الكيان جسم ثوري عسكري او مجتمعي مدني بتيني العنف كوسيلة للنضال وبشكل منهجي في المنابر الفكرية وغير الفكرية من منابر الحوار وليس القتال فان ادانة مثل هذا السلوك امر مطلوب من قبل الجميع الذين يهمهم الامر اما السلوك الطارئ الشعبي الغير رسمي يجب قراءته على ضوء سياقات الحدث وفق محرضاتها وفي حالة هذا السفير يبدو انه اختار المكان الخطا لتوصيل رسالته الخاطئة مما ادّ الى تعريض الحضور الى ما يسمى "بالاستفذاذ الشديد المفاجئ" مما افقد بعضهم القدرة على ضبط النفس وهذه حالة بشرية معرفة يحدث في جميع المجتمعات "الراقية" و"غير الراقية" , فانت مثلا تغضب والغضب صورة من صور العنف ولكن يمكن تفهما وفق سياقه
كما في حالة غضبتك على محمد سليمان الذي وصفك بما ليس فيك فانت مناضل عتيد ومقاوم عنيد استفاد منك مشروع الهامش ولا يزال من جهودك كثيرا واعتقد اي محاولة للتقليل من شان انتمائك الاصيل للثورة او جهودك الكبيرة انما محاولة خاطئة اي كانت مصدره ولا احد يملك حق التقييم او المرجعية النهائية للمشروع الثوري التحرري الا الاعمال الاعمال فقط تشهد على اصحابها وليس الشهادات مهما كانت مصادرها رسمية كانت او شعبية
كما انك لا يمكن ان تضع محمد سليمان في نفس خانة عبدالرازق فكلاهما له عالم تعبيري مختلف ولهم مواقف مختلفة اذا كان مرجعية التقييم هنا الموقف منةالمشروع الثوري الهامشي اما اذا كانت المرجعية اخري مثل السيرة التاريخية او اشياء اخرى فتلك لا علم لي
لا يستطيع محمد سليمان او غيرو ان يخلع عليك وسام الانتماء الى ما انت منتمي اليه انتماءاً اصيلا ولا تستطيع انت ان تخلع وسام الانتماء الى محمد سليمان او غيرو وانما الاعمال هي التي تفعل ذلك
واعمالك تشهد نور ونار واعمال محمد سليمان مهما اختلفت معه ايضا تشهد له
ولكن لكم اختلاف في وسائل التعبير ويتداخل الشخصي في العام فاقبل كل واحد فيكم يزود عن العام وينافح عنها بالدرك الشخصي فتحولتم من ضحايا في وجه عدو مشترك الى اعداء يقابل بعضه البعض وبكل الوسائل
اعتقد كلاكما له ما يقدمه لهامشه المنكوب فليتفرغ له واكيد حتلتقون اذا كانت الوجهة واحدة مهما اختلفت المسارات المؤكد هو ان مواجهة اي واحد من المهمشين لاي مهمش اخر في ذات الخندق لا يخدم اي احدا في اذا نظرناه في الافق الاستراتيجي وخيارات النظر في الموضوع والمخارج متروك ليتخذ خيارو
هنالك الكثير من الخيارات منها المواجهةوتضييع الوقت في نبش الذات وسلخها
ويمكن ان يتطور الخطاب في الخارج على شكل حوارات بعيد عن عيون المتربصين ويمكن تفادي المواجهة فيعمل كل واحد او اتنين او تلاتة او اي مجموهة تتقارب افكارهم ما بعض ولما يختلفوا يضيقوا المجموعة ..الخ الخيارات كثيرة ولكن اعتقد بان التشرذم لا يخدم اي منكم وتشتيت الجهود لا يخدم احدا وان الافضل اختيار الخيار الذي يخدم القضية وليس تلك الذي ينتصر للذات على حساب لحمة الخطاب ام يا ترى لا يوجد شئ اسموا خطاب الهامش وانما المسالة كلو وهم في وهم؟ المهم
المهم حالة الغضب تحدث لي ولك ولغيرناولجميع البشر وترتبط حدة الغضب الغير منهجي بدرجة الاستقطاب في المجتمع حسب حرارة القضية مثار الجدل وفي حالة دارفور الاستقطاب حاد جدا , تامل مثلا ما تعرض له ايان ايجلاد في معسركات اللاجئين من جراء غضبة شعبية عارمة على وثيقة ابوجا , على رغم ان ايجلاند كان ولا يزال صديق الاجئين ولكنه اختار التوقيت الخطا للزيارة خصوصا ان امم المتحدة قالت ان الاتفاقية تحت رعايتها الثورة الشعبية لا ينفع التعامل معها بفهوم الادانة بال التوعية. فالشعب ليس سوى منتوج الخطاب المحرض للثورة وانت احد رواد هذا الخطاب المحرض للثورة ودورك من وجهة نظري في مواجهة الطاري وغير المتوقع من الاحداث التي تنتج عن الخطاب دور توعوي وليس الادانة اذ الادانة تشبه المحاكمة دون الالتزام بقيود المشهد الذي ادّ الى الاثارة بينما التوعية تستهدف اصلاح اخفاقات الخطاب وردم ثقوبها للوصول الى الهدف النهائي وهو التحرر من سلطة الهيمنة .
عزيزي كودي خطاب الهامش بكل اشكالو جزء اصيل من جزئيات خطابك وهي خطاب متنوع مثلو مثل اي خطاب اي جزء منها في حاجة الى اخرى الحرب ضرورة لدفع المشروع السلمي على الارض و "التطرف" في الخطاب ضرورة ليعرف العدو حلاوة "المرونة"
اخي العزيز خالد الكودي انت تغضب غضبا قويا والغضب ميزة مطلوبة من وجهة نظري في عوالم الثائرين لانو من غير الغضب والخروج احيانا من اطوار المالوف لا يمكن صناعة التغيير الثورة نفسها التجلي الاكثر تطرف من تجليات الغضب وهي صيغة من صيغ العنف التي يجب ادانتها حينما تكون غير مبررا , فهل ندين الغضب الثوري الهامشي ايضا
بالطبع انت لا تفعل ذلك ولن تفعلها انت اكبر محرض للثورة على القديم واكبر منتج لخطاب التحرر سواء كان ذلك بالريشة او بالكلمة النارية اذا الغضب هو السلاح المحرض الاساسي للثورة و"الغضب العنيف" صورة من صور الخروج الثوري على المالوف لا اعتقد بان السفير كان يتحدث عن الفكر او يمارس حوارا منطقيا بل كان يمارس التدليس والنفاق وبشكل مستفز ومخزي مما اخرج المشاهد او المستمع من وضعية الواعي النقدي الي وضعية الغضب الثوري اذا قول السفير الذي في غير محله يمثل اكير محرض لذلك العنف تماما مثلما كان سلوك النظام اكبر محرض للعنف الثوري
علينا ان نجيد فن ادراة الغضب والوعي لان كلاهما اداتان ضروريتان لصناعة الثورة وقيادتها وترويضها الوعي وحدها لا تصنع الثورة والغضب وحدها تضع الثورة في مهب الهيجان الغير واعي ادارة الاثنين مهم جدا
واعتقد المطلوب في مثل هذه المواقف خطاب التوعية وليس خطاب الادانة مثلما المطلوب ادراة الوعي الذي يدشن خارطة طريق التحرر بصبر وجلد كبير و ترشيد الغضب الثوري الذي يحقق الانتصارات اللازمة للقضية التي ترسم معالمها الوعي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة