كيف الحياة غير ليمك ومن بعد اصبح حظى زى لون هضليمك يا نعيم الدنيا
يا أمانى حياتى البيك نور إقليمك يتمنى التبر يلمع فى أديمك وتشتاق الشمس تظفر بى ليمك تاخد من نورك
سؤال، وإجابة تقفز من حضن ذات السؤال، ووصف فى علو وشموخ الأحاسيس نفسها، تلك التى صاغت الشدو، فازدهى الكلام ووتوهج الغناء، وهذا هو الغناء فى سموه الخالد وتجليه البديع
البيك نور إقليمك
أو حين يتلو صالح عبد السيد، تراتيل وجده العجيب
كم نظرنا هلال ما شاقنا غير هلالو وما اظنه زلال يروينا غير زلالو
ولى حبيب يا ناس نوم العيون قلالو ولى حبيب يا ناس قتل النفوس حلالو بالراحة والريحان الله جل كسالو حبيبى طبع الطير ينزل على امثاله وتتقاصر الأمثال عن حسنه عن إكمالو
ولى حبيب يا ليل اشوف خدودو يلالو مع الظلام تشتاق الزهرة تتدلالو
وما اظنه زلال يروينا غير زلالو
كان أبو صلاح، يكتب ملاحم العشق الصافية، سماوية المعانى، وكان كرومة يصب موسيقى روحه عليها، فتستحيل الكلمات الى حدائق تأتلف فيها الأرواح وتتكئ على رياها القلوب
كان ثنائيا متفردا تفوقت الموهبة على نفسها لديهم، وارتفع والذكاء العبقرى الفنى لديهما لذرى لم يلامسها سواهم
وبمثل الشئ، كانت ثنائية كرومة الثانية مع الخلاق المرهف الآخر، محمد البشير عتيق، ذلك الرجل الذى يتنفس الشعر ويفيض الشعر منه
فى هواك يا جميل العذاب سرانى على عفافك دوم سيبنى فى نيرانى
هوى وعذاب وعفاف ونار، مفردات متناقضة فى إفرادها، لكن حين تنصهر فى شاعرية عتيق، تصبح مثلها مثل باقة ورد ندية
أو
كلما اتأملت حسنك يا جميل ألقى آية، تتضاهى آية
العجيب والجميل، والدال على تقارب الذوق ورهافة الحس، أن عتيق دوما يتباهى بأنه كان تلميذ أبو صلاح المقرب
وقد قال عتيق ذات مرة على لسان الحبيب عوض بابكر
أنه قد التقى ذات مرة بأحد الشعراء المصريين، ولا ذكر الآن هل هو على الجارم أم أحمد رامى، وسئل عن أغنيته "ألأوصوفوك" وما فيها من معانى جميلة، ثم سئل
من أين لك تعبير مثل
"يبهر سماك فى غيهب الليل الحلوك"
ومن أين لك هذا الغنى فى المفردة المتميزة والتى لا تجد مثيلا لها سوى فى شعر الجاهليين
أجاب عتيق قائلا
أنه يحفظ عن ظهر قلب، ما يزيد عن ألف بيت شعر عربى
لحظتها وحين إندهش السائل أردف عتيق قائلا، وما قولك فى استاذى أبوصلاح الذى يحفظ ما يزيد على العشرة آلاف بيت من الشعر العربى عن ظهر قلب، مثل حفظه للقرآن الكريم
وقد صدق فعلا، وأكد ذلك الأستاذ بدوى أبو صلاح عن أبيه
خالدون هم بما قدموه من أسفار خالدة، حفرت تفردهم وتميزهم على هامة الزمان
عبد الكريم عبد الله مختار
إسم ثلاثى قطعا لا يعرفه معظم الناس
