وافر التقدير. صدقت، أخي معتصم، الكوكبة المشار إليها من الممثّّلين المصريين المشهورين في مبتدر الخيط السايبيري الذي إفترعه الأخ الكريم هاشم نوريت، تعتنق جميعها الدين الإسلامي الحنيف. و حسبما أوردت الأخت تراجي مصطفي، ينتمي الفنّان الكوميدي القدير: جورج سيّدهم، و الممثّلة البارعة: هالة صدقي الي طائفة الأقباط المسيحيّة. بيد أنّ الموضوع المطروح دقيق و يستحق المعالجة. في تقديري أنّ الإجابة الصادقة علي تساؤل الأخ هاشم نوريت لا تحتمل الحكم النفقيّ الضيّق: أبيص و أسود. و الموهبة الفنيّة الخلآقة و القدرات الحرفيّّةالعاليّة لا ديانة لهما من جانبي الإلهام و التلقّي و تفرضان نفسيهما علي المتلقّي الصادق من حيث لا يحتسب. فأنت مثلا حينما تشاهد الممثّل البارع جميل راتب علي الشاشة الصغيرة و هو يؤدّي دورا نمطيّا شرّّيرا، و الممثّلة القديرة أمينة زرق وهي تؤدي دور الأم الرءوم المعلوب علي أمرها قد تنسجم مع كليهما: حد الحنق و الغيظ في المثال الأوّل و الاسي و البكاء في المثال الثاني. و لن يغشي سريرتك الصافية لحظة الإنسجام التلقائي الصادق مع أدائهماالبارع خاطر عابر أنّ الممثّل الأوّل قبطي المعتقد وأنّ الاّخر مسلم. هذا علي مستوي الجمهور الصادق المتلقي للعمل الفنّي. و علي مستوي العلاقات العامّة بين المشتغلين بالعمل الدرامي فإنّ الموهبة الفنيّة الحقّة تفرض ذاتها علي الجمهور المتلقي و تجبره علي السعي الكثيف نحو دور العرض السينمائي أو الإنتباه الطويل أمام الشاشة البلوريّة لمشاهدة ممثل/ت/هم المفضّل/ة، بغضّ النظر عن هويته/ا العرقيّة أو معتقده/ا. و طبقا لذلك فإنّ الطلب يزداد علي أولئك الممثّلين/ الممثّلات البارعات، وبالتالي ترتفع أجورهم/ن. و بشكل عام فإنّ الإتجاه الغالب علي المشتغلين بالعمل الدرامي هو الليبراليّة، كما هو الحال في هوليوود و مصر. و من النادر بالتالي أن يتعرّض الممثّلين المقتدرين المنتمين لطائفة الأقباط في مصر، مثلا، للظلم المهني أو العنصريّة. و العمل الدرامي في أساسه تسويق للفانتازيا. قد تدخل المؤثّرات الجانبيّة والفنيّة، علاوة علي التقنيّة العلمية، في عملة الصناعة الدراميّة، لكن المعروض النهائي هو الفانتازيا. و الفانتازيا تخاطب الحواس و المشاعر بشكل كبير، و لحدّما العقل. و لا يلعب المعتقد الروحي للممثّل السينمائي أو التلفزيوني خارج إطار العمل الدرامي دورا ذا بال في عملية تسويق الفانتازيا. العنصر الأساسي الذي يضمن النجاح و التلقّي الممتاز للعمل الدرامي هو الدرجة العاليه لبضاعة الفانتازيا بمكوناتها المتعدّدة، خلا المعتقد الروحي. و لا يمكننا أن ننسي أنّ صناعة السينما العربية التي إنبثقت من دولة مصر، كان يقف ورائها جورج أبيض ، و هو مسيحي عربي من دولة لبنان الشقيقة. و الرواد الأوائل في صناعة السينما المصرية، بشكل عام، علي مستويات الإخراج، الإنتاج، و التمثيل كان يتصدّرهم إخوة و أخوات مسيحيّات عرب، بمختلف طوائفهم، كجورج أبيض، رمسيس، عزيزة راشد، ليلي مراد، الخ....... و كمثال علي نجمات الصف الأول في مصر هناك نادية لطفي، شويكار، لبلبة, و هالة صدقي،...... الخ. وفي المقابل نجد أمثلة قليلة لممثلين أقباط في السينما المصري في الصف الأول، و نجدهم في الغالب يتركزون في مجال الكوميديا، كيونس شلبي، ولحدّ ما جورج سيّدهم، و من الممثلات القبطيات اللاتي حظين بأدوار البطولة الكبري أحيانا هناك الممثلة الكوميدية القديرة: إسعاد يونس. و هناك طاهرة زواج بعض الممثلات المسيحيات العرب في الصف الأول من ممثلين مسلمين في الصف الأول، كحالة زواج لبلبة من حسن يوسف التي عمّرت طويلا، و انتهت بالأنفصال،والعكس غير صحيح. و هناك جوانب أخري في الموضوع يمنعني الحياء من التعرض لها.
والله من وراء الغرض
طارق الفزاري ود زينب
حاولت و فشلت في جعل المساخة المشغورة بالكتابة في هذا الخيط السايبيري تقارب المساحة المتاحة في هذا المسطّح الكتابي
و تبقي في النهاية حقيقة كبري لا مناص من ذكرها: و هي أنّ النجوم السينمائيين الذكورالعرب أصحاب الأدوار الأولي، أعني الصف الأوّل، يغلب فيهم الأنتماء للعقيدة الاسلاميّة. و لعلّ مرد ذلك للطبيعة العقدية للشخصيات التي يؤدّونها. و لا غرابة في ذلك. فالمسلمون يمثلأون النسبة السكانية العظمي في كل البلاد العربية، و لا نستثني في ذلك دولة لبنان الشقيقة عينها، ذات الأقلية المسيحية الكبري بين الدول العربية الأخري. و لتحقيق المصداقية في العمل الدرامي ، فانك تري المخرجين يسندون أدوار البطولة لنجوم سينمائية من الصف الأول يدينون بالمعتقد الإسلامي، إذا كان الدور البطولي من العنصر النسائي يلعبه ممثلات يتطلب دورهن الدراني أن يكن مسلمات، و لريما تتردّد بعض المثلات المسلمات في لعب أدار غرامية قبالة ممثلين يدينوب المسيحيّة. و من الجانب الاّخر، نجد أنّ الممثلات المصريات القبطيات لا يتحرّجن ، بل يرحبن بحراة في أداء أدوار غرامية قبالة ممثلين مسلمين، أو تلك التي تتطلب أن تكون شخصيتها النسائية أن تكون إسلامية المعتقد. بشكل عام، فان الممثلات القبطيات في الأدروار الأولي يجدن رواجا و شهرة أكبر من رصفائهم الذكور الأقباط في جمهورية مصر العربيةز وتلك ظاهرة تستدعي الدراسة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة