المسكوت عنه فى شئون البيت السودانى...

Quote: أحاول القاء الضوء على السالب فى التربية السودانية.. على البنات والصبيان... والتى تنعكس على المجتمع بشكل عام.. وتؤثر على أسلوب أدارة شئون البلاد! ثم تشل المجتمع بالكامل عن النماء والازدهار.. ... هذه هى الفكرة ببساطة.. لان الاسرة هى البداية لكل ما يحدث فى حياة الشعوب.. وهى مفتاح الازدهار.. أوالبلاء.. للشعوب.. .... الشخصية السودانية مع مافيها من عيوب كثيرة.. وتعقيدات... وتعريجات... لا حد لها.. تبنى على مثل هذه الثقافة السالبة فى تربية الطفل! .. الطفل أنسان برئ وشفاف.. وغاية فى الذكاء.. كما وان له قدرة غير عادية على الالتقاط والتخزين... وحينما يسلط عليه/ها العنف.. فهو/ى يتناوله بسهولة... يبكى فى لحظتها.. ثم يذهب ليلعب... ولكن يتم التخزين فى الذاكرة بقوة هائلة.. وقد نذكر أحداثا غير عادية ونحن أطفال فى الرابعة من أعمارنا.... .... المهم فى الامر كله... هو أن هذه الاحداث الغير عادية... والمخزونة فى العقل الباطن.. لا تستقر فى مكانها.. بل هى محرك أساسى لسلوك المرء.. وتتحكم فى حياته/ها.. وحياة من حولهم.. ... لذلك... نظريتى فى مسألة الاسرة السودانية هى.. أرجاع جميع مشاكلنا الحياتية الى الاسرة... وخاصة السنين الاولى فى حياة الاطفال... وسوف نكتشف الحل.. ... أما الاسلوب الذى يعامل به الطفل السودانى... فهو حقيقة مريع... ومخيف.. ومؤلم... و يصدر من جميع طبقات المجتمع... والذى يقود الى عدم تصالح الشخصية السودانية مع نفسها! فهى دائما فى قلق.. وأحساس بأن هناك خطأ ما.. أو نقصا ما.. وهى أما شخصية أستعراضية.. أو انهزامية.. أو أنفعالية.. غاضبة على الدوام(زول فقرى).. أو سالبة لا مبالية.. ... من هنا يبدأ عنف الشخصية... عنف الزوجة.. وعنف الزوج... عنف التلاميذ فى المدرسة.. وعنف الحاكم... وعنف المجتمع العريض.. ... ما أسعى اليه... هو التنبيه بمصدر العنف فى السودان.. وكيفية معالجته... الذى يتطلب التوعية باساليب التربية.. أحترام الاطفال... ومعاملتهم كما نعامل الكبار تماما.. يجب أن نصغى للاطفال بجدية... نحاورهم.. نأخذ آرائهم ومقترحاتهم بجدية.. ونساعدهم فى بناء الشخصية.. كما ومن الضرورى جدا الاستعانة ببعض كتب التربية فى مراحلها المختلفة.. ... فيما عدا ذلك ياأيمن... سوف نظل نلف و وندور... فى دائرة العنف والقتل ووالارهاب والحروب والانقلابات...الخ! ..... هذه هى فلسفة المسكوت عنه فى شئون البيت السودانى! .... سعدت كثيرا بهذه الطلة الصادقة.. فقد خففت عنى شحنة الحزن التى تزحف الى حياتنا نحن سودانيو الشتات... فى بداية كل مساء.. حينما تبدأ الشمس رحلة المغادرة.. ويحل بعدها الظلام.. ثم يبدأ خيالنا رحلته الطويلة الى السودان.. ويعود مع الشمس فى رحلة العودة... بخفى حنين!