حكايتي مع منسق الخدمة الوطنية(العنصرية) بولاية الخرطوم..عفيفي مثال للعنصرية

Quote: لدي حكايات دامعة عن تجربتي مع الخدمة -تلك الدموع لست طرفا فيها لكنني شاهد عيان تؤلمني كلما يذكر لفظ الخدمة الوطنية. و لان الوقت غير مناسب ارجو ان احكيها تباعا و في يوم ما. قد اثارني كما انتم ما قاله الاخ عبدالباقي عن المنسق المدعو عفيفي- لذا لكم هذه عن منسق اخر و بولاية الخرطوم ايضا. في احدي الحملات(الكشات) ارسلت الي معسكر السليت اي المعسكر الذي رحل منه الفلاشا الي اسرائيل( ولا ما كدا يا صلاح غريبة؟؟) لاعمل طبيبا بالمعسكر على ان تحسب لي الفترة اداء لخدمتي. هنالك رايت و سمعت من ضحايا الكشات العجب( لكنني وعدتكم بان لا اقوله على الاقل في هذه المرحلة. سالت احد المجندين من المقبوض عليهم عن امتناعه عن الاكل لاكثر من 3ايام. قال لي اتيت الي الخرطوم من منطقة برام ( بغرب) السودان مع والدتي الفاقدة البصر فطلب مني جراح العيون ان احضر عقارا للعملية و لما خرجت لشرائه قبض علي ... و والدتي ماذالت هناك). انتهي...... سحابة سوداء غطت وجهي. و حتي لا تحزنوا (بفضل الله قد عالجت الماساة.كيف ؟ لا تسألوني لنأتي الي قصتنا مع المنسق المنسق يدعي الشعراني و لست متاكدا ان كان هذا اسمه الاول ام اسم العائلة- شعر احد المجندين بالام حادة في بطنه احضر الي العيادة الداخلية . و بالكشف السريري الاولي اتضح انه يعاني من انسداد في الامعاء- حولته علي عجل الي السلاح الطبي باعتباره مستشفي العسكر لفحوصات وتشخيص افضل. هنالك اجريت له الفحوصات واثبتت انه يعاني من الامر نفسه الا انه انتظر مع المرافق العسكري حتي صلاة المغرب-لانه لا يستطيع الدفع بنفسه ولان للسلاح الطبي مستحقات علي الخدمة الوطنية ولم تدفعها. قبل المغرب بقليل ارجع المريض الي المعسكر- و من حسن الحظ كان المنسق الكبير والذي تبدو عليه علامات الوقار في زيارة الي المعسكر.فعرضت عليه الامر بفرح بالغ لعلي عنده اجد الحل. قال لي اخرجوه من المعسكر ليتصرف لوحده . ظننته لم يفهم حديثي. قلت يا السيد( وبادب جم) انه لا يستطيع الحركة و في حساباتي المادية اذا ما مكث هذا المريض اكثر من 3 ساعات سوف لن تنفع معه العملية التفت الي( بوجه كيزاني يخلو من الفة والانسانية والاخلاق) ثم قال:يا دكتور انا فهمت كل شئ .قلت لك اخرجوه هو و شأنه... قلت له و (بعدين؟) قال: (بعدين متين؟؟) قلت: (وبصوت لم اشعر به لكن سمعه كل من بالمكان): بعدين ... بعدين القيامة.... القيامة. صمت الجميع فانصرفنا و غادر هو المعسكر . في اللحظة قررت ترك المعسكر و الخدمة معا.. و في تلك الاثناء ارسل الي قائد المعسكر(وكان رجلا مستقيما) احد الملازمين و معه سيارته ومبلغ من المال من جيبه الخاص( و حكي لي في يوم لاحق بانه كان اخر ما في جيبه) .علي الفور نقل المريض الي مستشفي بحري حيث اجريت له العملية مجانا(كحالة طارئة) بنجاح