هذا الإنسان، وحيد زمانه، ووحيد أبويه، هو من صاغ ألحان ربما تسعين بالمائة من الأعمال الغنائية مما يطلقون عليه "غناء الحقيبة" فى فترة قياسية إن بحساب الزمن أو مقدار الجهد العبقرى، إبتداء من عشرينيات القرن العشرين حتى العام السابع والأربعين منه، لم يغلب الكم على الكيف، بل كان كل عمل يأتى أشد تجويدا من سابقه
ولكن حين يسمع الناس إسم "كرومة" حالا ما تحلق أطيار الطرب فى سماء الغناء السودانى، إختصر الناس ذلك الإسم الثلاثى ليصبح "كرومة"، وحين يقال "كرومة" تخضر ساحات الفن وتأخذ أبعادها اللامرئية، هذا الإنسان البسيط والذى لم يتلق درسا واحدا فى الموسيقى والتأليف الموسيقى بكل شعابه ودواخله، لكنه صاغ عبقريات ليست كغيرها، كانت مطيته لذلك، حسه الفطرى وعشقه للفن والغناء
وقد ذكر أنه حين تخير الموسيقيون الكوريون فى معهد الموسيقى رائعة مصطفى بطران "دمعة الشوق" أن الدهشة قد إعتلت عقولهم وهم يجدون ذلك اللحن بقالبه ذالك، يجدونه وكأنه قد أعد وفقا لأعلى معايير التلحين، وكان أن تم توزيعه بكل سهولة ويسر
إرتبط "كرومة" روحيا وفنيا ومكانيا، بالمجموعة التى كان يتزعمها أبو صلاح، والتى ضمت عمر البنا وبطران وعتيق وآخرين، فى فترة ما عرف لاحقا "بالمضاربات" وكان فى الجانب الآخر، المبدع الشامخ "الحاج محمد أحمد سرور أورو" وقد إلتفت حوله المجموعة الأخرى التى ضمت العبادى ومحمد ود الرضى إضافة لسيد عبد العزيز وعبيد عبد الرحمن وآخرين ايضا
غنى كرومة لكل شعراء مجموعته الفنية، ولحن معظم اشعارهم سواء لنفسه أو لمغنيين آخرين
ويتتابع العشق
03-19-2004, 10:59 PM
طيفور
طيفور
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 1666
أباذر .. ما أجملك .. ما أروعك .. وما أكرمك ( نجمات العشق .. رحيق الوقت .. نهر وزفاف وردة .. شهقة مرايا .. ابتسامة خريف .. عينين وقمر أزرق .. اقحوان وزمردة .. نجمة واستراحة .. وبرتقالة في شفتي قصيدة ) كل هذا العطـاء في سلة واحدة .. هدية .. !!!!! جادك الغمام .. ولكن من يعينني على حمل السلة ؟
كل الود .. ونلتقي
صلاح / شتات
03-24-2004, 05:19 PM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
يتقدُ حريرُ الشمسِ على مرآةِ الحلمِ الخصبِ يتسربلُ، يحبو على وجناتِ السهولِ ويصطخبُ المدى فيزغردُ كفُ الرمل ينقشُ وجهَكِ عنواناً على قارعةِ الحب و يزدهى ندى الحقولِِ
أنتِ من ذرى كلامٍ ينمو على ضفافِ التفردِ تأتينَ فينبرى الدمُ مصفقاً ويزفُ المطرُ حباتَه تتزاحمُ الزهراتُ فى بهرجِ التوردِ على وقعِ مواويلِ الضوءِ وأطيافِ وجه الندى تأبى قطراته إلا أن تسبّح ليلَكِ بكواكبِ المنى بلالئِ زرقاءَ وبيضاءَ وأذوبُ فى تهجدى
إنْ لهثتِ الخطواتُ تساءلُ عنكِ عن سقيا المسامِ الظامئ للصدى تسعى أمنياتٌ بين جسورِ الغمامِ وتعمدُ أشواقها بوعدِ الروحِ تقرأُ فاتحةَ السلامِ تأتيكِ من كلِ العصافيرٍ رقتُها من كلِ زنابقِ الصباحِ طلتُها ومن كل عناصرِ الأشياءِ أحبُ ما فيها من الأشياءْ
