تعيين ومحددات عن قبيلة او غيره ماذا تسمى قتل طالب فى كلية الطب بجامعة الفاشر لمجرد تصادف وجوده بمنزل قائد المنطقة العسكرية الغربية - صديق والده - فى يوم الهجوم على الفاشر يوم الجمعه (25/4/2003 ) حيث قتل ذلك الطالب بطريقة بشعة وهو مدنى واعزل بافراغ خزانة من الرصاص واردوه قتيلا وماذا تسمى هذا يا دنقس ماذا تسمى مهاجمة مخازن التجار واخذ ما فيها عنوة فى المالحة والميدوب ومليط والكومة ماذا تسمى اختطاف شحاحنات التجار الناقلة للمواد الغذائية بسائقيها وما تحمله ماذا تسمى دفع المواطنين لدفع اتاوات فى الطينة وكرنوى وطويلة وكورما وتابت واتلاف سوداتل وقطع كباكابية عن العالم الخارجى ماذا تسمى اختطاف وضرب الشرتاى ادم صبى وتقاضى مبالغ كبيرة مقابل الافراج عنه ماذا تسمى اختطاف الضابط الادارى مصطفى قسم السيد من محلية كتم واعدامه ماذا تسمى اغتيال الرائد شرطة محمود يحى محمود مدير جمارك الطينة وحدث ولا حرج عن العقيد شرطة الزين مصطفى الطيب مدير جمارك مليط
طبعا ملاحظ انك طوالى (مجلى ) الاجابة ... وكمان جابت ليها زعل ناس اعتقدوا انى بجرم الفور والزغاوة ... يا اخوى انتو جرمتو السودان بقبله الاربعة .... اسمع جاوب ولا قولى رافض ... اهلك ديك الما بتدورهم .... عرفتهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمد حامد جمعه)
|
محمد حامد جمعة... زولي هوي...
Quote: طبعا ملاحظ انك طوالى (مجلى ) الاجابة ... |
خطير...
Quote: يا اخوى انتو جرمتو السودان بقبله الاربعة .... |
هو القبل بقت أربعة متين... دي غايتو قلبت فيها هوبه... يا مان..
Quote: اسمع جاوب ولا قولى رافض ... |
رافض دي من الرافضة.. ولا المعتزلة...
Quote: اهلك ديك الما بتدورهم .... عرفتهم |
والعارف عزو مستريح... أصلها صدمة حضارية...
بعد التوجه الحضاري...
وبس...
العريجة لمراحا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمد حامد جمعه)
|
Quote: برضو مكسب للبوست انو يكتب فيهو الاستاذ حامد سليمان |
يعني نفهم اذا حضر الماء بطل التيمم؟ كنت أتوقع أن تقول الرجل كاذب ، ويرتمي بأحضان الفرنجة و...و....و... اذا لم تنفي ما جاء علي صحائف الأستاذ حامد سليمان ، لا بد لك والمكاشفة عن البرنامج العروبي الأزرق .
دنـقس .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: Abdulgadir Dongos)
|
برضو مكسب للبوست انو يكتب فيهو الاستاذ حامد سليمان
الاخ دنقس : رغم كل شى وخلاف حول الرجل وما قال وما سيقول وهل هو من اهل اليمين ام الشمال فحفظ مقامات الرجال منهج عندى لا اتخطاه ابدا وهو خطر احمر لا سبيل لمسه ومن هذا المنطلق اقبل افادات الرفيق سليمان حامد وفى رواية الزميل كاجتهاد منه ومن حزبه يحتمل الخطأ والاصابة ... وفى ذلك فليتنافس المتنافسون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمد حامد جمعه)
|
Quote: يا جماعة انتو ناس الفريق ديل فزو ... وين دونقس عشان يدينا اجابة واضحة قبال ما نقعد ليهو فى الضرا ونشوف عم سليمان قال شنو . |
لا يا اخوي راجينك تقول لينا ان الحجوة خلصت... وبالمناسبة شفناك زعلت من كلامنا الفوق سحبناه برة.. بس اريتك كل ما بين ليك خطأ تمسحوا من البوست .. لانو البتقول فيه دا تاريخ مش حكاوي حبوبات... ولا شنو يا محمد يا اخوي... لكن الواضح كلامك كمل ... خلي للجماعة حاجة في الارشيف ... يا اخوي ما تنزلها كلها ... وبضبانتا ... الجماعة اليومين ديل طاشة ليهم ... يفتكروك من ناس الجبل ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: Abureesh)
|
ابو الريش ... حمد الله على السلامة وعودا حميدا ياخى المسالة التى اشرت اليها قتلتها وكالات الانباء سردا ولم تترك لاحد مساحة للبحث والتقصى ولكن عشان خاطر جيتك دى بقول ليك نقلا عن مصادرى - كما يقول خضر عطا المنان - ان الزيارة كانت ناجحة وكلو تمام والمسالة ما عمالة ولا اجارة للسى اى ايه ... المسالة بحث ومناقشات مشتركة وتفاهمات وشغل بين الخرطوم وواشنطن يبدا بالامن ولا ينتهى بالنفط وما بين الاولى والثانية متسع للاخذ والرد والافادة وانت شخص عرفانى اعلم منى بعلوم الباطن ... تخريمة : الغريبة انو الصادق المهدى قال عديل انو امريكا بتدفع شهريا لناس التجمع عشرة الف دولار مصاريف وكدا ومافى زول قال بغم ! رغم انو اهلنا قالو لو سرقت اسرق ... شنو ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمد حامد جمعه)
|
البوست ماوصلنا فيهو الى الان اى شى غير الكوبى بيست انتو الريسين دى مافى شيتا يتقال ؟؟
وكمان الجد جديد المواضيع الجانبيه ياخ الداير ليهو سعال يعمل ليهو بوست براهو.. والغريبه يقولوا ليك نحن مامقتعين بيك..
