25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 12:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2007, 09:10 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!!

    فـي الـيـوم السـادس والـعـشـريـن مـن عام 1992 جـاءت الاخـبار الـعـربـيـة،بـصـورة خـاصـة،والـعـالـمـيـة ايـضـا، تـحـمـل فـي اقتضاب شـديـد،خــــبـر الاعـتـداء عـلـي الشـيـخ الـترابـي بـمـطـار (اوتـاوا)بـكـنـدا. مـاكـانـت هـذة الصـحـف الـعـربـية والـعـالـمـيـة (وقـتـهـا)عـلي مـعـرفـة دقـيـقـة باسـباب الـحـادث، ولامـن هـو ام هـم الـمـعـتدون،وان كـانوا اجـانـب ام سـودانـييـن،وهـل الـحـادث مـقـصود ومتعـمد ام مـجـرد سـؤ تفـاهـم بين مـسـافـريـن كمـا يـحـدث في ارقـي الـمـطـارات،ولـم تسـتطع اي صـحـيـفةعـربـيـة او عـالـمية او حـتي وكـالات انـبـاء دولـية وقـتـهـا وفـك الـغـاز الـحـادث.

    عـنـدمـا وقـع حـادث الاعـتـداءعـلي الـترابـي،كـنت وقـتهـا فـي زيـارة قـصـيرة بمـديـنـة(جـــدة)،وفـي اثـناء تجـوالـي بـاحـدي اسـواق الـمـديـنـة،وقــع نـظـري عـلـي عـنـوان كـبـيـر صـارخ باللـون الاحـمـر الـغـامـق يـتصـدر الـصـفـحـة الاولـي لـجـريـدة (الـسـيـاسـة)الـكويـتـة،يـقـول: "الـتـفـاصــيـل الـكامـلـةلـ (عــلـقـة الـترابـي)"!!;لـقـد ظننـت فـي بادي الامـر،انـهـا احـدي الاسـالـيب الـتي درجـت عـلـيـهـاالـصـحـف الـخـليجـةفـي شـن هـجـومـهـا الـضـاري عـلـي نـظـام الانـقـاذ بسـبب تاييـدة لـغـزو الـعـراق عـلـي الكـويت،وعـدم خـجـل الـتـرابـي(رجــل السـودان الـقـوي وقـتـهـا)مـن مـسـاند الـخـرطـوم لـصـدام حـســيـن.

    اشـتـريـت الـعـدد بلااكـتراث شـديـد،( الـعـدد رقـم-5778481
    بتـاريـخ الـخـمـيس ،الـتـامـن والـعـشــرين من مـايـو
    -1999).... ومـا ان بـدآت اطـالـع بـمـهـل تفـاصـيـل الـحـادث، حتـي جـدت وانـهـا..(عـلـقـة)حـقـيـقـيـــــــــــــــــة ولاعـلاقـة لـهـا ب(خـبـاثات)الـصـحـافـة الـكـويـتـة،...وجـدت نـفـسـي اضـحـكـ واردد فـي شـمـاتة،"اللــــــــــــــــــــــة يـمـهــل ولايــهـمـل"،.....وكـيـف لااشـمـت،وكــنـت وقـتـهـا،ومــازلـت-اعـيـش احــزان بـلادي،ودمـــاء شـهـداء رمـضـان،وبـصـــورة خـاصـة مـصـرع مــجـــــدي مــحـجــوب،ونـهـب
    امــوال الاســـــرة الـمـكلومـة،بـمـوافقـــــة هـذا الـشــيـخ ( الضــــلالـــي)دارس الـقـانـون....ولاطــبـقـة ولامـرة واحــدة..احـقـاقـاللـحـق!!!!!.

    الــيـوم،تـمـر ذكــري( الـعـلـقـة)...والتـي احـتفـلـت بهـا عـلـي طـريـقتـي الـخـاصـة،وتــــــــــرحـــــمـــت عـلـي ذكــري ضـحـايـا وشــهـداء بــلادي،وعــلـي الشــفـع والـقـصــر والـتـلامــيـذ،الـذيــن مـا عــــــــــــــادوا لـذويـــهـم مـنـذســـتـة عـشـرة عـامـا وحـتـي الان.وتـمـنـيت مـن اللــــــــــــــة وان يـزيـــــد اهـل الانـقـاذ الـمـزيـد مـن الـبـــلاء..والـمـحـن..والـمـصـائـب..والـضـغـوطات الـدولـيـة..والاهـــمــال الـعـربي والافــريـقـي،والــعـزلـة الـعـالـمـيـة..ومـــزيــد مـن لــعــق احــذيــــــةالـمـنـظـمـات الـدولـيـة...و..(الـجـرســـة،والـتـحـنيـــســات)..وان يـريـهـم اللــة تـعــالــي كــل مـكـروة فـي اي عـمـل يـقـوم بة.وان يـشـمـلـهـم جـمـيـعـا فـي( الـقـصـر،الـمـنـشـية،الـحـكـومـة،الـحـزب الـحـاكـم،الـبـرلـمـان،الـبـنوك الاسـلامـيـة،الـمـليشـيـات،الـجـنـجـويـد،الـمـؤسسـات الـقـمـعـيـة)..بـواســع غـضــبـة،...ويــسـخـطـهـم كـمـا ســخـط اهــل..لــــــوط.

    تـبـقـي نقطـة اخــيـرة،ونــســـآل:الايـمـكـن واعـتـبـار مـاوقــع للـتـرابـي مـن اعـتـداء،هــو غـضـب مـن اللـــةتعــــالـي عـلـي هـذاالـمخـلوق الســــادي الـكـريــة ،وان اللــة لايــنسـي عـبـادة الـمـقـهـوريـن?
    .............ونـســـآل ايـضــآ،لـمـاذا اصـــبـح كـل الـمـسـؤولـن،والـوزراء،ويـهـابـون اللـقـاءات مـع الـسـودانيين فـي الـخـارخ( اخـر حـالة خـوف شـمـلـت عـلـي الـكـرتـي،وكـيـل "الـخـرة..جـية!!!)?
    .........ســـــــؤآل اخــــيــر جـدآ....هـــل تــصـرفــات الـتـرابـي الـغـيـر مـوزونـة،وتـصـريـحـاتـة الــسـيـاســـيـة والـديـنـيـة( ان حـقـآديـنيـة كانت )..ســــــببـــهــــا ارتـجـاج فـي الـمـخ،نـتـيـجـة عـلــقـة كـنـدا?
                  

05-25-2007, 09:23 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    الاعـتـداء

    وهل تعتبر هذه الضربة اعتداء مقارنة باعتدائته
    يمهل ةلا يهمل


    تحياتى
    ودام الود
    مخو
                  

05-25-2007, 09:32 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    كتب اديبنا العالمى هذه النصيحة الى حسن الترابى



    الطيب صالح
    خروج الترابي من السجن
    الدكتور حسن الترابي رجل محظوظ، فإن الحياة تعطيه فرصة أخرى، والحياة عادة ليست سخية في إعطاء الفرص. إن الله سبحانه وتعالى أسبغ عليه نعماً كثيرة. أعطاه الذكاء والبيان والفصاحة، ويسر له تحصيل العلوم الدينية والدنيوية وجعله للناس حجة وإماماً. وقد يختلف الناس هل الدكتور الترابي قد أحسن استغلال هذه الهبات الإلهية أم لا؟
    اليوم ينعم الله عليه نعمة إضافية. بعد أن مكّن له في بلاد السودان، يأمر وينهى، ويعطي ويمنع، ويأمر لمن يشاء أن يعذَّب أو يسجن أو حتى أن يُقتل، ولمن شاء أن يذهب طليقاً. بينما هو كذلك شاءت له إرادة الله أن يسقط فجأة من عليائه، ويخرج عن جاهه وسلطانه، وجنده وأعوانه. أخذه أصدقاؤه وخلصاؤه بالأمس من كل ذلك وأدخلوه في غيابة الجب، وكأنها قصة يوسف عليه السلام معكوسة.
    وقد كان ذلك ولا شك امتحاناً عسيراً له. كأن الله سبحانه وتعالى أراد له أن يذوق على أيدي أنصاره السابقين بعض ما ذاق الناس على يديه. لم يكن حبسه القسري في مرارة بيوت الأشباح والزنازين التي وصفها الذين دخلوها بأنها لا تسمح للجالس أن يقف، ولا الواقف أن يجلس، ولا المضطجع على جنبه الأيمن أن ينقلب على جنبه الأيسر، وغير ذلك من أهوال يشيب لها الرأس.
    ولا يشفع للدكتور الفاضل أمام الله والناس أن يقول إنه لم يكن يعلم، وإنه ليس مسؤولاً عما حدث. إن الله يعلم، والناس يعلمون أن كل تلك الأهوال قد ارتكبت، إن لم يكن بتدبيره، فقد حدثت من دون اعتراض منه.
    كان الله رحيماً حقاً حين انتزعه من عالم الغرور والكبرياء الذي كان يحيط به، وزج به في غيابة الجب كي يثوب الى نفسه ويتمعن ملياً في كل الذي جرى له، وجري للناس على يديه. وكان المنفذون لإرادة الله أولئك الذين كانوا قد وضعوه في القمة من قبل.
    ولعله فعل، لأن بعض ما قاله إثر خروجه من الحبس كما أوردت الصحف إن الجبهة الإسلامية بزعامته اضطرت الى إحداث تغيير عسكري في البلاد قبل نحو خمسة عشر عاماً، ولكنها اتعظت من التجربة. ويعجب الإنسان: هل كان لزاماً أن تدخل البجهة الإسلامية في التجربة أصلاً؟ وهل كانت تحتاج الى خمسة عشر عاماً حسوماً لتتعظ من التجربة؟
    كم ربح السودان في هذه الأعوام وكم خسر؟ وكم ربح الإسلام وكم خسر؟ وكم ربح الدكتور الترابي وكم خسر روحياً وعقلياً؟ إذ يفترض فيه أن يكون قبل كل شيء منبع إشعاع روحي وفكري كما يكون الزعماء أولو العزم.
    لكنني أرى أن النعمة الكبرى التي يسبغها المولى سبحانه وتعالى على الدكتور الفاضل، لأنه أخرجه اليوم من غيابة الجب. والدكتور أول من يعلم أنه كما تكون العطايا في حنايا البلايا، فكذلك تكون البلايا في حنايا العطايا.
    إنني بوصفي رجلاً مسلماًً من غمار الناس أرجو للدكتور كل الخير، وقد سعدت أنه خرج من ضيق الحبس الى براح الحرية، وأخذ من فوره كعهده دائماً يملأ الدنيا ويشغل الناس. لكنني أنصحه نصيحة خالصة لوجه الله، بوصفي رجلاً مسلماً من غمار الناس. إنك اليوم تواجه أصعب امتحان واجهته في حياتك. فكر جيداً ماذا تصنع أمام الله والناس. أي طريق تسلك؟ وأي وجهة تتجه؟ هل تعكف على عقلك وروحك فتنجو بنفسك وتصير نبراساً يستضيء به الناس؟ أم تنغمس مرة أخرى في مستنقع السلطة والحكم والتحالفات والمؤامرات؟
    إنني أسأل الله لك العافية، وأسأله أن يهدينا وإياك لما فيه الخير.




    منقول من موقع النيلين
                  

05-25-2007, 09:33 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    بتـايـخ 26 مـايـو مـن عـام 2006، اي بـعـد 14 عامـآ من الاعـتـداءعـليه في كـنـدا، قـرر التـرابي ان يسافـر الـي لـنـدن،ولكـنه
    لـما كـان ويتشـاءم مـن يـوم 26 مـايو فقـد قام بإلغـاء سـفـره تحـسبـآ
    مـن ظـهـور " بـدر الدين " او اي مـعتـدي اخـر عليـه فـي مـطـار لنـدن!!!!.


    الترابي يلغي رحلته إلى لندن
    May 26, 2006, 13:51

    ارسل الموضوع لصديق
    نسخة سهلة الطبع

    الخرطوم ـ الصحافة:

    ارجأ الامين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي رحلة الى العاصمة البريطانية لندن ، كان مقررا اتمامها امس في اعقاب تأخير السفارة البريطانية اكمال الاجراءات المتصلة بالدخول ، وكان الترابي يرغب في تلبية دعوة للمشاركة ضمن مجموعة من المفكرين والعلماء الاسلاميين في تدشين معهد حوار الحضارات ، بالقاء محاضرة يوم الاحد المقبل تحت عنوان «الشورى والديمقراطية».
    وقالت مصادر مطلعة بالمؤتمر الشعبي لـ ( الصحافة) ، ان الترابي ابلغ المعهد اعتذاره ، ووعد بتلبية الدعوة خلال وقت قريب ، واشارت الى ان الرجل كان يعتزم اجراء فحوصات طبية في لندن ، الى جانب قيادة نشاط اعلامي وفكري واسع ، فضلا عن الاجتماع بقيادات حزبه في الخارج على رأسهم مساعده الاول على الحاج ، الذي كان وصل فعلىا الى بريطانيا قادما من المانيا ، اضافة الى الامين محمد عثمان ومحمد الحسن الترابي ، ورجحت المصادر ان يصل امين عام الشعبي الى لندن في وقت لاحق .
    وكان معهد حوار الحضارات وزع رقاع الدعوة لمجموعة كبيرة من العلماء والمفكرين في العالمين العربي والاسلامي للمشاركة في افتتاح المعهد ، الذي يعد الاول من نوعه في بريطانيا ، وقام بتأسيسه كمال هلباوي وهو من قيادات الحركة الاسلامية في مصر ، لكنه حاصل على الجنسية البريطانية .
    وعلمت «الصحافة» ان القيادي الاسلامي الطيب زين العابدين تلقي بدوره دعوة للمشاركة في افتتاح المعهد بالقاء محاضرة عن «الشورى والديمقراطية».
                  

05-25-2007, 09:35 PM

محمد المختار الزيادى
<aمحمد المختار الزيادى
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)



    نعم هناك تاثير بسبب الضربة
                  

05-25-2007, 09:52 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: محمد المختار الزيادى)

    الأخ الـحـبيـب الـحـبوب،
    الـزيادي،

    تـحـية الـود والشكر علي الـمشـاركـةالـمـقـدرة،

    ..... وهاك دليــل جـديـد علي ثأثيـر الضــربـة عـليـه:

    " الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!".

    _____________________________________________________

    الترابي: لا عذاب في القبر.
    -------------------------
    الخرطوم - “الخليج”:

    آخــر تحديــــث 2006-11-01


    نشرت صحيفة “الوطن” السودانية في صدر صفحتها الأولى أمس حديثاً مثيراً جديداً لزعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي، قال فيه إن الجهلاء لم يفهموا حديثه عن ليلة القدر، وأضاف إنه لا توجد ليلة قدر بالمعنى الذي يتصوره أو يصوره بعضهم، وإنما هي مناسبة تشبه العيد، مثل غزوة بدر التي كانت مناسبة فاصلة بين الإيمان والكفر.

    وفي موضوع آخر يتعلق بعذاب القبر، قال الترابي: “هناك من يقول بمنكر ونكير وعذاب داخل القبر، وهذا غير صحيح، فالإنسان حينما يموت تصعد روحه لله سبحانه وتعالى، أما الجسد فيتآكل وينتهي ولا يبعث مرة أخرى، وإنما يقوم الله سبحانه وتعالى بخلق جسد جديد من الطين الذي خلق منه الإنسان لنفس الروح”.
                  

05-25-2007, 10:06 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الــعـزيـــز

    الـزيادي،
    الـشـكـر لـك عـلـي مـرورك الـكـريـم والـمـشاركة.

    الشـئ الـمـعـروف تمـامـا عـند الناس، انـها ضربة كف مـن يدالكوماندو
    هــاشــم،ومـا ضـربة (بـونـيـة)،..والـصـحف تناولتها مابيـن ضـربة
    (بـوكس وصـفـعـة.
    حـاحـكي لك قـصة،وقـعت حـوادثها بعـد ثـلاثة ايـام من الـحادث،وكتبت
    عـنها الصحف الـعربية طويلآ،وبرهـنت القـصة،انو الناس الحـاكمين البلاد،
    لايــــمـكن وان يـكونوا (بـني ادمــيـن )باي حـال من الاحـوال.

    تـقـول اصـل الـحـكـايـة:انة وبعد ان عرفـت الحـكومة فـي الخـرطوم،ان
    الـمعتدي علي الترابي هـو سـوداني،ووالدة يعيش في امدرمـان،حـتي تحرك
    وفـد رسـمي كبيـر يـمثل الـحكومة والـجبهـة الاسـلامـية الـي امدرمان
    لـمقابلة الحـاج بدرالـديـن.تـقـول بـاقي الـرواية،مـاان وصـل الـوفد
    الـي البـيـت،حـتي اسـتقـبلهـم الـحـاج بتـرحاب شـديـد،وقام باصـول
    الـواجـب والـضيافة.وشـرح احـد اعـضـاءالـوفـد للـحاج بدرالدين،
    انـهـم وباسـم الثـورةوالـجـبهـة الاسـلامـيةيـطلـبون مـن الـحـاج
    بـدرالـديـن،وان يـديـن عـمـل ابـنـة......الـعـاق..المخالـف للشرع
    والقانـون،ولـيت الامـر انتـهـي عـنـد هـذا الـحـد،بل راحـوا ويطلبون
    بكـــــل صــفـاقـة وقــــلةادب،وان يتبـــــــــرأ الـحـاج بدرالدين
    مـن ولــــدة تـبـرئـــــة لارجــــعـــة فيــهـا!!!!وان يـعـلن عـن
    ادانتــة لـســلـوك ابـنة وتـبـرؤة تـمـامـا لهــاشـم مـن خلال الاجـهزة
    الاعـــلامـيـة الـرسـمـيـة،وخـاصـةالـتلـفزيــــون.

    تــقـول باقـي الـروايـة، ان الـوالد بدرالـدريـن،كـان وطـوال حـديثهم
    لايـقـاطهـم،ويـسـتمع لهـم باحـترام،ولـم يطلب الاذن بالـكـلام....حـتـي
    فـرغـوا هـم من كـل طلـبـاتهـم الـرسـمـيـة.

    لـقـد نـسـي هـذا الـوفـد الـحكومي الاسـلامي،وقـبـل ان يـقـابلوا الحـاج
    وان يـلمـوا بتـاريـخ آل بدرالـديـن الضـاربة فـي الـمهـدية القـديمـة
    وان الـحـاج بـدرالـديـن،.....انـــصـــــــــــاري عـلـي..الـسـكـيـن!.

    وبـعـد كـمل الـوفد كلامـة..و(طـراشـة)..،انتـظـروا لـيسـمـعـوا ردة
    عـلـي طـلـباتـهـم.

    تـقـول الـمـعلومـات الـمعروفـة لدي السـودانييـن، ان الـحاج بدرالديـن
    عــمـل فـي حــقـل التـعـليـم طـويــلآ،وخـــرجـت من تحــت يـديــة،اجـيـالآ
    مـازالـت تديـن لـة بالـشـكر والـعـرفـان،وانـة وطـوال ســنـوات مـهـنتة
    خــبـر تـمـامـآ سـلـوكـيـات الـناس،وعـرف كـيـف يـتعـامـل مـع الـبشـر،
    وان احـتـكـاكة بالآف الـتلامـيـذ والـطلاب اكـسـبـتة معـرفـة كـيفـية الـتعـامـل مع اصـحـاب الـثقافات والامـزجـة الـمـتنـوعـة.

    ان الـوفـد الـحـكـومـي الاســلامـي،الـذي جـاء لـمـاقـبلة الحـاج بدرالـدين
    بـمـنزلة فـي امـدرمان،لـم يـكن اعـضـاءة الا مـن حـثـالة الناس خـلقآ وتـعـلـيمآ واصـلآ وفـصـلآ، والا هـل يـعـقـل،وان يكون هـنـاك واحـدآ وابن نـاس ويـطلـب مـن اب ويـتبـرآ مـن ولـدة?

    .....يـقـول اهــل امـدرمـان،والـذيـن عـاصـروا الاجـتـمـاع،ان الـحـاج
    بـدر الــــــديـن،لـــــــقــنــهـم درس فـي الاخـــــــــلاق،والاصــول،
    وذكـــــــــــرهــــم بـمـا نـســــــوة فـي الـديـن،والـمـعاملات الانـسـانـيــة،....اعـطاهــم مـحــاضـــرة لـن يـنســوهـا مـابقـيـوا احـياء عـن مـعـنـي عــلاقـــة الاب باســـــرتة.

    ...مـاان اتـم الـحـاج كـــلامــة،الا وراح اعـضـاءالوفـد،ويـتسـاقـون نحـو
    بـاب الـخـروج،مـخـلفــيـن وراءهــم عجـاج.....وطـاروا بعـرباتهـم الـفارهـة...نـحـو الـخـــــــــــزي الذي ما زالـوا غارقـيين فـيـة.
                  

05-25-2007, 10:26 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    وكـتـب الأخ هــاشـم بـدر الـدين يـكمل باقـي الوقائـع فيـقول....


    29-05-2006, 03:10 م

    Hashim Badr Eldin


    Re: فـي الـذكـري.. الـرابـعـة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ):
    ________________________________________________________________________________

    الأحبة:
    بكرى الصائغ

    سلام كثير يا شباب

    والله اليوم عندنا (ممحوق) و لا أجد وقت حتى لقراءة البوستات هذه الأيام. المهم عاجز عن شكركم على المشاركة فى المناسبة التى صحى فيها الترابى من وهمه وعلم أنه لا نبى ولا ولى ولا تحرسه الملائكة وليست له كرامة عند الله، لأن الله لايعطى كرامته لرجل كذاب. وأن الإعدامات و بيوت الأشباح وصنوف التعذيب الشاذة لم ترهب الشعب السودانى.
    ما تم هنا فى كندا لم يكن قاصرا على حادثة المطار لكن كانت هنالك الكثير من المواقف والملاحم شارك فيها العديد من الوطنيين والوطنيات من شرفاء السودان، عندما لم تجد الجبهة من تستنفره غير الفلسطينيين والجزائريين والمصريين والصوماليين، فكلٌ ألزمانه طائره فى عنقه.


    Quote: ان الـوفـد الـحـكـومـي الاســلامـي،الـذي جـاء لـمـاقـبلة الحـاج بدرالـدين
    بـمـنزلة فـي امـدرمان،لـم يـكن اعـضـاءة الا مـن حـثـالة الناس خـلقآ وتـعـلـيمآ واصـلآ وفـصـلآ، والا هـل يـعـقـل،وان يكون هـنـاك واحـدآ وابن نـاس ويـطلـب مـن اب ويـتبـرآ مـن ولـدة?


    يا خى يا ليته كان وفداً كما قيل لك. الحقيقة أن كلاب الأمن جاءوا إلى منزلنا فى أمدرمان وإعتقلوا الوالد والوالدة نعمة سلمان غندور عليها رحمة الله. وإقتادوهم الى أحد مكاتب الأمن فى الخرطوم حيث مارسوا معهم كل صنوف التهديد والإرهاب لكى يتبرأوا من ابنهم الذى ضرب الصنم المعبود. وعندما فشلوا فى ذلك حتى المغيب، وضعوهم فى سيارة وألقوا بهم عند الحزام الأخضر بعد حظر التجول. فساروا بأرجلهم الى أن وجدوا أبناء الحلال الذين أعادوهم الى أمدرمان فى اليوم التالى.
    بعدها كتب راشد عبدالرحيم مقال زعم فيه أن والدتى عليها رحمة الله يهودية. وهذا ما كتبه أتباعهم هنا فى منشورات و قاموا بتوزيعها فى المساجد فى أمريكا وكندا أملاً منهم أن يقوم أحد المخبولين العرب بما لا يملكوا هم الشجاعة على القيام به. هؤلاء ليسوا من جنس الرجال ولا يعرفوا شرف الخصومة.
    عندما توفت الوالدة عليها رحمة الله فى ابريل عام 2000 وقد كنت وقتها فى نيويورك، إتصل بى الرشيد المهدية وبعد أن عزانى قال لى أن القائم بالأعمال فى سفارة السودان بأتوا يرغب فى تعزيتى، فقلت له إنهم قالوا عن أمى يهودية فكيف يعزونى فيها، لا أتقبل منهم عزاء أبداً.


                  

05-25-2007, 10:54 PM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    عليك الله القليل ادب منو ؟

    زول ضرب ليه شيخ قوق السبعين .. ومدعي بطولة كمان ..

    عليكم الله احترموا عقولنا ..عشان نحترمكم ..

    ماف زو بيحترم ليه زول بيضرب شيخ كبير

    ولو كان أخي لما احترمته .. بل وتبرأت من فعلته ..

    النقد المحترم هو نقد ويستحق الاشادة والتحليل .. أما الاسفاف فلا يستحق اضاعة الوقت للكتابة الشاقة بكيبورد غير عربي ..

    الشماتة سمة سيئة ولا تأتي من شخص عادل ..حصيف وصاحب خلق..
                  

05-25-2007, 10:58 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    16-05-2007, 08:12 م

    خالد علي محجوب المنسي:
    ___________________

    أو لمرة يصلي معانا

    قدمنّاهو وقام أمانّا

    صوتو مرخرخ لامن يقرأ

    يقرأ يقطع زي البطرأ

    لامن يركع جسمو متختّخ

    وعند السجدة سجودو ممخمخ

    شيخ الحلّه يقول في أمرو

    زولّن غرقان في الدين من عمرو

    ستة سنين قابض في جمرو

    ما فكهاهّو طريق الله

    صوتو ودّر من كُتر ذكرّو

    والتختخ جسمو شدة صبرّو

    قلنا حقيقة الزول بنعذرّو

    وفتنا قناعة ومانا قناعة

    إلا الستة الصاروا جماعة

    قالوا دا زول ترباتو مايعة

    ما بشبهنا ورفعو وضاعة.







                  

05-25-2007, 11:04 PM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    Quote: أو لمرة يصلي معانا

    قدمنّاهو وقام أمانّا

    صوتو مرخرخ لامن يقرأ

    يقرأ يقطع زي البطرأ

    لامن يركع جسمو متختّخ

    وعند السجدة سجودو ممخمخ

    شيخ الحلّه يقول في أمرو

    زولّن غرقان في الدين من عمرو

    ستة سنين قابض في جمرو

    ما فكهاهّو طريق الله

    صوتو ودّر من كُتر ذكرّو

    والتختخ جسمو شدة صبرّو

    قلنا حقيقة الزول بنعذرّو

    وفتنا قناعة ومانا قناعة

    إلا الستة الصاروا جماعة

    قالوا دا زول ترباتو مايعة

    ما بشبهنا ورفعو وضاعة.


    !!!!!

    دا كلام دا يا رجال ...
                  

05-25-2007, 11:10 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    أظن ان حسن الترابى هو زعيم سودانى كان يحكم السودان حتى تخلص منه البشير . عموما هذا هو الترابى:

    ________________________


    منتديات "حريـة" > السياسة و الدين > مع الدين و ضـد الإرهــــــــــــاب:

    Apr 15 2006,


    أجاز مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في دورته الثامنة عشرة، التي اختتمت الثلاثاء، فتاوى مثيرة أهمها إجازة بعض عقود الزواج الحديثة التي أثارت جدلاً في وقت سابق، مثل زواج المسيار و"الفرند"، بما يكرس حالة جديدة من المرونة في التعامل مع القضايا الاجتماعية، ولاسيما العلاقة بين الرجل والمرأة، في ظل الحفاظ على الثوابت الرئيسية في الشريعة.

    وجاءت هذه الفتاوى التي تتعامل مع الظواهر الاجتماعية المستحدثة، في ظل أجواء صاخبة أثارتها فتاوى الزعيم الإسلامي السوداني، حسن الترابي، الأحد، والتي شكلت خروجاً على المألوف والسائد في العديد من القضايا الفقهية الرئيسية.

    وتطرقت الفتاوى الصارخة التي أثارها الترابي إلى قضايا الحجاب، وإمامة المرأة للرجال في الصلاة، وشهادة المرأة، وزواج المسلمة من غير المسلم، وعودة المسيح، وغيرها من المسائل.

    هذا فيما انصبت الفتاوى التي أصدرها مجمع الفقه الإسلامي الثلاثاء، على أنواع من الزيجات هي: زواج المسيار، وزواج "الفرند"، والزواج المؤقت بالإنجاب.

    وشدد المجتمعون، 60 عالماً ناقشوا على مدار 7 جلسات 31 ورقة بحث، على ضرورة تناسب أنواع النكاح الحديثة، مع قواعد الشريعة المقررة وضوابطها، من توافر الأركان والشروط وانتفاء الموانع، نقلاً عن الموقع الإلكتروني لصحيفة "الشرق الأوسط".

    وأباح المجمع الفقهي الإسلامي، في بيانه الختامي، زواج المسيار، الذي يتلخص في قبول المرأة بالزواج بالتنازل عن حقوقها من سكن ونفقة، وأن تظل في بيت أهلها، وتقابل زوجها متى ما رغبا في ذلك، شريطة أن تتوافر أركان الزواج وشروطه، وأن يخلو من الموانع. ويقترب المسيار في طبيعته إلى ما يسمى زواج "الفرند" الذي كان الشيخ اليمني عبدالمجيد الزنداني قد قال به من قبل.

    بينما حرم الفقهاء المشاركون الزواج المؤقت بالإنجاب، وذلك على الرغم من اكتمال أركان النكاح وشروطه الشرعية، باعتبار أن اشتراط الطلاق من الرجل في حالة إنجاب الزوجة، يجعل من الزواج زواج متعة.

    ومن جهة أخرى، أجاز المجمع حق المرأة في الخلع، والحصول على الطلاق، وفق ضوابط شرعية محددة، وفقا لصحيفة "الحياة" اللندنية.

    وفضل أعضاء مجلس المجمع الفقهي تأجيل البت في قضية اختيار جنس الجنين، حتى الدورة المقبلة، مرجعين الأمر إلى حاجتهم لدراسة الموضوع بشكل أوضح.

    ولم يشر المجمع، من قريب ولا بعيد، إلى الفتاوى المثيرة التي أعلنها الترابي الأحد في الخرطوم.

    وتأكيداً لمواصلة فتاواه المثيرة للجدل، قال الترابي إنه يجوز للمسلمة الزواج من المسيحي أو اليهودي، وأن شهادتها تعادل شهادة الرجل تماماً. وذكر الترابي أن الحجاب لتغطية الصدر، وأن المرأة يمكنها إمامة الرجال.

    وأكد الترابي أن القول بحرمة زواج المسلمة من مسيحي أو يهودي مجرد "أقاويل وتخرصات وأوهام وتضليل" الهدف منها جر المرأة إلى الوراء.

    واعتبر الترابي أن الحجاب للنساء، يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة، "ولا يعني تكميم النساء" بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين.

    وجدد الترابي، الذي كان يتحدث في ندوة بدار حزب الأمة المعارض، أقواله السابقة التي أجازت إمامة المرأة للرجل في الصلاة، وقال إن من حق المرأة المسلمة، أن تؤم الرجال وتتقدم الصفوف للصلاة، إذا كانت أكثر علماً وفقهاً في الدين من الرجال.

    وشدد الترابي، في الندوة التي عقدت بالخرطوم بعنوان "دور المرأة في تأسيس الحكم الراشد"، على أن قوامة الرجال على النساء، لا تعني أنهم أفضل من النساء، ونبه إلى أن القوامة ليست في كل الأمور، بل تتعلق بالأمور الخاصة التي ليست من اختصاص المرأة، وهي من اختصاص الرجال مثل التجارة."

    وأخيراً اعتبر الترابي أن القول بظهور المسيح من جديد غير صحيح، وأفتى أن حد شرب الخمر لا يكون قانوناً إلا إذا تحول إلى عدوان.

    وأثار الترابي الساحة الدينية قبل أشهر بفتواه حول إجازة إمامة المرأة للرجل، وقوله إن "الحور العين" في الجنة هن النساء الصالحات في الدنيا، اللاتي يدخلن الجنة.

    وفي أوج صراعه مع الرئيس عمر البشير، شكك الترابي في إطلاق صفة الشهيد على من قتلوا في الحرب في جنوب السودان.
                  

05-25-2007, 11:25 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    كاتب الموضوع:

    أسامة العقيلي

    15-04-2006

    "عراق الكلمة":

    هل تزندق حسن الترابي ؟:
    ___________________________

    انبرى عدد ٌ كبير من مشايخ السودان ودعاتها ، وكذا بعض ٌ من مشايخ الأمتين العربية والإسلامية للرد على ما طرحه الشيخ حسن الترابي مؤخرا .. حيث اتـُـهمَ حسنُ الترابي بالزندقة ودس أفكار الفساد الغربية في المجتمع الإسلامي .. وتهمة واحدة من هذه كفيلة بتكفيره والحكم بجلده حتى الموت..
    هذه المقالة لا تناقش ـ ولا ينبغي لها ـ تلك المواضع التي دارت حولها فتاوى حسن الترابي .. فالاشتغال على النصوص القرآنية من أجل الوصول إلى تأويل ٍ ما يترتبُ عليه أثرٌ شرعي ليس من اختصاصنا .. بل إن اشتغالاتنا على النص القرآني هي اشتغالات لغوية لا علاقة لها بالغائية أو الغرض أو البحث عن تفسيرات البنائية الشرعية ..

    ولكن ، ومن أجل أن نضع القارئ بصورة الفكرة التي نريد طرحها نذكر له تلك المواضع التي قدم فيها الشيخ الترابي آراءه واعتقاداته .. وهي تتخلص بالآتي :

    ا ـ يمكن للمرأة المسلمة أن تتزوج بغير المسلم ، النصراني أو اليهودي ..

    2 ـ لم يرد نص قرآني يوجب على المرأة الحجاب ..

    3 ـ يجوز للمرأة الإمامة في الصلاة ..

    على الرغم من أن مثل تلك التفسيرات لا تمثل الخط العام للفكر الإسلامي الذي دأب على التمسك بمناطق حمراء لا يجوز لأي أحد الخوض فيها ، إلا أن التاريخ الإسلامي حافلٌ بما يسمى بخروقات الزنادقة والخارجين على المسيرة الأسلامية ، وكذا على المسيرة الإجتماعية التي أسستها أعراف قديمة.. ولنا في ذلك أمثلة كثيرة ، لا يتعدى أصحابها مناطق التفسير اللغوي ، أو النظرة إلى النصوص القرآنية بما يعتقدون أن وسائلهم وآليات قراءتهم لها وللحديث النبوي قادتهم إلى تفسيرات لا تتلاءم مع الخط العام ..

    في العام 1925 ألف الشيخ علي عبد الرازق كتابه الإسلام وأصول الحكم ، والذي أعلن فيه أن الخلافة قضية سياسية أكثر من كونها قضية دينية ، وكان ذلك بعد أن تم إلغاء الخلافة العثمانية في تركيا عام 1924 والذي قامت على إثره معارضات شديدة تدعو إلى التمسك بالخلافة ، وأن الأمة لا بد لها من خليفة .. بل كثرت الدعوات ، بما فيها دعوات الأزهر آنذاك ، ليصبح الملك فؤاد خليفة ..

    غير أن رد المؤسسة الدينية المتمثلة بالأزهر أعلنت بعد جلسة حضرها جمع كبير من المشايخ طردَ الشيخ علي عبد الرازق من زمرة العلماء وعزله عن منصبه في القضاء .. فيما انبرى آنذاك الكاتب عباس محمود العقاد للرد على منتقدي كتاب علي عبد الرازق .. ولو قارنا ذلك الحكم بالحكم الذي أعلنه بعض المشايخ على حسن الترابي لوجدنا اختلافا كبيرا وتطورا خطيرا ، فاليوم تطلق أحكام التكفير والحكم بالموت والزندقة كأهون ما يمكن أن يـُـنطق به ..

    وشتان بين الفتاوى التي يحاول أصحابها الاجتهاد من خلالها ، وهي لا تخرج عن إطارها التفسيري اللغوي ، ولم يتعداه ليصبح فعلا واقعا .. وبين تلك الفتاوى التي تأمر بالقتل العلني والتكفير الجماعي..

    فأيهما أصح أن يحكم عليه بالزندقة .. الزرقاوي وابن لادن أم الشيخ حسن الترابي ؟

    في العصر الحديث الذي يعد عصر التطور والحريات والديمقراطية نجد أن بعضا ممن يدعون أنهم علماء دين أو مشايخ يهبطون بفكرهم إلى ما يتلاءم مع عصور متخلفة ومنحطة .. ويبدو ، كلما تطورت الحياة في العالم كلما صار القديم الاسلامي أكثر اعتدالا وانفتاحا من الحديث ..

    وحدث في العصر الحديث أن كفرت جماعاتٌ إسلامية الدكتور ( نصر حامد أبو زيد ) واتهمته بالردة وفرقته عن زوجه ، إثر إصدار كتابه ( نقد الخطاب الديني ) والذي فرق فيه بين الدين والتفكير الديني, وتطرق إلى أن الخطاب الديني يتعارض مع الإسلام لأنه همش بل وألغى دور العقل ثم أغلق باب الاجتهاد ، وأن مثل هذا الخطاب صار غطاء إيديولوجيا للدكتاتورية ، وأنه مناهض للتطور والتقدم حيث يعتمد أصحابه على تبني فكر واحد منغلق .. ماضويا لا يقبل التجديد .. فكانت ردة الفعل قاسية أدت إلى هرب أبي زيد تحت تهديدات بالقتل ..

    هل أمرَ حسنُ الترابي أو أبو زيد الناس لقتل من يختلف معهم بالفكر أو العقيدة ؟ هل أجبرا أحدا بحد السيف على أن يطبق ما يسمونه خروجا صريحا على الملة والإجماع ؟ وأي إجماع هذا الذي يرى في المتعامل مع النص القرآني باعتباره نصا ينفتح على تأويلات أخرى ، توصل إليها بوسائل هي ذاتها التي يستخدمها المشايخ الآخرون ، كافرا زنديقا .. سوى أن حسن الترابي وأبا زيد خرجا من عبأ تقديس المفسرين الذين هم بشر مثلهما إلى حرية الرؤية..

    إننا لا ندعو لما قاله حسن الترابي .. فالمقال هذا كما ذكرت لا علاقة له بفقه التفسير .. وتبقى آراؤه محل تنفيذ من يقتدي به ..

    إنّ ما أحدثه ابنُ لادن والزرقاوي واتباعهما أعظمُ وأشد خطرا على الإسلام من كل آراء الشيخ حسن الترابي .. ولكن المؤسسة الدينية التي تتبنى الردّ على حسن الترابي وتكفره هي ذاتها التي تتبنى فكرَ وعقيدةَ الزرقاوي وابن لادن ، فما هو الاختلاف ؟ كلاهم يكفر الآخر ويدعو لقتله .. هذا علنا وعلى كل من يخالف فكره ، وذاك يسقط ما يعتقد به على شيخ مثله .. وفي الوقت الذي يطلق فيه هؤلاء لفظة الشيخ على ابن لادن والزرقاوي يحجمون عن إطلاقه على حسن الترابي .. لأنهم يرون أن ما قام به الإثنان لا يعدو كونه اجتهاد لكليهما فإن أصابا فلهما أجران وإلا فلهم أجر واحد .. بينما لم تكن ـ حسب رأيهم ـ آراءُ الشيخ الترابي اجتهادا بل هي انسياقٌ خطيرٌ وراء أقوال العلمانية الكافرة والأخذ بأسباب الفكر الغربي الأباحي .. بالطبع حين يقدم هذا الفكر المساعدات للمنكوبين في السودان وفي أفريقيا وللحكومة الفلسطينية وغير ذلك فانه لا يعد كافرا أو أباحيا .. بل هو واجب لا بد أن يؤديه هؤلاء للدولة الإسلامية باعتبارهم أهل ملة ..

    لقد كان أن أصدر الأزهر حكما بتكفير الزرقاوي ، ولكن بعد أن قضى أكثر من عشرة آلاف مسلم على يديه ذبحا أو تفجيرا أو اغتصابا وجلهم من أبرياء العراق .. بل جلهم من الشيعة.. ولم يفعلوا ذلك مع ابن لادن مع أن ما أحدثه من قتل ودمار شوه صورة الإسلام في العالم كله حتى عاد المسلم يخشى أن يذكر دينه ، ولولا أن العالم الآخر عالم حر ومتحضر لرأينا المشانق معلقة في كل مكان ..

    لم يفعلوا ذلك مع ابن لادن لأنهم يعرفون أن ذلك يترتب عليه خطرٌ كبيرٌ يمكن أنْ يؤدي إلى انهيار جزء كبير من المؤسسة الدينية .. لأنّ ما يقوم به ابنُ لادنَ والزرقاويُّ هو التصدي للكفار الصليبيين ولكل من يختلف معهم من كل الأجناس والألوان ، والكل ينظر إليه بعين القتل ذاتها ، وذلك يجد له المشايخُ أنفسُهم رخصةً وقبولاً ، بل ويجد له جزءٌ من الشارع العربي والاسلامي الشرعيةَ ذاتَها .. ومع كل تلك التصريحات السياسية التي تعد جماعة القاعدة جماعة إرهابية عدوة .. يبقى ذكرُ اسم قائدها مخيفا ولا يجرؤ إلا عددٌ قليل من السياسيين على ذكره بسوء .. فما بالنا بالمؤسسة الدينية .. بل ما بالنا بالمشايخ فرادى ..

    إن مثلَ هذا الفكر المتحجر ، الذي يرى في التفسيراتِ اللغوية زندقة ً وإخلالاً بخلق الدين والمجتمع ، عليه أن ينظر إلى حياة الإنسان قبل كل شيء .. فلا تعدو آراءُ الشيخ حسن الترابي مجرّدَ تفسيراتٍ شخصيةٍ ربما استندت إلى شرائط َ فهم ٍ خاصة ، ويمكن للآخرين ممن يدعون إلى غير ذلك الجلوسُ إليه ومحاججته ، والنظر في آرائه كأفكار قابلة للتفنيد ، بدلا من الحكم عليه بشكل مباشر ، واتهامه مسبقا بالعمل على تبني آراء الكفار ، والعمالة لأجندة تحاول ضرب الدين من خلال بعض رجالاته الفاسدين..

    إننا نناقش هنا قضية فكرية عامة لا علاقة لها أبدا بالشيخ الترابي ولا بتوجهاته ، ولنا عليه انتقاداتٌ كثيرة في هذا المحل وفي غيره .. غير أن القضية جزءٌ من الحياة العامة التي نرى فيها تطورا ملحوظا في الخط البياني التكفيري.. الفكرُ خطيرٌ لا شكّ في ذلك ، غيرَ أنّ الفعلَ أخطرُ .. فأن يدعو ألفُ مفكر أو شيخٌ إلى قضية ما ، حتى لو كانت تعارض بعضا من أصول الدين ، أسهل ألف مرة من قتل إنسان واحد بلا ذنب ، سوى أنه من فئة ما أو طائفة ما ..

    وقبل كل هذا وذاك على هؤلاء ممن يدعون بالمشايخ أن ينظروا إلى الإنسان باعتباره قيمة حياتية ضميرية مثمرة وهبها الله الحياة وهي أثمن ما تمتلك ولا يسلبها هذا الحق سواه ، أولا ، قبل أن يكون عبدا مقيدا بسلاسل الإجماع أو سيرة الصحابة أو تفسيرات وضعها رجال غير معصومين عن الخطأ أو ما عادت بعض تأويلاتهم تتلاءم مع التطور الإنساني في كثير من المجالات ..

    الأصوليون والمتشددون والسلفيون لا يحركهم قتلُ الإنسان البريء ، ولا تهتز ضمائرُهم حين يـُقتل المئاتُ من دون ذنب .. ضمائرهم الدينية المدافعة عن الإسلام تقوم مذعورة حين يبدي إنسانٌ رأيه ـ إننا نتحدث عن الرأي محصورا في إطاره اللغوي المعلن ولم يصبح واقعا عمليا ـ ويحكمون بالموت على الكلمة ولا ينطقون ببنت شفة أمام المجازر اليومية فضلا عن التشويه المؤلم الذي أصاب الإسلام وأهله .. وهم أنفسهم لا يردون على أفكار ابن لادن والزرقاوي التي عبأت المئات ليصبحوا جزارين .. وأفسدت شريحة عظيمة من المسلمين .. بل إن بعض تفسيراتهم لم يقل بها أحدٌ قبلهم ولم يردْ لها أيّ تأويل .. هي محضُ رؤيةٍ فاسدةٍ توصلوا إليها عن طريق ما يدعونه جهادَهم المقدس للدفاع عن الإسلام تحت مظلة بعض الأحاديث والآيات .. فكيف يكون ابن لادن مصيبا والترابي مخطئا ؟ أم لأن ذاك يمثل مؤسسةَ القتل والخوف وهذا يمثل نفسَه ..

    نحن نعرف أنّ بعضا من دعاة الفكر الإسلامي يمثلون فكرا شكليا محكوما بمظاهر الدعاية والاستعراض لا أكثرَ ولا أقل ، ويغضّ البصر والبصيرة عن قضايا بينة كالشمس ، يا لهمْ من أدعياء ..

    كم هو بائسٌ وفقيرٌ ومتحجرٌ ذلك الفكرُ الذي يُسمي حسن الترابي زنديقا !! ويرى في ابن لادنَ والزرقاوي مجاهدين مخلصين !! وهل سيصير التزندقُ تهمة ً جاهزةً مثلما كانت في العصر العباسي ليذهبَ ضحيتها أدباءُ ومفكرون وأصحابُ رأي ؟ سؤال لا أظن أنه يعدم الجوابَ ..


    أسامة العقيلي
                  

05-25-2007, 11:35 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)



    فتاوى جديدة لدجال العصر ( حسن الترابي ) !!!
    _________________________________________

    ( 1 )

    الخرطوم : إسماعيل ادم:
    _________________________

    شبكة سحاب السلفية > المنابر > المـنـبــــــــر الإســـــــــــلامـــــــــــــــــــي:

    2006-04-19


    في إفتاءات جديدة مثيرة للجدل ، في ندوة حضرها حشد من السياسيين وعلماء الدين في الخرطوم ، أجاز الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي (مسيحيا كان أو يهوديا ) ، قبل أن يصف أن القول بحرمة ذلك ، ( مجرد أقاويل وتخرصات وأوهام وتضليل ) الهدف منها جر المرأة إلى الوراء .

    وقال الترابي إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما وتوازيه بناء على هذا الأمر، بل أحيانا تكون أفضل منه ، وأعلم وأقوى منه .

    ونفى ما يقال من أن شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد ، وقال ( ليس ذلك من الدين أو الإسلام ، بل هو مجرد أوهام وأباطيل وتدليس أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية التي لا تمت للإسلام في شيء ) .

    واعتبر الترابي ( الحجاب ) للنساء، يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة ، " ولا يعني تكميم النساء " ، بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين ، والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار .
    ____________________________
                  

05-25-2007, 11:49 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    انتباه:
    _________

    عدنان زاهر

    9 اكتوبر 2004 :


    قرأت في الأسبوع المنصرم خبرين أوردتهما صحيفتا سودانايل وسودانيز أونلاين والخبرين يتعلقان بالدكتور حسن الترابي بعد اتهامه من قبل السلطة الحاكمة بالتدبير لاٍنقلاب وسعيها لمحاكمته. الخبر الأول أدلت به وصال المهدي زوجة حسن الترابي المنشق من حزب المؤتمر الحاكم تقول فيه ما معناه، أن زوجها قد بلغ السبعين عاماً من عمره ولا يجوز قانوناً تطبيق حكم الاٍعدام عليه وكان ذلك في سياق ردها على تهديد عمر البشير في واحد من خطاباته (النميرية) متهماً الترابي بتدبير الاٍنقلاب ومتوعداً (بقطع رأسه) !

    الخبر الثاني جاء أيضا على لسان أحد زعماء حزب المؤتمر الشعبي يقول فيه ما معناه كيف يمكن محاكمة شخص (يقصد الترابي) بتهمة تدبير انقلاب وتنفيذه وهو متحفظ عليه في السجن ليس لديه القدرة على الحركة أو الاٍتصال بالآخرين.

    والخبرين يدعوان للدهشة والتعجب والحيرة في آخر المطاف. والقارئ لهما وثيق الصلة بالسياسة في السودان ينتهي اٍلى استنتاجين لا بديل لهما وهو اٍما أن المتحدثين يفترضان في الشعب السوداني خرف الذاكرة وسذاجة لا حدود لها واٍما أيضاً ووفقاً لقناعاتهما الشخصية فعلى الجماهير أن تسمع ما يقولانه وينصاع له دون تفكير أو تمحيص أو ابداء رأي!!

    ابتداءا نود أن نسجل أن ما سنقوم بمناقشته ليس الغرض منه التشفي أو سداد الثأرات ولكننا بصدد تأكيد مبادئ نؤمن بها ونعتقد أن تسود في العمل العام والسياسي بالتحديد وأن ذلك يتطلب كثير من الجهد، الأعادة، التكرار وشحذ الاٍنتباه.

    أؤمن ايمان قاطع أن لكل شخص (ارتكب مخالفة للقانون دون الالتفات لماهيتها) الحق في محاكمة عادلة تطبق فيها كل الاٍجراءات القانونية المنصوص عليها، ويجب أن تسود تلك المحاكمة المبادئ القانونية التي اتفقت عليها الاٍنسانية في مواثيقها الدولية . اٍضافة الى كل ذلك يجب أن يعطى المتهم الحق الكامل في الدفاع عن نفسه أو بواسطة محامي ينوب عنه. ونعتقد أن الاٍتهامات الجزافية في الصحف تشكل مادة للقذف والاٍبتزاز بالاٍضافة لتأثيرها على سير العدالة. كما نتفق أيضا أن القوانين لا تجوز اعدام من بلغ السبعين عاماً ونضيف أن لنا تحفظاً حتى على عقوبة الأعدام.

    في اعتقادي أن كل تلك (الاٍيمانات) لا تمنع ولا تؤثر في التعليق على الخبرين بل أن هنالك حافز اضافي كونها تتناول شخصية الترابي. أسرة الترابي وأعضاء حزبه يحاولون بجهد محسوس استخطاب الرأي العام المحلي والدولي واستدرار عواطف المواطنين لاٍطلاق سراحه، وهم في محاولاتهم الحثيثة يستهدفون الذاكرة السودانية للتغبيش عليها ، تعطيلها أو حتى تحييدها. كما أن تلك المحاولات تعكس وتجسم (الاٍستكراد) السياسي و (سيركية) متهافتة لامتطاء وتدجين قوانين حقوق الاٍنسان لمصلحة آنية.

    نحن نحاول اٍلقاء حجر في الذاكرة الشعبية لتنشيطها وتنبيهها وتحديداً في ما يتعلق بالاٍعتقالات والمحاكمات السياسية ودور الترابي الأساسي في توجيهها اٍبان سطوته السياسية ، وذلك دون التطرق لكل ما تم على يديه من كوارث في حق الشعب السوداني .

    حسن الترابي هو من خطط وشارك نميري اٍعدام الشيخ العالم الوقور محمود محمد طه الذي تجاوز السبعين عاماً عند محاكمته، ولم تشفع له سنينه السبعين ومناشدة المجتمع الدولي الاٍبقاء على حياته . نفر معتبر من أعضاء حزب الترابي كانوا أعضاء (جلسة) الاٍستتابة المهزلة وقضاة المحكمة (المهلاوي، المكاشفي) المفتقرة لأبسط قواعد العدالة والتي قضت باعدامه. كما شارك هو شخصيا في الاٍحتفال الهمجي الشبيه بالطقوس الدموية في القرون الوسطى وأفلام مصاصي الدماء حينما تم تنفيذ الاٍعدام بسجن كوبر بالخرطوم بحري. حسن الترابي كان يشغل في ذلك الزمن منصب المستشار الأول لنميري وكان الشخص الذي لا يمكن تجاهل كلمته أو الاٍشاحة عن رأيه. سأل دكتور حسن مكي ذو التوجهات الاٍسلامية و عضو حزب الترابي في احدى المقابلات الصحفية ، هل كان حسن الترابي موافقا على اعدام محمود محمد طه فأجاب مراوغاً (لم يكن معترضاً)!

    نحن نسأل السيدة وصال المهدي وهي المشاركة في كل السياسات التي يصيغها الترابي في ذلك الوقت ألم يكن الأستاذ محمود محمد طه قد جاوز السبعين ساعة اٍعدامه؟!! وهل السبعين عاماً التي بلغها الاستاذ محمود تختلف عن سبعين الترابي المستشار السابق لنميري ؟!! ألم يكن للأستاذ محمود أبناء وبنات أصبحوا أيتاماً بعد موته؟ وهل يمكن نسيان ذلك الحدث وتخطيه كأنه لم يكن؟!! أم ان كل ما حدث للأستاذ محمود و باقي الشعب السوداني ليس مهماً في عرفكم؟!! أن المواقف الحياتية المبدأية لا تنفصل عن بعضها.

    حسن الترابي هو من سن وابتدع سياسة التعذيب في السودان كمنهج ثابت من مناهج التحقيق وأرسل كوادره الاٍسلامية لمختلف البلدان الموصومة بقهر شعوبها لاٍجادة تلك (المهنة) اللاأخلاقية. وهو من أفتى لزبانية التعذيب بمشروعية ذلك السلوك باعتبار أن التعذيب في سبيل اعلاء كلمة الله لا يتعارض وصحيح الاٍسلام!!

    التعذيب وفق مفهوم الترابي وفلسفته يهدف بشكل أساسي لكسر صمود المعتقل وتماسكه بمعنى آخر كان التعذيب وفق ذلك المنهج غاية في ذاته.

    أنا شخصياً قد نلت حصتي من ذلك التعذيب مثل غيري من آلاف السودانيين وأسأل السيدة الفضلى هل سمعت وهل تعرف أن يعلق الشخص بين السماء والأرض ويضرب لعدة ساعات حتى يفقد وعيه ويحرم من أبسط الضروريات الاٍنسانية ابتداءا من قضاء الحاجة حتى الأدوية الماسة للحياة؟! كثيرون قد فارقوا الحياة تحت وطأة التعذيب وتلك عينة متواضعة. هل تعرف وصال المهدي أن تبحث عنك أسرتك لعدة شهور حتى تبلى ملابسهم وأحذيتهم لمعرفة مكانك متعرضين لكافة الاٍهانات والاٍستخفاف؟! ....... وهل ..............

    حسن الترابي كان المسئول الأول والعالم بكل شاردة وواردة بتلك المعتقلات .

    الترابي كان مسئولا مباشرا عن مقتل 28 ضابطا في أبريل (رمضان) 1990. وفي ظرف عدة ساعات بعد محاكمات صورية كالتي تحدث في جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية. اللواء عثمان ادريس بلول والعقيد محمد أحمد قاسم أحضرا من السجن ليتم تنفيذ حكم الاٍعدام عليهما بتهمة القيام بانقلاب لم يشاركا فيه. هل نسي هذا الاٍسلامي كل تلك الأحداث والوقائع وهو يتحدث ويبدي دهشته واستنكاره باتهام الترابي القيام بانقلاب وهو داخل السجن؟ أما كان الأحرى به أن يلقي بسؤاله هذا في ذلك الزمن لاٍنقاذ أرواح هؤلاء الضباط الذين تركوا خلفهم أطفالاً يتامى وزوجات أرامل أم أن الجاه والسلطة والمال والعنجهية في تلك الحقبة أخرس الألسن وأمات الضمائر.

    كوادر الاٍسلاميين (الجبهة سابقا) من الحزبين المتعاركين على السلطة والثروة يسعيان لتحريف التاريخ وتسخير المواقف والقوانين لمصلحتهم. ونحن حين نستعرض تلك الوقائع والأحداث نهدف أن لا يتعامل مع التاريخ والأحداث السياسية السابقة كجزر منعزلة. وفي ذهننا تماما أن ذلك التجاهل ساد لعدم المسائلة. ووفقا لقناعتي فأن كل الطرفين المتعاركين غير مؤهلين لاٍقامة أي شكل من أشكال العدالة.

    ولأننا ننادي بنظام ديمقراطي تسوده العدالة والمساواة أمام القانون ولكي يقوم ذلك المجتمع على أسس متينة وراسخة ومبدأية فأننا ننادي بـأن يشمل تطبيق تلك العدالة كل فئات الشعب السوداني بما في ذلك من ارتكبوا جرائم في حقه.

    9 اكتوبر 2004

                  

05-25-2007, 11:59 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)



    قول علماء الازهر فى الدكتور حسن الترابى..
    _________________________________________


    وكالة الأخبار الإسلامية /:

    شبكة حضرموت العربية:

    16-04-2007, 08:27 AM :
    ___________________________


    أأكد علماء الأزهر علي أن الدكتور "حسن الترابي" غير مؤهل للفتوى في أمور الدين فضلاً عن انه غير مؤهل لفهم الدين من قواعده الشرعية، معتبرين أن ما يصدر عنه يعد من قبيل الرأي الشخصي الذي لا يعبر عن اجتهادات دينية لأنه ليس بعالم فيفتي ولا فقيه فيعتد به.وتساءلوا : هل يريد الترابي أن يغير القرآن؟!.



    أكد عدد من علماء الأزهر في حوار نشرته جريدة "الشرق الأوسط" أن عقوبة الزاني المحصن "المتزوج" في الإسلام إنما هي من النصوص التي استقر عليها الفقه الاسلامى منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان وكذلك شهادة المرأة المسلمة التي أكدها القرآن الكريم بأنها تعدل نصف شهادة الرجل ولم يحدد القرآن أي امرأة سواء متعلمة أو غير متعلمة، كما هرطق به الترابي في فرقعاته الأخيرة.
    من جانبه قال الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر مقرر لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية: هذه قضية أثيرت قديما بين العلماء وقد استقر الرأي عندهم على أن عقوبة الزنا تختلف باختلاف الفاعل من حيث كونه متزوجا أو غير متزوج وهو ما يعبر عنه بالإحصان وعدم الإحصان وقد أيد عقوبة المحصن بالرجم بعض أحاديث ثابتة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها حديث رجم ماعز ورجم الغامدية، لافتا إلى أن كون العقوبة في الإسلام موافقة للعقوبة في اليهودية لا يعد طعنا فيها وإنما يدل على أن هذه العقوبة من مصدر واحد وهو الله المشرع ـ تبارك وتعالى ـ وقد كان اليهود في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد انكروها في حادثة زنا لبعض اليهود وطلب منهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرجوع إلى ما في التوراة وتبين أن عقوبة الرجم موجودة في التوراة.
    ويؤكد الدكتور عثمان أن ليس لثقافة الفرد سواء كان رجلا أو امرأة دخل في الشهادة لان الشهادة هي متابعة أمر يحدث أمام الشاهد ويدركه وما يسمى بتحمل الشهادة وقد بين الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن الرجل يختلف عن المرأة في قوة التذكر وهو ما يشير إليه قول الله ـ تعالى ـ: «أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى» والمسلمون مأمورون بطاعة الله ورسوله في جميع الأمور.
    يقول الدكتور محمد أبوليلة الأستاذ بجامعة الأزهر عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة:مثل هذا الرجل غير مؤهل بتاتا لفهم الدين فضلا عن الإفتاء فيه لان للإفتاء والاجتهاد في الأمور الدينية رجالا وعلماء متخصصين ولا يصلح مثل هذا الرجل لتلك المهمة الخطيرة فهو رجل دارس للقانون فكان من الأحرى له أن يجتهد ويفتي في مجال تخصصه لان اجتهاده في مجال تخصصه ربما كان قد ينفع أكثر مما يضر، وهو يتجرأ ويفتي في أمور الدين بغير علم.
    ويتابع الدكتور أبوليلة: وإذا سمحت لنفسي أن أتهم النية من وراء فتاوى الترابي، فأؤكد أنها لا تفيد المسلمين بل ربما قد تعمل على حجب الرؤية الصحيحة عن المشكلات التي تمر بها المجتمعات الإسلامية من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب.
    ويضيف أبوليلة: ليست عندنا مشكلة اليوم تسمى حد الرجم او بالحد عموما حتى يشغل الترابي نفسه بالحديث عنها ويشغلنا معه، كما أن ادعاءه بأن لا وجود لما يسمى بحد الرجم في الإسلام فهذا كلام مردود عليه لأنه لم يذكر لنا اي دليل على صحة كلامه اللهم إلا إذا كان يعتمد على أدلة العلمانيين وخصوم الإسلام فالرجم ثابت بالسنة النبوية والسنة لها قوة التشريع مثل القرآن الكريم.
    وحول ادعاء الترابي بان حد الرجم مأخوذ من اليهودية يقول ابو ليلة:"هذه دعوى باطلة لأنها تفتح بابا للطعن في السنة النبوية بان يدعي البعض بان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد نقل السنة عن اليهود وهذا ما لم يقبله العقل المسلم".
    من جهته أكد الدكتور عمر مختار القاضي الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو الأمانة العامة لرابطة الجامعات الإسلامية ل"الشرق الأوسط":" على ضرورة وضع ضوابط لمن يتصدون للإفتاء في العالم الاسلامي لأنه لا يجوز الإفتاء في أمور الدين إلا للمتخصصين من الدارسين للعلوم الدينية والمؤهلين منهم، وبالتالي يجب على الدكتور الترابي ومن على شاكلته أن يكف عن الإفتاء بغير علم وعليه أن يفتي في المسائل القانونية التي تخصص فيها بدلا من إقحام نفسه في مجال ليس من مجالات تخصصه ليريح المسلمين من أقواله التي تفتقد إلى الدليل الشرعي والتي تعمل على إثارة الفتنة والبلبلة في المجتمع الإسلامي".
    وشدد القاضي على أنه لا يجب على العلماء أن يضيعوا وقتهم في الرد على رجل لديه حب الظهور الاعلامي لان ما أثاره من شبهات كلها مردود عليها مثل شهادة المرأة التي تعادل نصف شهادة الرجل ثابتة بنص القرآن الكريم، وتساءل الدكتور القاضي: هل يريد الترابي أن يغير القرآن؟
                  

05-26-2007, 00:45 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)



    عملاق عربي فى عالم الكيوكشن.
    ---------------------------


    جميع الحقوق محفوظة لموقع كاراتيه العرب www.karate4arab.com

    17th June 2005 09:43 PM;

    _____________________________________

    عملاق عربي اخر من بلاد النيل من بلاد الخيرات من بلادالسودان الطول مترين الجنسيه عربي سودانى شغفه حب اساليب القتال وتعلمها من اسيادها. الاسم هاشم بدر الدين محمد يقول" بدات حياتى الرياضيه سنة 74 مع الكونغ فو ثم انتقلت الى الجيدو حيث حصلت على بطولت السودان من عام1975 حتى عام 1978 ثم انتقلت للعيش فى اليونان حيث تعرفت على رئيس فرع اليونان للكيوكشن (سيلوين جنس ) وبدائت مشوار الكفاح والتمرين المتواصل وبعد اقل من عام لم اجد من يقبل النزال معى وهذة كانت من اكبر مشاكلى اكيد بسبب طول قامتى حتى ارشدنى مدربي سيلوين بضرورة السفر لليابان وبدء التدريب مع الكانشو اوياما بتلك الايام ووضعت هدف امام اعيونى وهو قهر اليابانيين فى عقر داريهم فى بطولة اليابان المفتوحه لعام1981 وعندما وصل الى الهنبو لم يبدى اليابانيين اى اهتمام به ولكن بعد ثلاث اشهر من التدريب المتواصل مع نبع الكيوكشن صوصاى اوياما بدات تتغير النظرة الى ذلك الشاب الفقير القادم من بلاد فقيرة وبدات صورت البطل (هوارد كولينز) و (مايكل سوديرك فيست) تتجدد للمتبارين حتى ان (صوصاى) قال بنفسه اظن ان هاشم سيكون اول غريب يحصل على بطو لت اليابان وكان ذلك عام 1981 وكان هاشم يردد يومها سوف اقاتل حتى الموت سوف اقاتل من اجل حياتى وكان يومها هاشم مثال للفارس العربي المسلم الاصيل الذى نشرت صوره وهو يقيم الصلوات الخمسه فى الهنبو فى اكثر من عدد لصحيفت الكيوكشن تلك الايام وكان صوصاى قد ذكر انه يحب روح هاشم المحبه للكيوكشن محبه للتعلم وانه قد تعذب كثيرا بالعمل لجنى المال كى يتمكن من الوصول الى طوكيو لتعلم الكراتيه فروح هاشم التى احبها( اوياما )هى الروح العربيه الاصيله الموجودة بك اخى العربي التى تربيت عليها فى بيتك من ابيك وامك وجدك فالاالامام اخى العربى للنهوض بمجتمعنا كل من مركزة وموقعه بعيدا عن الحقد وحب النفس والانانيه الهدامه للمجتمعات الموضوع من عدد قديم للهنبو نيوز بتصرف من شيهان داى".

    ----------------------------------------------------
    هاشم بدر الدين من اسرة عريقة في السودان

    ولقب في فترة من الفترات باقوى رجل يمشى على ارض السودان

    وان تدربت عند هذا الرجل البارع القوي لسنتين ثم قطعت لظروف السفر

    وهو خرج من السودان كمعارض والتحق بالركب السياسي ما ابعده

    عن الكيوكشن وحرم الكثيرين من تلاميذه من هذا الفن العظيم

    واستقر به الحال الان بكندا وامريكا.

    وقريبا راح امدكم بصور وفيديو لتدريباتها وبطولاته.

    ---------------------------------------------------------

    لقد مر على تاريخ الكيوكشن أساتذة كبار الى جانب من ذكرت :
    ويلي ويليم - و شيهان أوليفر من أمريكا الذي توفي منذ فترة قصيرة * ساتو بطل العالم مركز أول في بطولة العالم الأولى - كانشو روياما صاحب المركز الثاني في ذات البطولة - كانشو نينوميا صاحب المركز الثالث
    أزوما الذي أدهش بأدائه السابق لزمنه - دا كوستا البرازيلي - ماسودا الأكثر من ممتاز - سوزوكي من IKO2
    و من العرب شيهان هاشم بدر الدين من السودان- شيهان رشيد صباغ - شيهان جمال الحايك من لبنان - سنساي منير محسن جركس من سوريا
    و لا ننسى البطل حيدر فياض من العراق صاحب المركز الرابع في بطولة العالم iko matsushima
    و لدينا الحكام و القضاة الهامين أمثال شيهان ابراهيم كمال من لبنان - علاء سرانك من سوريا - بهاء العمران من الكويت - الصادق كوكا من تونس.