وأرسمُ، ريشتى تويجاً من أزهارِ الألقِ، بلا حدِ أرسمُ زينةَ النساءْ وأميرةَ التفردِ أعلقها، على جدارِ القلبِ وتبدأُ سيمفونية البهاءْ بين تهويمِ القبولِ وليلِ الصدِ
أبا ذر .. تغيب .. ننصب مصائد الأشواق .. نسأل الفراش .. نرسم وجهك في لوحات الحدود .. نعلن عنك في دائرة البروق .. نقتفي عطرك في أوراق الورود .. يلمع الندى .. تصفق الأوراق .. نلقاك في الربى .. قافية تعانق المدى .. والشمس حريرة في معصم الضفاف .. . .. والله يا أباذر كنت على وشك أن أكتب بوست يسال عنك .. رغم أنك كنت الحاضر .. ونحن الغائبون تحياتي .. ونلتقي
صلاح / شتات
04-03-2004, 06:47 AM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
ياخي والله فعلاً انت المطر انا كنت في صيف الكلام ممدّد جنازة جيت لقيت البلد مطرانة لو كنت عارف كان رجيتك غمام شان تبقي شجرة وتبقي خضرة وقبّل معاي شفّة نهر النيل و أعصر من نهد الكلمة سلاف اوعاك ما تخاف ما بتحمل صدر الحرف الصد لازم أيد الفال تتمد لازم حيطة الخوف تتهد وانا فرحان بيك بالجد
والله صحي مطر ود سحاب مارق مني ومنك
04-03-2004, 07:00 AM
حبيب نورة
حبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581
لأنك لا تدر ماذا تقول في حضور من أهوى .. أو د أن أملل عليك ما تقوله في مقام صاحبي المطر ... ولذلك لسبب غير الوصاية وغير المفاخرة بمعرفة طقس المطر .. سببي في ذلك أنك قد تكون حبيب نورة تلك التي أعرفها ويعرفها كل السودان .. نورانا التي أنجبت شموس القصائد .. وما ضهب في بعدي عنك .. وماضهبت أقول لقيتك .. أصلي لمن أدور أجيك بجيك ..
أقول لك ماذا تقول في حضور المطر .. أولا وفي استهلالة الدعاش تذكر أن كل من يدخل إلى ملامحه يعرف معنى الاجترار .. وكصاحب المسك تماما يحزيك ويكرمك ويعطرك ويترك وجدانك براقا وكأنك للتو خارج من بوتقة .. تهطل عليك مورقات الكلمات فتخضر روحا وخيال .. يهديك معان لن تجدها حقيقة إلا ربما في الحياة الأخرى .. وتجد في صحبته أناس كنت تحسب أنك قد ضيعتهم ..
صاحبي المطر .. انتظرتك أن تحدثني عن الليل .. ولكني ألح الآن أن تحدثني عن عهدك القريب بالنيل .. وهل وجدتنا عنده .. هل وجدت عبد الله هناك .. وأعود فأذكرك بوعد قطعته عليك مودتنا .. فقد كنا ننتظر أن تجيب السؤال .. لماذا تركنا النهر وحيدا ؟
لك الود ما نشتهي .. عذرا لإلحاحي في السؤال .. ولكن منذ أن قذفت بقفازك في وجه الأثير .. ما وجدنا تعبير يقابل الحزن فينا .. ولأننا ندرك تماما ما تملكه من أدوات في تشكيل المفردات الدالة على حالة القلب .. ولأننا كلنا تركنا النهر وحيدا أردنا أن نعرف الإجابة .. لأن ذات الطينة التي شكلتك هي طينتنا .. ولأنك تفردت عنا بالسيطرة على أعنة الكلمات أردنا أن نجد عندك ما يشفي الغليل في التعبير عن ألمنا ..
