د . حيدر إبراهيم على: هـــــل للســــــودان مستقبـــــــل؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-14-2007, 06:59 PM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د . حيدر إبراهيم على: هـــــل للســــــودان مستقبـــــــل؟

    الصحافة 14-4-2007

    هـــــل للســــــودان مستقبـــــــل؟



    د . حيدر إبراهيم علي

    ساد في الفكر العربي خلال العقود الماضية ما يمكن ان يسمى بفكر الأزمة، اذ صارت الكلمة تتصدر وصف أي مجال من مجالات الحياة العامة. ومبدأ الامر بأزمة السلطة ليصل الى الأزمة الاخلاقية مروراً بكثير من الأزمات الاخرى الصغرى والكبرى. ومن كثرة الاستعمال صار وصف بعض الاوضاع بالأزمة مبتذلاً وغير دال ولا يفصح عن شيء مفيد. وهذا ينطبق على الحالة السودانية فماذا يضيف المرء حين يصف الاوضاع في السودان بالأزمة؟ لقد تدهورت الاحوال لدرجة يضيق عنها مفهوم الأزمة حين يصفها. ويمكن الحديث عن المأزق او الكارثة الماثلة او الانفلات والفوضى، ولكن يبقى تحديد الوضع القائم غير دقيق.

    لا ترتبط المسألة بالتفاؤل او التشاؤم، ولكن هناك واقعا مزريا لا يوجد في الافق القريب او البعيد بارقة امل للحل والخروج منه. وصار الحكام والمحكومون حائرين، فالنظام لا يملك اي حلول بل يبدو احيانا وكأنه لا يشعر بوجود أزمة او مشكلة. والقيادات السياسية والجماهير يتفرجون في شماتة على وضع النظام ناسين العواقب الجماعية التي ستطال الجميع. ولكنهم ايضا لا يملكون الحل. ان عدم شعور النظام بوجود الأزمة دليل على احتمالين: الاول، الثقة في النفس وامتلاك القدرة على مواجهة أي طاريء. والاحتمال الثاني الغفلة او تبلد الاحساس. وفي الحالتين تتفاقم الأزمة وتتعقد الامور خاصة حين يبدو النظام وكأنه خارج الزمن وخارج العالم.

    يلاحظ الاهتمام الذي يوليه العالم لقضية دارفور حتى أصبحت شبه قضية داخلية في كثير من البلدان وصارت من اهتمامات المدارس والاطفال وليس من اهتمام السياسيين فقط. ومن ناحية اخرى، ألم يلاحظ النظام الزيارات التي قام بها مسؤولون دوليون ودبلوماسيون وحكام ووزراء للسودان لمناقشة أزمة دارفور. ورحلات المسؤولين السودانيين انفسهم للعالم. ألا يدل كل هذا على عظم المشكلة؟ أما بالنسبة للزمن، فالمشكلات ذات الطابع الانساني لا تحتمل التأجيل والمماطلة وكثرة الاجتماعات والمؤتمرات والمشاورات. فهذه معاناة ونزيف يومي ورغم ذلك على اللاجئين والنازحين الانتظار حتى الوصول الى اتفاق داخلي وخارجي نهائيين. فمن الواضح ان عدم الاحساس بالعالم والزمن يقودان الى سوء تقدير الامور. والسياسي الجيد بل والانسان الجيد هو من يقدر الامور بطريقة واعية وصحيحة. ولكن السؤال هو هل المسألة هي مجرد سوء تقدير او خطأ عرضي في حساب الاحتمالات والممكنات؟ ام اننا امام نظام مكابر يعتد بنفسه ولا مبال بأي شيء طالما ظل في السلطة حتى وان كانت سلطة فاشلة او مهددة؟

    يصبح النظام كل فجر ليواجه مشكلة كبرى كفيلة باستقالة ديجول او تشرشل، ولكن النظام يتعامل معها ببرود ولامبالاة مدهشين ويتزحلق عليها الى موضوع آخر. فلنتابع احداث الاسبوع الماضي فقط: اشتباكات في الحدود التشادية تسفر عن 57 قتيلا وجريحا، و42 قتيلا وجريحا في اشتباكات جديدة بين الترجم والرزيقات، مقتل وجرح 3 جنود افارقة في هجوم جديد بدارفور، انفجار الذخيرة بالسبت، التحقيق في حادث المهندسين، مقاومة المناصير، مظاهرات ضد سد كجبار، جلسة بالكونغرس الامريكي حول الخطة (ب) ، أزمة مالية تؤخر عمليات القلب بأحمد قاسم.

    هل يمكن لمن يقرأ كل صباح مثل هذه المانشيتات ان يتحدث عن مستقبل للسودان مع استمرار الاوضاع الحالية؟

    لا يوجد اي عنوان يتحدث عن افتتاح منشآت تنموية جديدة او رفع المرتبات او خفض الاسعار او اكتشاف لعالم سوداني في تحسين البذور او تهجين الماشية او خبر عن اجراء عدد من عمليات القلب المفتوح او فوز شاعر سوداني بجائز الشعر العربي. تغيب مثل هذه الاخبار تماما منذ زمن طويل ولن نسمعها مستقبلا في وقت قريب. ومع ذلك يصر منظرو الانقاذ على الحديث عن الانجازات، وفي الاسبوع الماضي قدم احدهم محاضرة للطلاب يعدد فيها الانجازات الرائعة للنظام والتي لا ينكرها سوى الحاقدين. وهنا مكمن الخطر والتضليل، ان يظن النظام وبعض منظريه انه لم يخطيء وان المشروع الحضاري نقل السودانيين الى الرفاهية والنهضة الاقتصادية والتقدم العلمي والتكنولوجي ومن هنا قد يأتي بعض اليأس، لان النظام سوف يسير في طريق الندامة لا يسمع ولا يرى ويتكلم كثيرا.

    يبدأ المستقبل هنا والآن، وكل ما هو موجود ومعاش لا يبشر بالاحسن. فهناك عناصر اصبحت معروفة كمقومات لبناء المستقبل واحداث النهضة على رأسها العلم، الاقتصاد والمواطن الحر. ولكننا نجد انفسنا في مغالطات حين نتحدث عن العلم والمعرفة والتكنولوجيا ينبري من يقول لك ان الثورة التعليمية انشأت 27 جامعة. ويصدمك بالارقام الخاوية ويحاول ان يصورها كحقيقة احصائية علمية دامغة. وتتهرب الاجابة عن عدد الكليات العلمية التطبيقية مثلا وعن ترتيب هذه الجامعات ـ حسب المستوى ـ في المعايير العربية او الافريقية او العالمية. ويتحدثون عن زيادة كليات الطب وتزداد شكاوى الاخطاء الطبية ويزداد عدد المغادرين الى الاردن للعلاج. اما في الاقتصاد فمازال الحديث عن النفط يملأ الارجاء ولكن مستوى المعيشة يتدنى وهذا العام تحمل الميزانية بشائر زيادات خاصة ان لم تنجح الرحلات الى الصين وماليزيا للعودة بمليارين من الدولارات لانقاذ الميزانية من الانهيار. وأخشى ان تكون معجزة النفط كارثة مثل التصنيع السوفيتي في عهد ستالين أي تصبح عبئاً يثقل مستقبل الشعب السوداني بالديون والالتزامات وان تكون على حساب الاجيال القادمة وان نصادر حياتهم مقدما.

    لا تكتمل الصورة عن المستقبل الا بالحديث عن الجهود المعارضة لوقف التدهور والانهيار أي دور القوى السياسية البديلة في رسم مستقبل مختلف. وكل هذا يعني استنهاض جماهير تنوء تحت ثقل كسب العيش ونوعية الحياة المتدنية الذي جعل السودان الدولة الثالثة قبل الاخيرة في سوء الحياة اليومية ، لقد عمدت الانقاذ منذ اليوم الاول على تخويف وترويع هذا الشعب. فهي صاحبة اطول حظر تجول في العالم في عدد ساعاته ومداه الزمني، وحالة طواريء تكاد تكون ابدية، واخطبوطية امنية تجعل الشعب يشك حتى في سائقي بعض سيارات الاجرة وفي الشركات والصحف. لذلك، تم تفريغ الانسان السوداني من قدراته على المقاومة الايجابية واكتفى بالدعاء على الانقاذ صباحا ومساء، ويتذكرهم البعض حتى عندما يذهب الى الحج. ولم يعد للغالبية الوقت ولا المال للثقافة او الترفيه او الصعود من اليومي والمعيشي. وهذا ما اسميته محاولات «الحيونة» التي تمارسها الانظمة الفاشية. واذكر في فيلم: «مائة يوم من سدوم» للمخرج الايطالي بازوليني، كيف يقوم الضباط الفاشيست بحيونة الناس. فهم يطلبون منهم ممارسة الجنس عراة امامهم وهم يضحكون ويلعبون بعصي المارشالية على اجسادهم، او يأمرونهم بأكل براز بعضهم، وفي النهاية قد يطلب من بعضهم اطلاق النار على زملائهم.