    ما فعله هاشم بدر الدين لو كنت مكانه لفعلت اكثر منه

    لان الشيخ حسن تسبب في اذى بالغ لاسرة الشيهان هاشم

    وهذا احد الاسباب التي دفعته للخروج للانضمام للمعارضة

    فاخلاق المقاتل هو يحتلى بها لابعد درجة ولكن ان وصل الامر

    للحياة وتهديدها وتهديد الاسرة وتسبيب الاذى لها

    هنا لابد ان تطبق ما تعلمته بكل تلك السنوات

    وهو في هذه الحادثة لم يفعل شي يذكر اصلا

    لانه كان بامكانه بضربة قتل الشيخ حسن

    الذي حدث ان تعرض لها الحرس الخاص بالمطار

    عندما وجدوه امامهم في المطار فبادروا للسيطرة عليه حماية لشيخهم

    فما كان منه الا ان اخرج صورته الاخرى المقاتل الجبار

    لانه ما اتي المطار للتعرض للشيخ حسن ولكنهم هم من دفعوه لذلك

    وعينك ما تشوف الا الحرس يتطاير وصرخات الالم تتعالى

    حتى وصل لشيخهم وقال له لتجرب ولو قليلا من ما فعلته بالناس

    ودخل عليه بضربة اصابته بعاهة مستديمة وسلس بولي حتى الان.
                  

05-26-2007, 09:42 PM

AmroKamal
<aAmroKamal
تاريخ التسجيل: 11-21-2006
مجموع المشاركات: 795

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    اللهم اغفر لى

    ما عرفت أن أشمت قط

    وما فرحت لأحد قدر الله له مكروها

    عدا ذلك اليوم......



    ولكم إستغفرت وذنبت نفسى.... إلا أن صوتا عميقا ينادينى :-


    حقك وحق بلدك









    .................... اللهم أغفر لى ولوالدى والمسلمين..........................................





    أهديك هذا المقطع غير المنتظم :-


    سبحانك ربى ..........خالق كل البشر

    أوجدتهم فى الحياة انعمتهم منذ الاثر

    نسبح بمأمن........ حتى هجم التتر


    بشيخهم الدنئ ... خلف السلاح إستتر

    بعض الرعاع منهم عشرات....وكم نفر

    أيدعو للشريعة ......وعنها قد نفر

    ايدعو للفضيلة وقد........زل وعثر

    أيعيد مجد سنار والجلوس على الككر



    عمرو
                  

05-27-2007, 00:32 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    قال إن الحركة الإسلامية أخطأت في قراءة التاريخ بالاستيلاء على السلطة
    الترابي: فترة سجني جنبت الإسلاميين أن يرموا بمساوئ النظام الحالي:
    _________________________________________________________________

    الخرطوم:الصحافة:

    ما ورد بملخص الصحافة عدد 15 أغسطس 2005:

    http://alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147498580&bk=1:
    _________________________________________________________________


    قال زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي، إن الحركة الإسلامية لم تقرأ التاريخ الإسلامي جيدا عندما أقدمت على الاستيلاء على السلطة في السودان قبل 16 عاما.
    وأقر الدكتور الترابي في حوار مع الجزيرة نت بفشل التجربة الإسلامية في السودان, قائلا إنه سيستغفر عن الأخطاء التي وقعت مع تبصير بالإيجابيات ودعمها.
    وأضاف الترابي -الذي أطلق سراحه قبل شهر ونصف- أن فترة سجنه على وطأتها لم تضايقه, لأنها جنبت الإسلاميين، على حد قوله، أن يرموا بسلبيات النظام الحالي, إذ "كانوا سيقولون للإسلاميين في أي بلد انظروا إلى مثالكم في السودان، فإذا فتحنا لكم أبواب ديمقراطية أو حرية ستصعدون إلى السلطة ثم تلقون بالسلم مرة واحدة" مثل أصحابكم هناك وستكون حجة دامغة ستدمر كل حركة الإسلام.
    كما اتهم الترابي الحكومة بأنها سلمت إسلاميين إلى بلدان هم مطاردون فيها, رغم علمها بمصيرهم, وقد بدأ ذلك بتسليم إسلاميين إلى بلد جار لم يحدده, رغم أن بعضهم نال الجنسية السودانية على حد تعبيره, قائلا إنه بعودتهم إلى بلدانهم "سيقضى عليهم بعد الحدود مباشرة".
    وجدد الترابي معارضته للدستور الانتقالي ووصف تعديله بالمستحيل, معتبرا أن نسبة الراغبين في الانفصال بالجنوب أصبحت غالبة بعد مقتل زعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق، وما جاء بعده من أحداث، إلى جانب عدم تحوط قرنق بوضعه ضمانات حتى لا يختل اتفاق السلام.
    وقال الدكتور الترابي إن موت قرنق جاء بقيادات جديدة "عهدناها عسكرية محضة، ومن العسير أن نحكم عليها كيف تفعل في دور سياسي مكان قرنق".
    وأبدى الترابي تخوفه مما يواجه الحركة الشعبية بعد مقتل قائدها رغم المؤسسية التي يعمل بها سلفه سلفا كير ميارديت, وحمل الحكومة مسؤولية الأحداث التي وقعت في الخرطوم التي خلفت أكثر من 100 قتيل لأنه "كان يمكن أن تنتشر قوات شرطة غير مسلحة حتى يتحقق النظام".
    وحول ما يسمى بمشاريع الإصلاح الأميركية في المنطقة العربية، فقال الترابي إن "الإصلاح الذي يأتى الآن جاء بالرياح التي نحن أحوج ما نكون إليها، نحن والبلاد العربية وكل أنظمتنا", وإن أبدى رغبته في أن يأتي من القواعد لا مفروضا من الخارج, واصفا الأنظمة العربية والتكتلات التي تنتمي إليها بأنها ميتة وثابتة غير متحركة.
                  

05-27-2007, 00:59 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    26-08-2005, 11:49 ص

    Amjad ibrahim:

    الاخ بكري ابوبكر اسئلة من الاخ عبد الوهاب همت الى السيد حسن الترابي!!:
    ________________________________________________________________

    الدكتور حسن الترابي عرف عنه طوال تاريخه السياسي باتخاذ المواقف و نقيضها:

    هل الكذب ركيزة من ركائز الإسلاميين في السودان لنشر دعوتهم سنورد لكم بعض النماذج
    مبايعتكم للنميري كإمام للمسلمين و بعد ذلك تنصلكم من الموقف

    1- كنت مستشارا للرئيس نميري و نائبا عاما له عندما أعلن قوانين سبتمبر 1983 المسماة زورا بالشريعة الإسلامية أنت من اوائل الذين برروا لإسلام الطواريء و ذكرت انه يمكن لرجال الأمن أن ينتهكوا حرمة المنازل ( و يقفزوا إليها عبر الجدران كما يشاءون) و قد فعلوا ذلك و لم تنبث ببنت شفة

    2- ظهرت في شريعتكم مصطلحات جديدة لم تعرف لا في صدر الاسلام الاول و لا في الاخير سوى اسلامكم مثل الشروع في السكر أو الشروع في الزنا مع ان علمكم ان واقعة الزنا لا يمكن اثباتها الا باقرار 4 شهود.. ماذا يمكن أن نسمي ذلك

    3- في برنامج بين زمنين الذي يبث من قناة ابوظبي الفضائية ذكر المرحوم زين العابدين محمد احمد عبد القادر قائلا " الريس كان يدخل على إحدى القاعات و يمد يده تجاه الكراسي الخالية ليصافح الملائكة كما تروج له أنت بماذا تبرر ذلك و لماذا لم تنفي أو تؤكد ذلك الحدث؟

    4- بعد انتفاضة مارس ابريل 1985 ذكرتم أن شريعة 1983 كانت شائهة و جئتم بشريعة أكثر تشوها منها في العام 1988 فهل كان الموقف تكتيكيا أم لتوريط الحكومة الديمقراطية في شريعة أخرها رفضها الشعب و كانت من أسباب الإطاحة بنظام جعفر نميري؟

    5- في أثناء مرحلة القراءة الثانية لهذه القوانين 1988 قمتم بتسيير ما يسمى بثورة المصاحف و أعلنتم من خلالها أنكم ستنسحبون من المشاركة في السلطة خلال 60 يوما ما لم تطبق الحكومة الشريعة الإسلامية و ظللتم بعد ذلك لأكثر من ستة اشهر إلى أن تم عزلكم من السلطة فأين المبدئية في المواقف؟

    6- في سؤال لمجلة المجلة في لقاء اجري معك قلت عن بيوت الأشباح استغفر الله .... قبل أن تستغفر الله و قبل أن تتمتع بهذا الغفران دعني أسألك لقد كنت رئيس اللجنة الأمنية العليا و كنت على علم بما يدور داخل الأقبية و بيوت الأشباح في الوقت الذي كان من المتوقع و انتم تنتقدون تجربتكم أنك لم تحمل نفسك حتى الآن أي مسئولية رغم انك المسئول الأول مع ملاحظة انك تحاول الآن إيجاد بعض التبريرات لبعض المصطلحات مثل مصطلح التوالي؟

    7- أسر الشهداء و المفصولين و المشردين يريدون أن يعرفوا أسماء من شارك في التعذيب و من نفذ و من وضع الخطط عندها اعتقد انه قد يغفر لك الله و الشعب لبعض ما فعلتم فيه؟

    8- قلت في إحدى اللقاءات بعد المفاصلة بينكم و بين نظام البشير أن 9% من شباب الحركة الإسلامية مفسدين و لا يخفى عليك أن النسبة هي 90% و ليس 9 % سؤالي هو أين ابنكم عصام و موقعه من هذا الفساد و هو الذي تحول في وقت قصير من موظف في وزارة المالية في قسم التدريب إلى احد أثرياء السودان؟

    9- ما هو دوركم المباشر في استجلاب رؤوس الأموال من الحركات الإسلامية و استثمارها في السودان مثل مصانع جياد و التصنيع الحربي؟

    10- استقدمتم الإرهابي العالمي الشهير كارلوس و آويتموه في السودان و بعد أن استنفذ الرجل أغراضه قمتم بتسليمه للحكومة الفرنسية مقابل مبلغ 50 مليون دولار كما ذكر كارلوس نفسه و قد وجد ذلك التصرف استهجانا حتى من قبل الجماعات الإسلامية الموالية لكم في لبنان و إيران باعتبار أن كارلوس استجار بكم و لم تقوموا بما يأمر به الإسلام من إجارة.. ماذا تقول؟

    11- تكرر الموقف بشكل آخر مع أسامة بن لادن و في الأخير قذفتم به خارج البلاد بعد أن استثمر جل أمواله في السودان، و قبيل مغادرته البلاد كان أن طالب باسترداد رؤوس أمواله التي تجاوزت مبلغ الـ 172 مليون دولار و لم تسلموها له ما هو موقف الإسلام من ذلك؟

    12- ذكر أسامة بن لادن أن ما يحدث في السودان خليط ما بين الدين و الجريمة و بن لادن الذي يعرف خبايا الأمور عندما يصفكم بخلط الدين و الجريمة هل هناك أبشع من ذلك؟

    13- في لقاء مع الأستاذ ياسين عمر الإمام في جريدة ألوان بتاريخ 4-6-2005 قال أن مشروع الحركة الإسلامية " طلع فشنك" هل توافقه الرأي أم لديك رأي آخر؟

    14- حاربتم الحركة الشعبية لتحرير السودان و نعتموها بأقذع الألفاظ " ماركسية و الحاد و عمالة ... الخ" و بعد المفارقة كانت الحركة الشعبية هي قبلتكم الأولى ماذا نسمي ذلك سياسيا و إسلاميا؟

    15- عندما تكونون في السلطة تسخرون من منظمات حقوق الإنسان و عندما يتم اعتقالكم و ملاحقتكم تلجأون إليها كما حدث إبان فترة اعتقالكم الأخيرة و وفادتكم لحرمكم المصون أرجو أن تحدثنا ن موقفكم الواضح و المعلن من هذه المنظمات؟

    16- في رأيكم ما هو حصاد الإنقاذ حتى الآن بعد مرور 16 عاما هل هناك شريعة طبقت و هل عم الأمن إرجاء البلاد و هل سوى عمر الأرض لبغلة تعثرت في الحاج يوسف أو الكلاكلة ناهيك عن نيمولي و كبكابية و حلفا و طوكر؟

    17- يتردد بأنك أتيت بغازي صلاح الدين لأمانة المؤتمر الوطني قبل المفاصلة رغم فوز الشفيع احمد محمد، و قد حسمت الأمر عندما هتفت ثلاث مرات " غازي لها...غازي لها.. غازي لها..." ما صحة الواقعة؟

    18- كما هو معروف فإن القائمين على أمر السلطة في السودان هم من اخلص و أنجب تلاميذكم منذ أن كانوا طلابا في المراحل الدراسية المختلفة و قد انقلبوا عليكم ما بين ليلة و ضحاها ماذا علمتهم؟

    عبد الوهاب همت
    26 اغسطس 2005

                  

05-27-2007, 10:59 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    مقابلة مع هاشم بدرالدين، أجرتها إحسان عبدالعزيز.
    ---------------------------------------------------


    مجلة عزة الناطقة بلسان التجمع النسوى، أسمرا 24 يناير 2003:

    "وصلتنى بالبريد هذه المقابلة مع هاشم بدر الدين انشرها هنا تعميما للفائدة".
    hala guta:
    09-05-2003,

    المنتدى العام لسودانيز أون لاين دوت كوممدخل أرشيف العام (2003م):مقابلة مع هاشم بدر الدين :

    مجلة عزة الناطقة بلسان التجمع النسوى، أسمرا 24 يناير 2003

    مقابلة مع هاشم بدرالدين، أجرتها إحسان عبدالعزيز:

    نرحب بالمقاتل هاشم بدرالدين ونترك له الفرصة لتعريف نفسه. (1)

    هاشم بدرالدين محمد عبدالرحيم من مواليد أمدرمان 1957، أب لأربعة أطفال: إيمان 15 سنة، محمد الأمين 13 سنة، رقية 6 سنوات و خاطرة 4 سنوات. مدرب كاراتية و قائد القوات الخاصة بالجيش الشعبى لتحرير السودان.


    (2) إرتبط إسمك بحادث ضربكم للترابى بكندا فى يوم 25 مايو 1992 ماهى الدوافع هل للخلفية السياسية أم لأسباب شخصية أم ماذا؟

    لم يكن لدىّ عداء شخصي مع الترابى، و أعتقد أن سجل الجرائم التى إرتكبها الترابى فى حق الشعب السودانى يكفى لصلبه و ليس فقط ضربه. لم يخفى علىّ كما خفى على البعض فى ذاك الوقت أن الترابى كان يقف وراء إنقلاب الإنقاذ، و أنه تخفى خلف حفنة من الضباط الطموحين المتعطشين للسلطة و التسلط لسرقة السلطة ليلا بعد أن أيقن أن الشعب السودانى رفض شخصه و أفكاره رفضاً قاطعاً . و أن النظام الديمقراطى لن يأتى بالجبهة الإسلامية و إن أنشأت فروع لبنك فيصل فى كل قرى السودان و لو أنفقت كل أموال البترول التى أغدغت عليه.

    الذى إرتكبه الترابى هو جريمة الإرهاب المنظم ضد الشعب السودانى. فإشهار السلاح فى وجه الشعب الأعزل جريمة، و شن الحرب على مواطنين سودانيين فى الجنوب وجبال النوبة يإسم الجهاد جريمة، و القصف المتعمد للمدنيين بالطائرات جريمة، و مصادرة حرية الرأى والتعبير، حرية التنظيم، حرية التجمع ، و حرية التنقل من أفظع الجرائم فى حق الشعوب ؛ ناهيك عن الأعدامات بدون محاكمات أو بعد محاكمات صورية لا تتوفر فيها أدنى شروط العدالة؛ و التعذيب الجسدى و النفسى و الإغتصاب لتحطيم كرامة الرجال؛ و زج السياسيين و العسكريين و النقابيين و الصحفيين و أصحاب الرأى فى السجون دون توجيه تهم إليهم و دون تقديمهم إلى محاكمات؛ و تشريد الألاف من القوات النظامية و الخدمة المدنية بإسم الصالح العام فقط لآرائهم أو إنتماءاتهم السياسية أو مجرد التشكك فى ولائهم. إن صلب الترابى و حرقه و ذر رماده فى البحر لا يكفى عقوبة على كل تلك الجرائم.


    (3) الحدث فى حد ذاته كيف وقع و هل كان مرتب أم وقع عن طريق الصدفة؟

    الصدفة فقط هى التى جمعتنى بشيخ المجوس فى العاصمة الكندية أوتاوا. نظرية المؤامرة أسلوب رخيص و فاشل تستخدمه الجبهة الترابية ضد كل خصومها؛ أولاً: أنا كنت مقيم فى العاصمة الكندية لما يزيد عن عامين و جاء إليها هو من أقاصى الأرض بمحض إرادته ليدافع عن نظام كان ينكر صلته به، و ليعلن للغرب عن بزوغ فجر إمبراطورية إسلامية فى الشرق الأوسط يبايع فيها هو خليفة للمسلمين.

    ثانياً:أحمد عثمان مكى، مرافق الترابى، و سيد ظافر، رجل الأعمال الباكستانى الكندى الذى رتب زيارة الترابى، عند سؤال الشرطة الكندية لهما بعد الحادث مباشرة إن كانا يعرفا الشخص الذى ضربهم، أجابا بالإيجاب و ذكروا إسمى كاملاً حسب محاضر الشرطة، و ذكروا أن بعض أنصار الترابى زودهم بإسمى و معلومات عنى مصحوبة بتحذير بأننى أشكل خطر على حياة الترابى إن هو زار أوتاوا. و قالوا أنهم قد أجروا إتصالاً بالمخابرات الكندية من فندقهم فور تلقيهم تلك التحذيرات، و أن بعض رجال المخابرات زاروهم بعدها بقليل و إجتمعوا بهم فى غرفة الترابى بنفس الفندق، و أنهم شرحوا تخوفاتهم من لاعب كاراتية سودانى مقيم بمدينة أوتاوا كلاجىء سياسى. و بناءاً على أقوالهم فقد وعدت المخابرات بالطلب من الشرطة بتوفير حراسة بكل الأماكن العامة التى كان يزمع الترابى زيارتها، لكن الشرطة لا تستطيع أن تخصص له مرافقين فى زيارة خاصة، وهو ليس بزائر رسمى للدولة.

    ذلك ما تم، فقد كانت هنالك حراسة مشددة عند مدخل وزارة الخارجية حيث تظاهر بعض السودانيون، بينهم زوجتى و أطفالى و شخصى؛ إحتجاجأ على زيارة الترابى الإستفزازية إلى بلد يقيم السودانيون فيه كلاجئين هربوا من بطش و عسف النظام الذى جاء هو ليدافع عنه.

    بقينا أمام الخارجية حتى إنتهاء الدوام الرسمى، لكننا لم نشاهد شيخ المجوس؛ فبالرغم من وجود العديد من رجال الشرطة لحمايته إلا أنه تجنب الباب الرئيسى و آثر الدخول من الباب الخلفى المخصص لموظفى الوزارة. يبدو أن خوف الرجل كان أكبر من أن يزيله و جود الشرطة. و قد بقى داخل الوزارة حتى إنفضاضنا من أمامها.

    ثالثاً: الترابى بعد مغادرته وزارة الخارجية ذهب إلى السفارة السودانية. وهنالك، قال أتباعه، أنه أدى صلاة العصر و بعد أن إنفض منها سأل مرافقيه إن كانت هنالك رحلة أخرى بعد رحلتهم المخصصة بالطائرة فى الساعة السادسة مساءاً. فأجابوه بأن هنالك طائرة فى كل رأس ساعة تقلع من أوتاوا إلى تورنتو. فطلب تأجيل سفره ساعة ليغادر أوتاوا فى السابعة دون إجراء حجز أو الإتصال بالمطار. فظن أتباعه أن روح القدس قد نفس فى روعه و أن ما نطق به هو ألهام إلهى. لكنه لم يكن موفق هذه المرة.

    جاء الترابى إلى المطار فى الساعة التى ظن أنه أُلهمها عند إنفضاضه من صلاة العصر، و ليست الساعة التى حددها مسبقاً وأخطر بها الشرطة الفدرالية التى كانت تنتظره بالمطار حتى إقلاع طائرته بدونه. وبعد مراجعتهم لقوائم الركاب(حسب وثائق الشرطة التىقدمت للمحكمة) لم يجدوا إسمه فى سجل الحجز لأنه كان يسافر بإسم مزور، و يحمل جواز سفر بإسم مزور، وينزل فى الفنادق بإسم مزور، فهو الشيخ جيمس بوند.

    جاء الترابى إلى المطار فى زفة من أتباعه و معجبيه من سوريا و فلسطين، و فى حراسة شبان صوماليين من أتباع الزعيم الراحل محمد فرح عيديد ليجد الشرطة الفدرالية، التى جاءت لحمايته، قد إنفضت من المطار قبل وصوله إليه بقليل؛ و يصادفنى و قد وصلت إلى المطار قبله ببضع دقائق بصحبة صديق جاء إلى أوتاوا لبضع ساعات، للحصول على تأشيرة من السفارة البريطانية.

    من كل هذه الحيثيات كيف تكون هنالك مؤامرة، فلو غادر الترابى أوتاوا فى سفريته المحددة عند الساعة السادسة لنفد بجلده. فالرجل قد أُنذر و حُذر منذ لحظة وصوله إلى كندا بأن له فيها أعداء لا يُخفى غضبهم، و لا تؤمن غوائلهم، لم ترهبهم بعد خيالات المآتة المنصوبة فى حقول الوطن الوريفة. و أن زيارته قد لا تمضى كغيرها من الزيارات، لكنه لم يكتفى فقط بالمُكر و الأستجارة بالشرطة و المخابرات الكندية و الإستعانة بالأتباع و المُعجبين؛ فطبزها بأن جاء فى اللحظات الأخيرة و قبل ساعة من إقلاع طائرته ليزعم أنه يعلم الغيب و أن العناية الإلهية تحرسه. فأخذه ألله بشر أعماله و إستجاب فيه لدعوات اليتامى و الأرامل و المعذبين و المُشردين.


    (4) الترابى حينها كان رجل مُسن و أنتم فى مقتبل الشباب، ألم تضع لذلك إعتباراً بصرف النظر عن شخص الترابى و توجهاته؟

    أعتقد أن فارق السن ما كان يمكن أن يكون موضوعاً لو لم يكن هاشم بدرالدين لاعب كاراتية. لكن ماذا عن حراسه و لماذا خصموا من الرصيد؟ بالرغم من أن الأدلة التى قدمت فى المحكمة كلها قادت هيئة المحلفين أن تستنتج أن الحادث كان دفاعاً عن النفس، و أن حراس الترابى هم الذين بادروا بالعنف، إلا أن الإخوان المسلمون تجاهلوا مبدأ العنف الذى هو فى الأصل أسلوبهم فى التعامل مع الخصوم، و تشبثوا بقضية السن و صارت مناحتهم فى نواحهم على شيخهم و معبودهم الذى كان فى التاسعة و الخمسين من عمره.

    لقد كان الإسلامبولى و رفاقه الذين قتلوا أنور السادات فى العشرينات من عمرهم و هو يناهز السبعين؛ و قد كان الرئيس الجزائرى السابق بوضياف فى الرابعة و السبعين عندما قتله شاب فى الثامنة و العشرين ؛ و كذلك كان الأديب نجيب محفوظ فى الثالثة و الثمانين عندما طعنه شاب فى منتصف العشرينات. فى كل تلك الحوادث لم يذكر الأخوان المسلمون، داخل السودان أو خارجه فارق السن بين أتباعهم و ضحاياهم، بل سموا كل تلك الحوادث جهاد يستحق فقط المباركة و التهانى، ويثاب فاعليه بالخلود فى الجنان. فهم المطففون الذين إذا إكتالوا على الناس يستوفون و إذا كالوهم و وزنوهم يُخسرون.

    إن كان هؤلاء يستشهدون بالإسلام فالسن لا إعتبار لها فى الجهاد، و لا يسقط الجهاد عن الرجل و إن جاوز التسعين. و الرسول صلى الله عليه وسلم إمتطى صهوة جواده و قاتل و هو فى الستينات، وكذلك كانت سيرة كل أصحابه، بعضهم قاتل بعد أن جاوز التسعين. لم نقرأ أو نسمع أن واحدًا منهم تخلف عن الجهاد لكبر سنه. لكن إذا إفترضنا جدلاً أن هذا الحادث كان قد وقع والترابى فى الخامسة و العشرين من عمره و أنا فى الستين، هل كانت النتيجة ستكون مختلفة؟ لا أعتقد. أليس هو نفس الشخص الذى أغمى عليه فى ساحة سجن كوبر فى سبتمبر1983 عندما ذهب فى حاشية نميرى ليتلذذ بمشاهدة قطع الأيدى. قال بعدها مبرراً ذلك "إن بعض الناس يغمى عليهم من مشاهدة الدماء"...يا لها من رقة لم نسمع بها عند الطبيبات والممرضات و الدايات.

    (5) هل وصلت الحادثة إلى المحكمة، و من كان الشاكى؟

    نعم وصلت إلى محكمة الجنايات بمقاطعة أونتاريو. الشاكى كان الترابى و مرافقوه: أحمد عثمان مكى، و الباكستانى سيد ظافر، و أحد حراسه الصوماليين الذى بدل أقواله يوم المحكمة و قال أننى لم أضربه و أن أحمد عثمان مكى هو الذى أملى عليه الرواية الكاذبة التى أدلى بها إلى الشرطة مسبقاً.

    (6) بما حكم عليك؟

    البراءة من التهم الثلاث: الإعتداء مع تسبيب الأذى الجسدى لكلاٍ من الترابى و أحمد عثمان مكى و الحارس الصومالى. كسبنا القضية تحت حق الدفاع عن النفس. أثبتنا أن حراس الترابى هم الذين بادروا بالإشتباك لكنهم خسروا النتيجة. فالقانون لا يحتم فى أىّ عراك أن المنتصر هو المعتدى و أن المهزوم هو الضحية؛ إنما ينظر إلى كل الحيثيات. الصورة التى قدمها مرافقوا الترابى فى المحكمة هى خليط من الكذب الذى بلغ حد المرض والخبث والغباء و الجهل بالقانون الغربى.

    (7) حينها هل كنت عضواً فى الحركة الشعبية؟

    لم أكن عضواً فى الحركة الشعبية إنما كنت مؤيداً لها، و قد ذكرت ذلك للعديد من الصحف بعد الحادث مباشرة. لقد إنضممت إلى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان فى ديسمبر 1995.

    (لماذا إنضممت إلى الحركة الشعبية؟

    إقتناعاً بالأهداف و الوسائل. الدعوة إلى سودان جديد ينشىء عبر تغيير جذرى لبنية المجتمع السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية. تتم فيه إعادة هيكلة مؤسسات الدولة القومية و إعادة صياغة القوانين و النظم السائدة، أو التى كانت سائدة؛ ونتج عنها هيمنة فئة ، غير مؤهلة و غير مسئولة، على مقدرات البلاد، قامت بتدميرها و نهب ثرواتها و أورثت شعبها البوار.

    كذلك الدعوة إلى إعادة النظر فى علاقات السودان الخارجية و إتفاقاته و تحالفاته التى تمت فى عهود التيه، على يد أناس لم تكن مصلحة المواطن السودانى إحدى أولوياتهم، بل كان همهم الأخير البقاء فى السلطة بالإعتماد على الحماية الأجنبية.

    كذلك الدعوة إلى إلغاء دور المؤسسة العسكرية كحزب سياسى، تحكم تارة ً و تجلس تارةً كحزب معارض فى إنتظار الفينة لكى تستولى مرة أخرى على الحكم. اذا رغب العسكريون فى السياسية، فلهم أن يمارسوها فى وضح النهار من خلال المؤسسات الديمقراطية من أحزاب و تنظيمات علنية، كما يحدث فى كل بلاد العالم. وليس عن طريق القفز كاللصوص من فوق جدران المنازل بعد منتصف الليل والناس نيام.

    الوسائل معلومة؛ فالعمل المسلح هو سنام الثورة، و ذروة النضال. به يُنتزع الحق و يُمتحن الرجال. لولاه ما إستُبدلت كلمة التمكين بكلمة الوفاق، و لا ظهر فى الوجود شىء يسمى التوالى. و لولاه ما إنشقت العصابة، و ما سُجن الشيخ، و ما أكلت الثورة أباها. و لولاه ما ضللتم فتهتدون، و ما يئستم فترجعون... تجلسون... تتحيرون... وعلى الأنامل تعضون.

    (9) ما هو إحساسك الآن و أنت تعبر عن رفضك للظلم و القهر تعبيراً مختلفاً...تحمل السلاح و تقاتل من أجل إسترداد الحق المسلوب و السلام العادل...ماهو إحساسك تجاه تلك الحادثة؟

    لقد قلت لصحيفة الحياة قبل عشر أعوام أن هذا الترابى سرطان غُرس فى جسد الشعب السودانى، و يحتاج إلى جراحة قديرة لإستئصاله حتى لا ينتشر ويعم بقية الجسد. يبدو أن هذه الجراحة هى التى يبحث عنها تلاميذه الآن بعد أن غلبتهم معه الحيل فوضعوه فى الحجر الصحى حتى يجعل الله له سبيلاً.

    قد قلت أنه زنديق، و ها هم تلاميذه يصفونه بالزندقة و يذهبون لأبعد من ذلك فينالون من عرضه بعد أن هرم و صار له أحفاد، فسبحان مقلب القلوب و الأبصار. لقد شنوا علىّ حملة من الكذب و البهتان من خلال أجهزة إعلامهم والأقلام الموالية لهم فى صحف العرب. و لم يكتفوا بذلك بل أضنوا أنفسهم بحملة تحريض عالمية. قاموا فيها بتوزيع المنشورات على المصلين فى المساجد فى شتى أنحاء أمريكا و كندا و أوربا يقولون فيها أن والدتى عليها رحمة الله يهودية، و أننى عميل للمخابرات الأمريكية. ذلك كله أملاً فى أن يبرز أحد المهووسيين و يؤدى عنهم ما لا يملكوا هم الشجاعة لأدائه.
    أما العمالة للمخابرات الأمريكية، فلم تمضى السنون إلا و أصبحت هى طوق نجاتهم. بدأت بتسليم كارلوس لفرنسا. و عندما إستنكر الأسلاميون منهم ذلك مستشهدين بصريح القرآن إن الله أمر بإجارة المستجير وإن كان مشرك، رد غازى شيخ الفلاسفة وإمام المفسرين، بأن كارلوس لا تنطبق عليه شروط المستجير. فيا عجباً هل أصبح للشرك شروط...لكن حجة الإسلام غازى لم يخبرنا ماهى تلك الشروط، و ضن علينا بما فتح الله به عليه من فهم النصوص.

    كانت الأيام حُبلى، و اذا بالفضائح تترى. الإسلاميون الذين كانوا بالأمس فى الدين إخوانهم، و فى المحن نجدتهم، وعند الوغى ظهرائهم، ففتحوا لهم أبواب البلاد، و أغدقوا عليهم مما إختطفوه من أفواه الجياع، حتى إطمأنت نفوسهم لحكام السودان الجدد، و ظنوهم أهل دين و شوكة: بالله يؤمنون و فى سبيله يجاهدون و إلى جنته يرغبون. فحطوا عندهم رحالهم، و إئتمنوهم على أسرارهم.

    لكن خاب ظنهم. فحكام السودان قد ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. يرفعون أكفهم إلى السماء و لا تستجاب دعواتهم، كيف و أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء، و لحمهم نبت من سحتٍ فالنار أولى به. تنكر لهم الزمان، و إشتدت عليهم وطأة الأمريكان، فخيروهم ما بين أنفسهم وأخوانهم العرب الأفغان. فإختاروا إنفسهم دون تردد و إمعان. و ألقوا إليهم كل تائه و ضهبان. و توسلوا للمخابرات الأمريكية أن تكون شاهداً على توبنهم و تفتح لها مكاتب فى السودان. . فمصطفى عثمان إسماعيل يصرح مفتخراً بأن حكومته تتعاون مع المخابرات الأمريكية، و أن عملاءها يقيمون مُكرمين فى الخرطوم. فصارت أسرار الحركات الأسلامية بين ليلة و ضحاها رأس مالهم، بها إشتروا حياتهم و أخمدوا غضب أعدائهم.

    يوم أن صدر حكم المحكمة و شق صدورهم، صرح على الحاج لصحيفة الحياة بأنهم يعلموا بعلاقة هاشم بدرالدين بمكتب التحقيقات الفدرالى. ها هو اليوم على الحاج يصبح أحد مصادر مكتب التحقيقات الفدرالى عن الحركات الإسلامية. قيل من عير أخيه بذنب ليس فيه لن يمت حتى يأتيه.

    قد طلب منا عمر البشير أن ننازله بالسلاح، فلبينا دعوة النزال، فبدلاً من أن يلتقونا فى ميادين القتال زجوا إلينا بمن لا ناقة لهم فيها و لا بعير. ولجأوا للكذب والصياح و الولولة. تارة يتهمون دول الجوار بغزوهم، و تارةً بدعمنا. يقاتلوننا فى فى التلفاز و المذياع والمواكب و المنابر؛ ذلك حد شجاعتهم ومبلغ بأسهم. فالحرب قد كشفت مستورهم يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم. فخدودهم الناعمة لا تتوسد البطحاء، و ما إكتنز فى أردافهم يعيق السير فى الصحراء. ها هو ذا غازى صلاح الدين لم يكل من ممارسة الديماغوجية، يصرح من أعلى المنابر بأنه سيذهب إلى القتال بنفسه، لكنه يطير إلى نيروبى و كمبالا و باريس. ونحن ننتظر أن يمن علينا يوماً نجعله عيدنا، و يشرفنا فى همشكوريب أو رساى أو أى من ساحات الوغى.

    (10) ما هو رأيك فى محادثات السلام و ما تم التوصل إليه فى مشاكوس؟

    ما تم فى مشاكوس هو تخلى عن الأهداف التى قامت عليها الحركة الشعبية و قاتل من أجلها الجيش الشعبى طوال عقدين من الزمان وإستشهد فى سبيلها آلاف الرفاق. ترك وسطاء الإيقاد و المندوب البريطانى و الأمريكى لكى يحددوا أجندة التفاوض و شكل الإتفاق هو رضوخ للضغوط الأمريكية. لا تستطيع الولايات المتحدة أو مجموعة الإيقاد أو دول الجوار أو الجامعة العربية منح الشرعية لأى حكومة سودانية، وحده الشعب السودانى الذى يملك ذلك الحق.

    أولا: الديمقراطية هى الأساس الذى تبنى عليه الحلول السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية فى عالمنا المعاصر؛ إستبعاد الوسطاء لقضية الديمقراطية و محاولتهم إيجاد حلول فى إطار الأمر الواقع هو إستصغار للشعب السودانى و هضم لحقوقه و تطلعاته، ومحاولة لإصباغ الشرعية على نظام إنقلابى لا يستطيع البقاء بغير أجهزة الأمن و قوة السلاح و إنتهاك حقوق الإنسان و مصادرة الحريات و قوانين الطوارى.

    ثانيأً: إعطاء رسالة واضحة للشعب السودانى بأن المجتمع الدولى لا يقيم وزناً للقوى السياسية التى لا تدعم آراءها و برامجها بقوة السلاح، و هو نفس الفهم الذى تنطلق منه الجبهة الإسلامية و تتعامل به مع الآخرين. هذا المعيار فى التقييم السياسى لن يأتى بسلام إنما يفتح الباب على مصراعيه للمزيد من الحروب و الدمار. من ظن أننا سنسلم للجبهة الإسلامية أن تحكم شمال السودان و تتحكم فى مقادرينا لأنها تتعاون مع المخابرات الأمريكية فى مكافحة الإرهاب، هو إنسان واهم يستخف بعزيمتنا و إرادتنا على مواصلة الحرب.

    ثالثاً: القبول بحق تقرير المصير بعد فترة إنتقالية تمتد لست أعوام لا يرضى الإنفصاليين و لا الوحدويين. حصر الصراع فى جنوب وشمال يعتبر إعتراف بالجبهة الإسلامية كممثل لأهل الشمال وهو ما لا تستطيع الجبهة نفسها أن تدعيه. إصرار الجبهة على ما يسمى بقوانين الشريعة الإسلامية هو مجرد ذريعة لكى تنفرد هى بحكم الشمال و تقصى الآخرين بالرغم من أنها تخلت عن الشريعة فى دستورها الحالى و إستوعبت فى حزبها الجديد (الموتمر الوطنى) المسيحيين بما فيهم كل قساوسة الخرطوم.

    لقد نبهنا مراراً و تكراراً إلى الثغرة فى مقررات أسمرا التى تنفذ إلينا منها هذه الإتفاقات، و هى ما يسمى بالحل السياسى عن طريق التفاوض. التفاوض يعنى فى أفضل نتائجه أن تكون الجبهة الإسلامية جزء من الحل. الجبهة هى المشكلة و لا يمكن أن تكون جزء من الحل.

    الجبهة لا تقبل أن تفاوض إلا من يقاتلها و يشكل خطراً عليها و لا تثوب إلى رشدها إلا تحت وطأة الهزائم العسكرية. نحن لا نقبل بمجرد فكرة التفاوض فكيف يتهافت التجمع و يطالب بأن يحشر له مقعداً فى طاولة مشاكوس. كيف تفاوض من لا يرغب فى مفاوضتك و لا يقيم لك وزناً، ماذا سيقدم لك؟

    الحل التفاوضى فى تصور الجبهة هو أن تفصل الجنوب بعد أن فشل مشروعها للجهاد و الأسلمة، وأن يعود زعماء الأحزاب ليصبحوا أئمة طوائف و أئمة مساجد، وأن تبتدع عشرات الوزارات الوهمية لكل من تصبوا نفسه للقب وزير لكى ينضم لركب العطالة المقنعة، بينما تظل هى مهيمنة على الدولة و كل مؤسسات الخدمة المدنية و الأمن و الجيش و القضاء و الجامعات، هذا بالإضافة إلى هيمنتها على الإقتصاد. لا يوجد حل وسط مع الجبهة الإسلامية، هذه الحرب لن تنتهى إلا بنهاية أحد الطرفين.

    _____________________________________________________



                  

05-27-2007, 11:23 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    هاشم بدر الدين قائد القوات الخاصة بالجيش الشعبي لـ ( الصحافة ):

    لم ابادر الترابي بالعنف ولست نادماً على ضربه!!.
    -----------------------------------------------

    الصحافة:
    العدد رقم: 4886
    2007-01-21:
    ___________________________


    لم يشتهر هاشم بدرالدين بين افراد الشعب السوداني، كناشط سياسي وانما عرف وذاع صيته كبطل عالمي في رياضة الكاراتيه، غير ان حادثة ضربه للترابي بالعاصمة الكندية اوتاوا عام 1993م التي سارت بذكرها الركبان ، غطت على شهرته كبطل رياضي وابرزته كفاعل سياسي له رؤاه ومواقفه. هو الان قائد القوات الخاصة بالجيش الشعبي لتحرير السودان، وله موقف رافض لمفاوضات السلام الجارية بين الحكومة والحركة الشعبية بنيفاشا، لا يتردد في الجهر به، التقيت به في جلسة مطولة بنيروبي قبل توقيع بروتوكولات السلام بنيفاشا التي لم يحضرها حيث غادر قبلها بفترة الى كندا التي يعمل ويقيم بها ولكنه حضر الى الادغال ليلبي نداء النضال على حد تعبيره.


    أجري الحوار بنيروبي موفد الصحافة:

    صدفه!!
    * منذ حادثة ضربك للترابي بكندا لم يسمع عنك الناس شيئا، اين انت الان؟

    - انا قائد القوات الخاصة بالجيش الشعبي لتحريرالسودان وموجود في اي مكان تتطلب دواعي النضال تواجدي به، وانا الان بنيروبي لان هناك اتفاقا على وقف العدائيات نتيجة المفاوضات الجارية بنيفاشا.

    * كينيا هي مكان للمفاوضات وانت رجل ميدان ما الذي جاء بك الىها؟

    - انا موجود هنا لاشياء اخري وليس بالضرورة ان اطلع خصومي على كل افعالى وتحركاتي..

    * اريد ان اعود بك الى ايام ضربك للترابي بكندا، هل تم ذلك بالصدفة ام كنت تعلم بقدومه وتخطط لذلك؟

    - تحدثت في هذا الموضوع كثيرا ولكن باختصار الترابي كان قادما الى كندا لاجراء مباحثات مع المسؤولين في الخارجية الكندية وكنا مجموعة من السودانيين المقيمين هناك نعلم بذلك وقدنا مظاهرة ضده امام الوزارة، لقاؤنا في المطار كان مصادفة والتفاصيل الطويلة بعد ذلك قلتها في المحكمة وكانت النتيجة من الناحية القانونية انني كسبت القضية نتيجة دفاع جيد واثبتنا ان مرافقي الترابي هم الذين بادروا بالعنف وكان بامكانهم كسب القضية اذا ما قالوا الحقيقة ولكنهم حادوا عنها.

    * ماذا قالوا تحديدا؟

    - هم افتأتوا كثيرا حول علاقتهم بالنظام الحاكم وعلاقتهم ببعضهم البعض واسباب زيارتهم لكندا وتعريفهم لتنظيم الاخوان المسلمين، ومع ذلك حاولوا ان يكسبوا القضية قانونيا وسياسيا ومن ثم خلق بطولات لبعضهم البعض ولكنهم فشلوا في كل ذلك.
    لا اريد ان اخوض في هذه القضية الان كثيرا لان الشاهد الاساسي فيها هو المرحوم احمد عثمان مكي ولكن الترابي موجود وعلى الناس ان يسألوه لماذا لم يأت الى المحكمة ، اعتقد ان ذلك من طبيعة الترابي الذي يخشي دائما «المحاكمات» واراد ان يكسب القضية دون حضوره، اضف الى ذلك انهم كانوا على جهل كبير بالقانون.

    استفزاز!!
    * عندما ضربت الترابي، هل كنت تعبر عن موقف شخصي ام موقف سياسي؟

    - ليست لي مشكلة شخصية مع الترابي ولم التق به طيلة حياتي قبل لقائي به في اوتاوا سوي مرة واحدة وكان ذلك في زواج ابنة خالى مزمل سليمان غندور ولكن مشكلتي الاساسية معه انه يسافر الى الخارج ولا يقول الحقيقة عن الاوضاع الداخلية في السودان. وكان في ذلك استفزاز كبير جدا للشعب السوداني.. هو يدعي لنفسه الذكاء واذا كان كذلك فعلا كان علىه قول الحقيقة لان العقل القوي هو دليل صاحبه الى الحقيقة.. واتضح اخيرا بعد الخلاف الذي نشب بينه وتلاميذه انهم كانوا يعرفون ما نقوله عنه من انه شخص لا يطلب الحقيقة ولاينطق بها.

    اصل الحكاية ان الترابي كان في زيارة لكندا، وكنا مجموعة من السودانيين نظمنا مظاهرة ورفعنا لافتات نحتج فيها على استقباله وسماع مزاعمه حول الاوضاع في السودان. والدفاع عن النظام الحاكم في الخرطوم وبناء جسور بينه وبين الغرب واقامة علاقات مع بعض رجال الاعمال الكنديين ، ونفي وجود انتهاكات لحقوق الانسان في السودان رغم ان هذه الانتهاكات كانت موثقة ووجهت بها ادانة للنظام داخل اروقة الجمعية العامة للامم المتحدة مرتين في ذلك الوقت، كما ان غالبية السودانيين الذين يقيمون بكندا كانوا من اللاجئين السياسيين الذين شردهم النظام الذي جاء للدفاع عنه، لذلك كان مجرد وجوده هناك هو استفزاز كبير جدا لمشاعرنا، فكيف يأتي للدفاع عن نظام يخاطب احد قادته الشعب السوداني بان (من اراد ان تثكله امه وترمل زوجته وييتم اولاده!!) اذ لم يسبق لاحد ان خاطب هذا الشعب بمثل هذه العنجهية، لان مهمة المسؤولين هي حماية الشعب وخدمته ولا يعني ان احدهم تسنم موقع المسؤولية انه (ارجل من الشعب السوداني) هذا خطأ كبير وهو ما دعانا لحمل السلاح بعدما قالوا انهم اخذوا السلطة بالسلاح والذي يريدها علىه ان يحمل السلاح، وقررنا ان (نشوف الرجاله دي حدها وين)..

    * وانت مقبل على تنفيذ ضربتك للترابي، الم تنقسم داخل نفسك وتتردد في انه رجل كبير في السن؟

    - لم اكن احمل نوايا مسبقة لضرب الترابي، فقد كانوا امامي وكنت اهتف ضدهم، فبادروني بالعنف!!


    * كيف بادروك بالعنف؟

    - نعم هم من بادر بالعنف بغض النظر عن حجم العنف الذي تعرضت له ولما لم يكن بيني وبينهم محبه لم يكن هناك ما يدفعني للرأفه بهم، كما ان الترابي كان يتمتع بحراسة ضخمة وهم لم يذكروا ذلك واظهروه وكأنه كان في طواف حول الكعبة.


    في طريق القوم

    * عرفت انك متصوف، هل تعلقت بهذا الشغف باكرا ام لاحقا؟

    - اخذت الطريقة ا لسمانية عام 1975م من الشيخ الشريف محمد الامين الخاتم (ازرق كركوج) بعد فصلي من مدرسة الجيلي الثانوية العلىا لاسباب سياسية عقب انتفاضة (السكر) الشهيرة.. المهم ذهبت بنصيحة من الاهل الى كركوج وقابلت الشريف وعرض على ان اخذ الطريق فاخذته ومنذ ذلك التاريخ وانا سالك فيه.
    * الم تجد صعوبة في مباشرة سلوكك في الطريق وانت تتقلد مهامك داخل الجيش الشعبي؟
    - على العكس تماما، فانا اجد الاحترام والتقدير والحب نتيجة التزامي الطريق داخل الحركة اكثر من وجودي خارجها، لان بالحركة والجيش الشعبي عددا كبيرا جدا من المسلمين ولا يوجد احد يتدخل في مذاهبهم واعتقاداتهم.
    * انا اقصد ان ظروف الحرب والعمل الميداني لا تتيح فرصة او زمنا لاداء الاوراد والمناسك بشكل كامل للمتطرق مثلك؟
    - بالعكس هناك وقت كافي، والاوراد لا تأخذ وقتا طويلا لان الاعداد متفاوته ولم اجد مشقة او عنت في ادائي لها اثناء العمل الميداني.

    لن اتسامح معهم!!
    * تعطي انطباعا بانك شخص عنيف وهذا يتناقض مع جوهر التصوف الداعي للتسامح ونبذ العنف، كيف تفسر ذلك؟

    - لا اذكر انني مارست العنف يوما ما مع انسان لايمارس العنف ، والتصوف هو العمل بمقتضي الكتاب والسنه، لذلك فان التسامح والتهاون مع الشخص الظالم الباطش لىس من الدين في شئ.. والسكوت على الظلم والسلبيه لا علاقه لهما بالاسلام، واذا كان هناك اناس يظهرون في وسائل الاعلام ليعظوا الناس فقط دون ان يحدثوهم عن الظلم وانتهاك حقوق الناس وتعذيبهم وتضليلهم باسم الدين فلا اعتقد ان اي شخص ذو عقل وضمير حي سيصدق ان ذلك هو غاية الدين.. لدي طريقتي ومنهجي في فهم الاسلام واعتقد ان على المسلم رفض حتي انتهاك حقوق غير المسلمين وان قبلوها هم، لان ذلك يسيئ للاسلام.. على المسلم الحق ان يغضب لما يغضب الله سبحانه وتعالى ، صحيح نحن لسنا كاملين لكن واجب علىنا ان ننشد الكمال.. نعم انا صوفي ومتدين ولكني لا اعتقد اطلاقا ان ذلك لايوجب على ان اتسامح مع نظام الجبهة الاسلامية ولا اعتقد ان هناك انسانا لديه الحق في العفو والتسامح في امر ليس له فيه حق التسامح.

    اضطرار!!
    * هاشم بدرالدين معروف لدي الشعب السوداني على انه بطل في رياضة الكاراتيه ولكنهم فجأة وجدوه في حلبة السياسة كيف تمت هذه النقلة؟

    - السياسة بالنسبة لي ليست مهنة ولا انوي ان اتخذها كذلك وهي ايضا ليست هواية كما عند البعض، وانما هي موقف اقتضته الظروف، وانا لدي موقف سياسي طيلة حياتي وهو اني لا ارضي الظلم، لاننا نشأنا في بيوت لا تقبل القهر ومنذ صغرنا كانت جدتنا تقول لنا ان جدودكم لم يأتوا الى ام درمان هذه كايسين رزق وانما جاءوها راكبين خيل،، وهم جاءوا لمحاربة الظلم، وعلى هذا الطريق قمنا نحن فلسنا مثل الحيوانات الالىفة همنا ان نأكل ونشرب ونتزوج ونتكاثر..

    الذي ادخلنا الى السياسة هو تهاون السياسيين وتخاذلهم حتي اوصلوا البلاد الى هذه المرحلة وخذلوا الشعب السوداني بعجزهم عن منازلة نظام الجبهة الاسلامية حتي اضطررنا نحن لذلك واذا كنت تسمي ذلك سياسة فافعل، ولكنها قضية البلد وكرامتها وكرامة الشعب السوداني.. عموما الرياضة او الفن عند البعض هو ان تكون محايدا حتي تحتفظ بشعبيتك ولكني اري ان الحياد في قضايا البلاد المصيرية جبن، ولا رغبة لي اطلاقا في ان تكون لي شعبية في اوساط من يتعاطفون مع هذا النظام، لانني تعودت طيلة حياتي ان اقف مع المظلومين ، فعندما عدت من الىابان عام 1982 بعد ان تلقيت تدريبا عالىا في الكاراتيه هناك لم تكن لي رغبة في الذهاب الى الىابان مرة اخري لانني كنت اريد ان اقدم الكاراتيه للشعب السوداني ولكني حوصرت من قبل النظام الحاكم وقتها والطبقة الاقطاعية التي كانت تهيمن علىه حتي اقدمها لابنائهم فقط، ففضلت ان اقيم فريقا في نادي الربيع وادرب ابناء الكادحين بغض النظر عن مردود ذلك بالنسبة لي ، والان اعددت جيشا كاملا من القوات الخاصة في الجيش الشعبي لتحرير السودان.

    خذلان!!
    * قبل مجئ حكومة الانقاذ هذه، ماهو انتماؤك السياسي؟

    - شاركت في انتفاضة شعبان عام 1973 وكنت طالبا بمدرسة الجيلي الثانوية العلىا وفصلت اثر ذلك، ويذكرني زملائي من طلاب الاخوان المسلمين في ذلك الوقت، امثال عمر محمد خير وغيرهم وانا اذكرهم جيدا لان تلك الفترة شهدت احداثا هامة جدا في تاريخ السودان.

    * الى اي التنظيمات كنت تنتمي؟

    - انتميت لتنظيمات كثيرة جدا فباكرا جدا انضممت للجبهة الديمقراطية لفترة قصيرة لانني لم اكن افهم مضمون دعوتها وتركتها بعد اربعة شهور، ثم انتميت بعدها لحزب الامة لانني انحدر من اسرة انصارية وتكون حزب الامة في بيتنا بام درمان فجدي هو المؤرخ محمد عبدالرحيم ، وانتميت في السعبينات ايضا لحزب البعث بأمل ان يكون وعاء بديلا يستوعب ابناء الانصار وغرب السودان ولكنه خذلنا ايضا لانه ارتبط بالعراق اكثر من ارتباطه بالسودان، كما ان القومية العربية نفسها اصبحت فكرة غريبة جدا بالنسبة لنا ، شعرنا باننا نتناقض مع مكونات المجتمع السوداني حسب فهم الحزب لها، لذلك هجرته، وعدت مرة اخري لحزب الامة، اثناء فترة عملي كمدرب بقوة دفاع ابوظبي وعملت معه اثناء فترة الانتفاضة ، ولكني عندما شعرت بانه خذل الشعب السوداني وقبل بحكم المجلس العسكري لمدة عام.. واتجه للتحالف مع الجبهة الاسلامية وقبل بقانون تنظيم الاحزاب وذهب في تسليح قبائل البقارة لمواجهة الحركة الشعبية بدلا عن الحوار معها، فشعرت بانه يريد ان يرث نظام مايو دون ان يجري علىه اي تعديل جوهري في مؤسسات الدولة القومية، وكنت قد سمعت الصادق المهدي في خطبة صلاة العيد عام 1982 يطالب باجراء ذلك التغيير حتي ينقذ البلاد ولكنه عندما تولي السلطة لم يفعل ذلك، لذلك فان حزب الامة خذلنا.


    ارفض هذا الاتجاه
    * هل كان خيارك لمعارضة نظام الانقاد هو الحركة الشعبية مباشرة ام ا نتقلت عبر تنظيمات اخري؟

    - درست الخيارات المطروحة امامي جميعها، اتفقت مع الحركة الشعبية في اشياء كثيرة، واختلفت معها في اشياء كثيرة ايضا ولكن قدر الاتفاق الموجود بيني وبينها هو الاتفاق الموجود عادة بين أى تنظيم سياسي ومنتسبيه، فهو التنظيم الذي وجدت انه يعبر عني كثيرا واستطيع ان اعمل من خلاله وفي نفس الوقت هو تنظيم ديمقراطي لا يطلب مني ان اتبع قائده تبعية عمياء واتبني كل افكاره مثل شيخ الطريقة مثلا.
    * عرفت ان لك موقفا معارضا داخل الحركة الشعبية لعملية السلام هذه، هل انت ضد السلام؟
    - انا لست ضد السلام ولكني ارفض اي صيغة او اي حل يبقي على نظام الجبهة الاسلامية في السلطة لانها هي المشكلة ولايمكنها ان تكون جزءا من الحل.

    * ولكنك لم تنتصر علىها حتي تطالب باقصائها عن التفاوض؟

    - يجيب باقتضاب: سننتصر لا محالة وليست لدينا مشكلة في مواصلة الحرب.

    * ولكن السياسة تقتضي احيانا...؟

    - مقاطعا بحدة: على الناس الا يفسروا ويبرروا كل خطوه غير مبدئية بانها السياسة، فقد صاروا يفسرون الكذب والنفاق والتحالفات المشبوهة بانها سياسة، السياسة بالنسبة لنا هي قضية مبدأ فنحن حملنا السلاح لنزيل نظام موجود في الخرطوم هونظام غير شرعي وظالم ومكروه من معظم الشعب السوداني. لا يمكن ان نرضخ للمعطيات التي فرضها الاخرون فلأن نظام الجبهة خلق تحالفات اقليمية مع مصر والسعودية واللذان اقنعا الامريكان بان زواله من شأنه ان يخلق صومله في السودان، او انه تعاون مع المخابرات الامريكية في حربها ضد الحركات الاصولية.. لايمكن ان نرضخ لذلك..الاخرون يمكن ان ينظروا للامر بحسابات المصلحة السياسية ولكني لا احذو حذوهم لان منظاري هو منظار المبدأ ، الحل الوحيد بالنسبة لي هو ان يسلم النظام السلطة للشعب، كما لا بد من اجراء محاكمات ومحاسبات على كل الجرائم التي ارتكبت في حق هذا الشعب.. باختصار انا اعتقد ان مجرد التفاوض مع نظام الجبهة الاسلامية هوتخلي عن المبادئ التي من اجلها حمل الناس السلاح وقدموا ارواحهم فداء لها. ولكني لا افرض رأيي على الاخرين ومن يريد ان يفاوضهم فليفعل ولكني واثق تماما من النتيجة التي سيصلون لها وقلت ذلك مرارا.

    * ما الذي سيحدث برأيك؟

    - سيصلون الى ان الجبهة الاسلامية غير جاده وهي تتشاطر وتحاول كسب الوقت باعتقاد ان اعدائها سيتشتتوا وهذا لن يحدث، ستتوقف الحرب في الجنوب ولكنها ستندلع في دارفور وفي مناطق اخري من السودان ولكن الباب مفتوح لمن يعتقد انه سينقذ الشعب السوداني عن طريق التفاوض مع نظام الجبهة الاسلامية.

    * واذا ما هو خيارك اذا ما وصلت الحكومة لاتفاق سلام مع الحركة الشعبية؟

    - موقفي سيكون ثابتا.. سأواصل الحرب..

    * من اية منصه ستفعل ذلك؟

    - هذا متروك الان لان هذه حرب ، ولا يخبر احد الاخر باي يد يضربه هل بيمناه ام يسراه ولكن ساواصل طالما انا عايش وقادر وقد امضيت حتي الان عشرة اعوام في الجيش الشعبي ولا اظن ان المتبقي لي من العمر كثيرا.

    نوستالجيا!!

    * الا تحن الى العودة للخرطوم وممارسة تدريب الكاراتيه للشباب هناك؟

    - طبعا هذا الاحساس موجود فطبيعي ان يحن المرء لاهله واصدقائه ولكن اقتضت الظروف ان نكون موجودين بالخارج واذا اخذت القرآن وهو منبع معرفتنا تجده يتحدث باسهاب عن الذين اخرجوا من ديارهم من اجل قضية لذلك لا تهاون في ماهو مبدئى رغم الحنين الجارف للاهل.

    * اذا حدث ما تتمناه هل ستأتي وتتولي امارة ام تعود لتدريب الكاراتيه؟

    - الكاراتيه هي منهج بالنسبة لي في الحياة ولا تختلف اطلاقا عن كل شعائري الاخري التي اؤديها، لذلك لن اتركها وسأعلمها لكل انسان يرغب في ذلك، كما انني لا رغبة لي اطلاقا في تولي اي منصب سياسي والشعب السوداني يكره دائما الحكام والمتسلطين، وحب الرئاسة هو من امراض البشر ، وكما قال الامام الغزالى ان (اخر ما يخرج من قلب المسلم هو حب الجاه) لانه يزيد مع العمر ولا ينقص مثل الاشياء الاخري. وحب السلطان هو الذي يقود الى الظلم والبطش كما نري في الانظمة القهرية انا هدفي هو ايصال الشعب السوداني الى الحرية ليختار حكامه بنفسه واذا ما تحقق ذلك لامانع لدي من الارتزاق من تدريب الكاراتيه او اي عمل شريف اخر.

    هذا سلاحي

    * هل تشعر ان تصوفك هذا يوفر لك الامن الداخلي؟

    - لا اريد ان ابالغ اذا ماقلت لك انني اعتمد تماما على اورادي وهي سلاحي الاساسي داخل الميدان وخارجه، وانا عندما قررت ان اخذ الطريق اخطرت ابونا الشيخ محمد الامين الخاتم بان والدي متطرق على يد الشيخ الفاتح قريب الله وانني بدأت في قراءة اوراده فاذنني في ان اقرأ اوراد الشيخ قريب الله مثل (حزب الامان) وتوسل السماني والمسبعات وكل اوراد السمانية ونصلي على النبي صلي الله علىه وسلم ونستغفر.

    * انت قائد المجموعة تعتنق معتقدات مختلفة، هل تسعي احيانا لبث عقيدتك هذه بينهم؟

    - افعل ذلك ولكن عن طريق القدوة ولسان الحال وهو نهج الصوفية عموما بان الدين لا ينتشر باللسان وانما بالقدرة وهو الاسلوب الذي نشروا به الاسلام في السودان وفي كل بقاع العالم لذلك لا استغرب ان تشن صحف الجبهة الاسلامية هجومها على الطرق الصوفية وتسميتها اصحاب العقائد المنحرفة.

    * هل لمست ان اسلوبك هذا مقبول داخل الجيش الشعبي؟

    - نعم فانا اشعر انني محبوب جدا داخل الجيش الشعبي والحركة الشعبية ولا اجد اي صعوبة في الحياة داخلهما.

    * الم تشعر وانت داخل ذلك المحيط في يوم من الايام انك محتاج لان تتنازل قليلا عن قناعاتك وشمالىتك ومنهجك في الحياة؟

    - اولا تصنيف شمالىتك هذا لا نتعامل به نحن داخل الجيش الشعبي، فنحن نؤمن - وانا شخصيا كذلك - باننا ننحدر من اعراق مختلطة لذلك لا نسعي لتشكيل كتلة عرقية داخل الحركة الشعبية، كما اننا لا نستند على أى امتياز خاص سوي قدراتنا الشخصية وهذا اكسبنا قوة اكثر لاننا نقود جيشا ليس لنا فيه روابط عرقية او قرابة ومع ذلك استطعنا ان نكسب ثقة الناس.
                  

05-27-2007, 03:58 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    الترابي متهم بالردة عن الدين الإسلامي.
    -------------------------------------
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    11/4/2006 :

    قدمت هيئة علماء السودان ممثلة في شخص الشيخ محمد عبد الكريم عضو هيئة علماء السودان وزعيم الجماعة السلفية السودانية دعوى قضائية صباح اليوم الثلاثاء 11/ابريل 2006م تحت المادة (125 ) من القانون الجنائي السوداني- حد الردة- ضد الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن عبد الله الترابي ، ويقول مراقبون إن الترابي لا يفتأ يجر الناس وراء حباله السياسية والفكرية وانه لن يهدأ له بال حتى يضع السودان أمام منعطف سياسي وفكري جديد ، وكان الترابي في إفتاءات جديدة مثيرة للجدل قد جوز زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي «مسيحيا كان أو يهوديا»، قبل أن يصف أن القول بحرمة ذلك، بأنه مجرد «أقاويل وتخر صات وأوهام وتضليل»، الهدف منها جر المرأة إلى الوراء. واعتبر الترابي «الحجاب» للنساء، يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة، «ولا يعني تكميم النساء»، بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين، والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار.
    وقال الترابي، 74 عاما، إن منع زواج المرأة المسلمة من غير المسلم، ليس من الشرع في شيء والإسلام لم يحرمه ولا توجد آية أو حديث يحرم زواج المسلمة من الكتابي مطلقا، إلا أن الترابي نوه الى أن الحرمة التي كانت موجودة، كانت مرتبطة بالحرب والقتال بين المسلمين وغيرهم تزول بزوال السبب.
    وأضاف الترابي، انه يقدم الأسانيد لما أفتى به، وقال إن «التخرصات والأباطيل التي تمنع زواج المرأة المسلمة من الكتابي، لا أساس لها من الدين، ولا تقوم على ساق من الشرع الحنيف»، وأضاف «وما تلك الا مجرد أوهام وتضليل وتجهيل واغلاق وتحنيط وخدع للعقول، الإسلام منها براء».
    وجدد الترابي، الذي كان يتحدث في ندوة بدار حزب الأمة المعارض، الذي يتزعمه مبارك الفاضل، أقواله السابقة التي جوزت امامة المرأة للرجل في الصلاة، وقال إن من حق المرأة المسلمة، أن تؤم الرجال وتتقدم الصفوف للصلاة، إذا كانت أكثر علما وفقها في الدين من الرجال، وأوضح «أنه من حقها في هذه الحالة».
    واستشهد الترابي، في هذا الخصوص، بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بأنه كان قد سمح لإحدى الصحابيات العالمات والمتبحرات في الدين، ان تؤم أهل بيتها في الصلاة بمن في ذلك الرجال، سواء كان زوجها او ابنها، وأضاف «ليس هناك ما يمنع ذلك فقط، يجب الا يلتصق الرجال بالنساء التصاقا قويا في الصفوف، حتى لا تحدث الشهوة والانصراف عن الصلاة».
    وشدد الترابي في الندوة التي جاءت بعنوان «دور المرأة في تأسيس الحكم الراشد»، على أن الاسلام لم يحرم أو يمنع إمامة المرأة وتقدمها للرجال في الصفوف، وضرب مثلا بالسيدة عائشة زوجة الرسول، التي كانت اكثر فقها وعلما من الرجال، واجاز الترابي الصلاة المختلطة بين الرجال والنساء، شريطة التباعد وعدم الاحتكاك.
    ورأى الترابي أن قوامة الرجال على النساء، لا تعني أنهم أفضل من النساء، ونبه الى أن القوامة ليست في كل الأمور، بل تتعلق بالأمور الخاصة التي ليست من اختصاص المرأة، وهي من اختصاص الرجال مثل التجارة، وأضاف «ولكن ليس معنى القوامة الأفضلية المطلقة للرجال على النساء»، وشدد على أن هناك نساء أفضل وأفقه وأعلم من الرجال.
    وقال الترابي، في الندوة التي حضرها حشد من السياسيين وعلماء الدين، إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما وتوازيه بناء على هذا الأمر، بل أحيانا تكون أفضل منه وأعلم وأقوى منه، ونفى الترابي ما يقال إن امرأتين تساوي شهادة رجل واحد، وقال »ليس ذلك من الدين أو الإسلام، بل هي مجرد أوهام وأباطيل وتدليس أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية، التي لا تمت للإسلام في شيء. وتحدى الترابي في هذا الخصوص «من يثبت صحة كل تلك الأباطيل أو يأتي بما يؤكدها من الكتاب والسنة». واعتبر الترابي أن التعامل السائد الآن مع حجاب المرأة، لا يخلو من بعض الفهم الخاطئ لمقاصد الآيات القرآنية التي نزلت بخصوص حجاب والخمار للمرأة، لا يمكن تعميمها، وقال إن آيات الحجاب تخص نساء النبي محمد، ونزلت بمعنى الستار الذي يفصل بين نساء الرسول صلى الله عليه وسلم وضيوفه من الصحابة وغيرهم، وأضاف «أما الخمار، فإنه جاء لتغطية صدر المرأة وجزء من محاسنها، ولا يعني بأي حال من الأحوال «تكميم المرأة»، بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الآيات، التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار. وقال الترابي إن الإسلام أعطى المرأة حقوقها كاملة، ولم ينقصها شيئا، «وتقدم على القوانين الغربية، التي هضمت حق المرأة وظلمتها كثيرا في الماضي». ودعا الترابي المرأة الى اقتحام مجالات العمل السياسي والإبداعي والفكري والرياضي، وأخذ حقوقها كاملة، والمساهمة في وضع الاستراتيجيات والتشريعات التي تكفل تلك الحقوق. ووجهه الترابي هجوما عنيفا على الحكومة السودانية، وقال إن نظام الحكم القائم الآن في السودان ليس راشدا، وقال الترابي إن البلاد تفتقر وتعاني من عدم وجود الحكم الرشيد، الذي يقوم على مبادئ الحرية والشفافية والمساءلة والعدالة والمشاركة الديمقراطية، وأضاف الترابي «نحن الآن في حكم غير رشيد، والفساد في كل البلاد، ولا بد من إصلاح الأسرة والمجتمع، واشراك المرأة»، وشدد على ضرورة أن يتضمن قانون الانتخابات نصا يحدد مشاركة المرأة حتى يكون لها دور في الأحزاب والانتخابات وقيادة البلاد.
    وظل الترابي كلما اتيحت له السانحة، يقدم افتاءات مثيرة للجدل الديني، وأخيرا اعتبر الترابي أن القول بظهور المسيح من جديد غير صحيح، وأفتى الترابي أن الخمور لا تكون جريمة، إلا اذا تحولت الى عدوان، وكان قد أثار قوله بجواز إمامة المرأة للرجل قبل اشهر، الساحة الدينية في البلاد وجعلها بين مؤيد ومعارض، ومن بين افتاءاته المثيرة للجدل قوله إن «الحور العين» في الجنة هن النساء الصالحات في الدنيا، اللاتي يدخلن الجنة. وفي أوج صراعه مع الرئيس البشير، شكك الترابي في اطلاق صفة الشهيد، لمن قتلوا في الحرب في جنوب السودان.
                  

