النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2007, 05:59 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وعن علوة يحلو الحديث........ من موقع أركماني التاريخي (Re: Mohamed E. Seliaman)

    وعن علوة يحلو الحديث........
    والمقال موثق ومصدر بالمراجع


    توحيد المقرة ونوباديا

    اذا عدنا الى توحيد مملكتي المقرة ونوباديا فان التحولات السياسية والفتح العربي للإمبراطورية البيزنطية والتمركز العربي فى ممتلكاتها الأفريقية بخاصة مصر كان لا بدَّ وأن يكون له تأثيره الواضح على التطور السياسي للممالك المسيحية فى كوش. بدأت من هنا نزعة التوحد لمواجهة الخطر القادم من الشمال. ويبدو أن الملوك المقريين قاموا بدور رائد بهذا الاتجاه ونجحوا فى تأسيس الدولة المقرية النوبادية الموحدة. الواضح أن عملية التوحيد تمت بدون إراقة دماء. بقيت نوباديا، أو على الأقل أطرافها الشمالية، منطقة تجارة حرة سمح للتجار العرب من مصر السفر فيها ومزاولة التجارة بحرية وأن يتخذوا لهم إقامة فيها وأن يتملكوا الأراضي. وأصبحت العملات المصرية متداولة فى تلك المنطقة الحدودية. كان هنالك مركز جمركي فى الجزء الجنوبي لنوباديا وفيما وراءه خضعت التجارة لملك المقرة حيث أنه، على حد رواية ابن سليم الأسواني: "لا يجوزها دينار أو درهم إذ كانوا لا يتبايعون بذلك إلا دون الجندل مع المسلمين وما فوق ذلك لا بيع بينهم ولا شراء وإنما هى معاوضة بالرقيق والمواشي والحبال والحديد والحبوب ولا يطلق لأحد أن يجوزها إلا بإذن الملك ومن خالف ذلك كان جزاؤه القتل" .



    بما أنه توجد بينة تشير الى أن المقريين كانوا قد تحولوا الى المسيحية وفق المذهب النسطورى (مذهب الطبيعيين) لا الاورثوذوكسى كما هو الحال بالنسبة للنوباديين والعلويين، فان مسألة تثبيت الكنيسة الاورثوذوكسية القبطية فى المملكة المقرية النوبادية الموحدة قد يكون نوعاً من الاتفاق بأن تتبع نوباديا سياسياً للمقرة على أن يكون المذهب الاورثوذوكسى السائد فى نوباديا هو المذهب الرسمي للمملكة الموحدة. هذه بالتأكيد فرضية نقوم بطرحها دون توفر بينة دالة على ذلك.



    تمت إدارة نوباديا من قبل مسئول يعينه ملك دنقلا ونال هذا المنصب الادارى تسميَّة رئيس أبرشية (الكنيسة الشرقية) نوباديا والذى لازالت صلاحياته عرضة للنقاش فى أوساط المتخصصين. فى أزمان زيارة ابن سليم الأسواني كان المنصب خاضع للتعيين من قبل ملك المملكة المتحدة فى دنقلا، إلا أن الكتاب العرب اللاحقين أشاروا الى ما مفاده أن المنصب وراثي. يبدو أن الإفادتين صحيحتين حيث وجدت نصوص فى النوبة السفلى تشير الى وجود منصب رئيس أبرشية نوباديا حتى عام 1464، أي بعد فترة طويلة أعقبت تفكك مملكة المقرة، وقد يكون أن المنصب بدأ إداريا خاضعاً للتعيين من قبل الملك ومن ثمَّ تحول لاحقاً الى منصب وراثي وهو رأى عبر عنه مونير دى فيلارد.



    فى ظل المملكة الموحدة عد رئيس أبرشية نوباديا نائباً للملك لكنه لا يبدو نائباً بصلاحيات مطلقة حيث أنه لا يظهر فى الوثائق موقعاً على المراسيم أو أنه يتمتع بصلاحيات قانونية. إن كل المعلومات المتوفرة تشير الى أن رئيس أبرشية نوباديا تمتع بصلاحيات ترتبط بشروط اتفاقية البقط...الإشراف على التجارة مع مصر ومع المقرة، وحماية التجار المسلمين المقيمين فى النوبة السفلى، وتوفير الأعداد السنوية المنصوص عليها من الرقيق، وإعادة الفارين من الرقيق. ويرى مارتن بلملى أن رئيس أبرشية نوباديا قام بدور الوكيل لتجارة الملك مع مصر والبحر الأحمر Plumley 1975.



    تمَّ الكشف فى قصر إبريم عن العديد من النصوص، الكاملة والجزئية، والمكتوبة باللغات العربية والقبطية والنوبية القديمة، كانت من بيينها رسالة بالعربية من والى مصر فى عام 785 الى ملك دنقلا تحوى شكوى عن عدم الالتزام بشروط البقط من جانب الأخير. وقد تمَّ الكشف عن تلك الوثيقة مع وثائق جزئية كتبت بالقبطية مما جعل بلملى يقيمها بوصفها "مسودات" رد على رسالة والى مصر. ويفسر آدمز وجود تلك الرسالة فى قصر ابريم بأن ملك دنقلا قام بإرسالها الى رئيس أبرشية نوباديا للرد عليها، ويبرر آدمز استنتاجه بعدم وجود من يجيد العربية فى دنقلا بفعل الحظر المفروض على التجار العرب فى الوصول الى ما وراء المنطقة التجارية الحرة فى النوبة السفلى.



    عثر بلملى على قائمة تحوى أسماء أكثر من ثلاثين مسئولاً لم يرد بينها ذكر لملك دنقلا. لكن من بين النصوص الجزئية التى تمَّ الكشف عنها فى قصر إبريم يظهر اسم ملك المقرة مرتين. ويظهر اسم ملك يسمى ملك "داتاو" الذى يرد اسمه فى الصدارة فى أكثر من عشرين وثيقة قانونية يرجع تاريخها للفترة 1155-1464 ويرد بعد اسمه مباشرة اسم الملكة الأم ومن ثمَّ يليها المسئولين الآخرين ويأتي اسم رئيس أبرشية نوباديا فى ترتيب متأخر فى تلك القوائم. وبالرغم من أن تسمية داتاو وردت بصورة مكررة فى الوثائق المكتوبة باللغة النوبية القديمة فى قصر إبريم وكذلك فى جبل ادا فان التسمية لا ترد إطلاقا فى أى من المئة وعشرين وثيقة عربية التى عثر عليها.



    بما أن معظم النصوص التى ورد فيها ذكر داتاو تعود للقرنين الرابع عشر والخامس عشر فقد طرحت فرضيات بأنها تمثل مملكة انفصلت عن المملكة المقرية النوبادية الموحدة بعد تفكك المملكة وتحول ملوك دنقلا الى الإسلام. لكن النصوص التى تم الكشف عنها فى إبريم تشير الى أن الرواية غير مكتملة ذلك أن ذكر داتاو وملوكها يعود الى فترة سابقة منذ 1155 حين كانت المقرة لازالت مزدهرة. ويرى البعض أن داتاو مطابقة لتسمية المقرة اذ لم ترد التسميتان مطلقاً فى نص واحد. يبدو لنا الإجابة على هذه المعضلة قد يوفرها قول الأسواني بأن عدد ملوك النوبة 13 وكلهم حكموا البلاد تحت سيادة الملك العظيم (الخطط المقريزية، ص 191). المعلومة نفسها نجدها عند المؤرخ القبطي سيفيروس الأشمونى Plumley 1975.



    لازالت غامضة نهاية المملكة المتحدة. شهد عام 1272 مسلسل تدخل السلاطين المماليك، وبنهاية القرن الثالث عشر ادعى المماليك سيطرتهم على نوباديا جنوباً حتى الشلال الثانى لكنه ادعاء لا يجد ما يدعمه فى الوثائق التى تمَّ الكشف عنها حتى الآن فى قصر إبريم. يبدو أن الانهيار جاء من الاتجاه المعاكس تماماً من الجنوب لا من الشمال. اجتاحت القبائل البدوية العربية مملكة المقرة فى القرن الرابع عشر والذين قدموا لا من النيل ولكن من تلال البحر الأحمر. وفى عام 1323 أضحى تاج المقرة على رأس ملك مسلم لتصبح المنطقة من الشلال الثالث فى الشمال حتى الشلال الخامس فى الجنوب مقسمة بين أشباه ملوك عرب تلقب كل منهم بلقب المك وهم الذين كتب عنهم إبن خلدون:



    "صار الملك لبعض أبناء جهينة من أمهاتهم على عادة الأعاجم فى تمليك الأخت وإبن الأخت فتمزق ملكهم واستولى أعراب جهينة على بلادهم وليس من طريقة شئ من السياسة الملوكية للآفة التى تمنع من انقياد بعضهم الى بعض، فصاروا شيعاً لهذا العهد ولم يبق فى بلادهم رسم للملك وإنما هم رحالة بادية يتبعون موقع المطر شأن بوادي الأعراب ولم يبق فى بلادهم رسم للملك لما أحلته صبغة البداوة العربية فى صبغهم بالخلطة والالتحام".(المقدمة، ص.922-923).



    سلمت نوباديا من هذا المصير لأسباب تتعلق ببيئتها الجافة وبفقدانها المراعى التى تشكل إغراءً للوافدين البدو. ونجحت مملكة داتاو المسيحية فى الصمود أما المد العربى الاسلامى من الشمال والجنوب حتى نهاية القرن الخامس عشر، بل أن رئيس أبرشية نوباديا ظل محتفظاً بمنصبه جنباً الى جنب مع ملك داتاو على امتداد تلك الفترة. وطالما أن رئيس الأبرشية كان يعين من قبل ملك دنقلا التى زالت بحوالى 1365 فان وضع الأبرشية يشكل معضلة لازالت تحتاج الى المزيد من الدراسات.



    آخر وثيقة ورَّد فيها ذكر لكل من ملك داتاو ورئيس أبرشية نوباديا تحمل تاريخاً متأخراً 1464 وكذلك هناك نص آخر يرجع الى سنة 1684 من جبل آدا ذكر فيه ملك داتاو الملك جويل. بعد ذلك ينسدل ستار الصمت على كل من داتاو ونوباديا وعلى النوبة المسيحية وثقافتها. أحداث نصف القرن اللاحق غير واضحة، لكن عندما وصل الغزو العثمانى للنوبة السفلى فى منتصف القرن السادس عشر فان الغزاة لم يجدوا أثراً لا لداتاو ولا لأبرشية نوباديا.



    تأتى معلوماتنا عن انهيار مملكة المقرة- نوباديا الموحدة من أربعة مصادر أساسية تتلخص فى كتاب النويرى فى عموم المعرفة والذى يحوى سرداً للحملات التى قام بها المماليك على مملكة المقرة الموحدة، وفى السيرة الذاتية عن سلطان المماليك قلاوون التى كتبها المفضل، وفى كتاب ابن خلدون، وأخبراً فى كتاب السلوك فى معرفة دول الملوك للمقريزى الذى كتب عدداً من الأعمال الهامة عن تاريخ مصر وجغرافيتها. وكان كل من إبن خلدون والمقريزى من أشهر المؤلفين فى عصرهما، مع أن التاريخ الذى تركاه لنا ينتمى الى نوع الروايات التاريخية المميزة للقرون الوسطى التى تمثل سلسلة من المعارك والمذابح والدسائس فى البلاط والتى لانهاية لها. من واقع تلك الكتابات يبدو انهيار مملكة المقرة وزوالها على النحو التالي.



    بعد أن اعتلى عرش دنقلا الملك داؤود خلفاً لخاله قام فى عام 1268 بإرسال بعثة الى القاهرة للحصول على اعتراف السلطان المملوكي بيبرس به ملكاً على المقرة. ومعلوم أن رد السلطان كان جافاً وطالب فيه داؤود بالاستئناف الفوري للالتزام بشروط البقط مما يشير الى أن الملوك المقريين كانوا قد أهملوها ردحاً من الزمن. وتشير المصادر الى أن داؤود لم يظهر استجابة لطلب السلطان. وفى عام 1272م. هاجم الملك داؤود ميناء عيذاب الذى يمثل أهمية حيوية بالنسبة لتجارة مصر. جاءت ردة الفعل المصرية قوية وأرسلت حملة الى أطراف المقرة الشمالية نتج عنها أسر أعداد كبيرة بما فى ذلك حاكم المنطقة الشمالية للمقرة صاحب الجبل والذى نفذ فيه حكم الإعدام لاحقاً فى القاهرة.



    وفى عام 1275 وصل الى القاهرة أمير نوبي باسم شكندة المتطلع لعرش المقرة طالباً العون من المماليك لخلع خاله داؤود. وبالطبع وجد طلبه ترحيباً من قبل السلطان طالما أن ذلك يفتح أمامه مساحة للتدخل فى شئون المقرة السياسية. من ثم أمدَّ شكندة بقوة عسكرية كبيرة الحجم. وفى يناير 1276 دخلت الحملة الى الحدود الشمالية لمملكة المقرة- نوباديا الموحدة واحتلت قلعة داو (جبل آدا) وجزيرة مينارتى. ورمى صاحب الجبل، خوفاً من التعرض لما لقاه سلفه، بقوته مع المتآمر شكندة والقوات الأجنبية المرافقة له لتكتمل لوحة المؤامرة والخيانة الوطنية. وتشير المصادر الى أن أعراب بنى كنز انضموا هم أيضاً الى جيش شكندة.



    وبحلول شهر ابريل من العام نفسه كانت الحملة قد وصلت الى قبالة العاصمة دنقلا العجوز ونجحت فى كسر المقاومة الوطنية بفعل المؤامرة التى قادها الخائن شكندة. ولاذ الملك داؤود بالهروب جنوباً الى منطقة الأبواب تاركاً أفراد أسرته أسرى بأيدى المماليك الذين لا يرحمون. نصبت القوات الغازية العميل شكندة الاضينة، على حد وصف محمد إبراهيم نقد له، ملكاً على عرش المقرة التاريخى بثمن باهظ فرضه المماليك مقابل دعمهم له. أقسم الملك الإمعة الجديد يميناً بالولاء والطاعة لسلطان المماليك جاعلاً من المقرة دولة تابعة لإمرة مصر بدون خجل فقط تحقيقاً لرغبته فى السلطة. وكانت الجيوش الغازية عند تراجعها من دنقلا قد لجأت الى سياسة تحتمس الثالث الذى كان، كما أشرنا، قد أخذ إبن ملك كرمة رهينة، فأخذت معها عدداً من الأمراء المقريين كرهائن وكان من بينهم من تحق له المطالبة بالعرش. أما الملك داؤود فانه، فيما يبدو بفعل مؤامرة من شكندة، وقع فى يد المماليك إذ قام ملك الأبواب بإرساله مكبلاً بالأصفاد الى القاهرة فى يونيو من العام نفسه.



    لكن الخيانة دائماً ما لا تدوم ثمارها ذلك أن أرباب شكندة المماليك سرعان ما حرضوا من يقوم باغتياله ونصبوا بديلاً له يدعى براك. وبرهن براك بدوره على عدم رضاء الأرباب الاسميين المماليك عنه فخلع هو الآخر وقتل بعد أن جردت حملة مملوكية ضده. بعدها انتقل عرش المقرة الى سمامون الذى كان واحداً من الأمراء الذين أخذوا رهائن الى القاهرة. وبدا سمامون رجل أزمانه ، ماكراً قادراً على ضرب المماليك بلغتهم نفسها من الدسائس السياسية. على مدى اثني عشر عاماً أو ما يزيد مارس سمامون لعبة الاختفاء والظهور، متحدياً سلطة المماليك عن بعد، متراجعاً بحكمة الى خارج الملعب كلما وصلت حملة من مصر لتأديبه. فاجأته جيوش المماليك مرتين بعون قدمه لها أعراب بني كنز، فهرب الى الأبواب وتم تنصيب ابن شقيقته فى مكانه. فى كل مرة يغيب فيها الغزاة يعود الى دنقلا آمناً مستعيداً عرشه. بعد عودته الثانية الى عرشه فى عام 1290 قام سمامون بمبادرة سلمية أظهر فيها خضوعه للسلطان المملوكي، وأرسل له هدية تألفت من عدد كبير من العبيد، وأعطى وعداً بالالتزام بشروط البقط. قنع الحاكم المملوكي بعد أن أعيته لعبة الاختفاء والظهور باهظة التكلفة وغير المثمرة، فترك الأمور على ما بلغته ولم يضايق سمامون ثانية.



    فى عام 1304 بدأت مجدداً أحداث رواية ملتوية من الخيانة والمكائد. ظهر ملك باسم آمى خلفاً لسمامون سعى الى المماليك طالباً الدعم فى صراعه مع متمرد نجح فى إزاحته عن عرشه. أعيد آمى الى السلطة بمعاونة جيش مملوكي، لكنه اغتيل بدوره بعد بضع سنين ليخلفه أخ له هو الملك كودانباس الذى أصبح آخر الملوك المسيحيين فى المقرة. سافر كودانباس بمجرد اعتلائه العرش الى القاهرة حاملاً معه الهدايا الى جانب الجزية المنتظمة لتقديم فروض الطاعة والولاء للسلطان. لكنه بعد عودته الى دنقلا استأنف لعبة التحدى والمروق على السلطة المصرية. وقرر الحاكم المملوكى كالعادة تجريد جيش لخلعه وتنصيب أمير نوبي آخر اسمه برشمبو كان قد اعتنق الإسلام خلال فترة وجوده رهينة فى القاهرة. عندما علم كودانباس بمخطط السلطان تقدم باقتراح فيه قدر من الدهاء. أرسل ابن شقيقته كنز الدولة الى القاهرة مقترحاً أنه إذا كانت نية السلطان أن ينصب على عرش المقرة مسلماً مكانه فان الوراثة لا بدَّ أن تؤول الى كنز الدولة لأحقيته وفق نظام التوريث الأمومى السائد.



