|
التمثيل حرام ... بالأسانيد !
|
وما أعني إلا التمثيل بالميّت ! وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن قيام بعض مواطني مدينة الفلّوجة بالعراق بالتمثيل بجثث القتلي الأمريكيين، شاهدت تسجيلا لتلك الحادثة والحقّ أن المشاهد كانت غاية في الفظاعة بل يصعب تكرار مشاهدتها (لم أفكر لحظة واحدة في نشرها بالمنبر)! وقد تباينت تبعا لذلك الآراء حول جواز هذا الأمر من عدمه، يقول فضيلة الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء (ومصدري موقع اسلام أون لاين): (لا يجوز للمسلم تعذيب الإنسان الحيّ، ولا التّمثيل بالإنسان الميّت ولو كان كلاهما غير مسلم. وقد روى عمران بن حصين أنّ رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) قال: "كان رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) يحثّنا على الصّدقة وينهانا عن المثلة " رواه أبو داود وقوّّى إسناده ابن حجر. كما روى صفوان بن عسال قال: "بعثنا رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) في سريّة فقال: سيروا باسم الله وفي سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله ولا تمثّلوا" أخرجه ابن ماجة. كذلك ورد في حديث رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) لحمزة الأسلمي الذي أمّره على سريّة: "إن وجدتم فلاناً فاقتلوه، ولا تحرقوه، فإنّه لا يعذّب بالنّار إلاّ ربّ النّار" رواه ابن داود وصحّحه ابن ماجة. لكن يجوز التّمثيل بالمقاتلين من غير المسلمين عندما يكون معاملة بالمثل. قال الله تعالى: " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ"، والآية نزلت كما هو معروف عندما مثّل المشركون بجثّة حمزة رضي الله عنه، وأقسم رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) أن يمثّل بسبعين من المشركين انتقاماً له، فنزلت هذه الآية تبيح له العقوبة المماثلة فقط أي التّمثيل بواحد من المشركين، وتبيّن أنّ الصّبر وعدم التّمثيل أفضل عند الله. فصبر رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) ولم يمثّل بأحد). وأجد نفسي مندهشا للجرأة غير العادية التي تملكت من رأيتهم في تسجيل الفلوجة يضربون الجثث الميتة بعصي غليظة ويسحبونها بالسيارات ثم يعلقونها على الجسر كما تعلّـق الشاة! أحمد الريّـح
|
|
|
|
|
|
|
|
|