الاجرام السياسي وفحش القول ... مقابل العمل السياسي الرصين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 05:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-13-2006, 03:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاجرام السياسي وفحش القول ... مقابل العمل السياسي الرصين

    نقلت محطة الجزيرة مباشر ندوة بدار حزب الامة القومى بامدرمان الاربعاء الماضى بمناسبة التوقيع على سلام ابوجا ..
    المتحدثون كانوا من مختلف الاتجاهات السياسية المعروفة ممن عرفوا بالرصانة والخبرة السياسية ..وهم اشخاص عرفوا بالكياسة وحسن الخلق فى تعاملاتهم السياسية او الاجتماعية بل السودان كله يعرف فيهم هذه الصفات الجميلة ولا يردون على فاحش القول الا بما يعرف فى ادبياتنا وحكاوينا الشعبية ..وعرف الصادق المهدى بهذا الاسلوب الراقى فى رده على خصومه الذين يهاجمونه بفحش القول دائما بسبب وبدون سبب ..
    المتحدثون كانوا على محمود حسنين
    عصام ميرغنى
    الصادق المهدى
    ساطع محمد الحاج
    وكلهم صبوا اهتمامهم على الاتفاق وتعرضوا قليلا بدون خدش حياء لاحد شخصيا... رغم ان الهجوم طالهم واحزابهم من شخصيات قيادية فى حزب المؤتمر الوطنى فالصادق صرح بان الاتفاق طبخة نيئة ... ولكن اهل المؤتمر لم يردوا عليه من مضمون الاتفاق انما هاجموه هجوما شخصيا فرد عليهم بصيغة الجمع ذاكرا حكاية ابو العفين وهى حكاية من واقع بيئتنا ..
    لقد استطاع على محمود حسنين شرح الاتفاق بصورة واضحة من واقع خبرته القانونية وشجاعته فى قول الحقيقة دائما مهما كانت ولكن يبدو ان الكثير من قادة حزب المؤتمر الذين تضايقوا من الوضوح والصراحة والفهم السليم ادركوا مدى تورطهم فى هذا الاتفاق واصابهم نوع من الهستيريا التى وصفوا بها خصومهم فخرجت الكلمات الفاحشة من الفاشر..عوض الجاز ومن نافع .. ومن غيرهم .. ورغم ان الصادق اوضح بانهم منعوا القبائل من الاشتراك فى الحرب فكان المتوقع شكره على ذلك بتصريح من حزب المؤتمر لترطيب الاجواء على الاقل قوبل بهجوم شخصى وهو من فى استطاعته اشعالها حرب تاكل الاخضر واليابس فى دارفور ولكنه لم ولن يفعل وهذه يشكره عليها الشعب السودانى اولا ..
    ما قاله يوسف حسين ممثل الحزب الشيوعى وهو يعدد مساوىء هذا الاتفاق الذى اجبرت الحركات على توقيعه مع الحكومة تحدث عن المشكلة وتدخل الوسطاء فى فرض هذا الحل وقال ان لا الحركات ولا الحكومة ساهمت فيه وانه ابن سفاح وهذا التعبير اعتقد انه ملائم اذ لا اب له ولم يعرف الجهة التى فرضته والتى صاغته وتضاربت الاقوال حوله لمثل هذا يقال استعارة بانه ابن سفاح ..
    ولا اعتقد انهم خرجوا من نطاق الحديث عن الاتفاق نفسه ..
    ولكن الرد الفاحش جاء على الاشخاص المتحدثين هؤلاء شخصيا بانهم اولاد الحرام هم من يعارضون هذا الاتفاق وهذا درك سحيق فى الخطاب السياسي نشهده لاول مرة فى السودان من الاخوان المسلمين ومن سلطة حاكمة لرعاياها ... تطلق عليهم هذه الصفة الذميمة ..علما ان احد فى هذه الدنيا يستطيع ان يرمى الاخرين بهذه التهمة التى يقولها الا شخص يئس من المنطق ومزرور مثل ابو العفين ولا مخرج له الا بممارسته سلاحه الوحيد الذى يجيده ..



    اتفاق أبوجا: الخرطوم تعتبر معارضيه «أبناء حرام» والمعارضة تعتبره «ابن سفاح»
    <
    >الخرطوم - النور أحمد النور الحياة - 12/05/06//


    تصاعدت المواجهات السياسية والملاسنات والاتهامات المتبادلة بين الحكومة السودانية وأحزاب المعارضة الرئيسية في شأن اتفاق السلام في دارفور الذي وقعته الحكومة و «حركة تحرير السودان»، الفصيل الرئيسي للمتمردين في الاقليم. وفيما وصفت السلطة مناهضي الاتفاق بأنهم «أبناء حرام»، اعتبرت المعارضة الاتفاق «ابن سفاح» ودعت الى جبهة عريضة لمعارضي الاتفاق.

    وفي تطور خطير، اتهمت «حركة تحرير السودان» الحكومة بتصعيد عمليات ميليشيا «الجنجاويد» المتحالفة معها وارتكاب تطهير عرقي ما أدى الى مقتل عشرين شخصاً، واعتبرت ذلك انتهاكاً لاتفاق السلام وطالبت بتحقيق دولي وفرض عقوبات على المسؤولين عن ذلك.

    وصف رئيس الوزراء السابق رئيس حزب الأمة الصادق المهدي اتفاق أبوجا بأنه صفقة غير ناضجة، ويدل على أن «المؤلف أجنبي لا يدرك حقائق وأبعاد الموقف السياسي والاجتماعي في دارفور». وقال المهدي في ندوة نظمها حزبه بمشاركة قوى المعارضة، إن اتفاق أبوجا لم يعط لأهل دارفور ما كانوا يحظون به سابقاً، مشيراً إلى أن مطالب أهل دارفور تتمثل في الإبقاء على الإقليم موحداً من ناحية والمساهمة في كل مستويات الحكم بما في ذلك هيكل الرئاسة السودانية. وأشار إلى أن النص على أن يحصل أبناء دارفور على منصب مساعد رئيس الجمهورية غير ذي بال إذ إن هذا المنصب - مساعد أو مستشار للرئيس - هو «إضافة زخرفية لا وزن لها».

    وقال المهدي إن الطريقة التي تم الاتفاق بها كانت طريقة «فوقية» ستترتب عليها مشكلات بين أطراف الاتفاق أنفسهم خلال تنفيذه، منتقداً مسلك الحكومة السودانية في حصر التفاوض مع حملة السلاح في الإقليم. وحمل على موقف الاتحاد الأفريقي في المفاوضات قائلا إنه ظل عاجزاً، حتى جاء الأميركي بحزمة من «العصي والجزر» وعندها حدث اختراق في المفاوضات.

    ودعا المهدي كل من لا يوافقون على اتفاق دارفور سواء في دارفور أو خارجها إلى تكتل من أجل التغيير وعبر الوسائل السلمية، داعياً حملة السلاح إلى الانضمام لهذا التكتل السلمي ونبذ العنف. غير أنه أكد أن الاتفاق ينطوي على جوانب إيجابية مقبولة من القوى السياسية كافة، وهي تلك التي تتعلق بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين ونزع سلاح المليشيات وحماية مخيمات النازحين وتأمين عودتهم سالمين إلى قرارهم وتأمين المواد الإغاثية.

    ووصف القيادي في الحزب الشيوعي يوسف حسين اتفاق أبوجا بأنه «ابن سفاح» واعتبره صفقة محدودة لا تحقق سلاماً وأمناً في دارفور، كما حمل نائب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي علي محمود حسنين في شدة على الحكومة وحمّلها مسؤولية الأوضاع المتدهورة في دارفور، وطلب اطاحتها و «رميها فى مذبلة التاريخ» ورأى ان اتفاق ابوجا لا قيمة له ولن يكتب له النجاح.

    ولكن وزير الطاقة والتعدين السوداني الدكتور عوض أحمد الجاز شن هجوماً على من رفضوا الاتفاق. وحذر خلال خطاب جماهيري في الفاشر، كبرى مدن دارفور، من وصفهم بـ «ابناء وبنات الحرام» الذين يرفضون الاتفاق ويقللون من شأنه.

    وفي الشأن ذاته، هنأ مدير مكتب نائب «رئيس حركة تحرير السودان» الطيب ود مري شعب دارفور باتفاق ابوجا، لكنه حذر الحكومة في شدة من تصعيد عمليات «الجنجاويد» والتطهير العرقي الحاصل في ولاية جنوب دارفور. وقال في بيان أمس ان ميليشيا «الجنجاويد» هاجمت قبل يومين قرية لبدو وقتلت نحو عشرين شخصاً، ومارست أوسع عمليات «تطهير عرقي» عرفته الولاية منذ اندلاع الأحداث قبل أكثر من ثلاث سنوات. واتهم السلطات المحلية هناك بتنفيذ سياسة تفريغ مناطق واسعة من الشريط الذي يربط بلدة ود هجام بمنطقة حفرة النحاس من سكانها بصورة انتقائية، ويشمل ذلك قرى ود هجام، لقيديبة، جويغين، العمود الأخضر واليبو، وغيرها من القرى الصغيرة.