04-05-2004, 08:52 AM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
مالك تحفز فينا شهوة الوجع، وهى ما خمدت أبدا والله، لكنها مدارة الخيبة ربما، والأعجب أنها تختبئ بأخيب منها، بهروبنا منا/منها، ولكن وفى كل حين، يخرج الحزن لسانه لنا، ساخرا مستلذا بما نكابد، ولسان لسانه يقول، الى أين المفر، وهل تملك حبات المطر حرية الرجوع والإرتداد الى حضن غيماتها بعد أن تهبها خالصة لوجه الأرض؟
أما عن النهر، ومن شدة الوجل أن يكون هو "من" أدار ظهره إلينا، أصبحنا نروم طمأنة الروح وقلقها، أننا نحن من تركناه، وما درت المسافة وشدتها الصلدة، أن النهر، ذات النهر، بكل جسده وروحه، أنه قد سكن فينا وتفيأ سوح العمر كلها، بل تسيدها، لدرجة أنك إن أردت أن تكتب تاريخ ميلاد الجسد، يفرد كاتب الحياة شهادة ميلاد النهر أمام وجهنا
هل قلت عبد الله؟
عبد الله وجدته هناك يفترش النهار حقلا وديعا يرتدى بردة الخضرة ويغطى دمه بعمامة من زرقة النهر، ويلتحف المساء، كرنفالا من أعراس النجوم والحكايات العتيقة، ويطوف عليه قمر مخلد، بقصائد وأغنيات من الضياء، وحين تأتيه، يبتسم، يجلسك على يمينه، وعلى يساره، يتكئ البهاء، وكل الأهل حضور، كل الفرح حضور، كل العمر حضور
مالك يا جبران تفتح فينا كوات الحنين
اطأطئ القلب وأنزوى داخل حزنى، كلما عنّ السؤال المرير، أن كيف تركت النهر وحيدا؟ تستحى كل الإجابات، فهى أقل قدرا وقامة من أن تروى الحكاية أو أن تروى يباب السؤال
لكنه السؤال الوعد، وما يطمئن هذا السأم المتقد، هو أننى أعرف أن النهر لن يخلفنا الوعد
فى اليوم ما قبل الأخير من لقيا العشق حدثنى النهر فى حضرة الضحى، وكنت أتلو آخر سورة العشق، قال
أقرب الألوان الى الأسود، هو الأبيض، وأقرب الأشياء الى الموت هى الحياة، ذكرهم وتذكر
ليس مهما أن تكون جميلا، ليس مهما أن تكون حاذقا
فقط، كن صادقا، تكن أنت
بلغ السلام الى كل السائرين على حواف التربص بالآتى، أخبرهم بأن كل اللوحات قد إمتزجت بجدرانها، وأن النهار ما عاد يفكر فى التوقف عن مجارة الشموس، و
لم يكمل الحديث، وأدخل يده تحت الوسادة، وناولنى لفافة من ورق طينى قديم، قال هذه وصيتى، إن لم نلتق ثانية، خذها وانطلق
لم أجرؤ حتى اللحظة على فتحها، ولكن وكلما عطش المدى داخل أوردة الشوق، أجسها بأصابع الحنين، فتتدفق بعض موجات زرقاء الى ما بين الجلد والعظام، ويهتف الإرتواء
وجدناك وجدناك
ولكن كيف أجدنى؟
04-09-2004, 01:22 AM
محمد عبدالرحمن
محمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059
أُعدُ لكِ الأشواقَ بحراً من فضةِ النهار من ضحكة الأصيلِ من عسجدِ الأماسى ومن إغفاءة الغسقْ
فصباحكِ وردُ الفصولِ وأجملُ ما فى الأمانى من ألقْ
ومساءكِ حين تزغردُ اللحظاتُ تعلنُ افتتاح كرنفالك الطَروب يجيئُ فى عرسِ نجمةٍ خجولةٍ تطلُ من على نوافذِ الغروب لتلثمُ الشفقْ
وفجركِ يحبو على الشرفاتِ سحراً نشيداً يوقظ الأزهارِ كلما إضاءَ وانطلقْ
لعينيكِ كنت على وعدٍ مع ايار كى يعدَ لكِِ الخريفَ عطراً فوجهكِ سرُ الأشعار إتكاءة النهر على ضفايرِ الضفافِ
أودعتُ ايار سراً وأوعدنى أن يحدث عنكِ فراشات الصباحِ ويشهدُ أن عشقكِ فاتحةُ البدايةِ، وآخرُ المطافِ يزينُ ساحات الأرواح ويلون الآفاقَ والدروب بالضياء والعبقْ
أعدُ لكِ الأشواقَ جسراً لتعبرى بين هتافِ البوحِ الحافى وعلى رملٍ من حزنٍ مكتوب فغمامُ عشقىّ الذى فى البعدِ نادم المنافى منذ مولدِ الأسى قد أدمن الهزائم الطوال يسابقُ الغيابَ و الخطوب يصادقُ الحنينَ والقوافى مكبلٌ بقيدِ صبوةٍ تاه فوق جمرة الخيال واحترقْ
حدثى الأيام عنه عن المواجع الثقال حدثى الطريقَ عنه فعلّه مع ابتداءة المواسمِ المحال يوقدُ الشموسَ فى عيونه وفى عروقِ شوقه ينتشى الخريفُ ويرقص السحابْ علّه يهزمُ البعادَ ولهفةَ السؤال وأن يؤوب من بلاقعِ السرابْ من غياهب الأرقْ
04-14-2004, 08:08 AM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
كان يحدثنا همسا، ويسرى موج الكلام وئيدا، كما الظل يحبو على أديم ندى، ظب ينتظر أن تغادره حرارة شمس نهر صيفى متجهم الوجه، وكنا نحن نتحولق حوله، ننتظر ايضا أن يفارقنا هجير ذلك السأم الذى أرخى سدول عتمته فينا
شفتو حاج مصطفى ده، ما تشوفو يباسه ورقه ده، والله كان أحسن واحد عوام فينا، يغتس فت غتسه واحده، لامن نشفق عليهو، أكان بعد شويه يقلع فى نص البحر، وتانى يغتس ما نشوفو الا بالغرب
ما اصله يا حاج ابراهيم الزول الرقيق بكون خفيف، وعومو اسهل
لا لا انا ما فى العوم وبس، انا فى الغتسان والنفس الطويل، اها النقول ليكن شى تانى
يوم صفاح ود الزين، جابو ليهن عجل دايرين يضبحوهو، قام العجل قطع السلبا المكتف بيها ودفر ليك فى الناس، بس الحمد لله الفجه كانت سهله، قدام بيت اولاد الزين القدامى، هسه موهو فى، شفتو محل بنو فى بكانه الديوان الليلن ده، اها، الناس ديل كلهن جارين ورا العجل ده ويحاحو فيهو، والعجل يزبد ويرغى، الناس العتاولة عليك امان الله لاوزو منه، مافى زول مشى وقرب منه غير عمكم مصطفى ده، بالله العظيم قعد يزح ويزح لامن بقى فى صفحة العجل، ونط ليك فى رقبته ووقع بيهو الواطا، وديك يا العلاله وداك يا الغبار، الناس كلهن قالو خلاص مصطفى ود حاج صالح راح فيها، والعجل هرسه تحته
عليك امان الله كان بعد شويه كدى، نشوف ليك زويلنا شامط ليك فى رقبة العجل بى ايديهو الاتنين ونفسه قايم، سدره ده يقلع وينزل والعينين بقن زى شرار المنقد، والعجل بقى يرفس جنبه
هو بينى وبينكن اليوم داك، اظنه تقل شويه فى المريسه، قبل كان الفجر بمش يشرب ليهو عبار مريسه واحد، علا اليوم داك اظنه زاد المعلوم، شان العرس يعنى
وتتوالى فصول السرد فى حميمية مطلقة، وبين الفينة والأخرى، يمسك حاج ابراهيم بطاقيته المتربعة على هامة رأسه مثل لوزة قطن صبية، يديرها ذات اليمين وذات الشمال، وكأنه يود أن يستزيد من متعة تلك الجلسة
طيب يا حاج ابراهيم، اتا ما قالو كنت احسن واحد فى شلتكن دى، بركز للبطان، وما تسمعو ليكن بى حس دلوكه كان فى آخر الدنيا الا تمشو وتكوسو البطان
ضحك حاج ابراهيم فى زهو عجيب وكانه يستصحب معه هطول تلكم الذكريات بكل تفاصيلها العذبة