05-27-2007, 04:31 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    الترابي ورفاقه في كردفان يرفعون سقف التحدي:تسويق المخزون الاستراتيجي من المعلومات لـ(ضرب) المؤتمر الوطني:
    ____________________________________

    نقلاً عن جريدة السوداني "_ حديث الترابي" :

    العدد رقم: 531 2007-05-05:


    ارسل المؤتمر الشعبي في الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد من قيادته لولاية شمال كردفان رسالة للحكومة والمؤتمر الوطني مفادها أن معركة التغيير بدأت وكشف المؤتمر الشعبي خلال الزيارة امتلاكه لترسانة من المعلومات التي يمكن باطلاقها ادخال عدد من رموز الحكومة السودانية في مشكلات سواء أكان مع المجتمع الدولي أو مع الشعب السوداني.
    اتهم الترابي طه بالمشاركة في محاولة اغتيال رئيس دولة عربية مجاورة وقال إن علي انفق من خزينة الحركة الإسلامية ما يزيد عن 1.5 مليون دولار في تدريب مجموعة من الإسلاميين والإعداد لهذه العملية.
    نفى الترابي أن يكون قد تعرف على رئيس الجمهورية عمر البشير قبل انقلاب الإنقاذ وقال أنا لم أعرفه إلا يوم الأربعاء الذي سبق انقلاب الإنقاذ بالجمعة.
    أوضح الشعبي أنه جاء إلى كردفان مصادماً بعد أن أقام عدداً من المؤتمرات القاعدية بنهر النيل والقضارف وجنوب دارفور، كشفت توق المواطنين لمن يعارض بصورة فاعلة.
    توجيه الاتهامات
    كان الهدف الواضح لكل الندوات التي اقامها الشعبي وتحدث فيها عدد من قياداته على رأسهم الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن عبدالله الترابي توجيه الاتهامات الواضحة لجهاز الأمن ولعدد من المتنفذين في المؤتمر الوطني بالمشاركة في عدد من الأحداث التي كان أهمها محاولة اغتيال الزعيم العربي الفاشلة بأثيوبيا والتي وجه فيها الاتهام صراحة لنائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ورئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبدالله قوش إلى جانب اتهام عدد من أفراد جهاز الأمن باغتيال عضوية المؤتمر الشعبي بعد المفاصلة الشهيرة والتركيز على محور الفساد كأحد الأسلحة في وجه المؤتمر الوطني، وشاركت رموز الشعبي في الندوات والليالي السياسية التي انتظمت عدداً من مدن ولاية شمال كردفان (الأبيض، بارا، النهود، أم روابة، والخوي) وفتح فيها المتحدثون عدداً من الملفات في اشارة واضحة لبدء مرحلة جديدة من الحرب بين الشعبي والنظام، وكان ابرز ما ذكره الترابي في هذه الندوة تفسيره لموقف نائب رئيس الجمهورية علي عثمان من المؤتمر الشعبي وقال (علي ربيناه في البيت وزوجناه في البيت ورقيناه سنة بعد سنة وجاء بعدها وانقلب علينا)، وأضاف أن نوح عليه السلام ربى ابنه بضع مئات من السنين ونوح نبي ثم لم يركب ابنه معه السفينة وعصاه، مؤكداً أنها اقدار الله واتهم الترابي طه بالمشاركة في محاولة اغتيال رئيس دولة عربية مجاورة وقال إن علي انفق من خزينة الحركة الإسلامية ما يزيد عن 1.5 مليون دولار في تدريب مجموعة من الإسلاميين والاعداد لهذه العملية وذهب الناس واجتهدوا لكنهم لم ينجحوا وقالوا لم نكن نعرف أنه يركب عربة مصفحة، وقد أُلقى القبض على بعض اخوانهم وقرر كبراء الأمن في السودان أنهم سيقتلونهم، وفعلاً قتلوا كل من اشترك في هذه العملية، واستمر المؤتمر الشعبي في التركيز على الملف الأمني.
    تحاشى الفتاوى دينية
    ونفى الترابي أن يكون قد تعرف على رئيس الجمهورية عمر البشير قبل انقلاب الانقاذ وقال أنا لم أعرفه إلا يوم الأربعاء الذي سبق انقلاب الانقاذ بالجمعة، مضيفاً أن نميري (كان أقرب لنا من العسكري الحالي)، واستمر الترابي في مهاجمة الحكومة التي وصفها بـ(القبلية المنكرة) واعتبر ما تم في طريق الانقاذ القاري ظلماً لأهل دارفور، وقال إن لجنة الطريق التنفيذية لم يكن يرأسها القيادي بالمؤتمر الشعبي علي الحاج ولكنه علي آخر، وطالب باكمال الطريق على نفقة الحكومة المركزية مضيفاً أن عدد سكان دارفور يبلغ اضعاف سكان الشمالية البالغين 1.5 مليون نسمة ومع ذلك اقامت الحكومة لهم طريقين في اشارة لطريق التحدي وشريان الشمال، وتحاشى الترابي في لقاءاته الجماهيرية الدخول في فتاوى دينية تثير أي جدل ولكنه اكد حديثه حول حق المرتد في أن يعتنق الدين الذي يريد مشيراً إلى عدم قتل المرتد بل مناقشته بالحسنى.
    وقال الترابي إن اجماع الأمة على تفسير النص ملزمة موضحاً أن الشورى ملزمة وقال إن الديمقراطية مبنية على العقد الاجتماعي.
    واصفاً الوضع الذي يعيشه السودانيون بأنهم أصبحوا مثل الأطفال الذين يستدعيهم حكام العالم من حولهم للمصالحة فيما بينهم وأضاف أن الوظائف العامة تعطى للقرابة والكبير يبني عشرات العمارات لأهله جهاراً نهاراً، وكشف الترابي أن عدداً من الإسلاميين جاءوا من الخارج ودفعوا عشرات الملايين من الدولارات لدعم المشروع الإسلامي في السودان ولكن كان جزاؤهم أن يبلغ عنهم وتصادر أموالهم.
    ممارسات الحكومة
    وذكر الترابي أن النذر والمخاطر تجمعت بأن يتمزق السودان كما تمزقت يوغسلافيا سابقاً مرجعاً السبب إلى عدم العدالة، وحتى القضاة أصبحوا لا صلة لهم والأمر يأتيهم من اولي الامر فلا يستطيعون إلا تنفيذه، وقال الترابي إن السودان قد ذل بسبب ممارسات الحكومة وأضاف أن المعاملة التي لقيها اسوأ من المعاملة التي لقيها عندما كان الشيوعيون يحكمون.
    وطرح الترابي ايجاد معادلة جديدة مرضية لقيام الثورات في السودان مؤكداً أن الأحزاب أخذت عظة كاملة من حكم الانقاذ، وكشف أن الأمر هذه المرة يختلف عن أكتوبر وقال (المرة دي دايرة ليها ناس عندهم رشد حتى لا ينتقص السودان من اطرافه).
    التحدي واثبات الذات
    وأوضح الشعبي أنه جاء إلى كردفان مصادماً بعد أن أقام عدداً من المؤتمرات القاعدية بنهر النيل والقضارف وجنوب دارفور، كشفت توق المواطنين لمن يعارض بصورة فاعلة، فبعد أن بحث في القضارف عن مؤيدين، وفي نهر النيل عن أرضية للاستقطاب وفي جنوب دارفور عن التحدي واثبات الذات جاء الحزب بثقله إلى كردفان بنية مصادمة النظام لذلك ركز المتحدثون من قيادة المؤتمر الشعبي على الهجوم على النظام متخذين الملف الأمني ومشكلة دارفور اضافة لتردي الأوضاع والفساد العام إضافة إلى محاولة احياء المشروع الحضاري بفضح من تآمر على قتله على حد قول مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي والذي كشف أن تعيينه في السابق كوالٍ لولاية شمال كردفان كان بغرض التفريق بينه والترابي بغرض الانفراد بالأخير وازالته من موقع القرار وهاجم السنوسي قيادات الأمن ووعد باستمرار المعركة معهم وأضاف نحن لا نحتاج لحراستهم مؤكداً أن أحد اسباب اختلاف الشعبي مع المؤتمر الوطني والتي وصفها بـ(الهمباتة) هو المحور الأمني والذي كانوا يضيقون به على المواطن وأضاف أن الأحزاب السودانية وصلت إلى قناعة ألا يحكمها عسكري مرة أخرى وكل من يقود انقلاباً فستنقلب عليه جميع الأحزاب، وقال السنوسي إن النظام الحاكم أصابه الغرور الشديد والذي سيؤدي إلى تحطيمه واتخذ من قضية المطلوبين بلاهاي برهاناً فقال: لاهاي جات كان سلموا المطلوبين خازوق ولو ما سلموهم برضو خازوق ولو حاكموهم برضو خازوق.
    فساد في دواوين الحكومة
    وانتقد السنوسي تعيين ولاة لا علاقة لهم بالولايات التي يحكمونها، وكشف القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر أن عدداً من كوادر الشعبي والذين اتهموا بالمحاولة الانقلابية الثانية (شمس الدين إدريس وأبوالريش وآخرين) تم اغتيالهم بواسطة جهاز الأمن مؤكداً أن الشعبي قام بمحاولة لتحريك إجراءات جنائية ضد قادة جهاز الأمن وقام باخطار نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة لكن البلاغ تم حفظه وأضاف أن الشعبي يتحدث عن أزمة في الأخلاق والقيم والأمانة والوفاء بالعهد، وهو ما دعا الآخرين للاختلاف معهم مضيفاً أن السبب في الفساد هو وضع القوانين الذي وصفه بـ(السئ) مضيفاً أن تعطل عمل نيابة الثراء الحرام هو ما دفع بالفساد في دواوين الحكومة ليبلغ هذا الحد الكبير.

    شمال كردفان: محمد علي يوسف
                  

05-27-2007, 07:33 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    هيئة شرعية ترد على "أباطيل" الترابي بعد اتهامه بالزندقة:
    __________________________________________________________

    مقدم بواسطة احمد كمال:
    2006-04-13
    [email protected]:
    __________________________________

    اتهم علماء سودانيون الزعيم الإسلامي الدكتور حسن الترابي بـ"الزندقة والردة والخروج عن الملة" بعد إصداره فتاوى مثيرة للجدل، والتي جاءت أثناء محاضرة للترابي الأسبوع الماضي في الخرطوم حضرها لفيف من السياسيين.
    وطالب العلماء بعقد جلسة لاستتابة الدكتور الترابي لاعادته للإسلام وتبرؤه من فتواه بجواز إمامة المرأة وزواج المسلمة من غير المسلم نصرانيا أو يهوديا وإنكاره وجود نصوص من القرآن والسنة تمنع ذلك.
    أصدرت "الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة" في السودان كتيبا أوضحت فيه موقفها الشرعي من الفتاوى المثيرة للجدل التي أصدرها الزعيم الإسلامي الدكتور حسن الترابي، وفيما يلي النص الكامل للكتيب:
    الحمد لله مؤيد الحق وناصره، وداحض الباطل وكاسره، ومعز الطائع وجابره، ومذل الباغي وداثره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل في أعظم ما أنزله من صحفه ورسائلِه وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعام : 55] ونصلي ونسلم على سيدنا محمد، عبده ورسوله، خير داعِ لله وسائله، المعصوم القائل فيما صح من أنبائه وزواجره: ((يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم)) رواه مسلم (7). أما بعد:
    فقد ثارت حمية الغيرة على حياض دين الله العظيم، لدى عامة المسلمين وخاصتهم من أهل العلم والدعوة إلى الإسلام، لما بلغهم عن الترابي، من قوله في مقابلة أجرتها معه صحيفة الرأي العام السودانية (العدد 3062) بتاريخ: 11/ 3/2006م ) حيث صرح قائلا: "الخمر لا تصبح أمر قانون إلا إذا تحولت لعدوان"، ولما بلغ عنه قبل هذا ببضعة أشهر -في محاضرة ببورتسودان؛ التي نشرتها صحيفة ألوان (بتاريخ 29/12/2005م)- من إنكاره نزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان، ووصفه شروط الإمامة التي أجمعت عليها الأمة بأنها "شروط منحطة" و"سخيفة"!!، وقوله بجواز إمامة المرأة الرجال في الصلاة!! وزاد على ذلك في ندوة له بدار حزب الأمة (صحيفة الحياة والناس، بتاريخ 9/4/2006) وقال: "إنه للرجال والنساء الصلاة معا ولكن دون إلصاق"! ثم أكد ما يقوله من قبل "بأن المسلمة يجوز لها الزواج من كتابي" (في مقابلة قناة العربية بتاريخ 11/4/2006م). إلى غير ذلك من الأباطيل والهرطقيات، والرجل له شهوة جامحة بالوقيعة في أصول دين الله رب العالمين، الذي به يعتز المؤمنون، وعن بيضته ينافحون، وليست هذه أول بوائق الرجل ومصائبه، بل هنالك ما هو أنكى وأشد، أعلنها من قبل في عقوده الماضية، ثم عاد يجترها من جديد في عجافه الحاضرة، مثيرا بها نقعاً وعجاجاً أشبه باضطراب الموتور أو المذبوح، مع ما في إثارة تلك الزوبعة من صرف الأنظار عن قضية القضايا وأصل الأصول التي يحاول أعداؤنا العبث بها، ألا وهي طمس هويتنا الإسلامية بتكريس صنم العلمانية.
    ولما كان الواجب على أهل العلم والدعوة إلى دين الله القيام ببيان الحق، ونصح الخلق والأخذ على كل ((ساع إلى فتنة)) لكي لا يتسع الخرق، ويعسر على المصلحين الرتق. وتلك مهمة العلماء من أهل الإسلام في كل عصر ومصر، تبصرة وتجلية لأنوار الهدى، وقياما بالمحجة بين الورى، كما قال المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين )) رواه البيهقي في السنن الكبرى 10/209.
    ومن الجدير ذكره أننا ما نذكر قولاً من أقواله إلا ولدينا المصدر الذي اعتمدنا عليه، مما هو في شريط بصوته منطوق، أو صحيفة وكتاب ثابت عنه مقروء:


    أولاً: استباحته الارتداد عن الإسلام، وإنكاره إقامة الحد على المرتد:
    ____________________________________________________________

    يرى الترابي أن من حق أي مواطن في دولة الإسلام تغيير دينه إذا اقتنع بغيره، يقول في مقابلة له مع جريدة المحرر اللبنانية (العدد: 263، آب 1994): "حتى إذا ارتد المسلم تماماً وخرج من الإسلام ويريد أن يبقى حيث هو، فليبق حيث هو. لا إكراه في الدين.. لا إكراه في الدين.. وأنا لا أقول إنه ارتد أو لم يرتد فله حريته في أن يقول ما يشاء، شريطة ألا يفسد ما هو مشترك بيننا من نظام". ويقول أيضاً:
    "وأود أن أقول: إنه في إطار الدولة الواحدة والعهد الواحد يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحي أن يبدل دينه.. أما الردة الفكرية البحتة التي لا تستصحب ثورة على الجماعة ولا انضماماً إلى الصف الذي يقاتل الجماعة كما كان يحدث عندما ورد الحديث المشهور عن الرسول r، فليس بذلك بأس يذكر، ولقد كان الناس يؤمنون ويكفرون، ثم يؤمنون ويكفرون، ولم يطبق عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم حد الردة"، ولهذا لما سئل الترابي عن فتوى ردة (سلمان رشدي) صاحب كتاب (آيات شيطانية) قال الترابيهذه الفتوى لا تمثل أكثر من رأي فقهي) صحيفة الأنباء بتاريخ 24/1/1998م . ويقول منكرا حد الردة، بإفك وكذب: ((أولا: لم يأمر النبي مطلقا بقتل أي شخص ارتد عن الإسلام، ثانيا: هناك حديث واحد فقط يخرج عن بقية السياق يقول: (من بدل دينه فاقتلوه).)) صحيفة الأنباء بتاريخ24/1/1998م.
    ويسأل بعدها في ذات الصحيفة: إذا قامت دولة إسلامية أو جماعة من المسلمين بقتل مرتد، هل هذا حلال ومباح في نظر الإسلام؟ فأجاب: "هذا ليس عدلا"! بل شنع أكثر من هذا فقال: "هذا السلوك يعود بنا إلى أوروبا في القرون الوسطى"! وفي إشارة منه إلى عدم احترامه للمصادر الشرعية يقول: ".. وهذه لا تحتاج إلى الرجوع إلى قول فلان ورد فلان على فلان. حرية العقيدة أصل من أصول القرآن، لكن أكثر المسلمين انقطعوا عن أصولهم تماماً، وبدؤوا يأخذون عمن أخذ عمن أخذ عمن أخذ من الأصول!! وهذه واحدة من ظواهر التخلف عن دواعي الدين ".
    إن الترابي بأقواله في الردة عن الإسلام قد ارتكب جرمين:
    أحدهما: إباحته الردة عن الإسلام، وهذا صريح في قوله "وأنا لا أقول إنه ارتد أو لم يرتد فله حريته" وقوله: "يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحي أن يبدل دينه" وهذا فيه استباحة لما ثبتت في القرآن حرمته، قال تعالى: (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) لبقرة:217[يقول ابن قدامة رحمه الله: "ومن اعتقد حِلَّ شيءٍ أُجمع على تحريمه وظهر حكمه بين المسلمين، وزالت الشبهة فيه للنصوص الواردة فيه، كلحم الخنـزير والزنا وأشباه هذا مما لا خلاف فيه، كفر".
    وجرمه الثاني: إنكاره لحد الردة في الإسلام ووصفه ذلك بالظلم وعدم العدل، مع أن الأدلة على قتل وقتال المرتد كثيرة:
    منها آية البقرة آنفة الذكر وقد استدل بها الشافعي وغيره، ومنها ما رواه الجماعة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة"، وما رواه أحمد والنسائي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا من ثلاثة: إلا من زنا بعد ما أحصن، أو كفر بعد ما أسلم، أو قتل نفساً فقتل بها" وروى مسلم معناه.
    وبعد كل هذه النصوص يدعي الترابي أن الردة ليس فيها إلا حديث واحد، وهذا غاية في الكذب والافتراء والغش للأمة، ولكن ما ظنك بامرئ الصدقُ محمودٌ إلا منه. يقول ابن قدامة رحمه الله: "وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتدين، وروي ذلك عن أبي بكر وعثمان وعلي ومعاذ وأبي موسى وابن عباس وخالد رضي الله عنهم، وغيرهم، ولم يُنْكَرْ ذلك، فكافر إجماعاً" هذا ولا يصح احتجاجه بالآية الكريمة: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) [البقرة: 256]. على عدم قتل المرتد، لأن الآية تتحدث عن موقف المسلمين من الكافر الأصلي، والمرتد مسلم فارق الجماعة، ومما يبين ذلك: سبب نزول هذه الآية: وهو أنه لما أجلي بنو النضير -وكان فيهم من تهود من أبناء الأنصار- قالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله "لا إكراه في الدين" رواه أبو داود والنسائي.
    ومعنى الآية: أي لا تكرهوا أحدا على الدخول في الإسلام، فإنه بيّن واضح، جلية دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه.(ابن كثير في تفسيره).
    أما قتل المرتد عن دينه المفارق للجماعة المسلمة، فهذا حكم الله ورسوله. قال صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه". (رواه البخاري). وأما الزعم بأننا لو أخذنا بظاهر هذا الحديث: "من بدَّل دينه فاقتلوه"، لقتلنا من بدَّل دين النصرانية بالإسلام، فنقول: النصرانية، واليهودية، والشيوعية ليست أدياناً، وإنما الدين عند الله هو الإسلام، فما حجته تلك إلا تلبيس وتدليس.

    ثانياً: قوله: بأن اليهود والنصارى مؤمنون، وبأنهم ليسوا بكفار:
    ______________________________________________________________

    قال الترابي: "إن قيام جبهة المؤمنين هو مطلب الساعة، وينبغي ألا تحول دونه المخاوف والتوجسات التاريخية، فنحن نعلم جميعاً أن الكثير من الحروبات التي شنت باسم الدين والاضطهاد الذي وقع باسم الدين كان الدين منه براء، لأن الأديان السماوية لا تدعو لنشر رسالتها -رسالة الفضيلة والسلام - بحد السيف أو بالقنابل والمدافع، ونحن نقرأ تاريخ الحروب الصليبية التي شنت على الشرق فنراها حملات استعمارية، استخدم فيها بعض ملوك أوروبا شعار الصليب واسم المسيحية ليحققوا توسعاً استعمارياً تتعبأ فيها جماهيرهم المؤمنة، ويمدهم بالموارد وبكنوز الشرق التي كانوا يسمعون بـها، وكذلك جاءت الموجة المتأخرة من الاستعمار واستخدمت اسم الدين ودعاوى التبشير لتبسط نفوذها على الأرض والناس تتخذهم سلعة لتجارة الرقيق وسخرياً لتحقيق مآربـها الدنيوية المفارقة لهدي الأديان جميعاً، ولقد جاءت الموجة الاستعمارية بعرقيتها وعنصريتها مخالفة لهدي الإخاء المسيحي الذي لا يرى فرقاً بين أبيض وأسود إلا بالتقوى".
    وقال: "وهذه هي دعوتنا اليوم: أن تقوم جبهة أهل الكتاب، والكتاب عندنا يطلق في القرآن يقصد به كل كتاب جاء من عند الله".
    إذن: يدعو الترابي إلى قيام جبهة أهل الإيمان (المسلمون، والنصارى، واليهود) على أساس الملة الإبراهيمية، وكان منذ القديم يطرح هذه الأفكار في منتدياته، يقول في مقابلة له مع مجلة المجتمع (العدد: 736 تاريخ 8/10/1985):
    "إن الوحدة الوطنية تشكل واحدة من أكبر همومنا، وإننا في الجبهة الإسلامية نتوصل إليها بالإسلام على أصول الملة الإبراهيمية التي تجمعنا مع المسيحيين بتراث التاريخ المشترك وبرصيد تاريخي من المعتقدات والأخلاق، إننا لا نريد الدين عصبية عداء، ولكن وشيجة إخاء في الله الواحد".وفي مقابلة له مع المحرر اللبنانية (العدد 263، آب 1994) يقول: "إنني لأعتقد أن النصراني أقرب إلي ممن ينافقني ويدعي الإسلام، ابتغاء مكسب)) وصرح في محاضرة بعنوان "الدولة بين النظرية والتطبيق": (النصارى ما كفار يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، والمسلم يمكن أن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض).
    إن كل مسلم له حظ من العلوم الشرعية يعلم أن الترابي فيما يدعيه ويدعو إليه يُكذِّبُ قوله تعالى: ]لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح بن مريم[ (المائدة:17). وقوله:]لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة[ (المائدة:73)، وقوله: ]وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه[(المائدة:18)، وقوله: ]وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله، ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، قاتلهم الله أنى يؤفكون، اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحَ ابن مريم، وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون[(التوبة:30 –31). أما تغني كل هذه النذر والأحكام التي تجلت؟ وليست الإبـل بـأغلظ أكباداً ممن له قلب لا يبالي بالآيات كثرت أو قلت.
    ولقد أجمع علماء الملة على كفر اليهود والنصارى، وكفر من لم يكفرهم أو شك في كفرهم ولذلك قال القاضي عياض في الشفا (2/286): "ولهذا نُكفّر من لا يُكفّر من دان بغير ملّة المسلمين من الملل أو وقف فيهم أو شك أو صحّح مذهبهم، وإن أظهر بعد ذلك الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك" أهـ. قال القاضي أبو بكر: "لأن التوقيف والإجماع اتفقا على كفرهم فمن توقف في ذلك فقد كذّب النص والتوقيف أو شك فيه، والتكذيب أو الشك فيه، لا يقع إلا من كافر"، ويسمع في هذه وتلك ردود العلماء فما تزيده إلا إصراراً على بدعته ودأباً في الدعوة إليها.

    ثالثاً: إنكار الترابي نزول المسيح عليه السلام:
    ___________________________________________

    ليست محاضرة بورتسودان وحدها هي التي أنكر فيها هذا الشرط من أشراط الساعة فقد جاء في كتابه "قضايا التجديد.. نحو منهج أصولي" ما يلي:
    "وفي بعض التقاليد الدينية تصور عقدي بأن خط التاريخ الديني بعد عهد التأسيس الأول ينحدر بأمر الدين انحطاطاً مطرداً لا يرسم نمطاً روحياً. وفي ظل هذا الاعتقاد تتركز آمال الإصلاح أو التجديد نحو حدث أو عهد واحد بعينه مرجو في المستقبل يرد أمر الدين إلى حالته المثلى من جديد. وهذه عقيدة نشأت عند اليهود واعترت النصارى، وقوامها انتظار المسيح يأتي أو يعود عندما يبلغ الانحطاط ذروته بعهد الدجال قبل أن ينقلب الحال صاعداً بذلك الظهور، ولعلها تحريف للبشريات التي جاءت في الوحي القديم بمبعث عيسى ثم بمبعث محمد عليهما السلام.
    وقد انتقلت هذه العقيدة بأثر من دفع الإسرائيليات إلى المسلمين. وما يزال جمهور من عامة المسلمين يعولون عليها في تجديد دينهم".
    أيها المسلمون..
    إن عقيدة نزول المسيح عليه السلام آخر الزمان ثابتة في القرآن الكريم، وفي الأحاديث الصحيحة، ومنها صحيحا البخاري ومسلم، وعدّها كثير من أئمة الحديث من الأحاديث المتواترة، فابن حجر العسقلاني تتبع طرقها واحداً واحداً وأثبت أنها متواترة، وذكر الشوكاني في توضيحه تسعة وعشرين حديثاً ما بين صحيح وحسن وضعيف منجبر، منها ما هو مذكور في أحاديث الدجال، ومنها ما هو مذكور في أحاديث المهدي المنتظر، وتنضم إلى ذلك أيضاً الآثار الواردة عن الصحابة فلها حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد في ذلك. ونقل النووي عن القاضي عياض قوله: "ونزول عيسى وقتله الدجال حق وصحيح عند أهل السنة للأحاديث الصحيحة في ذلك، وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله فوجب إثباته".
    فهذه التي يسميها الترابي ((تقاليد)) والتي يسميها ((إسرائيليات)) أحاديث نبوية صحيحة. والقائلون بها من أئمة المسلمين إنما هم متبعون للقرآن والسنة المتواترة، فمن يا ترى هو الكذاب الأشر؟!
    صحَّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم، حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبل أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها"، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: واقرؤوا إن شئتم: "وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا".
    وأما قول الله عز وجل: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) (سورة آل عمران:40). فالوفاة هنا بمعنى النوم، فالقرآن يوضح بعضه بعضاً، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْل) (الأنعام : 60). وقوله عز وجل: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)[ الزمر :42]. إذن النوم يسمى وفاة وقد دلت الأدلة على عدم موته عليه السلام فوجب حمل الآية على وفاة النوم جمعا بين الأدلة. قال الشيخ بن باز رحمه الله: "من قال إنه ليس هناك مسيح ينزل من السماء فقد أعظم على الله الفرية، بل هو مكذب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ومن كذب الله ورسوله فقد كفر، والواجب أن يستتاب من قال مثل هذه الأقوال، وأن توضح له الأدلة من الكتاب والسنة، فإن تاب ورجع إلى الحق وإلا قتل كافرا".

    رابعاً: الاتحاد والفناء في ذات الله بالفن:
    ______________________________________

    يعتبر الترابي الفن بكل أشكاله -رقصا وغناء وموسيقى- قسماً من أقسام التوحيد والعقيدة الإسلامية يقول:
    "منها أن فقه العقيدة الموروث الذي نشأنا عليه لا يجعل الفن شعبة من شعاب إيماننا وتوحيدنا ولا يهيئنا لأن نتذكر الله بالجمال وصنعه ولا نعبده من خلاله". كتابه: (قيمة الدين.. رسالية الفن). الناشر: اتحاد طلاب جامعة القاهرة بالخرطوم.
    وعن الرقص يقول:
    "الرقص كذلك تعبير جميل يصور معنى خاصاً بما تنطوي عليه النفس البشرية.." إلى أن قال: "ولا ننكر أن في الغرب رقصاً يعبر عن معانٍ أخرى كريمة" جريدة الصحافة: 15/11/79 والبيان الثاني للإخوان المسلمين: 23/9/1980.
    ويقول أيضاً: "فبالتوحيد يتخذ الإنسان الفن وسيلة إلى الله يأخذه بذات خصائصه دون كبت أو تعطيل ويسخره للعبادة، بل يرقى بطبيعته تلك ليرقى به قدر العبادة.. فلا بد إذن من اتخاذ الفن مادة لعبادة الله". سبحانك ربي !
    ما علاقة الفن والرقص بالعقيدة؟ أوَ يقول ذلك عاقل؟‍! أي نوع من البشر هذا المفتون المتهوك؟

    خامساً: تطاوله على الأنبياء صلى الله عليهم وسلم:
    يقول عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في محاضرة مسجلة بصوته: "ده شخص راق لكن ما تقولوا: معصوم ما يعمل حاجة غلط". بل وقال عنه: "ويقول أخبار تطلع غلط".
    وعن إبراهيم عليه السلام قال:
    "كان شاكاً في ربه عابداً للكواكب قبل البعثة".
    وفي موضع آخر زعم بأن الله سبحانه وتعالى لم يعصم رسولنا صلى الله عليه وسلم إلا من الناس مستدلاً بقوله تعالى: ((والله يعصمك من الناس)) [المائدة: 67].
    ويقول أيضاً: "هسع كلمة العصمة دي، الصحابة كانوا بيعرفوها، هسع لو جابوا الصحابة كلهم قعدوهم بيعرفوا عصمة النبي؟ وما عصمة النبي؟ يقولوا لهم النبي كذاب. يقولوا: كلا حاشا ما نبي كذاب، لكن ما بيعرفوا كلمة العصمة، دي كلمة عملوها المتكلمين".
    إن عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فى عقيدتنا أصل من أصول الإيمان والإسلام، وهى عقيدة لا تنفك عن شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. والطعن في عصمة البلاغ طعن في هذه الشهادة، وهى أيضاً دليلنا على حجية الوحي الإلهي، ومن هنا تناول علماء الأصول العصمة في مباحث القرآن الكريم والسنة الشريفة، لتوقف حجيتهما على عصمة رسول الله e وذلك يستلزم أن كل خبر بلاغي عن رسول الله e صادق مطابق لما عند الله إجماعاً، فيجب التمسك به0 يدل على ذلك قوله تعالى: }وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى{( النجم 3،4) فكلمة "ينطق" في لسان العرب تشمل كل ما يخرج من الشفتين قولاً أو لفظاً أي ما يخرج نطقه صلى الله عليه وسلم عن رأيه، إنما هو بوحي من الله عز وجل (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 17/84).
    وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل" أخرجه مسلم (2361)، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتيه من قبل قرينه الجني ما ينتاب غيره من الوسوسة لأن قرينه أسلم فلا يأمر إلا بخير كما في الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة، قالوا : وإياك يا رسول الله؟ قال: "وإياي. إلا أن الله أعانني عليه فأسلم. فلا يأمرني إلا بخير" أخرجه مسلم (2814)0 وقد حكى القاضي عياض اتفاق السلف وإجماعهم على أنه لا يصدر عنه صلى الله عليه وسلم خبر بخلاف إخباره عنه، قال ابن تيمية: "الْأَنْبِيَاءَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ مَعْصُومُونَ فِيمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَفِي تَبْلِيغِ رِسَالَاتِهِ بِاتِّفَاقِ الْأُمَّةِ وَلِهَذَا وَجَبَ الْإِيمَانُ بِكُلِّ مَا أُوتُوهُ"، "وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة فإن النبي هو المنبئ عن الله و الرسول هو الذي أرسله الله تعالى وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا، والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين"، (فتاوى ابن تيمية ج10/ص290). ومع هذا كله فإن الترابي لايزال مردداً في منتدياته بإصرار أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بمعصوم بل هو معتصم!.

    سادساً: تكذيبه بما هو معلوم ثبوته من القرآن بالضرورة:
    ______________________________________________________________

    1) إقرار الترابي بأن الإنسان أصله قرد وأن نظرية (داروين) لا تعارض القرآن:

    حيث سئل في حوار أجرته معه صحيفة الأنباء بتاريخ 24/1/1998م: هل تقرون الادعاء بأن الإنسان ينحدر من سلالة القردة؟! فأجاب الترابي بالنص: (لا أرى في ذلك تناقضا مع النص القرآني، كما في الإنجيل يقول الإسلام إن الله خلق الإنسان من طين، غير أن النباتات والحيوانات والإنسان تتركب من نفس العناصر)، إلى أن قال: (يجب الأخذ في الاعتبار هذه النظرية الأساسية ثم توسيعها). وهذه زندقة مكشوفة، ومعارضة للقرآن مفضوحة، فبئس المنتجع، ولبئست الهواية، ويا ويحه يوم تبلى السرائر يوم القيامة.
    يقول الله تعالى عن الإنسان وأطوار خلقه: } وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ { [ المؤمنون 12-16] وبين الله تعالى أنه خلق الإنسان في أحسن صورة قائما معتدلا كما قال تعالى: }الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ{ [الإنفطار 7-8]. وقال: }لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ{ [التين:4].إن كل ذي لب وعينين، ممن هداه الله النجدين؛ يعلم علم اليقين أن نظرية (دارون) التي روج لها اليهود (إخوان القردة)؛ تناقض ما أخبر الله به في خلق الإنسان جملة وتفصيلاً، فيا لله من هذا البهتان.
    لقد تلقف الترابي عن الملاحدة الغربيين الذين رضع من لبانهم فأعجب بهم حتى الثمالة في نظرياتهم وزبالات أذهانهم، بل ورقصهم! ما ذهبوا إليه في فكرة التطور المطلق، بما في ذلك قولهم بتطوير الأديان، مسميا إفكه ذلك في تطوير الدين الإسلامي وأصولهالتجديد).
    وإنما يريد بالتجديد حده الأعلى كما يدعي وهو التطوير، وليس التجديد بمفهومه الشرعي وهو: إحياء ما اندثر من شرع الله وهداه عن طريق إحياء السنن وإماتة البدع. وإليكم المزيد من البرهان على ذلك من كلام الترابي في الفقرة التالية.
    2- قوله بتطوير الدين والشريعة حتى في نصها:
    يقول الترابي: (وليست صورة التدين ولا مشكلاته التي عاشها الرعيل الأول هي صورة الإسلام الوحيدة)، ويقول أيضا: (ليس في تصريف الشرع ما ينكر، فالخطاب الشرعي لم يكن خطاب عين إلا لمن عناهم ذاتا فلا يلي خلفهم بنصه ولفظه المباشر)، كما يقول في موضع آخر من نفس الكتاب (بل جاءت شريعته -وهي دليل التدين الإسلامي- تحمل قابلية التجديد في طبيعتها ونصها، وأوصى رسولها علماء الأمة أن يكونوا لها كما كان بنو إسرائيل للشريعة الموسوية). ويقول أيضاولم تعد بعض صور الأحكام التي كانت تمثل الدين منذ ألف عام تحقق مقتضى الدين اليوم ولا توافي المقاصد التي يتوخاها، لأن الإمكانات قد تبدلت وأسباب الحياة قد تطورت". نقلا عن كتاب قضايا التجديد للترابي.
    سبحان الله! }أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{ [النور : 50]. إن قول الترابي هذا يعني عدم صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، وأنها نزلت في وقت معين، بل ولأشخاص معينين كما صرح بذلك قائلا: " فالخطاب الشرعي لم يكن خطاب عين إلا لمن عناهم ذاتاً فلا يلي خلفهم بنصه ولفظه المباشر"، والمعنى أن الشريعة لابد أن تتطور لتوافق النمط الاجتماعي الجديد، ولو كان في هذا تجاوز لأحكام الله المنزلة المحكمة، وهذه هي ذات الدعوة التي صرخ بها المنافقون المنحرفون كمحمد أحمد خلف الله وعلي عبد الرازق، ولكن قالها أولئك بوضوح وجلاء، بينما الترابي دبجها بمواربة والتواء، على طريقة ما حكاه القرآن عن المنافقين؛ في سورة النساء:
    } فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً { [النساء : 62 ]، ويم الله إن المقاصد والمصلحة والإحسان كله إنما هو في شريعة الله وهداه الذي أنزله الله تعالى وارتضاه، وخير ما نقذف به باطلهم فيدمغه قول الله تعالى: }ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ{ [الجاثية : 18]. ومن شك فيما فهمناه من كلام الترابي فليتأمل هذه المقابلة التي أجرتها مجلة "دير شبيغل" الألمانية مع د. الترابي في (17/4/1995):
    السؤال: ".. لكن لا يوجد تفسير موحد للشريعة، هل يجب قطع يدي ورجلي السارق؟ وهل جزاء المرتدين عن الدين القتل؟". فقال: "هذه الحدود لا تقام اليوم في السودان، لأن تفسيرنا للشريعة متطور أكثر مما هو عليه الحال في البلاد الإسلامية الأخرى، لا يوجد أحد قط في مؤتمرنا الشعبي الإسلامي يحرم المرأة من حق توليها مناصب عامة في الدولة، أو ينكر لها الحق في تولي منصب رئاسة الدولة أو رئاسة الوزراء". وفي مقابلته له مع جريدة القدس يقلل من شأن إقامة الحدود. ويهاجم العلماء لأنـهم لا يحملون إلا التراث محفوظاً في أذهانـهم، ويعتقد أن بعض الأحكام مثل "الربا" تحتاج إلى اجتهاد جديد، كما اجتهد من قبل في الردة فألغاها جريمة وعقوبة.
    يقول علماؤنا: "من المسائل المجمع عليها قولاً واعتقاداً أن إباحة المجمع على تحريمه: كالزنا، والسكر، واستباحة الحدود، وشرع ما لم يأذن به الله، كفر وردة". (تفسير المنار: 6/367).
    وبعد هذا فلا غرو من دعوى الترابي أن في الإسلام جوانب كثيرة علمانية، كما صرح بذلك في جريدة الراية القطرية (19/10/1986) قائلاً:
    "إن للإسلام جوانب علمانية كثيرة.. وإن العلمانية لا دينية سياسية.. ليس لأنـها ضد الدين، ولكنها ليست من الدين في شيء.. كما أنـها لا تريد أن تلغي دور الدين أو تـهمله في الحياة عامة.. فلا شأن لها بذلك.. ولكنها نظرية أو مذهب أو عقيدة سياسية يحسن أن نسميها اللادينية السياسية".
    3- زعم الترابي أن حواء أول الخلق وليس آدم عليه السلام:
    وذلك في محاضرة بعنوان (المرأة والبندقية): وهذا قول شاذ لم يقل به أحد. قال الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَآءً) (سورة النساء/1) وقوله: (واحدة) على تأنيث لفظ النفس. ولفظ النفس يؤنث وإن عني به مذكر. ويجوز في الكلام من نفس واحد وهذا على مراعاة المعنى، إذ المراد بالنفس آدم قاله مجاهد وقتادة . وهي قراءة ابن أبي عبلة واحد بغير هاء. وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) (سورة الأعراف/189)، وقد خلق الله تعالى أمنا حواء من ضلع آدم الأيسر الأقصر كما جاء في الحديث الذي رواه الشيخان: "ولأمّ مكانه لحمًا"، قيل لذلكَ سميت حواء بهذا الاسم لأنها خلقت من شيء حيّ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإنَّ أعوجَ شيء في الضّلع أعلاه، فإن ذَهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" الحديث. ويعني بزوجها في الآيتين: حواء، والزوج في لغة العرب:امرأة الرجل، ويقال: زوجة، قاله ابن عطية في تفسيره.
    4- إنكاره أن يكون في الجنة حور عين:
    وكان ذلك في محاضرة له في جامعة القرآن، وفي ذلك ردٌ لقوله عز وجل: "حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ"، مدعيا أن نساء الدنيا هن نساء أهل الجنة.
    5- دعواه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يفسر القرآن لهذا اليوم:
    _______________________________________________________________

    ألقى الترابي محاضرة بجامعة الخرطوم (في: 30/4/1995)، وقد احتوت على أهم آرائه في علم التفسير والمفسرين، وكان مما قاله: إن كتب التفسير عبارة عن حكايات وقصص وآراء شخصية لمؤلفيها، وسخر من بعض ما ورد فيها وخاصة في تفسير القرطبي، وأضاف بكل استهتار:
    "الرسول بشر مثلنا يوحى إليه ماحَيْفَسر القرآن لهذا اليوم، لأنه لا يعرف هذا اليوم". ومعنى ذلك أن ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم غير مواكب لعصرنا هذا، لأنه لا يعرف يومنا، مع أن الله تعالى قد جعل نبيه صلى الله عليه وسلم مبينا لمراد الله من كلامه قال الله تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل :44].

    سابعا: طعونه في السنة النبوية:
    _________________________________

    بعد إنكار الترابي عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في البلاغ، ذهب يتطاول على أعلام الإسلام من الصحابة نقلة السنة، فاتهمهم باتباع الهوى، يقول في هذا الشأن: "إذا رأينا نأخذ كل الصحابة أو لا نأخذ، قد نجيء بعمل تنقيح جديد. نقول الصحابي إذا روى حديثاً عنده فيه مصلحة نتحفظ فيه، نعمل روايته درجة ضعيفة جداً. وإذا روى حديثاً ما عنده فيه مصلحة نأخذ حديثه بقوة أكثر ويمكن تصنيف الصحابة مستويات معينة في صدق الرواية".
    وقال في موطن آخر من المحاضرة نفسها مشككاً في عدالة الصحابة وفي صحيح البخاري: "لازم لمن تجي تقوم تمتحن ضوابطه [أي البخاري] لمن تجي وأنت مؤتمن البخاري.. المسلمين.. آه.. آه.. آه خلاص ما في شيء.. من وثقه فهو كذا.. ومن جرحه فهو مجروح.. ومن عدله فهو عدل.. كل الصحابة عدول ليه؟ ما شرط يشترط ذلك في كثير أو قليل. يمكن لنا اليوم عندنا وسائل كثيرة جداً، البخاري ما كان يعرفها"!!.
    قال ابن حجر -رحمه الله- في الإصابة في تمييز الصحابة (ج1 ص162) ما نصه: "(اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول (يعني الصحابة رضي الله عنهم)، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة، وقد ذكر الخطيب في الكفاية فصلاً نفيساً في ذلك، فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم، فمن ذلك قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" [آل عمران: 110]، وقوله: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" [البقرة: 143]، وقوله: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم" [الفتح: 18]، وقوله: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه" [التوبة: 100]. إلى أن قال: (في آيات كثيرة يطول ذكرها وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله لـه إلى تعديل أحد من الخلق، على أنه لو لم يرد من الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- فيهم شيء مما ذكرنا لأوجبت الحال التي كانوا عليها -من الهجرة والجهاد، ونصرة الإسلام، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأبناء، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين- القطع على تعديلهم، والاعتقاد بنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم، والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم، هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتمد قوله".
    ثم روى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة..).
    ولما كان الترابي لا يرى عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في البلاغ، ويطعن في الصحابة، ويتهمهم بعدم العدالة فإنه عمد إلى جملة من الأحاديث الصحيحة فردها بمحض الهوى منها:

    1- حديث الذبابة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينتزعه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء". ورد من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك.
    تعرض الترابي لهذا الحديث في محاضرة له بجامعة الخرطوم بتاريخ 12/8/1982، فكان مما قاله: "في الأمور العلمية يمكن أن آخذ برأي الكافر، وأترك رأي النبي، ولا أجد في ذلك حرجاً البتة، ولا أسأل فيه أيضاً عالم الدين".

    2- ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ» رواه البخاري. فهذا الحديث الصحيح يدل على معنى ما رواه أبو داود في سننه من قوله صلى الله عليه وسلم: «وَالْغَزْوُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ، لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ»، أنكر الترابي حكم مضي الجهاد فقال: "القتال حكم ماض، هذا قول تجاوزه الفكر الإسلامي الحديث، في الواقع الحديث، ولا أقول إن الحكم قد تغير، ولكن أقول إن الواقع قد تغير، هذا الحكم عندما ساد كان في واقع معين، وكان العالم كله قائماً على علاقة العدوان، لا يعرف المسالمة ولا الموادعة، كانت إمبراطوريات إما أن تعدو عليها أو تعدو عليك. ولذلك كان الأمر كله قتالاً في قتال، أو دفاعاً في دفاع -إن شئت- (ندوة تلفزيونية حول الشريعة، ونشرتـها جريدة الأيام السودانية في 20/6/ 1988).
    قوله هذا مخالف للقرآن والسنة والإجماع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن السبب الذي ذكره حجة عليه وليس له، لأن هذه الإمبراطوريات -الدول الكبرى- مازالت تعدو علينا، وتحرض حلفاءها في المنطقة ضدنا.
    وإذا كان هذا هو شأن القتال عند الترابي، فإن لعبة كرة القدم عنده: جهاد، يقول الترابي: "إن الكرة لم تعد الآن لعباً ولهواً، فهي جهاد في سبيل الله". (جريدة "الكورة" السبت 14 يناير 1995، الموافق 13 شعبان 1415 هـ). القتال حكم ماض تجاوزه الفكر الإسلامي الحديث. أما لعب الكرة فهو جهاد في سبيل الله!!!، والفن -الرقص والغناء والموسيقى- من عقيدة التوحيد الإسلامية : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ) [الأنعام :69].

    ثامنا: قول الترابي: لست سنياً ولا شيعياً:
    __________________________________________
    عن موقفه من السنة والشيعة يقول:

    "كنت أتحدث في مؤتمر مع مسلمين وعرب في المؤتمر العربي والإسلامي. قلت لهم: .. أنا لست سنياً ولا أدرك ما معنى السني والشيعي".
    وسئل: هل أنت على المذهب الشيعي؟ فأجاب: "أنا لا أسمي نفسي شيعياً ولا سنياً، سني وشيعي لا تعني أنه يتبع سنة الرسول أو لا يتبعها.
    أما التراث السني والشيعي ففيه من الترهات والخرافات عند أهل السنة والشيعة، وفيه فوائد"

    تاسعا: تجويزه زواج المسلمة من يهودي أو نصراني:
    ________________________________________________

    لقد أطلق الترابي هذا القول كثيرا وهو أن "المسلمة يجوز لها الزواج من كتابي" وهاهو يجدد ذلك (في مقابلة قناة العربية بتاريخ 11/4/2006م). وهو قول باطل ظاهر البطلان لأن الله تعالى يقول: "وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ، وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ، أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" (البقرة: 221)، فالآية صريحة في تحريم نكاح المسلمة من الكافر سواء كان وثنيا أو يهوديا أو نصرانيا. وقال ابن كثير في تفسيره (1/474): "هذا تحريم من الله عز وجل على المؤمنين أن يتزوجوا من المشركات من عبدة الأوثان، ثم إن كان عمومها مراداً وأنه يدخل فيها كل مشركة من كتابية ووثنية فقد خُص من ذلك نساء أهل الكتاب بقوله: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ). قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: "وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ" استثنى الله من ذلك نساء أهل الكتاب" ا.هـ، وأما الجزء الآخر في الآية وهو قوله تعالى: "وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا " فإنه لا تخصيص فيه قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله- في تيسير الكريم المنان (ص99) : "وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا" وهذا عام لا تخصيص فيه"ا.هـ.
    قال ابن كثير في تفسيره (8/93): وقوله: "لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ" هذه الآية حَرّمَت المسلمات على المشركين، وقد كان جائزا في ابتداء الإسلام أن يتزوج المشرك المؤمنة .ا.هـ. فهذان دليلان من كتاب الله صريحان في تحريم زواج الكافر من المسلمة، روى ابن جرير الطبري في تفسيره (4/366) بإسناده عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه– أنه قال: "المسلم يتزوج النصرانية، ولا يتزوج النصراني المسلمة"، وصح موقوفا على جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- كما رواه البيهقي في الكبرى (7/172): "نتزوج نساء أهل الكتاب ولا يتزوجون نساءنا"، وذلك لأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه والقوامة في الزواج للزوج قطعا لجانب الرجولة، وإن تعادلا في الحلية بالعقد، لأن التعادل لا يلغي الفوارق كما في ملك اليمين، فإذا امتلك رجل امرأة حلَّ له أن يستمتع منها بملك اليمين، والمرأة إذا امتلكت عبدا لا يحل لها أن تستمتع منه بملك اليمين، ولقوامة الرجل على المرأة وعلى أولادها وهو كافر لا يسلم لها دينها، ولا لأولادها. قال ابن عبد البر في التمهيد (12/21): ومما يدل على أن قصة أبي العاص منسوخة بقوله: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ" إلى قوله: "ولا تمسكوا بعصم الكوافر"، إجماع العلماء على أن أبا العاص بن الربيع كان كافرا وأن المسلمة لا يحل أن تكون زوجة لكافر".ا.هـ.
    وقال القرطبي في (جامع أحكام القرآن) (3/72): الأولى: قوله تعالى: "وَلَا تُنكِحُوا" أي لا تزوجوا المسلمة من المشرك، وأجمعت الأمة على أن المشرك لا يطأ المؤمنة بوجه لما في ذلك من الغضاضة على الإسلام.

    عاشرا: دعوته إلى الاختلاط والسفور:
    __________________________________

    دعا الترابي إلى ضرورة الاختلاط بين الجنسين في المجتمع وذلك في كتيب سماه (المرأة في تعاليم الإسلام) فقال: "إن عزل الرجال عن النساء يضر بالمجتمع وينشر فيه الرجس وعدم الطهر"، مصادما بذلك القرآن لفظا ومعنى قال الله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا) [الأحزاب : 33].
    وأما حجاب المرأة المسلمة فقال عنه في ذات الكتاب: "الحجاب خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، لأن حكمهن ليس كحكم أحد من النساء، ولا يجوز زواجهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فإن آية الحجاب نزلت في السنة الخامسة للهجرة، ولم يتأثر بـها وضع سائر المسلمات".

    حادي عشر: قوله بجواز إمامة المرأة الرجال في الصلاة:
    __________________________________________________

    إجماع الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم على أن المرأة لا تؤم الرجال، وقد استدل الفقهاء جميعا في المذاهب الأربعة على مذهبهم بقوله تعالى: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم " (سورة النساء : 34). ووجه الدلالة في الآية: أن الله تبارك وتعالى لم يجعل القوامة للنساء، ولم يجعل الولاية إليهن، بل جعلها للرجال، وإمامة الصلاة نوع ولاية، فلا تصح إمامة بمن هو قيم عليها، قال الشافعي في الأم 1/191: "وإذا صلت المرأة برجال ونساء وصبيان ذكور فصلاة النساء مجزئة، وصلاة الرجال والصبيان الذكور غير مجزئة; لأن الله عز وجل جعل الرجال قوامين على النساء وقصرهن عن أن يكن أولياء، ولا يجوز أن تكون امرأة إمام رجل في صلاة بحال أبدا".
    كما استدلوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها). رواه مسلم كتاب باب تسوية الصفوف، والترمذي كتاب 2 الصلاة باب 52 ما جاء في فضل الصف الأول.
    فهذا الحديث يدل على تأخير النساء، فكيف ستتقدم المرأة لتؤم وهي مطالبة شرعاً بالتأخر عن الرجال؟ فلا شك أن دلالته على عدم جواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة واضحة.
    ثم إنه لم ينقل عن الصدر الأول أن امرأة أمت الرجال، فلو كان ذلك جائزاً لحصل ولو مرة، وحيث لم يحصل هذا أبدا في الصدر الأول، فهذا غير جائز لأنه لو كان جائزاً لنقل ذلك عن الصدر الأول.
    وأما حديث أم ورقة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تؤم أهل دارها. رواه أبو داود (592).
    فالجواب عنه أولا: أنه حديث ضعيف، فقد قال عنه الباجي في المنتقى شرح الموطأ: "هذا الحديث مما لا ينبغي أن يعول عليه". وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 2/56: "في إسناده عبد الرحمن بن خلاد، وفيه جهالة".
    الثاني: أن المقصود بأهل دارها النساء منهم دون الرجال، قال ابن قدامة في المغني 2/16: "وحديث أم ورقة إنما أذن لها أن تؤم (نساء) أهل دارها, كذلك رواه الدارقطني. وهذه زيادة يجب قبولها, ولو لم يذكر ذلك لتعين حمل الخبر عليه; لأنه أذن لها أن تؤم في الفرائض, بدليل أنه جعل لها مؤذنا, والأذان إنما يشرع في الفرائض، ولو قدر ثبوت ذلك لأم ورقة, لكان خاصا بها, بدليل أنه لا يشرع لغيرها من النساء أذان ولا إقامة, فتختص بالإمامة لاختصاصها بالأذان والإقامة".
    قال ابن شاس المالكي في عقد الجواهر: (وأما المرأة فلا تصح إمامتها للرجال ولا للنساء، وروى ابن أيمن جوازها)، أي للنساء، كما أجاز إمامتها للنساء والأطفال الشافعي وأحمد، شريطة أن تقف وسطهن، وتجهر أدنى الجهر. قال ابن حزم الظاهري رحمه الله في الفِصَل، وكذلك القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: (جميع أهل القبلة ليس منهم أحد يجيز إمامة المرأة إلا فرقة من فرق الخوارج وهي الشبيبية، نسبة إلى شبيب بن يزيد الشيباني). وقد ورد ذلك عن امرأة من الخوارج تدعى غزالة، وفي عصرنا أمينة ودود، الأميركية التي أمت بعضاً من الرجال والنساء في صالة كنيسة. فهنيئاً لمن كانت أسوته غزالة الخارجية وأمينة الأميركية، وسلفه الخوارج "الشبيبية".
    وأما قول الترابي أخيرا: "إنه للرجال والنساء الصلاة معا ولكن دون إلصاق"! (صحيفة الحياة والناس، بتاريخ 9/4/2006). فإنه يعارض به النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: "خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها". رواه مسلم والترمذي.
    فحسبنا فيه وفي أترابه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت) رواه البخاري (3296).

    ثاني عشر: إباحته الخمر لمدة عام، بل لا يكون حد الخمر قانونا إلا إذا تحولت لعدوان:
    ______________________________________________________________________________

    يقول الترابي في كتابه ((نظرات في الفقه السياسي)): 171: (هكذا أرجوا أن يكون شأننا مع أهلنا المخمورين. كأننا عند سريان القانون سندخلهم في معتقل واسع يحول ما بينهم وبين الخمور في مظاهر الحياة العامة وتتاح لهم لعام كامل رخصة قانونية لتعاطي الحرام في خاصتهم حتى يهيئوا أنفسهم، ثم يقع الحظر وتجف الخمر)، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) رواه البخاري وأبو داود.
    ثم ها هو الترابي اليوم يذهب إلى أبعد مما كتبه بالأمس:
    وإني وإن كنت الأخير زمانُهُُُ
    لآت بما لم تستطعه الأوائلُ
    إذ يرى دستوريُّ الزمان -الآن- أن عقوبة شرب الخمر لا تكون قانونا إلا إذا اقترن بعدوان كما قال آخرا، وربما لن يكون أخيرا:
    "الخمر لا تصبح أمر قانون إلا إذا تحولت لعدوان" الرأي العام السودانية (بتاريخ: 1/ 3/2006م ). وهذه حيلة منه لإبطال حد الخمر، لأن العدوان وحده جريمة، سواء كان المعتدي سكران حال اعتدائه أم لا.

    أيها المسلمون..
    ______________
    لقد كان هذا شأن الترابي في جميع المراحل السابقة، من قبل ضربه على أم رأسه في (كندا) ومن بعد ذلك، فليس هو المعتوه والمجنون فيما يزعمه ويعتزيه، ولا هو الجاهل فيما يهرف به ويستبيح، ولكنه في كل حين يمتطـي ظهر التيه، مبرهنا علي الغي المـوفي به إلى الزندقة، عن طريق مجاهرته بأفكاره الكفرية ومعتقداته، مع الحرص الشديد على الختل والروغان كالثعالب، إذ يستطيع أن يكون علمانياً وإسلامياً في الوقت ذاته، قومياً وأممياً في الآن ومن دون أن يشعر بتناقضه أو انفصامه، وما الجماهير والعواطف الإسلامية، إلا سلم لأحلامه وأطماعه. لقد كان خلاف الترابي طوال العقود السابقة مع العلماء حول أصول الدين والاعتقاد، وليس حول أمور قابلة للاجتهاد وفق ضوابط الاجتهاد الشرعي.
    إننا ننبه عامة المسلمين وأهل الفكر منهم خاصة، في داخل السودان وخارجه، إلى أن الترابي، في حقيقته داعية إلى غير دين الإسلام، هذا وإن كشف الأهواء والفتن المضلة، ودحض المقالات المخالفة للكتاب والسنة، وتعرية حقيقة الداعية إليها، وهجره، وتحذير الناس من شره، وإقصائه والبراءة من فعالته لمن أوجب الواجبات، وسنة ماضية في تاريخ الدعاة، حتى لا يلتبس الأمر على الأغرار، فيسلكوا بسبب وساوسه وأوهامه سبيل الفجار.
    وحقٌ على من ولي أمر المسلمين في هذه البلاد، قطع تطاول الترابي على المحكمات المبينات ومقاضاته في محاكمة شرعية عادلة على غرار ما حوكم به سلفه من قبل "محمود محمد طه" الذي تفاقم شره، فقيض الله تعالى بتقديره من قطع دابره، ولابد أن يتصدى العلماء لهذا المتجرئ على حرمات الدين كما تصدوا لمن قبله ويطالبوا بإنزال شرع الله عليه.
    وإننا ندعو المعجبين به عن جهالة إلى قراءة متأنية لأفكاره، والوقوف بعناية على تصريحاته، وقد رد عليه أهل العلم والإيمان، وأبطلوا مقالاته بغاية البيان، وساطع البرهان، فنعوذ بالله من زيغ القلوب والتباس الأمور ومضلات الفتن ونزغات الشيطان، ندعوهم إلى ذلك قبل فوات الأوان: (مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ)[الروم : 43]، (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً) [الفرقان:27-29].
    وما كتبنا هذا البيان إلا تحذيرا لكل مسلم، من سبيل من أحاطت به خطيئته، تبياناً لما وجدنا وإفصاحاً بالحق فيما تيقنا، وما شهدنا إلا بما علمنا.
    ونسأله عز وجل أن يعصمنا والمسلمين من طاعة الهوى والشيطان إنه على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

    _____________________________________


    أرسل تعليق جديد :
    _____________________


    مقدم بواسطة حمدان (not verified) فى خمي, 2006-04-13 09:34.
    على فكرة هذا الرجل انجن مثل القذافي، هذا مش زنديق بس وكمان متخلف، يبدو ان ربنا رده لارذل العمر

    » reply
    بسم الله الرحمن
    مقدم بواسطة مسلمة (not verified) فى أحد, 2006-04-16 15:32.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لااااااااااااااا حول ولااااااااااا قوة الا بالله
    والله امثال الترابى اخطر على الاسلام من اليهود الحاقدين ... محقه الله واخزاااااااااه فى الدنيا والاخرة ... اللهم لا تؤاخذنا بما قال السفهاء منا... نستغفرك ونتوب اليك وحسبنا الله ونعم الوكيل

    » reply
    نسأل الله حسن
    مقدم بواسطة Anonymous (not verified) فى أحد, 2006-04-16 19:06.
    نسأل الله حسن العاقبة بعد هذا الهذيان من هذا المخرف

    » reply
    والله انا اقول
    مقدم بواسطة معتز ابو محمد الفاتح (not verified) فى سبت, 2006-04-29 12:05.
    والله انا اقول ان هذا الخط الذي يقوده الترابي يخدم خط امريكا التي تروج للفرقان الامريكي الباطل.
    او ان هذا المضلل يقود تابعيه للتشيع والطعن في السنه المطهره والمفتري عليها
    اجارنا الله من الفكر الضلالي وهدانا الي الصراط المستقيم
    اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا علي دينك.
    آآآآآآآمين ..........آآآآآآآمين
    اللهم عجل بهدايته او بأخذه أخذ عزيز مقتدر

    » reply
    بسم الله الرحمن
    مقدم بواسطة مأمون (not verified) فى خمي, 2006-10-19 05:09.
    بسم الله الرحمن الرحيم (( انا لله وانا اليه راجعون)) صدق الله العظيم)) قولي للترابي لا تتكبر علي الله فلا كبير سوه أنت علمت انك علي خطأ فصحح خطأك خير من التمادي فيه فيقول الحبيب صلي الله عليه وسلم (خير الخطائين التوابين وخير التوابين الاوابين) فتب وشاورهم في الامر واكسب حب الناس خيرا لك من ان تكسب سخطهم عليك. اللهم ملا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا الدنيا ابلغ همنا.والله يهديني واياك الي ما يحب ويرضي

    » reply
                  

05-27-2007, 08:39 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    29-12-2004,


    Amjad ibrahim

    "المنتدى العام لسودانيز أون لاين دوت كوممكتبة الراحل الاستاذ الخاتم عدلان"


    الخاتم عدلان:ا لترابي و الكونغرس طرد من الخدمة 1000 شخص وهو أمر تقوم به كل إدارة جديدة:

    لخاتم عدلان في عمود آفاق و انفاق الاضواء الثلاثاء 27 ديسمبر 2004:
    ________________________________________________________________

    الترابي في اللجنة الفرعية للكونغرس:

    لا يوجد مجلس أربعيني أو بيوت أشباح أو تعذيب أو قتل، أو توتر ديني في السودان.
    لا أقدم نصائح للبشير لأن فرصة اللقاء به غير متاحة بالنسبة إلي.
    لا قيود على النساء من أي نوع، ولكن شرطة الأخلاق تحقق مع سيئات السمعة منهن.
    إحتجاجات الطلاب غير سياسية بل حدثت لسحب إمتيازات غير مستحقة.
    طرد من الخدمة 1000 شخص وهو أمر تقوم به كل إدارة جديدة.
    لا تطبق الشريعة على غير المسلمين وإنما هو عمل تبشيري طوعي لا دخل للدولة فيه.

    أكاد أقول أن الخراب الداخلي، الفكري والوجداني والأخلاقي والسياسي، لبنية حسن الترابي العقلية، قد كشف كله، وبصورة بالغة الجلاء، في مقابلته في الكونغرس الأميركي التي تحدثنا في حلقة سابقة عن بعض وجوهها. وأكاد أقول أيضا أن المنافحين عن الترابي من مواقع الإستخذاء، والإستسلام الفكري للوطء السياسي، قد تفادوا تحليل تلك المقابلة لهذا السبب بالذات.
    أنكر الترابي صلته بالسلطة، أنكر وجود مجلس أربعيني، وقال أنه شخصيا لا يقدم أية إستشارة للبشير، لأنه لا تتاح له الفرصة لمقابلته! أنكر وجود بيوت الاشباح، و قال ان المعتقلين يؤخذون مباشرة إلى سجن كوبر الذي يصوره كاستراحة ذات خمس نجوم، وأنكر وجود أي توتر ديني في السودان، أو قيود على حركة النساء وعملهن وسفرهن ( إلا فيما يتعلق بالنساء ذوات السمعة السيئة!). قال إن حرب الجنوب لا علاقة لها بإسلامية حكومة الإنقاذ، وأن الذين فصلوا من الخدمة لا يتعدون الفا واحدا، وأنهم قد أعيدوا جميعا، إلى الخدمة بعد ذلك، وقال أن إغلاق الجامعات ليس له مغزى سياسي بل هو إحتجاج شباب مدلل على خدمات غير مستحقة، وقال إن حالة الطوارئ أمر عادي وأن الخدمة الوطنية ليست سوى تمارين أولية للدفاع الذاتي وتعزيز الإنضباط وهي فرصة لإعطاء الموظفين دروسا حول وظائفهم. قال إن القوانين الإسلامية لا تطبق على المسيحيين، وأن لكل منطقة قانونا جنائيا خاصا بها وقانونا للأحوال الشخصية نابعا من دينها، وأن القانون العام لا يتخذ الدين اساسا للتمييز.
    أنكر أية علاقة سياسية بإيران أو وجود إيرانيين في السودان، لا كمدربين أو مستشارين، وأن إيران لم تزود السودان بقطعة سلاح واحدة. قال أنه لم يؤيد ضم صدام للكويت، وإنما كان يرمي إلى إرجاع الكويت إلى أهلها سلميا، كما أنكر اية علاقة لحركته، أو لأية حركة إسلامية أخرى بالإرهاب.
    وربما أتعرض بالتحليل لهذه النقاط في حلقات قادمة. ولكنني أكتفي في هذه الحلقة، بإيراد مقاطع من المحاورة الكاشفة بين الدكتور حسن الترابي والنائب الديمقراطي من ولاية مشيغان، هوارد ويلب، كمثل حي على تفوق العقل المنطقي، والمنطلق الإنساني، والتقليد الديمقراطي، والصرامة الأخلاقية، على بنية فكرية مشوشة ومضطربة، ووجدان بالغ الخراب، ينجح مع ذلك في إستمالة كثير من العقول السودانية، مما يشير بالفعل إلى خلل حقيقي يعاني منه الكثيرون على مستوى الفكر وعلى مستوى الوجدان.

    فإلى المحاورة:
    ________________

    النائب هوارد ويلب:

    أشرت منذ لحظات إلى الإعتقال التحفظي ( ترجمت التوقيف الإحترازي واخترت المصطلح المعروف في السودان، وهكذا ايضا في بعض الحالات المشابهة)، وألمحت إلى أن هذا ببساطة نتيجة وليس سببا للمشاكل التي يعانيها السودان. دكتور ترابي: أنت معروف بأنك القوة الرئيسة التي تقف وراء الرئيس البشير في السودان، وللسودان في الواقع أحد اسوأ سجلات حقوق الإنسان في القارة الإفريقية بأسرها. واعتقد أن القانون الجنائي، الذي أعتقد أنك أشرت إليه عند مناقشة الإعتقال التحفظي، يستند إلى عمل قمت أنت شخصيا بوضعه عندما كنت مدعيا عاما للسودان عام 1988.
    وبالتالي فإنني أريد أن أسمع تفسيرك للأسباب التي تدفع منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة افريكا ووتش، ومنظمة العفو الدولية، إلى الإشارة المتكررة إلى التعذيب الشديد في السجون السرية، التي قام بها إسلاميون متحمسون موالون لك. وقد مات عدد كبير من هؤلاء. كيف يمكنك في هذه الحال أن تدافع عن سجل حكومتك في مجال حقوق الإنسان؟

    سؤال واضح، اليس كذلك؟ ولكن إليك إجابة الترابي:

    د. الترابي:
    فيما يتعلق بموقفي الشخصي، حضرة النائب المحترم، أنا لا أعد نفسي قوة رئيسية. أنا شخصية رئيسية على المسرح الإسلامي العالمي. وهذا كل ما في الأمر.
    ولكن ويلب جاهز لإعطاء الدروس لمراوغ لا يريد أن يواجه الأسئلة:

    هوارد ويلب:
    إعذرني، لا اقصد أن أقاطعك، إلا أنني أريد أن أحدد موضوع المناقشة. لسنا هنا بصدد تواضعك، ولكننا نناقش سجل حقوق الإنسان في بلدكم.

    الترابي:
    هذا صحيح وسأصل إليه. بالنسبة إلى سجلنا في حقوق الإنسان، أيا كان، فكيف يمكنك أن تقارن 25 إلى 50 معتقلا، بخمسين الف معتقل في كل بلد من بلدان إفريقيا الشمالية تقريبا؟ أعني أن سجلنا لا يمكن أن يكون الاسوأ وهناك العديد من البلدان الأخرى، بالطبع، التي تحتجز أكثر من هذا الرقم. هذا أولا...

    ويلب:
    هل أنت تقول إن إنتهاكاتكم لحقوق الإنسان مبررة في السودان، لأن إنتهاكات تحدث في أماكن أخرى؟ هل هذا هو ما ترمي إليه؟

    الترابي:
    حضرة النائب المحترم، اشرت في حديثك إلى أن سجلنا هو الأسوأ، ولذا فإنني أحاول أن أجري مقابلة....

    ويلب:
    أنا مهتم أكثر بما هو ابسط من ذلك: أي تبريرك للتعذيب والقتل. لقد وصلتنا أخيرا تقارير تشير إلى أن آلاف الجنود والموظفين الحكوميين فقدوا عملهم لأنهم غير ملتزمين نمط الإسلام الذي يدعو حزبكم إليه. الآن، أنا لا أعرف، ولكن على الأقل، وبحسب فهمي لأي تصور أولي للديمقراطية وحقوق الإنسان، فإن هذه الممارسات غير مقبولة فكيف تبررها؟

    الترابي:
    حسنا، إذا وافقت على أن سجلنا ليس الأسوأ، أنتقل إلى مناقشة السجل نفسه بما هو عليه...

    ويلب:
    أنا لم أوافق على ذلك.

    الترابي:
    بعد أن ذكر أن السودان يقبل مليون لاجئ، وأن ذلك ليس حال بلد تسود فيه شوفينية دينية، متجاهلا أنه هو ورهطه وجبهته هم الذين أدخلوا هذه الشوفينية بعد إنقلابهم، يقول:
    لقد كان هناك بالفعل عمليات تطهير في الجهاز الإداري. ويتراوح عدد الموظفين السودانيين، بين 500 ألف، و750 ألف موظف. وقد شمل التطهير نحو ألف موظف. ( الخط من عندي) إلا أن هذا الأمر كان يحدث مع كل تغيير يشهده السودان. وفي الكثير من البلدان ترغب كل إدارة جديدة في وضع رجالها في مراكز قيادية "أي مثلكم بالضبط في الإدارة الأميركية المنتخبة!!". ولكن هذا التطهير توقف الآن. وعاد الموظفون والقضاة وغيرهم، يتمتعون بحصانة الوظيفة التي يكفلها القانون.

    ويلب:
    هل أنت تحاول الآن أن تقول، وأعني بصدق، أنه لا تبذل الجهود الآن لفرض مجموعة معينة من الموظفين؟ نمط معين من الإسلام على المواطنين السودانيين بشكل عام؟ هل هذا هو فعلا ما تود أن تقوله لهذه اللجنة؟

    الترابي:
    إذا كان الإسلام هو ماتقصده، فإن الإسلام في حد ذاته قيمة لا تعترف باي إيمان ينتج من إكراه.... ليس هناك مجال لفرض الإسلام، وأعني أنه إذا اعتنق أحد الإسلام بتأثير التهديد أو الترغيب، فإن هذا ليس معترفا به في الإسلام. ( قارن هذا بممارسات الإنقاذ منذ يومها الأول وحتى اليوم!)

    ويلب:
    ألم تكن هناك مساع لإتباع المواطنين أصول الشريعة؟

    الترابي:
    بالطبع، هناك عمل إسلامي تبشيري في السودان تقوم بمعظمه منظمة غير حكومية أو منظمتان. بيد أن هناك نحو 15-20 منظمة كنسية مسيحية تعمل في أنحاء السودان. وبالتالي فهو بلد مفتوح للتبشير لجيمع الأديان، بما فيها الكنائس الاميركية. ( لاحظ أن السؤال حول الشريعة، والإجابة عن التبشير، مع الإيحاء بأن التبشير عمل طوعي، لا علاقة للدولة به، وأن التبشير المسيحي أكبر على الأقل بسبع مرات من التبشير الإسلامي، حكما بعدد المنظمات، ودعنا من مقدراتها!)

    ويلب:
    هذا يعني أن كل هذه المنظمات، بما فيها حكومتنا، كانت بشكل ما مخطئة، في تقويمها سجل حقوق الإنسان في السودان. فالناس في السودان لا يخضعون للتعذيب، وليس هناك تعامل إعتباطي على قاعدة معتقدات الناس الدينية أو السياسية، وهم أحرار في التحرك دون أن يخشوا إنتقاما أو تهديدا من أعضاء حزبكم؟ هل هذا ما تحاول أن تقوله لنا اليوم؟ هل هذه التقارير من نسج الخيال ولا اساس لها على الإطلاق؟

    الترابي:
    قال لقد جاءت وفود من البرلمان الأوروبي والبريطاني وزاروا مواقع مختلفة منها سجن كوبر، واصدروا تصريحات رسمية بأن كل هذه الإشاعات لا اساس لها من الصحة. " وهذا ما قالوه لي شخصيا".

    ويلب:
    قلت أن إجراءت البشير لم تلق إحتجاجا من الشعب لأنها فرضت باسم الإسلام. فكيف تفسر حظر التجول وإغلاق الجامعات وحدوث محاولتين إنقلابيتين؟

    الترابي:
    أصدرت قوانين للتحول إلى نظام إقتصادي لبرالي، فلم يحدث أي رد فعل شعبي، لأن هذه القوانين مستمدة من قيم المجتمع، وهذا ما دفعه إلى القبول بها.

    ويلب:
    إذن لماذا اغلقت الجامعات مرات عديدة، ولم حظر التجول؟

    الترابي:
    حسنا، الجامعات في أنحاء العالم الثالث...

    ويلب:
    أنا لا أتحدث عن بقية العالم الثالث، بل عن السودان.

    الترابي:
    جوهر إجابة الترابي، وهي طويلة ومليئة باللف والدوران والأكاذيب، كما هو معهود فيه ومعلوم عنه، هو أن الطلاب حرموا من إمتيازات غير مستحقة، فلم يقبلوا ذلك، وأن إحتجاجاتهم لم تكن سياسية، ولم يذكر أن هذه الإحتجاجات غير السياسية قد جوبهت بالرصاص من قبل نطامه وسقط العديد من القتلى من الطلاب والطالبات وما زالوا يسقطون.
    وعندما سئل عن ترحيل الناس إلى الصحراء (أي قضية العشش)، قال أنهم نقلوا إلى هناك ليتمكنوا من التوسع، ولتوفر لهم خدمات الصرف الصحي والتعليم والعلاج. وأنهم حاليا يتمتعون بكل ذلك.
    وعندما سئل عن أوضاع النساء، قال أنه لا يوجد أي تمييز ضد النساء وقال " لا أعرف حالة واحدة طردت فيها من العمل بسبب جنسها"، دون أن يذكر نساء طردن لاسباب سياسية. وقال في خروج المرأة من السودان:
    (صحيح أنه عندما تغادر النساء السودان، يطلب منهن الحصول على تأشيرة خروج- تماما كالرجال-، للتأكد من سلامة وضعهن في الخارج.... والنساء يعبرن المطار ذهابا وإيابا دون مراجعة، وهو ليس هوسا أمنيا أو دينيا. فالأمر لا يعدو كون شرطة الأخلاق تقوم بعملها العادي للتأكد من أن النساء ذوات السمعة السيئة، لا يغادرن السودان للعمل في القاهرة أو غيرها. فقد كنا نتلقى في السابق شكاوى من الدول المجاورة كالسعودية حول هذه الممارسات.
    حول حظر الإتحاد النسائي، قال أنه إتحاد شيوعي تساقط من تلقاء ذاته مع سقوط الشيوعية.
    سأله ويلب عن نداء صدر من السفارة السودانية في اليوم السابق يطلب من المواطنين التبرع من أجل الجهاد.

    الترابي:
    في الحقيقة لا يوجد جهاد ضد المسيحيين، وأظن أنه سيكون من الظلم إدخال عامل التوتر الديني في بلد لم يعرف مثل هذا التوتر. فعلى الرغم من الحرب الأهلية في السودان، إختار معظم السودانيين، لأنهم يعرفون ابعاد مثل هذا الطرح، أن يناقشوا الأمر بمنأى عن الإسلام. "أعتقد أن هذه لحظة نادرة جدا في عبقرية الإلتواء: فعبارة الترابي صحيحة، من حيث أن معظم السودانيين لم يكونوا يريدون إعطاء الحرب طابعا دينيا، ولكن الترابي لا ينتمي إلى هذه الأغلبية، بل ينتمي ويقود الأقلية التي أعطت تلك الحرب طابعا دينيا وسمتها الجهاد. أي أن الترابي يريد أن يستغل رأي الأغلبية المعارضة لتوجهاته، لا ليبين خطله، بل ليتبناه على مستوى القول، ليدلل به على صحة الفعل النقيض الذي يمارسه، أو لإخفاء ذلك الفعل إن شئنا الدقة!"
    أما عن التبرعات للجهاد، فقال أنها " تبرعات طوعية للمساعدة في عقود الزواج الجماعية ومساعدة الطلاب واللاجئين والايتام وأمور أخرى كثيرة. إنها مساعدات طوعية لمساعدة قوات الدفاع الشعبي... وهذا الإعلان لا دلالة دينية له على الإطلاق."

    قال ويلبي ملخصا إستجوابه المقتدر للسيد الترابي:

    " هناك ماساة هائلة في السودان، هي إلى حد كبير، من صنع هؤلاء الناس الذين يسيطرون على الحكومة التي يمثلها هذا السيد.
    وأنا بصراحة أشعر بضيق وإنزعاج شديد، لأن الناس الذين لا يملكون خلفية كافية عن السودان في بلادنا قد يأخذون بالمعنى الظاهري لشهادة هذا السيد.
    إن هذه الحكومة متهمة بأنها متورطة بأعمال إرهابية داخل السودان وخارجه. حكومة ذات سجل بشع في مجال حقوق الإنسان.
    حكومة تجعل من المستحيل إيصال إمدادات المعونة إلى السكان المدنيين الذين تشن عليهم الحرب في الجزء الجنوبي من البلاد.
    إنها حكومة على الولايات المتحدة ألا تتعاون كثيرا معها في هذه المرحلة.
    شكرا جزيلا لك سيدي الرئيس".


    ولا أعتقد أن النائب هوارد ويلب قد تعامل بمثل هذا الإزدراء مع أية شخصية أخرى زارت الكونغرس الأميركي. وإن المرء ليشعر بالخجل لصفة السودانوية الجامعة بينه وبين وبين هذا "السيد". أما قبول نفر من المتعلمين لقيادته، ورفعه إلى مصاف "ولي الله"، وما يقوله ذلك عنهم فضلا عما يقوله عن الترابي، فذاك داء سنعرض له في حلقات قادمات.
                  

05-27-2007, 09:32 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    تخاريف الترابي.
    ---------------
    منتديات مانجو 96 > المنتدي العام > القسم الاسلامي:

    04-22-07, 06:54 مساء :

    لا أكاد أعرف بين السياسيين أو المفكرين العرب من يطاول الدكتور حسن الترابى فى اتقان ضروب المراوغة والمكايدات السياسية، وإلى حد فعل الشيء ثم نقيضه، والتنصل وقت اللزوم من مواقفه السابقة، والتخلى عما يقترفه من أخطاء وخطايا، وبراءة الأطفال فى عينيه تفضحها ضحكاته الهيستيرية حتى لو كان الحديث فى شرع الله!.
    وهكذا بعد مضى ما يزيد على أربعة عشر قرنا على ظهور الإسلام وانتشاره فى أربعة أركان المعمورة، وفاق معتنقيه مليار مسلم، وعمرت الذاكرة المعرفية وأرفف المكتبات بكل اجتهادات الصحابة والأئمة والمشايخ وفتاوى المفتين فى شتى أمور الدنيا والدين والآخرة، إذا بالدكتور الترابى يطالعنا فى ندوة عن دور المرأة فى تأسيس الحكم الراشد بعدد من فتاواه العجيبة التى ما أنزل الله بها من سلطان!.
    قال إن من حق المسلمة أن تتزوج بغير المسلم وهى مطمئنة تماما بعدم مخالفتها للشريعة الإسلامية، الشرط الوحيد أن يكون الزوج كتابيا من أهل الذمة سواء كان يهوديا أو مسيحيا، ثم إن تحريم شرب الخمر فى الإسلام قاصر على العلانية فحسب، ولا مانع البتة ولا تجريم فى الشريعة الإسلامية إذا كان شرب الخمر فى البيوت وبعيدا عن عيون الفضوليين خشية أن تشيع الفاحشة أو تفضى للعدوان، و تابع الشيخ ترابى التعبير عن مكبوتاته الفقهية، نافيا ما تواتر عن الحكم ببطلان إمامة المرأة للصلاة، وأن شهادة المرأة تتساوى مع شهادة الرجل أمام القضاء، ثم إن المسلمين فهموا الحجاب خطأ بينما المقصود هو الخمار الذى يغطى صدر المرأة فحسب دون الرأس!
    قبلها بنحو شهر طلع علينا الترابى بمعلومات تؤكد ضلوع نظام الجبهة الإسلامية أو حكومة الانقاذ فى محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها الرئيس حسنى مبارك فى أديس أبابا عام 1995 ومن عجب أن يتزامن كشفه عن هذا السر الخطير قبيل أسبوع واحد من عقد القمة العربية فى الخرطوم، فهل كان لحديث الترابى حول هذا الموضوع سبب فى تقاعس الرئيس مبارك عن حضور القمة، وفضل زيارة الخرطوم بعد ذلك وسط تدابير أمنية مشددة، خاصة وقد طال الاتهام عددا من المسئولين لايزالون فى السلطة ذكر أن بينهم على عثمان طه نائب الرئيس البشير ونافع على نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الحاكم!.
    والشاهد أن الترابى راهن على ذكائه أو دهائه فى استعادة ألقه ونجوميته التى فقدها تباعا عندما اختلف مع النظام الحاكم فى السودان، وغاب سنوات فى المعتقل أو الإقامة الجبرية، مما باعد بينه وبين عشقه للميكروفونات والفضائيات والصحافة، واختار الافتاء المثير للجدل فى الشئون الإسلامية الثابتة، على أمل أن تبادر المرجعيات الإسلامية إلى تكذيبها أو الاختلاف حولها، وذلك فى ظنه المراد على ما تبدو الشواهد، وهو ما حدث بالفعل، دون أن يهمه فى كثير أو قليل أن يفقد ما تبقى له من مصداقية كداعية ومفكر إسلامى وأستاذ للقانون، وهكذا وكأنه فقد نصف عقله وغاب رشده بينما كان حضور الندوة يتابعون فتاواه الباطلة فى دهشة، بل إن البعض من ثقاة المطلعين على الشأن السودانى، لم يتورعوا عن اتهامه بممارساته الأثيرة لفقه الضرورة أو فقه التقية، حيث الضرورات تبيح المحظورات، وأن جملة فتاواه الإسلامية المثيرة للجدل تصب فى مجرى سياسات العولمة المقتحمة المو ولا تعير اهتماما الثوابت الشعوب الدينية أو السياسية أو الثقافية!.
    ثم إن معظم قيادات الأجهزة الأمنية التى يتهمها بالضلوع فى محاولة اغتيال الرئيس مبارك، هم أولاده من شباب الجبهة الإسلامية الذين رباهم على عينه واختارهم لوراثة الحكم ووزاراته ومؤسساته وأجهزته، بما يشى بضلوعه شخصيا فى المؤامرة، سواء بالمشاركة أو بالعلم، ثم لماذا سكت وتكتم هذا السر الخطير على مدى أحد عشر عاما، إلا أن يكون لغرض فى نفس يعقوب للمصالحة وخطب ود مصر، وعفا الله عما سلف من تهديداته بتفجير السد العالى وابتلائها بالإرهاب الأصولى!.
    ليس فى رصد ممارسات وتجاوزات الترابى ثمة افتراء على الحقيقة، فهو بشهادة الجميع من أنصاره أو خصومه المدبر لانقلاب الجبهة الإسلامية تحت قيادة العميد عمر حسن البشير يوم 30 يونيو 1989 وهو كان يوم الجمعة الذى اختاره الصادق المهدى رئيس الوزراء وقتئذ لعقد اجتماع استثنائى للحكومة، إيذانا بتجميد العمل بالقوانين سيئة السمعة المو عن حكم نميرى، كشرط لنفاذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش السودانى وميليشيات الحركة الشعبية، والولوج بالتالى إلى تنفيذ خطة السلام التى وافق عليها العقيد جون جارانج خلال اجتماعه مع السيد محمد عثمان الميرغنى زعيم الحزب الاتحادى نيابة عن الحكومة فى أديس أبابا!.
    وإذا كانت الجبهة الإسلامية بزعامة الدكتور الترابى قد حققت نقلة سياسية نوعية عبر الانتخابات النيابة عام 1985، وفازت بالمرتبة الثالثة بعد حزب الأمة والحزب الاتحادى، بينما لم يتعد فوز التيار الإسلامى ممثلا من قبل فى جماعة الإخوان المسلمين أو جبهة الميثاق سوى بعض مقاعد فى البرلمان لم تتجاوز أصابع اليد!.
    من هنا حملت أوراقى وجهاز التسجيل إلى منزل الترابى فى الخرطوم وأجريت معه حوارا طويلا وصريحا عام 1988 امتد لأكثر من ساعتين، ونشرته فى مجلة أوراق عربية التى كان يصدرها الأستاذ محمد فايق عن دارالمستقبل ورأس تحريرها آنذاك المرحوم الأستاذ محمود المراغى، ولعل أبرز ما أكده أنه تلافى أخطاء الإخوان المسلمين فى مصر، فلم يعدم وسيلة لتجنب الصدام بالسلطة، ولذلك وافق الرئيس نميرى على كل مواقفه وسياساته مقابل أن يسمح للإخوان المسلمين تحت قيادته بالدعوة والتربية الإسلامية، وقد أسهم حل النقابات والاتحادات فى التمكين للإخوان من توسيع دائرة نفوذهم، وقال إن عنايته كانت فى بناء قاعدة اقتصادية للإخوان للصرف على أنشطتهم ومواجهة التحديات، وأنه ركز على كسب القاعدة الطلابية وتجنيدهم، وكلف من بين شباب الجماعة من يدرس علوم التكنولوجيا ووسائل الاتصال والتنظيم والعلاقات العامة فى الولايات المتحدة!.
    وحين سألته هل كان له دور فى صياغة بيعة نميرى أميرا للمؤمنين وخليفة لرسول الله، ولم ينف ذلك، وأضاف أنه الذى وضع شروط البيعة، وهو الذى دعا أهل السودان لمبايعته، وعندما سألته: وهل كانت تتوافر فى نميرى شروط البيعة، ضحك ساخرا باستخفاف وقال: ومن ذا الذى كانت تتوافر فيه شروط البيعة بين حكام المسلمين!.
    ورغم أنه ولا أحد غيره الذى أفتى بإعدام المفكر الإسلامى السودانى محمود محمد طه زعيم الحزب الجمهورى، إلا أنه أنكر ضمنيا مسئوليته عن هذه الفتوى، وقال إن أفكار الرجل كانت مطروحة ومعروفة سلفا منذ الخمسينيات، ثم إن كبر سنه كان أولى بإعفائه من حكم الإعدام، خاصة أنه قدم للمحكمة فى قضية سياسية وليست تهمة ردة!.
    على أن أبرز ما شد انتباهى فى حديث الترابى، حين هاجم القوانين الإسلامية المو عن حكم نميرى، وتبرأ من وضعها، وقال إن اثنين من تلاميذه قاما بالمهمة وهما عوض الجد وبدريه، وهى نفس القوانين التى عاد وتمسك بها بعدما استولت الجبهة الإسلامية على السلطة، ولعله كان على قناعة بفتواه حول إباحة شرب الخمر، إذ قال إنه كان يفضل التدرج فى منع الخمر، مراعاة لمكانة وسمعة شاربى الخمر البلدية والافرنجية فى السودان!.
    على أننى بحكم تجربتى ومعايشتى للواقع السياسى فى السودان، أدركت أن الدكتور الترابى قد أخذ أهبة الاستعداد للوصول إلى السلطة فى السودان بأى وسيلة حتى لو كانت غير مشروعة فى إطار فقه الضرورة ودون انتظار الوصول عبر الانتخابات الديمقراطية، خاصة وكانت جلسات الونسة فى الخرطوم تروج آنذاك تجنيد الجبهة الإسلامية للضباط والجنود داخل القوات المسلحة، وتدريب كوادرها السياسية على حمل السلاح فى المناطق النائية واستيعابهم فى ميليشيات سرية!.
    أذكر أننى أفضيت بهواجسى حول نوايا الترابى المبيتة للسيد الصادق المهدى فى حينها، وهو للعلم شقيق السيدة وصال زوجة الترابى، ووافقنى على ما ذهبت إليه ثم لم يتخذ شيئا من الاحتياط لكارثة قبل وقوعها.. لكن الأدهى والأمر أن تنبرى صحيفة الراية لسان حال الجبهة الإسلامية آنذاك إلى تكذيب حوارى المسجل مع التربى، مما اضطرنى إلى نسخ العديد من شرائطه وأرسلتها إلى الخرطوم عبر الصحفى السودانى سيد أحمد خليفة، وهكذا تراجعت الراية عن التكذيب واتهمتنى بتحوير إجابات الترابى، ومن ثم كلفت المحامى السودانى مصطفى عبدالقادر برفع دعوى قضائية ضد الترابى وصحيفة الراية، فيما اقتحمت نادى هيئة التدريس فى جامعة القاهرة بالدقى حيث كانت تستضيف محاضرة يلقيها الترابى وواجهته بحقيقة القضايا التى تعرض لها فى حوارى معه، وإذ به ينزل من على المنصة ويحتضننى ويطلب من سكرتيره تحديد موعد للقاء وتصفية الأجواء، وعندما لبيت الموعد فى الثامنة من صباح اليوم التالى، اكتشفت أن الترابى غادر القاهرة فجرا فى طريقه إلى الخرطوم!.
    على أى حال صدق ما توقعته، كما لو أنه نبوءة وقام الجناح العسكرى للجبهة الإسلامية داخل القوات المسلحة السودانية بانقلاب 30 يونيو 1989، بعد فك شفرة رئيس الأركان والاتصال بشتى الأسلحة والحاميات، رغم أن المسئول عن الانقلاب مجموعة الضباط التى كانت قد تقدمت بمذكرة احتجاجية للحكومة ومجلس رأس الدولة حول الأوضاع المتدنية فى القوات المسلحة، مما يحول دون حسم الحرب الأهلية فى الجنوب!.
    لكن يظل أهم عوامل نجاح الانقلاب يكمن فى دور الميليشيات المدنية للجبهة الإسلامية فى الاستيلاء وتأمين الكبارى والمرافق الحيوية، إذ لم يشارك سوى ست دبابات فقط فى هذا الانقلاب بقيادة الرائد إبراهيم شمس الدين.
    وتظل الاتهامات تلاحق الجبهة الإسلامية وحكومة الانقاذ ثم حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، حول رفض اتفاق السلام بين الميرغنى وجارانج واغتنام الفرصة السانحة لحل مشكلة الجنوب سلميا، وتأجيج الحرب الأهلية التى كبدت السودان نحو مليون قتيل ونحو مليونى دولار يوميا من ميزانية الدولة المكبلة بالديون وفتح الأبواب على مصارعها للتدخلات الأجنبية!.
    وأحسب أن الوقت الآن غير ملائم سياسا لسبر أغوار كبت الحريات وتعذيب وقتل الخصوم فى بيوت الأشباح، لكن الأمانة تفرض الإشارة إلى فتوى الترابى حول إضفاء القدسية على الحرب الأهلية، والذى يموت من المسلمين الشماليين شهداء فى جنة الخلد مع الحور العين، أما ضحاياها من الجنوبيين المسيحيين وغيرهم من اتباع الديانات الإفريقية، فهم كفرة ومأواهم النار وبئس القرار!.
    كذلك فتواه بإعدام 28 ضابطا بتهمة الشروع فى انقلاب عام 1989، وحتى اليوم لا يعرف ذووهم مكان دفنهم حتى تتاح لهم زيارتهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم، ولعله من هنا أحسن الداعية الإسلامى فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى صنعا، حين بادر إلى تعرية فتاوى الترابى الأخيرة من أى مصداقية شرعية، فيما اتهمه فقهاء آخرون من داخل السودان وخارجه بالزندقة والكفر والإلحاد وطالبوه بالاستتابة وإلا لكان عليه أن يلقى مصيره الإعدام بتهمة الردة.. ولا حول ولا وقوة إلا بالله!




                  

05-27-2007, 11:48 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    تأملات.
    -----------

    جمال عنقرة
    كُتب في: 2006-03-25

    [email protected]

    "االوطن صحيفة يومية سياسية مستقلة".

    القارئ العزيز.

    الاحداث التي نراها او نسمع بها او نعايشها هذه الايام كان اهمها ما ادلى به السيد الشيخ الترابي للفضائية العربية عن كارلوس وبن لادن ومحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك وهي رغم أنها احداثاً قديمة ومعلومة للمتابع للمشهد السياسي في الساحة السودانية الا أنه ولاول مرة يتحدَّث من كان بالسلطة وحتى الرابع من رمضان عام 1999م من بعض ما حدث اليس الكل وكارلوس سلم لفرنسا وما هو معلوم أنها كانت صفقة تفاصيلها لم تعلن اما بن لادن فقد قيل الكثير حوله وعن اسباب تركه للسودان اما محاولة اغتيال السيد حسني مبارك فالامر معلوماً للشقيقة مصر ومعلوماً بالطبع لكثير من المخابرات الاجنبية وعلى الاخص المخابرات الاثيوبية التي حدثت احداث المحاولة في عاصمة بلادها ، اما ما ذهب اليه السيد الدكتور الترابي وكما قلت ليس جديداً علينا بل جاء حديثه رغم عدم ذكره للتفاصيل تأكيداً على ما لدى المواطنين من معلومات عن تلك الاحداث وكانت الدولة على المستوى الرسمي تنفي ضلوعها في محاولة الاغتيال وقد جاء الحديث الآن يدحض ذلك النفي رغم أن الشيخ الترابي قد استبعد نفسه وكأنه يقول إن بقية العقد الحاكم هم الذين خططوا ونفذوا وتستَّروا على من قام بذلك بل حدث افظع مما يمكن أن يقال وهو تصفية الذين قاموا بتنفيذ تلك المحاولة وسمح لغير السودانيين الذين نفذوا تلك المحاولة بمغادرة البلاد ، اذن سؤالنا والسيد الشيخ كان الرجل الثالث في الدولة وهو على رأس السلطة التشريعية لماذا صمت طوال تلك المدة ومنذ عام 1995م ليعلن ذلك الحدث الخطير الآن ؟...

    لا نريد اجابة على هذا السؤال ولكننا ومن قراءات لكثير من الآراء التي علقت وتناولت تلك التصريحات يتضح وهن جميعها ما عدا قلة من اقلام كتاب المؤتمر الوطني منهم من وصف القائد والشيخ والعراف بالباحث عن الانتقام بعد ما ناله على ايدي ابناء كان ربان سفينتهم ومنهم من قال إنه الخرف المبكر ومنهم من قال إنه فقد البوصلة ومنهم من قال اعذروه ومنهم من قال إنه مريض بحب الذات .. وهكذا تعددت الاوصاف والتعليقات لم نسمع منهم احد قال عليك يا شيخنا أن تقدم كل المعلومات التي تملكها ولماذا تمسك عن ذكرها فالذي يدعو للاسلام حقيقة لا يقبل قتل النفس التي حرم الله قتلها لأن من يقتل فرداً فإنه يقتل الناس جميعاً إن كان ذلك دون حق ولا نسمع منهم من قال إن المؤمن لا يكتم الشهادة ولا يتستر على جرم ونحن نسمع واولياء الدفاع عن الدين والشريعة وخاصة في هذه الايام يصدرون الفتاوى حتى أن اآخر الفتاوى كانت عن بروميد البوتاسيوم ولم نسمع منهم من قال إن الذي قاله الشيخ الترابي لم يحدث ولم نسمع ايضاً من يقول من المسؤولين إن ذلك حدث وكان خطأ ولم نسمع ايضاً من قال إن الشيخ قد تجنَّى على السلطة كذباً وافتراءاً واشانة سمعة الدولة والحكام فيها ولم نسمع إلا ما ادلى به السيد نافع علي نافع في رد ينفي عن نفسه التهمة ولم نسمع رأياً رسمياً حتى الآن او تعليقاً او تعقيباً يمثِّل رأي الدولة فيما قيل وهذا ما نريده ونرجو أن يحدث ...

    اما الاوصاف التي وُصِف بها الشيخ فهي لا تهم المواطن كثيراً فالكثير من ابناء هذا الوطن لهم رأياً واضحاً في الشيخ وتعد اكتوبر 64 وحتى الزلزال الذي حدث في 30/6/1989م وليس بالطبع الحديث الاخير جديداً على فكر وطرح ومسلك الشيخ حسن فقد قال من قبل واصفاً الانتخابات بالتزوير .. وقال إن نسبة الفساد في الحكم 9% .. وقال ايضاً إن مشكلة دارفور يمكن حلها بين عشية وضحاها .. وقال الكثير من احداث حدثت وقد كان كل جهده عند ما كان صاحب قرار ورأي في السلطة المدافع والمناهض لكل ما يمس السلطة وقد نفى وجود بيوت اشباح ونفى التعذيب ونفى الممارسات التي كانت تصاحب الاعتقال ونفى الكثير من الممارسات .. والآن بدأ يتحدث والآن فقط امسك عن الكثير وذكر القليل ونحن كنا دوماً نطالب بالاعتراف والكشف عن الممارسات التي حدثت منذ 30/6/1989م ونطالب بالاعتراف بها واخطرها كان الانقلاب على الشرعية والذي اكده الترابي بقوله (ذهبت للمعتقل وذهب البشير للقصر رئيساً) .. وكان ذلك التصريح مؤكداً بأن الانقلاب هو تخطيط وتنفيذ الجبهة القومية الاسلامية وليس ما كان يقال بأن الجبهة ايدت الانقلاب بعد حدوثه والسيد الشيخ حسن كان موجوداً بين المعتقلين لأنه رئيساً واميناً لحزب مثله مثل بقية قادة الاحزاب وقد نفى الشيخ ذلك بل واوضح أنه ومن كانوا معه السادة احمد عبد الرحمن وابراهيم السنوسي والفاتح عبادون وآخرين كان تمويهاً .

    هذا حدث والكثير ايضاً حدث منها ما لدينا معلومات عنها قد تكون كاملة او مفتوحة ونحن لسنا بغاث طير كما ذكر احدهم ولن نكون كذلك لأننا لا نشمت ولا نعرف الشماتة بل نواجه الاحداث ولا نهاب ولا نتردد ولا ندافع عن الظلم .. وكل ما نريده لهذا الوطن هو الواقع الذي نعيشه ونعايشه الآن وامامنا اتفاق سلام وامامنا دستور هو السقف الذي يحكم ، وامامنا قضايا الحريات والحقوق ، وامامنا قضايا رد المظالم والحقوق ، وأمامنا ما يحدث غرباً ، وما يحدث وما هو حدث شرقاً وما متوقع حدوثه ، وامامنا حصاراً وتآمراً ، وامامنا من يفكر في استمرار الشمولية والحكم الآحادي والانمائي الذي لا يحترم الرأي الآخر ، وامامنا كل ذلك والكثير .. واعترافات السيد الشيخ نريدها كاملة حتى تنجلي الحقيقة ولا نريدها متاجرة او انتقاماً لتكون الحقيقة امامنا دروساً وعبراً وتصحيح به حيرة هذا الوطن ونعالج بها امراضاً استوطنت العمل السياسي في بلادنا لنبني بعد ذلك سوداناً ظللنا نحلم به ، سودان يسع جميع ابنائه ، لا يعرف التمييز ، وسوداناً لدولة المؤسسات محصَّناً بالعدل والقانون والتسامح والمحبة والتكاتف .

    هذا ما نريده .. على الشيخ حسن أن يدلي بكل ما لديه وعلى الشيخ حسن ايضاً أن يعتذر لهذا الشعب عما ارتكب في حقه ، ونحن ننتظر وبإذنه تعالى سيتحقق ذلك يوماً وأن الايام القادمات حُبلى بالكثير الذي نرجو أن تكون ايام خير على الوطن وعلى شعب السودان الموحد .


                  

05-28-2007, 03:40 AM

ABDELMAGID ABDELMAGID

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    Quote: عليك الله القليل ادب منو ؟

    زول ضرب ليه شيخ قوق السبعين .. ومدعي بطولة كمان ..

    عليكم الله احترموا عقولنا ..عشان نحترمكم ..

    ماف زو بيحترم ليه زول بيضرب شيخ كبير


    و ما فى زول كمان بعدم ليو صبى عشان وجد فى حوزته نقد اجنبى !!! و بعد ده اجى اقول لينا ده تمكين ( للمشروع الحضارى !!! ) و جهاد فى سبيل الله !!!!!!
    بالمناسبة ! محمود محمد طه كان عمرو كم لما اعدم ! مش ( ضرب ! ) ؟؟؟؟
    احترموا عقولنا انتم ايها الكذابين من الكيزان و المضلللاتية و المهووسين و المنافقين !!!
    عبدالماجد
                  

05-28-2007, 10:37 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    الأحـباء الأعــزاء،
    مـحـمـد الـمخـتار الزيادي،
    عـمـروكـمال،
    عـبد الـمـاجـد عــبـدالـماجـد،

    تـحـياتي ومـودتي وشـكري عـلي مسـاهمـاتكـم الـموقرة القيـمـة،

    والكلام عـن حـسن الترابـي لـن ينقطـع طـالمـا هـو مازال يـمارس
    هـواية الفتاوي " الفشـنك " والتصـريـحات النارية لاثبات انـه
    ماإنتهـي سـياسـيآ ودينيــآ وانه رجـل السـودان القـو.

    شـخصـيآ اعـرف حـسن الترابي منذ عام 1964 واعـرف كيف يفـكر ومـتي
    يـبيـع ويشـتـري!!!! ومـتي يـكـذب ويـغلف افتـراءاتـه بفتاوي ماانزل
    اللـه بهـا مـن سـبـحـان وتروح صـحـف معـينة تلـمعـه وتـوهجـهـه.
    هـو أسـوأ دبلوماسـي ورجـل ديـن لـذلك اطاح به زمـلاءه الأسـلامـييون
    في ديســمبر 1999، وجــردوه من الأضــواء وبريـق الاعـلام.

    في عـام 1989 وبعـد اعتقال الطـالب مجـدي محجـوب تـوسـطـت عـائلة المـعتقل للتـرابي لاطـلاق ســراحــه ولكـنه رفــض كـل الوساطـات وتـم اعـدام مجـدي وصـودرت الأمـوال ن قبل صلاح كــرار ولـم تـدخل هـذه الأمـوال
    الي يــومنـا هـذاخــزينه الـدولة!!!!! ولـم يســأل احـــدآ في الـحـزب الأسـلامي اومـجـلس قيادة الانقلاب ايـن راحــت الأمـوال!!!!.

    وراح الـتـرابـي وبـدون اي خـجــل ويـدافـع عـن عــلي الـحـاج.......
    ..........................................................................................................................................


    الترابي:على الحاج برئ من اموال طريق الانقاذ.
    -----------------------------------------------
    Apr 20, 2007

    سودانيزاونلاين.كوم
    Sudaneseonline.com

    نيالا ـ اسماعيل حسابو:

    برأ زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي نائبه علي الحاج من التهم التي ظلت تطارده بنهب أموال طريق الانقاذ الغربي ، وحاصر طلاب جامعة نيالا أمس الترابي في حوار مفتوح بأسئلة تتعلق بتورط الحاج في نهب أموال الطريق ودوره ـ الترابي ـ في تفجير أزمة دارفور .
    وحظيت زيارة الامين العام للمؤتمر الشعبي لمدينة نيالا أمس باستقبال شعبي ورسمي من نائب والي جنوب دارفور عبد الرحمن فرح ، وذلك وسط اجراءات أمنية مشددة .
    وفند الترابي اتهامات طلاب جامعة نيالا بان علي الحاج لم يكن مسئولا عن اللجنة المالية لطريق الانقاذ الغربي ، موضحا ان دور نائبه كان يقتصر علي تعبئة اهل دارفور للمساهمة في تشييد الطريق ، وقال ان الناس لم يفهموا مقصده من عبارته المشهورة " خلوها مستورة " لأنه كان يقصد التغطية علي جهات تورطت في الفساد ، ونفي زعيم الشعبي مسئوليته وحكومة الانقاذ في تفجر مشكلة دارفور معتبرا ان الازمة ظلت موجودة منذ الستينيات من القرن الماضي .
    وأوصي المؤتمر العام التأسيسي الأول للحزب بجنوب دارفور امس بمجموعة توصيات لحل مشكلة دارفور ، حيث طالبت التوصيات الحكومة بالكف عن تمزيق مجتمع الاقليم ، اجراء محاكمات عادلة لكل من ارتكب جريمة وتعويض المتضررين ، اشراك اهل دارفور في سلطة العاصمة القومية وفي مؤسسة الرئاسة ، منح منصب نائب الرئيس للاقليم واعادة هيكلة القوات النظامية .

    Copyright by SudaneseOnline.com



                  

05-28-2007, 11:13 AM

محمد مكى محمد
<aمحمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    الاخ بكرى
    لك الشكر اجزلة..
    بالنظر للمقتبس التالى:-

    Quote: وعذاب داخل القبر، وهذا غير صحيح، فالإنسان حينما يموت تصعد روحه لله سبحانه وتعالى، أما الجسد فيتآكل وينتهي ولا يبعث مرة أخرى، وإنما يقوم الله سبحانه
    وتعالى بخلق جسد جديد من الطين الذي خلق منه الإنسان لنفس الروح”.


    2.
    وقال الترابي إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما وتوازيه بناء على هذا الأمر، بل أحيانا تكون أفضل منه ، وأعلم وأقوى منه .

    3. أجاز الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي (مسيحيا كان أو يهوديا ) ، قبل أن يصف أن القول بحرمة ذلك ، ( مجرد أقاويل وتخرصات وأوهام وتضليل ) الهدف منها جر المرأة إلى الوراء .

    4. واعتبر الترابي ( الحجاب ) للنساء، يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة ، " ولا يعني تكميم النساء " ، بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين ، والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار .
    5.
    .










    أعتقد هذا كلام هذا الرجل معقول جدا...
    محمد مكى
                  

05-28-2007, 11:43 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)



    بين شرعنا العتيق وشرع الترابي المبدل
    "عليكم بالعتيق وإياكم والمحدث".
    -------------------------------

    [email protected]:
    للاتصال بمدير الموقع الشيخ / الأمين الحاج محمد:
    ________________________________________________________


    الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً.

    والحمد لله القائل: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"1.

    وصلى الله وسلم وبارك على محمد بن عبد الله القائل: "تركتُ فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً، كتاب الله وسنتي".2

    ورضي الله عن عمر ذلكم المُحَدَّث الملهم حين قال: "ستجدون أقواماً يدعونكم إلى كتاب الله، وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدُّع، وإياكم والتنطع، وعليكم بالعتيق".3

    ورحم الله مالكاً الإمام، القائل في تفسير قوله تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ"4: (ما لم يكن يومئذ ديناً فلن يكون اليوم ديناً".5

    قلت: صدق عمر، إن ديننا لعتيق؛ يقول القحطاني في نونيته:

    وشريعة الإسلام أفضل شرعة دين النبي الصـادق العـدنان

    هو دين رب العالمين و شرعه وهو القديــم وسيـد الأديان

    هو دين آدم والمــلائك قبله هو دين نوح صاحب الطوفان

    وله دعا هود النبي وصـالـح وهمـــا لدين الله معتقـدان

    وبه أتى لوط وصاحب مـدين فكلاهمـا في الدين مجتـهدان

    هو دين إبراهيم وابنيه معــاً وبه نجا من نفحــة النيـران

    وبه حمى الله الذبيح من البـلا لما فداه بأعظـــم القـربان

    هو دين يعقوب النبي ويـونس وكلاهمــا في الله مبتـليان

    هو دين داود الخليفــة وابنه وبه أذل له ملـــوك الجان

    هو دين يحيى مـع أبيه وأمه نعم الصبي وحبذا الشيــخان

    وله دعا عيسى ابن مريم قومه لم يدعهم لعبادة الصـــلبان

    والله أنطقه صبياً بالهـــدى في المهد ثم سما على الصبيان

    وكمال دين الله شرع محمـد صلى عليه منــزل القرآن6

    هذا العتيق يريد بعض الأشقياء الجُرَّاء على الله أن يبدلوه ويطوروه، تارة بتقسيمه إلى ثابت ومتغير، وتارة بابتداع أصول جديدة، وتارة بدعوى تجديد أصول فهم النصوص، وأخرى بالاقتصار على القرآن ورد كل حديث لم يوافق أهواءهم، أويعرضهم لغضب الكفار ومساءلاتهم، أوحتى يوقعهم في حرج معهم.

    لقد ابتكروا من أساليب المراوغة، والخداع، والتشكيك في الأصول والثوابت ما الله به عليم، وهكذا شأن المبتدعين قديماً وحديثاً، فكل من خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي إلا بدين مبدل أومنسوخ.

    (ولهذا كان الصحابة إذا قال أحدهم برأيه شيئاً7 يقول: إن كان صواباً فمن الله، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه، كما قال ابن مسعود).8

    نقول لهؤلاء المشاققين للرسول صلى الله عليه وسلم، والمتبعين لغير سبيل المؤمنين جميعاً: إن تجديدكم وتطويركم مردودان عليكم.

    ونقول للمسلمين عامة: عليكم بالعتيق، وإياكم ومحدثات الأمور، واحذروا الرؤساء الجهال، فإنهم دعاة على أبواب جهنم، وعليكم بالعلم، بما كان عليه سلفكم الصالح.

    وبعد..

    فهل حقاً ديننا يحتاج إلى تجديد وتطوير؟ وهل حقاً ديننا لا يناسب هذا العصر؟ وأن أصوله قاصرة؟ وفقهاؤه سذج؟

    هذا وغيره ما يقوله إمام مبتدعي القرن العشرين الترابي، وسنمثل في هذه الصفحات لبعض هذه المقولات الشاذة، لنعلم أن الذي يريده الترابي دين جديد مغاير لما جاء به خاتم الأنبياء والرسل، ومخالف لديننا العتيق، وملفق من ملل وثقافات مختلفة.

    لنكون على بينة من أمر هذا الرجل، وليعلم من يدافع عنه أنه يدافع عن دين مبدل، ويتبع شرعاً مشوهاً، ورجلاً مبتدعاً، وداعياً من دعاة جهنم، من أطاعه إلى دعواه قذفه فيها.

    بين شرع محمد صلى الله عليه وسلم العتيق وشرع الترابي المبدل

    بين شرع محمد صلى الله عليه وسلم العتيق وشرع الترابي المبدل

    شرع محمد صلى الله عليه وسلم
    شرع الترابي المبدل:
    __________________________________________

    1. أن أصل الإنسان آدم عليه السلام خلقه من طين بيده وأسجد له ملائكته.
    1. أصل الإنسان قرد، مستدلاً بقياس إبليسي، حيث قال: (أيهما أفضل للإنسان، أن يكون أصله قرد أم طين؟).

    2. أول الخلق آدم عليه السلام.
    2. أول الخلق حواء، منافقة للنساء.

    3. الإيمان بالبعث وبالقيامة الجامعة.
    3. ليست هناك قيامة جامعة، وحجته: (أين الأرض التي تسع سائر الخلق؟).

    4. من ارتد عن الإسلام فقد كفر.
    4. أجاز للمسلم أن يبدل دينه لأي دين شاء، ولا يقال له أنت مرتد، دعك أن يُكفَّر.

    5. المرتد عن الإسلام عقوبته القتل، بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه"، ولقوله: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث"، منها: "التارك لدينه المفارق للجماعة" [متفق عليهما].
    5. رفع عن المرتدين حد الردة إلا إذا كانوا محـاربين، خلافاً لمن أقـام حدها على من عبدوه وألهوه، علي بن أبي طالب، وما فعله معـاذ بن جبل أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام، وفعله أبو موسى، وغيرهم كثير.

    6. كل من لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى، وغيرهم، بعد بعثته فهو كافر، للعديد من الآيات، وللحديث: "لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار".

    قال أبو موسى الأشعري: "ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في كتاب الله عز وجل، فقرأت فوجدت: "وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ" [هود:14].

    رواه الطبراني وأحمد ورجال أحمد رجال الصحيح، مجمع الفوائد ج8/ 264-265]
    6. رفع عنهم الترابي الكفر رداً للقرآن، والسنة، وإجماع الأمة.

    أما قوله تعالى: "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى" [المائدة:82]، التي يقف عندها أهل الأهواء، ولا يأتون بالتي بعدها: "وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ" [المائدة:83]، فقد نزلت في نصارى نجران، عندما جاءوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأسلموا على يديه.

    7. مصدر الوحي في شرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الوحي المنزل من عند الله قرآناً وسنة: "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى" [النجم: 3-4]، "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا" [الحشر: 7].
    7. وفي شرع الترابي المنفرد عن جماعة المسلمين العقل وما يوافق الهوى من النقل، يقول: (وتعلمون أن العلم الإسلامي له مصدران: أحدهما عقلي، والثاني نقلي، وهذان المصدران يتحدان في الإسلام، ويتناصران، ولا يمكن لأحدهما أن يستغني عن الآخر).

    [قضايا التجديد نحو منهج أصولي للترابي ص175]

    8. مصادر التشريع في شرعنا العتيق هي:

    القرآن الكريم.

    السنة النبوية.

    الإجماع.

    القياس.

    هذا ما كان عليه المسلمون، ولا يزالون حتى تقوم الساعة.
    8. أما في شرع الترابي، فالمصادر هي:

    العقل.

    قرارات الحاكم.

    الإجماع الديمقراطي.

    القياس الفطري الحر.

    [المصدر السابق ص211]

    هذه هي المصادر المعلنة، أما حقيقة فمصدر التشريع عنده واحد هو الهوى، هذه المصادر فصلها الترابي عندما كان هو الحاكم، لكن بعد عزله من الحكم لابد أن تكون هناك مصادر أخرى جديدة.

    9. الحكم في شرعنا لله: "إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهَُ" [يوسف: 40].
    9. وفي شرع الترابي للشعب، حيث قال: (إن أصول الإسلام لا تجعل للفقهاء ولا للعلماء نصيباً من وضع الأحكام الملزمة للمسلمين، فالفقهاء قادة طوعيون، لكن الشعب المسلم أوالجماعة المسلمة لها حق إلزام الفرد المسلم بسلطان الشورى – يعني الديمقراطية – والإجماع – الشعبي).

    وقال في موضع آخر من نفس الكتاب: (فإذاً يمكن أن نحتكم إلى الرأي العام المسلم، ونطمئن على سلامة فطرة المسلمين حتى لو كانوا جهالاً في أن يضبطوا مدى الاختلاف).

    وقال: (ومهما تكن المؤهلات الرسمية، فجمهور المسلمين هم الحكم، وهم أصحاب الشأن في تمييز الذي هو أعلم وأقوم)

    [المصدر السابق ص165و213].

    10. أهل الشورى – أهل الحل والعقد في شرعنا هم العلماء الشرعيون.
    10. وفي شرع الترابي الديمقراطي هم العامة والدهماء، من مسلمين، وكفار، ومنافقين.

    11. في شرعنا العتيق: "وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى"
    [آل عمران: 36].
    11. وفي شرع الترابي المبدل الأنثى مساوية للذكر، بل قد تفضله في أحيان لأنها تحمل كما زعم.

    12. في شرعنا العتيق لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون بحكم الله عز وجل
    12. وفي شرع الترابي قد يقدم الجاهلون الموالون للشيخ على غيرهم من العالمين.

    13. في شرعنا الدين كله ثوابت، وإذا استحدث شيء قيس على أصول الدين وقواعده.
    13. وفي شرع الترابي هناك ثابت وهو العبادات، ومتغير وهو ما سواها، بل لكل عصر ومصر ما يناسبه من عقائد وتشريعات.

    يقول الترابي: (ما دام الدين من حيث هو خطاب للإنسان وكسب منه واقعاً في الإطار الظرفي، فلابد أن يعتريه شيء من أحوال الحركة الكونية..) إلخ.

    [قضايا التجديد ص 12 للترابي]

    14. في شرعنا الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، لا يبطله عدل عادل ولا جور جائر، حتى يقاتل آخر هذه الأمة المسيح الدجال تحت قيادة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.
    14. وفي شرع الترابي: (هذا القول تجاوزه الزمن وتخطاه الفكر الإسلامي الحديث)، كما جاء في جريدة الأيام، الندوة التلفزيونية التي أجراها مع الترابي الصحفي بشير محمد سعيد رحمه الله.

    15. في شرعنا أصولنا كافية وصالحة لكل زمان ومكان.
    15. وفي شرع الترابي المبدل: (علم الأصول التقليدي ليس مؤهلاً للوفاء بحاجاته).

    [انظر قضايا التجديد للترابي ص 195]

    16. في شرعنا أفتى علماؤنا وحكم قضاتنا في الطلاق وغيره، ولا يزالون يفتون ويقضون، وما احتاجوا لعلم إحصاء.
    16. وفي شرع الترابي المبدل لا يفتي في الطلاق إلا من له معرفة بالإحصاء، يقول: (وما لم يعرف – الفقيه – الإحصاء لا يستطيع ترجيح رأي في الطلاق على رأي آخر، باستقراء مدى النتائج التي تؤدي إليها فتواه وخطورتها، وأثرها على سلامة الأمة واستقرارها على مصالح المجتمع).

    [قضايا التجديد ص 214]

    17. في شرعنا النبوة والرسالة اصطفاء واختيار من الله عز وجل: "اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ" [الحج: 75].
    17. وفي شرع الترابي المبدل تقليداً للفلاسفة الضُّلال أن النبوة اكتساب، ولهذا زعم أنه لو جاءته الرسالة لأداها أحسن وأفضل مما أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    18. في شرعنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق قاطبة.
    18. أما في شرع الترابي فإنه يدعي أنه أعلم من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي مرة قال هو أعلم منه في شؤون الدنيا لأنه يعرف القانون واللغة الفرنسية، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يتعلم الفرنسية.

    19. في شرعنا – عند أهل السنة – الأنبياء معصومون فيما يبلغونه عن الله، وعن الشرك، والكبائر، والصغائر، قبل وبعد البعثة.
    19. وفي شرع الترابي معصومون فقط من الناس.

    20. في شرعنا الصحابة كلهم عدول، بتعديل الله ورسوله لهم.
    20. وفي شرع الترابي منهم مجرحون، فهو يختار من رواياتهم ما يناسب هواه.

    21. في شرعنا المرأة ليس لها حظ في ولاية الرجال، لا كبرى ولا صغرى.
    21. وفي شرع الترابي أجاز للمرأة أن تلي الولاية الكبرى والقضاء، وأن تؤم الرجال.

    22. في شرع محمد صلى الله عليه وسلم يجب الإيمان بجميع أشراط الساعة الصغرى والكبرى التي أخبر بها الصادق المصدوق، وهذا جزء لا يتجزأ من الإيمان باليوم الآخر.
    22. في شرع الترابي التكذيب بجميع أشراط الساعة الكبرى، مع التركيز على إنكار نزول عيسى عليه السلام، مع الاستخفاف بذلك كما زعم: (ليس هو في إجازة في السماء).

    23. الغناء والموسيقى في شرعنا محرمات، وقد نقل الإجماع في ذلك عدد من أهل العلم، إلا زلات وهفوات من البعض، والله يغفر لهم، والغناء في شرعنا إنما يفعله ويمارسه الفساق كما قال مالك، وقال أحمد: ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل.
    23. وفي شرع الترابي المبدل سبب من أسباب دخول الجنة، وقد زعم أن الآلات الموسيقية قد تابت وأنابت على يديه، بل يعتبر الترابي الفن بكل أشكاله: رقصاً، وغناءً، وموسيقى، قسماً من أقسام التوحيد والعقيدة، حيث قال: (إن فقه العقيدة الموروث الذي نشأنا عليه لا يجعل الفن شعبة من شعاب إيماننا وتوحيدنا، ولا يهيئنا أن نذكر الله بالجمال وصيغه، ولا نعبده من خلاله)

    [كتاب قيمة الدين – رسالة الفن، للترابي، الناشر اتحاد طلاب جامعة القاهرة بالخرطوم].

    24. في شرعنا الأنبياء والرسل مكان تقديرنا وإجلالنا، قال تعالى: "وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ" [ص:47].
    24. وفي شرع الترابي محل ازدراء واستخفاف وتندر، نحو زعمه:

    أن إبراهيم عليه السلام كان مشركاً، وأنه كان يعبد الكواكب قبل البعثة.

    وأن يونس عليه السلام شرد وكان مغاضباً لربه.

    وفي أحيان كثيرة يردد ضلال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

    تندره بأكل آدم عليه السلام من الشجرة.

    25. في شرعنا أوجب الله على الأمة إجلال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتعزيره، وتوقيره: "وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ" [الفتح: 9].
    25. وفي شرع الترابي الضيق بالإكثار من الصلاة والسلام عليه.

    26. في شرعنا الرسول صلى الله عليه وسلم مبيِّن لمراد الله في القرآن.
    26. أما في شرع الترابي فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكنه أن يفسر القرآن لهذا العصر، لأنه لا يعرف اللغات الأجنبية، ولا علم له بالحاسوب كما زعم.

    [من محاضرة له بكلية الطب جامعة الخرطوم في 30/4/1995م].

    27. في شرعنا الإيمان أن في الجنة حور عين، مصداقاً لقوله: "حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ" [الرحمن: 72].
    27. وفي شرع الترابي ليس هناك حور عين، تكذيباً للقرآن والسنة، ومنافقة للنساء بأنهن فقط نساء أهل الجنة.

    28. في شرعنا أن أفضل القرون أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم.
    28. وفي شرع الترابي التطاول على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    29. في شرعنا خلافة عثمان رضي الله عنه راشدة.
    29. وفي شرع الترابي خلافة عثمان رضي الله عنه فاسدة.

    30. في شرعنا لا تقبل شهادة المرأة إلا في الأموال، لأن البلوى عمت بها، وحتى في الأموال إلا إن كان معهما رجل: "فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ" [البقرة: 282].

    وكذلك تقبل شهادتها في المسائل التي لا يطلع عليها الرجال، كشهادة القابلة مع اليمين.
    30. وفي شرع الترابي فقد جعل شهادة المرأة مساوية لشهادة الرجل، إن لم تكن زائدة عليه، تكذيباً لكتاب الله عز وجل.

    31. في شرعنا الإسراء والمعراج بجسد وروح الرسول صلى الله عليه وسلم، في جزء من ليلة، من معجزات نبينا الكبرى.
    31. أما الترابي فقد كذب هذه المعجزة، ورد قوله عز وجل: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ" [الإسراء: 1].

    32. في شرعنا الإيمان والتصديق بتحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، مصداقاً لقول حبيبنا: "التمسوها في الوتر من العشر الأواخر".
    32. وفي شرع الترابي ليس هناك ليلة قدر كما زعم.

    33. في شرعنا لا يحل للكافر الكتابي تزويج المسلمة، لقوله تعالى: "لا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ" [الممتحنة: 10].
    33. أما الترابي فقد أجاز لليهود والنصارى تزويج المسلمات، رداً لكتاب الله ولإجماع الأمة.

    34. حثنا نبينا بالاعتصام والتمسك بسنته فقال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليه بالنواجذ"، وقال: "ومن رغب عن سنتي فليس مني".
    34. أما الترابي فقد رغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبرأ منها بقوله: "أنا لست سنياً"، وتمادياً في الخداع والمراوغة: "ولست شيعياً".

    35. لقد حرم شرعنا اختلاط النساء بالرجال الأجانب.
    35. وفي شرع الترابي فإن الاختلاط بين الجنسين يعتبر ضرورة من الضرورات، حيث قال في كتيب "المرأة في تعليم الإسلام": (إن عزل الرجال عن النساء مضر بالمجتمع، وينشر فيه الرجس وعدم الطهر).


    تكذيباً لقول الله عز وجل: "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" [الأحزاب: 33].

    36. في شرعنا العمل بالأحاديث التي تلقتها الأمة بالقبول، سيما حديث الصحيحين.
    36. وفي شرع الترابي رد كثير من الأحاديث التي تلقتها الأمة بالقبول، بل التهكم بذلك، كتهكمه بحديث الذباب، الذي قال فيه: (آخذ فيه بكلام الطبيب الكافر ولا آخذ فيه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أسأل عنه عالم الدين)، والأمر في الحديث أمر إرشاد، ولكن نعوذ بالله من مرض القلوب.

    37. في شرعنا في إقامة القصاص والحدود حياة لأولي الألباب.
    37. وفي شرع الترابي في إقامة الحدود مصادمة لحرية الفكر، والحرية الشخصية، بدءاً بالردة، ومروراً بحد رجم الزاني، وانتهاءً بحد الخمر، حيث أباح لإخوانه المخمورين أن يشربوا الخمر لمدة عام، وبعد ذلك أن يشربوها فإن لم يزعجوا أحداً فلا حرج ولا حد عليهم.

    حيث قال: (هكذا أرجو أن يكون شأننا مع أهلنا المخمورين، كأننا عند سريان القانون سندخلهم في معتقل واسع يحول بينهم وبين الخمور في مظاهر الحياة العامة، وتتاح لهم لعام كامل رخصة قانونية لتعاطي الحرام في خاصتهم، حتى يهيئوا أنفسهم، ثم يقع الحظر وتجف الخمر).

    [في كتابه "نظرات في الفقه السياسي ص 171"]

    رداً لقوله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر، والحرير، والخمر، والمعازف".

    [البخاري وأبو داود].

    38. في شرعنا حب العلماء، واحترامهم، وتقديرهم، وإجلالهم من الإيمان.
    38. وفي شرع الترابي التطاول على العلماء والاستخفاف بهم أحياءً وأمواتاً من سمات الساعين لتبديل الدين وتغييره، حيث نال منه العلماء من السب، والشتم، والانتقاص ما لم ينالوه من غيره من أهل الأهواء.

    39. الولاء في شرعنا لله، ولرسوله، وللمؤمنين.
    39. الولاء في شرع الترابي له ولما ابتدعه من أقوال وآراء، فالمعروف ما عرفه الترابي، والمنكر ما أنكره.

    40. في شرعنا أعقل الناس أعذرهم للناس.
    40. أما الترابي فلم يعتذر قط لأحد، وما قبل عذراً من أحد، كما صرح بذلك عدة مرات وافتخر.

    41. في شرعنا عقيدة سلفية، وهي متصلة السند إلى جميع أنبياء الله ورسله.
    41. وفي شرع الترابي كما قال: (ينبغي للعقيدة أن لا تكون سلفية).

    42. في شرعنـا: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْـلاَمُ" [آل عمران: 19].

    "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [آل عمران: 85].
    42. أما الترابي فهو من دعاة وحدة الأديان، وقد سعى لقيام حزب شيطان سماه زوراً وبهتاناً بالحزب الإبراهيمي، ليجمع فيه بين المسلمين، واليهود، والنصارى.

    43. في شرعنا التحذير من زلات وسقطات أهل العلم، ومن شذوذاتهم.
    43. وفي شرع الترابي إذا وجد زلة أوسقطة لأحد أهل العلم استند عليها، وبنى عليها ما تهواه نفسه.

    44. التقية في شرعنا لدرء خطر الكفار والمنافقين عن الدين، وهي صنو المداراة.
    44. أما في شرع الترابي فالتقية وسيلة لإخفاء النيات والعقائد، ولخداع أهل السنة، كما هو الشأن عن الرافضة.

    قال الصحافي أمير طاهر في صحيفة الشرق الأوسط: (وهناك مقابلة أخرى مطولة أجراها مع الترابي الصحافي الفرنسي "ألان شيفاليرييه"، وفي هذه المقابلة يقول الترابي: إنه دأب على ممارسة "التقية" لإخفاء النيات والعقائد، باعتبارها وسيلة سياسية مشروعة).

    [العدد 7692، الإثنين 12 من رمضان 1420]

    45. في شرعنا الحث والحض على كتب السلف وتفاسيرهم.
    45. وفي شرع الترابي التحذير من تفسير السلف وكتبهم، حيث جاء في دستور اللوبي التجديدي، وهو عبارة عن خلية سرية أنشأها الترابي داخل الحركة الإسلامية المنكوبة، لبث ونشر آرائه هذه، التحذير من أمهات كتب التفسير: الطبري، والقرطبي، وابن كثير رحمهم الله؛ ولهذا عوضهم الترابي بتفسيره "الهواوي" "التفسير التوحيدي".

    46. الحجاب في شرعنا أمر شرعي.
    46. وفي شرع الترابي عادة عربية ليس إلا.

    47. نؤمن في شرعنا أن القبر إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار، وأن نعيم القبر وعذابه حسي، يصيب الجسد والروح معاً.
    47. وفي شرع الترابي لا نصيب للجسد من النعيم والعذاب، رداً للقرآن: "النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" [غافر: 46]، ولحديث إقعاد الملكين للميت في قبره.






    لهذا كله، ولغيره مما لم يبح به بعد، فإن الشرع الذي يريده الترابي ويدعو له مخالف لشرع نبينا وحبيبنا العتيق، وأن الإيمان بما جاء به الترابي يوجب الكفر بما تركنا عليه محمد صلى الله عليه وسلم.

    فمن أتى ساحراً وصدقه فيما يقول فقد كذب بما أنزل على محمد، فكيف بمن أتى بالطوام العظام والمخالفات الجسام لما هو معلوم من الدين ضرورة؟

    وفي الختام أود أن أذكر الذين يشككون فيما نقول، ويسيئون الظن بكل من رد على الترابي، أننا نتحدى الترابي أن ينكر طامة من هذه الطوام، فإن أنكر فإنا ندعوه إلى مباهلة علنية، فإنا أوإياه لعلى هدى أوفي ضلال مبين.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، ولعائن الله مصحوبة بغضبه على الدجالين الكذابين، المبدلين لشرعنا، الخاسرين في الدنيا والآخرة.

    للاتصال بمدير الموقع الشيخ / الأمين الحاج محمد
    [email protected]

                  

05-28-2007, 04:38 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    ملف الفساد المالي للأنقــاذ !! للمشاركة في الحصـر والتوثيـــق.

    فضيحة طريق الإنقاذ الغربي .
    -----------------------

    ahmed haneen
    05-01-2004, 10:32 م

    سودانيزاونلاين.كوم
    Sudaneseonline.com


    أما بخصوص فضيحة طريق الإنقاذ الغربي فهذه كانت القشة التي قسمت ظهر بعير الإنقاذ ،، فقد فاحت رائحة الفساد الكريهة في شوارع البلاد بعد أن اختلف السارقون وتضاربت مصالحهم ،، فقد اختفت بقــدرة قـادر ( خمسون مليون دولار ) بين اللجنة الإدارية الخاصة بالطريق ووزارة الطرق والكباري وبنك السودان والمؤسسة الخاصة بتوزيع السكر وشركة سكر كنانة ،،
    هذا المبلغ تم تحصيله من الفرق بين سعر سكر التموين (البطاقة) لولايات الغرب وبين سعر السكر التجاري في السوق ،
    ما هي الجهة المسئولة عن هذا التحصيل؟؟؟
    ماهي كمية السكر المخصص لتموين ولايات الغرب ؟؟؟
    كم يبلغ الفرق بين السعرين عن كل رطل ؟؟
    اين تجمع هذه الأموال ؟؟ ومن يملك صلاحية التصرف فيها ،،،؟؟؟
    كل إجابات هذه الأسئلة تشكل إضاءات في طريق التعرف علي حقيقة ما جري وكيف كانت تسير الأمور في الخفاء ؟؟؟
    وقد ظهرت بعض الاجتهادات لاحقا وهي تفسر اوجه صرف هذه المبالغ ،، علي سبيل المثال ، تردد أن جزء من هذا المبلغ قد صرف في دعم إدريس دبي في انتخابات الرئاسة التشادية،، وبعضها في دعم الجبهة الإسلامية في الجزائر،، وبعض الولايات المسلمة في نيجريا ،، والله اعلم ،،
    تبودلت الاتهامات وأثيرت زوبعة فارغة دون أن تحاسب أحدا ،، وتسرب للأنباء أن الهادي بشري بصفته وزيرا للطرق سوف يقدم تقريرا عن أموال الطريق أمام المجلس الوطني ،، ولكنه لم يفعل ،، أمام تهديدات علي الحاج ،، وكل ذلك كان في إطار بداية الصراع الداخلي بين الأنقاذيون ،، ثم اقفل الملف وتم إعفاء الهادي بشري من منصبه وإرساله واليا للنيل الأبيض ،، وعاشت القصة مستورة
    وهنا يظهر عجز حكومة الإنقاذ عن محاسبة السارقين وقد تجلي هذا الأمر في خطاب البشير في احدي زياراته لولايات الغرب حيث قال بالحرف الواحد
    ( انه يشكو من نهبوا طريق الإنقاذ لله ) فتعجب
    هكذا لا حساب هنـا بل الحساب يوم الحساب ويظل أهـل الغرب في انتظــار ذلك اليوم لمعرفــة الحقـيقــة
    فإذا كانت الحكومة تشكوا من نهبوا لله ( ونعم بالله ) فماذا نفعل نحن لمن نهبوا وسرقوا وفسدوا واختلسوا وارتشوا هل نشكوهم للحكومة لتقـوم الحكومة نـيابة عنا بشـكوهم لله وإلا فلمن قــد أعــدت القوانيـــن والعقوبات التي قطعت يد المختلس قبل ذلك ،، ولمن الشرطة والسجون ، وكيف تعجز الحكومة عن محاسبة هولاء وهي التي أعدمت مجدي محجوب فتأمل،، ولا تفسير لعجز الحكومة آلا أنها هي من نهب وسرق كوته السكر من أطفال الغرب الذين ضحوا بها لصالح الطريـق،، ووفقـا لهذه الشكـاوي وهذا العجز فيجب علي الحكـومـة أن تشكــو لله من نهــبــوا بنـك نيــــما والبنــك الإسـلامي لغـرب السـودان – وأصحـاب المحاليــل الوريـديـة الفاسـدة – – وقضيـة المواصفــات وحريق بنــك السودان – وصـقر قريـش وشركــاه – والقائمة تطـول وتطـول وعلي هذا يجب أن تترك الحكومة وظيفتــها كحاكمة وتتحول إلى شاكية ( فالشكوى لغير الله مذلة)
    وهنا تدور أسئلة علي الجميع مواجهتها ،،
    • انهم الآن يتفاوضون للحفاظ علي ما نهبوه دون أن تطالهم المحاسبة وان يبعدوا أموالهم عن أعين الجماهير وأجهزة الرقابة فماذا نحن فاعلون ؟؟؟ هل ندعهم يفلتون بما نهبوا ؟؟؟
    • أن هذه الأموال يوظفونها ليجمعوا حولهم الأرزقية واصحاب دعوني أعيش وتمكنا ،، وأي ضرر في هذا ؟؟ وكيف يواجه ؟؟
    • هل اتفاقية السلام القادمة تتضمن بندا خاصا بالمحاسبة ؟؟؟
    • هل نثق بالقوي السياسية الحالية بما فيها الحركة الشعبية أن تساهم في أن يسترد الشعب حقوقه المنهوبة ؟؟؟ أم تراه عفا الله عما سلف!!!