    حتى تلك اللحظة كان بنو كنز قد اتخذوا عموماً جانب المماليك فى صراعهم مع المقريين واشتركوا فى الحملات الموجهة ضد كل من داؤود وسمامون. لكن السلطان الناصر كان داهية بما يكفى لإدراك أن بنى كنز يمثلون تهديداً لمصالح المماليك، شأنهم شأن ملوك النوبة الأصليين المسيحيين فى المقرة الخارجين دوماً على الطاعة. ومن ثم فان اقتراح اسم كنز الدولة وريثاً لعرش دنقلا ما كان مقنعاً للسلطان الناصر، وكان رده أن انتهى كنز الدولة الى السجن فى القاهرة. ونفذ السلطان حملته الى دنقلا وتم تنصيب بر شمبو ملكاً على المقرة. هرب كودانباس كما فعل اثنان من أسلافه الى الأبواب لكنه أسر وأرسل الى القاهرة سجيناً. مع وجود كودانباس أسيراً فى القاهرة وبر شمبو ملكاً متوجاً فى دنقلا أحس السلطان بأن الأمور فى المقرة بات مسيطراً عليها فوافق على إطلاق سراح كنز الدولة بناء على وعد قطعه الأخير بالعودة الى أسوان للاهتمام بشئونه الخاصة. إلا أن قائد بنى كنز بمجرد خروجه آمناً من القاهرة اتجه مباشرة الى أهله ليعلن نفسه ملكاً على داو ومنها سار الى دنقلا حيث كان برشمبو قد اغتيل نتيجة دسائس هناك . هكذا أصبح عرش المقرة التاريخى بيد بنى كنز.



    أصبح النوبيون المطالبون بالعرش مجرد دمى لا أكثر فى الصراع من أجل السيطرة على المقرة. كان المماليك وبنو كنز المتعاركين الفعليين. مرة ثانية أحس السلطان المملوكي بأنَّ مصالحه فى المقرة أضحت مهددة ومن ثم قرر التدخل فأرسل أبرام، شقيق كودانباس وخال كنز الدولة، على رأس جيش مملوكي ليخلع ابن أخته. وفق بعض الروايات وجد أبرام بمجرد وصوله الى دنقلا اعترافاً من قبل كنز الدولة الذى وافق على التخلي لخاله عن العرش. كيفما كان الحال فان أبرام لم يثق فى كنز الدولة فزج به فى السجن قاصداً أن يعيده الى مصر لكن المنية لم تمهل أبرام فأدركته بعد ثلاثة أيام ولم يجد كنز لدولة صعوبة فى وضع التاج ثانية على رأسه.



    أصبح الأسير كودانباس آخر كرت فى يد السلطان. أطلق سراحه وأرسل فى عام 1323 مع حملة مملوكية الى دنقلا لاستعادة عرش المقرة من كنز الدولة ، وهو ابن الأخت نفسه الذى كان كودانباس قد أوصى بأن يخلفه من قبل ثمانية أعوام مضت.لم ينتظر كودانباس هذه المرة للترحيب بخاله فهرب الى الأبواب تاركاً العرش لكودانباس دون إبداء معارضة. لكن ابن الأخت استعار ورقة من كتاب سمامون، فما أن غادرت القوات المملوكية حتى ظهر من جديد ليطرد الخال ويستولى على العرش. وتراجع كودانباس شمالاً الى أسوان حيث قبع منتظراً بلا جدوى تعزيزات المماليك، وما جاء العون المنتظر أبداً. رفع المماليك أيديهم عن المقرة وتركوها تواجه مصيرها مع بنى كنز الذين قاموا بدور رئيس فى إضعاف المقرة بما لا رجعة.



    يبدو أن هناك إجماع على أن بلوغ كنز الدولة لعرش المقرة يمثل نهاية الحكم المسيحي فى مجمل مملكة المقرة. ما عاد هذا التأويل يجد ما يدعمه من المعطيات. بقيت أجزاء من الأطراف الشمالية للمقرة تحت أمراء مسيحيين غير مرموقين على مدى مئة وخمسين سنة لاحقة. من ناحية ثانية كانت المقرة قد توقفت عن أن تكون مملكة مسيحيَّة منذ أزمان سابقة لذلك التاريخ. إن حقيقة أن يصبح المسلم ملكاً متوجاً على عرش المقرة بموافقة معظم رعاياها تقف برهاناً على ذلك. كانت المقرة فى القرن الرابع عشر مملكة دنيوية، معظم أتباعها من المسيحيين، وكان حكامها يتخذون المسيحية عقيدة لهم حتى عام 1323. لكن الواضح أن الحلف القديم بين الدولة والكنيسة كان ميتاً. كان شكندة الإمعة وسمامون وكودانباس ملوكاً دنيويين لا أثر لرسوم لهم على جدران أي من الكنائس التى تمَّ الكشف عنها حتى الآن، ولا وجود لأية إشارة فى أى من نصوص التكريس الى كونهم حماة للدين. لقد كان تاريخ المقرة قصيراً وغامضاً تحت حكم المسلمين، اذ كان كنز الدولة أو واحد من أحفاده لا يزال على العرش فى عام 1349 حيث يذكر العمرى أن النوبة بلد مسيحي يحكمه ملوك مسلمون من بنى كنز. بحلول عام 1365 تتغير الصورة ثانية اذ وصلت الى مصر سفارة من ملك نوبي غير مسيحي تسعى الى كسب الدعم ضد قبائل عربية معينة كانت قد بدأت تغزو المملكة وعاثت فيها نهباً وسلباً. غالباً أن تلك القبائل تمثلت فى بنى جعد وبنى عكرمة وبنى كنز.