النصيحة، ابو علامة ود الحسن، كان ياهو نمرة واحد
والله يوم سيرة ابو عاقلة، ابو علامة ده سوا الهوايل
لحظتها، وقبل أن يكمل لنا حكاية ود الحسن وهوايله يوم زفة ابو عاقلة، دوى صوت المؤذن يدعو الناس للصلاة، أظن أنه وقت العصر، فقد بدأت الجلسة بعد تناولنا وجبة الغداء مع صديقنا القادم أيضا من خارج جسد الوطن، وقد أولم أهله فى ذلك اليوم ودعوا أهل الحى لتناول الغداء معهم إحتفالا بعودته
اها، بسم الله، كدى النقوم اتوضا والحق الصلاة فى الجامع، شيخ عبد الرحيم ده زى ابوهو محمد على الله يرحمه، بس قولة الاذان لا اله الا الله، تلقاهو وقف وقعد يتلفت وراهو
استوو استوو
تب ما عنده صبر
وتفرق جمع البهاء ذاك، على وعد بلقيا جديدة، علنا نستقى من كوثر ذكرى ايام ليست كغيرها
04-15-2004, 11:02 AM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
تستيقظ صباحا، لا بفعل فسيولوجى منتظم و مبرمج على ساعة الجسد، بل توقظك أصابع نداءات العصافير وهى تفرش "ملايات" أصواتها على أسرة الصباح، توقظ صغارها، وتوقظ الروح فيك أيضا
يمضى النهار متكاسلا، الشمس ملكة متوجة على رابعته، لا يدانيها أحد، رهبة ومحبة، تتجدد صلات قديمة مع كتاب صديق، أو مجلة رشيقة، ومن حين لآخر، يأتيك كوب من شاى أنيق
أما الأصيل، فهو مكرس ومحجوز بالكامل، لصاحب القلب الصيل والعشق النبيل، للنهر، سيد الأشياء
وحين تلوح الشمس، أن أستودعكم اله وما تبقى من شفق وردى، تبدأ أيادى الذاكرة تبحث وتنبش فى، أو عمن هم فى أولوية لائحة الزيارة، أو، أين يا ترى تختبئ حكايات المساء فى هذا المساء الصيفى الندى
مرت ايام وتجمعنا ثانية فى دار صديقنا العائد
أها يا حاج المرة الفاتت ما تميت لينا قصة عرس ابو عاقلة
كدى خلو ابو عاقلة، الله يقطع حماقته وعوارته، اريتكن كان جيتو قبال شوية، كان لميتو فى عبد السلام
عبد السلام ياتو؟
عبد السلام ود حاج حمد، ابو عبد العزيز
ايوا، عبد العزيز الشغال فى البوستة
والله عبد السلام ده، غايتو زول ممسوخ زيه كدى اصله ما لاقانى
ودارت فى المخيلة صور عبد السلام بوجهه العابس دوما، لكنه فعلا من أظرف الناس وأحلاهم حديثا وسخرية، كان يبدو ساخطا بطريقة محببة وتجبرك تعليقاته وقفشاته ليس على الضحك والإبتسام فحسب، بل قهقهة مدوية
كدى النقص ليكن قصته فى الصلاة مع الجنيات ابان دقنه "دقون" ديلك
عبد السلام كان بجى اول زول للصلاة وبقعد فى الصف الاول دائما، بيتن جنب الجامع طوالى، بيناتن الخور بس
اها اليوم داك ما بتذكر كان فى شنو، اظنه اجازه ولا عيد ما بعرفه، آى آى اتذكرت، كان عيد ناس النميرى، والجامع مليان لى حده
صاحبى عبد السلام بعد ما اقامو الصلاة قام ووقف والوش مصرور متل عقدة الحبل
اها لى حظه الزفر، اليوم داك الصف اللولانى كله مالينو أبان دقون، واظنهن لامن يقيفو فى الصلاة، "بشتحو" كرعيهن والواحد منهن يملا ليهو محل نفرين
وزولى عبد السلام إنضبا ليك بين اتنين منهن، وهن بلصقو كرعيهن تلصق عجيب خلاس
بالحيل عبد السلام اضتيق من الشى ده، وقدر ما يزح كراعه من واحد التانى يجيب كراعو ويلصقا عليهو