    .................................
    .................................
    .................................
    "الترابي:على الحاج برئ من اموال طريق الانقاذ"!!!!!!!.

                  

05-28-2007, 08:03 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    مـوضــوع رقــم " 1 " .
    ------------------------

    تعقيب حول تصفية الجنرال الزبير محمد صالح.
    --------------------------------------

    منعم سليمان:

    May 2, 2007, 23:02

    سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com
    مقالات و تحليلات:


    تعقيب حول تصفية الجنرال الزبير محمد صالح:
    ________________________________________

    (كانت نتاجا طبيعيا للصراع الداخلي للجناح العسكري في تنظيم الجبهة الاسلاميه و تمثل ذلك في العلاقة ما بين الرئيس و نائبه فيما يختص عملية صناعة القرار حيث كانت تصفيته
    عمليه في غاية التعقيد بالنسبة لعمر البشير و يكمن السر في ان البشير كان يخشى ان يلقى نفس المصير اذا ما فتح الباب بمصراعية امام ظاهرة اغتيال رجالات الدوله المهمون و خصيصا رجل دوله في وزن الفريق الزبير لما يتمتع به من قدره قيادية فائقة و انضباط عالي المستوى و احترام لا مثيل له بين القاده العسكريين في القياده العامه لقوات الشعب المسلحة داخل الخرطوم و خارجها مما جعله يشعر احيانا بانه رجل المرحله
    و انه الرجل الاول و الانسب لقيادة اركان الجيوش و لم يكن مستبعدا ان يجد البشير يوما نفسه و قد رمي به في مذبلة التاريخ برصاصة قناص اثناء رقصه العديله و الذين او النار و لعت في الساحة الخضراء امام
    شعبه المسكين و لكن لحسن الحظ فقد و قف الترابي الي جانبه آنذاك حين قال قولته المشهوره لكل زمان دولة و رجال ) الرائد ابو حراز

    لقد اشرت في حلقة من حلقات المارشال الراقص الى الجنرال الزبير صالح . وبحكم معلومات قريبة من مصادر وقتها .رايت ان انقل اليكم هذه المداخلة .
    لم يتمع الزبير صالح بكفاءة عسكرية عالية في الجيش كما ايضا حال المارشال البشير .ولقد فشلا في اجتياز امتحان اركان الجيش المعروفة للانتقال من رتب الميجور الى لويتنان ميجور .مرتين . وهيئة القادة والاركان حسب قانونها المعدل في عهد المارشال الخواض عام 58 تجيز منح الضابط شارة الاركان حين تصل دفعته الى رتبة الكلونيال حتى وان اخفق في اجتياز الامتحان المعد له. ولم يحرز نجاح في الدورات العسكرية. وهذا كان حال المارشال البشير والزبير. وبكري صالح ايضا.
    كما لم يخض اي من الرجلين معارك قتالية يشهد له طوال فترة الحرب الاهلية في جنوب البلاد والتي قاتل وقتل فيها قوات الشعب المسلحة ببسالة.
    الجنرال صالح لم يكن ضمن الخلية الاسلامية في داخل القوات المسلحة بل لم يكن اسلاميا اصلا ، فقد كان ضمن تيارات القوميين العرب ضمن خلايا اليساريين في الجيش وكانوا نشطين. وكان قد اخفق صالح في عهد حكومة المهدي في انقلاب وضع بسببه السجن قبل حلول شهر جونيه. وتزامن التحرك من اجل الانقلاب داخل القوات المسلحة للتيار الاسلامي مخططان اخران للبعثين والشيوعيين داخل الجيش ذاته. وتم تحالف بين التيار الاسلامي والبعثي الذي ضم الى جانب الزبير البراقدير عبد الرحمن سر الختم والكلونيل محمد مصطفى الدابي وذلك بغرض تصفية الخلية الشيوعية الحمراء نهائيا في الجيش. لكن كانت الخطة ايضا تهدف الى تصفية كل التيارات داخل الجيش عدا الاسلاميين . وبدا بالبعثيين.
    تيارا نشطا من القوميين العرب تم استدراجهم ايضا الى مصيدة اعدم فيها 28 ضابطا في نهاية شهر الصوم عند المسلمين .وافلت واحد لانه كان عيننا للاسلاميين وهو الكلونيل محمد مصطفى الدابي الذي خان اصدقائه واعفي واحد اخر . فقد كانوا ثلاثين. زكان الدابي هو يدي ر ملف ضباط الخلبة المستدرجة . قيل انه تعرض الى تهديد وابتزاز .
    ويذكر ان الكلونيل الدابي ذهب عقب مجزرة الضباط الى قصر غردون الرئاسي ليرفع التمام للمارشال البشير وكبار قادة الجبهة الاسلامية بعد اكمال مهمته . وتسليم ملف الخلايا النائمة في الجيش الى الزبير صالح . واعيد بعد ذلك هو سر الختم الى صفوف الجيش وتم ترفيعهما . ولهذه الخيانة تقال سرا ان الجنرال الدابي لحقته لعنة الكدرو . ضمن الامثال في مدرسة الاستخبارت العسكرية .
    هناك غموض في مصراع الجنرال الزبير صالح . صحيح . والتحقيقان المنفصلان اللذان اعقبا حادث سقوط طائرته الذي اجراهما فريق من جهاز الامن العام وفريق من استخبارات الجيش لم تصل لى نتيجة متفقة . وويقول بعض الضباط انهم اجبروا على اتلاف بعض الحقائق. وهكذا تم التكتم . لربما لضعف في اساليب التحقيق لدى السودانين عامة اي ضعف مهني .والى ذلك يعزى كثير من التحقيقات الفاشلة في السودان مدنية وعسكرية.
    لكن يجب ملاحظته ان الجنرال محمد الدابي كان له نفوذ في لجان التحقيق بصفته ينوب عن الجنرال عربي في ادارة استخبارات الجيش وقتها ، وعربي ايضا لقى مصرعه في حادث مماثل لطائرة انتنفوف عسكرية عقب ثلاث سنوات من ذلك . وقتل خمسة عشر ضابطا الى جانب الكلونيل شمس الدين سرور نائب وزير الدفاع وقتها.
    رجح مقتل الزبير صالح الى خلل فني في الطائرة . وهي افة اصابت الطائرات الروسية من طراز الانتنوف للشحن المملوكة للجيش السوداني وتتكرر تلك الحالات في دولة كثيرة منها ايران وكذالك روسيا ايضا . لكن يرشح ان مقتل الجنرال صالح ياتي ضمن حلقة مواصلة التيار الاسلامي لتصفية عناصر القوميين العرب داخل الجيش ، خاصة ان الزبير بدات افكار واضحة تظهر له حول تفسيره للاهداف الاساسية من انقلاب جونيه 89 الذي حل هو نائبا فيه . وكان يجنح الى ضرورة وقف ما اسماه (السخف حول تطوير منهجية اسلامية) تحكم الدولة . ويجب الاهتمام بالتنمية الاقتصادية والبشرية بالبلاد التي جاء الانقلاب بسببه في تقديره . غير انه هو ايضا كان جزء من ذلك السخف في كثير من الاحيان .
    اخيرا ::يجب الركيز حوله ان جميع الصراعات السياسية داخل مؤسسات الجيش السوداني كانت فوقية بمعنى انها كانت تخص النخبة العسكرية لمؤسسة الجلابة الاستعمارية في السودان . بحكم وجود خمس الف من اصل سبعة الف ضابط ينتمون الى الاقليم الشمالي . اي بنسبة تصل 75 % في هيئة اركان الجيش ونكتب احيانا خطا 62 % . ويجب ملاحظته ان كل المشاركين وقادة الخلايا كانوا جلابة شماليين . والملاحظ جميع من ذكر اعلاه ينتمون الى الاقليم الشمالي .
    وحتى في الانقلاب الذي قاده اسميا المارشال بشير ونائبه صالح هو انقلاب شمالي لكن تم احداث مشاركة ديكورية سمح ببقاء ثلاثة من الغرابة هم الميجور تيجاني طاهر ، والميجور محمد خليفة ، والكلونيل ابراهيم ايدام . وثلاث جنوبين هم الكلونيلات: دومنيك كاسيانو ، ومارتن اروب،و بيو يكوان . وواحد من الوسط الكلونيل فيصل مختار . بينما حصل شرق السودان على صفر كبير .
    لم يتمكن الديكوريين السبعة من احداث اي تغير في المعادلة بالطبع .بينما استاثر الشمالية بالسبعة الاخريين ، وبالادارة التنفيذية للانقلاب . وكان الجنرال صالح من دعاة التاصيل الجلابي اي بقاء الشمال النيلي متفوقا بحكم سابق تعليمه . وبحكم الكمية الكبيرة من النخب المفرزة على الساحة السياسية والعسكرية والمدنية.
    وظهرت نواياه عقب بلوغ المحادثات مع متمردي الجيش الشعبي وقتها مرحلة حاسمة في اتفاقية الخرطوم للسلام . وكانت المفاوضات قد خاضها فعليا اثنين من الغرابة هما الكلونيل خليفة ، والطبيب على الحاج ورافقهم المهندس ادم الطاهر حمدون. لكن الجنرال صالح وافق جماعة باتت تعرف (بالتلموديين الجلابة) وهي فئة متطرفة للشمالية في قصر غردون بضرورة تحويل ملف السلام الى الدكتور نافع نافع عضو الجماعة وهو مسئول رفيع بالدولة . واسند الدكور نافع بفريق جديد في غالبه جلابة شماليين . وكتب جهود الغرابة في التفاوض باسمه هو واسم الفريق التالي . كما سجل كل جهود الغرابة المقاتلين في الجنوب عساكر ومليشيات مسلحة باسم الشماليين الجلابة من انصار الحزب الالاسلامي وضباط جيش .وليس حتى باسم الحزب الذي كانوا ينتمون اليه ويشاركون سويا ادارة الدولة. او باسم المؤسسة العسكرية التي تصل فيها نسبة الغرابة الجيش في كل الوحدات 75 % بينما تصل نسبة الشماليين 1 % ظباط.
    _______________________________________________________________________________


    مـوضـوع رقـم " 2 ".
    -------------------------

    رائد جلال البدوي ابوحراز

    [email protected]:

    المكان: Sudan

    منتــــديات ســـودانيز أون لاين فهرس المنتدى -> المنبر الحر لسودانيزاونلاين:

    ارسل: الثلاثاء ابريل 24, 2007 4:17 am

    موضوع الرسالة: اسباب و ملابسات اعدام اللواء الزبير محمد صالح فريق :
    ----------------------------------------------------------------

    تصفية الفريق الزبير محمد صالح كانت نتاجا طبيعيا للصراع الداخلي

    للجناح العسكري في تنظيم الجبهة الاسلاميه و تمثل ذلك في العلاقة ما

    بين الرئيس و نائبه فيما يختص عملية صناعة القرار حيث كانت تصفيته

    عمليه في غاية التعقيد بالنسبة لعمر البشير و يكمن السر في ان البشير

    كان يخشى ان يلقى نفس المصير اذا ما فتح الباب بمصراعية امام ظاهرة

    اغتيال رجالات الدوله المهمون و خصيصا رجل دوله في وزن الفريق الزبير

    لما يتمتع به من قدره قيادية فائقة و انضباط عالي المستوى و احترام

    لا مثيل له بين القاده العسكريين في القياده العامه لقوات الشعب المسلحة

    داخل الخرطوم و خارجها مما جعله يشعر احيانا بانه رجل المرحله

    و انه الرجل الاول و الانسب لقيادة اركان الجيوش و لم يكن مستبعدا ان يجد

    البشير يوما نفسه و قد رمي به في مذبلة التاريخ برصاصة قناص

    اثناء رقصه العديله و الذين او النار و لعت في الساحة الخضراء امام

    شعبه المسكين و لكن لحسن الحظ فقد و قف الترابي الي جانبه آنذاك

    حين قال قولته المشهوره لكل زمان دولة و رجال .

    و بالتالي كان حريا بالرائد شمس الدين ان يتقاسم الكعكه مع شيخه الجليل

    و يقوم ببيع الفريق بثمن بخس مقابل ان تكون له الكبرياء و الطاعه

    و الخلافة العسكرية على ارض الميدان بعد دفن الفريق الزبير و مواراته

    الثرى و هكذا كان خيار اعدام الزبير امرا لابد منه في حسابات الجميع حتى

    يتثنى لهم صناعة القرار كيفما يشاءون دون رقيب او حسيب .

    وهنا يجدر بنا ان نذكر اصحاب الحظوظ و المنفعة من وراء اعدام الزبير

    و نسلط الاضواء على تلكم الشخصية المتسلقه الغادره و التي نفذت الاعدام

    داخل الطائرة بترتيب في غاية الدقه و السرية بين رجالات الاستخبارات

    التابعون للبشير حيث اقدم الطبيب الطيب ابراهيم محمد خير باعدام

    الزبير بمسدس كاتم صوت في موءخرة الجمجمه و قع على اثرها الفريق

    جثة هامده و من ثم قام رجل الاستخبارات الكابتن باتمام الفاصل الرئيسي

    بنجاح حيث قام بعملية الهبوط الاطراري و هو الان خارج السودان و قد

    تمت مكآفاته بتعيينه ممثلا للسودان في احدى الدول المتقدمه .

    فالطيب سيخه نجده هو الاخر صاحب مصلحة كبيره من وراء هذة العمليه

    لان الحصول على توقيعات تحمل ملايين الدولارات من دون معرفة السبب

    او الجهة التي ستدير الاموال كان امرا شبه مستحيلا في مكتب الفريق

    بينما يستطيع الطيب سيخه بكل سهوله و يسر ان يمرر مثل هذة الطلبات

    في مكتب البشير لانه رئيس بدون رئاسه و لانه ايضا مسير و ليس مخير.

    و ايضا تمسك الجناح السياسي في الجبهة بقيادة الترابي و طه آنذاك

    بضرورة تصفية هذا الرجل و الذي يمثل حجر عثرة كبيره امام تحقيق

    اهدافهم الشخصيه تحت مسمى الاستراتيجيه القومية الشامله هذا البرنامج

    الذي خدعوا به الشعب طيلة السنوات الماضيه.

    لقد اثبت البشير باعدامه للفريق الزبير محمد صالح انه رجل ضعيف و غير

    قادر على فرض شخصيته المهزوزه امام رجالات الدوله الاقوياء و لقد ظهر

    ذلك جليا و بصورة و اضحة يراها كل من ساعدته الظروف يوما على دخول

    القصر الرئاسي فقرارات البشير لا تعنى سوى حبر على ورق و قبل ان يجف

    يكون الفريق قد اصدر مرسوما بذات الخصوص و يقوم بتمريره للجهات

    المعنيه لتنفيذه على الفور و بالنسبة لي و لبقية الزملاء الضباط يهمنا

    في المقام الاول ان تظل الموءسسة العسكرية شامخة و قوية و قادره على

    ادارة شئون البلاد و بسط هيبتها بالاوامر العسكرية الحكيمة و الصارمة

    و الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بامن البلاد

    ووحدته و ليس الانقياد وراء قرارات او ندوات يصدرها صاحبها و هو يرقص

    كبائعة الهوى امام اجهزة الاعلام المحلية و الدولية .

    و اذكر هنا للامانة و التاريخ انه في ليلة من الليالي و بينما كنت ذاهبا للقصر

    لمكتب الفريق داخل القصر الجمهوري عند الساعة الواحده صباحا لانني

    اعرفه جيدا يحب مزاولة شئون الدولة ليلا .

    وصلت الي مكتبه فوجدته مستعدا للخروج فبادرني قائلا انا مستعجل عليك

    بالقصر و شئونه و ساعود و في امان الله و بعد مرور ثلاثه او اربعة ساعات

    عاد عند الفجر و الغضب يتطاير من عينيه كالشرر و هو يردد كلمة استغفر

    الله العظيم على الدوام فاقتربت منه لانه لا توجد بيننا اى حواجز رسميه

    ووقفت امامه حيث صاح و هو يقول بصوته ذو النبرة الحادة كيف يعقل ان

    نسلم امور الدولة و اركان جيشها لرجل مائع ليس له سوى الرقص و الغناء

    و العربدة و المجون .

    اتدري يا جلال انني عندما خرجت من هنا مسرعا كان اتصل بي طالبا

    مرافقتي له لتفقد احوال الرعية عندها ظننت انه صادق فيما يقول و هرعت

    اليه مسرعا كما شاهدتني فوجدته قد و ضعني بصورة مباشرة في موقف

    محرج مع نفسي و ربي و تاريخي حيث و صلنا الي منزل احد الفنانين

    الموسيقيين في منطقة امدرمان لا داعي لذكر اسمه و ايقظ الرجل حوالي

    الساعه الثالثه صباحا قائلا له قم يا فلان و الله ياريت لو تسمعنا شيئ من

    الغناء بالعود و حقيقة الامر يبدو ان المسكين متعود ان ياتيه الرئيس في

    مثل هذة الاوقات لسماع الموسيقى و الطرب.

    مثل هذة المواقف و غيرها الكثير و التي تصدر عن شخص لحاجة في

    نفس يعقوب كفيلة بان تلزمني كرجل اداري و ضابط احمل مسئولية قوات

    تسهر الليالي في العراء لتكون صمام الامان لهذا الوطن الغالي تلزمني

    الامانة ان اتريث قليلا اذا ما صدر منه قرار لاننا رجال تربينا على قول

    الحق و معرفة نقاط الضعف في اي قرار قبل التنفيز .

    و انا اقول هذا سعيا مني لابراز الحقائق التاريخية لعامة الناس حتى يعلموا

    ان الزبير قد قتل و جثته الان شاهد على تلكم الجريمة لان الجمجمة

    مثغوبه من الخلف و لنزاهة التحقيق المرجو المحافظة على رفاته

    و اكرر ان الذي يخيف البشير حقا هو فتح ملف جرائم الحرب في الجنوب

    و الغرب و الشرق و ايضا يخشى ان يكون هو الهدف اذا ما اقتنع الاخرون

    انه كرت خاسر و بالله التوفيق

    رائد جلال البدوي ابوحراز

    [email protected]

    16.07.2005


    توقيع:
    Galal Abuhraz :الرائد جلال البدوي ابو حراز








                  

05-28-2007, 10:21 PM

mekki
<amekki
تاريخ التسجيل: 06-15-2003
مجموع المشاركات: 3433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    أسوأ شئ فى الدنيا هو الظلم...
    أشعر بغاية الألم والعذاب كلما أذكر حكاية الشهيد مجدى الذى إغتالته العصابه ظلما وجورا...
    لو لم تفعل الإنقاذ شيئا سوى قتل مجدى لكفاها ذلك خزيا وعارا...
    دم مجدى وظلم مجدى سيظل وصمة عار فى جبين الإنقاذيين الى يوم الدين...
    ولن يرحمهم الله لافى الدنيا ولافى الآخره

    الهم أهلك الظالمين بالظالمين...وأخرجنا من بينهم سالمين...
    آمين يا رب العالمين
                  

05-29-2007, 05:06 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    لـو أنت نسيـت.
    -----------------
    مأمون عيسى:

    العدد رقم: 4886
    2007-01-21

    الصحافة:
    _____________________


    لو أنت نسيت أو تناسيت أنا ما نسيت والخطاب موجه لفريد عصره ووحيد زمانه الدكتور حسن الترابي مفجر ثورة الانقاذ المباركة عقب خروجه من المعتقل وقد عصفت بعقولنا دهشة واعترانا ذهول ونحن نستمع اليه وهو يتحدث عن السلام والديمقراطية والدستور والعدل والحرية حتى أوشكنا أن نظن أن المتحدث ليس هو الدكتور حسن عبدالله الترابي الذي نعلم من أمره علم اليقين ونعرفه معرفة وضعت بصماتها غائرة على نفوسنا وعلى أجسامنا.
    اتقِ الله يا رجل وتواضع قليلاً ولا تحسبن أن شهور الاعتقال هى النهر المقدس الذي تطهر مياهه نفوس الخاطئين ودعنا ننبش الدفاتر قديمها وحديثها ونتحاسب حساباً دنيوياً واما حساب الآخرة فمع من لا تخفى عليه خافية.
    نرجع أولاً الى دفتر أسود قاتم رغم أنه ليس الأكثر سواداً يوم كنت مستشاراً للسفاح نميري تزين له الباطل وتحسن له السيئ المعوج وتماديت حتى بايعته إماماً للمسلمين وانت تعلم جوره وكبرت وهللت مادحاً ومباركاً له يوم اغتيال شهيد الفكر المرحوم محمود محمد طه وشاركته كل مسيرته تعب أنت وجماعتك من اموال الشعب التي سخرها لكم نظامه الجائر حتى بشمت وفاضت خزائنكم بالأموال وظهرت لأول مرة طبقات الثراء الطفيلي التي كنت انت وجماعتك اهلها وعمدها . وبعد أن امتلأت اشرعتكم بهواء مايو وشقت سفنكم طريقها اضمرت الغدر به ولكنه فطن لتربصكم به وتغدى بكم قبل أن تتعشوا به وزج بجمعكم في السجون وكان ذلك خيراً وبركة حلت بكم وكان ذلك قبيل الانتفاضة حيث خرجت أنت وجماعتك من السجون من ضمن من أطلق سراحهم واعتليت المنابر تتحدث عن الحرية وتزم نميري وعهده وتكيل له السباب كأنك لم تكن يوماً عقله المدبر ويده الباطشة. وها أنت الآن وقد استعذبت اللعبة واستمرأتها تكرر المشهد وتزعم أن خلافك مع أصحابك كان من أجل الديمقراطية والكل يعلم عدم صحة ذلك فالخلاف كان من أجل عيون السلطة وبريقها والتكالب على مغانمها وتصب استهجانك لوضع دستور رهطك وحوارييك وتنعى عليهم وضع دستور بواسطة لجنة فقط وقد تناسيت أن دستور 1998م بعد أن وضعته لجنة تسلمته انت وحذفت منه ما كان خيراً وأضفت اليه ما كان قيداً حتى جاء دستوراً انكرته اللجنة التي وضعته فهو في النهاية دستور وضعه فرد واحد هو أنت وليس لجنة ظناً منك أنك أكثر رشداً من أية لجنة وأكثر إحاطة من أى برلمان.
    بعد حقبة مايو وحلول الفترة الانتقالية والديمقراطية الثالثة كنت أنت واعوانك تخطط وتدبر لاغتيال الديمقراطية حتى تم لك انجاز ما تريد وكان ما كان وتسنمت ناصية الحكم وأمسكت صولجان السلطة تديرها وتحركها بفلسفة تعتنقها وتؤمن بها وتعمل من أجلها بدءاً بما صرَّحت به مراراً في رغبتك في تغيير الشخصية السودانية وبالفعل طفقت تفعل ذلك وتحطم كل موروث إذ تدخلت في لبس الناس وموعد نومهم حتى لغة التخاطب أدخلت عليها مفردات غريبة عنها وكالثور في مستودع الخزف عبثت بكل شئ وحطمته كأن بينك وبين الشعب السوداني غلا وملأت عقول الشباب بالدجل والشعوذة.
    ورميت بالألوف منهم في ساحات حرب احترقوا بلهيبها كالفراشات الحمقاء باسم الجهاد تدفعهم عقول خاوية ويحرضهم شبق عارم لعناق بنات الحور ولما أنفض السامر وتشعبت الدروب (وتكاجر) القوم صرخت وصرحت بأن تلك لم تكن حرباً جهادية.
    ما وصل اليه السودان وحال شعبه الآن من فقر وإملاق لاتخطئها العين وأصبح الشارع السوداني قفراً يباباً من كل ما يسر ترى الكل يمشي مذهولاً مذعوراً كأنه يفر من خطب يوشك أن يلم به أو كأنه يريد إدراك ملاذاً آمناً وكل ذلك كان من إبداعاتك وثمرة تفكيرك.
    يا سيدي المستشار أطال الله عمرك تأكد أن ما مر بك من محن وما قاسيت من عنت ومشقة هو نتاج عقلية حزبك المؤسسة على العنف وكراهية الغير تلك التي آ من بها المودودي وتلقفها سيد قطب بعد إنشاء حسن البنا تنظيماً لها 1928م في مدينة الاسماعيلية باسم الأخوان المسلمين وانتشرت بعد ذلك يميناً وشمالاً واتت الينا في السودان تتآمر وتقنن الكذب تحلله باسم فقه الضرورة وتغير اسمها وجلدها وتتلون حسب الظروف والاحتياجات.
    تارة باسم الأخوان المسلمين وتارة باسم جبهة الميثاق وتارة باسم الجبهة الاسلامية وهل...
    وهل ينبت الخطى الا وشيجه
                  

05-29-2007, 05:23 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    فقهاء يطالبون الترابي بالكف عن الفتوى.
    ---------------------------------------

    القاهرة ـ عادل عبد الحليم :

    "إسلام أون لاين.نت":

    19:30 مكة - الإثنين 23 جمادى الأولى 1427هـ - 19/06/2006م:


    حسن الترابي:
    _______________

    طالب فقهاء وأساتذة في الشريعة الإسلامية الدكتور حسن الترابي بالكف عن الفتوى، مُرْجِعين ذلك إلى أن عدداً من فتاواه جاءت مخالفة للشريعة الإسلامية، وخارجة عن قواعد الاجتهاد الأصيلة القائلة بعدم الاجتهاد مع النص أو الإجماع، أو الاجتهاد في الغيبيات.

    وصدرت هذه المطالبات من الدكتور عبد المعطي بيومي والدكتور محمد رأفت عثمان (العضوان بمجمع البحوث الإسلامية) التابع للأزهر الشريف، والدكتور كمال إمام أستاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، وذلك خلال ندوة عقدتها شبكة "إسلام أون لاين.نت" الثلاثاء 20-6-2006 بعنوان: "فتاوى الترابي.. قراءة في المنهج والتطبيق" معتبرين أن الترابي "رجل قانون وليس له علاقة بأصول الفقه واستنباطاته".

    وألمح الدكتور عبد المعطي بيومي إلى أن الترابي "ضحى بالنصوص في سبيل ما يراه هو مصلحة شرعية، وموائمة"، كما أنه "خلط بين الفقه والأصول والأحكام والقواعد وبحث في قضايا لا يفيد الاجتهاد فيها سوى مخالفة أحكام شرعية ثابتة".

    وأكد بيومي على أن "الاجتهاد لا بد أن يكون صادرًا من أهله وفي محله في الشيء القابل للاجتهاد التي تكون فيه النصوص محتملة".

    فتاوى مثيرة للجدل:
    _________________

    وتضمنت الندوة التي جاءت بناء على ورقة أعدها الباحث الشرعي بالموقع مسعود صبري طرح عدد من فتاوى الترابي المثيرة للجدل وتحليلها، ومن بين تلك الفتاوى المثيرة: قوله بجواز زواج المسلمة من الكتابي، وأن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما، وأنه يجوز للمرأة أن تؤم المسلمين في الصلاة، وأن الحجاب مقصود به غطاء جزء من الصدر، وإنكاره للحور العين كخلق خاص، وكذلك إنكاره نزول عيسى ابن مريم عليه السلام آخر الزمان.

    د.عبد المعطي بيومي (يمينا) بجواره د.محمد رأفت عثمان خلال الندوة
    وتعليقاً على هذه الفتاوى قال الدكتور بيومي:

    "نحن نخالف الترابي في عدة فتاوى أهمها إباحة زواج المسلمة من كتابية، حيث أقام مرجعيته على أنه لا يوجد نص في الكتاب والسنة مع أن النص موجود في قوله تعالى: {وَلاَ تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ}".

    وألمح الدكتور بيومي إلى أن فتوى الترابي حول إمامة المرأة للرجل "مردودة؛ لأنه قول تجاوز حدود الاجتهاد، حيث هناك إجماع على أن إمامة المرأة لا تجوز، كما أنه لا يوجد هناك مصلحة في أن توأم المرأة الرجل في الصلاة".

    "ليس متخصصاً في الفقه":
    ______________________

    أما الدكتور محمد رأفت عثمان فقد وجه انتقادا شديدا للترابي قائلا: "إن الترابي يفاجئنا بآراء فقهية مع أنه ليس متخصصا في الفقه الإسلامي فهو رجل قانون وليس له علاقة بأصول الفقه واستنباطاته"، وأكد أن الفقيه المجتهد "لا بد فيه من عدة هي الإلمام باللغة العربية ومقاصدها، وأصول الفقه، ومقاصد الشريعة".

    وبالنسبة للحجاب وما قال به الترابي حول عدم فرضيته، أرجع الدكتور عثمان هذه الفتوى إلى كلام ردده البعض بحجة أن كلمة حجاب لم تأت في القرآن إلا لنساء الرسول، وقال: "في هذا نقول نعم لأن الحجاب المذكور لنساء النبي هو التستر التام، أما الحجاب الذي هو بتغطية الشعر فهو أمر ثابت والخلاف في الوجه واليدين وليس في تغطية الشعر".

    ومن جانبه رأى الدكتور محمد كمال إمام أستاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية أن "أزمة الترابي الحقيقية في منهجه الأصولي، وأن الأولى به أن يشتغل بالقضايا السياسية في السودان وغيرها، كقضايا حقوق الإنسان، ولمّ شمل الوحدة، بدلا من أن يثير زوبعات فقهية وعقدية لا محل لها من الصحة".

    وأوضح إمام أنه "لا يجوز للمسلم أن يسقط واجبًا بتغير المكان، فهو أينما كان يحمل معه خطاب الله له ويطبقه، وعليه فلا يجوز أن يزوج المسلم بناته من غير المسلمين باعتبار أن المجتمع يقبله، فيصبح زواجا مدنيا".

    وفي السياق ذاته عقب الشيخ عبد الخالق حسن الشريف من علماء مصر على فتوى الترابي حول إنكار قضية نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان، وقال: "إنها قضية اعتقاديه لكن لها آثار في واقع المسلمين وغير المسلمين، حيث روى فيها أكثر من 50 حديثا عن رسول الله، علاوة على 35 حديثا مرسلا، و35 أثرًا، وبالتالي تكون فتوى الترابي فيها بإنكار نزول عيسى مخالفة لتلك النصوص الشرعية".

    ويرى مسعود صبري الباحث الشرعي بـ"إسلام أون لاين.نت" أن ما ذهب إليه الترابي "خالف في غالبه منطوق القرآن والسنة وإجماع علماء المسلمين، وأنه مع كونه يرى وجوب الاجتهاد في أصول الفقه، فإنه لم يلتزم بمنهجه في الاجتهاد".

    وأضاف أن "منهج فهم النصوص الشرعية عند الترابي يحتاج إلى مراجعة أصولية، وفق منهج علماء الأصول، وليس وفق منهج الفلاسفة والمناطقة".

                  

05-29-2007, 05:54 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    الإسلام السياسي والدولة.. السودان نموذجاً,
    ---------------------------------------

    خالد عويس:

    [email protected] :

    كوش الجديدة/ قضايا اجتماعية اقتصادية معاصرة:

    نوفمبر2006:
    ____________________________________________

    ا يتعلق الأمر بانقلاب عسكري عادي، هو الثالث في تاريخ السودان، عدا انقلابات أخرى فاشلة، بل بأيدلوجية دينية منغلقة سعت- عبر الجيش- للإطاحة بحكومة ديمقراطية، ووضع كل مخططاتها "الأصولية" محل تنفيذ، مغيرة بذلك الوجه العلماني والمدني للسودان، ذلك الوجه الذي استمده منذ عقود طويلة، أفاد خلالها المثقفون الليبراليون السودانيون من دراستهم في مدارس وجامعات بريطانية، ما شكّل طبقة مستنيرة، ارتكبت أخطاء سياسية لعلَّ أفظعها المعالجات المبتسرة لمشكلة جنوب السودان، غير أنها تمكنت في المقابل من كبح جماح الثقافة السلفية الأصولية التي كانت تجاهد للبقاء في ظل قناعات مجتمعية بالمدنية والحداثة، تقودها نخبة حازت إجماعاً واسعاً عبر السبل الديمقراطية، وعززتها ثورتين شعبيتين ضد نظامي الجنرال إبراهيم عبود (1958-1964) والجنرال جعفر نميري (1969-1985) من أجل استعادة الديمقراطية.

    ما حدث في السودان بعد استيلاء الإسلامويين على السلطة، يجل على الوصف، خصوصاً لجهة إنه توسل بالإسلام و"الدولة الإسلامية". وطيلة خمسة وعشرين عاماً، ضخ الإسلامويون السودانيون يقودهم الدكتور حسن الترابي شعارات استهدفت بالأساس نسف المفاهيم المدنية وإحلالها بمفاهيم "إسلاموسياسية" عريضة. إذ كان يصعب قطعا ترجمتها لمشروع سياسي ناضج.

    وعوضاً عن التصدي لهذا "المشروع الناقص" من قبل الأحزاب السياسية "المدنية" في السودان، وخصوصاً حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي، انخرط الحزبان وغالبية نخبتهما المثقفة في مجاراة "المشروع الإسلامي" ومحاولة خلق مشروعات موازية مماثلة له.

    وفي غضون سنوات قليلة، كان المشروع الأكثر أصولية، وقدرة على الالتفاف السياسي- باسم الدين- يزايد أكثر، ويطرح شعارات براقة، تتماهى مع محيط عربي وإسلامي متوجه بالفعل منذ نهاية السبعينات للإسلام السياسي.

    كانت الخطوط العريضة التي يطرحها إسلامويو السودان تتمثل في تطبيق الشريعة الإسلامية، وإقامة نظام إسلامي، واقتصاد إسلامي، مع توجه واضح إبان الديمقراطية الثالثة (1986-1989) لاعتبار الحرب في جنوب السودان بين الجيش النظامي وثوار الحركة الشعبية لتحرير السودان (الدكتور جون قرنق)، معركة مقدسة.

    ولربما كان واحد من أهم أسباب عجلة الإسلامويين في الإطاحة بحكومة الصادق المهدي الديمقراطية في 30 يونيو 1989، هو قرب التوصل لاتفاق سلام نهائي بعد اتفاق مماثل مبدئي بين الدكتور جون قرنق ومحمد عثمان الميرغني (زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي، الشريك في الحكم آنذاك).

    م يكن لدى الإسلامويين السودانيين برنامجاً سياسياً فعلياً للحكم بخلاف الشعارات التي ما فتئ دعاة الإسلام السياسي و"أسلمة المجتمع" يطرحونها في كل مكان في العالمين العربي والإسلامي. لكن الإسلامويين السودانيين زادوا على الشعارات، تفصيلات وجزئيات في البرنامج تتحدث عن حقوق المسيحيين، وحلول أزمات السودان المستفحلة، إنما بتغليب المنحى الشعاراتي.

    لاختبار الحقيقي.. الدولة:
    ____________________________

    أصبح الإسلامويون السودانيون أمام الاختبار الحقيقي في اليوم الذي تلا انقلابهم. حيث بات متوقعا "تنزيل" الشعارات، والمضي قدما في تجسيد "دولة إسلامية" في القرن العشرين، بأدوات وتفكير القرن السابع. وبعيداً عن تفكيك تلك الشعارات، وتحليلها، بل ومقاربتها بمفاهيم الدولة المدنية الحديثة، لا بد من محاكمة تطال التجربة في ضوء "إسلاميتها"، وفي ضوء "تدين" الدولة، و"أخلاقياتها" و"استقامتها"، لأن هذه المفاهيم هي التي شكلت البنية الرئيسة في فكر الإسلام السياسي في السودان.

    كان أشياع الدكتور الترابي دائماً ما يحسبون أن السبيل لـ"هداية" المجتمع، وانصرافه لشؤون العبادة والانتقال به إلى نموذج مدني- نسبة لمجتمع المدينة المنورة- يكمن في حل عقدة أساسية تتمثل في الحكم، فأمور "العباد لا تستقيم بوجود الحكم الفاسد البعيد عن قيم الدين". ولا تبنى قيم الدين، والحكومة المؤسسة على الدين إلا بوجودهم هم على رأس السلطة. فحتى مشاركتهم السياسية في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري- الذي بايعوه إماماً للمسلمين– والتي امتدت سبعة أعوام، لم تعد في نظرهم بكافية، على الرغم من أن أحكام الجلد والقطع والقتل والمسائل الشكلية سادت السنوات الأخيرة من حكم نميري، جنباً إلى جنب مع تراجع الحياة المدنية وإعدام المفكرين (محمود محمد طه، أعدم في 18 يناير 1985).


    كانت نسبة من السودانيين (الجبهة الإسلامية حازت 54 مقعداً فقط من أصل 260 مقعداً في البرلمان السوداني 1986 !!) تحسب أن الدين "الحق" والمفاهيم الدينية الخالصة ستجد سبيلها إلى الحياة العامة فعلاً إذا ما حكم الإسلامويون.

    وكان واضحاً أن غالبية هؤلاء يعتقدون أن ما تبثه أجهزة الإعلام التابعة للإسلاميين حول "التطبيق النموذجي"، وما تؤكده الشعارات الإسلامية، سيخلق مستقبلاً مغايراً تماماً للسودان، حيث ينهض الحلم بديلاً للواقع، وينشأ اعتقاد جازم بأن الحكم الإسلامي- أي حكم إسلامي- سيكون مماثلاً لحكم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه !!

    الغريب في الأمر أن تجربة جعفر نميري لم تثن هؤلاء الأشياع عن التطلع إلى النظام السياسي الإسلامي. لكن رمي الأحزاب الأخرى بثقلها في هذا الميدان (حزب الأمة عبر برنامجه "نهج الصحوة الإسلامية" والحزب الاتحادي الديمقراطي من خلال برنامجه "الجمهورية الإسلامية")، ميدان التنافس "الإسلامي" أخلى الساحتين السياسية والفكرية من منظومات "حداثية" وعلمانية قادرة على تعرية الشعارات "الإسلاموية" وتفريغها من مضامينها. والأكثر غرابة، أن هذين الحزبين خصوصاً حصلا على فرصة ذهبية باستعراض تجربة جعفر نميري الشائهة في تطبيق أحكام زعم بأنها إسلامية.

    وكانت تجربة نميري التي أوعز بها الإسلامويون، قائمة على قوانين وممارسات وأمور شكلية لا تنسحب على الفهم العميق للدين، ولا تنفذ من المظهر إلى الجوهر.

    وحين كانت أيدي بعض الصبية صغار السن والجياع تقطع في الخرطوم، كانت رائحة فساد كبار المسئولين تزكم الأنوف. وكانت المجاعة التي ضربت شرق إفريقيا في 1984 تشرد الملايين في دارفور وكردفان، من دون أن يعترف نميري بـ"المجاعة" التي تواجه "حكومته الإسلامية" !!

    ي عهد الإنقاذ، صار الأمر أسوأ. فالمستشارون في عهد نميري الذين أغروه بتطبيق "شرع الله"، أصبحوا على رأس الدولة، وبمثابة عرابيها. والذين كانوا يأتمرون بأمر نميري ويبايعونه إماما للمسلمين، أضحوا "أئمة"، فماذا كان حصاد سنوات "التجريب الإسلاموي" ؟

    المؤمنون) أدخلوا زجاجة في مستقيمة !!:
    ______________________________________

    يتضح البون الشاسع بين الشعارات "البراقة" والتطبيق حين يصار إلى مقارنة ما جرى في السودان في عهد "الحكومة الإسلامية"، بما طرحه الإسلامويون سابقاً. وإذا أراد أي باحث أمين أن يعير مطابقة الدولة- أية دولة- لأبسط المعايير الأخلاقية، فلا بد أن يعرج أولا إلى حادث وقع أخيراً في يونيو 2006 (بعد توقيع اتفاق السلام، والمزاعم عن مناخ الحريات). ففي شهر يونيو- يكتب المفكر اليساري السوداني الحاج وراق عن معارض شيوعي تعرض للتعذيب (على يد من؟): "ادخلوا له زجاجة في مستقيمة! وهذا لم يكن مجرد ادعاء وإنما أثبته الكشف الطبي! أحد أشكال التعذيب التي يقشعر لها وجدان كل شريف، والتي تعرض لها الطبيب عمر التاج النجيب! وقبله تعرض طلاب جامعة أم درمان الأهلية، ومعتقلو (إقليم) دارفور و(حزب المؤتمر الشعبي)، وقبلهم الألوف في بيوت الأشباح من الديمقراطيين والمعارضين إلى شبيه لهذه الممارسات الوحشية، مما يطرح بإلحاح قضية التعذيب في البلاد: أهي تجاوز لبعض أفراد في أجهزة الأمن أم مظهر من مظاهر انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد؟".

    ويثير وراق هنا نقطة جديرة تماماً بالمناقشة. فالدولة "الإسلامية" ما تزال بعد 17 عاماً عاجزة عن احترام حقوق الإنسان، وما تزال بعيدة عن أي قانون "أخلاقي وضعي" ناهيك عن أي وازع ديني !! وبطبيعة الحال فقد أدرك السودانيون بعد مرور بضعة أشهر فقط على حكم الإسلامويين بأن "الدولة الإسلامية" ما هي إلا "معتقل كبير" ترتكب فيه أفظع الجرائم وأكثرها وحشية بضمائر تستأنس بنصوص القرآن والأحاديث الشريفة.

    ا حدث للدكتور عمر التاج ظل ممارسة "أصيلة" لأجهزة الأمن التابعة لدولة الإسلامويين. ولنتعرف على عدل دولة الإسلامويين، وأخلاق هذه الدولة، من خلال قراءة جزء من رسالة (العميد) محمد أحمد الريح الموجهة لوزير العدل السوداني في 15 أغسطس 1993: "تعرضت شخصياً للاغتصاب وإدخال أجسام صلبة داخل الدبر، وقام بذلك النقيب عاصم كباشي وآخرون لا أعرفهم: الإخصاء بضغط الخصية بواسطة زردية والجر من العضو التناسلي بنفس الآلة وقد قام بذلك النقيب عاصم كباشي عضو لجنة التحقيق. القذف بالألفاظ النابية والتهديد المستمر بإمكانية إحضار زوجتي وفعل المنكر معها أمام ناظري بواسطة عاصم كباشى وآخر يحضر من وقت لآخر لمكان التحقيق يدعى صلاح عبد الله وشهرته صلاح قوش" (المصدر: موقع سودان للجميع http://sudaneseonline.com.

    ويروي المحامي السوداني عدنان زاهر قسماً من تجربته في معتقلات "الإسلامويين" في 1992 في كتاب "العمارة مستنقع التعذيب"، وهو كتاب تحت الطبع: "كان ضربهم متزامناً ومترادفاً بسيل منهمر من الشتائم من نوع (انتم المحامون تفسدون العامة وتدافعون عن الباطل)، (إنكم معارضة)، (أنتم أولاد شراميط)، (إنكم أتفه من مشى على الأرض)، وغيرها من الإهانات التي لا يمكن أن تسطر على الورق دون الوقوع في طائلة خدش الحياء العام". ويمضي زاهر: "نزعت القمصان عن أجسادنا في ذلك البرد القارص ثم ألقي بنا على الأرض كخرفان ينوي ذبحها. كنا نرتجف من شدة البرد والقهر، وبدأ مسلسل الضرب مرة أخرى. كانوا ثلاثة يتناوبون ضربنا الملازم مهدي، وشخص يدعى عبيد وآخر أسقطت أسمه الذاكرة رغم رسوخ صورته. كان ضرباً مبرحاً في أماكن أنتقت بعناية ومعرفة وتدريب مسبق. كانوا يختارون أكثر الأماكن إيلاماً. كان الضرب يرافقه كالعادة سباب مقذع وبذيء. وكمرحلة التعذيب الأولى، لم يكونوا يطلبون شيئاً محدداً أو معلومة بعينها كان الضرب من أجل الضرب والعنف من أجل العنف".

    وفي رمضان 1990 تم إعدام 28 ضابطاً عاملاً وآخرين متقاعدين من الجيش السوداني بذريعة تدبيرهم انقلاب عسكري (يشار إلى أن الإنقاذ جاءت للحكم عبر انقلاب عسكري!!). وتم إعدام مواطنين في الأعوام الأولى لـ"الثورة" بتهمة "إخفاء عملات أجنبية وعدم التبليغ عنها". كما وتم إعدام الطبيب النقابي علي فضل في الفترة ذاتها بحجة معارضته النظام الإسلامي. ولم يعدم الدكتور علي فضل بالاستناد إلى حكم قضائي، وإنما تحت تعذيب "الأمن الإسلاموي".

    وفي خلال 17 عاماً من الحكم "الإسلامي" قتل طلاب وطالبات معارضون ومعارضات في الخرطوم، وعدد من الجامعات خارج العاصمة السودانية. وقتل مواطنون ومواطنات أثناء تظاهرات ضد النظام الإسلاموي. وارتفع عدد ضحايا حرب الجنوب (التي أضحت حرباً مقدسة بين الحق الإسلامي والباطل المسيحي !!) إلى 2 مليون. وخلال 3 سنوات فحسب، سقط ما بين 180 - 300 ألف قتيل في دارفور !!

    ولأن الإسلامويين أرادوا منذ البدء أن يحكموا سيطرتهم تماماً على الخدمة المدنية و"الاقتصاد" السوداني، تم بيع مؤسسات عامة لموالين للنظام، وتم فصل حوالي 125 ألف سوداني وسودانية من وظائفهم. ويرصد التقرير السنوي لحالة حقوق الإنسان في السودان في 2003 أن حجم العاملين في هيئة السكة الحديد انخفض من 31 ألف في 1989 إلى نحو 11 ألف في 2003، أي بنسبة 65% تقريباً.

    ماذا فعلت "دولة الإسلام" لهذه الأسر التي تم تشريدها؟
    ___________________________________________________

    وهل "اقتصت" دولة الإسلام من مشايعيها الذين تورطوا في القتل والتعذيب؟
    ____________________________________________________________________

    لم يحدث ذلك، فتاريخ "الدول الإسلامية" المزعومة يتكرر بطريقة تدعو للدهشة، حيث ينصب الاهتمام على الشكليات، وينصرف عن الجوهر، جوهر الدين، وجوهر الإنسانية التي من أجلها بعث الأنبياء والرسل "رحمة للعالمين" !!

    والمشكلة الحقيقية التي تواجه الإسلامويين عموماً، وإسلامويي السودان خصوصاً، هي أنهم لم يعوا دروس التاريخ بـ"عقول ناقدة" وباحثة عن "روح النص" و"مقاصده" و"غائيته"، ولم يتعلموا أبداً من الدروس الكبيرة التي وفرها التاريخ "الإسلامي"، تاريخ الدول الإسلامية، بدءاً بالدولة الأموية والعباسية، ونهاية بالدولة العثمانية. ومثلما حمل الخليفة العباسي الأول، لقب "السفاح"، يجوز لأي مثقف حر يرغب فعلاً في فضح القشور و"ثقافة الوهم" أن يطلق على عدد من قادة هذا التيار وخصوصاً في السودان، الصفة ذاتها، صفة القتل والإجرام، وباسم الدين، تماماً كما كان يفعل الخليفة العباسي.

    ألا يعد القذف بحوالي 125 ألف سوداني إلى الشارع دون وظيفة إجراماً؟
    _______________________________________________________________

    ألا يعد تعذيب إنسان بحشر زجاجة في مستقيمة جريمة بشعة بكل المقاييس ناهيك عن مقياس الدين؟
    ____________________________________________________________________________________

    ولماذا بالأساس تتم الدعوة لدولة إسلامية، طالما أنها لا تتورع- باسم الدين وظل الله في الأرض- عن ارتكاب "كبائر" كالقتل؟
    _______________________________________________________________________________



    تأهيل المجتمع أخلاقيا !!
    _______________________

    ولئن كان زعم إسلاموي السودان ينصب على "تأهيل المجتمع أخلاقياً"، وردعه عن "طريق التهلكة"، و"إعادة صياغة الإنسان السوداني"، فلننظر بروية إلى النتائج، نتائج "البعث الإسلامي" المزعوم، أو إن شئت الدقة "العبث الإسلامي". ورد في صحيفة "الوطن" السعودية (1/7/2006) أن اللجنة القومية لمكافحة المخدرات في السودان حذرت من "تنامي تعاطي المخدرات وسط شريحة الطلاب رغم أن الجهات المسئولة ذكرت أن البلاغات عن انتشارها وسط الطلاب لم ترق لدرجة الظاهرة". ويمضي الخبر للقول "لفت رئيس اللجنة الدكتور الجز ولي دفع الله إلى غياب الإحصاءات الدقيقة والرسمية للمخدرات لكنه أشار إلى أن هنالك علاقة بين المخدرات والحروب التي دارت في بعض أقاليم السودان، مبيناً أن الحروب حجمت من حملات مكافحة المخدرات وأتاحت الفرصة لتجار المخدرات لأن يتحركوا بحرية ويسهموا في إضعاف الشباب وتفكيك الأسر مشيراً إلى أن المخدرات المضبوطة بواسطة الشرطة تساوي حوالي 10% من المخدرات المنتشرة فعلا".

    هذا عن أوساط الطلاب فقط، ناهيك عن الفئات الأخرى، وفي بلد يعاني أكثر من 85% من سكانه من الفقر المدقع. وبطبيعة الحال فإن شعارات الأسلمة وحدها، والتعويل على الوازع الأخلاقي ليس كفيلاً بالتصدي لمثل هذه الظواهر الخطيرة. فالعوامل التي يهملها الإسلامويون عادة، كالاقتصاد، والحريات، والشفافية، بحسبانها معطيات وعوامل دنيوية بل و"علمانية" بنظرهم، تبرز كعوامل حاسمة في معالجة مثل هذه الظواهر.

    ولعل البيئات الجامعية الفقيرة معرفياً وثقافياً وفنياً أسهمت بقدر في خلق إحباط واسع وسط جيل الشباب علاوة على النظرة القاتمة تجاه المستقبل في ظل وضع ينهار تدريجياً.

    التعويل على الوازع الأخلاقي وحده كان سمة لمناقشات سمجة جرت في المجلس الوطني السوداني (البرلمان) خلال الشهر الماضي (يونيو 2006) حول توزيع الواقيات الذكرية. واعتبرت غالبية النواب الإسلامويين "المعينين بالطبع" أن توزيع الواقيات الذكرية مجاناً مدعاة لـ"إشاعة الفاحشة في المجتمع"، هكذا ومرة أخرى دون أي اعتبار للعوامل الأخرى مثل العامل الاقتصادي، والحروب، بل والجهل.

    وكان واجباً بالطبع أن يقر توزيع الواقيات الذكرية مجاناً، مترافقا مع حملة إعلامية للحد من انتشار فيروس الإيدز في البلاد. فبحسب تقرير وضعه برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الايدز، يبقى السودان الأكثر تضرراً من فيروس الايدز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وإذا تمت الإشارة إلى أن ما يقارب النصف مليون سوداني يحملون هذا الفيروس تبعاً لإحصاءات غير رسمية، فلا بد أن يثير هذا الأمر قلقاً عميقاً، دعك من أن يطرح أسئلة عن الدولة "الإسلامية" الوحيدة ربما في المنطقة- بحسب مزاعمهم- التي يتفشى فيها هذا المرض جراء الاتصال الجنسي غالباً، فالتقرير ذاته يؤكد أن أبرز أسباب انتقال العدوى هو العلاقات الجنسية دون وقاية.

    ويضيف تقرير الأمم المتحدة بأن فيروس الايدز يتفشى بين الطلاب والنازحين وأن النساء لا يحصلن على معلومات كافية حول مخاطر الإصابة بالايدز. كما أظهر تحقيق أجري أخيرا أن 5% فقط من النساء يعرفن ان استخدام الواقي قادر على منع انتقال الفيروس ولم تر أكثر من ثلثي النساء الواقي ولم يسمعن عنه. وأضاف التقرير أن 55% من الرجال والنساء الذين يمارسون الدعارة في السودان يؤكدون أنهم لم يروا أبداً الواقي. ويرجع الفضل في ذلك كله إلى "دولة الإسلام" التي لا يثير حفيظتها شيء بقدر الطعن في عفافها وفضيلتها، كيف لا، وهي قامت بالأساس من أجل العفاف والفضيلة؟


    الإسلامويون الطهرانيون:
    _______________________

    والإسلامويون الطهرانيون ضربوا مثلا غاية في السوء في جانب آخر يتعلق بطهر اليد، ومدى الشفافية المالية والإدارية. فبعد أن تم تعيين الأشياع في وظائف الخدمة المدنية، والجيش، والأمن، والشرطة، واحكموا قبضتهم على الاقتصاد السوداني، دافعين بذلك ملايين السودانيين إلى الهجرة حتى إلى إسرائيل كما ورد في الأخبار أخيراً (حوالي 150 سوداني يقبعون في السجون الإسرائيلية يطالبون بحق اللجوء السياسي)، توضح أن طهرانية الإسلامويين بل وطهرانية دولتهم، ليست إلا غشاوة في عيون البسطاء.

    ففي دليل "الدول الفاشلة" لعام 2006 الذي يصدر في واشنطن، تصدر السودان الترتيب العالمي !!. وتعريف الدول الفاشلة هي تلك "التي لا تملك فيها الحكومة سيطرة فعالة على أراضيها، والتي لا توفر الأمن المحلي أو (الخدمات العامة) لمواطنيها، وتفتقد إلى احتكار استخدام القوة".

    لكن "الدولة الإسلامية" لا تفخر بترتيبها المتقدم وسط "الدول الفاشلة" فحسب، فمؤسسة الشفافية الدولية في تقريرها الأخير صنفت السودان بحسبانه الدولة العربية الأكثر فساداً وبين (الدول العشر الأكثر فساداً في العالم). يبقى هنا أن نثير سؤالاً جوهرياً: ترى من يفسد "في الأرض" في السودان؟

    "الدولة الإسلامية" لا تكترث لذلك، فهناك ما هو أهم، وأكثر أولوية، ولو كان "عبادة النصوص"، والتصدي بحزم لـ"العلم". ففي سبتمبر الماضي انتقد رئيس الدولة الدعوات لوقف ختان الإناث (الفرعونية) في السودان، واتهم جهات لم يسمها بتحريك الحملة ضد الختان، وقال إن هناك دوائر "تتربص بالإسلام والمسلمين تحرك حملات منع ختان الإناث".

    الخلاف حول ختان الإناث، وتصدي بعض المثقفين وبعض الدوائر الطبية في السودان لهذه العملية الإجرامية، التي أودت أخيرا بحياة طفلة سودانية تدعى (إنعام)، هو "تربص" في عرف "خليفة المسلمين" بالإسلام والمسلمين. هكذا يختزل الإسلامويون القضايا التي تؤرق المجتمع وتقض مضجعه إلى معركة دينية ظاهرياً، حيث يتم التستر بالدين، ويتم "قمع" الآخرين بعصا الدين.

    بالعودة لموضوع فساد "الإسلامويين"، يمكن بسهولة الإشارة إلى كتاب صدر أخيراً للدكتور عبدالرحيم عمر محي الدين، وهو إسلاموي سوداني يبدو أنه قرر الخروج على "النسق". يحمل الكتاب عنوان "الترابي والإنقاذ.. صراع الهوية والهوى". يقول الدكتور محي الدين: "أصبح الكثيرون من قادة الحركة الإسلامية لا يسكنون مع جماهير الغلابة والمستضعفين من أبناء الشعب السوداني حيث تطاول البنيان، وزهت وتشكلت أنواع الفرش والزينة، وتنوعت صنوف الطعام والشراب". ويمضي للقول: "لا نحن ولا الإسلام ضد الطيبات من الرزق والتمتع بأنعام الله، لكن الذي ينبري لقيادة الجماهير لا بد أن يكون منهم وأن ينتمي إليهم مظهراً وجوهراً وأن تشعر الجماهير بأنه واحد منهم يعيش آلامهم ويجوع إذا جاعوا ويمتطي أبناؤه المواصلات العامة كسائر أبناء الشعب السوداني".

    إذن هو اعتراف "شفاف" بأن دعاة "الإسلام السياسي" تنكروا للبسطاء والفقراء، ولم "يؤثروا" على أنفسهم، على الرغم من أنهم لا يشتكون "خصاصة". بل الأنكى من ذلك، أنهم لم يكشفوا إلى غاية الآن عن مصدر ثرائهم العريض!!
    ويقول الدكتور الترابي نفسه لصحيفة الرأي العام الكويتية في 4/5/2006: "الذين يتولون السلطة في السودان جاءوا باسم الإسلام، وما زالت تغشاهم غاشية من سمعة أنهم ينتسبون إليه, وعموماً أريد أن يتوبوا إلى الله لأنه إذا نسبنا للإسلام حكما يمزق البلاد، فهذا الأمر يضر به ويؤذي سمعته ودعوته في العالم ويؤثر على نشر دعوته سلباً ويظهر الإسلام بأنه دين طغيان واعتقالات، وهذا ضد الدين تماماً". هكذا شهد "شاهدان" من أهلها !!

    بالطبع فإن جناحي الإسلامويين في السودان (المؤتمر الوطني بقيادة الرئيس البشير، والمؤتمر الشعبي بقيادة الترابي) يزايدان على أيهما أكثر "أصولية" و"تديناً"، على الرغم من آراء الترابي الأخيرة حول ولاية المرأة وجواز اقترانها بمسيحي أو يهودي، والمراد غالباً من هذه "الرسالة"، هو الغرب "الكافر العلماني" !!

    رب مقدسة ضد الجنوبيين.. وأخرى في دارفور:
    _____________________________________________

    الترابي نفسه، هو الذي قاد لسنوات طويلة، الحرب "المقدسة" ضد المسيحيين الجنوبيين باسم الدين و"الحور العين"، في خطاب تختلط فيه النصوص الدينية بالوعود "الجنسية" المبثوثة بسخاء للشباب وإن تلبست بالمقدس، والوطنية الشوفينية. وجرى ذلك من خلال "شيطنة" الدكتور جون قرنق، والسخرية منه ومن شكله- كإفريقي أسود- في التلفزيون الرسمي التابع- بالطبع- للترابي وجماعته. وكان يتم بث صورة قرنق في شكل وحش يقطر فمه دما !!. وفي مثل هذه الحالة من الفجور في الخصومة، يضرب بالنصوص عرض الحائط، وتضحي السياسة موغلة في الميكيافلية. فـ"أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"، تنسى تماماً في غمرة الانشغال بتصوير (قرنق مثلاً) كعدو يجوز تشنيعه بأية حال، وليغفل الإسلامويون إلى حين، سماحة الإسلام، ومقاصده، وروحه التي لا تشبه قطعاً سخريتهم من الآخر حتى لو كان عدواً (افتراضياً) !!.

    جناحا الإسلامويين يزايدان على الدين. فإن بدا للترابي أن يضرب تلاميذه السابقين تحت الحزام، ليفقدهم الشرعية، فإنهم في الجانب الآخر لا يقلون عنه مزايدة. فرئيس الجمهورية، بدلاً عن أن يحاول حل مشكلة دارفور التي تسبب بها نظامه، وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 180 ألف إلى 300 ألف قتيل (مسلم)، بطريقة سلمية، يقسم بـ"الطلاق" ثلاثاً أنه لن يسمح بدخول قوات دولية للإقليم. ويزيد على ذلك بأنه يفضل قيادة المقاومة (الإسلامية بالطبع) في دارفور على دخول القوات الدولية، التي أضحى لها وجود ظاهر في السودان منذ توقيع اتفاق السلام بين الخرطوم والحركة الشعبية. فهذه القوات موجودة في الجنوب وفي جبال النوبا وفي الخرطوم ذاتها على بعد بضعة عشرات من الأمتار من قصر البشير الرئاسي. لكن الإسلام السياسي "البراغماتي"، الشديد البراغماتية، لابد أن يزايد، ولا بد أن يراهن على الدين.

    يبقى هنا أن نشير إلى أن كل هذه الضجة حول دارفور، والأطماع الدولية فيها، والمخاوف من مجيء قوات (لحماية المدنيين من هجمات المليشيات المدعومة بواسطة الحكومة) هي ضجة كاذبة، تتذرع بالدين وبالوطنية الشوفينية. وفي هذا الصدد ينسف اعتراف حكومي سوداني كل الحجج الواهية التي تسوقها في رفض مجيء هذه القوات. فمدير جهاز الأمن والمخابرات السودانية، اللواء (وقتذاك، الفريق الآن) صلاح عبدالله قال في تصريحات صحفية نقلتها الخليج الإماراتية (19-4-2004): "سلحنا ميليشيات دارفور لكننا لن نفعل ذلك في الشرق"!! هذا يعني ببساطة أن الخرطوم سلحت المليشيات (العربية)، ودعمتها ووفرت لها الإسناد لسحق 180 ألف إلى 300 ألف من مواطنيها (المسلمين، الأفارقة). وهذا معناه أن الخرطوم تخشى تبعات هذا التصرف، خصوصاً لجهة أن أطراف عدلية دولية (كافرة طبعاً) كمحكمة الجنايات الدولية تتحرك جاهدة من أجل انفاذ العدالة على مجرمي الحرب في دارفور. لكن دولة الإسلام العاجزة عن توفير العدل، لا ترغب في أن يحصل الضحايا في دارفور على أبسط حقوقهم الإنسانية، وهي العدل، ناهيك عن حقوقهم الدينية (القصاص) !! وتدرك الحكومة (الإسلامية) أن مجيء هذه القوات سيوفر غطاءً لعمل الفرق القانونية وفرق البحث والاستقصاء التابعة للمحكمة الدولية على الأرض في دارفور، فكيف تسمح دولة الإسلام، بمعاقبة مشايعيها (المؤمنين)؟

    الغريب أن مدير جهاز الأمن والمخابرات نفسه عاد بعد اعترافه بعامين تقريباً ليهدد ويتوعد: "إذا كان الخيار المطروح هو استعمار السودان ودخول الجيوش الأممية إلى ترابه فإن باطن الأرض خير من ظاهرها" موضحاً في تصريحات نقلتها صحف الخرطوم مطلع يوليو 2007 أنه في حال نشوب المعركة "فإننا سنبدأ من الخرطوم بالطابور الخامس وعملاء الداخل من المرجفين والمتربصين بأمن الوطن ومواطنيه" !!.

    يف لا، والإسلامويون هم وحدهم الذين يحددون للآخرين "مقاس" الوطنية، و"معيار" التدين. ودولة الإسلام في السودان، لا تختلف كثيراً عن "محاكم التفتيش". فإذا كنت سودانياً يؤمن بالضمير والقيم الإنسانية، وحقوق الإنسان، وضرورة تطبيق العدل حتى على "فاطمة بنت محمد" عليها رضوان الله، وتدرك بأن الإنسان دائماً أقيم وأولى من "السيادة الوطنية"، وأن مقتل 300 ألف من مواطنيك، لا بد أن يتبعه تحقيق عادل، وحساب عسير، فلا شك أنك "طابور خامس" و"مرجف" و"متربص" ينبغي أن تطالك "درة" الفريق صلاح عبدالله، و"درة" دولة الإسلام، هذا إن لم يك مصيرك كمصير مواطني دارفور القتلى !!

    علينا أن ندرك أولويات دولة الإسلام السياسي، فمقتل مواطن على يد أتباعها (أتباع الدولة) يبقى أمراً غير ذي بال، أما مساندة العدالة، والمطالبة بحماية المدنيين (طالما الجيش مقصر والأجهزة الأمنية مقصرة وقوات الاتحاد الإفريقي مقصرة)، فهي كبيرة من الكبائر.

    فساد دولة المؤمنين:
    _____________________

    دولة الإسلام تنصرف إلى سفاسف الأمور، لا عظائمها. وتنشغل بالأمور التافهة على الأمور العظيمة (كالقتل). ففي 21 يونيو 2003 (الحرب في دارفور بدأت قبل ذلك، وكان المواطنين يموتون هناك)، أعلن رئيس الدولة رصد 5 مليون دينار (50 مليون جنيه) لصالح تجهيز زى خاص بالطالبات الجامعيات يستوفي "الشروط الدينية". وأمر الرئيس بفرض هذا الزى "الإسلامي" على جميع الطالبات بالجامعات السودانية. ويتكون الزى الإلزامي من جلباب فضفاض طويل وقميص فضفاض وغطاء للرأس (خمار) وفق "الشروط الإسلامية". وفي الجانب "المظلم" من الصورة، كان ما لا يقل عن 2 مليون سوداني (مسلم) يعانون من شظف العيش والجوع في معسكرات للنازحين في دارفور وفي تشاد المجاورة.

    لا بل ويعن لدولة الإسلامويين الاحتفال بذكرى الانقلاب في مثل هذه الظروف. وتنفق على الاحتفالات عشرات الملايين من الدولارات. ويطيب لها أن تستورد "يختاً" فاخراً بما لا يقل عن 5 ملايين دولار ليكون في خدمة "أمير المؤمنين" وضيوفه، ولا عزاء- في الدولة الإسلاموية– للجوعى في دارفور !!

    تتدخل دولة الإسلام السياسي في كل شيء في حياة مواطنيها، حتى الزى، الذي لا بد أن يكون "إسلامياً"، لكنها ترفع يدها عن واجباتها الرئيسة. فالتعليم والعلاج اللذان كانا مجاناً منذ عهد الاستعمار الإنكليزي، مروراً بالحكومات الوطنية كلها التي حكمت البلاد، ديكتاتورية كانت أم ديمقراطية، رفعت "دولة الإسلام" يدها "الطاهرة" عنهما منذ مجيئها، لتثقل كاهل المواطنين الفقراء بنفقات باهظة في بلد تكثر فيه الأمراض، ويسود الجهل. علينا أن ندرك أن ما أنفقته دولة الإسلام السياسي على التعليم في الفترة 1995-1997 لا يتعدى 1.4% من الناتج القومي، في حين بلغت هذه النسبة على التوالي في بلد كساحل العاج 5% وكينيا 6% وسيشل 10%. في الوقت نفسه بلغ حجم الإنفاق العسكري المعلن في السودان 3.6% من الناتج العام أي قرابة ثلاثة أضعاف ما أنفق على التعليم (الحرب في جنوب السودان .. حصاد الهشيم- محمد عبدالعاطي، الجزيرة.نت).

