|
رسالة شوق مجددة في بريد العميري
|
رسالة شوق مجددة في بريد العميري بقلم : طاهر محمد علي طاهر ****************** الي الراحل المبدع الفنان عبد العزيزالعميري في ذكراه السابعة عشر، وهو يرفل في عليائه، وفي هدأته المستدامة، أجدد رسالتي في بريده. ************* صدقني ياعميري منذ رحيلكم رحل سرب النوارس ليغرد بعيداً بعيداً.. عبد العزيز العميري : مشتاقون يا أخي، فالشعر يسأل عنك، والأعوام مرت كلها، وفراقك تعدي حدّ الإقامة الممنوحة لك في الإغتراب، وها.. أنا اليوم يفتح الله عليّ بكليمات ظللت أطاردها عاماً بعد عام.. ماقصدت أن أنساك فأنت تعلم أن الحزن يعصر مهجتي، وتعرف كم هي اللغة عصية أحياناً. وهل أي لغة قابلة للحديث عن رحيلك!! أعذرني ياصديقي فقد إنقطعت عن الناس الدهشة، وتلبسهم الوجوم. ولعلني اليوم أكتب عنك ويحتويني شئ يستمد القداسة من نار المجاذيب في ليل الصلوات، والأدعية المستجابة.. حروف تشعل جذوة الحس، ومكمن المخبوء فينا أزماناً.. سأكتب لك حتي تتحقق الرغبة الشاعرية في الموت أو الحياة، فكلاهما كتابة للمسطور فينا.. وأبحث فيما أقوله وأعنيه، في ماننسجه ونغنيه، لكن لاقدر غير أن نلتقي لنجمع الصبابات والوجد المسافر في حدقي وحدقك، فنعمر به ليلاً طويلاً. يا الله ياعميري.. هذا نورك يتفلت من مدار القمر الساهر ليشعّ بالوضاءة والسنا، ويهبط كالوحي في دجي الليل الحلوك. في هذا المساء الممتد كحزني عليك أصغي لصداك يمر.. يرتحل بي طوافاً إلي حيث (عروس الرمال) وأشهد الله إنك لاتزال موسوماً في جسد المدينة العروس، كالمصابيح في كل جدرانها.. واللافتات المعلقة في كل محالها. أعبر في أمسياتي (خور القبة) فأراك كالترياق تسري. أزور فرقة فنون كردفان فيخيّل اليّ أنك تسعي مابين التبلدية الجاثمة في الدار، وبين أوتار الكمنجات المشدودة كأنها إليك. أهـ ياصديقي .. طالت السنوات، ومابخلت عليك كلماتي، ولكن ما أنت من يقال فيه حديث عابر، أو كلمات تكتب لتنسي.. فأنت خلقت لتبقي وشاحاً يزين هامة القرطاس بالشعر واللحن والنغم. عميري: لحن الحياة بدأ منك عندما أستبشرت بك (بنوت الحلة العامرة عديله وزين) لكن أعذرني ياصديقي فما مع الحروف حيلة، فهل أرثيك بعد (11) عاماً ؟! وا خجلي من كلماتي.. عميري: مازال صديقك الحلاج (فيلسوف مدينتنا) ينتظر مجيئك في الليالي ليحكي لك عن قدر أطبق حتي العظم.. ينتظرك لتؤنس وحشته، وترافقه في دنيا (أغني أهلوها سادتها الفقراء). هل تصدق إنني مازلت علي يقين بأنك موجود في داخل كل إنسان!! موجود في كل معني، في الحب.. في الجمال.. في زحام الناس، وخلف كل البيوت. أنت ياصديقي أهديت لنا معني الحبيبة، وفضحت بتلك المعاني زيف الحياة. أعذرني ياصديقي فقد صعبت علي مسيرتكم نحو الرحيل فآثرها علي المك، وأبي ذكري، ومصطفي سيد احمد، وعلي عبد القيوم، والدوش، وأظنك إبتدرت المسيرة لتعلن الرفض، ومعني الخروج. كيف بالله أنعيهم جملة، وأنت تدرك أن المساحات البهية لايملأها غير الذين وهبوا الحياة للأغنيات، والأغنيات للحياة. السوداني : عدد الجمعة: 14/7/2006م
/IMG]
|
|
|
|
|
|
|
|
|