    عن الحياة


    لا
                  

05-13-2006, 04:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاجرام السياسي وفحش القول ... مقابل العمل السياسي الرصين (Re: الكيك)

    حيدر المكاشفي
    الصحافة


    إيه حكاية لغة «اللّبش» ومفردات «الحَوَش» الماشية في البلد اليومين دول، برونك «حاكم عام السودان» يستفز الذين لم يوقعوا على وثيقة سلام دارفور ويصفهم بـ «الجبناء». وعوض الجاز «كاتم أسرار الجاز» يقول الذي يرفض سلام أبوجا «ابن حرام» ويوسف حسين الناطق بلسان الحزب الشيوعي يدقق في نسب الوثيقة ذاتها ويصدر حكمه عليها بأنها «بنت سفاح» أى ثمرة لعلاقة غير شرعية و «الإمام» البارع في توليد المعاني واجتراح المصطلحات يقبض على أنفه بقوة ويعيِّر الحكومة بأنها أخرجت «رائحة» شبيهة بتلك التي يخرجها «أبو العفين»، وفي رواية اخرى «اب كيوي» عندما يحاصره الخطر، وأبو العفين او اب كيوي لمن لا يعرفونه هو حيوان صغير لا يملك من اسلحة الدفاع عن النفس إلا «فُساء» نتناً كريهاً اذا اطلقه في وجه عدوه فلا مخرج له إلا إطلاق ساقيه للريح طلباً للسلامة ليس من شدة بأس ابو العفين، بل هرباً من رائحته الكريهة النفاذة التي يخرجها من احد السبيلين.. وقبل كل هؤلاء كان الاديب الاريب الطيب صالح «صناجة» الرواية العربية، قد قال ان السوداني- أيِّ سوداني- اذا استبد به الغضب من ابنه يقول له يا «ابن الكلب» يشتم نفسه قبل ان يشتم الصبي، فهل هي عصبية المزاج السوداني على رأي الطيب صالح عندما يعكِّر صفوه معكر، فلا يتورع من قذف خصمه حتى ولو كان ابنه من صلبه بأقذع العبارات واقبح الصفات، هي ما جعل طبع هؤلاء الساسة والحكام يغلب تطبعهم، فيرتدون سريعا إلى اصلهم عند الغضب، يصرعون «اللغة» ويسيئون إلى «الأدب» لا نستثنى منهم حتى برونك، رغم ان الرجل هولندي الاصل، فربما صار سوداني المزاج بطول الاقامة والتجوال في ربوع السودان التي ذرعها جيئة وذهوبا وجال فيها بالطول والعرض، ثم أليس الرجل «حاكم عام السودان» والأثر يقول كيفما تكونوا يولي عليكم، فسار على ما وجد عليه كبارنا، وليس هؤلاء اول «المقذعين» ولن يكونوا آخرهم، فسيل الالفاظ النابية والعبارات القاسية لم يبدأ بهم ولن ينتهي عند هذه المناسبة، فهناك رهط آخر من الساسة والحكام اشتهروا وعرفوا بـ «زفارة» اللسان وقلة الاحسان، لا تخرج من «لغاليغهم» إلا «اللغلغة» ليس لهم في احسان القول نصيب، ولا في حسنات الفعل إلا «النصايب»، ولو «ولغنا» في هذه السيرة غير الحميدة لانتهى بنا المسير إلى «سدرة المنتهى»، والتي ان بلغنا مقامها لاحترقنا، وكفانا منها هذه «المحطة» التي تكفي لأن يتحسس كل منا لسانه من عند مقدمته إلى نهاية «اللغلوغ»، فإن وجد فيه بقايا ألفاظ «عاجزة» وفتات عبارات نابية، فليلفظها ويبصقها، ثم ليمضمض فمه سبع مرات احداهن بالتراب، او على رأي المرحوم عمرالحاج موسى فليغسل كلامه ويكويه قبل التحدث به، حتى لا يخرج متسخاً و«مكرمشاً» فالكلمة الطيبة بخور الباطن لا تقبل ان يخالطها قيح.
    * المجادعات والمناكفات والمشاغلات والمداعبات السياسية، مطلوبة ومرغوبة لما تضفيه من ألق وحيوية على الصراع السياسي. ولكن ليس للدرجة التي يبز فيها السياسيون الشماشة، ويتفوقون عليهم في اهم تخصصاتهم، لقد ترك لنا السابقون من الآباء المؤسسين تراثاً نيراً ومعتقاً في ادب العكننة السياسية، تحفل به مضابط الجمعية التأسيسية وتفيض به ذاكرة بعض المعاصرين، فارجعوا إليه وراجعوه وانهلوا منه ان كان العيب في قاموسكم السياسي بافتقاره لهذه «الادبيات» الراقية، اما ان كان العيب فيكم ولا رجاء في صلاح ألفاظكم من مثل «ابن الهرمة» و«ابن الصرمة» و«ابن الذين»، فعندها جاز لاولاد الشمس الذين زاحمتموهم في «راندوقهم» ان يصرخوا في وجوهكم يا أولاد الإيه.
    وسؤال أخير برئ هل داخل كل سياسي ظاهر، شماسي مخبوء يظهر عند اللزوم؟