    ويبلغ عدد الأميين في السودان 18 مليون (التعليم والثورة: سعاد إبراهيم أحمد، مجلة احترام: المجلة السودانية لثقافة حقوق الإنسان وقضايا التعدد الثقافي، مارس 2006). وجل إيرادات النفط خلال 2003 (حوالي 2.5 ترليون جنيه سوداني) تم صرفها على جهاز الدولة البيروقراطي (913.000 مليار جنيه) وتم تخصيص 468 مليار للأمن والدفاع، وهما في الحقيقة الأهم بنظر دولة الإسلام السياسي. أما الإنتاج والتنمية البشرية، فتراجع نصيبهما (من 775 مليار جنيه إلى 620 مليار) بنسبة 20% عن العام السابق، فيما تراجع نصيب التنمية الزراعية 23% (من 220 مليار جنيه في 2002 إلى 170 مليار في 2003). وفي خضم هذه الأرقام المذهلة، وخصخصة التعليم والعلاج.

    وعلينا أن نعلم أن متوسط دخل الفرد في "دولة الإسلام السياسي" لا يتجاوز 400 دولار سنوياً. وعلينا أن نقرأ هذا الرقم بدقة (400 دولار سنوياً) ما يعني أن متوسط الدخل يومياً لا يتعدى دولار تقريبا!! وعلى هذا المواطن (السعيد) في دولة الإسلام السياسي التي تهتم لأمر الزي الإسلامي، والحروب المقدسة، أن يأكل ويشرب ويعلّم أبناءه، ويتعالج بدولار في اليوم!! ويكون الأمر منطقياً لو أن رجالات دولة الإسلام السياسي يعيشون بالكيفية ذاتها التي فرضوها على المواطن السوداني. فقد كانت جملة الاعتداءات على المال العام، باستثناء قطاع المصارف من سبتمبر 2004 حتى نهاية أغسطس 2005 تقدر بـ 542 مليون دينار، يعني 5 مليارات جنيه، ولنلاحظ أن ما تم تخصيصه لجهاز الدولة من ميزانية العام 2003 (أي العام السابق) كان 913.000 مليار جنيه.

    كانت جرائم سرقة المال العام وصلت إلي 813 مليون دينار (8 مليار جنيه) في 2002 لم يسترد منها سوى 8.32 مليون دينار أي 9% تقريباً. المفاجأة المزلزلة فعلاً، هي أن الاعتداء علي مال الزكاة كانت نسبته 11% من إجمالي المبالغ المسروقة. هذا يعني أن أموال "السائل والمحروم" التي تقوم بجمعها دولة الإسلام السياسي، من "السائل والمحروم" ذاته، سرقت منها أكثر من مليار جنيه!!

    ولنقرأ مرة أخرى بتمعن، ففي 2003 هدد العاملون في 21 ولاية بالإضراب عن العمل لذات الأسباب المتمثلة في عدم صرف الرواتب. وكانت مطالبهم وقتها لا تتعدى 6 مليار جنيه سوداني.

    من يسرق، ومن يجوع ؟ من يعتدي على أموال الزكاة، والمال العام؟ حسنا. من يتستر عليهم؟ من يفعل ذلك، خصوصاً إذا علمنا بأن غالبية من يعملون في أجهزة الدولة، هم من الإسلاميين؟

    وما تم رصده هنا، هو ما تكشف عنه الحكومة بنفسها. وهذا ما تكتب عنه صحافة الخرطوم المراقبة. وبالطبع فإن أرقام الاعتداءات على المال العام متواضعة جداً، بالنظر إلى ترتيب السودان المتقدم في الشرق الأوسط وإفريقيا كـدولة "فاسدة".

    في 30 يناير 2006 كشفت وزيرة الدولة بوزارة الطاقة والتعدين، انجلينا جانج تينج (من الحركة الشعبية لتحرير السودان)، إنها كوزيرة لا تعلم شيئاً عن العائدات الكلية للنفط ومن يقوم بحسابها والكيفية التي يتم بها ذلك!!

    ولننح جانباً الحديث عن عموميات الفساد، ولنستعرض نموذجاً من نماذج الفساد "الإسلاموي" في قمة هرم السلطة. قبل عامين تقريباً، انهارت بناية تابعة لجامعة الرباط في الخرطوم، والجامعة بدورها تابعة لوزارة الداخلية كعمل استثماري في التعليم العالي لهذه الوزارة. وبالإضافة للخسائر المادية، قتل مواطن بسيط في هذا الحادث. وبعد ضغوط شعبية تعرضت لها الحكومة الإسلاموية بهدف تشكيل لجنة تحقيق، برأت لجنة التحقيق وزير الداخلية آنذاك الفريق عبدالرحيم محمد حسين، ملقية المسؤولية على الشركة المسئولة عن البناء. ونفت اللجنة ذاتها أن يكون الوزير (الإسلاموي المقرب من أمير المؤمنين) قد أثرى ثراء حراماً من وراء "صلته" بالشركة. هذا يعني ببساطة أن للوزير صلة بالشركة التي (غشت) في مواد البناء، وتسببت بمقتل إنسان وإهدار مال عام. وكشفت تقارير صحافية بعد ذلك أن الشركة ذاتها هي التي قامت بتشييد بيت الوزير في ضاحية "غاردن سيتي" على شاطيء النيل الخلاب. وذكرت تقارير صحافية أخرى أن كلفة المصعد الكهربائي وحده في البيت المذكور بلغت (200 مليون جنيه) في بلد لا يزيد متوسط دخل الفرد فيه سنوياً عن (2مليون جنيه).

    تسببت الفضائح المتتالية في استقالة الوزير. وبدلاً من محاسبته، وعوضاً عن ظهور "درة عمر"، كافأه رئيس الجمهورية بحقيبة وزارة الدفاع !! إنها دولة الإسلام السياسي، التي حين يسرق فيها البسطاء الذين يحصلون على دولار واحد في اليوم، تقطع أيديهم !!

    ولا بد أن أشير إلى أمر في غاية الأهمية، ففي نهاية يونيو 2006 أصدر النائب الأول لرئيس الجمهورية، ورئيس حكومة جنوب السودان، الفريق سلفا كير ميارديت (مسيحي، علماني) مرسوماً وضع بموجبه والى غرب الاستوائية تحت الإقامة الجبرية بمنزله ريثما تنتهي التحقيقات معه بشأن اتهام بـ"الفساد". يا سبحان الله !! الحكومة الإسلاموية عجزت طوال سنوات حكمها الـ 17 عن محاكمة أي مسئول رفيع بتهمة الفساد، وها هو سلفا كير (المسيحي، العلماني)، ولما يمض العام على توليه أعباء منصبه، يكافح الفساد بهذه الطريقة الداعية للإعجاب !!

    هل الحكم الراشد يقوم على قاعدة إسلاموي/لا إسلاموي، أم على معايير أخرى؟ وهل تؤثر الرقابة الشعبية، وفصل السلطات، وحرية الصحافة، وحق العقاب من خلال صناديق الاقتراع، في فساد أو نزاهة الحكام؟ لن يجيبك الإسلامويون على مثل هذه الأسئلة، وإذا أجابوا، فإن الإجابة ستكون "مقتطعة" و"مجتزأة" من القرآن الكريم على شاكلة "لا تقربوا الصلاة".

    ولنقرأ معاً: وجدت الشرطة شيخاً في الخامسة والستين من العمر ميتاً في إحدى طرقات وسط العاصمة، جيوبه خالية إلا من تذكرة طبية حديثة الصدور عليها اسم دواء لعلاج الملاريا؛ عزا الطبيب الشرعي أسباب الوفاة إلى مضاعفات حمى الملاريا التي لم تجد غذاء أو دواء (جريدة الخليج الإماراتية 29/11/1996).

    "لو عثرت بغلة بالعراق...." !!

    لكن من يسأل أمير المؤمنين؟

    ومن يسأل حكومة الإسلامويين؟

    لا بأس بموت فقير، أو مليون فقير، طالما أن "أولويات" الحكم، الحرب المقدسة في الجنوب، ومحاربة الفنون والآداب (تم تحطيم التماثيل الفنية في كلية الفنون الجميلة والتشكيلية في الخرطوم في مطلع التسعينات، وخسرت الإذاعة والتلفزيون تسجيلات فنية نادرة بدعوى خروجها على الدين)، بالإضافة لتثبيت دعائم حكمهم !!

    تذكروا، نحن لا نتجنى على الحكم الإسلاموي، فالحرب المقدسة "الملعونة" التي قسروا الشبان السودانيين على خوضها من خلال المعسكرات الجبرية للخدمة العسكرية (حين هرب بعض المجندين من معسكر "العيلفون" في 1997 فتح الجنود النار عليهم فسقط العشرات مضرجين بدمائهم)، كان هذا ثمنها: تعتبر معدلات وفيات الأطفال دون الخامسة في السودان من أعلى المعدلات في أفريقيا والعالم العربي إذ بلغت 116 طفلاً في الألف (بسبب الحرب)، في حين تنخفض هذه النسبة على سبيل المثال في دولة كالأردن- الذي لا يملك من الموارد الطبيعية ما يملكه السودان- إلى خمسة في الألف فقط، (الحرب في جنوب السودان.. حصاد الهشيم- محمد عبدالعاطي، الجزيرة.نت).

    أي بلد هذا الذي يشهد انهياراً فظيعاً في كل مناحي الحياة فيه، بسبب "الحكم الإسلاموي"؟ تخيلوا أن بلداً تجري فيه ما لا تقل عن تسعة أنهار، لا تتوفر المياه الصالحة للشرب إلا لـ 25% من مواطنيه (الحرب في جنوب السودان.. حصاد الهشيم- محمد عبدالعاطي، الجزيرة.نت). هذا يعني أن 75% من السودانيين، (ليس في الجنوب وحده، بل في السودان كله) يستهلكون مياها غير صالحة للشرب!!. لم لا، طالما الميزانية يوجه معظمها على البندين العسكري والأمني. الأول لمحاربة مواطني الدولة في الجنوب ودارفور وشرق السودان، في حين تقتطع ثلاث من دول الجوار أراض سودانية (مصر، وإثيوبيا، وكينيا) والجيش لا يحرك ساكناً. والثاني للتجسس على البقية، وتوفير وسائل التعذيب، وتدريب العاملين في أجهزة الأمن على أحدث "فنون" التعذيب. إنها الحكومة ذاتها التي تعادي الفنون، وتهجّر كبار الفنانين السودانيين سنوات طويلة في المنافي !!

    سقوط الشعارات.. والمشروع الإسلاموي !!:
    _____________________________________

    لأن السودان بعد 17 عاما فقط من حكم الإسلام السياسي، أضحى دولة "فاشلة" ولم يكن كذلك، ودولة "فاسدة" بل الأكثر فساداً بين الدول العربية، ولم يكن كذلك، وأضحى يعاني حروبا في جبهات عدة، ولم يكن كذلك، وخيّم شبح الانفصال في الجنوب ودارفور، وارتد المجتمع للقبيلة والجهة، ولم يكن المجتمع كذلك.

    ولأن معاناة مواطنيه بلغت حداً لم يحدث في تاريخه، ولأن المواطن السودان "لم يطعم من جوع ولم يأمن من خوف"، بل أصبح الشيخ المسن يموت في الشارع لعجزه عن ابتياع دواء بمبلغ زهيد، يبقى الوصف الصحيح لمثل هذا الحكم، هو أنه الأفشل في تاريخ البلاد، والأكثر دموية وإرهاباً، والأكثر فساداً، وانتهازية، والأقل شفافية، والأكثر ديكتاتورية وتهوراً، والأهم من ذلك.. الأبعد وبشقة واسعة جداً عن روح الإسلام !!

    لنقرأ بتمعن ما ذكره مثقف إسلاموي بارز هو الدكتور غازي صلاح الدين العتباني (مستشار رئيس الجمهورية حالياً) في ورقة بعنوان "دعوة لإحياء العمل الإسلامي الوطني" قدمها أمام ندوة لهيئة الأعمال الفكرية في الخرطوم قبل عامين تقريباً: "أشد الأدواء التي أصابت الحركة الإسلامية هو الإحساس الذي انتاب الكثيرين من أعضائها بتآكل المشروعية وفقدان المصداقية الذاتية الذي أضعف الإيمان بالنفس وبأحقية المطلب الذي اجتمعوا عليه وتواثقوا على نصرته، مشيرا إلى أن ذلك قاد الى ضمور العمل الإسلامي وسط التيارات الحية والمتجددة في المجتمع، والتي كانت للحركة الإسلامية الصدارة فيها على من سواها" !!

    ولنقرأ مرة أخرى للدكتور حسن مكي (أحد المثقفين الإسلامويين البارزين) في صحيفة الخليج الإماراتية (6/9/1996): "ما جدوى هذا المشروع الحضاري إذا كان الاتجاه العام للحياة في السودان يمضى لانكماش وانقباض وتأزم, وأنها ماضية إلى المزيد من الأزمات نتيجة للانخفاض المستمر في قيمة الجنيه, ونتيجة للتضخم, ونتيجة للخلل في السياسات الاقتصادية". ويمضي لما هو أهم، بل هو جوهر المسألة: "إن الإسلام يقوم على النموذج والقدوة وما زالت الأوضاع في السودان بعيدة عن حضارة النموذج." ورصد ما طرأ من تغيرات على حياة الإسلامويين: "إن هذه الفئة الجديدة تستفز المواطنين بمسكنها وملبسها ومأكلها ومركبها".

    ولنذكر هنا أن البند الثاني من بنود "أهداف" حزب المؤتمر الوطني (الإسلامويين) عبر مرسومه الأساسي، يؤكد "حاكمية الله" !!

    والحقيقة طبعاً أن الإسلام عبر شخوصه لا يحقق عدلاً ولا دولة كفاية ولا يكفل حقوقاً إنسانية- من خلال الحكم- لأنه ما من وسيلة لمراقبة "خائنة الأعين وما تخفي الصدور". ولا سبيل لمحاسبة الحاكم "الفاسد" الذي يرفع المصحف بيمينه. ولا يمكن لأي مواطن أن يعترض على أي أمر، لأن الحاكم أشبه بـ"ظل الله على الأرض"، ومعارضة الدولة، هي معارضة الله !!

    لكن، وبعد كل هذه السنوات، هل تسمى هذه دولة "الله"، أم دولة "الشيطان"؟

    وما هي حقيقة المشروع الإسلاموي في الحكم؟

    وما هي حقيقة الشعارات؟

    والحقيقة أن الإسلام (لصلاحيته لكل زمان ومكان) لم يشرع شكلاً محدداً للدولة، ولم يدع لدولة دينية. والإسلام في مقاصده النهائية، وروحه، وجوهره، أقرب لمفاهيم العدل منه للظلم، ولمفاهيم المساواة منه لعدم المساواة، ولمفاهيم حقوق الإنسان، منه لمفاهيم القطع والضرب والجلد و"التعذيب".

    والحقيقة، أنهم يدركون ذلك جيداً. لكنهم- دعاة الإسلام السياسي- يتاجرون بالشعارات، وهي وسيلتهم الوحيدة لخداع الناس، وارهابهم والتسلط عليهم باسم الدين. و"مطية" الإسلام، والمزايدة بشعاراته، هي أسهل طريقة يمكن اتباعها للوصول للحكم، عبر الاحتجاج الإسلاموي، وتشغيل آلة الإرهاب الفكري بحق "المخالفين".

    وأخيرا قد يعن لسائل أن يطرح سؤالاً عن حصار دولة الإسلامويين بواسطة الغرب، ومعاداة الغرب لها. وهو سؤال جدير بالانتباه، فإسلامويو السودان كانوا مستشارين لجعفر نميري، حين كان الأخير "عميلاً" أمريكياً لا يشق له غبار. وكانوا مستشاريه حين قام نظامه بترحيل الفلاشا. وكانوا مقربين منه حين كان لوكالة المخابرات الأمريكية وجود كبير جداً في الخرطوم مطلع الثمانينات. وفي ظل حكمهم "الكامل دون شراكة مع أحد"، أصبح مدير جهاز الأمن والمخابرات السودانية يطير إلى مقر المخابرات الأمريكية في الولايات المتحدة بطائرة خاصة، وتكشف الصحف الأمريكية ذلك (لوس أنجلوس تايمز). ولم تكشف ذلك صحافة الخرطوم (لماذا ترى؟).

    حيح أن الخرطوم ظلت على عداء واضح لواشنطن إلى بداية الألفية، واستضافت بن لادن والظواهري وغيرهما من غلاة المتشددين. لكن أين (المباديء) حين يتحول كل هذا العداء لتعاون وثيق، تم من خلاله تسليم كل ملفات (أصدقاء الأمس: إخوتهم الإسلاميين في القاعدة وغيرها) للمخابرات الغربية؟ وقدمت الاستخبارات السودانية للولايات المتحدة بحسب تقارير صحافية معلومات مهمة عن تحركات بعض الأشخاص المشتبه في علاقتهم بالإرهاب في بعض الدول المجاورة كالصومال. وأبعدت متطرفين وسلمتهم إلى استخبارات دول عربية (يعتقد أنها مصر) لها تعاون وثيق مع وكالة المخابرات الأمريكية. وقامت بإحباط هجمات ضد أهداف أمريكية، وذلك باعتقال متطرفين أجانب كانوا يعبرون السودان للانضمام إلى المسلحين في العراق. وعرض السودان في منتصف 2000 تسليم اثنين من المشتبه في تورطهما في أحداث تفجير سفارتي الولايات المتحدة في شرق إفريقيا عام 1998. وكانت الخرطوم قد عرضت على السعوديين تسليم بن لادن منتصف التسعينات !!

    ن اليسار (الشيوعي، الملحد!) - في هذه الحالة - ممثلا في فيدل كاسترو، وشافيز يبقى مؤهلاً أخلاقياً أكثر من الإسلامويين. فلم يقرأ واحد منا عن مثل هذا التعاون الذي يبلغ درجة "الانبطاح" للدوائر الاستخباراتية الغربية. وما هو الثمن؟ الثمن هو محاولة الإبقاء على مقاعد السلطة !!

    ويا له من هدف نبيل يكشف عن سمو روحي، ونزعة أخلاقية. لكن، أين الشعارات التي أطلقتها الإنقاذ طيلة عشر سنوات: (أمريكا روسيا قد دنا عذابها، علي إن لاقيتها ضرابها)، و(الأمريكان لكم تسلحنا، بقول الله وقول الرسول لكم تسلحنا)؟


    ولماذا ترفض الخرطوم إذن مجيء قوات دولية لدارفور؟:
    ______________________________________________

    هل دولة الإسلام متناقضة؟

    هل تعاني من خلل أخلاقي عميق؟

    ولن تحصل على إجابة مقنعة من قبلهم سوى أن "هذه هي السياسة".

    ونسأل بدورنا: أهي "السياسة" أم "السياسة الشرعية"؟

    وما هو المقصود بـ"دولة إسلامية" على وجه الدقة؟

    أهي الدولة الأقرب للعدل وكفالة حقوق الإنسان والمساواة والقانون، أم التي يرأسها إسلامويون، أم التي يغلب فيها المسلمون؟

    وما المقصود بـ"شريعة إسلامية"؟

    أهي قيم العدل والإنصاف و"الرقابة" على المسؤولين وتطبيق القانون حتى لو كان على رئيس الجمهورية أو "وزير الدفاع"، أم هي قطع أيدي الجياع الذين لا يحصلون في اليوم سوى على دولار واحد؟

    أهي توفير مأوى ومأكل ومشرب لكل مواطن، أم جلد صانعات الخمور البلدية، ومطاردتهن في الأسواق حين يلجأن لصنع الشاي تحت الأشجار من أجل توفير كسرة خبز لأطفالهن؟

    سيقول الإسلامويون كلاما كثيراً "مبهما" وفي أطر عريضة عن مردود "إيمان أهل القرى وتقواهم"، وعن "الحاكمية لله"، لكنهم لن يتحدثوا قط عن الفروق البائنة بين المظهر والجوهر، أو بين القشور والمقاصد.

    وهذا هو السقوط بعينه، فكرامة الإنسان، وحقه في الحياة، وفي التعليم، والعلاج، والمساواة مع الآخرين، والعدل، والقانون، تبقى هي الجوهر النقي لأية دولة أخلاقية، أو تدعي القسط الأقل من الأخلاق. وبدون ذلك، وهو الحادث بالفعل، تبقى دولة الإسلامويين في السودان، عبر تجربتها الطويلة في الحكم، نموذجاً يدلل بوضوح إلى سقوط المشروع الإسلاموي حين يحكم، وحين يدير شؤون دولة ما بخبرات سياسية كسيحة، ونزعة عنفية تعكس مزاجاً احتجاجياً، وميلاً واضحاً لمعاداة كل مظاهر الحداثة.

    لم يسقط المشروع الإسلاموي فحسب، وإنما أشر للتخريب الذي يلحقه بأي مجتمع فيما إذا حمل شعاراته (الإسلام هو الحل) و(الحكم الإسلامي) و(الشريعة الإسلامية) لدواوين الدولة.

                  

05-29-2007, 09:25 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    المنتدى العام لسودانيز أون لاين دوت كوممواضيع توثيقية متميِّزةس.اونلاين كم.
    تنشر الفصل الأول من سقوط الأقنعة
    بعدما ظلّ محتجزا بمطار الخرطوم وممنوعاً من الدخول.




    المَشْهَدُ الرَّابع: الرَقْصُ مع الذِئاب.
    ----------------------------------

    بكرى ابوبكر.

    04-08-2006, 00:38 ص


    بعد نجاح الانقلاب، كان ”سجن كوبر“ الشهير يعجُّ بسياسيين ونقابيين وعسكريين.. بعضهم انتقل بين عشية وضحاها من نعيم السلطة إلى جحيم الاعتقال, وآخرون ليست لهم ناقةٌ ولا جَمَل في أي موقعٍ من مواقع النظام الديمقراطي الموءود.. وكما ذكرنا، فقد وفَّر الترابي لنفسه مكاناً بين المُعتقلين، تنفيذاً لسيناريو الخطة.. كان من ضمن المُعتقلين أيضاً السيد محمد عثمان الميرغني, والذي دخل السجن لأول مرة في حياته.

    ثلاثة فقط من رواد السلطة المُغتصبة لم يكونوا بين المُعتقلين.. أولهم، السيد أحمد الميرغني، رئيس مجلس السيادة ”رأس الدولة“, الذي كان قد طبَّق ميزة العطلة الخاصة لشاغلي المناصب الدستورية, وغادر البلاد قبل الانقلاب للاستجمام من رهق العمل، في إحدى الجزر اليونانية ”رودس“, وبعد أن عَلِم بالحَدَث، عرج على قصره المنيف في الإسكندرية، ولاذ بصمتٍ لم يُلفِت انتباه المُراقبين, لأن ذلك كان دأبه طيلة الثلاث سنواتٍ ونصف السنة، التي صمد فيها النظام الديمقراطي.. وثانيهم، السيد الشريف زين العابدين الهندي، وزير الخارجية ونائب رئيس مجلس الوزراء, الذي كان أيضاً في زيارة خاصة لمصر, وهى عادة ظلَّ يُمارسها كلَّما عَجِزَ عن مُباشرة مسئولياته.. وثالثهم، كان السيد مُبارَك الفاضل وزير الداخلية, الذي اختفى، وهرب لاحقاً، حسب الوقائع التي ذكرناها من قبل.

    كنا قد عمدنا إلى توثيق ما جرى في ليلة ”العشاء الأخير“, إلى جانب وقائع أخرى هامة داخل المُعتقل, استناداً إلى بعض معايشيها، ممن عاشوا تفاصيلها بعمقٍ ودقَّة في الملاحظات.. أولهم، السيد التيجاني الطيِّب, والذي لم تكن تجربة الاعتقال في حدِّ ذاتها بجديدة عليه, فقد نال نصيبه منها من قِبَل الأنظمة الديكتاتورية الثلاثة التي حكمت السودان, وكانت السنوات التي قضاها في المُعتقلات والاختفاء القسري, إلى جانب المنفى الاختياري في القاهرة, قد غطَّت أكثر من نصف عمره السياسي!! والمُفارقة أن القاهرة، التي جاءها لاجئاً في بداية التسعينيات، كانت قد شَهدَت أوَّل اعتقالٍ له في سجن ”الهايكتسيب“ في مايو/أيار من العام 1948، وكان وقتها سكرتير اتحاد الطلبة, ومعه كلٌ من عبده دهب، عبدالرحمن الوسيلة، محمد أحمد الرشيد، تيدي جيمس لاركن، وهو جنوبي كان يعمل موظفاً مع البريطانيين في قنال السويس, وآخرين بدأوا الارتقاء في مدارج الشيوعية, تحت مُسماها المعروف بـ”الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني [حدتو]“.. واعتقالهم، الذي كان بسبب موقفهم من القضية الفلسطينية، وتزامن مع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى, تخلَّله إضرابٌ عن الطعام لأكثر من عشرين يوماً.

    بدأ التيجاني توثيقه لأحداث تلك الفترة، التي تداخل فيها الخاص بالعام، كالتالي:

    «عشية الانقلاب، مساء الخميس 29/6/1989، كنتُ ضمن المدعوِّين لحفل الزفاف الشهير ”آل الكوباني“, والذي تميَّز بمشاركة كل ألوان الطيف السياسي, بما فيهم أقطاب الجبهة الإسلامية. أذكر أن كل شيء كان لطيفاً، بما في ذلك الجو ”الطقس“، على رغم ما كان يعتمل في الصدور, أي الاحتقان السياسي من جهةٍ، وعزم المتآمرين على الانقضاض على النظام الديمقراطي من جهةٍ أخرى.. ولعل المناسبة الاجتماعية تلك قد ساهمت في إخفاء هذه التناقضات.

    غادرتُ مبكراً بعد مراسم ”العقد“, واتجهت إلى مقر صحيفة الحزب ”الميدان“, وذلك للوقوف على ترتيبات العدد الذي سيصدُر صباح اليوم التالي، الجمعة.. ثم اتجهتُ إلى منزلي، وكانت الأسرة خارجه في مناسبة اجتماعية أخرى, وأويتُ إلى سريري في حوالي الساعة العاشرة والنصف تقريباً.. وفى وقتٍ لاحق من الليل, الساعة الثانية والنصف تحديداً, سمعتُ طرقاً شديداً على الباب الخارجي، فنهضتُ منزعجاً، وكل الذي في خاطري أن صهري -الذي كان مريضاً- قد حدث له مكروه, وجاء من يبلغني ذلك الخبر, ولكن عندما فتحتُ الباب، فوجئتُ بضابط من الجيش برتبة نقيب، ومعه اثنان من الجنود, فبادرني بلهجة هادئة لم تتخللها أي حدة محتملة في مثل تلك المواقف، وقال لي : ”إن القيادة العامة للقوات المسلحة استولت على السلطة, وإن هناك قيادات سياسية تقرَّر التحفُّظ عليها لمدة يومين أو ثلاثة, وبعد أن تعود الأوضاع لطبيعتها، سيطلق سراحهم“.. فاستأذنته في تغيير ملابسي، وحملتُ ما أعتبره ضرورياً، مثل فرشاة الأسنان والمعجون وماكينة الحلاقة، وخرجت معهم، فوجدت في الخارج سيارة صغيرة طراز ”تايوتا بيك أب“, وأجلسوني بين جندي وآخر مدني، كانا ينتظران في السيارة، وصعد النقيب إلى جانب السائق.. حينها لاحظت أن العلامة العسكرية تشير إلى أنه ينتمي للسلاح الطبي, وحتى ذلك الوقت لم يدُر بخلدي أن هذا الضابط، أو الانقلاب كله، من تنفيذ الجبهة الإسلامية, بالرغم من أننا كنَّا على مدى أسبوعٍ تقريباً نكتبُ في الميدان مقالات وتحليلات تشير إلى أن الجبهة الإسلامية عمدت إلى تكتيكات انقلابية، وأنها تضمر شيئاً من ذاك القبيل.. وبالطبع كان ذلك صحيحاً، لكننا لم نتخذ أي إجراء كان يفترض عمله.. وصحيح أيضاً أننا أوصلنا الرسالة للسيد رئيس الوزراء, إضافة إلى أننا حاولنا تنبيه الناس وإشعارهم بالخطر القادم, لكننا لم نطرح شعاراً مُحدداً تجاه ما كان متوقعا -أي الانقلاب- وهذا خطأ، أو تقصير من جانبنا، نتحمَّل مسئوليته.

    الجميع صامتون داخل السيارة, وفى الخارج ليس هناك ما يلفت الانتباه، غير حفلات الزواج الكثيرة على امتداد الطريق المؤدي إلى ”وادي سيِّدنا“, وهو منظر تقليدي، فمثل تلك المناسبات الاجتماعية دائماً ما تقام في نهاية الأسبوع, وكنت قد استسلمتُ لمقولة النقيب، في أن الانقلاب من صُنع القيادة العامة, ولم أستغربها، خاصة أن المناخ السياسي كان مضطرباً بعد المذكرة الشهيرة.

    عند وصولنا إلى مدخل مدينة أمدرمان، من جهة الخرطوم العاصمة, حيث يوجد ”قصر الشباب والأطفال“, اتَّجهت السيارة يميناً، فخامرني شكٌ في تلك اللحظة بأن الانقلاب ليس من صُنع القيادة العامة، كما قال النقيب, لأن الطريق الذي سلكناه لا يؤدي إلى مقرها.. فداهمني إحساسُ الخطر، وغلب على تفكيري أن الجبهة الإسلامية تَقفُ من وراء التدبير.. وفى ضوء ما كنتُ أكتبه في افتتاحيات الصحيفة, سَيطرَت علىَّ هواجس تحدِّثني بدنو نهايتي.. وتلقائياً انصرف ذهني في استعراض مسيرة حياتي، بمحطاتها المختلفة, فغمرني شعور بارتياح الضمير.

    كذلك تجاوزت السيارة مباني السلاح الطبي, وواصلت سيرها صوب مقر سلاح المهندسين, حيث أوقفنا الجنود الذين كانوا يقفون أمام البوابة الرئيسية بالطريقة التقليدية, وعند وصول أحدهم إلى مقدمة السيارة، نزل النقيب، فتناهى إلى سمعنا أنهم يتحدثون بجدلٍ حول ”سِرُّ الليل“, حيث تباينت تقديراتهما, وعندما لم تثمر محاولات النقيب, نَزَل السائق من السيارة، فاكتشفت للمرة الأولى أنه برتبة ”رائد“, فخاطبَ الجندي مُحتداً بقوله: ”إنتو ما نَوَّروكم؟“.. فأجابه الأخير بالنفي.. فلم يأبه لذلك، وحاول شقَّ طريقه، في الوقت الذي كان النقيب يحاول الإمساك بالجندي, والذي كان بدوره يحاولُ الحديث مع زملائِه.. وأثناء ذلك المشهد، صدرت عبارة بتوجيه صارم ”أرضاً سلاح يا عسكري“, وفجأة انطلقت ثلاث رصاصات متتالية... تبعها صمتٌ كثيفٌ, قطعه صوتُ أحد الجنود بسؤالٍ استفهامي: ”هل مات؟!“.. فجاءه الرد سريعاً ومقتضباً ومؤكداً في آنٍ واحد: ”نعم، مات“.. كنتُ، والذين معي داخل السيارة، قد خفضنا رؤوسنا عند سماع صوت الرصاص، وعندما رفعناها، كان أن شاهدنا جثة الرائد على الأرض، في وضعٍ يؤكد ما سمعناه، بأنه قتل.. ونظرتُ للخلف، فرأيتُ سيارتين تقفان خلفنا، إحداهما ”نيسان بيك أب“ بيضاء, والأخرى مثلها زرقاء اللون، تتبع لجهاز الشرطة.. وفى لمحِ البصر، تحركوا جميعاً واختفى النقيب عن الأنظار.. ومع ذلك، رفض الجنود مُغادرتنا السيارة, وبدأتُ أسأل الرجل الذي يجلس بجانبي - بلباسه المدني- عن موضوعه, فتلجلج في الإجابة، وظَهرت عليه علامات الاضطراب، فخامرني شكٌ في أنه من المشاركين, إذ إن تبرير وجوده معنا لم يكن مقنعاً.

    ظلَّت جثة الرائد مُسجَّاة على الأرض, وعرفتُ فيما بعد أنه ”أحمد قاسم“، وهو طبيبٌ أيضاً، ويُعَدُّ من العناصر الشرسة في تنظيم الجبهة الإسلامية العسكري.. بعد عدة أيام، سمعتُ الفريق عمر البشير يتحدثُ بتفاصيل الحدث الذي جرى أمام أعيني، بطريقة مُختلفة تماما, فأيقنتُ بأن تلك علامة في كذب رئيس الانقلاب.. خرج ضابط من سلاح المهندسين واصطحبونا جميعا إلى داخل المبنى, واعتقدتُ في دخيلة نفسي بأن الانقلاب فشل، وأنني سوف أذهبُ إلى منزلي، وربما كتبتُ تلك الوقائع كشاهد عيان, وسألتُ الضابط عن سبب احتجازي، فقال لي: ”سنرى“!! وكانت الساعة قد تجاوزت الثالثة صباحاً.. تمَّ التحقيق مع الجنود، والمدني، وأطلقوا سراحهم، في حين أبقوني محتجزاً معهم.. وفي حوالي الساعة التاسعة، نقلوني إلى سلاح الموسيقى، وكان مشاركا في الانقلاب!! وجدت هناك الفريق عبدالرحمن سعيد، وابن السيد الصادق، ”عبدالرحمن“, وعبر مذياعٍ صغيرٍ أحضره لنا أحد الضباط، استمعنا إلى ”البيان الأول“, فاستنتجنا - رغم عدم وضوح الرؤية- بأنه من صنع الجبهة الإسلامية.. وفى المساء حولوني إلى سجن كوبر، وأدركتُ ربَّما تكون المسألة طويلة, فطلبتُ أن يُحضِروا لي ملابس من منزلي، وتهيأتُ نفسياً لاعتقالٍ طويل.

    في سجن كوبر، وجدتُ محمد إبراهيم نُقد, عمر نورالدائم، عثمان عمر الشريف، التوم محمد التوم، خالد فرح ونصرالدين الهادي. ومن الجبهة الإسلامية، كان هناك حسن الترابي، أحمد عبدالرحمن، إبراهيم السنوسي، الفاتح عبدون وآخرون، بعددٍ إجماليٍ بلغ [11] شخصاً, إلى جانب معتقلين مدنيين وعسكريين، فيما سُمِّي بمحاولة انقلاب ”جماعة مايو“، وعلى رأسهم الزبير محمد صالح، وكامل محجوب، وغيرهم.. وُضِعنا في غرفتين من غرف المعاملة الخاصة, حيث ضمَّتني الغرفة مع الترابي ونقد وعثمان الشريف واحمد عبدالرحمن ونصرالدين وفرح.. كان الحديث عاماً في اليومين الأولين.. كل واحد روى طريقة اعتقاله, ونُقد قال لي إنه عرف بالانقلاب في وقت متأخر من الليل, ولم يحاول الاختفاء، وفَضَّل انتظارهم حتى يصلوا ويعتقلوه.

    كان عددٌ من العسكريين الموالين للجبهة الإسلامية يُحيطون بالسجن, وجَّهوا لنا رسالة واضحة، فحواها أنهم سيقومون بتصفيتنا في حال حُدوث مقاومة في الخارج.. وأخرى من خلال إدريس البنَّا، عضو مجلس رأس الدولة, وأكَّدها له أحد أعضاء الانقلاب، الذي تجمعه به صلة قربى أسرية, إذ بعد أن زاره قال له: ”أبلِغ نُقد أن أي رصاصة لو أطلقت في الكلاكلة، ضواحي الخرطوم، ستكون التالية في رأسه“.. لكن لم يكترث أحدٌ لذلك, لا سيَّما أن هناك إحساساً طاغياً بأن الانقلاب لن يستمر لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة, وذلك بمُعطيات الوضع الداخلي، علاوة على أن المناخ العالمي لم يعد يسمح بالانقلابات العسكرية, مثلما أن الأوضاع في المنطقة لا تسمح باستمرار ظاهرة ”الإخوان المسلمين“ في السُلطة.. وقد انعكس الإحساس المؤقت على طبيعة المناقشات, والتي لم تكن في البداية منتظمة أو جادة.. ومن المُفارقات أن كوادر الجبهة الإسلامية كانوا يردِّدون بأنهم أكثر عدداً في السجن من الشيوعيين.

    أصبح معروفاً لكثير من المعتقلين بأن وجود الترابي معنا كان ذراً للرماد في العيون, ومع ذلك فقد ظلَّ عثمان عمر الشريف يردِّد باستمرار، وعلى مسمع من الجميع: ”هذه أول مرة في التاريخ قيادة انقلاب تكون موجودة داخل السجن“ وكان الترابي يبتسم كلَّما سمع ذلك.

    كان اعتقال الصادق المهدي صدمة لنا جميعاً, وكنا نعتقد بأن شخصاً مثله يستطيع الاختفاء لمدة طويلة.. عندما انضم لنا بعد أسبوع، كانوا قد أحضروه مساءً، وكنتُ قد فتحتُ له الباب، الكرنتينة [ج], فوجدته في ذات الهيئة التنكرية التي كان عليها حين اعتقاله.. غيَّر فيها من وضع عمامته، لأن الأنصار يضعونها بطريقة تختلف عمَّا هو شائع في وسط السودان, وكان حليق الشارب والذقن, ومع ذلك لم تكن بالنسبة لي طريقة تنكرية مائة في المائة.. ربما لأنني أعرفه.. وأذكر حينما خرجت من السجن، أنه زارني للتهنئة جارٌ لي، بيننا علاقة جيدة, وبعد أن خلا المكان من الزوَّار، استأذنني في الانصراف, لكنه قال لي: ”أريد أن أسألك سؤالاً، وأرجو أن تَصدُقني القول.. هل وَد الإمام كان حالقاً ذِقنه وشَنَبه عندما جاءكم في السجن؟“.. ولم أكن في حالٍ أن أقول له غير الحقيقة, لكنني فوجئتُ به يضع كلتا يديه على رأسه، وجلس على الأرض، وظلَّ يردِّد المقولة بصورة أقرب إلى الهستيريا، حتى أشفقتُ عليه, ولم أعتقد بأن هذا الموضوع يمكن أن يُزَلزِل كيانه بالصورة التي مثلت أمام عيني, فحاولت تخفيف الأمر عليه بقولي، إن ذلك شيء عادي، وساعدته على النهوض, فنظر إلىَّ ملياً، وقال: ”لو جانا في ود نوباوي وطلب الاختفاء، فهل يستطيع مائة نظام أن يعرفه؟!“.. فقلتُ له: ”على كلٍّ، هذا اجتهاده“.. فغادرني وهو لا يلوي على شيء.

    كذلك تمَّ اعتقال الميرغني بعد الصادق, وبالطبع كان معنا أشخاصٌ عاديون من طائفتي الأنصار والختمية.. الجميع كانوا في مكان واحد، يأكلون ويشربون، ويطلقون ”النكات“ أحيانا.. وفى التقدير كسر ذلك شيئاً من القداسة التي يُحيط بها بعض أولئك السيِّدين المذكورين, وأعتقد مع الصادق بَدَت المسألة عادية نسبياً.. أما مع الميرغني، فقد حدث تقارب مع أناسٍ لم تتواصل العلاقة معهم بذلك الشكل من قبل.. وطبعاً البعض كان قد تهكَّم على اعتقاله، إلا أنني سمعتُ مَن نقل عنه عبارة طريفة، قال فيها: ”مش الشهادة بتاعتكم دي، أهو جبناها“.. ويقصدنا بذلك نحن الشيوعيين.. عموماً، كانت الحياة على الطريقة السودانية المألوفة, لا تحكمها ضوابط معينة، حتى في النوم والاستيقاظ, وكان الراغبون في أداء الصلاة يؤدونها بصورة جماعية بإمامة الترابي, وعندما اعتقلوا نقدالله لاحقاً، أصرَّ أن لا يؤم الترابي المُصلِّين.. وحسبما علمتُ، لم يكن ذلك لأسباب سياسية، وإنما لملاحظات على شخصه وسلوكه, فقدَّم ميرغني النصري عضو مجلس السيادة، فبدأ يؤم المُصلين حتى لحظة خروجه من المُعتقل.. تولى نقدالله نفسه الإمامة بعده، في حضور الصادق والميرغني والترابي، رغم صِغَر سِنِّه.. كان الترابي قد فصِل مِنا لفترة قضاها في الحبس الانفرادي, وبعد عودته لنا ثانية، واصَلَ الصلاة تحت إمامة نقدالله، الذي لم يفعل مثله كما ذكرت.. أما علاقة الترابي بالآخرين، فقد كانت عادية، يتخلَّلها نقاش وتبادل في وجهات النظر، رغم شعور الجميع بأنه القائد الفعلي للانقلاب.

    أذكر أنه في إحدى الليالي -3/10/1989- في الساعة الحادية عشرة تقريباً, حضرت مجموعة من الأمن واصطحبت الصادق المهدي، ولم يعُد في تلك الليلة، فأصابنا قلقٌ، ازداد حينما علمنا في الصباح أنه وُضِعَ في الحراسات المُخصصة لمنتظري تنفيذ حكم الإعدام, فتحرَّكنا جميعاً في حملةٍ مكثفة، خاصة محمد إبراهيم نُقد, ونجحنا في إعادته إلى مقره السابق.. وقد حكى لي ما حدث، وقال إنهم أصعدوه في سيارة مُسدَلة بالستائر, تحرَّكت في اتجاهاتٍ كثيرة للتمويه، لكنها لم تُبارِح مبنى السجن, ثم أدخلوه في غرفةٍ مُضاءة بالأحمر، وأجلسوه على كرسيٍ من ثلاثة أرجل، وعليه أن يحافظ على توازنه طيلة جلوسه, وأعقب ذلك تحقيق عنيف، وهدَّدوه بالقتل، وبإفشاء أسرارٍ عن حياته الخاصة، وزعموا أن لديهم صوراً فوتوغرافية في لندن والخرطوم, مما أثار استياء الكثيرين، واحتجوا بطرُقٍ مُتعدِّدة.

    أعتقد أن الترابي يتعامل دائماً مع الناس بشيء من التعالي، وأسباب وضعه في الحبس الانفرادي تعودُ إلى موقفٍ له مع الضابط المسؤول من السجن، العقيد موسى الماحي, والذي كان في جولة مروريَّة لتفقد الأوضاع, فتوقف أمام الترابي، وبدأ الحديث معه في موضوعٍ عاديٍ, لكنه انفعل واحتدَّ معه, وكان جالساً, فقال له الضابط بشيء من الأدب: ”عندما أتحدث معك، فعلى الأقل المُفترض أن تقف مثلي وتتحدث معي“, فاحتدَّ الترابي أكثر، ورفض، فما كان من الضابط إلاَّ أن طلب من أحد عساكره وضعه في الحبس الانفرادي, وظلَّ فيه لمدة أسبوع، وهو منطقة معزولة ومليئة بالفئران.. {ربما كان ذلك للإيحاء بعدم صلَته بالانقلاب، تدعيماً لسيناريو التخفِّي – [المؤلف]}.

    في حدثٍ آخر، كان إبراهيم شمس الدين، أصغر الضباط المشاركين في الانقلاب سناً, وكان برتبة رائد, قضى نحبه في تحطم طائرة عسكرية بمنطقة ”عدارييل“ في جنوب السودان العام1998، كان يأتي في بعض الأيام، ويجمع الصحف والمعتقلين -وبينهم رئيس الوزراء- ويبدأ في إلقاء محاضراتٍ مستفزة، مردِّداً عباراتٍ مثل: ”إن شاء الله إتعلمتوا الدرس“، فكانت مسألة مهينة حقاً.. أيضاً بعد وصول الصادق، كان هناك في السجن ما يسمى بـ”فرش متاع“, أي أن يُحضر السجين لوازم فرشه, وحدث أن جاء مدير السجن في دورة تفتيشية، فوقفنا وصافحناه, ثم انتحى جانباً مع شخصين، وتواصل حديثه معهما، فاعتبرنا الأمر منتهياً، وجلسنا.. وعندما رآنا، أشار لي بإصبعه -على نحوٍ مُهين- بأن أقف, فتملَّكني غضبٌ شديد, وبذات الطريقة أشار نحو الصادق المهدي، الذي سأله بدوره عن السبب, فقال له: ”أرجو أن تحترمونا مثل ما نحترمكم.. حين يدخل ضابط السجن، يُفترَض أن تبقوا واقفين“, فقال له الصادق: ”حينما دخلت، وقفنا، وصافحناك.. وعندما انشغلت مع آخرين، انتهى الأمر“.. فحدثت ضجة كبيرة في السجن، خاصة أن مثل هذا الضابط، كان قبل أيامٍ يؤدي التحية للصادق، باعتباره رئيس الوزراء.. الغريب في الأمر، عندما عاد الضابط إلى مكتبه، وجد أمراً بإحالته للتقاعد, وبالطبع كثرَ الشامتون عليه.

    بتزايد أعداد المُعتقلين،أخذت المناقشات طوراً جدِّياً.. بعضها كان ناقداً للتجربة الديمقراطية المجهضة, وبعضها الآخر انطلق من زاوية ضرورة تصويبها مستقبلاً, وحتى تلك اللحظة لم يكن الصادق المهدي يعتقد بأن الانقلاب من تدبير الجبهة الإسلامية!! أما الترابي نفسه، فقد صاغ موقفه آنذاك على الحاضرين بالنحو التالي: ”إذا كان الانقلاب الجديد سيفتح الطريق أمام الإسلام، فنحن معه، بغضِّ النظر عن موقفه من الديمقراطية, وإذا كان يهدِفُ إلى سَدِّ الطريق أمام الإسلام، فنحن ضده، بغضِّ النظر عن موقفه من قضايا الديمقراطية أيضاً“.. بهذا الموقف الواضح، الذي أغلق به الترابي باب الحوار، وانتفت فيه أي قواسم مشتركة.

    عَزَلنا ممثلي الجبهة الإسلامية، وبدأنا نتحاور كأحزاب ونقابات في كيفية التخلُّص من النظام، وإقامة بديلٍ يعالج جذور المشكلة، ويكسر الحلقة الشريرة, وذلك بعد الاتفاق على طبيعته، وكونه امتداداً للأزمة الوطنية المزمنة.. كما اتفقوا على أهداف وبرامج عمل، وصياغة ميثاقٍ يُنشَر على الجماهير، يكون بمثابة دعوة لها للالتفاف حوله، والنضال من أجل ما ورد فيه.. كذلك اتفقوا على إنشاء هيئة تضمُّ القوى الموافقة عليه، والتشاور مع الآخرين، الذين لم يشملهم الاعتقال، من الأحزاب والنقابات والعسكريين.. وقد تكوَّنت لجنة لمناقشة الميثاق المقترح، مثَّلها من حزب الأمة الصادق المهدي وعمر نورالدائم, ومن الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني وفاروق أحمد آدم, ومن الأحزاب الجنوبية باسفيكو لادو لوليك وإليابا سرور, إلى جانب نُقد وشخصي.. وبعد المناقشات الأولية، كلِّفتُ بالصياغة، فأفسحتُ موقعاً لنَقدِ التجربة الماضية، بما فيها موقف الأحزاب التقليدية، والذين لم يبدوا أي اعتراض على ذلك, وسرَّبناهُ للخارج، ليتواءم مع نقاشات الآخرين, وتوليتُ شخصياً إرساله لقياداتنا في الحزب، لإطلاع قوى المعارضة عليه..

    في إطار التشاور نفسه، تَسَلمنا عن ذات الطريق، مشروعاً مختلفاً، وأبدينا فيه ملاحظاتنا، التي انصبت جُلها على اقتراحٍ ورد فيه، يتعلق بقسمة السلطة بعد إسقاط النظام، بحيث تمنَحُ النقابات 70% من الوزارات والبرلمان، و30% للأحزاب وأي قوى أخرى.. والحقيقة لم نأخذ المقترح بجدِّية، لأنه يُعيقُ الفكرة وهي في طورها الأولي.. وأخيراً تمَّ الاتفاق على الصورة المعروفة التي استقر عليها العمل, بتعديلات مهمة، وإن كانت محدودة..

    قبل كل ذلك، وخلال النقاشات، كان الميرغني قد اقترح تسمية الكيان المعارض بـ”التجمع الوطني الديمقراطي“, في حين أن نُقد كان يردِّد - من قبل- على الحاضرين ضرورة البحث عن صيغة أخرى غير تلك.. وحاولنا إِثناء الميرغني باعتبار أن التسمية المذكورة تعدُّ من لوازمنا السياسية, وتعني مدلولاً معيناً ظللنا نردِّده منذ العام 1956, عِلاوَة على أننا لم نرتح أصلاً للتسمية، لأنها في ذاك الوقت لا تنطبق على التجربة الجديدة التي كنا بصددها.. وأمام محاولاتنا تلك، ازداد إصرار الميرغني، فوافقنا.

    كان التوقيع على الميثاق قد تمَّ في 21 أكتوبر/تشرين الأول 1989, وبمجرَّد نشره، بدأ النظام في تشديد القبضة على المعارضين, فظَهَر ما سُمِّي بظاهرة ”بيوت الأشباح“.. وعلى مستوى السجن، تمَّ نقلي ونُقد إلى ”الكرنتينة [أ] “، حيث وضعونا مع أشخاص متَّهمين بالاتجار في العملات الصعبة, وفى ذلك الوقت حُكم على الشابين مجدي محجوب محمد أحمد وجرجس القس يُسْطس، ثم أعدموهما فيما بعد.. أعقب ذلك إضراب الأطباء في 26/11/1989، والذي شكَّل نقطة تحوُّل في علاقة نظام الجبهة الإسلامية بقوى اليسار, فحكموا بالإعدام على نقيب الأطباء د. مأمون محمد حسين في 10/12/1989، ويوافق ذلك ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان, ثم جاءت مذبحة الضباط في أبريل/نيسان 1990.

    في الشهور الأولى للعام 1990، بدأوا في إطلاق سراح البعض, وقد أفرج عني في 9/8/1990، وكنتُ قد عَزَمتُ على الاختفاء، إلا أن الحزب وجَّه بضرورة خروجي من السُودان, وحاولتُ المُغادرة بدعوى الراحة والعلاج, لكنَّهم مارسوا تسويفاً متعمداً، وعندما تأكدتُ من مماطلاتهم في هذا الخصوص، عزمتُ على المخاطرة بالهروب شمالاً, وكان ذلك طريقاً سبقني إليه المرحوم عزالدين علي عامر, فخرجتُ سراً في نوفمبر/تشرين الثاني 1990 بترتيبات معينة, أذكر أن ”الرحلة“ كانت عادية, لربما الجديد فيها أنها أتاحت لي التعرُّف على جغرافيا ذلك الجزء من السودان.. كنَّا قد قطعنا الصحراء على ظهور الجمال, والصمت المثير هو السمة المميزة للصحراء, ليس هناك أي نوع من أنواع الحياة.. فلا وجود لكائناتٍ حيَّة.. لا بشر ولا شجر ولا حيوانات.. الصورة عموماً تحرِّضك على التأمل.. تبدو النجوم وكأنها تطالعك، وتشعر بأن الظلام له لونٌ آخر, والأصوات مختلفة تماماً عما ألِفنَاه, وعندما ترى جبلاً أمامك، تعتقد أنه قريب منك, لكن الوصول إليه يستغرق عدة ساعات.. قال لي الدليل إننا نَحسِبُ الزمن بسرعة بالسيارة, بينما هم يحسبونه بمسير الجمل.. بمعنى أن المسافة التي تقطعها السيارة في ساعة, يقطعها الجمل في يوم, وقد تجد آثار قدم إنسان أو سيارة، وتعتقد بأنها حديثة، لكن الدليل يحدِّدها بالشهور، وبدقة شديدة!!

    في هذه الرحلة، التي تواصل ليلها بنهارها، مع بعض ساعات الراحة, لم يكن ثمة أي موضوع يسيطر على ذهني، سوى الرغبة في الوصول إلى النقطة النهائية, وعندما دخلنا الأراضي المصرية، استبقيتُ نفسي لعدة أيام, ثم وصلتُ القاهرة يوم 12/11/1990، كمنفى اختياري, وفيه بدأنا مسيرة أخرى كما هو معلوم».

    التوثيقُ الثاني، كان مع شخصية عاشت التجربة بخلفيتها العسكرية, وقد وجد نفسه، للمرة الأولى في حياته، مُعتقلاً مع سياسيِّين ونقابيِّين داخل سجن كوبر.. لم يكن يعرف الكثيرين منهم معرفة شخصية, مثلما أن الكثيرين كانوا لا يعرفونه أيضاً, ذلك لأنه كان يتعاطى السياسة من وراء الكواليس، شأنه في ذلك شأن معظم منسوبي المؤسَّسة العسكريَّة في السُودان.. وحينما مارسها في الهواء الطلق، أصبح أكثر المُعارضين إثارة للجدل, برواياتٍ تعدَّدت أمكنتها، وتباينت أزمِنتها، وجرَّت غموضاً يثير غرائز حب الاستطلاع, ووضوحاً يطفئ ظمأها.

    بعد إطلاق سراحه من سجن كوبر, غادر ”العميد عبدالعزيز خالد“ السُودان، هروباً بذات الطريق المُؤدي للشمال, وبنفس الكيفية التي سبقه إليها آخرون.. وفي القاهرة، مارس نشاطاً مُعارضاً في إطار تجربة ”القيادة الشرعية“، أثبتت الوقائع أنها وُلِدَت كسيحة.. ثمَّ ما لبثَ أن تَركها خلف ظهره، واتَّجه إلى بقعة جُغرافيَّة اتخذها مُرتكزاً لتحريك الساكن في الصراع السُوداني, بمشروعٍ هَوَت إليه أفئدة الطامحين لرؤية ”دولة مدنية ديمقراطية موحدة“، تولدُ من ركام المعارك.. لكنَّ رياح السياسة السُودانية تجري دوماً على غير ما تشتهي السُفن.. فقبل عبور الجسر، تغيَّرت المُعادلات بصورة دراماتيكية.. فالأصدقاء الذين لاذ بهم، قلبوا له ظهرُ المِجَن.. والحلفاء الذين عوَّل على نصرَتِهِم، أداروا له ظهورهم.. ومن بين رفاق الأمس، تسابق أكثر من ”بروتس“، لينال شرف الطعنة النجلاء في مقتلٍ.. وعندما تكرَّرت تجربة السجن مرة أخرى، في قطرٍ لم يخطُر ببال أحد أن الأقدار وضعت فيه سر اعتقاله, سَعِدَ الأعداء الذين تَربَّصوا به، وتربَّص بهم، أن جَاءَهم مخفوراً, كأول سياسي سُوداني تطبَّق فيه تلك التجربة الغريبة.. وبين المحبسين، تدفقت الأحداث أحباراً ودماء.. ذلك ما سيردُ في فصولٍ أخرى.. لكنه قال حول بداياتها:

    «أولاً، كخلفية ضرورية، لابد من الإشارة إلى أن الضباط الذين شاركوا في الانقلاب أُلحِقوا بالفكرة، ليكونوا حطباً لتلك النار.. مما يعني افتقارهم لفكرٍ سياسيٍ راشد, عدا الإسلاميين منهم.. وبغضِّ النظر عن أوجُه الخلاف معهم، فقد كانوا من مؤيِّدي نظام مايو في فترة الثمانينيات.. باعتبار الشراكة الخفية ابتداءً، والظاهرة انتهاءً، بين النظام آنذاك وتنظيم الجبهة الإسلامية.. وبعد نجاح انتفاضة أبريل، ظلَّ أولئك الضباط، ولفترة طويلة، مراهنين على عودة نميري.. وعندما يَئِسوا، عملوا على التأثير على ضباط المجلس العسكري الانتقالي, بهدف ضرب تيَّار الضباط الوطنيين الأحرار.. وفى هذا الإطار، كانوا من وراء ثلاثة كشوفات قدِّمت للمجلس العسكري لتنفيذها: الكشف (أ)، فصل من الخدمة.. الكشف (ب)، نقل ومتابعة.. ثم الكشف (ج)، رصدٌ مِن على البُعد.

    كنتُ آنذاك ضابطاً في العمليات الحربية، كرئيسٍ لشعبة العمليات التي يديرها اللواء عثمان عبدالله، وزير الدفاع في الفترة الانتقالية.. احتوت القائمة (أ) على بعض قيادات حركة أبريل، الذين أُعدِمُوا في العام 1990, ومنهم اللواء محمد عثمان كرار، وكنتُ أيضاً ضمنها، وأذكر أن اللواء عثمان عبدالله قال لي إنه اعترض على فصلي واللواء كرار، باعتبار أننا ضباط مميزون -على حد تعبيره- وقال إن الآخرين لم يبدوا اعتراضاً على وجهة نظره تلك.. فقلتُ له: ”واقع الأمر أن الضباط الذين فُصِلوا أيضاً مُميَّزون“، وكان عليه الوقوف ضد الفصل من حيث المبدأ.. لهذا، لم أستغرب استهدافي في زمنٍ مُبَكر بعد انقلاب الإنقاذ, وكنا قد أطلقنا على ذلك الإجراء التعسُّفي تعبير ”مذبحة القوَّات المُسلحة“.. ولم نكن نعلم بأن المذبحة الحقيقية، ستكتمل في ظل نظام الجبهة الإسلامية.

    برغم أن الجبهة الإسلامية مدَّت جسورها منذ فترة طويلة مع القوات المسلحة، باستقطاب ضباط، وتجنيدهم في صفوفها, إلا أنها عملَت على تمرير سياساتها في الفترة الانتقالية، تحديداً من خلال رئيس المجلس العسكري، الفريق أول عبدالرحمن سوار الدهب, ونائبه اللواء تاج الدين عبدالله فضل.. وبعد نجاح الانقلاب، كوفئ الثاني بإدارة ”منظمة شباب البناء“، وهى إحدى الأذرع التنظيمية للجبهة الإسلامية, والأول برئاسة ”منظمة الدعوة الإسلامية“, علماً بأن العمل في القوات المُسلحة يمنعُ على القائد العام تولي مثل ذلك المنصب، بسبب امتلاكه معلومات كثيرة في جهاز الدولة!!

    الذي حدث في صبيحة الانقلاب، إنني ذهبتُ إلى المكتب بغرض جمع معلوماتٍ عنه, وفي حوالي الساعة الحادية عشرة تقريباً جاءني اتصال من القيادة العامة يطلب حضوري فوراً لمقابلة المجلس العسكري الجديد.. والمُفارقة، أنني عَلِمتُ قبل تحرُّكي أنهم اتصلوا بمن أرأسهم في اللواء [62]، وقالوا لهم بأنني موجود معهم, في إيحاء بأنني مُشاركٌ في الانقلاب!! عندما ذهبت للقيادة العامة، قابلني ضابط قال إنه سكرتير المجلس الجديد.. تركني في مكتبه لبضع دقائق، وعاد مرة أخرى، وقال لي إن الموضوع الذي طلبني من أجله المجلس انتهى!! فقلتُ له: ”من الذي طلبني تحديدا“, فقال لي: ”اللواء عثمان أحمد حسن“, فطلبت منه أن يُبلغهم بأن الموضوع بالنسبة لي لم ينته.. وفي المرة الثانية، اصطحبني للداخل، ووجدتُ -بالإضافة للمذكور، وهو أحد ضباط دفعتي- كلاً من الزبير محمد صالح، بكري حسن صالح، سليمان محمد سليمان، إبراهيم نايل إيدام ومحمد عثمان سعيد.. بادرني عثمان بقوله إن لديهم معلومات تشيرُ إلى أنني ”ضد الثورة الجديدة“, وعندما سألته عن مصدر معلوماته، قال إنه لا يستطيع كشفه.. كان الجميع في حالة صمتٍ غريب, فقلتُ له إن هذا الانقلاب لم يُكمِل 24 ساعة بعد، مِمَّا ينفى مسألة المصدر, ويؤكد -في نفس الوقت- معطياتٍ أخرى, وطلبتُ منه أن يكون أكثر وضوحاً، وليكن كلنا كتاباً مفتوحاً.. فاتسمت لهجته بشيء من الهدوء، وبدأ يحدثني عن الانقلاب، باعتباره عملاً وطنياً لخدمة الشعب السُوداني، وأن من قاموا به ”قوى وطنية مستقلة“, فقاطعته، وقلتُ له: ”هؤلاء ليسوا بقوى مستقلة.. هذا انقلاب لصالح الجبهة الإسلامية, وأنا شخصياً ضد الانقلابات بشكل عام، بغض النظر عن الجهة التي وراءها, وبدلاً من خداع الناس، يجب أن توضحوا لهم الحقيقة بشجاعة, وإلا ستدخِلون البلاد في ورطة لا يعلم مداها إلاَّ الله“.. بدا أن محمد عثمان سعيد ضاق صدره جرَّاء حديثي, فقال لي بحدةٍ: ”أنت لا تعلِّمنا بما نفعله, لأننا سنعمل ما نقوله“.. فتضايقتُ أنا أيضاً، ودخلتُ معه في مشادة، قصدتُ فيها استفزازه بأشياء مهنية وأخلاقية، ثمَّ خرجت.. وعلمتُ فيما بعد بأنهم أحالوني للمعاش، ورغم أن قانون القوَّات المسلحة يسمح للفرد بأن يظلَّ في الخدمة لمدة ثلاثة أشهر, إلا أنني لزمتُ داري.

    بعد مُضي نحو شهر ونصف، حضر أحد الضباط بطلب استدعاء، من اللواء محمد أحمد الدابي، رئيس الاستخبارات العسكرية.. وعندما التقيته، اصطحبني إلى مكتب الفريق إسحق إبراهيم، رئيس هيئة الأركان.. فتح الأخير ملفاً كان أمامه، وقال لي إن المعلومات تؤكد بأنني مُعادٍ للثورة, وأنني على اتصال بسياسيين كثيرين، وسَمَّى لي أسماء بعضهم.. ولأنني أدركتُ بأن المقابلة تشي باحتمالات شيء قادم, اكتفيتُ بالقول بأنني أُحِلتُ للمعاش، وبعيدٌ عن القوَّات المُسلحة.. وبالفعل، لم يمضِ وقتٌ طويل على ذلك، فوجدتُ نفسي مُعتقلاً -ضمن آخرين- في سجن كوبر.. كانت التجربة جديدة بالنسبة لي، لأنها المرة الأولى لي في حياتي التي أُعتقلُ فيها, وأستطيعُ أن أقولُ بأنني قضيتها متأملاً في واقع الحال.. ومن جهة أخرى، قرَّبت المسافات بيني وبين آخرين، من سياسيين ونقابيين، لم تكن حبال الوصل ممدودة معهم من قبل.. وفي نفس الوقت، تمتنت مع آخرين، كنتُ أعرفهم ويعرفونني.. ولا أجدُ حرجاً في القول -بصورة أكثر وضوحاً- إنني تعرَّفتُ على شخصيات مُميَّزة، واحترمتها, في حين فوجئتُ بخواء وسطحِية آخرين، تولوا مناصب، سواءٌ وزارية، أو مسؤوليات حزبية.

    من القيادات التي التقيتها للمرة الأولى عن قرب، كان السيد الصادق المهدي, وهو في الحقيقة رجلٌ مُنفتح, مُمكن تتحدَّث معه، أو في حضوره، عن أي شيء.. مع ملاحظتي بأن بعض كوادر حزبه تخشاه لدرجة الرهبة, وهو شُعورٌ -في تقديري- أدنى درجة من الاحترام.. ويختلفُ الأمر مع السيد محمد عثمان الميرغني، الذي يُعبِّر له بعض أتباع الطائفة الختمية -مِمَّن كانوا معنا في السجن- عن احترامهم بشيء من التجلَّة.. ذلك هو واقعنا في السُودان، لكن أعتقد بأن معيشتُنا المشتركة جميعاً، وضعت أولئك في وضعٍ مُحرج، حتى وإن لم يُفصِحُوا عنه, وذلك نتيجة رؤية المذكورين في حالاتٍ على غير ما اعتادوهم!! وبالطبعِ في علاقة الشيوعيين بالسيد محمد إبراهيم نُقد، لا يوجد شيء من ذاك القبيل.. ومن الشخصيات التي زاد احترامي لها، مصطفى عبدالقادر المحامي, فقد أثبتت المواقف أنه وطنيٌ غيور، ظلَّ يتصدَّى لأي انتهاكات لحقوق الإنسان, ويُدافع عن الناس، وتملكته هذه المبادئ حتى وهو مُعتقل.. وأذكر أنني تعرفتُ أيضاً على أخوة مُميَّزين، منهم المهندس عبدالعزيز عثمان، الذي شغل منصب وزير الصناعة في الفترة الانتقالية, ود. عبدالقادر الرفاعي، والصادق الشامي، والتيجاني الطيب.. ولم أحتكَّ بالترابي كثيراً، وفي الواقع فعل ذلك الكثير من المُعتقلين، لقناعتهم بأن وجوده معنا كان تمثيلية.. ومن المُفارقات، حينما وُضِعَ في الحبس الانفرادي, قام نُقد بحملة توقيعات للمطالبة برفع الحجز عنه, ومن المؤكد أنه انطلق في ذلك من موقف مبدئي وأخلاقي.. ومع ذلك، تجاوب البعض مع الحملة، وامتنع آخرون للسبب الذي ذكرته.

    من المواقف التي لا أنساها، رحيل الأستاذ عبدالمنعم سليمان داخل السجن, فقد أشاع موته موجة من الحُزن والإحباط, فقمت بمساعدة آخرين في تجهيز الجنازة، وبعد الانتهاء من تلك الطقوس، فكرتُ في تحويل تلك المشاعر إلى شيء إيجابي، فبدأتُ أهتف، فردَّد الآخرون الهُتافات، وكنا جميعاً في حاجة لذلك.

    أما المواقف الطريفة، فأذكر أنه تمَّ تحويل نُقد والتيجاني الطيب إلى موقع آخر، كان يَضُم تجَّار العملة, الذين احتجُّوا، وطالبوا بِنقلهم، باعتبار أن ”جريمتهم بسيطة“، وهي الاتجار في العملة, في حين رأوا أن المذكورين يمكن أن يُعدموا.

    في وجودنا، ألحقوا بنا ”مجدي محجوب“ وهو شاب هادئ ورزين، كان يستشير مصطفى عبدالقادر باستمرار, ونتيجة إحساس باطني، قلتُ لمصطفى إن هذا الشاب سوف يُعدم.. لقد تألمنا جداً لموته، وكذلك جرجس.. وقد ذكرتُ لمصطفى نفس المشاعر.. وجيء أيضا بأركنجلو أقاداو، ووالده من المُوسرين في مدينة جوبا، وأُعْدِم.. وكان هناك شخصٌ رابع، وُجِّهت له نفس التهم، لكنه لم يُعدم، وعلمنا أن أهله من ضواحي شندي، وضغطوا على عمر البشير من الناحية الأسرية!!