ادوى احساس زى حكاية الزول المغوووس وداير يبكى خلاث.. وماعرف يسوى شنو يقطع هدومو ولا يجعر..
ماعارف عشان المحاكم الطرشقت ولا المواضيع الخاتينها اب تجى صاح ولا شنو ماتعرف..
لك الله ياشعبى المسكين.. مابين هذا النظام وانصار الديمقراطيه..
واللهم اني اعوذ بك من هذي البلادوأسالك الثبات في الموقف حتى القاك آمين
وبث
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمد حامد جمعه)
|
ســلام محمـد حامـد جمعـة، معليش ســؤالى ما كان موضـوعى 100% وأنا أتحمل التصحيـح.. نخلى حكايـة العمالـة دى.. هل الحكومـة الســودانيـة، أكـرر الحكومـة السـودانيـة، حسب زيارتكم الناجحـة، علمت منهـا أنهـم أرسـلوا فايلات بصـورة منتظمـة إلى ال CIA، تتعلق بنشـاطات العرب والمسلمين الذين يتهجون الإسـلام السياسى والإرهـاب؟ أم أنك لم تسـألهـم، أم سـألتهـم وإمتنعـوا عن الإجابـة؟
أما حكايـة العشـرة ألف دولار دى طبعـا مضحكـة.. فبالرغـم من أننى ضـد التجمع الذى لم يقوى على عمل حرب أو سـلام، إلا أننى أرى مبلغ عشــرة ألف دولار دا، وكمان فى الشهــر.. ياخى دى قروش دى؟ حتى العمالـة ما قدروا عليهـا مثل الإنقاذ. ياخى ديل ناس الله سـاكت ما تحمل عليهـم.. أما أنا فلى من المعلومات ما أستطيـع بها أن أنفى لك ذلك.. وأحتفظ بالتفاصيل لإعتبارات خاصـة.
بالمناسبـة من قال أن جامعـة الدول العـربيـة لم تحل مشكــلـة، فقـد إجتمعت العام الماضى فى جلســة طارئـة، دعا إليهـا الوفـد الفلسطينى، وقرروا شــراء سيارة للسفيـر الصـومالى الذى كان يستعمل العجلـة فى تنقلاتـه.. وعقبال مشكلـة الشـرق الأوســط.
جاوب على الســؤال الفوق إذا رأيت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: Abureesh)
|
Abureesh مبروك اللاتيني.. لايقة عليك... الحروف..
Quote: جاوب على الســؤال الفوق إذا رأيت. |
أبو أبو الريش... ده إذا أنت جاوبت على سؤال شيختك الدكتورة أمينة ودود.. هل صليت خلفها... صلاة الجمعة الجامعة ...
ولا إتهاونت بيها...
الناس في شنو...
والطهاوية في شنو...
تخريمة قصيرة:
واصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا عراف الحى الكاذب يا عراف (Re: محمد حامد جمعه)
|
الأستاذ/ محمد جمعة بعد التحية،،
كاد أن يضيع مني هذا البوست الهام ..
كان يفترض أن تسمي هذا البوست:
الحقيقة من أجل دارفور
أو
الحقيقة من أجل السودان
أو
السيف المصقول لكشف المستور
: :
قريت الصفحة الأولى .. ويمكن أكون ما زلت أقرأ في بيت الكلاوي ..
يكن ما بيت رهيب .. ما عارف الكلاوي ذاتها تكون كيف J
كدا خليني أعتله لي فوق ..
بسم الله
| |
|
|
|
|
|
|
|