                  

05-13-2006, 04:54 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاجرام السياسي وفحش القول ... مقابل العمل السياسي الرصين (Re: الكيك)



    عن الرأي العام
    الجمعة12مايو2006


    في ندوة الأربعاء

    بدار حزب الأمة

    القوات الدولية «آتية».. ولاهاي مسألة وقت

    الخرطوم: محمد صالح محمد أحمد

    طرح حزب الامة القومى المعارض موضوع ''دارفور بين الضغوط الدولية والسلام المفقود'' للنقاش فى ''ندوة الاربعاء'' بمشاركة نخبة من القيادات السياسية البارزة.

    كشف الظهر

    لاعتبارات الجندر، ربما، قدمت هالة محمد عبد الحليم رئيسة حركة ''حق'' اولاً، لتقول إن اتفاق ابوجا ''هزيل وفضفاض'' وان المجتمع الدولى تحول من المساند للحركات المسلحة الى داعم لموقف الحكومة، وترى ان اتفاق ابوجا بين الحكومة وفصيل منى اركو لايحتوى على ضمانات الا سوى حسن نوايا المؤنمر الوطنى، وتسخر هالة من ذلك وتقول ''لكن متى صدقت نوايا المؤتمر الوطنى تجاة القضايا الوطنية'' لتضج باحة ''دار الامة'' كما يحلو للانصار بهتافات ''الله اكبر ولله الحمد''.

    وتمضى هالة فى الحديث لترسم صورة سوداوية لمستقبل دارفور فى ظل اتفاق ابوجا، بقولها ان الاتفاق لن يؤدى لوقف الحرب، ويضع الجميع فى مأزق وان سبيل العمل المسلح انقطع امام الحركات، ولابديل للنضال السلمى فى وجه المؤتمر الوطنى الذى وصفته بانه ''المستفيد الاول'' من اتفاق ابوجا .

    انتاج الازمة

    وحرص ساطع الحاج الامين السياسى للحزب الوحدوى الناصرى على انسنة اتفاق ابوجا لمعرفة انعكاساته السلبية على البلد،ويقول ان الحكومة تحاول معالجة ازمة دارفور بعقلية امنية تضمن بقاء المؤتمر الوطنى فى سدة الحكم .

    وبصوت جهور، يدعو ساطع - الشعب السودانى للعمل على ذهاب الحكومة الحالية بالطرق السلمية.

    ''نلتقى فى لاهاى''

    ويروى شاهد عيان ''مآسى'' من اللحظات الاخيرة لمفاوضات ابوجا ، ويقول محمد عليوه القيادى البارز فى منبر دارفور للحوار والتعايش السلمى ان الرئيس النيجيرى، ونظيرة الكنغولى، ونائب وزيرة الخارجية الامريكية، ووزير التعاون البريطانى وآخرين يجلسون فى غرفة على منضدة عالية، ينادون قادة الحركات المسلحة واحداً تلو الآخر ''بطريقة مذلة''لسؤالهم ''هل ستوقعون؟''، وبمجرد ان يكون الرد ''نريد التشاور'' او ان الاتفاق ''لايلبى مطالبنا'' يكون الرد بقوة:''اخرج'' او ''نلتقى فى لاهاى''.

    ويضيف شاهد العيان ان خليل ابراهيم رد على ممثلى المجتمع الدولى''قيدونى الآن''، وبأسى واضح يقول عليوة ''اننى شعرت بان من على المنضدة ليسوا من اهل الاسلام لمعاملتهم المهينة لابناء دارفور''، وتساءل ''لماذا لم يكن المجتمع الدولى يعامل قرنق بذات الطريقة''.

    ومن واقع معايشته لمفاوضات ابوجا، يرى عليوة ان'' موقف امريكا والحكومة واحد، ويقول ''لا شك عندى فى وجود اجندة مشتركة''بين الطرفين .