    فى فترة زمنيَّة سبقت عام 1465 كان هناك انقلاب آخر من الانقلابات المتكررة فى قصر المقرة، خلع فيه ملك وقتل على يد إبن أخته، ودعم بنو جعد ابن الأخت بعد أن استقروا بأعداد كبيرة فى منطقة دنقلا العجوز. اللافت للانتباه أن ابن الأخت بمجرد توليه العرش انقلب على حلفائه من بنى جعد وذبح معظم قادتهم. لكنه سرعان ما وجد أن سلطته فى دنقلا أصبحت عرضة للتهديد، فانسحب هو وأفراد بلاطه شمالاً الى داو تاركاً عاصمته تحت رحمة بنى جعد الذين هجموا على المدينة بعد رحيله وسبوها ونهبوها. وهكذا تخلى ملك المقرة عن الأجزاء الجنوبية لمملكته للقبائل العربية. منذ ذلك التاريخ وما أعقبه لم تعد المقرة تعرف حكومة عدا الأسياد الناهبين من البدو على حد تعبير إبن خلدون.



    إن سرد المقريزى لتلك الأحداث بعيد عن الوضوح. توحي جوانب من القصة، برغم ذلك، أن حكام المقرة الآخرين الذين لم تذكر أسماؤهم فى أى مكان ربما ارتدوا الى العقيدة التى ما فتئت تسود وسط الأغلبية العظمى من رعاياهم. أما كون أولئك الحكام لم يعودوا من بنى كنز فهو أمر بين وواضح للغاية. وتشير عودة الصراعات الأسرية بين الخال وابن أخته الى أن التوريث عن طريق الأم قد أعيد إحياؤه، وهو أمر يكاد يستحيل فى ظل نظام إسلامي. أخيراً فان تراجع الحكام المقريين شمالاً ربما يرتبط بحقيقة أن داو كانت مقراً لمملكة داتاو التى أعقبت المسيحية.



    مملكة علوة

    كانت منطقة علوة فيما وراء الشلال الخامس مختلفة ثقافياً وجغرافياً مقارنة بالمملكتين الاخرتين الى الشمال منها والواقعتين فى إقليم جاف تربطه بمصر علاقات تمتد الى منتصف الالفية الثانية قبل الميلاد. تقع علوة فى إقليم ممطر ما كان مطلقاً عرضة للعدوان المصري أو الفارسي أو الإغريقي أو الروماني. بعد التراجع الروماني من الأطراف الشمالية لكوش، كما بيَّنا, فى نهاية ا لقرن الثالث الميلادي، وبعد انهيار مملكة مروى فى أواخر القرن الرابع الذى تلي نشأت مملكة علوة لتظل على مدى ما يقرب من القرنين من الزمان منعزلة عن الشمال وهو ما تؤكد عليه المواقع الأثرية للعصر ما بعد المروى، أصبحت أكسوم هى القوة الكبرى فى هذا الجزء من شمال شرق القارة الأفريقية.



    حين وصل لونجينيوس فى عام 580 م. الى سوبا فإنه كان قد طرق باب مملكة كوشية تختلف تماماً عن نوباديا المتمَّصرة الى درجة ما حيث كان قد أقام على مدى ست سنوات أرسى خلالها دعائم الكنيسة النوبادية (التى أصبحت تعرف لاحقاً بالنوبية). مهدت بعثة لونجينيوس الطريق أمام رياح التغير الثقافي المرتبط بنشوء حركة التبادل التجاري مع الإمبراطورية البيزنطية، تحديداً مع مصر البيزنطية. التأثير البيزنطي كان واضحاً فى الأطراف الشمالية لكوش- نوباديا تحديداً- ويمكن رؤية ملامح له فى علوة تبدت فى الشكل الباسيليقى لكنيستين فى العاصمة سوبا، وفى استخدام اللغة الإغريقية حتى القرن الحادي عشر كما يشير الى ذلك النقش الجنائزي لملكها داؤود.



    لازالت قائمة إشكالية الأسباب الدافعة لاختيار سوبا عاصمة لمملكة علوة. من جانب فان فقدان مملكة مروى لأطرافها الشمالية نتيجة سيطرة النوباديين والبليميين على تلك الأطراف جعل منها مملكة تعانى من عزلة نسبية، ومن جانب ثانٍ أصبحت عرضة للهجوم طالما أنها تقع باتجاه الحدود الشمالية لمملكة علوة الناشئة. لكن هناك احتمال فى أن يكون تأسيس عاصمة مسيحية بعيداً عن تأثيرات قلب العبادات التقليدية المروية نتاج لقرار تم اتخاذه عن وعى كامل. كذلك فان معدل هطول الأمطار العالي فى منطقة سوبا بامكاناتها الزراعية الأكبر قد يكون عنصراً من عناصر القرار الواعي بتأسيس حاضرة المملكة فى تلك البقعة الطيبة بالذات. ورغم أن مملكة علوة كانت موجودة منذ عام 580 م. حين تم تمسيح ملكها وفقاً لما رواه مؤرخ الكنيسة البيزنطية جون الأفيوسى، فان ذكر سوبا بوصفها العاصمة التى زارها المبشر لونجينيوس لم يرد فى أية وثيقة. وقد طرح كيروان فرضية تقول بأنه وفقاً لوصف لونجينيوس للمرحلة الأخيرة من رحلته والذى ضمنه رسالته التى بعث بها الى ثيودور، بطريرك الكنيسة القبطية حينها فى الإسكندرية، فان موقع مروى ( البجراوية ) بحسبانها علوة قد يكون الأقرب الى الصواب. إن أقدم ذكر لسوبا بحسبانها عاصمة لعلوة نجده فى كتاب البلدان لليعقوبى.



    إذا كانت مروى هى أول عاصمة لمملكة علوة فان ندرة البيَّنة الدالة على المسيحية تشير الى أن سوبا قد اغتصبت مكانتها مباشرة بعد عام580 م. هذا اذ لم يكن ذلك قد تم فى فترة أسبق. لقد طرحت فرضيات تقول بأن إعادة استخدام المعبد المروى فى المصورات الصفراء كنيسة قد تمت فى فترة سابقة لتحول علوة رسمياً الى المسيحية، كما وأن فانتينى يذكر وجود عدد محدود من الزوار المسيحيين الاكسوميين فى علوة عند زيارة لونجينيوس للمدينة وهو ما سجله جون الأفيوسى على حد ما أورده فانتينى Vantini 1975.



    لقد ورد ذكر مملكة علوة للمرة الأولى فى كتابات جون الأفيوسى الذى يسرد بشئ من الاسهاب الأحداث التى أدت الى تمسيح الأطراف الشمالية لكوش نوباديا بداية، لاحقاً الى تمسيح علوة بفضل المبشرين من أتباع المذهب الاورثوذوكسى. أما مملكة المقرة الواقعة بين المملكتين فان الأفيوسى لا يذكر شيئاً عن تمسيحها، لكنه لوحظ انها كانت معاديَّة للنشاطات التبشيرية فى علوة. ويدعى أرثوذوكسى معاصر للأحداث و جون بيكلاروم أن المقريين تحولوا الى المسيحية فى عام 569 م. أو فى العام الذى تلاه. ويقول إبن سليم الأسواني بأن النوبيين والمقريين كانوا مختلفين عرقياً ودخلوا فى حروب فيما بينهم قبل وصول المسيحية. ويحتمل أن يكون هذا العداء بين المقرة وعلوة سبباً يفسر قرار لونجينيوس إتباع الطريق الصحراوي فى طريقه الى علوة. يبدو من رواية الأفيوسى أن الملوك الكوشيين كانوا حريصين على التحول الى المسيحية:" عندما بعث ملك علوة سفارته الى ملك نوباديا طالباً منه إرسال لونجينيوس إليهم لتعليم شعبه وتنصيره، كان واضحاً أن رغبة الناس للتنصر قد تمَّ شحذها بمعجزة إلهية...وعند وصوله الى العاصمة استقبله الملك بترحاب وفرحة. وباستقراره بينهم مبشراً بكلمات الخالق الى الملك وكل نبلائه استقبلوها بقلوب منفتحة. وبعد أيام قلائل تمَّ تعليمهم وتنصر الملك مع كل النبلاء والجزء الأعظم من السكان".



    قدم إبن سليم الأسوانى الذى زار علوة فى حوالي سنة 976 وصفاً لحاضرتها سوبا كالآتي: "مدينة العلوى شرقي الجزيرة الكبرى التى بين البحرين الأبيض والأخضر فى الطرف الشمالي منها عند مجتمعها وشرقيها النهر الذى يجف ويسكن بطنه وفيها أبنية حسان ودور واسعة وكنائس كثيرة الذهب وبساتين ولها رباط فيه جماعة من المسلمين". وكتب إبن حوقل الذى ادعى بأنه زار علوة فى النصف الأخير للقرن العاشر بأن مملكة المقرة وملكها كانت تحت سيطرة علوة، هذا فى حين يذكر المسعودي فى عام 943 أن ملك النوبة الحاكم فى دنقلا بسط سيطرته على كل من المقرة وعلوة. ويشير مونرو هاى الى أن حقيقة تمتع وريث عرش علوة الأمير سيمون بوضع مرموق فى مملكة المقرة إنما يدل على سيادة علاقات طيبة بين المملكتين Munro-Hay 1982.



    كما أن شاهد القبر المنقوش على لوح مرمر والخاص بملك سوبا داؤود، والذى تمَّ الكشف عنه فى أثناء أعمال التنقيب الآثارى الجارية حالياً فى موقع سوبا، يؤكد أن علوة والمقرة خضعتا فى السنوات المبكرة للقرن الحادي عشر لملكين مختلفين. وكتب ابن سليم الأسواني عن ثروات علوة وصفاً دقيقاً:



    "ومتملك علوة أكثر مالاً من متملك المقرة وأعظم جيشاً وعنده من الخيل ما ليس عند المقرى وبلده أوسع وأخصب والنخل والكرم عندهم يسير وأكثر حبوبهم الذرة البيضاء التى مثل الرز منها خبزهم ومزرهم واللحم عندهم كثير لكثرة المواشى والمروج الواسعة العظيمة السعة حتى أنه لا يوصل الى الجبل إلا فى أيام وعندهم خيل عتاق وجمال صهب عراب ودينهم النصرانية يعاقبة وأساقفهم من قبل صاحب الإسكندرية كالنوبة وكتبهم بالرومية يفسرونها بلسانهم وهم أقل فهماً من النوبة وملكهم يسترق من شاء من رعيته بجرم وبغير جرم ولا ينكرون ذلك عليه بل يسجدون له ولا يعصون أمره على المكروه الواقع بهم وينادون الملك يعيش فليكن أمره وهو يتتوج بالذهب والذهب كثير فى بلده. ومما فى بلده من العجائب أن فى الجزيرة الكبرى التى بين البحرين جنسا يعرف بالكرنيتا لهم أرض واسعة مزروعة من النيل والمطر فاذا كان وقت الزرع خرج كل احد منهم بما عنده من البذر واختط على مقدار ما معه وزرع فى أربعة أركان الخطة يسير أو جعل البذر فى وسط الخطة وشيئا من ألمزر وانصرف عنه فإذا أصبح وجد ما اختط قد زرع وشرب ألمزر فإذا كان وقت الحصاد حصد يسيرا ووضعه فى موضع أراده ومعه مزر وينصرف فيجد الزرع قد حصد بأسره".



    تشير آثار الثقافة المادية الى أن علوة كانت مكتفية ذاتياً الى حد بعيد، فقط القليل من الأواني الفخارية تمَّ استيراده من الشمال. امتلكت المملكة أراضٍ خصبة وهو ما يجعل ممكناً الافتراض بأنها تاجرت فى المنتجات الزراعية الى جانب الرقيق المجلوب من خارج حدودها, بالإضافة الى العاج وجلود الحيوانات. فالحي العربي الإسلامي الذى أشار إليه ابن سليم الأسواني إنما يشير الى وجود صلات تجارية مع العالم العربي. فيما يتعلق بمناجم الذهب فى المنطقة الواقعة حول فازوغلى (فاماكا)، والتى أرسل إليها ملوك أكسوم البعثات، فان سيطرة علوة عليها تظل أمراً غير واضح تماماً، بخاصة إذا راعينا ما ذكره ابن حوقل من أن مناجم الذهب فى علوة لا تجد من يهتم بها رغم أنها منتجة.



    ظل تاريخ علوة بصورة عامة غامضاً كما وأن نهايتها كانت أكثر غموضاً، ذلك أنه يندر أن نجد اسمها فى الروايات التاريخية المتأخرة التى عادة ما تتحدث عن ملك الأبواب لا عن ملك علوة، وكانت الأبواب تقليدياً هى المقاطعة الشمالية لعلوة. لكننا نظل نجهل ما اذا كان لنا أن نعد لقب ملك الأبواب مرادفاً لملك علوة أم أن المملكة قد تقسمت الى مشيخات قبلية. يرى سبولدنق أن نتائج الحفريات الآثارية فى سوبا تكشف عن تدنى مستوى الثقافة المادية فى حاضرة مملكة علوة مع بداية القرن الثالث عشر. ويشير شينى الى أن الجغرافى الحورانى فى القرن الثالث عشر يروى أن عاصمة علوة انتقلت الى مكان يقال له وايلولة، كما أن المبعوث المملوكي علم الدين سنجار وجد أن عليه التعامل مع تسعة أفراد حاكمين أثناء مهمته فى علوة Shinnie 1961.



    تم اختراق علوة ذات المراعى الواسعة، كما حدث لمملكة المقرة الى الشمال منها، من جانب القبائل البدويَّة العربية المتنقلة التى قدمت الى كوش بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر لتشكل تهديداً مباشراً للمملكة. كانت جهينة وقريش أقوى تلك القبائل التى تدفقت من الحجاز الى جنوب مصر فى أزمان الفاطميين، ثم انتقلت، تحت ضغط المماليك، جنوباً بحثاً عن المراعى الأكثر اخضرارا. ووفق رواية يوسف فضل حسن لم يأت المهاجرون فى شكل رحل غزاة، وإنما فرقاً صغيرة متعاقبة...مع أن النمط العام لهذا التسرب ربما كان ذا طبيعة سلمية إلا أنَّ الظهور البادي لصداقات محلية ولقتال قبلي كان أمراً محتوماً. فى مساعيهم للسيطرة على المراعى يحتمل أن يكون البدو قد دفعوا السكان الأصليين بعيداً عن أراضيهم، أو أنهم غزوا الأراضي الغنية على ضفتي النيل. إن وجودهم فى مملكة علوة لا بدَّ أن يكون قد شكل ضغطاً على المملكة. كانت علوة فى البداية قادرة على الدفاع عن نفسها، وقادرة على فرض سيادتها على المجموعات العربية الصغيرة، لكنه مع تزايد أعداد المهاجرين العرب، ومع تكون تحالفات وروابط قبلية كبيرة اختل الميزان كلياً Hassan 1967.



    ويشير يوسف فضل الى أن الموجة البدوية ما كانت المهدد الوحيد الذى كان على ملوك علوة أن ينازلوه، ذلك أن علاقاتهم- على ما يبدو- مع ملوك المقرة كانت تشهد تردياً دائماً بفعل حملات الاسترقاق التى كان المقريون يشنونها على أراضى علوة. ويضيف يوسف فضل الى أنه الى جانب كل ذلك كان على ملوك علوة مواجهة خطر جديد تمثل فى القوة الناهضة للقبائل المحلية الى جنوبهم وغربهم. يقول كراوفورد بأنه وفى أوائل القرن الرابع عشر أفاد كاتب اسمه الدمشقي بأن ملك علوة كان مقيماً بمكان اسمه كوشا بعيداً الى الغرب من النيل حيث كان يتحصل على الماء من آبار تحت الأرض. ويعتقد كراوفورد بأن فى ذلك ربما تكون إشارة الى أن ملك علوة قد طرد من دياره التقليدية على ضفة النيل من قبل العرب الغزاة Crawford 1951.



    ترجع الروايات التقليدية الانهيار النهائي لمملكة علوة وتدمير حاضرتها سوبا الى الهجمات المشتركة التى شنها العرب البدو وسلاطين الفونج. لاشك فى أن صعود عمارة دنقس، الأول من سلاطين الفونج، أمر مثبت تاريخياً وموثق، لكننا نتشكك فى الرواية التقليدية القائلة بأن عهد عمارة دنقس بدأ بالإطاحة بسوبا. حالياً هناك اتفاق بأن الإطاحة بعلوة كانت فعلاً عربياً محضاً، وأن الفونج أخضعوا العرب بدورهم فى تاريخ لاحق عادين أنفسهم الورثة الشرعيين لمملكة علوة. هناك رواية تمَّ الاحتفاظ بها لدى عرب العبدلاب تقول بأن أهل علوة الناجين من الهجوم العربي وخراب سوبا فروا من المدينة وتمترسوا فى حصن قرى الواقع على بعد نحو أربعين ميلاً الى الشمال من سوبا. على أساس هذه الرواية وصف شيتيك المجمع فى قمة تل عند مدخل شلال السبلوقة (الشلال السادس) بالقرب من قرية قرى الحالية بوصفه آخر معقل للمسيحية فى السودان Chittic 1963.



    أخيراً نقول أنه منذ القرن الثالث عشر حتى القرن السادس عشر تدفق العرب البدو جنوباً من مصر الى كوش، بداية على طول تلال البحر الأحمر، ثم غرباً الى النيل وما وراءه، يدمرون خلال تدفقهم البقايا الأخيرة للممالك المسيحية. غيَّر مجئ العرب بشكل دائم التوازن الايكولوجى بين الصحراء والأرض المزروعة إذ طغى عدد العرب البدو فى أرض الهامش على المزارعين بامتداد النيل. فى حين ثابر العديد من الأعراب الوافدين من أجل وجود بدوى فى كوش، استوطن آخرون أرباباً للسكان المحليين المستقرين وتوحدوا معهم بالتدريج امتزاجاً، وهو ما نتج عنه التركيب الفريد للأمة السودانية الحالية.

                  

العنوان الكاتب Date
النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Mohamed E. Seliaman05-30-07, 08:40 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Mohamed E. Seliaman05-30-07, 08:42 AM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Mohamed E. Seliaman05-30-07, 08:45 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Mohamed E. Seliaman06-07-07, 02:11 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-07-07, 03:03 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان ود محجوب06-07-07, 11:17 PM
      Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-11-07, 00:30 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-08-07, 12:57 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان محمد على طه الملك06-08-07, 02:28 PM
      Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Mohamed E. Seliaman06-08-07, 07:29 PM
        Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان ود محجوب06-08-07, 07:41 PM
        Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-13-07, 12:43 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-08-07, 08:07 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-08-07, 08:10 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان othman mohmmadien06-08-07, 08:42 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-08-07, 09:10 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-12-07, 02:46 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-08-07, 09:25 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-08-07, 11:15 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان MAHJOOP ALI06-09-07, 05:12 AM
      Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان عبد المنعم ابراهيم الحاج06-09-07, 05:19 AM
        Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان سيف الدين عيسى مختار06-09-07, 06:26 AM
          Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان صلاح شعيب06-09-07, 08:08 AM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-09-07, 09:51 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-09-07, 08:11 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-09-07, 08:25 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-09-07, 08:47 AM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان احمد الامين احمد06-09-07, 10:28 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-09-07, 10:46 AM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان MAHJOOP ALI06-09-07, 11:16 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-09-07, 11:20 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان صديق حمدتو06-09-07, 12:11 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-11-07, 03:25 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-09-07, 02:19 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-09-07, 02:28 PM
      Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Mohamed E. Seliaman06-09-07, 02:34 PM
        Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-09-07, 02:35 PM
      Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان هشام آدم06-09-07, 02:34 PM
        Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-09-07, 02:38 PM
          Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان هشام آدم06-09-07, 02:42 PM
            Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Mohamed E. Seliaman06-09-07, 02:47 PM
              Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان هشام آدم06-09-07, 02:51 PM
                Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Mohamed E. Seliaman06-09-07, 02:58 PM
            Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-09-07, 02:51 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-09-07, 02:59 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-09-07, 03:10 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان هشام آدم06-09-07, 03:20 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-09-07, 03:26 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-09-07, 03:30 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-09-07, 03:40 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-09-07, 03:38 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-09-07, 04:05 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-09-07, 04:23 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-09-07, 04:22 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-09-07, 04:27 PM
      Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان MAHJOOP ALI06-09-07, 06:29 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-10-07, 00:17 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-10-07, 00:56 AM
  Re: سور من القران الكريم لها علاقة بالموضوع....... kamalabas06-10-07, 02:56 AM
    Re: سور من القران الكريم لها علاقة بالموضوع....... عبد المنعم ابراهيم الحاج06-10-07, 04:49 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-10-07, 10:38 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-10-07, 01:18 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-10-07, 01:57 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان MAHJOOP ALI06-10-07, 04:34 PM
      Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-10-07, 05:54 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-10-07, 04:05 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-10-07, 05:45 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان محمد عبدالقادر سبيل06-11-07, 07:55 AM
      Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-11-07, 11:42 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-11-07, 12:35 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-11-07, 12:55 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-11-07, 03:49 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-11-07, 01:07 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان محمود ابوبكر06-11-07, 03:28 PM
      Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-11-07, 04:06 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-11-07, 04:24 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان عبدالغني بريش فيوف06-11-07, 06:15 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-11-07, 08:33 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-11-07, 08:50 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-11-07, 09:04 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-11-07, 09:22 PM
    Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان MAHJOOP ALI06-12-07, 01:17 AM
      Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان MAHJOOP ALI06-12-07, 02:16 AM
        رد أرتيري حول مزاعم بعض علماء السودان حول الهجرة الاولي للصحابة الحلقة الاولي...... kamalabas06-12-07, 02:42 AM
        ماكتبه الاستاذ سليمان ضرار عن هجرة الصحابة !!!!!! kamalabas06-12-07, 03:13 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-12-07, 02:32 AM
  Re: الحلقة الثالثة kamalabas06-12-07, 02:35 AM
  الحلقة الاخيرة kamalabas06-12-07, 02:37 AM
  و ماذا تقول موسوعة ويكبديا عن الحبشة ماضيا وحاضرا?? kamalabas06-12-07, 02:47 AM
    Re: و ماذا تقول موسوعة ويكبديا عن الحبشة ماضيا وحاضرا?? محمد عبدالقادر سبيل06-12-07, 11:39 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-12-07, 11:16 AM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-12-07, 12:29 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان Frankly06-12-07, 04:05 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-12-07, 05:12 PM
  R من مقدمة بن خلدون 000الجزء الاول kamalabas06-12-07, 05:23 PM
  Re: وعن علوة يحلو الحديث........ من موقع أركماني التاريخي kamalabas06-12-07, 05:59 PM
  R تاريخ اليعقوبي يقول kamalabas06-12-07, 06:17 PM
    Re: R تاريخ اليعقوبي يقول MAHJOOP ALI06-13-07, 10:07 PM
  Re: النجاشي الذي هاجر إليه المسلمون سوداني والحبشة دي أصلا شمال السودان kamalabas06-14-07, 12:59 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de