المهم بعد ما الصلاة انتهت، قام هرج ليك فيهن وقال ليهن انتو بتسو كدى مالكن
الجماعة عارفنه وفاهمين طريقته، قامو قالو ليهو
يا حاج عبد السلام، لازم تسد الفرج فى الصلاة، وما تخلى محل فاضى بينك وبين جارك لأنه لو خليت ليك محل فاضى الشيطان بجى يقبف فيها
زولى عبد السلام الساعة ديك اتضايق زيادة، وقال ليهن
هو وكت الشيطان الله هداهو وجابو داخل معانا فى الصلاة، اتو حامينو مالكن، وصرا وشه زياده ومشى، والجماعة يضحكو
لك الله يا زمان شجى، ولنا الله يا زمان الوصل بالصفاء والمودة البيضاء
04-16-2004, 09:07 AM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
ذاتَ مساءٍ قلتُ لها يا ليلى خبئى هذا الليلَ فى عينيكِ وأنا سأخبئ الصحراءَ فى جيبِ قصيدتى وحينَ أوشكَ القمرُ على البكاء إستحالَ الليلُ فى العينينِ كحلاً وهمومْ وصارَ الضياءُ بوابةً للدموع
يا ليلى كيفَ بعدها المزار وكل خيامِ الأهلِ ملؤها الوجوم يا ليلى كيفَ الصباحُ غريبٌ عندنا بل كيفَ تبعدنا الديار لمى إليكِ فتاتَ الصبرِ وأغزلى لنا بيتاً من جدايلِ النهار فهذا الليلُ لم يعد وفياً ولم تعد تحالفنا النجوم
يا ليلى أضحى العشقُ بقايا من وميضٍ بين نيرانِ القبيلة هم والهوى على خصامٍ هم والخريفُ على خصامْ كيفَ السبيلُ إذن ولقاءنا معلقٌ على مشاجبِ الغيوم لا السيفُ أصدقُ ولا الكلام بلِ العشقُ أولاً هو الوسيلة والموتُ ثانياً هو الختام
يا ليلى غداً نراودُ كلَ أمنيةٍ نبيلة غداً أجيئكِ لابساً شعرى متأبطاً عشقى وروحى القتيلة فكلُ شئٍ فى هذه الصحراء مستياحْ
ذات حزن اسرج الفتى صهوة الحلم، حزم الأشواق وقفل راجعا وعلى الأرض إلتحف صمته وأدنى منه سماوات الأمانى، وتغطى
وحين انصهر الدم والحلم والتراب تفتحت مداخل الرؤيا
اليوم يستقبلنى النهر أنادم أطيار الغروب، تلك الرشيقة، العائدة من رحلة الحب والعيش أشارك الأطفال بكاءهم وحلوتهم
كانت راحلة الفتى الى الأعلى بعض اشواق وبعض حكايات وكل الوجع
تفاجأ بأن القرية قد رهنت براءتها ببعض مصابيح مزيفة كيف تمكنت من إقناع القمر بذلك؟ كيف ارتدت كل النجمات أدعية الرحيل، وغادرت نحو الشمس كيف إقتنع الطين؟ لماذا تلك النجيمات الشقية الصديقة قد سافر من عيونها ذلكم الفرح الطفولى القديم؟ حين أراد الفتى معانقة البيوت اشاحت النوافذ بوجهها، وتبللت رموشها بحبات ضوء قديم
كناية عن العتاب عن ذلك الغياب
قطب النهر الرفيق جبين الوقت ما لخطواتك مرتجفة وهائمة؟ وكيف تاهت أغنيات الصيف وأعلن الخريف حداد العصافير؟ تسآل الليل على استحياء، ثم تمتم ببعض كلمات أخر. أراد الفتى أن يقفل راجعا حين أدرك تآمر المسافة مع البكاء إنحاز الى الصمت ولاذ بتراب طفل وحين بدأ فى قراءة أوراد الرجوع أدرك بأنه قد نسى الحروف، أو هى نسيته ربما
لكنه فجأة قرر أن يبقى قرر أن يتعلم سر الأبجدية الطينية مرة أخرى أن ينام على جفن النهر يغرس قلبه مع رموش الضفاف الزرقاء يمرغ حلمه فى الموج ويكسو غناءه بإزار الشمس
قرر أن يصبح شجرة.
04-23-2004, 11:55 PM
THE RAIN
THE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة