ماهو السر وراء لقاء المشير والامام والشيخ والاستاذ ونائب مولانا والرفيق

Quote: لم يكن متوقعا ان يحضر الرئيس عمر البشير وليمة عشاء دعا لها المشير عبدالرحمن سوار الدهب رئيس هيئة جمع الصف الوطني علي شرف نهاية تقرير اللجنة ، علي الاقل هذا ما كان واضحا لقيادات الاحزاب حتي الخامسة من مساء امس الاول ، وحسب البرنامج المعلن لها فان المؤتمر الوطني كان سيمثل بالدكتور نافع علي نافع نائب رئيس الحزب للشؤون السياسية والتنظيمية والدكتور مصطفي عثمان رئيس الدائرة السياسية ، لكن الجميع تفاجأ بحضور البشير الي منزل سوار الدهب حيث كان كل شئ معدا بصورة جيدة «عشاء فاخر من فندق هيلتون واشكال متنوعة من التحلية الجيدة ومائدة رئيسية جلس عليها كل من البشير ومحمد ابراهيم نقد والصادق المهدي واحمد الميرغني ومحمد هاشم الهدية والدكتور الترابي »، وعندما سألت سكرتير الحزب الشيوعي نقد امس بمكتب الحزب بدا مازحا بقوله «كان من المفترض ان تبدأ بسؤال البشير ثم سوار الدهب فالترابي والصادق المهدي ثم تأتي لتسألني ؟وترك هذا الترتيب لفطنة القارئ ليعرف ما يدل اليه .لكن بغض النظر عن الترتيب فالحكاية لها ما بعدها حيث ينتظر ان تتسلم الاحزاب الوثيقة النهائية لجمع الصف الوطني بالثلاثاء القادم ووفق مصادر تحدثت مع «الصحافة» امس ان وليمة العشاء السياسي كانت احتفائية فقط يراد بها اشعار الاحزاب وشكرها علي تعاونها مع اللجنة ومن ثم سيعلن يوم الثلاثاء ما تم التوصل اليه في تصور اللجنة النهائى ، كل ما هناك ان الحكومة ابدت بحضور البشير لمأدبة العشاء اهتماما استثنائيا بمشروع جمع الصف الوطني ، لكن كيف يترجم هذا المشروع في برامج عملية ، سؤال متروك للايام القادمة ، وبرؤية الاحزاب نفسها فان هناك مقدمات ضرورية يجب ان تفضي الي الوفاق كنتيجة وبمنتهي الوضوح يسمي سكرتير الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد هذه المقدمات في نقطتين جوهريتين هما «الغاء كافة القوانين المقيدة للحريات ...ورفع اية وصاية من قبل الشريكين علي العملية السياسية والقضايا الوطنية » ويعتقد نقد انه بدون هاتين النقطتين لن يتحقق الوفاق الوطني وبالتالي فان تحقيق ذلك يتطلب ايضا تحركا سياسيا في طريقين، الاول «الضغط السياسي من المعارضة، وثانيا الاستجابة الفورية من الحكومة »، واذ يبدو ان المقدمة والقوة الدافعة لها فيها كثير من الصعوبة فان مأدبة عشاء سوار الدهب يجب ان تخرج من جلسة المجاملات الاجتماعية. كان السؤال الي نقد يبدو حاملا معه بعض التطمينات الضرورية لمعرفة مصير مبادرة وطنية تتفق الاحزاب علي انها «مهنية وفيها قدر من النزاهة والروح الوطنية » عن الجو الذي تداولت فيه قيادات الاحزاب امس الاول حيث كانت المائدة الرئيسية مميزة بحسب من حضروا ذلك اللقاء فقد كان الترابي هو الاكثر تحدثا في المائدة ودار الحديث عن موضوعات عامة حيث سنحت الفرصة لكل شخص ان يتحدث عن اهتماماته حيث تحدث احمد عبد الرحمن مثلا عن تجربته في السعودية، وكان محمد هاشم الهدية رئيس جماعة انصار السنة يتحدث عن تجربة الدعوة الاسلامية في الجنوب ، اما الهمس الثنائي فكان ابرزه سؤال الرئيس لسكرتير الحزب الشيوعي عن مواعيد المؤتمر العام لحزبه ، وكانت اجابة نقد سؤالا ذكيا لا يخلو من تلميح حيث اجاب للرئيس بسؤال «هل تريد ان تصبح عضوا ؟أم تريد الحضور » ، رد الرئيس بانه يريد ان يحضر مؤتمر الحزب وحصل علي وعد من نقد بدعوته ، ، اذا بحسب من كانوا قريبين من مائدة الزعماء لم يتطرق الحديث الي روح مبادرة جمع الصف الوطني لكنه علي الاقل فتح مجالات للتفاؤل او التشاؤم بشأن ما يتوفر من روح للحوار اما نقد فتبدو ملاحظته عن التفاؤل بشأن المبادرة فيها كثير من الحكمة حيث قال لـ «الصحافة» امس «ان السياسيين السودانيين يمكن ان يلتقوا ويتحاوروا اجتماعيا لكن عندما يحين موعد العمل السياسي فان اي شخص لديه محددات اخري وطريقة عمل تختلف عن تلك التي تظهر في المناسبات الاجتماعية» ، وبالتالي فان عشاء امس الاول لا يفتح باب التفاؤل كثيرا بمجرد ان تجمعهم مأدبة عشاء فاخر ، ابرز ما في دعوة سوار الدهب ان هنالك غيابا للتمثيل الجنوبي فالحركة الشعبية مثلا لم تحضر بالرغم من دعوة رئيسها سلفاكير بحسب مصادر تحدثت الي «الصحافة» امس الا ان الاخير اعتذر عن الحضور وكذلك فعل نائب رئيس الجمهورية علي عثمان اما باقان اموم فهو اعتذر بسبب سفره الي استراليا ، لكن جوزيف اوكيلو رئيس تجمع الاحزاب الجنوبية «يوساب »، قال لـ «الصحافة» انه لم يدع لهذه المناسبة كما ان اللجنة لم تلتق باي من القيادات الجنوبية التي يمثلها وحاول ان يضع مبررات لذلك بقوله «ربما استثنوا الاحزاب المشاركة في الحكومة في درجة من درجات التمثيل » وعلي العموم تبدي قيادات سياسية تحدثت الي «الصحافة» رأيها حول مبادرة سوارالدهب بانها تبدو افضل من سابقاتها وفضلت هذه القيادات عدم ذكر اسمها لكي لا يؤثر الرأي في مهنية اللجنة حتي تسلم تقريرها النهائى. صحيح هناك رجاءات من هذه اللجنة لكي تحدث اختراقا مطلوبا لكن ايضا لا تبدو العملية سهلة او يسيرة خصوصا وان يوم غد الثلاثاء ستستلم الاحزاب الوثيقة لدراستها ومن ثم تبدي رأيها وقبل ذلك ينتظر قادة الاحزاب ما يمكن ان يضيفه حزب المؤتمر الوطني علي مطلوبات الاحزاب للوفاق.فاللجنة التي كانت تعمل علي تحويل نفسها لمؤسسة مؤقتة اتخذت من العمارات مقرا لها ، عملت طوال الشهور الماضية علي لقاءات مع القيادات السياسية حول مطلوبات الوفاق ، اما وقد حان وقت الصياغة لهذا المشروع فسينتظر حتي تدرس الاحزاب هذا المشروع .