كيزان .. نعم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 01:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-26-2007, 08:04 AM

حمد فتح الرحمن
<aحمد فتح الرحمن
تاريخ التسجيل: 06-01-2005
مجموع المشاركات: 1996

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيزان .. نعم (Re: محمد حامد جمعه)

    و النِّعم فيكم و في حالكم
    Quote: عرض... حال البلد

    د.حيدر إبراهيم

    كنت جالسا في هدوء مشوب بالضجر والقرف أمام التلفزيون، بعد أن عرض الاخبار المليئة بالدم والقتل والحماقة. أعلن عن متفرقات خفيفة للمراسلين من البلدان المختلفة واستهلها بتنويه: «السودان.. عرض ازياء للرجال والنساء خلف الكواليس» «الجزيرة الاحد 13/5 برنامج هذا المساء» وبعد مشاهدة تفاصيل الخبر، كاد قلبي أن ينفطر حقيقة، فلقد أوصلنا حكم الإنقاذ ومشروعه الحضاري الاسلامي الى هذا الدرك. وقلت في نفسي: ليتني مت قبل ان اشهد مثل هذا اليوم! فلقد بلغت الانقاذ حدا بعيدا في استفزاز مواطنها، بعد ان انتقلت من مرحلة القمع والاذلال والتجاهل الى استفزاز المواطنين. واظن ان هذه الدولة «العويرة» وليست الفاشلة فقط، صارت تسيء تقدير سلوكها السياسي وطريقة تعاملها مع الشعب. ويبدو أنها تيقنت تماما من ان هذا الشعب لم يعد قادرا على الاحتجاج والغضب. ومن هنا لم يعد لديها ما تخشاه. ومن ناحية اخرى، اطلقت يد الطبقة الطفيلية الجديدة لتزييف وعي المواطنين بعد استنزافهم اقتصاديا واغراق البلاد بالسلع الرديئة والفاسدة. حقيقة لم استطع فك لغز تقديم عرض ازياء للرجال في مثل هذه الظروف، ولم تسعفني غير فكرة الاستفزاز وعوارة الدولة او سوء تقديرها.
    وقف السيد وزير الصناعة تعلو وجهه ابتسامة مليونية، ليعلن في فخر بأن هذا العرض هو الأول «وخلاص لو جاء اي عرض آخر سيظل هو الاول ولن يتجاوزه» وعلينا ان نفرح ونضيف أولية جديدة وسبق آخر. وسوف نضيفه الى الانجازات السودانية، مثل اعلان استطلاع رأي عالمي اجرته اذاعة الكوثر بأن السودانيين اكثر شعوب العالم تسبيحا وصلاة على النبي. والآن يضيف لنا السيد الوزير سبقا جديدا على المستوى المحلي. ولا يتخيل القارئ مدى فرح الوزير اثناء العرض، وكأنه يفتح مصنع جرارات القدمبلية او 24 القرشي، او يعيد تأهيل مصنع نسيج قدو أو مصنع ألبان بابنوسة أو تعليب كريمة.
    كان العرض فكرة غريبة وشاذة ومع ذلك يصر السيد مقدمه * اظنه راعي العرض * حين يقول بعد البسملة، ان هذا العرض نابع من عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا. فهو يقصد اننا لا نسمح بعرض ازياء نسائي، فهذا انحلال وتشبه بالغرب، فهو يقوم بتأصيل وأسلمة وسودنة عرض الازياء حين يقوم بذلك الرجال! ولا ادري من اين جاء لمنظمي هذا العرض الالهام وكيف يبررونه بهذه السهولة ويربطونه مع مسيرة المشروع الحضاري؟ هي بالفعل سابقة تاريخية وثقافية يحق للسيد الدقير ان يفخر بها، لأننا لم نسمع بأن السلف الصالح قد بادر بمثل هذه الفكرة. ولا تجد لها أي مثيل في التاريخ السوداني والعادات والتقاليد وللقارئ ان يتخيل الشيخ فرح ود تكتوك او الطيب ود ضحوية او الحردلو في عرض ازياء للرجال. وبالفعل لقد سخر التاريخ من اصحاب المشروع الحضاري الاسلامي، فهم الذين فاخروا بالاستشهاد والبطولات ومعارك الميل 41 و51.. الخ، ينتهي بهم الامر الى ان تقيم دولتهم عرضا لازياء الرجال.
    اقلقني سؤال: لماذا عرض للرجال بينما عرف العالم أن العروض والموضة تكاد تكون قاصرة على النساء؟ ولكن هنا الابداع الاسلامي الذي يحترم الاخلاق والمرأة ايضا ولا يريد ان يجعل منها سلعة للغواية والاغراء. وقول المذيع في التلفزيون «... والنساء خلف الكواليس» له دلالات كثيرة. فهذا حجاب حديث ان تبعد المرأة عن عيون الرجال وتختفي بينما هو موجود ايجابيا في قلب العرض. وينقلب الامر، حيث تصبح المرأة متفرجة وتحول الرجل الى سلعة جنسية. ومن قال ان المشاعر الجنسية ذات اتجاه واحد: من قبل الرجل؟ وهل استدعى المنظمون فرويد ونظريته عن الاستعراضية exhibitionism واحيانا تترجم الافتضاحية حيث يميل المرء الى اظهار ميزاته ومقدراته بطريقة غير طبيعية. لذلك، ان يوافق الرجل او الشاب على عرض نفسه امام الآخرين وبينهم نساء تظهر أعينهن الاعجاب الدافق، فهذا سلوك يقع تحت طائلة امراض نفسية وسلوكية، لا يسمح المقال بتعدادها. ولكن المسؤول الاكبر هو المنظم ومن منح الترخيص ومن شرف الحفل.
    اما الجانب الاكثر استفزازا فهو الظروف والحالة العامة التي اقيم اثناءها هذا العرض * الفضيحة. فمن يتابع اخبار الاسبوع الذي كانت تنظم خلاله فعاليات العرض سيدرك ان عملية الحيونة التي يريد النظام نشرها وسط الشعب، قد وصلت نخبته الاقتصادية الطفيلية. فقد تحيونت بدورها بمعنى لم تعد قادرة على الاحساس بالاخطار التي تحيط بالوطن وبالتدهور المعيشي والنفسي والروحي الذي طال الشعب. فالبورجوازية الغربية رغم انها مستغلة ولكنها تقدم خدمات اجتماعية وتساهم في الاعمال الخيرية والانسانية. وذلك لأنها تهتم بالانسان والمجتمع. فهي تفصل عاملا مؤهلا ومنتجا لأنه في هذه الحالة يزيد فائض القيمة الذي يضاعف ارباحها. ولكن البورجوازية الطفيلية السودانية غير منتجة، وهي تستحوذ على الريع من خلال علاقاتها بالدولة اي التسهيلات والعطاءات والتراشي «نسبة للرشوة» المتبادل بين الدولة والقطاع الخاص. فالبورجوازية السودانية طفيلية بالضرورة لأنها غير منتجة وغير مغامرة او مبادرة واكتفت بالبسكويت والمياه الغازية والزبادي والسجق، يضاف الى ذلك سرطان الاتصالات.
    أردت القول بإن النخبة الاقتصادية الطفيلية غير مهتمة بالشعب ولا الوطن، فهي تعلم ان وطنها هو رأسمالها. فقد يكون وطنها: لندن، جنيف، باريس، كوالالمبور، القاهرة.. الخ والا كيف طاوعتها نفسها لاقامة عرض ازياء للرجال، والاخبار اليومية تقول:
    * الوضع الغذائي في جنوب طوكر في حالة الخطر، ومسألة مستعجلة لوزير الزراعة 13/5/2007
    * ضعف التمويل لتأهيل بنيات الري يهدد الموسم الزراعي بالفشل. والمالية لم تلتزم بمبلغ 4 مليارات.
    * تقرير المراجع العام للمجلس الوطني، اظهر اعتداءات على المال العام «عدا الجهاز المصرفي بلغت 3.904 مليار دينار بزيادة 8.361 مليار دينار عن الفترة السابقة. واحتلت خيانة الامانة المرتبة الاولى «الصحف 24/4/2007»
    * اعلن اتحاد العمال اخفاق وزارة المالية في الوفاء بأموال تسيير عدد من الوزارات والمؤسسات. ولم تدفع المرتبات.
    * تهديدات الاضرابات تنتقل الى مشروع الجزيرة.
    * نهب مسلح في الولاية الشمالية، «الايام 14/5/2007»