    هنالك ظاهرتان سيئتان، لفتتا نظري داخل السجن، لأنهما تحِطَّان من قدر البشر.. الأولى، وَضعُ المراحيض العامة، بصورتها التقليدية المعروفة, علاوة على أن وجود حرَّاس السجن -على مرأى من مُستخدميها- ضاعف من ذلك الوضع المُزري والمُهين, ولا أدري ما هو شعور الآخرين، بالذات الزَّعامات السياسية التي انتظمت حياتها على نمط مُعيَّن؟! أما الظاهرة الثانية، فقد تَمثلَت في وجود كمية مهولة من الفِئران، يكاد حجمُها يُماثل حجم القِطط.. رُبَّما يستهين البعض بهذه الظواهر، باعتبار أن الحياة في السُجون ليست ترفاً, وأن الأنظمة الاستبداديَّة تتعمَّد ذلك، كإحدى آليات التعذيب المعنوي, لكنني مع ذلك اعتبرتُ أن تلك قضية، لأنني مهجوسٌ دوماً بإنسانية البني آدم، أينما كان.. في السُجون، أو خارجها.. لاسيَّما وقد كرَّمه المولى عزَّ وجلَّ.. المُهم، طالبنا بإبادة تلك الفئران، فأحضروا ”شراك“ تقليدية، لم تجدِ معها.. وعندما ازدادت المُطالبة، أحضروا دواءً معيَّناً، نجح في تقليص عددها، لأنه يُؤثر في العصب البصري، فتخرج من جحورها التماساً للضوء, فيَسهُل اصطيادها.

    نقلتُ بعد فترة إلى سجن كسلا، برفقة آخرين، أذكر منهم: يوسف حسين، محمد محجوب عثمان، عبدالقادر الرفاعي وبشير عمر, ولم يطل بقائي، فقد تمَّت إعادتي مرة أخرى إلى كوبر، وكان ذلك في الأول من أغسطس/آب 1990, وقد أسرَّ لي مدير السجن، واسمه ”عوض“، بأن حاكم الإقليم، اللواء عوض محمد الحسن، زعم بأنني سوف أهرُب، وطالبَ بتشديد الرقابة علىَّ.. وأذكر أنه -قبل مغادرتي سجن كسلا- زارني ”الفاتح عروة“، وهو ابن أختي، وكان وقتها مستشاراً أمنياً لرئيس الانقلاب، عمر البشير, ومن باب المُجاملة المعروفة، أعطاني مبلغاً من المال, وتعمَّدتُ أن أحصيه أمامه, فاستغرب تصرُّفي، وسألني السبب, فقلتُ له: ”ربما يأتي يوم تكون فيه بمثل وضعي، وسوف أزورُك لأُعطِيك نفس المبلغ“!! أسوقُ هذه القصَّة للتدليل على ظواهر مُميِّزة للمُجتمع السُوداني, فاختلافُ المشارب السياسية أمرٌ طبيعي، حتى داخل الأسرة الواحدة.. لكن في تقديري، أن أسوأ ما فعلته الإنقاذ في هذا الصدد، ادعاؤهم بـ”إعادة صياغة الإنسان السُوداني“, وفي ذلك انتهجُوا ما من شأنه أن يُفرِّق بين الابن وأبيه, والأخ وشقيقه, والبنت وأختها، ولاشكَّ أن تلك المُمارسات الأمنية قد جزَّأت المُجتمع، وخلقت جيلاً مُشوَّهاً.

    واقع الأمر، لم أكن فكرت في الهروب من السجن, لكن بعد الإفراج عني، وتَضايقي بعدئذٍ من المُراقبة المُستمرَّة, فكرتُ جدياً في الهروب باتجاه الشمال.. شجَّعني على ذلك نجاح البعض في التجربة, فرتَّبنا أمورنا، وكنا ثلاثة, العميد عبدالرحمن خوجلي، والمقدم عبدالعظيم عوض سرور, إضافة إلى شخصي، فسلكنا نفس الطريق الذي سلكه الآخرون, وبنفس الوقائع والمشاهد، إلى أن وصلنا القاهرة في أواخر مايو/أيار 1991, لتبدأ مرحلة أخرى في مسيرة النشاط المُعارض».



                  

05-30-2007, 08:00 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    ..... كان الترابي عام 1995(عـام محـاولة اغتيال الرئيـس المصري)

    هـوالـحاكم الفعلي للسودان، وشـن وقتها الترابي هـجـومآ ضاريآ علي مصـر واعتبـر ان محاولة

    الاغتيال تمت من قبل جماعات مصرية وان السـودان لادخل له بهـذه المحاوله وانه علي مـصر الاتـزج

    الحكومة السـودانية في كل عمل يسـتهـدف النظام المصـري!!!!!!.

    والأن والتـرابي وبعـيد عن السـلطة يقـوم ويهـاجـم نـظامـه السـابق ويتهـم السلطة الحـالية

    بمـحاولة الاغـتيال!!!!!.


    .............................................

    "العربية.نت": تنشر حلقة "العين الثالثة" معه.. وردود فعل واسعة بالسودان.
    الترابي: تمت "تصفية" ضباط سودانيين ضالعين في محاولة اغتيال مبارك:
    ----------------------------------------------------------

    "العربية.نت":
    الأربعاء 30 مايو2007م، 13 جمادى الأولى 1428 هـ:
    -------------------------------------------------


    حلقة العين الثالثة:
    --------------------
    محاولة اغتيال مبارك,
    لا شأن لبن لادن باغتيال مبارك,
    تصفية ضباط أمن سودانيين:


    علمت "العربية.نت" أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قد علق مفاوضاته مع حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي، بعد حلقة تلفزيونية مثيرة للجدل من برنامج "العين الثالثة" كانت بثتها قناة "العربية" مساء الجمعة 17-3-2006 وألمح من خلالها الترابي إلى أن أطرافا رئيسة في الحكومة السودانية كانت خططت والتقت بالمجموعة المصرية التي حاولت اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا في 1995.وخصصت صحف سودانية صدر صفحاتها الأولى لنشر تصريحات الترابي الذي قال إنه على استعداد للادلاء بشهادة ضد مسؤولين سياسيين كبار في السودان، إضافة لقادة أمنيين سابقين، اتهمهم بالضلوع في محاولة اغتيال مبارك. وأضاف في سياق حديثه للزميل أحمد عبدالله في برنامج "العين الثالثة" الذي تعيد قناة "العربية" بثه فجر الاثنين، بأن أطرافا في الحكومة السودانية قامت بقتل ضباط أمن سودانيين كانوا ضالعين في محاولة اغتيال مبارك، أو كانوا على علم بها.

    حلقة العين الثالثة:

    وتنشر "العربية.نت" جزءا من برنامج "العين الثالثة" الذي تحدث فيه الترابي عن صلته بأسامة بن لادن:الترابي: لا، لا، سألتني دعني أجبك، لم أدعه الى الخرطوم دخل الى السودان أصلا لا مقاتلا ولا سياسيا دخل مستثمرا في أي شئأحمد عبدالله: يعني معقولة لم تلتقي أسامة بن لادن؟الترابي: أنا ما ذكرت بعد لأنه يسكن قريبا زارني لأن اسمي مشهور يعني كل من هم بالاسلام وأفغاسنتان صلتي بهم وثيقة كل حركات المجاهدة الأفغانية من قبل ومن بعد وأثناء وقبل أن تسقط كابول ومن بعدها سقطت يعني فزارني وبعد ذلك رددت له الزيارة فزارني مرة أخرى، هذا كل اللقاء وهو لم يتحدث الى الصحف ولا الى المساجد ولا الى الجيران ولم ينشر ورقة.أحمد عبدالله: أنت التقيته 3 مرات في أربع سنوات؟الترابي: نعم فقطأحمد عبدالله: وماذا دار بينكم؟الترابي: حوار عن الاسلام وعن أفغاسنتان وهكذا حوار عاما.أحمد عبدالله:لم يذكر لك عن نيته مثلا تأسيس تنظيم القاعدة؟الترابي: أبدا أبدا علمت من الأمن بعد ذلك بكثير أن بعض اجتماعتهم كأنها كانت معسكرات لم تكن معسكرات منظمة لأن هذه الأمور تنكشف في السودان بلد بتعارف أهله كلهم يعني.أحمد عبدالله: صور أقمار اصطناعية يقال إنها معسكراتالترابي: هذه كانت أغبى المعلومات التي نشرها الأمريكانالترابي: أحدث أنه هؤلاء كله كان هراء عن الحديث عن المعسكرات بعد ذلك كأنه كان حقا فيه معسكرات لم يصلها أحد لم تكن معسكرات مرتبة منظمة كما في أفغانستان، كان بعذ الذين جاؤوا من أفغانستان بلادهم كلها كانت ترتاب لهم مجاهدين وبذلك سمعوا أن السودان بلد اسلامي فاتح ظنوا أنه ملجأ للمسلمين فجأووا الى هنا ليعملوا تجارة هندسة ليبنوا طريق، بن لادن جاء ليبني طريقا من السودان الى الخرطوم. أحدثك الأمريكان كتبوا كتبا قرأت هذه الكتب ولو ترجمت الى العربية لضحك الناس منها وسموا مواقع ليس فيها ولاشرطة من السودان كله تلفيق على مجلس الشيوخ السمكين الذي لا يعرف شيئا أنا أتحدث الى مجلس الشيوخ وأتحدث اليهم لا يعرفون شيئا عن السودان والرئيس...زرت أمريكا مع النميري والرئيس لا يعرف السودان أين تقع ظن أنها في أمريكا اللاتينية يا أخي يومئذ الأمريكان لم يعرفوا شيئا عن العالم.أحمد عبدالله:هل تدعم أنت تنظيم بن لادن أو ما كان يفكر فيه؟الترابي: لا أبدا ما سمعت أنه فعل تنظيما أولا ما أظن أنه يفعل تنظيما يسميه القاعدةلأن في الغة العربية كلمة القاعدة لا تعني تنظيما لا تعني حزبا ولا جماعة ولا أخوة أي كلمة عربية هذه كلمة غربية فقط هو اذا استعمل كلمة قاعدة يستعملها في البناء قاعدة العمارة أو قاعدة الطريق هذه الكلمة نفسها.أحمد عبدالله: أنا أقصد لم تسمع من أسامة بن لادن؟الترابي: لا لا كلا ولا أنه سينظم تنظيما عالميا أصلاأحمد عبدالله: لم تسمع هذه الكلام؟الترابي: ما أظن أنه كانت تخطر له هو كانت حوار تديره الحكومة بينه وبين المملكة العربية السعودية حتى يرجع الى بلاده ويدخل اليها مستثمرا آمناأحمد عبدالله: كانت لديه ثروة كبيرة في السودانالترابي: لا لا كلاأحمد عبدالله: أين ذهبت؟الترابي: ليست لديه ثروة كبيرة، ثورته غالبها في نصيبه هناك عند أسرته يأتي بها هنا ليعملأحمد عبدالله: من الذي حصل على هذه الأموال والأملاك؟الترابي: تولتها الدولة خير ما يفعل مثل هذا المسكين الذي ذهب به ونقل الى الجبال أن تستولي عليها الدولة.أحمد عبدالله: سمعت دكتور حسن عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها أسامة بن لادن هنا الخرطوم؟الترابي: نعم نعم سمعت بها لأننني كنت في القائمة لأنهم أصلا ما كانوا سودانية. ولكن جنسيتها شمال افريقيا جاءت من شمال افريقيا وجندت بعض من ينتسب للسودان لكنه من غبر افريقا من البلد المجاور لنا وبدأوا ضربتهم الأولى على مسجد لمن للسلفيين لأنه طبعا هو متطرف من السلفيين ويرى السفيين يكره السلفيين أكثر مما يكره الآخرينأحمد عبدالله: من؟الترابي: المجموعة وضربوا المسجد وقتلوا من قتلوا والشرطة ونقطة صغيرة يعني مركز شرطة صغير وجاؤوا الى هنا الى أسامةأحمد عبدالله: في عام 94الترابي: نعم، حاولوا أن يضربوا على البيت ويدخلوا عليه ولكن كان بعض رجال الأمن يسكنون في عمارة قربهم فخرجوا عليهم وضبلاوهم فعوقوهم وأخذ بعد ذلك حكم عليه ما حكم عليه وذهبت روحه الى الله وكنت في القائمة من بعده.أحمد: لم يكن جهاز استخبارات؟الترابي: من دولة، دولي: من دولة كلاأحمد عبدالله: أنت متأكد؟الترابي: أنا متأكد من ذلك، سمعت من رجال مخابرات في السودان والقضاء الذي حاكمهمأحمد عبدالله: وكان ساعتها في كارلوس وكان في اسامة بن لادن الترابي : اما الفرنسيون ،اترك كارلوس جانبا ، كارلوس دخل السودان بجواز دبلوماسي عربي والسودان استحى ان يقول اي دولة صرفت له،لعله الجواز لم يكن صادقا ،لكن جواز ديبلوماسي عربي أحمد عبدالله: من أي دولة ؟الترابي : هو جاء من الاردن ،جاءنا من الاردن ولعله كان يحمل الجواز من بلد تاني ،ولكن طبعا الجوزات كلها يمكن ان تزور ،ودخل يتكلم العربية،ولكن بعد حين حتى عامة الناس من حوله ،سكن خارج الفنادق في جناح ،وبدأ الناس يشعرون بعض العامة يلاحظها ...كثيرا لهم ،وبعد ذلك سمع عنه السودان وسمع عنه جهاز الامن ،والفرنسيون هكذا كانوا يبحثون عنهم العالم ،الرأي العام هنا ،تسربات الرأي ،لأنه يزور بعض الفنادق وبعض النوادي الاوروبية حتى ،لأنه هو يريد شيئا عاليا ومعه أخرى يدعي انها زوجته وماكانت زوجته بالطبع عربية (أحمد: من المغرب؟)هي كانت فلسطينية أظن مسيحية أظن ،او لبنانية من شمال ،أرض الشام عامة ،وانا لم ألقه أصلا .أحمد عبدالله: لم تلتقي به الترابي : لكن قرأت كتابا عنه ،لم القه أصلا .وجهاز الامن لم يستشيرني ولم يبلغني وبعد ذلك ،دخل مستشفا ،قبضوا عليه في المستشفى في عملية كانت ستجرى عليه يعني الذي سلمه انذاك انت كنت في السلطة اصلا لم احدث عنه سلم الى الفرنسيين ،لكن الفرنسيين طبعا لأنهم من الخارج يظنون انني وراء كل مايحدث في السودان ولما ذهبت لأسبانيا مررت بفرنسا فلقيني كبير الاعلام الفرنسي وجاء كبير امن سوداني كان .....معه هناك ليأخذ بعض ثمن المساومة يعني لجهازه ، بعض الاجهزة سيارات او هكذا وجاء معه كأنه كان .يحترمني لأنه أيضا يعني ،الحركة الاسلامية يحترمني ،ولكن الاخر كان يلقاني في المطار كأني من أعظم الناس الذين .....هو الذي يتحدث الفرنسية ،يحسبونه هو الاقرب له في العالم وانا استحيت طبعا ،انا عابر فقط الى فرنسا ،لكن اشرح له ان هذه ايش دخله في جهاز الامن لن يصدق ،سكت هكذا أتحدث وأتحدث وشكرني ومدحني أحمد عبدالله: معقولة هذا الكلام ،كلام في كلام يعني .الترابي : كان كلاما في كلام ،هو حاول ان يلقاني (احمد: كنت تعلم انه موجود ؟)في آخر أيامه نعم علمت (احمد/وحاول ان يلتقيك؟)حاول ان يلتقيني ولكن لم يدخل الي .أحمد عبدالله: كان هناك أيضا حديث عن ابرام صفقة تسليم أسامة بن لادن...؟الترابي: ما سمعت بهذا الذي سمعته أن الحكومة السعودية كانت تحاول ما بين ن لادن والسعودية ان تطيب العلاقات، أن يذهب ويجئ برسائل منهم واليهم وبردود منهم الى الحكومة السودانية، الوصفة كانت سودانية لكن ما دخلت فيها ولا أكترث لها لا لأنها تافهة ولكنني مشغول.


    محاولة اغتيال مبارك:

    أحمد عبدالله : ولكن دكتور حسن انت أشرت ،يعني كان ليك اشارات بأن في بعض القادة السياسيين في نظام الحكم السوداني وراء محاولة اغتيال الرئيس المصري ؟لوسمحت مين هما ؟الترابي : اولا اذا كنت في يوم من الايام قيمت محكمة واديت القسم ان أقول الحق كل الحق ،اضطر أن أقولها ،لكن أحدثك،اولا جاء قوة عناصر أو شباب مصري في حركة ليست حركة الاخوان ،الحركات الأخرى تعرفها في مصر حركات جهادية دفاعية تعلمها انت ،انتازت عن حركة الاخوان وجاؤاهنا ليلاحقوا رئيسهم لأنهم ظنوا انه اهون عليه من يجدوه في اثيوبيا من مصر حيث يحاط ( احمد: التقيتهم أنت ؟)لا أصلا ماالتقيتهم ،التقاهم آخر في موقع قيادي بعدي تقريبا ،في المدنيين والتقتهم أجهزة أمنية (احمد : النائب الثاني للرئيس )انا لا أريد أن اقول الا ما المحكمة ولكن أحدثك وانت بعد ذلك ، الاخوة في مصر يعلمون الاسم ، والاخوة في اثيوبيا يعلمون الاسم ،يعلمون اسم من كان في أجهزة الأمن ومن كان في السلطة اسما.( أحمد : مازال هو في السلطة ؟)نعم مازال هؤلاء جميعا في السلطة ،اتخذ جانبا من اجهزة الامن وطردوا أو أبعدوا ولكنهم عادوا ليتمكنوا في السلطة .أحمد عبدالله : نحن مانتحدث عنه ،محاولة القاء ضوء على حقيقة ربما مضت ولكن لم يعرف أحد تفاصيلها ؟الترابي : ولكن هذه الحقائق لا تتقادم ....عندنا في القانون الجنائي قتل النفس هذا لايصد بالتقادم يعني الجناية الخفيفة يمكن ان تخوض بالتقادم أحمد عبدالله : عندما يكون هناك بعض القيادات السياسية الموجودة في نظام الحكم الحالي وراء محاولة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في أديس ابابا في يونيو عام 95 ،معناها ان الرئيس نفسه كان على دراية ؟الترابي : لا كلا ، الرئيس نفسه عينا لم يكن (احمد: انت متأكد من ؟)نعم انا متأكد.(احمد/طب كيف انت علمت؟)الترابي : علمت بعد ذلك بعد وقعت الواقعة وأدى الأخوة المصريون واجبهم ، ولكن القدر من الله أحمد عبدالله: يعني انت لم تلتقي اي حد من ،كان جماعة الجهاد الاسلامي صح ، الترابي : لا ،لا التقيت ولا علمت عنها شيء،انا حدثتك ،لا أريد ان أعين الوقائع الا اذا اضطرت الى ذلك في محكمة ،لو حدث بي ذلك لفعلتها ،ولكن أنت بعد ذلك يجب عليك أن تقدر يعني أحمد عبدالله : طب لماذا لم تلجأ اليك مثلا الحكومة المصرية لمعرفة الجاني ،لماذا اتهمت انت أيضا بالتورط وكنت وراء محاولة الاغتيال ؟الترابي : لا انا ،الأجهزة الامنية المصرية عينا لم تفعل ذلك ولكن الاعلام عموما نسبها الى الحركة التي انا فيها وبذلك تنسب الى على رأس الحركة.( أحمد: بعد تقارير المخابرات ) ما أحسب أحمد عبدالله: بعض تقرير الاستخبارات الامريكية ذهبت الى أبعد من هذا ،قالت؟الترابي : الامريكيون جاؤا الى هذه البلد وحدثوا بالأسماء ، لا السفير وحده بالأسماء هي عين الأسماء والأثيوبيون يعلمونها ،لأن تحت الضغوط طبعا باح بعض الأخوة هنالك الذين ألقوا القبض عليهم بعين الذين قابلوهم ،والذين مدوهم بالمال والسلاح والعون أحمد عبدالله : بس بعض التقارير قالت ،يعني ذكرت غير ذلك الترابي : في مصر ؟ أحمد عبدالله: لا ، بعض التقارير الامنية (الترابي :في مصر ؟)الامريكية والمصرية ، بعض ؟الترابي : لا ،كلا انا كنت في موقعي يااخي ،لقيت الأجهزة الأمريكية عالية وحدثوني عن الأسماء والرئيس لم يكن منها ، بعد ذلك علمنا ،لأنه جاء أخوة مصريون ،راجعين بعد أن أخفقت المحاولة لكن رجعوا بالخطوط الجوية الاثيوبية ،أسماءهم معلومة بأسمائهم .لما دخلوا هنا حدثت بعض الناس أنفسهم بأن يقتلوهم حتى يطفئوا كل آثار مافعلوا ، عندئذ دخلنا نحن لأنهم وسعوا الشورى وأدخلونا نحن ،وطبعا نحن غضبا على ذلك وقلنا لا يمكن أن تقتل النفس ،ولو قتلوا لظن أنكم تخفونهم ،لأنهم جاؤا علنا


    لا شأن لبن لادن باغتيال مبارك:

    أحمد عبدالله : البعض قال ان كان أسامة بن لادن كان موجود في الخرطوم آنذاك ؟الترابي : لا ، لا شأن لأسامة بن لادن في هذا أصلا أحمد عبدالله: اسامة بن لادن هو في الواقع الذي أعطى الاوامر بتنفيذ (يقاطع الترابي )الترابي : لا ،لا شأن له يأخي البتة (احمد: وأنت كنت على علاقة بأسامة بن لادن) لا ، لآ لآ شان ،هذه جهلة ،هؤلاء جهلة ،لا اسيئ لهم لكن أتحدث موضوعيا ،لا علاقة له بهذه القضية أصلا ،أسامة عندئذ لم يتحدث عن البلاد العربية كثيرا ،كانت له بعض معاتبات مغاضبات مع الدولة التي ينتمي اليها ،لأنه جاء هنا ، الحوار قالته الحكومة ماقلته انا ،وثانيا أحدثك الحقيقة ، الحقيقة التي أقولها لك ، جاءني أخوة من بلد آخر ،بلد عربية آخر من حركة اسلامية ،جاؤا هم يقولوا نريد أن نلاحق رأس الدولة هناك (أحمد: مصري ) لا من بلد آخر ،نلاحقه هنالك ،قلت لهم ماذا يحدث لو أصبتموه ماذا يحدث في بلادكم سيعقبه واحد غاضب عليكم ودم هذا الرئيس سيحمل دمه ليقتل منكم عددا ويسجن منكم عددا ،ليطفئ أي مظاهر للتدين حتى يؤذن بها الآن ( احمد: يعني اولا )صدقني هؤلاء اقتنعوا (احمد : يأتون اليك للنصيحة؟)لكن هذه الحركة بالذات آثر ان تذهب الى هناك لأن علاقتي حتى في مصر يمكن مع الاخوان ...الان لا أريد ان أسميها ،لكن ليست بعيدة من مصر .وأكتفي بذلك أحمد عبدالله: ليست بعيدة ،في ليبيا ؟ الترابي : ( يسكت)ابعد شيء ما وأرجوا ان تحميني بعد ذلك عن الجواب (احمد: الجزائر ؟)يعني انت تسوغني حتى تحاصرني في عين البلد لكن ،كأني شاهد على التاريخ ،أسم بالله أن ذلك حق أحمد عبدالله: يعني الجماعة الاسلامية، او أفراد الجماعة التي أتت من مصر الى السودان لتنفيذ مخطط محاولة او اغتيال آنذاك الرئيس المصري محمد حسني مبارك ،التقوا ببعض القيادات السياسية الأخرى ،في الحكومة السودانية في نظام الحكم ،وهم موجودون الان في ؟الترابي : في نظام الحكم ،ومصر تعلم ،ولذلك عندما يدخلون مصر الآن احيانا ...عنهم النظام ،لا يحترموا منصبهم (أحمد:يدخلون كمان؟) يدخلون الآن بمناصب عليا ومصر الآن لا تكاد ان تحتمل توليهم مايستأهل هذا النصب من توقيع واحترام ومقابلات .أحمد عبدالله : طب لماذا اذا انت علاقتك بمصر علاقة سيئة؟الترابي : لا علاقتي فقط الحركة الاسلامية ،والحركة الاسلامية غير سودانية ،السودان لم يفعل شيئا لمصر ،لكن يقع هناك في مصر الى الآن توتر بين الحركة الاسلامية وبين مصر وبين السلطة (.أحمد: طيب ماهي مناصبهم في الحكومة السودانية؟ )انت طبعا ،اذا قلت المنصب تقع على عين الشخص ( احمد: أذكر المنصب وأنت تقول اه أو لا )لا طبعا ،اذا قلت أيوة أو لا (أحمد: نائب الثاني لرئيس الدولة ؟)من الخير لي أن أسكت .أحمد عبدالله: ماهو النائب الثاني أيضا ،البعض ذكر انه كان وراء حتى خلافك انت ،كان وراء اخراجك انت والمعادلة السياسية؟الترابي : لا ،كلا ، كلا هذه انفيها،الأولى أسكت عنها (أحمد: يعني الأولى هي صحيحة ؟)ماقلتها أنا قلتها أنت.ياأخي بعض القياديين ،حتى من تلقاء الطائفة التي أنتمي اليها قالوها في الاعلام العالمي ،قالوها في الاذاعات الاقليمية (احمد/ طب لماذا اذا لا تذكرها انت يادكتور حسن؟ )والله انا قانوني ،دائما أحفظ هذه الأشياء ،لكن ،(أحمد: هذا الملف طوي ؟)لم يطوى ،مصر عندكم ياأخي الكريم يعني يؤسفني أن أقول ذلك الطارات(الثأر)،نحن في السودان عندنا اذا قتلت نفس أهل القاتل يأتون بالقاتل ويطلبون العفو والسودانيون 100% مضمون لكن عندكم انتم يعني نسبيا ،ماأتحدث مطلقا ،طبعا يحصل في مصر وأحيانا ويتجاوز عن ذلك ،لكن عندكم الثأر في الثقافة يعني (يضحك)عندنا هنا في السودان على النيل لا يكاد روح الثأر هنا لا تراهن.أحمد عبدالله: دكتور حسن يعني سؤال ، السؤال البديهي لأي شخص بيتهم شخص آخر بيقولك هل لديك دليل ؟وقلنا ان في بعض القيادات في الحكم السوداني كانت وراء محاولة اغتيال الرئيس المصري ،هل هناك دليل؟الترابي : يذهب الى اثيوبيا او الى مصر ليخرج لك أوراق البيانات،لن تجد اسمي ،لن تجد اسمي فيها أحمد عبدالله : طيب،اذا انت على علم بمن فعلها ؟الترابي : بالطبع أحمد عبدالله :طب لماذا لا تبرر نفسك الان وهي لحظة ،بالعكس كل الناس ؟الترابي : يعني انا من تلقاء الذين في السلطة الآن سجنت سنوات بالطبع وممن معي قتل في السجن تحت تعذيب لكن انا يعني دائما أتصرف بحكمة ،حدثتك أنت اذا محكمة اذا احضرت واشهدت ،أقول الحق .أحمد عبدالله : ان لم تكن هناك محاكمة ،فالموضوع انتهى ،لا يعرف أحد من كان وراء محاولة اغتيال الرئيس ؟الترابي : لكن أهل الذين جرت عليه المحاولة والبلد جرت المحاولة يعلمون الأسماء عينا أحمد عبدالله : وانت ليس وراء هذا ؟


    تصفية ضباط أمن سودانيين:

    الترابي : كلا ،كلا ، (احمد: ليس وراء هذا ولا بن لادن ولا تنظيم القاعدة ؟) احدثك شيئا آخر في السودان ذلك لا أستطيع ان أقيم عليه البينة ،لأن كثير من الذين أعانوا من بعيد ،لم يكونوا هم الأشخاص الذين صوبوا الضرب على سيارة الرئيس المصري في الشارع الى المطار ،لكن الذين اعانوهم من بعيد ،كثير منهم ،كثير منهم قتلوا في السودان ماتوا قتلا(احمد: ممن فعلوا ؟)ممن كانوا في التخطيط العون ،الدعم الخارجي ،طبعا كانوا من السودانيين ،من اجهزة الامن السودانية (احمد: أجهزة أمن سودانية؟)بالطبع. (احمد: شاركوا في محاولة اغتيال الرئيس ؟)بالطبع ،رأس الامن ،3 من رؤساء الأمن ابعدوا بعد ذلك ،لأن أثيوبيا جاءت بالأسماء واضطر رئيس الجمهورية أن يبعدهم باللطبع ،وأعادهم مرة أخرى الى مواقع أخرى الأن ،في موافع عالية في السلطة ،لكن آخرين ممن شهدوا ، دائما المجرمون يحاولون ان يطفؤا كل آثار الجريمة ،بعضهم ،العامة الذي يقولها الناس انهم قتلوا ،ولم يقع تحقيق بّين ليقولوا انهم لم يقتلوا ،وانما ماتوا في حوادث فقط أحمد عبدالله: يعني انت مرة أخرى يادكتور حسن بتقول ان نظام الحكم السوداني بستثناء الرئيس نفسه ،متورط في محاولة اغتيال الرئيس المصري ؟الترابي : لا أقول النظام ،طبعا عناصر في النظام (أحمد: قيادة من القيادات) قيادات فيه نعم .نعم لا تمثل كل النظام .أحمد عبدالله : وتقريبا احنا اتفقنا على ما أعتقد ان النائب الثاني لرئيس الدولة جزء من هذا المخطط ؟الترابي : لم اوافقها صراحة .أحمد عبدالله: صراحة ولكن يعني ضمنا لم تختلف ؟الترابي : هذا ما تستنبطه انت ،ولك ان (يقاطع أحمد: ولكن انت تتفق،انت ذكرت ان الخيار الاول ربما ان السيد النائب الثاني؟ )يعني حتى لم ،ربما هذا مصطلح لم يرد على لساني لكن لا بأس .(أحمد: يعني انت تتفق هذا الموضوع ان فعلا ممكن يكون النائب الثاني وبعض القيادات الحكومة السودانية .) دعني أقول قيادات بارزة أمس ،يومها واليوم (احمد: ومازالت موجودة ؟)نعم ،حتى الذين اخرجوا من مواقعهم ،عادوا لمواقعم (احمد:والرئيس البشير يعلم بذلك؟) طبعا يعلم (احمد: اذا فهو راض ؟)بعد الفعل .(احمد: وهؤلاء ساعدوا جماعة اسلامية جاءت من السودان) مصرية ،والذين كانوا في العون حتى يطفئ ،ليست شائعة عامة لكن الحديث عن من لهم صلات،وانا لا أستطيع ان احكم على ،اذا كنت قاضيا فلابد من البينات.أحمد عبدالله : بس كيف عرفت انت يادكتور حسن ؟الترابي : قتل فلان وفلان و(احمد: كيف علمت ان هؤلاء القادة ،قيادات سياسية في الحكومة )لا بعد ذلك حدثونا (احمد:حدثوك بشكل مباشر ؟) لا ،بعد ذلك اجتمعت الاجتماعات طبعا بعدما وقعت المصيبة ،وقعت عليهم الواقعة . (أحمد: انت سمعت شخصيا )لا بالطبع ،بعد ذلك انعقد الاجتماع ،ماذا نفعل بهؤلاء الذين عادوا من اثيوبيا ،لان فعلنا كذا وكذا وأدوا (احمد: في غياب الرئيس؟) لا الرئيس كان حاضرا (أحمد:كنتم حاضرين كلكم ؟)نعم ،نعم أحمد عبدالله: وعرفت ساعتها ان فعلا القيادات السياسية ؟الترابي : نعم ،وصلحت من السودان (احمد:كيف كان رد فعل الريس البشير ان لم يكن يعلم بتخطيط محاولة الاغتيال ،لم يكن مندهشا؟)لم يكن مندهشا.ربما هيئ لهذا الاجتماع قبل ان يحضره ،لكن في الاجتماع لم يكن مندهشا ،لكن أقف عند ذلك وأتركه بقية المشاركة في ذلك الاجتماع ،وكان ماذا نفعل بالذين عادوا ،هذا هو الذي عقد الاجتماع .أحمد عبدالله: وانت كنت في الاجتماع ؟الترابي : وطبعا عندما ورطوا في هذه الأزمة يعني وأخفقت واصبحت بعض البيانات قد تخرج ،اضطر كل الناس بأن يحدثوا من حولهم في جلسات الجهات القيادية الشورية ،لا السلطوية .أحمد عبدالله: لكن الجلسة الاساسية التي حضرها الرئيس البشير وكنت انت موجود بها ،والان النائب الثاني وبعض القيادات السياسية ،كنتم موجودين في هذا الاجتماع تناقشون ما الترابي : واقترح ،حتى ... الاقتراح بمن يقضى عليهم (احمد:عشان كدة انت متأكد؟)هذا ماشهدته وما سمعته أحمد عبدالله: من قدموا الدعم لمجموعة محاولة الاغتيال أعدموا في الخرطوم ،في السودان؟الترابي : لم يعدموا ،اقترح ان (احمد: من؟)هم المصريون (يعلق احمد: اقترحت القيادات السياسية )اقترحت جهة ما في الاجتماع ان يخفوا تحت الأرض مقتولين ،ولكن انا قلت اتقوا الله ،يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالد فيها،فكيف تفعلون شيئا ،فتقتلون الذي ،يعني أدى ماعليه ،والعالم كله سيلقي عليكم التهمة بالطبع (أحمد: هذا ماقلته انت في الاجتماع ؟)طبعا سيلقى عليكم التهمة حتى لو دفنتوهم ،اخرجوه ،اتركوه يخرج الى الارض ،وخرجوا الى باكستان ،المصريون خرجوا هنالك،اما السودانيون الذين كانوا يعلمون لانهم كانوا في الدائرة ،بعضهم توفي مقتلونا في السودان ،مقتولا ،وبعضهم الذي قتل أعدم ،فبعضهم لحق بعضهم.أحمد عبدالله طب ولماذا صمت انت ،كان هناك صمت ،لمم تتحدث علنا ؟الترابي : والله يعني ، الحياه هكذا ،الانسان يظن انه اذا وقع لاقدر الله خصومة بين زوجين مهما اشتد العسر فيها ،قد تحصى حصى في الداخل وتستسر ،قد تقع فاحشة مثلا ولكن لأن لم تشهر ،يسكت عنها وتستر ،وتترتب عنها بعد ذلك أشياء كثيرة في الظاهر ولكن قد تستر هي يعني ،هكذا الدنيا.لكن طبعا اذا اوتي بي أحضرت الى محكمة ،(أحمد: لو فعلا في محكمة ستذكر الأسماء )وأقسمت انا ان أقول كل الحق ولن أقول غير الحق حتى ولو كان أكون قواما بالقسط ولو على نفسي او بالوالدين او الاقربين ،الله يأمرنا بذلك ان تشهد ولو على نفسك او والديك .أحمد عبدالله : هل مثلا كنت خايفا هذا الوقت ان تعلن او تخرج عن صمتك لتتحدث ؟الترابي : طبعا المشروع كان مشروع هائل لقيام مشروع اسلامي في بلد كبير ،في نهاية الامر كلنا رؤساء رعية ورعاه نمضي في الحياه ، لكن هذا مشروع له تاريخ،سيكون له واقع في تاريخ العالم ،لا في السودان وحده ،سيمتد آثاره في القرون وراءنا ،فيعني القضية أكبر من أن أحاصرهاأحمد عبدالله: البعض تهمك بأنك في دارفور نقلت صراعك مع الرئيس البشير؟الترابي: هذا كله أباطيل اعلاميةحتى قانوينةأحمد عبدالله:هل لك نفوذ في دار فورالترابي:لا لا النفوذ الحركة التي نقودها وأنا في رئاستها وفي زعامتها الآن لدينا فروع في كل قبلئل ومواقع في دارفور وفي الجنوب وفي الشرق وفي الغرب


                  

05-30-2007, 08:23 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    مشاهدة النسخة كاملة :
    الترابي يكشف حقيقة علاقته ببن لادن واسرار محاولة اغتيال مبارك.
    ---------------------------------------------------------


    بيـت الســودانيين - المنتــديات - >:
    بيت السودانيين > المنـتــدى العـــــــام.

    شوشتا18-03-2006, - :

    //www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2006/03/16/1824501.jpg

    كشف الترابي في حوار اجرته قناة العربية عن ضلوع اركان النظام في حادثة محاولة اغتيال الرئيس المصري / حسنى مبارك وقد اشار الترابي الى على عثمان محمد طه ونافع على نافع ... موضحا بانه سيكشف ملابسات القضية .....

    دبي - العربية. نت :
    ----------------

    دافع الزعيم السياسي الإسلامي المثير للجدل الدكتور حسن الترابي عن شكل العلاقة التي ربطته بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، واللقاءات التي تمت بينهما خلال فترة إقامة الأخير في السودان، ونفى أي دور للأخير في محاولة اغتيال الرئيس المصري التي وقعت عام 1995م.

    وفي حوار ينفرد به برنامج "العين الثالثة" الذي يقدمه الزميل أحمد عبد الله وتبثه العربية في الساعة العاشرة والعشرين دقيقة مساء الجمعة 17-3-2006م بتوقيت السعودية (7.20 مساءا بتوقيت غرينتش)، نفى الترابي الاتهامات الأمريكية له بأنه المسؤول عن توجيه الدعوة إلى أسامة بن لادن للقدوم للإقامة في السودان عام 1991م ونفى أيضا أن يكونا شكلا معا معسكرات تدريب للمجاهدين العرب.

    وقال: "لم أدعه إلى الخرطوم، وقد دخل السودان أصلا لا مقاتلا ولا سياسيا ولكن كمستثمر" يشارك في المشاريع المختلفة، وأضاف أنه تبادل مع بن لادن 3 زيارات خلال السنوات الأربع التي أقامها في الخرطوم لم يتبادلا خلالها إلا حوارا عاما عن الإسلام وأفغانستان، مشيرا إلى أن العلاقة التي كانت تربطه ببن لادن هي جزء من العلاقة الوثيقة التي تربطه بكل الحركات المجاهدة الأفغانية قبل قيام الثورة في السودان وبعدها.

    وأكد الترابي أن بن لادن لم يخبره أبدا بنيته في تأسيس تنظيم القاعدة، وقال: "علمت من الأمن بعد ذلك بكثير أن بعض اجتماعاته (مع رفاقه) كانت أشبه بالمعسكرات.. لم تكن معسكرات منظمة لأن هذه الأمور تنكشف في السودان لأن جميع الأهالي يعرفون بعضهم بعضا" معتبرا أن المعلومات التي قيلت عن صور لأقمار صناعية لمعسكرات تدريب كانت أغبى ما نشره الأمريكيون.

    وأضاف أن أمر بن لادن ورفاقه لم يكن مرتبا ومنظما كما كان في أفغانستان، فما حدث هو أن بعض الذين جاءوا من أفغانستان إلى السودان كانوا يعانون من مشاكل في بلادهم وسمعوا أن السودان بلد إسلامي فاتح وظنوا أنه ملجأ للمسلمين فلجأوا إليه ليعملوا في التجارة والهندسة وبناء الطرق، وجاء بن لادن ليبني طريقا رئيسيا يمر بالخرطوم.

    وقال الترابي إن بن لادن لم يأت إلى السودان بثروة كبيرة حيث كانت معظم ثروته لدى أسرته في السعودية، وكانت هناك محاولات وساطة نقوم بها في السودان ليرجع إلى بلاده ويدخل إليها مستثمرا آمنا.

    وأصر الترابي، خلال حديثه على أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لم يكن له أية علاقة بمحاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس المصري حسني مبارك في العام 1995م، وكشف لأول مرة عن اتصالات جرت معه من بعض الدول المجاورة للسودان حول خطة بهذا الشأن لم يكن لبن لادن دخل بها وقال إنه عارضها بشدة في هذا الوقت.

    وتناول البرنامج أيضا تفاصيل هامة يدلي بها الترابي حول حقيقة الدور الذي قام به في ثورة الإنقاذ التي دفعت بالعقيد عمر البشير إلى سدة الحكم عام 1991 وأسباب الخلاف الذي وقع بينهما وطبيعة الدور الذي يلعبه حاليا في السودان..
                  

05-30-2007, 08:32 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    "حوار اجرته( قناة العربية ) عن ضلوع اركان النظام في حادثة محاولة اغتيال الرئيس المصري / حسنى مبارك وقد اشار الترابي الى على عثمان محمد طه ونافع على نافع ... موضحا بانه سيكشف ملابسات القضية .....


    20-03-2006, -


    أجهزة الأمن السودانية شاركوا في محاولة اغتيال الرئيس مبارك.
    ----------------------------------------------------------


    أحمد عبد الله: الدعم الخارجي هم كانوا في السودان؟
    حسن الترابي: طبعاً كانوا من السودانيين، كانوا من أجهزة الأمن السودانية..
    أحمد عبد الله: أجهزة الأمن السودانية شاركوا في محاولة اغتيال الرئيس؟
    حسن الترابي: بالطبع رأس الأمن كله ثلاثة من رؤساء الأمن أُبعدوا بعد ذلك، لأن أثيوبيا جاءت بالأسماء واضُطر رئيس الجمهورية أن يبعدهم بالطبع، أعادهم مرة أخرى إلى مواقع الآن هم في مواقع عالية في السلطة الآن، لكن آخرون ممن شهدوا طبعاً حتى تطفئ.. دائماً المجرمون يحاولون أن يطفئوا كل آثار الجريمة، بعضهم العامة التي يقولها الناس أنهم قتلوا، ولم يقع تحقيق بيّن لنقول إنهم لم يقتلوا وإنما ماتوا في حوادث فقط..
    أحمد عبد الله: طيب كيف عرفت أنت دكتور حسن..
    حسن الترابي: قتلوا فلان وفلان أبيدوا..
    أحمد عبد الله: وكيف علمت أن هؤلاء القادة السياسيين في الحكومة السودانية..
    حسن الترابي: لا طبعاً بعد ذلك حدثونا..
    أحمد عبد الله: حدثوك بشكل مباشر..
    حسن الترابي: لا بعد ذلك اجتمع باجتماعات طبعاً بعد أن وقعت المصيبة، وقعت عليهم الواقعة..
    أحمد عبد الله: أنت سمعت شخصياً منهم؟
    حسن الترابي: لا لا بالطبع، بعد ذلك انعقد الاجتماع ماذا نفعل بهؤلاء الذين عادوا من أثيوبيا؟ لأننا فعلنا كذا وكذا..
    أحمد عبد الله: في غياب الرئيس..
    حسن الترابي: لا الرئيس كان حاضراً..
    أحمد عبد الله: يعني كنتم حاضرين كلكم؟
    حسن الترابي: نعم..
    أحمد عبد الله: وعرفت ساعتها إنه فعلاً..
    حسن الترابي: نعم وهُولت من السودان وصُلحت من السودان..
    أحمد عبد الله: كيف ردّ فعل الرئيس البشير إن لم يكن يعلم بتخطيط محاولة الاغتيال؟ ألم يكن مندهشاً؟
    حسن الترابي: لم يكن مندهشاً ربما يعني هُيئ لهذا الاجتماع قبل أن يحضره، لكن في الاجتماع لم يكن مندهشاً لكن أقف عند ذلك، وأترك بقية المشاركة في ذلك الاجتماع، وكان ماذا نفعل بالذين عادوا؟ هذا هو الذي عرضها الاجتماع..
    أحمد عبد الله: وأنت كنت في الاجتماع..
    حسن الترابي: وطبعاً عندما ورطوا في هذه الأزمة وأخفقت، وأصبحت بعض البينات قد تخرج اضطر كل الناس لأن يحدثوا من حولهم في جلسات الجهات القيادية الشورية، واقُترح حتى لا أنسب الاقتراح لمن.. أن يُقضى عليهم، أعوذ بالله..
    أحمد عبد الله: علشان كدا أنت متأكد..
    حسن الترابي: طبعاً هذا ما شهدته وسمعته، لكن أنا قلت لهم اتقوا الله.. يقتل مؤمناً متعمداً فجزائه جهنم خالداً فيها، وكيف تجعلون شيئاً فتقلون الذي يعني الذي أقدم عليه والعالم كله سيلقي عليكم التهمة بالطبع..
    أحمد عبد الله: هذا ما قلته أنت في الاجتماع؟
    حسن الترابي: طبعاً، ستلقى عليكم التهمة مهما دفنتم وأنكم تخفونه، أخرجوه اتركوه يخرج إلى الأرض، وخرجوا إلى باكستان المصريون خرجوا هنالك، أما السودانيين الذين كانوا يعلمون لأنهم كانوا في الدائرة بعضهم توفي مقتولاً في السودان..
    أحمد عبد الله: توفي مقتولاً..
    حسن الترابي: وبعضهم الذي قتل أعدم، فبعضهم..
    أحمد عبد الله: لماذا صمّت أنت.. كان هناك صمت لماذا لم تتحدث علناً؟
    حسن الترابي: يعني والله يعني الحقيقة هكذا الإنسان يظن أنه يعني إذا وقع لا قدر الله خصومة بين زوجين مهما اشتد العسر فيها قد تُحصى حصراً في الدخل وتستثار، قد تقع فاحشة مثلاً ولكن لأنها لم تُشهر يُسكت عنها وتُستر، وتترتب عنها بعد ذلك أشياء كثيرة في الظاهر ولكن قد تُستر هي يعني، هكذا الدنيا لكن طبعاً إذا أُتي بي أُحضرت إلى محكمة..
    أحمد عبد الله: لو فعلاً فيه محكمة ستذكر الأسماء..
    حسن الترابي: وأقسمت أن أقول الحق سأقول كل الحق ولن أقول غير الحق، حتى ولو كان أكون قواماً بالقسط ولو على نفسي أو الوالدين والأقربين الله يأمرنا بذلك، أن تشهد ولو على نفسك أو والديك أو الأقرب إليك..
    غازي صلاح الدين (مستشار رئيس الجمهورية): هذا كان شيئاً مؤسفاً جداً يعني حقيقة، هذا لا أستطيع أن أبرره مطلقاً، أعتقد أن يعني كنت دائماً أقول يعني حتى الأشرار عندما يجتمعون على.. في جرمهم يعني هنالك حد أدنى من الأخلاق فيما بينهم، أنهم لا يشون ببعضهم مثلاً، فإطلاق هذه الاتهامات أنظر إليه في سياق الخصومة السياسية، ولكنني ما كنت أود أن أسمع مثل تلك الاتهامات لأنها كما ذكرت تماماً يعني لا تعدو أن تكون تصرفاً يعني صغيراً الحقيقة من أجل تسويق خصومة سياسية.
    د. قطبي المهدي (مستشار سابق للرئيس السوداني): لا أذكر أن الترابي قدم دليلاً أكثر من الاتهامات التي سمعناها من قبل، وهو كان حقيقة هو القابض على مقاليد السلطة في ذلك الوقت، وكان متهماً هو على وجه خصوصه بكل هذه الأشياء، فأعتقد جاء هذا الحديث في إطار المكايدات السياسية بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني، ولذلك يجب أن يُقرأ في هذا الإطار.
    ضياء الدين بلال (محلل سياسي): الحركة الإسلامية السودانية بقيادة حسن عبد الله الترابي ظلت متهمة من قبل النظام المصري بأنها تسعى لدعم المجموعات الإسلامية المناهضة للحكومة القادمة في مصر، دا جزء أساسي من الموقف النفسي والموقف السياسي من قبل الحكومة المصرية تجاه الترابي لأنه عادة كانت مصر تلعب دور في تأثيري على الأوضاع السودانية.
    أحمد عبد الله: البعض اتهمك دكتور حسن بأنك أنت في دارفور نقلت صراعك مع الرئيس البشير إلى دارفور؟
    حسن الترابي: هذا كله أباطيل إعلامية..
    أحمد عبد الله: أيوا، لكن لك نفوذ في دارفور..
    حسن الترابي: النفوذ للحركة التي نقودها وأنا في زعامتها يعني في رئاستها الآن أمينا عاماً فروع في كل قبائل ومواقع في دارفور وفي الجنوب وفي الشرق وفي الغرب.
    أحمد عبد الله: هذا النفوذ وصل لدرجة أن لديكم أنصار مسلحون يعني ممكن..
    حسن الترابي: فيه أنصار تركوا حزبنا الذي يعمل دعوة وحركة سياسية ضغوط سياسية أقصى ما يبلغ، وانضموا إلى الحركات المسلحة هذه وتلك، السودان الآن فيه أكبر عدد من الجيوش من أي دولة من العالم، السودان لا يحكمه جيشه جيوش أفريقية وجيوش عالمية دخلت في قضية الجنوب، وجيوش عالمية ستأتينا لغير دارفور، والمليشيات عشرات الميلشيات المستقلة عن الجيش السوداني هذا خطر.
    أحمد عبد الله: ليس لديك أي ميليشيا مسلحة تابعة لحزبكم؟
    حسن الترابي: طبعاً كلا، أنا تبنا حتى والله لو جاءني جيش بقضه وقضيضه يقال لنا نحدث لك انقلاباً على النظام لن أرض أصلاً، لأنه الذي يقبل السلطة هو سيبدأ بنا نحن، لأنه في كل الدول الإسلامية وغير الإسلامية الجيش الذي تحمله أنت إلى السلطة ينقلب عليك، أنا والله أخشى من الثورات، وأخشى من دافع الغضب الاغتيالات والتفجيرات، والتي تجري بعشواء وتصب بريئاً طفلاً مدنياً مسكيناً مواطناً لم يكن هو أصلاً وليس بعادة الخصومة أصلاً، حتى لا تحدث هذه والعالم كله ينظر إلينا الآن هكذا، لو رضينا ولم نرض نحن نمثل العروبة ونمثل الإسلام فلا، أرجو أن لا يكون هذا هو منظرنا..
                  

05-30-2007, 09:42 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    28-05-2007, 10:21 م

    mekki

    تاريخ التسجيل: 15-06-2003
    مجموع المشاركات: 872

    Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    أسوأ شئ فى الدنيا هو الظلم...
    أشعر بغاية الألم والعذاب كلما أذكر حكاية الشهيد مجدى الذى إغتالته العصابه ظلما وجورا...
    لو لم تفعل الإنقاذ شيئا سوى قتل مجدى لكفاها ذلك خزيا وعارا...
    دم مجدى وظلم مجدى سيظل وصمة عار فى جبين الإنقاذيين الى يوم الدين...
    ولن يرحمهم الله لافى الدنيا ولافى الآخره

    الهم أهلك الظالمين بالظالمين...وأخرجنا من بينهم سالمين...
    آمين يا رب العالمين.

    ------------------------------------------------------------------------

    الاخ الـحـبيب الحـبوب،
    مـكـي،

    ..... دخـل مـدير السـجـن ومعـه اربعـه من كبار الضـباط العاملين معـه بسـجـن كـوبر الي زنزانة مجـدي مـجـوب واخـطروه بان الاعـدام سـيتم فيه في الحال، واقتادوه وهـم يتمنون لو الأرض انفتـحـت وبلعـتهم ولايعيشـون هـذه اللحـظات الأليـمة. وهـناك وقبيـل اعـدامه بلحـظات سـألوه عـن رغـبته الأخـيرة وقبل وداع الـدنيا قفال وبكل هـدوء " كوب من الشـاي!"
    وتناول كـوب الشاي وراح يرشـف مافيه ودموع الضـباط تنهـمر بغـزارة فهـم لـم يتعــودوا وان يشــنقوا ومن هـو في عـمر اولادهـم.

    وتـدلي جـسم الشهـيد من الـحـبل وبقي لـحـظات حـتي فاضـت روحـه الطاهـره الي بارئها تلعـن الـدنيا ومافيـها من ظلـم وفـجـور.

    ولماعلم الترابي بالمظاهرات العارمه التي خـرجت وبعـد دفـن الجـثمان وان الوضع جـد متأزم خـصـوصآ راح الترابي ويقسـم بانه لايعرف بالاعـدام الابعـد وقـوعـه وان الامـر اصـلآ لم يكـن بيـده وحـتي يتـدخل ويوقف حـكـم
    الأعـدام بـحـق الطالب مـجـدي.

    كـم نـحـن النوبيـون نـمـقت هـذا الكلب الاجـرب الترابي وتابعـه كـرار وشـمس الـدين الذي انتقـم اللـه منـه شـر انتقام فمـات متـفحـمآ.

    ان اسـم مجـدي يثـير الهــلع والخـوف في القتله، لانهـم يعـرفون ان
    " اللـه يـمهـل ولايـهـمل "، و..." لـكم في القصـاص حــياة ياولـي الارباب".
                  

05-30-2007, 01:39 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    فـي عام 2000 اي بعـد ايام قليلة من عـزل الترابي من كل مناصبه الدستورية والحـزبية وبعـد ان فقـد كل صـور الأبهـه والمزايا الكبيرة والحصانة الدبلوماسية وبريق الاعـلام وغـدا مجـرد مواطن اسـمه الترابي بدون
    اي القاب رسـمية ودينيـة، هـذا الترابي وبعـد ان اطـاحه البشير في 9 ديسمبر 1999 وبقي اسـير قصـره بالمنشـية راح ويسـلي نفسه بتقليب الاوراق القـديمة للانقاذ ويسـتخـرج منها مايؤلـم اصـدقاءه القـدامي في الحزب وبالقيادة العامـة ويقول فيـهم مالـم يقله مالك في الخـمر، راح الترابي ويطـبق عـليهم وعليه القول المعـروف " عـلي وعلي اعـدائـي " وصـب جـام غـضبه علي علي عـثمان واتهـمه بالخيانه وبالغـدر ، وراح يذكر عـثمان
    بـحادثة محاولة اغتيال الرئيـس الـمصري حـسني مبارك في يـونيو 1995 وكيف انه وبعـد فشل المحـاولة امـر البشـير بطـرد عثمان من وزارة الخـارجـية( وهي الوظيفة التي كان يشـغلها عـلي عثمان في ذلك الـوقت ) وامـر ايضـآ وانيتـم التحـقيق الصـارم معـه لانه احـرج السـودان وعـرض البلاد لفضــيحة كبيـرة، وراح الترابي ويذكـر الخـائن الغـدار علي عـثمان كـيف انه( التـرابي )تـدخل في المـوضوع ونـصح البشـير بالتريث وعـدم اثارة اي اتهامات ضـد اي مسـوؤل سـوداني وان يبقـي علي عثمان في موقعه والنافـع ايـضآ واعـتبار ان ماجـري في اديـس ابابا شـأن يـخـص مـصـر والمعارضـه المصرية في الخارج وان السـودان لادخـل له بالصـراع الـمصري-
    مـصري!!!! وانه لايـحـق لـمصر وان تـزج بالسـودان في مشاكلها!!!. راح الترابي ويقول للنافع وعلي عثمان انه وراء بقـاءهـما في مناصـبهما ولولا تـدخـله لدي البشـير لكانا في عـداد المفصــولين. راح الترابي وفي كل مـرة ومنـذ عام 1999 وحـتي ويـوجع الانقاذ والحـزب الحاكم وبعض الشـخصيات الأنقاذية بكـشفه لفضــائحـهم وفســادهم المالي والسياسـي. ووصـل الحـال الي ان الترابي راح ويسـتخـدم في حـربه " الـمقـدسـه!!" ضـد الأنقاذ الفضـائيات العـربية ويعـري البشـير وبطـانته ويكـشف الـمغطـي والمـستور.

    ولكن ورغـم العـداء السـاخـن والضـربات التي يكـيلهـا الترابي للنظام الحـاكم الا انه لايكـشف كثيـر من القضـــايا والأمـور التي شـغلت الناس طـويلآ في سـنوات التسـعينيات لانـه" الترابي " هـو الاخـر ضـالع فيـها بصـورة كـبيـرة وهنـاك " شـــبه اتفاق " غـير مكتوب بيـن الـمنشـية والقصـر الا " يـحــكــوا بعـض الـمواضــيع لـحـد ماتـجـيـب الـدم!!"
    و....... " خـلـوها مـســــتـــورة!!!".
                  

05-30-2007, 10:10 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    "....ولكن ورغـم العـداء السـاخـن والضـربات التي يكـيلهـا الترابي للنظام الحـاكم الا انه
    ________________________________________________________________________________
    لايكـشف كثيـر من القضـــايا والأمـور التي شـغلت الناس طـويلآ في سـنوات التسـعينيات لانـه"
    ____________________________________________________________________________________

    الترابي " هـو الاخـر ضـالع فيـها بصـورة كـبيـرة وهنـاك " شـــبه اتفاق " غـير مكتوب بيـن
    _____________________________________________________________________________________
    الـمنشـية والقصـر الا " يـحــكــوا بعـض الـمواضــيع لـحـد ماتـجـيـب الـدم!!"
    ___________________________________________________________________________________

    و....... " خـلـوها مـســــتـــورة!!!".
    ________________________________________





    مغزى وضع د. الترابي.. في "فيللا" راقية!!!!.
    -------------------------------------------

    [email protected] :المجتمع الإسلامي :

    09 /06/2001 :


    في الوقت الذي كان فيه مجلس شورى التنظيم الحاكم في السودان المؤتمر الوطني يعقد اجتماعاته فوجئ الوسط السياسي بنقل الدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي المعارض من سجن كوبر إلى منزل حكومي على شاطئ النيل الأزرق بحي كافوري بالخرطوم بحري لأسباب خاصة قدرتها النيابة وليس لأسباب صحية أو أي اعتبار آخر، وهذا ما ترجحه المصادر الوثيقة الصلة بالأمر.
    المنزل الذي نقل إليه د. الترابي يعتبر من أرقى الفلل الحكومية حيث كان يسكنه الدكتور تاج السر مصطفى عندما كان رائداً للمجلس الوطني وقد أجريت عليه الصيانة اللازمة وزود بجميع التجهيزات والاحتياجات الضرورية والتحسينية.
    وعلمت المجتمع أن السيدة وصال المهدي حرم الدكتور حسن الترابي ستكون معه في المنزل في وقت لاحق وسيسمح لأسرته بالزيارة من وقت لآخر دون قيود أو موانع، وقد بدأت الزيارة العائلية بالفعل فور نقل د. الترابي إلى المنزل، وكان وفد الحركة الإسلامية العالمية الذي جاء إلى السودان لإصلاح ذات البين يرى نقل الترابي إلى منزل مريح لإجراء الحوار معه وإقناعه بالتخلي عن اتفاقه مع جارانج ولكن د. حسن الترابي رفض العرض يومئذ مفضلاً المكوث في السجن في إشارة واضحة لرفضه التراجع عن اتفاقه الموقع مع حركة التمرد وتمسكه بحقه في إسقاط الحكومة بالوسائل التي يراها.
    جاء نقل د. الترابي في الوقت الذي تتقدم فيه هيئة الاتهام في قضية متهمي المؤتمر الشعبي باستئناف حول قرار قاضي محكمة جنايات الخرطوم شمال الذي رفض طلبها بتجديد حبس د. حسن الترابي وبقية المتهمين لمدة أسبوعين لأغراض التحري.
    وفي سؤال ل المجتمع لأحد المصادر المقربة للإنقاذ عن مغزى نقل د. الترابي للمنزل الحكومي ليكون تحت الإقامة الجبرية ولم لاينقل لمنزله أفاد بأن منزل د.الترابي يسكنه أبناؤه مع زوجاتهم ولايصلح للإقامة فيه أمنياً، وأن المنزل الحكومي مناسب جداً لراحته.
    البروفيسور إبراهيم أحمد عمر الأمين العام للتنظيم الحاكم نفى وجود أي صفقة أو صيغة أو مغزى سياسي وراء نقل الترابي إلى منزل حكومي بحي كافوري وقال إن الإجراء الذي تم نقل د. الترابي بموجبه قانوني بحت ولا دخل للسياسة به.
    ويجدر بالذكر أن الرئيس البشير أعلن في تصريحات صحفية أنه لايمانع في معاملة طيبة للترابي ولكن لن يتم إطلاق سراحه حتى لايعود لكشف أسرار الدولة وتخذيل المجاهدين وشتم القوات المسلحة.
    المصادر السياسية والأمنية تؤكد أن النقل لايعني التنازل عن القضية التي تم اعتقال د. الترابي بسببها.
    فالإجراءات القانونية ماضية في طريقها وبعد اكتمال الطرق القانونية ستأخذ الطرق القضائية مجراها حيث إن دائرة بمحكمة الاستئناف تم تشكيلها للنظر في الاستئناف المقدَّم من هيئة الاتهام ضد قرار محكمة الجنايات حول تجديد حبس الترابي وقيادات المؤتمر الشعبي.
    وتتهم الحكومة الترابي وقيادات حزبه بأنهم اتفقوا مع جون جارانج لاسقاط الحكومة عن طريق العنف ولايقتصر الاتهام على مجرد اللقاء مع متمرد حامل للسلاح ضد الحكومة الشرعية، وقد دأبت حكومات السودان المتعاقبة بما فيها حكومة الإنقاذ على اعتبار جون جارانج متمرداً باغياً حاملاً للسلاح رافضاً للسلام ولذلك فإن أي اتفاق مع حركة التمرد الرافضة لنبذ العنف يعتبر جريمة في حق الوطن.
    ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل النقل بداية لفرض الإقامة الجبرية على الترابي؟ المعلومات المتوافرة تقول إن الجهات الأمنية تملك وثائق خطيرة تدين المؤتمر الشعبي وإذا قدمت قيادته للمحاكمة فربما تحدث هذه الوثائق دوياً كبيراً في الداخل والخارج.
                  

05-31-2007, 02:57 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    الاخ بكري الصائغ
    تحياتي
    كتبت في خيط أخر
    تصرف هشام بدر الدين لايعدو أن يكون تصرف فردي محكوم بسياق وظرف محدد
    وأنطلق من مرارات محددة وبغض النظر عن موقفنا من تصرف هاشم نقول
    أنه أتي من موقع خصم وضحية للانقاذ أذا كان هذا التصرف أتي من خصم
    فما بالك بهجر وتعذيب تلاميذ الترابي في معتقلات تلاميذه.....
    أعتقاله وسجنه ومصادرة حريته يتم ذلك بلاتقديم أتهامات وبلا محاكمات عادله
    تخوين وتجريمه ودمغه بالماسونيةوالعمالة للصهيونية والامبريالية

    فهل فعل
    ألد خصوم الترابي من الاحزاب مافعله تلاميذه به?
    هل رماه خصومه من الاحزاب في غياهب السجن وتركوه للفيران لتنهشه?
    .....المعارضة وضحايا الترابي وسجناه السابقيين هم من دافع عن الترابي
    حيث كان رئس هئيةالدفاع عنه المعارض علي محمود حسنين وقف معه هولاء
    حين خذله
    وخونه تلاميذه ......
    من كان منطلقا من موقع التعاطف مع "الشيخ المهجور" فليوجه سهامه
    نحو تلاميذه في القصر!!!!!
    كمال
                  

05-31-2007, 11:13 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: kamalabas)


    مقابلة صحفية مع الدكتور حسن الترابي من مكان إقامته الجبرية.
    ------------------------------------------------------------------

    http://www.news4sudan.com/index.php?type=3&id=2147484098

    مجلة "المنتدى الليبي ".
    --------------------------------------------------------------------


    " السجن الأخير كان سيئاً لكن الإقامة الجبرية كانت أسوأ"

    الدكتور الشيخ حسن عبد الله الترابي.


    يظل الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن عبد الله الترابي واحدا من أكثر الزعامات والشخصيات إثارة للجدل، على الصعيدين الداخلي والخارجي، من خلال مسيرة سياسية حافلة تقلب خلالها الرجل ذو “الكاريزما” الخاصة في دروب ودهاليز السياسة. ونجح في قيادة الحركة الإسلامية على مدى عقود من مجموعة صغيرة إلى أن أضحت ثالث أكبر حزب في آخر انتخابات ديمقراطية أجريت العام 1986.


    كان الترابي الذي يقترب من ال72 من عمره، ولا يزال هدفا للانتقادات والتبجيل، والاحترام والذم. واجه ذلك في السلطة وفي المعارضة، وبقي مشاركاً رئيسياً وشاهداً أساسياً على عقود من الحياة السياسية والاجتماعية المضطربة في السودان.


    ويختلط تاريخ الرجل، بلكمتين تلقاهما من قادة الجيش الذين تحالف معهم طوال مسيرته السياسية، الأولى حينما زج به الرئيس السابق جعفر نميري في السجن قبيل نهاية حكمه، وسماه و”الإخوان المسلمين” “إخوان الشيطان”، في حين جاءته اللطمة الأقوى في 1999 من أقرب الناس إليه: رفقاء دربه وتلاميذه، فكانت على ما يبدو اشد وقعا، رغم أن الترابي اعتبرها شيئاً عادياً ولم يفرق بينها واللطمة الأولى.


    يستمد الترابي قوته السياسية من زوايا تنسجم بتناقض غريب، وتتناقض بانسجام اغرب، مكونة “كاريزما” هي خليط من العلم والفقه والمعرفة والسياسة والدهاء والذكاء، يتناغم كل ذلك مع تاريخ شخصي وعام بدأت ملامحه في التكون منذ ستينات القرن الماضي مع انتفاضة أكتوبر/ تشرين الاول الشهيرة التي أزاحت حكم الرئيس السوداني الراحل الفريق إبراهيم عبود.


    وعلى الرغم من أن الترابي الذي خرج من المعتقل أخيراً. يعتبر في حوار أجرته معه “الخليج” أن فترة سجنه الأخيرة لا تختلف كثيرا عن سنوات الاعتقال في عهد الرئيس السابق جعفر نميري، لكنه مع ذلك يتحدث عنها بمرارة شديدة، وذكر ان الإقامة الجبرية كانت أسوأ بكثير من أيام الاعتقال الأولى في سجن كوبر المركزي في الخرطوم وهي عبارة عن فترة ثلاثة اشهر عاشها الترابي بعد اعتقاله مباشرة من منزله في أعقاب توقيعه “مذكرة تفاهم” مع “الحركة الشعبية لتحرير السودان” بزعامة العقيد جون قرنق.