    في الحديث عن أي مستقبل يأتي دور الشباب في مقدمة عوامل التغيير والتحول. وقد وقع على الشباب السوداني غير المنتمي للجبهة الاسلامية والمؤتمر الوطني لاحقا عنت وتهميش كبيرين. وأعطتهم تلك المعاملة الاحساس بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية او حتى غير مواطنين، لذلك كانت الهجرات واللجوء خارجياً، او الهجرة الى داخل الذات والهروب من الواقع بسبل شتى تمتد من الخمور والمخدرات حتى الشعوذة والسحر. وهذا فاقد وهدر يجعل المستقبل مختلاً. خاصة وقد اعطى اغلب الشباب تعليما وتأهيلاً سطحيا، فالخريجون بلا لغات اجنبية ولا مهارات. ويرمي بهم في سوق العطالة. ولكن المأساة، حين يرون اقرانهم من الملتزمين حزبيا وقد تم افسادهم في سن مبكرة بالمال والامتيازات والجاه. يقول نجم وشيخ امام عن بقرة حاحا انها وقعت من الجوع ومن الراحة او من الخوف ومن الراحة. وهكذا شباب السودان يتعرض للوقوع في الحالتين: حالة الافساد وحالة الحرمان والتهميش.

    يخطيء من يتهم هذا المقال بالتشاؤم والاحباط. فهذا واقع يتعامل معه الجميع ـ حكام ومحكومون ـ وكأنه يحدث في كوكب آخر. ولم اجد قدرة على عدم الشعور بالخطر عند شعب قدر التي احسها بيننا نحن السودانيين. فكل هذه الكوارث اليومية تتحول ببساطة الى أعمدة في الصحف او شمارات ـ حسب لغة القاع، ونمضي في الطريق في انتظار كارثة اخرى أكثر إثارة. وكأننا نشاهد مسلسلات وليس حياة يومية معاشة. فهل يمكن بعد كل هذا ان نتحدث عن المستقبل؟ ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=33496

    = = = = = =
    السودان لكل السودانيين
    المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
                  

04-14-2007, 07:28 PM

noon
<anoon
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د . حيدر إبراهيم على: هـــــل للســــــودان مستقبـــــــل؟ (Re: sultan)

    Quote: لا ترتبط المسألة بالتفاؤل او التشاؤم، ولكن هناك واقعا مزريا لا يوجد في الافق القريب او البعيد بارقة امل للحل والخروج منه. وصار الحكام والمحكومون حائرين، فالنظام لا يملك اي حلول بل يبدو احيانا وكأنه لا يشعر بوجود أزمة او مشكلة. والقيادات السياسية والجماهير يتفرجون في شماتة على وضع النظام ناسين العواقب الجماعية التي ستطال الجميع. ولكنهم ايضا لا يملكون الحل. ان عدم شعور النظام بوجود الأزمة دليل على احتمالين: الاول، الثقة في النفس وامتلاك القدرة على مواجهة أي طاريء. والاحتمال الثاني الغفلة او تبلد الاحساس. وفي الحالتين تتفاقم الأزمة وتتعقد الامور خاصة حين يبدو النظام وكأنه خارج الزمن وخارج العالم.



    It’s really good interpretation to what is going on in Sudan. We as a citizens (if we still)have stop and think logically why we end up to such situation and what is the solution if there any. Who can we blame, the Government, ourselves.
    Thanks Sultan for the nice topic.
    Noon
                  

04-14-2007, 07:50 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د . حيدر إبراهيم على: هـــــل للســــــودان مستقبـــــــل؟ (Re: noon)

    Quote:
    يخطيء من يتهم هذا المقال بالتشاؤم والاحباط. فهذا واقع يتعامل معه الجميع ـ حكام ومحكومون ـ وكأنه يحدث في كوكب آخر. ولم اجد قدرة على عدم الشعور بالخطر عند شعب قدر التي احسها بيننا نحن السودانيين. فكل هذه الكوارث اليومية تتحول ببساطة الى أعمدة في الصحف او شمارات ـ حسب لغة القاع، ونمضي في الطريق في انتظار كارثة اخرى أكثر إثارة. وكأننا نشاهد مسلسلات وليس حياة يومية معاشة. فهل يمكن بعد كل هذا ان نتحدث عن المستقبل؟ ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

    كل زول يختار مقاسو من المقال دا
    جنى
                  

05-13-2007, 08:56 PM

wesamm
<awesamm
تاريخ التسجيل: 05-02-2006
مجموع المشاركات: 5128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د . حيدر إبراهيم على: هـــــل للســــــودان مستقبـــــــل؟ (Re: jini)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de