    * مصرح وجرح 17 شخصا في هجوم مسلح بتلس «14/5/2007»
    * عصابة تستولى على اسلحة شرطة برام «12/5/2007»
    * اغتصاب طفلتين بمحلية ام القرى بالجزيرة «آخر لحظة 12/5/2007»
    * وفاة 5 اشخاص واصابة 257 بالاسهال المائي بولاية الخرطوم «الرأي العام 8/5/2007»
    * اعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن ارتفاع حالات السحائي في الولايات الشمالية الى 1405 في الاسبوع الاول من مايو الجاري. السحائي يحصد 19 مواطنا و95 محتجزون بمستشفى مدني.
    * الشرطة تنفي استخدام الرصاص بكجبار والتقارير الطبية تشير لاستخدامه «السوداني 27/4/2007»
    * ألقى الجيش الاسرائيلي القبض على 30 لاجئا سودانيا «صورة لهم في انتظار الحافلات قبل نقلهم الى ملجأ اللاجئين جنوب مدينة بئر السبع».
    وسط هذه الكوارث والمخاطر جلس الوزير الدقير ورفاقه الابرار والبنات اللامعات، في فندق خمس نجوم تحت درجة حرارة اقل من 20 «في الخارج 45 درجة» يتفرجون على شبان في ملابس جذابة يتحركون على خشبة وكأنهم في روما او باريس، ولكن هناك تتمختز الصبايا وعندنا يقدل الصبيان. يا للاصالة! كنت اتمنى لو خرج الحاضرون بعد ذلك الى ميدان ابو جنزير ليستعرضوا حال البلد حقيقة. ولكن انقذني من هذا الغم الشاعر الفاجومي احمد فؤاد نجم حين عايش مثل هذا الوضع في مصر، وكتب قصيدته: هم مين واحنا مين، ويقول بالضبط ما دار داخلي:
    هم مين واحنا مين
    هم الامرا والسلاطين
    هم الفيلا والعربية
    والنساوين المتنقية
    حيوانات استهلاكية
    شغلتهم حشو المصارين
    حزر فزر شغل مخك
    شوف مين فينا بياكل مين
    ويضيف في مقطع آخر:
    هم بيلبسوا آخر موضة
    واحنا بنسكن سبعة في اوضة
    هم بياكلوا حمام وفراخ
    واحنا الفول دوخنا وداخ
    هم بيمشوا بطيارات
    واحنا نموت في الاوتوبيسات
    هم حياتهم تمضي جميلة
    هم فصيلة واحنا فصيلة
    وقد عبر «نجم» عن حقيقة التفاوت الطبقي عندنا قبل ان يكون بمصر. فالسودان بلد مليء بالخيرات ولكن الاولويات مقلوبة، وتساءلت لم لا يقدم منظمو الازياء شاباً عار ويربط السكسك في وسطه، أليس هو سودانيا ايضا ويكمل الاصالة والعادات والتقاليد؟ ليس قصدي هذا التساؤل فقط. بل اردت تنبيه الدقير واصحابه الابرار والنساوين المتنقية أن هناك من السودانيين من يمشي عاريا ولا يعرف الملابس اصلا وهم مواطنون سودانيون ايضا. المهم دامت الافراح والعروض.


    "الصحافة" 19 مايو 2007
                  

العنوان الكاتب Date
كيزان .. نعم محمد حامد جمعه05-26-07, 07:55 AM
  Re: كيزان .. نعم حمد فتح الرحمن05-26-07, 08:04 AM
    Re: كيزان .. نعم Elawad Eltayeb05-26-07, 08:40 AM
      Re: كيزان .. نعم Mustafa Mahmoud05-26-07, 08:46 AM
    Re: كيزان .. نعم د.محمد حسن05-26-07, 08:45 AM
      Re: كيزان .. نعم Salah Abdulla05-26-07, 08:50 AM
        Re: كيزان .. نعم عمران حسن صالح05-26-07, 09:45 AM
          Re: كيزان .. نعم Mustafa Mahmoud05-26-07, 09:47 AM
            Re: كيزان .. نعم أبو عبيدة البصاص05-26-07, 10:31 AM
  Re: كيزان .. نعم ابو تميم05-26-07, 03:14 PM
  Re: كيزان .. نعم Elbagir Osman05-26-07, 08:43 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de