    ويقدم الترابي سردا مطولا لأيام السجن والإقامة الجبرية، معتبرا أن السجن حبسه وحبس معه القلم بينما أطلق لسانه، لكن الإقامة الجبرية حبسته وحبست لسانه، لكنها أطلقت القلم فانداح يكتب في السياسة والدين وكانت فترة ثرة حصيلتها مؤلفات عدة.. وتالياً نص الحوار مع الترابي :


    *ما هو جديد المعتقل بالنسبة للدكتور الترابي هذه المرة؟


    تجربتي في المعتقلات كلها متقاربة، في الاعتقال الأول كان الحاكم عسكريا وفي الأخير أيضا العسكري الأول كان صديقاً لي وزميل دراسة منذ أيام داخلية طلاب مدرسة حنتوب الثانوية، رغم انه كان يتقدمني في الفصول الدراسية بسنتين فتشابه التجربتين أن الحاكم الأول كان حوله آخرون أشاروا عليه، فأدخلني السجن. لكن رغم ذلك ما زلت اعتبر تجربتي معه جيدة فهي سنوات في حياتي كانت فيها افضل أيام. وهذا الحاكم الحالي نفسه عسكري (عمر البشير) يعرفني من بعيد إلى يوم وقعت الواقعة (الانقلاب) العسكري، والذين من حوله هم أيضا أشاروا عليه بإبعادي. هذا لا يهمني كثيرا، المهم أنني دائما أقرأ التاريخ وأعرف أن السياسة عندما ضربت الصحابة رضوان الله عليهم قتلوا بعضهم بعضا، والسياسة عندما ضربتنا هنا في السودان أيضا الإسلام كان فيها، خليفة الإمام المهدي عبد الله التعايشي سجن الخليفة الرابع، وهو قريب المهدي. فالناس دائما يدخل بينهم شيطان السياسة فيفصل بينهم.


    *لكن يبدو أن وقع الصدمة عليك كان كبيرا هذه المرة باعتبار أن الاعتقال جاء هذه المرة من تلاميذ ورفقاء درب الحركة الإسلامية الطويل ؟


    تعلمون أن لي تجارب عدة مع الاعتقال والصدمات والنكبات. هذه أمور اعتدنا عليها في حياتنا كثيرا، الصدمة الأخيرة أشد على نفسي صحيح أن ظلم ذوي القربى دائما ما يكون اشد وقعا، لأن الإنسان دائما اعتاد ألا يلقى من القريب إلا المودة ومعروف إذا ما انقلب القريب عدوا كالبعيد فإن الإنسان يفجعه ذلك. ولكن بحمد الله اعتبرت ذلك خيرا لنا، ولعل النهج الذي اتخذناه يومها أردنا أن ندخل إلى السنة فالرسول صلى الله عليه وسلم دخل المدينة بالعهد والاستقبال الطوعي. هذا هو منهجنا. لكن الغرب لا يقبل أن تلد الديمقراطية إسلاما هنا في السودان أو في الجزائر أو تركيا أو غيرها من بلدان الإسلام.


    وهنا جاءت أمريكا مرتين في أواخر عهد الرئيس جعفر نميري وقالت إن هؤلاء لا مكان لهم (الإسلاميين). وبالفعل غدر بنا من أعلى المناصب إلى أدنى السجون. وكذلك الضغوط الدولية أحاطت بهؤلاء (حكومة البشير) واختلاف المنهج أيضا لأننا ندعو إلى الدين دين المدينة القائم على الحرية للناس جميعا ولو كانوا يهودا يطعنون في وجود الله. فالعسكريون يبطشون بالسلاح هذا منهجهم، فكيف نقيم للأحزاب حقها في ظل بطش العسكر؟ لا يستطيع أحد أن يقول للصادق المهدي (رئيس الوزراء السابق) مثلا أخرج هؤلاء. تذكرون أنتم معشر الصحافيين ما كان في تلك الأيام: كانت مذكرة القوات المسلحة فهنالك من قالوا للمهدي هذه المذكرة للرأي العام لكن أخرج هؤلاء. وكتب هو الحقيقة بعد ذلك وحدّثنا عنها.


    ان الديمقراطية لا تأتي إلا بالثورات. كيف جاءت إلى فرنسا الديمقراطية؟ في بريطانيا (كرومويل) في أمريكا بالثورة. ولكن نحن حينها خفنا من الثورة الشعبية في السودان من أن يولّد قيامها اراقة دماء ويزهق أرواح أبرياء وتدخل الطائفية والقبلية ثم من بعد ذلك تدخل الفتنة من حول السودان بجيرانه ويتحول الأمر إلى مآس. ظننا أن الانقلاب العسكري أسلم من ذلك كله ومما قد يأتي من حكم الأحزاب إذا استمر ذلك الحال، فقمنا بالتغير على أساس أننا يمكن بعد ذلك أن نرجع إلى الحرية والشورى للجميع. عاهدناهم (العسكريين) على ذلك عهدا بالقسم بأن الحكم لا يكون عسكريا ديكتاتوريا ولا عصبية حزبية تحتكر السلطة. كلهم أقسموا على ذلك ومضينا على ذلك العهد في الطريق معهم.. ولكن لما جاء التنزيل تذكرون عبر قانون الانتخابات وحرية الأحزاب والصحافة والدستور واللامركزية وانتخابات الولاة والميزانية التي تبسط المال ولا تحتكره لجهات أدركنا أنه في كل تاريخ الإسلام الذي اتخذت سلطته بالقوة بعيدا عن الشورى حتى في العسكريات أدركنا خطأنا. والإنسان الذي يتقدم هو الذي يقرأ التاريخ فإذا أصاب لقي على إصابته أجرا بعد أجر. وإذا أخطأ تاب واستغفر الله واعترف بالخطأ وهذا ما فعلناه نحن ونفعله الآن.. فنحن أصلا كنا ضد مناهج شائعة وسط الحركات الإسلامية مثل منهج الاغتيالات مثلا، أنا منذ زمن بعيد كنت أحاول أن أصرف عنه الحركات الإسلامية، فلا تضع عسكريا لأنه ليس بخبيث وإنما لأن منهجه وتربيته كلها تعلمه الأمر فقط وهو الأعلى لا يعرف شورى ولا يعرف حرية. ومن يقابله هو عنده “تَخْتَة” .


    *الذي أوصلك إلى هذه القناعات السجن أم حادثة إبعادك من السلطة؟ وهل الآن أنت على قناعة تامة بأن الحكم العسكري لا يصلح للسودان مستقبلا؟


    نهج الحكم العسكري قطعا لا يصلح أصلا، ولم يصلح أمس والذين تنازلوا طوعا عن ثورة أكتوبر كانوا جنرالات عقلاء والذين كانوا أدنى منهم كانوا حمقى، ولم تصلح أيضا، ولما انتهت لم يبق شيء. صحيح ان العسكر قد ينجزون شيئا عندما يحكمون، لكنهم في مقابل إنجازهم هذا يضيعون كثيرا، فمثلا عبود أنجز كثيرا جزاه الله خيرا وذخر الله له. هكذا الآن حركة الإسلام أنجزت في المجتمع بدلت وحررت المرأة وربطت السودان أكثر لو كان عسكريا محضا لما استطاع ذلك.


    كان يمكن للحركة أن تعالج شؤوناً كثيرة فهي أصلا كانت أسبق الحركات الإسلامية إلى الجنوب منذ ،1964 لكن فئة استأثرت بالسلطة والآن يجادل معنا الجنوبيون وهم الآن معنا في حزب المؤتمر الشعبي وظننا بعد أن خرجنا منهم أن نمد اليد الى الجنوب لكنهم قبضوا يدنا.


    نحن لا نناور في مسألة الحرية وموقفنا سواء قبل الانقلاب أو بعده، كل مؤلفاتي مأخوذة من الدين، ليس فيها شعار سياسي يمكن أن يتخذه المنافق ليناور به الآن وينقلب عليه غدا. وكتبي أثناء عهد نميري وقبله كلها عن تحرير المرأة وتحرير الناس وأني لست شيعيا ولا سنيا ولا طائفيا. لكن الطائفية التي أصابت المسلمين والتحرر من المذهبية والطريق إلى الحرية أحيانا تستدعي ثورة وهياجا إذا جاء وكبتنا آخر. وهكذا ونحن لولا أن الغرب كبتنا والآن يكبت الإسلام في كل مكان لما انقلبنا على الحكم القائم بواسطة العسكر، الآن الغرب يريد للعراق حرية شريطة ألا تلد إسلاما، هو أراد لتركيا من قبل ديمقراطية شريطة ألا يكون فيها حزب إسلامي، وأراد للجزائر ديمقراطية بشرط ألا تكون الإرادة النابعة عن الشعب إسلامية، فهذه في وجه القوة تجادل ولا تبادر أصلا. هذه أصول وليست مناورات سياسية.


    *إذن ما الفرق بين زنازين سجن كوبر الذي عايشته في الشهور الأولى لاعتقالك الأخير وبين المنزل الفخم الذي نقلت إليه فيما بعد بضاحية كافوري على النيل الأزرق؟


    فترات الاعتقال كلها كانت سيئة بالنسبة لي، هؤلاء (حكومة البشير) كانوا أشد غيرة علي من السابقين (نظام نميري) لأني خرجت بتلك الندوات فحدثني واحد منهم كبير أن ما قمت به أخطر من تعبئة الجيش ضد الحكم لأن الندوات عرت النظام. فالسجن الذي تعرضت له لم يكن ردة فعل لمذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية بزعامة جون قرنق كما ظلت تردد الحكومة، وإنما السبب الرئيسي هو تلك الندوات التي أقمناها وجذبت الجماهير إلينا من كل بقاع السودان. فالندوات ضربت احتكار السلطة والديكتاتورية فكانت خطرا. ولعلك تعرف أني أكثر الناس طوافا على أجزاء السودان وسياحة في متوسط السياسيين ولا أظن أن أحداً في كل العهود فعل ذلك مثلي.


    *لكن المعلومات الرسمية كانت تؤكد دائما أن بقاءك في كافوري افضل من إطلاق سراحك باعتبار أن في ذلك راحة لك..


    أقول لك أن المعاملة في السجن كانت أسوأ من أول يوم وصلت فيه إلى الزنازين في كوبر. فهي كانت هذه المرة بحق أسوأ من زنازين الشيوعيين (اعتقاله إبان فترة حكم النميري) فالشيوعيون الذين كرهونا بالأمس كان سجنهم أخف وقعا، فقد استمرت في السجن الاخير المضايقات رغم أن وزارة العدل مثلا جاءت لتزينه علينا فقط عندما سمحت لمتهمين يتبعونها بالصلاة في جماعة معنا لكنها منعت الآخرين الزملاء من أن يصلوا معي. فالسجن انحط مستواه منذ فترة الستينات.



    أما شق سؤالك عن الاعتقال المنزلي فأنا جربته من قبل إبان فترة حكم الرئيس إبراهيم عبود، فذلك في حقيقة الأمر كان خيرا من الاعتقال الأخير لأن اعتقال عبود كانت ترافقني فيه الشرطة فهي كانت معي في بادئ الأمر مع وزارة العدل في اعتقال كافوري لكن في الآخر نزل عليّ الأمن يراقبني ويلصق بي تهماً لم أسمع بها من قبل. النهب المسلح لا أعرف ماذا نهبت، ثم الطوارئ. فأنا أتأسف لذلك حقا. حسبت أن الأمن الذي يؤسس هو أمن الوطن، وظننت أن الأمن من المسلمين لا يتجسس على إخوانه وإنما يجمع المعلومات ويحلل فقط فلا يقبض ولا يتجسس، لا علينا نحن فقط وإنما على عامة الناس، يرفع مستوى الأمن لأن كلمة الأمن أصبحت خبيثة في عالم الديكتاتوريات، واخيبتاه السجن كان أسوأ والاعتقال المنزلي كان أسوأ منه.



    *الفرق بين المقامين أين يكمن تحديدا؟



    الفرق أن القلم كان قد انطلق في مقر الإقامة الجبرية. كنت لا أحدث حراسي أبدا. فقط انكفئ على الكتابة ولذلك انتشرت كتاباتي هذه المرة من داخل المعتقل في البلد حتى ان بعضها نشر في العاصمة البريطانية لندن. أخرى كتبتها لكن الأمن عطل صدورها وأخرى لم يسمح لها إلا عن طريق إذن محدود، كذلك رسائل أرسلت للكثيرين خارج السودان. في كافوري انبسط القلم، أما في السجن فلا اللسان ولا القلم، لكن في المنزل كان اللسان صامتا وانبسط القلم.


    *هل تعلمت شيئا جديدا من المعتقل هذه المرة لغة أو علما ؟


    أولا الصحة أطيب مما دخلت، وبالطبع لولا أني كففت عن الطعام خلال الفترة الأخيرة لكانت حالتي احسن من التي أنا عليها الآن ،ثانيا فقدت صلاة الجماعة بالطبع، ولكنني استعضت عنها ببعض التأملات في القرآن الكريم وصلاة الليل. ثالثا قرأت كتبا عديدة فالمجتمع هنا يشغلك جدا أن تعرف حياة الناس خاصة أن هنالك كبتاً. واستطعت في تلك الفترة إنجاز بعض المقالات الكبيرة التي نشرت في صحف خارجية، ولكن الإنجاز هو كتاب “الحكم والنظم السلطانية في السياسة”. المسلمون الآن كلهم من شرقهم إلى غربهم في كل أنحاء العالم عواطفهم تسيطر عليهم، وهنالك قوى إسلامية ضخمة موجودة، لكن بالعواطف فقط. لقد ركزت في هذا الكتاب على محاولة إنزال هذه العواطف وتحويلها إلى أشياء فاعلة في حياة المسلمين إلى مناهج ونظم في الاقتصاد والحكم ومؤسسات الحكم.



    الكتاب الثاني هو التفسير التجديدي للقرآن الكريم فهو عبارة عن دعوة إلى التوبة. وكتب صغيرة أخرى عن عبرة فترة الإنقاذ لحركة الإسلام، هي موجودة والآن يمكن نشرها، وكنت صادقا جدا في التحدث فيها عن أخطائنا ولم أخطأنا، بالرغم من أن الإسلام ساد لمدة أربعة عشر قرنا ولم يخطئ، ودخلنا إلى منطقة تجارب غريبة، لا فقه ولا خلق لأن أهل الخلق الصوفية نافقوا على الحق وأهل الفقه باعوا الولاة لأنهم على الحق وأهل السلطان باعوا الناس لأنهم يريدون التمتع بسلطة مطلقة ويتعالون على الناس بأنهم هم الأكبر. لأنني عزلت عن الناس هذه المرة فلم أتعلم لغة، فالسجن المنزلي كان القصد منه عزلي ومنع الزيارات والاتصالات واللقاءات. فلم أتعلم لغة مع أنني كدت أعرف شتى اللغات.



    *ما هو سر الرشاقة الدائمة للدكتور الترابي هل يمارس نوعا ما من الرياضة؟



    في السجن كانوا يحتلون الساحة الخارجية كلها، وفي المنزل كان خيراً لي منه السجن، لأن السجن كنت أطوف داخل أسواره لكن لم أمارس نوعاً من الرياضة كانت آلات المشي هي الرياضة.



    *هل لديك صداقات غير سياسية مع فنانين مثلا؟


    أنا اجتماعي إلى ابعد الحدود ولدي صداقات كما تعلم واسعة في المجتمع جله حتى مع فنانين فصداقاتي هنا كثيرة والذين أصادقهم قد لا يسع المجال لذكرهم.


    *ألا تشعر بالحزن لأن أصدقاء الدراسة تفرقت بهم السبل (نميري، الترابي، نقد، عبد الله زكريا)؟


    بالنسبة لي دائما أحاول أن أدين للدين في الأقدار والمشاعر وفي الابتلاءات التي ترد إليّ من البيئة، حسنة كانت أم سيئة عسرا أم يسرا، ومن العلاقات وأحسب أن ذلك هو قدري في الحياة تعودت عليه وتسايرت معه فالإنسان لا يعيش الحياة ليصرع أخاه، وإنما يسلك كل مسلكه في الحياة ليكسب كسبه ويُبتلى وعندئذ يتحمل النتائج، هل يمكن أن يقارب الآخر وينتقد ثم يخطئ ؟، ربما هذه هي القسمة المشتركة التي كانت ما تزال تجمعنا بأصدقاء السياسة .


    *الترابي الآن أضحى جدا له أحفاد، كيف اثر الأحفاد في حياتك ؟

    قدر الله أن لا يكون لأسرتي نصيب معي في زحمة الحياة. هذا هو قدر الله، كذلك فالسجن حبسني كثيرا منهم ونشأوا وأنا مغيب تماما عن تربيتهم وملاطفتهم. والثانية أنني عندما أكون خارج السجن فإن أغلب أوقاتي اقضيها خارج المنزل في كثير من الساعات أو خارج البلد التي يقيمون فيها في أحيان ألقاهم كما يلقى الغائب عن بلده أهلها جميعا بشوق ولهفة، فهذا شيء سالب في حياتي اعترف به. هذا الوضع جعلني لا أستطيع أن أقدم كل سهمي في تزكية وتربية الصغار من الأحفاد، فأنا الآن أتشاور مع أبنائي لأنهم كبروا ليأخذوا العبرة من حياتي واختلاف الأجيال وأقول لهم البيت يروي هذا الجانب.



    *لو عادت بك الكرّة إلى الوراء وخيرت بين السياسة ومهنة القانون أيهما ستختار؟ ولماذا؟



    أنا ورثت كثيرا من العلم وكثيرا من التجارب نتيجة التنقل في السودان، ولكن الذي أثرى هذه التجارب، لم تكن محفوظات ومذكرات ميتة، هو بدايتي في الجامعة.. تلك الصراعات والخلافات وندوات الطلاب وجمعياتهم، فينا الشيوعيون والإسلاميون وغيرهم. هذه الأجواء هي التي صبت في نفسي السياسية، ومنها اصبح مسلكي في الحياة مستقيماً، فالجامعة هي التي نمت فيّ المقدرات الوطنية التي تجسدت في أيام النضال ضد الاستعمار، فاقترنت الدراسة وصلا بالعالم من الجامعة في الخرطوم والدراسات العليا في فرنسا، فأنا أصلا ذهبت إلى هنالك لأجل القراءة لا الشهادة. من أجل الاطلاع على ثقافة أخرى وتاريخ آخر، وأدب آخر. كنت دائما أرى أن ذلك خير لي من الدكتوراه كورقة أضعها في المنزل، عندما عدت اجتاحتني ثورة أكتوبر لأنه من أول ندوة تحدثت فيها للطلاب كانت قضية الجنوب حاضرة فانفجرت، وفجرت ورائي أكتوبر وانفجرت بي الحياة إلى السياسة.



    في التأسيس عالميا أقمت علاقات في باكستان وفي الخليج ومع كثير من حكام الدول العربية فقد كنت مستشاراً لهم في أحايين كثيرة وفي عدد من دول العالم ومحاضرات في أوروبا وأمريكا. لا أتحدث مع الطلاب فقط وإنما مع الأكاديميين والأساتذة مع الذين يحبوننا ومع الذين يكرهوننا وأحمد الله أنه لو لا ذلك لما أطلقت كلمة ترابي علينا الآن. فأنت غريب في بلد تنسب إلى بلدك يتجاذب على دراسات الدين التقليدي ودراسات الدنيا واللغات المختلفة، هذه واحدة فتحت على حياتي لذلك أنا سعيد بوضعي هذا، وإن قدر الله لهذه الأقدار المضطربة أن تزول. أنا لا أحب الحصار لكني لا أشتكي لأحد من السجن ولا يمكن أن يشرط علي إلا الله.


    http://www.news4sudan.com/index.php?type=3&id=2147484098


    [
                  

05-31-2007, 11:26 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    أسرار محاولة تهريب الترابي بالزوارق النهرية من كافوري إلى مزرعته بأم دوم.
    ------------------------------------------------------------------------------

    محمد طه محمد أحمد –

    رئيس تحرير صحيفة الوفاق /

    الخرطوم في 16 / 9 / 2004 :
    ------------------------------------


    أسرار محاولة تهريب الترابي بالزوارق النهرية من كافوري إلى مزرعته بأم دوم
    في الأخبار ( تم نقل الترابي من الإقامة الجبرية في قصر كافوري إلى سجن كوبر ) وكانت أهم معلومة كشفها البروفيسور إبراهيم أحمد عمر الأمين العـام للتنظيم الحاكم ( أن الترابي رفض في وقت سابق للكشف عن أسلحة المحاولة الإنقلابية رفض الترابي أن يتم نقله من مستشفى ساهرون إلى داره في المنشية طالما أن السلطات ستراقب نشاطه ) .
    وفيما بعد أن ’كشف أسرار الانقلاب الدموي ومخطط تهريب الترابي فهم الناس أن زعيم المؤتمر الشعبي أراد أن يجنب أسرته آثار أية معركة لا بد أن تقع حينما تتم الجهود لتهريبه، أن حراسته الحكومية سوف تشتبك مع من يغامروا لاقتحام داره في المنشية وتدور معركة بالسلاح الناري .
    إذأً فان الترابي كان يرى أن قصر كافوري هو الأكثر أماناً فهنا يمكن تهريبه عبر زوارق نهرية مسلحة تتجه نحو منطقة أم دوم في الجريفات الشرقية ومن هناك ينطلق إلى مكان آخر تقله إليه سيارات لاندكروزر أي أن طريق التهريب عبر زوارق نهرية أسهل خاصة وان طريق الحاج يوسف والجريفات البري كثير الزحام .
    وتقول معلومات ( الوفاق ) أن الحراسة لم تكن في الأصل مشددة على ضفة النيل الأزرق بل وحينما وضع الترابي في قصر كافوري المجاور لاستراحة صلاح إدريس فقد لوحظ أن الفاصل بين القصرين كان ضعيفاً أنه صف من أشجار السيسبان أو التمر الهندي .
    ولم يكن في الحسبان أن يتم تهريب الترابي لا عبر البر ولا عبر البحر ولكن لوحظ قبيل تنفيذ الانقلاب على السلطة فقد افتعل الترابي ومجموعة الإضراب عن الطعام ليتم إطلاق سراح المجموعة بعد وساطة المهندس جمال زمقان وشيخ العرب يوسف أحمد يوسف وطالما تم إطلاق سراح المجموعة فان المتوقع هو نقل الترابي من سجن كوبر إلى مكان آخر .
    إذاً فقد خطط الترابي لابعاده عن سجن كوبر حيث الحراسة المشددة ويصعب تهريبه لأن الفاصل بين النيل الأزرق وسجن كوبر يبقي واسعاً تتمدد فيه مزرعة السجن وحظائر الأبقار وبعض الدور الحكومية التي يسكن فيها النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ على عثمان محمد طه ووزير الدفاع بكري حسن صالح وغيرهم من المسؤولين الحكوميين وغير بعيد من سجن كوبر توجد مساكن ضباط وجنود سلاح الإشارة وضباط وجنود السجون ومساكن ضباط جهاز الأمن والمخابرات اذاً فهي مساحة كثيفة الحراسة .
    ولوحظ أن الترابي حينما كان في سجن كوبر وقبل أن يضرب عن الطعام لوحظ أنه أعلن احتجاجه بما أسماه عزلة في زنزانة انفرادية وقال أن السلطات تبني أسواراً داخل الأسوار وفسر ذلك بأن الحكومة تريد به شراً وتعمل على تصفيته وقتله .
    ومن الواضح أن خطة الإضراب عن الطعام والقول أن الترابي ومجموعته يريدون أن يقتلوا أنفسهم بالجوع قد ترك أثره ولم تفطن السلطة إلى ان الترابي ومجموعته يريدون قتل الحكومة والشعب بأعنف انقلاب دموي .
    ان حركة 2 يوليو 1976 التي قادها من كوادر الترابي إبراهيم السنوسي لم تحصر مهمتها في قتل من يقاومها من ضباط وجنود نميري ولكنها قتلت الدكتور الشلالي وهو طبيب فالعنف حينما ينفجر فهو ليس مثل المغنطيس يميز برادة الحديد عن ذرات التراب .
    المهم أن السلطات صدقت أن الترابي ومجموعته أصابهم اليأس طالما أنهم يريدون قتل أنفسهم من الجوع وهكذا أطلق سراح المجموعة وعرض على الترابي أن يقيم في قصره الخاص بالمنشية ولكنه رفض لأنه كان يخطط للانقلاب .
    وهكذا أعيد لقصر كافوري ولوحظ أن الترابي بعد عودته لكافوري أصبح يفتعل المشا كل فقال أن توصيلات المياه والكهرباء ردئية وأن الحراس يعاملون زواره من الأسرة بقسوة ثم وجه الترابي زوجته بمغادرة القصر وقال أنه دخل في إضراب جديد عن الطعام .
    وأعلن القائم بالأعمال الأمريكي جيرالد قالوشي أنه سيزور الترابي في كافوري ثم قال أنه منع من الزيارة وأكتفى بزيارة لأسرته في المنشية ، ثم سربت كواد المؤتمر الشعبي إلى الصحف خبراً يقول أن 250 من قيادات الإسلاميين بصدد رفع مذكرة للرئيس البشير تنتقد الأوضاع .
    إن كل هذا يشغل بال الأجهزة الأمنية ويجعلها غير منتبهة لخطة تهريب الترابي ودفن السلاح ثم تنظيفه وتنفيذ الانقلاب .
    ان التنفيذ يتم حينما يهاجم كوادر الترابي قصر كافوري من بوابته الشمالية وفي نفس الوقت تكون زوارق نهرية قد تحركت ويخرج الترابي من الجهة الجنوبية لقصر كافوري المطل على النيل الأزرق وتتجه الزوارق ناحية أم دوم والجريفات الشرقية حيث تنتظر سيارات اللاندكروزر الترابي .
    وهكذا أعيد الترابي إلى كوبر أتراه يقول مرة أخرى ( مالي أراكم تبنون الأسوار داخل الأسوار ) أم أنه يتابع أخبار اكتشاف أماكن تخـزين السـلاح الواحد بعد الآخر ؟ ؟ .

    محمد طه محمد أحمد – رئيس تحرير صحيفة الوفاق / الخرطوم في 16 / 9 / 2004
                  

05-31-2007, 11:30 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    تحقيقات وتقارير: الترابي في المعتقل: عاكف على التأليف.. يشاهد الأخبار وmbc4 ومباريات كرة القدم:
    ---------------------------------------------------------------------------------------------
    29-4-1426 هـ

    نقلا عن العربية نت :

    الموضوع: الترابي:
    -----------------

    يستثمرالزعيم الإسلامي السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي وقته في المعتقل بشكل فريد على ما يبدو. ويزاول أنشطة منوعة تبدأ بعد أدائه صلاة الفجر بقليل حيث يمارس رياضة صباحية خفيفة، ثم يخلد إلى النوم بعد بزوغ الشمس ليستيقظ بعد ساعتين ويتناول افطارا خفيفا يعده بنفسه أحيانا. وتقول أمامة -ابنة الترابي - في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" إن والدها يواظب في هذه الفترة على قراءة كتب التفسير بلغات عدة بالاضافة لـ"لسان العرب" لتعينه على تكملة الجزء الثاني من كتابه "التفسير التوحيدي".



    وتستطرد أنه يقضي زهاء 8 ساعات يوميا خلال فترة اعتقاله الراهنة بين القراءة والكتابة. وأكدت أنه كتب حتى الآن 16 جزءا في كتابه الجديد "التفسير التوحيدي" الذي كانت دار الساقي في بيروت قد أصدرت الجزء الأول منه في سبتمبر الماضي.
    وتشير أمامة إلى أن والدها لا يحسن الطبخ، لكنه يقوم عادة بطبخ وجبات خفيفة واعداد الشاي والساندوتشات في حال غياب زوجته وصال المهدي، ولا يطلب طعاما بعينه، ويتناول قدرا قليلا من الطعام حفاظا على صحته. وكانت السلطات السودانية سمحت أخيرا لوصال المهدي ونجلها الأصغر محمد عمر بالبقاء مع الترابي بصفة مستمرة في المنزل الذي أضحى معتقلا للترابي في ضاحية كافوري في الخرطوم.
    وتستغرق المهام الأسرية والاجتماعية وصال المهدي أحيانا وتضطرها للبقاء ساعات في منزل الأسرة في حي المنشية البعيد عن ضاحية كافوري. وكانت وصال أبلغت "العربية.نت" اليوم أن صحة الترابي جيدة، مؤكدة أنها لم تتلق أية معلومات عن قرب اطلاق سراحه. من جانبها، تشير أمامة إلى أن والدها يشكو من حساسية بالجلد "أكزيما"، لكن صحته بشكل عام مستقرة.
    وتضيف بأنه أشتكى من آلام في أذنه في أبريل الماضي، وكان في سجن كوبر، فسمحت السلطات السودانية لطبيب بفحصه ولم يسمح لأي طبيب بعدها بزيارته. وتؤكد أمامة أن والدها لا يشعر بأن الافراج عنه بات وشيكا. وأشارت إلى أنه دائما يخبر أسرته بعدم تصديق التصريحات الرسمية بهذا الشأن، لكنه لا يشعر بالملل من الاعتقال، بل يفيد من ذلك بتزجية الوقت في القراءة والكتابة على نحو خاص.
    وقالت أمامة إنه بات مسموحا للترابي بمشاهدة أقنية فضائية ومطالعة الصحف اليومية. وأوضحت أن الترابي في عزلته القسرية، يتابع الأخبار عبر "العربية" وCNN وBBC والقناة الفرنسية الخامسة بالاضافة لأقنية عربية أخبارية. وأضافت بأنه يشاهد من حين لآخر أفلاما أمريكية على قناة MBC4، ويواظب بشكل خاص على مشاهدة فيلم أمريكي كل جمعة حيث يسمح لكل أفراد أسرته بإمضاء ساعات معه.
    وأوضحت أن والدها على الرغم من عدم اكتراثه بمباريات كرة القدم، إلا أنه يفضل أن يشاهد من حين لآخر مباريات بطولة "كأس أوروبا" لكرة القدم. وتقول أمامة ضاحكة إنها أكتشفت خلال فترة اعتقال الترابي، إنه يجيد صنع أشياء ما كانت تخطر ببال أسرته، مثل قدرته على اصلاح بعض أبواب المنزل، وبعض الأدوات البسيطة.
    ولفت نظر أمامة اهتمام الترابي الطاغي بتداعيات الرفض الشعبي الفرنسي المصادقة على الدستور الأوروبي. وقالت إن الترابي يتابع مختلف القضايا، مؤكدة أنه يتابع قضية الصحفي السوداني محمد طه محمد أحمد الذي تنظر محكمة في الخرطوم في صحيفة اتهامه بالردة إثر نشره موضوعا لكاتب يدعى المقريزي تهجم من خلاله على الرسول صلى الله عليه وسلم.
    يشار إلى أن الترابي (72 عاما) كان أعتقل في مطلع أبريل 2004 ثانية بعد اقل من 6 اشهر على رفع الاقامة الجبرية عنه. وافرج عن الترابي المسؤول السابق في نظام الرئيس السوداني عمر البشير, في 13 اكتوبر/ تشرين الاول 2003 بعد حوالى 3 سنوات امضاها في الاعتقال ثم في الاقامة الجبرية. وتتهم الحكومة الترابي بـ"محاولة تقويض النظام واثارة الكراهية ضد الدولة والتحريض على التخريب واثارة الفتنة".

    نقلا عن العربية نت
                  

05-31-2007, 11:45 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    بدر الدين والترابي.. بعيدا عن حوار العضلات.
    ----------------------------------------------

    الاربعـاء 20 ربيـع الاول 1427 هـ 19 ابريل 2006 العدد 10004

    "الشـرق الاوسـط" اللنـدنية:

    .................................................................

    كان من بين المداخلات الإلكترونية على مقالي بازار «فتاوى» المنشور بتاريخ 12 ابريل 2006 مداخلة بقلم هاشم بدر الدين من كندا، ولما كان الموضوع يدور حول فتاوى الدكتور الترابي الأخيرة عن المرأة، فلقد استدعي اسم هاشم بدر الدين إلى الذاكرة حادثة تعود إلى عام 1993، حينما تناقلت وكالات الأنباء خبر تعرض الدكتور الترابي لاعتداء في مطار أوتاوا بكندا من قبل أحد السودانيين المقيمين هناك، وهو أحد الأبطال العالميين في رياضة الكاراتيه، واسمه هاشم بدر الدين، الذي أنكر في حينها أنه المبادر بالعنف، وأن رفاق الترابي هم الذين بادروه، وكيف أدى ذلك إلى إصابة الترابي في رأسه، وهي الضربة التي روج البعض على أثرها شائعة تأثيرها على قدرات الدكتور الترابي العقلية.. وقد تساءلت بيني وبين نفسي: هل يمكن أن يكون المعقب على المقال الأخ هاشم بدر الدين هو ذاته الذي تناقلت الوكالات اسمه مرتبطا بتلك الحادثة البعيدة والشهيرة؟!.. والأرجح انه هو ذاته هاشم بدر الدين، وان تلك الحادثة بهالتها وانتشارها ربما حولت هاشم بدر الدين من ذلك التاريخ البعيد من ملعب الكراتيه إلى ملعب السياسة، فلقد وجدت له لقاء صحافيا في صحيفة «الصحافة» السودانية أجري معه في نيروبي يوضح انخراطه في بحر السياسة حتى أذنيه، ويقول: (السياسة بالنسبة لي ليست مهنة ولا أنوي أن اتخذها كذلك وهي أيضا ليست هواية كما عند البعض، وإنما هي موقف اقتضته الظروف، وأنا لدي موقف سياسي طيلة حياتي وهو أني لا أرضى الظلم، لأننا نشأنا في بيوت لا تقبل القهر ومنذ صغرنا كانت جدتنا تقول لنا: إن جدودكم لم يأتوا إلى أم درمان هذه «كايسين» رزق وإنما جاءوها راكبين خيلا، وهم جاءوا لمحاربة الظلم، وعلى هذا الطريق قمنا نحن فلسنا مثل الحيوانات الأليفة همنا أن نأكل ونشرب ونتزوج ونتكاثر).

    وإذا كان حادث الاعتداء على الترابي في أتاوا قد حدث صدفة، كما يقول هاشم بدر الدين، فمن المتخيل أن الصدفة نفسها أيضا قد مكنت السياسة من القبض على بدر الدين، فظلت منذ ذلك التاريخ ممسكة بتلابيبه، خاصة أن أحبابنا السودانيين على الضفة الأخرى من البحر سياسيون بالفطرة، فلا يجتمع اثنان منهم إلا كانت السياسة ثالثتهما، فهم يحملون بين جوانحهم قلوبا جميلة حالمة بوطن أخضر تغني في صباحاته الطيور، وبالتالي فهم يخشون عليه من الرؤى المتصارعة ويخافون عليه من الحظوظ العواثر.

    ولأخي هاشم بدر الدين أقول: أسعدني أن يكون خلافك مع الترابي هذه المرة حضاريا بالكلمة كما فعلت في تعقيبك على موقع صحيفة «الشرق الأوسط» الإلكتروني قبل أيام لا بقبضة الكف كما فعلت في كندا، ولعلك تتفق معي أن قبضة الكلمة ـ إذا حالفها الحق ـ أقوى أثرا من قبضة المصارع، فاحتفظ بعضلاتك للحلبة وعقلك للحوار.. ودمت بخير.

    [email protected]

    -------------------------------------------------------------------------------

    التعليــقــــات :
    ----------------------

    جاد الله دفع،
    «المملكة العربية السعودية»، 19/04/2006

    تسعدني دائما عواطفك النبيلة تجاهنا كسودانيين . ولا غرابة أن يجمع الحب بين السوداني والسعودي وموج البحر حمال للمحبة .
    أما قولك إن السودانيين على الضفة الأخرى من البحر سياسيون بالفطرة، فلا يجتمع اثنان منهم إلا كانت السياسة ثالثتهما، فهم يحملون بين جوانحهم قلوبا جميلة حالمة بوطن أخضر تغني في صباحاته الطيور، وبالتالي فهم يخشون عليه من الرؤى المتصارعة ويخافون عليه من الحظوظ العواثر. فقد أصبت الحقيقة نعم لا يجتمع سودانيان إلا كانت السياسة أو الكرة ثالتهم. وأما حب السوداني لأرضه فهو مشغول بهذا الحب لدرجة الوله . فهو يحلم حقا بوطن آمن مستقر يعانق شماله جنوبه ويضم غربه شرقه. وما نخشاه نحن السودانيين هذه الايام أن نصطدم مع المجتمع الدولي فيفرض علينا حصارا سياسيا لا تحتمله البلاد ولا يقدر عليه العباد. أشكرك على هذا المقال الذي تدعو فيه إلى تغليب الحوار العاقل الحضاري واتمنى يستمع المعنيون إلى ندائك.


    عصمت الهاشمي -
    Sudan، «السودان»، 19/04/2006

    المقال في حد ذاته مقال جميل والشيء الذي أثار حفيظتي وأسعدني تلك الرؤية الإخراجية للموضوع والتناول الجاد له, ولقد أمن كاتبه على أن السودانيين سياسيون بفطرتهم وهذه أم الحقائق فلقد تعودنا نحن السودانيون على تناول شتى المواضيع السياسية في مجالسنا وتناولها دائما بشيء من الجدية والعقلانية ويشترك في ذلك كل الناس بمختلف ميولهم وألوانهم السياسية ومما يثير الانتباه في ذلك فإن جميع الناس أيضا عندما يتناقشون في الأمور السياسية كثيرا ما يحدوهم الأمل في أن يظل السودان قطرا آمنا ومستقرا لا سيما بعد أن تمت اتفاقية السلام التي أنهت حربا دامت لعقدين من الزمان, والأمل يحدونا أن ينتبه العقلاء وتحل الأزمة الحالية الا وهي أزمة دارفور والتي نتمنى لها أن ترى الحل في القريب العاجل, لكاتب المقال من الشكر أجزله ونتمنى لسوداننا عزة ومنعة وتقدما وأن يحفظه من المتربصين وعبث العابثين, والله الموفق لما فيه خير أمتنا ونحن السودانيون من أناس عمروا الأرض حيثما قطنوا.


    عــيـدروس عـبـذالرزاق جـبـوبـة،
    «المملكة المتحدة»، 19/04/2006

    ماشاء الله على الذاكرة الفولادية التي يتمتع بها الصحافي محمد صادق دياب، وخاصة في زمن يشكو فيه الناس من ضعف الذاكرة، فما السر يا ترى؟

    عاطف ابراهيم،
    «المملكة العربية السعودية»، 19/04/2006

    دائما ما تسحرنا بأسلوبك الجميل وآرائك الحيادية، وأفكارك الجميلة. دمت أستاذي محمد صادق قلما حراً نزيها.

    منال عثمان سلمان علي
    - جدة، «المملكة العربية السعودية»، 19/04/2006

    من الطرائف التي ارتبطت بحادثة ضرب الترابي في كندا، أن أجهزة الأمن في السودان وقتها وأثناء مشاركة الترابي نفسه في السلطة كانت لها قبضة حديدية على الشعب السوداني، كما كانت قاسية مع كل من تسول له نفسه الاقتراب من الخطوط الحمراء الكثيرة التي حددتها، ومن بينها الإساءة للمسؤولين ورجال السلطة، فاستغلت السودانيات حادثة (دقة) الترابي – السودانيون يقولون للضرب بالعامية : دقة – كما يسمون أيضاً تصميم أو نقش أساور الذهب (البناجر) دقة، فيقولون الدقة السعودية والدقة البحرينية والدقة الهندية ... وهكذا ، فكن يذهبن إلى محلات الذهب في السودان ويسألن بالفم المليان وبأعلى صوت: (لو سمحت عندك دقة الترابي)؟ دون أن يجرؤ أحد من رجال الأمن على مساءلتهن عن هذا التصرف القانوني المشروع في نظرهن، لأن المسألة هنا بيع وشراء وليست سياسة.


    السر خالد،
    «المملكة العربية السعودية»، 19/04/2006

    حتى بالنسبة لي فقد لفت نظري ورود اسم هاشم بدر الدين في إحدى المداخلات مع موضوع (بازار فتاوى) بحادثة أتاوا بكندا . والحقيقة أن هاشم بدر الدين هو اليوم ناشط سياسي في الشأن السوداني ولست ادري إن كانت البداية عقب حادثة أتاوا بكندا أم قبلها. وأتفق معك بأن لغة الحوار تختلف بين حلبة المصارع وخارجها.

    صبرية الهاشمي،
    «المملكة العربية السعودية»، 19/04/2006
    لعلي استطيع أن أضيف بأن هاشم بدر الدين معروف على نطاق واسع لدى السودانيين كبطل من أبطال رياضة الكارتيه قبل حادثة أتاوا ومنذ ذلك التاريخ وهو معروف أيضا كمشتغل بالهم السياسي حتى الآن.

    عبد الناصر احمد، «المملكة العربية السعودية»، 19/04/2006
    الأخ الكاتب القدير محمد صادق دياب تحية حب واحترام ، نشكرك على تعاطفك الدائم مع إخوانك السودانيين. نعم أخ محمد نحن شعب يغرق في السياسة من رأسه حتى أخمص قدميه لأن السوداني متأكد أن له وطن مليء بالخيرات تسرقه الخلافات بل أوكد لك أخ محمد أن في السودان تجد في البيت الواحد من هو إسلامي ومن هو علماني ومن هو بين بين لكنه شعب متسامح يترك خلافاته عند أول مناسبة أفراح أو أتراح .

    عبدالحكيم مصطفى،
    «المملكة العربية السعودية»، 19/04/2006

    ومن في السودان يا كاتبنا لا يتعاطى السياسة؟ فالسياسة خبز السودانيين وملحهم.

    علاء كنة،
    «المملكة العربية السعودية»، 19/04/2006

    لك التحية الكتاب المرهف محمد صادق دياب معروف عن الشعب السوداني حبه وولعه للكتابة والسياسة ، وحسن الترابي كان له إحترامه وسط السودانيين عامة والإسلاميين خاصة ولكن يظهر انه بدأ في تفصيل الفتاوى على مزاجه وهي عيبة في حقه لان الشعب السودان لا يتحمل ذنبه فيجب حسابه في الدنيا من قبل الحكومة وفي الاخرة له رب كفيل بحسابه ونسأل الله له الهداية والغفران.
    وفي الخنام لك الشكر الجزيل

    علاء كنة
    سوداني مقيم في المملكة العربية السعودية

    كمال فضل الله،
    «قبرص»، 19/04/2006

    الأخ محمد صادق دياب لك التحية والتقدير ، أعجبني مقالك وتعليقك على مداخلة هاشم بدرالدين وأعجبت أكثر من توجيهك له بأن يستخدم فكره ومنطقه بدلا من عضلاته، والحقيقة التي لا أشك فيها أن بدرالدين قد تسبب في خلل ربما يكون وأتمنى أن يكون ما يمر به الترابي من تهجم على ثوابت الدين بسبب تلك الحادثة ولا يكون ما يقوله ناتج من قناعات فقهية وفكرية. أما عن حب السودانيين للسياسة ولوطنهم كحبهم للكورة حب بدون عمل يثبت هذا الحب فهم كما قال أحد الظرفاء يحبون السياسة وما عندهم سياسة ويحبون الكورة وماعندهم كورة.

    علي بركات،
    «السودان»، 19/04/2006

    نشكرك على مقالك الحر. كنت أحسبك سودانيا وذلك لمعلوماتك الكثيرة عن السودان وبصراحة أول مقال أقرأه لك وما أظنك إلا من شرفاء القلم الحر. دمتم ودامت أقلامكم شرفاء القلم الحر.

    د. هشام النشواتي
    ,CA، «المملكة العربية السعودية»، 19/04/2006

    مقال رائع ودعوة الى اللاعنف لا تقدر بثمن. ثم إن الترابي أصابه الخلل عندما دعم الإنقلاب العسكري بإسم الاسلام وهو في الحقيقة أساء الى الإسلام وللشعب السوداني الطيب.

    هاشم بدرالدين،
    كندا، «كندا»، 19/04/2006

    أجزل الشكر للأستاذ محمد صادق دياب على مقاله، وللشرق الأوسط صحيفتنا الأولى التى تولى إهتماماً للشأن السودانى يفوق إهتمامها بشئون أى قطر آخر. فلا عجب أنها مُنعت من دخول السودان على يد من عجزوا عن الحجة فآثروا البطش والقمع.
    وقد كان مراسلو الشرق الأوسط فى السودان نزلاء دائمين فى سجون الأمن وما يعرف ببيوت الأشباح، أولهم كمال حامد فى عام 1991، والذى قادت الصحيفة، مشكورة، حملة قوية من أجل إطلاق سراحه، وآخرهم محمد عبدالسيد قبل ست أعوام، والذى كتبت الشرق الأوسط أنه تعرض للتعذيب. كل ذلك لأنهم تجرأوا على نقل حقيقة ما يحدث فى السودان، ولأن الشرق الأوسط تعلم أن قرائها السودانيون لا يقبلوا بشئ أقل من الحقيقة.
    إن ما حدث للترابى فى كندا لم يكن بالنسبة لى بداية إنغماس فى السياسة، إنما جاء بسبب الإنغماس فى السياسة ومعارضة الدكتاتورية، التى فعلت ما فعلت، ونسبت ذلك للدين، والدين منه براء.
    نحمد الله الذى أمد فى عمر الترابى حتى عرف الناس حقيقته. فقد حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أناس يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. وقد قال تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الالباب).
    [email protected]

                  

05-31-2007, 12:56 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    دراما وتاريخ الصراع بين الترابي والبشير.
    ---------------------------------------------
    10-10-2005,


    منتــــــــــديات ســودانيــــــات >:
    منتـــــــــدى الحـــــوار:


    ......................................

    ـ طفح الصراع بين الحبيس والرئيس الى العلن في عام 1998 م ،
    بعد ان تسرب خبر صغير يفيد بان الترابي سيستقيل من منصبه كرئيس للمجلس الوطني ،
    استعدادا لتولي امانة الحزب الحاكم . بمفهوم تحول الانقاذ من وضع حزب الحكومة الى حكومة الحزب .

    ـ في فبراير 1998م تم انتخاب الترابي للمنصب الجديد .
    بعد ثلاثة ايام من هذه الخطوة لقي نائب الرئيس الزبير مصرعه في تحطم طائرة ولازالت الاسباب مجهولة .

    ـ رفع الحزب الحاكم ثلاثة اسماء للبشير ليختار من بينها نائب اول ، وهم حسن الترابي ، وعلي عثمان ، وعلي الحاج .


    ـ البشير اختار علي عثمان !!

    ـ الترابي اعتبر اختيار تلميذه لهذا المنصب رفض له .


    ـ وبدأ يتحرك لاستعادة سطوته التي بدأت تخبو !!


    ـ في العاشر من ديسمبر فاجأ عشرة من قيادات المؤتمر اجتماع الحزب الحاكم بمذكرة تحدثت عن هيمنة الترابي وطالبت بلجم صلاحياته .
    ابرز الموقعين على المذكرة :
    غازي ونافع ، وسيد الخطيب ، وابراهيم احمد عمر


    ـ غضب عارم من عراب الاسلامويين الذي قرر العودة الى رئاسة البرلمان مرة اخرى !!

    ـ جمع انصاره بصورة درامية وعاد للبرلمان رئيسا وعزم على منازلة البشير في معركة طويلة .

    ـ وجه المؤتمر ضربة قوية للبشير وطرد من صفوفه الموقعين على المذكرة الشهيرة .

    ـ ظل الترابي يلاحق الحكومة ووزراء البشير بالاستدعاء المتكرر وفتح الملفات الساخنة مثل طريق الانقاذ الغربي وملف محاليل " كور " .

    ـ واشتعلت المعركة بعد قرار برلمان الترابي انتخاب الولاة بدلا من اختيارهم بواسطة الرئيس .

    ـ وطفح الكيل بعد قرار استحداث منصب لرئيس الوزراء !!

    ـ البشير يتدخل بعنف واصدر ما عرف بقرارات الرابع من رمضان وقرر :
    * حل البرلمان
    * اقصاء الترابي
    * تجميد مواد في الدستور تتعلق بالولاة

    ـ الترابي حاول الطعن في قرارات البشير لكن المحكمة الدستورية وقفت بجانب البشير !!

    ـ البشير يجتمع بانصاره بتدبير من علي عثمان فيما عرف بنفرة رمضان الكبرى !!

    ـ شن البشير اعنف هجوم على الترابي واتهمة في العلن بانه يعمل على اسقاط الحكومة .

    ـ ثم اصدر البشير ما يلي :
    * حل الامانة العامة لحزب المؤتمر
    * الحد من حركة الترابي
    * انتخاب ابراهيم احمد عمر رئيسا لمجلس الشورى
    ـ رد الترابي واعلن تشكيل حزب مواز باسم " المؤتمر الشعبي "
    بعدها حلت الفوضى في صفوف الاسلامويين لوقت طويل .

    ـ وصعد البشير عداءه السافر للترابي وظل الشيخ حبيسا متنقلا بين المنشية وكافوري .

    ـ وتم اطلاق سراح الشيخ الحبيس

    لكن الجبهة الاسلامية واصلت التشظي وتمرغت سمعتها في التراب
    بعد ان تمادى اعضاءها في نهب وسرقة المال العام والخاص !!!
                  

05-31-2007, 08:45 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)


    البشير يهدد بقطع رأس الترابي بتهمة التدبير للمحاولة الانقلابية في السودان.
    ----------------------------------------------------------------------
    سودانيز اون لاين:

    http://www.sudaneseonline.com

    9/27 12:12am

    هدد الرئيس السوداني عمر البشير بـ«قطع رأس» الدكتور حسن عبد الله الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض المعتقل منذ مارس (آذار) الماضي، بعد ان اعتبره المدبر المباشر للمحاولة الانقلابية التي كشفت حكومته عن احباطها الجمعة الماضية قبل تنفيذها.
    واشترط البشير لعودة حزب الترابي الشعبي لممارسة نشاطه السياسي في البلاد ان يصدر بيانا يعزل فيه الترابي عن قيادة الحزب بعد ادانته، قبل ان يصف المحاولة بانها «رخيصة وقبيحة ودنيئة».
    وجاءت الحملة التصعيدية للبشير امس ضد الترابي وحزبه اثناء لقاء له مع رؤساء النقابات والفاعليات السياسية ورؤساء تحرير الصحف السودانية في مجلس الوزراء. وقال البشير «ان الترابي ضالع بشكل مباشر في التخطيط للمحاولة الانقلابية الاخيرة»، واضاف «ان كثيرا من قيادات الشعبي لا تعرف عن المحاولة شيئا»، ومضى «ان الترابي الذي نعرفه دائما لا يخطر الا شخصا واحدا من انصاره باللمسات الاخيرة للحدث المحدد». وحسب البشير فان اللمسات الاخيرة للمحاولة الانقلابية وقف عليها الترابي بنفسه عندما كان طريح الفراش في مستشفى «ساهرون» التي نقل اليها من المعتقل الشهر الماضي، بعد ان اعتبر خروج الترابي الى المستشفى كان ادعاء منه حتى يجد الفرصة للتخطيط ووضع اللمسات الاخيرة للمحاولة التخريبية. وقال «اما اعلان العزلة عندما نقل من المستشفى الى منزل في ضاحية كافوري الفاخر بالخرطوم بحري فكان تمويها منه حتى اذا وقعت المحاولة يقال بانه لا علاقة له بها وهو في العزلة».
    وصعد البشير من هجومه على الترابي حين قال «ان الترابي نحبه ونقدره ونحترمه وكدنا نقول في يوم من الايام لا إله إلا الله ومحمد رسول الله والترابي ولي الله... ولكن العمل مع الناس والاحتكاك بهم يكشف معادن الرجال»، واضاف ان «المحاولة التخريبية اسلوب رخيص وقبيح ودنيء»، وشدد على ان «كل هذا العمل مسؤولية الترابي».
    وهدد البشير بقطع رأس الترابي حين قال «انا اذا اصدرت قرارا بقطع رأسه افعلها وانا مطمئن لله سبحانه وتعالى... ولكن نحن انشأنا اجهزة ونريدها ان تعمل»، ونوه الى ان بعض قيادات الشعبي اعتقلت وهي لا تعرف شيئا عن الاعتقال وان اخرين اعتقلوا احترازيا واخرين للتمويه وهناك من اعتقل للحماية. واشترط البشير للسماح للشعبي بممارسة نشاطه «بأن يصدر بيانا يدين فيه الترابي ويعزله عن قيادة الحزب»، وقال «حينها سنسلمهم الدور اليوم قبل الغد»، وشدد «ان اي حوار او حديث مع الشعبي من دون اتخاذ هذه الخطوة يعتبر خيانة للامانة». وطبقا للرئيس السوداني فان نائب الترابي في الشعبي عبد الله حسن احمد متأكد من ان الترابي هو الذي رتب العملية.
    ووصف البشير حديث الترابي وحزبه عن التهميش بالمزايدة، وتساءل: «لماذا لم يتحدثوا عن التهميش والكتاب الاسود عندما كانوا معنا في السلطة في حتى العام 1999». من ناحيته، تعهد علي عثمان محمد طه النائب الاول للرئيس السوداني بإقامة الحق كاملاً على كل من يثبت تورطه في المحاولة التخريبية التي استهدفت العاصمة واحبطتها السلطات الامنية الجمعة الماضي، وقال: «سنحاكمهم بذات القوانين التي شرعوها ولن نسن قانوناً جديداً اجرائياً كان أو موضوعياً ولن نأخذ بريئاً بجريرة مذنب ولكن المذنب سنقيم عليه الحق كاملاً». ونفى طه بشدة ان يكون التآمر الذي تم يندرج تحت لافتة صراع الاسلاميين، مؤكداً انتهاء هذا الصراع وحسمه ووصفه بانه صراع عرض أمن البلاد واستقرارها للخطر واصبح صراعا بين الطرف الذي خطط لادارته والمواطنين كافة.
    وحذر طه في جلسة طارئة لمجلس الوزراء السوداني حول المحاولة الانقلابية من استغلال ما تم الاتفاق عليه في بروتوكولات نيفاشا الستة كأجندة سياسية لاية طرف من الاطراف. وقال هذه دعوة لاهل الجنوب ليفرقوا بين حقوقهم التي اعترفنا بها وسجلناها وتبنيناها ووقعنا عليها في بروتوكولات السلام وبين ان تصبح تلك الحقوق مطية وركوباً لتحقيق اجندة وطموح سياسي لهذا الطرف أو ذاك.
    واكد استمرار الحكومة في الحوار مع القوى السياسية المعارضة والدفع بالعملية الديمقراطية الى الامام بقوله «الصبر والمصابرة تؤدي لاخواننا في الوطن حقهم، بأن يكون لهم الرأي وفي ان نعترف بهم في كيانات نظمناها بالقانون ونتحاور معهم الآن لتطوير تلك الادوات القانونية في الاطار السياسي».
    وشدد طه على ان الحكومة عازمة على اكمال الحوار مع التجمع الوطني المعارض اضافة لمجموعات شرق السودان واعداً اهل دارفور الذين استغلت قضيتهم فيما جرى من تآمر استهدفت به العاصمة القومية بمنحهم حقهم الكامل.

    اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com[/B]
                  

06-01-2007, 09:46 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)

    الترابي يفتي بعدم شرعية عقوبة الرجم في جريمة الزنى للمتزوجين.
    ---------------------------------------------------------

    دبي - العربية .نت

    اسم الكاتب : جميع الحقوق محفوظة لموقع "الأقباط متحدون ".

    17/03/2007

    نفى إنكاره للحجاب وقال إن شهادة المرأة العالمة بأربعة رجال جاهلين.
    -----------------------------------------------------------------
    أفتى الدكتور حسن عبد الله الترابي، الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض في السودان بعدم شرعية "عقوبة الرجم" في جريمة الزنى للمتزوجين وغيرهم، وذلك في رأي فقهي جديد قد يثير جدلا على الساحة الدينية.
    وقال الترابي في ندوة بشمال السودان إن الرجم من شريعة اليهود، وإن عقوبة الزنى حسب الشريعة الإسلامية هي "الجلد فقط"، وقال إن الرجم لا محل له في الدين الإسلامي، وذكر أن ما طبق منه في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم كان قبل نزول التشريع بشأن الزنى، بحسب ما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية السبت 17-3-2007.
    لكن الزعيم السوداني الذي ظل خلال العامين الماضيين يفتي في شتى القضايا الدينية متى ما سنحت له الفرصة، قال إن ما يطرحه ليس فتاوى ولكنه آراء.
    وأضاف أن شهادة المرأة العالمة تعدل شهادة أربعة رجال جاهلين، ونفى بشدة ما نسب إليه بشأن إنكاره للحجاب، وقال إنه تناول الكلمة في سياقها اللغوي بمعنى الستار. وأوضح أن الحجاب (النقاب الكامل) قصدت به نساء الرسول فقط، وذكر أن حجاب المؤمنات المعني في القرآن الكريم يقضي بظهور الوجه والكفين.
    وقطع الزعيم الاسلامي السوداني بأنه لا توجد مرجعية في الدين الإسلامي غير القرآن الكريم، وقال إن "السنن يمكن أن تجدد". وقال: "لا يوجد فقيه، فكلنا فقهاء في كل العلوم، وليس هناك علماء، فكل الناس علماء ومجتهدون، ولا توجد شروط للمجتهد".
    وأثار الترابي خلال الآونة الأخيرة جدلا حادا بعد فتوى له بجواز زواج المرأة المسلمة من رجل مسيحي. وكانت هيئة علماء السودان قد طالبت العام الماضي باستتابة الترابي واعتبرته "مارقا وزنديقا"، بعدما أعلن أن "لا مانع لديه في أن تؤول رئاسة السودان إلى مسيحي أو امرأة طالما كان من يتسلم المنصب عادلاً ونزيهاً".


                  

06-01-2007, 09:57 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 25 مـايـو 1992: فـي الذكـري الـخـامسة عشــر عـلي (عـلـقـة)الـترابي في كـنـدا!!! (Re: بكري الصايغ)



    الترابى لا يرى تعارضا بين نظرية داروين والنص القرآني.

    و 47% من زوار موقع العربية يؤيدون رأي الترابي بزواج مسلمة من كتابي.
    -------------------------------------------------------------------

    دبي - العربية.نت:

    April, 2006:
    _________________

    رأى 47,05% من زوار موقع "العربية.نت" أن آراء الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي حول إباحة زواج المسلمة من كتابي، مقبولة ويمكن العمل بها. فيما رفض 50,92% من القراء الذين شاركوا في الاستفتاء هذه الآراء. وقال 2,04% من جملة 15266 شاركوا في التصويت، إنها تصلح للأقليات الإسلامية فقط.

    ويبدو أن الآراء الفقهية "الجديدة" والمثيرة للجدل، التي أطلقها الترابي والمفكر الإسلامي المصري جمال البنا، حول عدد من القضايا، بشأن إمامة المرأة، وجواز اقترانها بمسيحي أو يهودي، باتت تجد قبولا أكبر داخل المجتمعات الإسلامية، على الرغم من المعارضة الشديدة التي تجدها من قبل آخرين.

    وتباينت ردات الفعل داخل وخارج السودان حول الآراء الفقهية المثيرة للجدل التي كان قد أطلقها لدى مشاركته في ندوة سياسية في مقر حزب الأمة (الاصلاح والتجديد) الذي يقوده مبارك الفاضل في أم درمان.

    ويرى منتقدو الترابي أن فتاواه لا تخلو من "أغراض سياسية" داخلية وخارجية، فيما يعتبرها أنصاره مواقف جريئة، ينبغي لمن يريد نقدها أن يتسلح بالقدرة على الحوار. وزاد بعضهم بالقول إن الآخرين ليست لهم القدرة على مواجهة هذه الآراء بنصوص دينية تخالفها. وبلغت الآراء المنتقدة لفتاواه حد تكفيره، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الثلاثاء 18-4-2006.

    واتهمه آخرون بالسعى إلى تسويق نفسه للغرب في وجه جديد يبعد عنه تهمة "الشيخ الإرهابي"، عوضا عن الزندقة، وأنه يسعى لمحاكمة النصوص بصورة لا تمت الى الاجتهاد بصلة.

    أما الترابي، فبعد أن أطلق آراءه حول إمامة المرأة وزواجها من مسيحي أو يهودي، وأن شهادتها تعادل شهادة الرجل، اكتفى بالقول بأن من يرى خلاف ما افتى به، عليه ان يأتي بالحديث والسنة قبل ان يطلق الاتهامات التي لا تمت الى الاجتهاد في شيء.

    ووصف من يحرم ذلك بأنه مجرد "أقاويل وتخرصات وأوهام وتضليل"، الهدف منها جر المرأة إلى الوراء، وقال إن "التخرصات والأباطيل التي تمنع زواج المرأة المسلمة من الكتابي، لا أساس لها من الدين، ولا تقوم على ساق من الشرع الحنيف". وأضاف "وما تلك إلا مجرد أوهام وتضليل وتجهيل وإغلاق وتحنيط وخدع للعقول، الإسلام منها براء".


    فتاوى مثيرة للجدل

    وحسب الترابي فإن من حق المرأة المسلمة، أن تؤم الرجال وتتقدم الصفوف للصلاة، إذا كانت أكثر علما وفقها في الدين من الرجال، وشدد على أن الإسلام لم يحرم أو يمنع إمامة المرأة وتقدمها للرجال في الصفوف، وضرب مثلا بالسيدة عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، التي كانت اكثر فقها وعلما من الرجال. وأجاز الترابي كذلك الصلاة المختلطة بين الرجال والنساء، شريطة التباعد وعدم الاحتكاك.

    ولم تتوقف فتاوى الترابي عند هذا الحد حول موضوع المرأة، إذ كان قد أفتى بأن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما وتوازيه بناء على هذا الأمر، بل أحيانا تكون أفضل منه وأعلم وأقوى منه، ونفى أن شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد، وقال "ليس ذلك من الدين أو الإسلام، بل هي مجرد أوهام وأباطيل وتدليس أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية، التي لا تمت للإسلام في شيء".

    وتحدى الترابي في هذا الخصوص "من يثبت صحة كل تلك الأباطيل أو يأتي بما يؤكدها من الكتاب والسنة".

    وانبرى كثيرون للرد على الترابي في ما أفتى به. وأصدرت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة وهي من تجمع للسلفيين في السودان، بياناً قالت فيه "هذا شأن الترابي في جميع المراحل السابقة، ومن قبل ضرب على رأسه في كندا (في اشارة الى تعرضه للضرب من بطل الكاراتيه السوداني هاشم بدر الدين في كندا العام 1992) ومن بعد ذلك، فليس هو المعتوه والمجنون فيما يزعمه ويعتز به، ولا هو الجاهل فيما يهرب به ويستبح، ولكنه في كل حين يتمطي ظهر التيه، ومبرهنا على الغي الموفي به الى الزندقة".

    وقالت الرابطة إن الترابي في حقيقته داعية إلى غير دين الإسلام، ودعت "المعجبين به عن جهالة الى قراءة متأنية لأفكاره والوقوف بعناية على تصريحاته".

    وقال الدكتور يوسف الكوده، القيادي في جماعة انصار السنة المحمدية السلفية في السودان إن الترابي يجتهد في مقابل النصوص "وهذا مرفوض"، وأضاف "كل فتاواه الأخيرة باطلة".

    وقال الشيخ عبد الجليل الكاروري، القيادى البارز في الحركة الإسلامية في السودان وهو موال للرئيس البشير، إن الترابي "يفتي في ما لا يحقق مصالح الأمة الاسلامية بل يحقق مصالح الأعداء، يريد أن يقول لهم إنه لا علاقة له بتهمة الإرهاب التي يدمغونه بها".

    ويرى الكاروري إن الترابي بفتاواه هذه "يسعى الى تحقيق دور آخر له في مقبل الأيام، ولكنه بذلك يسبب احراجا اجتماعيا".

    وفي مقابل الهجوم الخارجي والداخلي على الفتاوى التي أطلقها أخيراً انبرى أنصار الترابي للدفاع عنه. و قال ياسين عمر الإمام، أحد شيوخ الحركة الإسلامية والمؤسسين لها، إن الترابي يطلق آراء دينية وفتاوى جريئة ومن يرد عليه يجب ان يستخدم لغة الحوار معه.

    وتحدى الإمام منتقدي الترابي أن يعرضوا الاسانيد والأدلة من القرآن والسنة "بدلا عن خطف الكلام والتكفير بدون وجه حق".

    وأضاف الإمام أن الترابي "يتصدى لعلماء النصوص التقليدية، العلماء الذين دخلوا نفق النصوص الفقهية ولم يخرجوا منها ابدا رغم تطور وحركة الحياة والظروف". وهاجم الإمام الذين يدعون إلى تقديم الترابي للمحاكمة بتهمة الردة، وقال "هؤلاء جهلة يهربون من محاورته ويخشون ان يقولوا للحاكم انت ظالم، هم الاولى ان يحاربوا اليهود الذين يقتلون الابرياء، ويواجهون أميركا التي تقتل الآن العراقيين".

    ومثل العديد من انصار الترابي يتحدى الإمام من يهددون الترابي باباحة دمه، ويقول "ها هو فليأتون لقتله، فان حياته اصلا معرضة للخطر لانه يريد أن يقول الحق في الدين وفقا للاحكام والظروف ومستجدات الحياة وفك جمود التقليديين".


    الإنسان أصله قرد.. والرقص ليس حراما

    ويرى الدكتور الطيب زين العابدين، القيادي الإسلامي البارز في السودان، ان فتاوى الترابي "لا تخلو من أغراض سياسية داخلية وخارجية، فهي تبدو متعجلة ترتبط بالمناسبات".

    ويتفق زين العابدين مع القائلين بانها "جرأة قديمة من الترابي لإحراج علماء الدين الذين يعتقد انهم لا يسايرون حركة الحياة والتي تطالب المسلمين بإعادة النظر في بعض مقولاتهم ويريد أن يقول إن انقطاع تطبيق الإسلام في حياة الناس جعل بعض الفتاوى قديمة".

    ويشير علماء الدين الذين ينتقدون الترابي إلى كثير من فتاواه المثيرة للجدل مثل استباحته الارتداد عن الإسلام، وإنكاره إقامة الحد على المرتد، ورأيه في هذا الخصوص ان من حق أي مواطن في دولة الاسلام تغيير دينه. كذلك يشيرون إلى أن الترابي أجاز قيام ما وصفه بجبهة أهل الايمان التي تضم "المسلمين والنصارى واليهود"، وقوله "اعتقد إن النصراني أقرب إلي ممن ينافقني ويدعي الإسلام"، وأن "النصارى ما هم كفار وهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، والمسلم ممكن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض".

    ويعتبر الترابي أن الرقص والغناء والموسيقى قسم من أقسام التوحيد والعقيدة الإسلامية حيث يقول إن "فقه العقيدة الموروث الذي نشأ عليه يجعل الفن شعبة من شعاب ايماننا وتوحيدنا ويهيبنا لأن نتذكر الله بالجمال وصنعه ونعبده من خلاله".

    ويضيف أن "الرقص تعبير جميل يصور معنى خاصا بما تنطوي عليه النفس البشرية... ولا ننكر ان في الغرب رقصا يعبر عن معان أخرى كريمة".

    كما يؤيد الترابي أن الإنسان أصله قرد وأن نظرية داروين لا تعارض القرآن الكريم، ويقول في هذا الشأن "لا أرى تعارضا في القول بإن الإنسان أصله قرد مع النص القراني".

    وأفتى أيضاً أن الخمور لا تكون جريمة إلا اذا تحولت الى عدوان، ودعا الى الاختلاط بين النساء والرجال، ويقول في هذا الشأن "إن عزل الرجال عن النساء يضر بالمجتمع وينشر فيه الرجس وعدم الطهر".
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de