    اتفاق مرفوض

    وبدوره، ذهب العميد متقاعد عصام ميرغنى القيادى البارز فى ''التحالف اليمقراطى'' و''التجمع الوطنى'' الى ان اتفاق ابوجا لم يأت بارادة سودانية، ويجد الرفض من ''القوى السياسية الديمقراطية ''لانة لن يقود الى السلام فى دارفور.

    وحث الحكومة الى ضرورة الاستجابة لمطالب اهل دارفور، وشدد على اهمية العمل السياسى المشترك للقوى الديمقراطية لمواجهة تحديات البلاد.

    اتفاق ابوجا ''ود حرام'' برأى يوسف حسين المتحدث الرسمى للحزب الشيوعى الذى يقول ان اتفاق ابوجا جاء مخيبا لآمال الشعب السودانى الكبيرة فى حل ديمقراطى شامل لقضية دارفور، ويؤكد على ضرورة الاستجابة لمطالب الفصائل الاخرى التى لم توقع على اتفاق ابوجا، ورحب حسين بمساعى الحركة الشعبية للاتصال بالفصائل الاخرى التى لم توقع على الاتفاق.

    حسنة وحيدة

    ويفتح على محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى النار فى اتجاهات متعددة، ونقتطف من حديثه عبارات:''اهل دارفور ليسوا اقل من الجنوبيين '' و''اتفاق ابوجا وقع تحت التهديد والاكراه''و''الاستراتيجية الدولية ان تأتى الى دارفور''و'' القوات الدولية آتية ولا ادرى اين سيذهب القسم''.

    وحسنين يمضى بقوة ليقول ''موعدنا الانتخابات''، و''ان الحكومة يجب ان تذهب الى مزبلة التاريخ فهو مكانها''.

    الاشراقة الوحيدة فى اتفاق ابوجا برأى حسنين يتمثل فى توقيع الحكومة على بند يلزمها بقرارات مجلس الامن كافة بشأن دارفور، الامر الذى يعنى الاقرار باختصاص محكمة الجنايات الدولية للنظر فى جرائم دارفور، ويقول حسنين ''هذا بند صريح وواضح''ويضيف موجها حديثه الى مجهول ''طلقوا، وصوموا، وصلوا لكنكم وافقتم على اختصاص محكمة لاهاى'' و''نحن نوافق ونبصم عليه بالعشرة'' ليترك بعدها حسنين منصة الحديث على وقع تصفيق حاد،وتهانى اهل الصف الاول، وحين هم بالجلوس فى مقعده اشارت له رئيسة ''حق'' بابهامها الايمن وهى تقول ''كدة'' فى اشارة لاعجابها وموافقتها على مضمون الحديث .

    ''ابو العفين''

    ''ختامة مسك'' قالها احد انصار حزب الامة، عندما اعتلى المنبر السيد الصادق المهدى يلاحقه حرسه الخاص وهتاف ''الله اكبر ولله الحمد ''وهمهمات بعيدة غير واضحة للصحافيين من احد المريدين.

    ويصف المهدى حال الحكومة بانها '' كالطير يرقص مذبوحا من الالم''، ويأسف لمسلك قادة المؤتمر الوطنى فى اطلاق الشتائم بدلا عن التفكير فى مخرج من''مأزقهم''، ويذهب المهدى الى ''انهم اتخذوا من حيوان ابو العفين سنة'' لتنفجر موجة من الضحك والتصفيق بين الحاضرين.

    ويقول المهدى ان الحكومة ''عاجزة عن ادارة دولة مفككة، ولكنها تستطيع فقط الهجوم على العزل فى بورتسودان وامرى، مع استسلامها التام للاسرة الدولية '' وكعادته لجأ ''الامام الحبيب'' الى الشعر مرة اخرى ليصف الحال الحكومى بانه ''اسد على وفى الحروب نعامة...''، ويستحضر المهدى مرور ''المفاوض الكبير''عليه فى المنزل قبل نحو ثلاثة اشهر، فقلت له: انكم تريدون فرض قسمة ضيزى، ولكنكم اذا وافقتم على الاقليم، والتمثيل الرئاسى، وتوزيع الثروة حسب حجم السكان فستصلون الى اتفاق ونحن معكم.

    وعلق المهدى على حديث ''عليوة''و''حسنين''، ويقول عن طريقة تعامل المجتمع الدولى مع قادة الحركات المسلحة فى ابوجا ''لا اشك فى ان نفس التعليمات صدرت للحكومة''، ويضيف بشأن موافقة الحكومة على الالتزام بقرارات مجلس الامن بقوله ''لقد وافقوا على ما رفضوه سابقا، وحديث على صاح'' ويؤكد ان محكمة الجنايات الدولية تعمل مكاتبها فى انجمينا، وهى فى مرحلة الشهود، وستنتقل الى المرحلة التى بعدها ''فالمسالة جاية جاية''على حد قول المهدى.

    ويركز المهدى فى الحديث على ضرورة تشاور حلفاء ''الامة ''على كيفية خروج قرار مجلس الامن بشأن ارسال القوات الدولية، ويوجه المهدى النداء الى الجميع بما فيهم الحركات المسلحة فى دارفور للالتزام التام بوقف النار، وامن وسلامة المواطنين، والرفض الكامل للجوانب السياسية لاتفاق ابوجا عبر الوسائل السلمية.

    ويدعو رئيس حزب الامة من منصة ''ندوة الاربعاء''الى تكوين جبهة عريضة لفرض سلام شامل، والتحول الديمقراطى انطلاقا من الاجماع الوطنى على رفض اتفاق ابوجا.

    ويتهم المهدى الحكومة بـانتهاج سياسة ''فرق تسد، كشكش تسد'' بين ابناء دارفور، ويشدد على اهمية ان يتجاوز النظام ''اللعبة السخيفة''، ويأمل المهدى فى وقوف ''التجمع الوطنى'' ضد ''ألاعيب النظام'' بوسائل مدنية لحين الوصول الى الانتخابات لتحرير السودان من القبضة الامنية، ولكنه ترك الباب مفتوحا امام ''وسائل مدنية اخرى ''

    واخيرا، عزف المهدى على سيمفونية ''المؤتمر الجامع''، وبصوت عال، وجه حديثه الى الحكومة ''سواء تجاوبتم أو رفضتم'' فإن المخرج الوحيد يتمثل فى عقد مؤتمر قومى جامع.0


    reserved
                  

05-13-2006, 11:13 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاجرام السياسي وفحش القول ... مقابل العمل السياسي الرصين (Re: الكيك)

    الصادق المهدي في وجه دولة أبو العفين
    /سارة عيسى
    May 13, 2006, 11:58
    الصادق المهدي في وجه دولة أبو العفين

    يعتبر السيد/الصادق المهدي متقدما في العمل السياسي هذه الايام ، فقد تبني حزبه خيار الوقوف مع الشرعية الدولية منذ انطلاقة شرارة الازمة في دارفور ، وقد قالها بكل وضوح : ان كان هناك من أرتكب بعض التجاوزات في دارفور فليحاكم ، وموقفه من القرار الدولي رقم 1593 جعل ألسنة اللهب داخل الحزب الحاكم تشتعل وتصوب رميتها عليه ، لتتهمه بالعمالة والخيانة وغيرها من مفردات الاحزاب الشمولية ، والتي عادة ما تستخدمها في وجه خصومها ، ولكن الصادق المهدي بوعيه وحنكته السياسية لم يفوت الفرصة ، فالقرار الاممي رقم 1590 في نظر الصادق المهدي هو الفأس ، لأنه منح القوات الدولية حق الدخول الي السودان ، بتفويض يصل الي درجة اقامة المحاكم وفرض العقوبات ، وكلنا نعلم أن حكومة الانقاذ قد وافقت علي هذا القرار ، حيث رأت فيه بعض النواحي الايجابية ، أما القرار الاممي رقم 1593 فهو في نظر الصادق المهدي مثل الابرة الصغيرة ، مقارنة بالفأس الكبيرة التي بلعتها الانقاذ عندما قبلت بالقرار رقم 1590 ، اذا أنها ضجة في غير محلها ، فالسياسة لا تقبل التجزئة ، فاذا بلعت الفأس الكبيرة فيمكنك ابتلاع الابرة الصغيرة بسهولة ، لذلك كان السيد/الصادق المهدي موضوعيا في انتقاده لحكومة الانقاذ ، وسبب لها الكثير من الحرج ، فأهل السودان قد عشقوا السياسة ، والسياسة في السودان لا يتعاطاها النخب لوحدهم ، بل هي وجبة مجانية قفزت الي قمة اهتماماتنا بعد تطور وسائل البث الفضائي ، وسهولة الوصول الي وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ، اضافة الي كل ذلك ، النشر الالكتروني ، وهو سمة جديدة تحدت عالم الصحافة المكتوبة ، التي يسيطر عليها مقص الرقيب .

    في عام 90 كتب الصادق المهدي كتيبا اسماه تحديات التسعينات ، ولا زلت أعتبر أن هذا الكتيب علي قلة تواضعه من ناحية عدد الصفحات ، أنه أهم انتاج أدبي وسياسي آرخ لتلك الفترة المحتقنة ، وقد تساءل الصادق المهدي في تلك السطور ، لماذا كانت الحركة الاسلامية في السودان قاسية مع أبناء الشعب السوداني ؟؟ وكيف عملت ضد الحريات علي الرغم من ترعرعها في مناخ صحي ديمقراطي ، أوصلها الي البرلمان عن طريق صناديق الاقتراع ، ولماذا وأدت الانقاذ حرية الصحافة ، وهي التي استخدمت هذا السلاح بشراسة في وجه الحكومات الديمقراطية المتعاقبة ، فقد نوه الصادق المهدي الي ملاحظة مهمة ، ان الحركة الاسلامية في السودان لم تواجه ما لاقته مثيلاتها في مصر والجزائر والهند ، وان أنتاج الفكري للحركة الاسلامية في تلك الدول تأثر كثيرا بحالة القمع والمطاردة التي تعرض لها هذا التيار ، فالقمع الهندوسي للمسلمين في الهند جعل كتابات أبو الاعلي المودودي قاسية ومتطرفة ، وتنكيل جمال عبد الناصر بالاخوان المسلمين في مصر هو الذي جعل كتابات سيد قطب مثلا في التطرف والغلو ، الي درجة وصلت الي تكفير كافة المسلمين ووسمهم بالجاهلية .فالحركة الاسلامية في السودان لم تكن محرومة من المشاركة السياسية ، وكان لها وزن في البرلمان واتحادات الطلاب ونقابات المهنيين ، بالاضافة الي سيطرتها علي البنوك الاسلامية والنشاط الاقتصادي ، وسط هذا الجو المتسامح نشأت الحركة الاسلامية . ونتيجة لهذا التسامح قامت الجبهة الاسلامية بانقلابها المشئوم ، وقضت علي الدولة الديمقراطية ، وفتحت عهدا سيئا من التجربة السياسية في السودان ، انتهت الي ما نراه اليوم من تمزق في لحمة الوطن الواحد ، وتفاوت كبير بين الاغنياء والفقراء ، وغياب تام للخدمات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم والدواء ومحاربة البطالة .

    كان الصادق المهدي متابعا للشأن الداخلي والخارجي ، يعينه في ذلك سلاسة الفاظه والتي تجمع بين مخاطبة عقل الانسان البسيط والمثقف الغير العادي ، كما أنه يملك حضورا ذهنيا كبيرا ، ومن المستحيل أن يتخلف عن ابداء موقف حزبه في ساعة وقوع الحدث ، ولذلك استطاع السيد/الصادق المهدي أن يسجل حضورا في كافة المناسبات السياسية ، وتعافي حزبه بدرجة كبيرة من سياسة الاغواء التي مارسها حزب السلطة من أجل استمالة العناصر الهشة داخل حزبه ، نجا حزب الامة من كارثة انسلاخ السيد/مبارك الفاضل ، ونجا أيضا من مكيدة حزب الامة القيادة الجماعية ، والتي لا تضم الان سوي خمسة اشخاص ، كلهم وزراء ومستشارون في حكومة الانقاذ . جاء اتفاق أبوجا الاخير بين حكومة الانقاذ وحركة تحرير السودان ، أعتقدت الانقاذ أن الازمة قد أنتهت من غير جلبة ولا ضوضاء ، فها هو حلم السلام قد تحقق ، والحرب قد وضعت أوزراها من غير تدخل أممي أو محاكم دولية ، ولكن للسيد/الصادق المهدي رؤيته الخاصة ، فأعتبر ان هذا الاتفاق هو بمثابة ( عطية مزين ) ، وهذا المثل يقصد به المقابل الذي يدفع للحلاق ، وهو مقابل ضئيل اذا قورن الجهد الذي يبذله المزين في احضار الماء والصابون والموس .وأستغرب السيد /الصادق المهدي كيف يحتاج قرار تقسيم دارفور الي ثلاثة مناطق معزولة وهو قرار فوقي الي استفتاء شعبي من أجل الغائه ؟؟ ، والجديد في اتفاق أبوجا كما يري الصادق المهدي ان الامن والنظام أصبحتا من مسؤولية الامم المتحدة ، لم يعد هناك مجالا للاعتراض علي التدخل الدولي ، اما السيادة الوطنية فقد اصبحت في خبر كان .

    ردت الانقاذ بعنف علي هذه الانتقادات وأعتبرتها حالة هستيريا عصبية تمر بها قيادات أحزاب المعارضة السودانية ، والتي كانت تراهن علي تدخل دولي مفتوح يمهد الطريق الي تحول شامل ديمقراطي شامل ، طبعا يأتي ذلك بعد الانتهاء من عملية المحاكم الدولية ووضع المتورطين في انتهاكات دارفور داخل أقفاص العدالة الدولية ، تعالت صيحات الغضب داخل حزب المؤتمر الوطني ، الوعاء الجامع الذي فقدت رموزه المصداقية والموضوعية ، وصف أحدهم أن كل من يعارض اتفاق أبوجا هو ( ابن حرام ) ، لا أدري ما هي علاقة النسب الشخصي بقضية سياسية معقدة ، فقد أنحدر المؤتمر الوطني بخطابه الي الحضيض ، فأستغل الصادق المهدي الفرصة ، فوصفه بحيوان ( أبو العفين ) الذي يطلق ريحا نتنة عندما تضيق به الحاجة وتنسد في أمامه السبل .

    والسيد الصادق المهدي من أكثر الناس استعمالا للأمثلة المستخرجة من الواقع السوداني ، فحيوان أبو العفين أو الظربان كما تطلق عليه العرب يضرب به المثل في الدناءة ، فهو يطلق ريحا نتنة مخلوطة ببعض الرذاذ في وجه خصومه ، وتقول العرب أن الثوب يبلي وريح الظربان لا تبلي ، وبما أن أبو العفين اصبح موضع الاهتمام فسوف أشير الي خواص هذا الحيوان العجيب حتي لا نظلمه عندما نشبهه بحزب المؤتمر الوطني ، هذا الحيوان موجود في السودان ، وهو من الثديات(Mammals) ، وفي الولايات المتحدة يعتبرونه من عائلة الدبيات (beers) ، لأنه يستطيع الوقوف علي رجليه الخلفيتين ، وهو آكل للحوم ويتغذي ايضا علي الحشرات ، ودورته الدموية مقاومة لسم الافاعي والعقارب ، وتلد انثاه في كل عام أربعة جراء ، والويل كل الويل لمن يمس جراه بسوء ، لأنه يدافع عنهم بشراسة ، ليس عن طريق اطلاق الريح (foul smell) فقط ، بل ايضا يستخدم أنيابه وأظافره ، فقد أشتهر هذا الحيوان بالرغم من صغره بمواجهة الحيوانات التي تفوقه حجما مثل الضباء ، فأبو العفين عادة ما يقوم باصطياد الضب ، عن طريق النفث في جحره ثلاثة مرات ، بنفس السلاح الكيماوي الذي عناه الصادق المهدي في أقواله ، فتنطلق الرائحة الكريهة داخل جحر الضب وتسد منافذه ، يخرج الضب وهو مغشي عليه من الرائحة ، ولا يقدر علي الحراك ، فيقبل عليه أبو العفين ويوسعه تقطيعا بأنيابه الحادة .

    هذا هو أبو العفين ، الحيوان الذي نصفه بالوضاعة ، يكفيه شرفا أنه يدافع عن ابنائه حتي الموت ، ويزيد من هامته أنه يتحدي أعداء يفوقونه قوة وبدانة ، علي عكس حكومة الانقاذ ، التي برعت في الفتك بأبناء الوطن ، واشتهرت بالانصياع للقوي الاجنبية ، كان السودان قبل يونيو 89 وطنا موحدا ، وخالي من أحذية القوات الاجنبية ، هولاء هم الذين ثاروا من أجل التحرر والانعتاق ، باعوا الوطن للشيطان مقابل أن يجلسوا في كراسي السلطة ، حولوه الي دويلات وأحيوا فيه جاهلية العرب النتنة ، تمزق اجتماعي وحروب بين القبائل ، دفع ثمنه الابرياء في دارفور ، لم يألف أهل السودان بيعة القبائل الا في عهد الانقاذ ، وأشعر بالحزن والاسي وأنا أري شيخا كهلا ، تقاطرت حوله سنون العمر وهو يقول :

    باسمي .. وباسم زوجتي وأبنائي ..باسم قبيلتي وعشيرتي

    أبايع حزب المؤتمر الوطني علي السراء والضراء

    وفي المكره وفي المغنم

    في الموت وفي الحياة

    وفي كل مقطع نسمع من يردد الله أكبر .. الله أكبر

    من الذي أتي بهذا الغثاء ، وسمح ببثه في الفضائيات ؟؟

    أنها دولة أبو العفين


                  

05-15-2006, 01:02 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاجرام السياسي وفحش القول ... مقابل العمل السياسي الرصين (Re: الكيك)


    الاثنيـن 17 ربيـع الثانـى 1427 هـ 15 مايو 2006 العدد 10030
    الشرق الاوسط
    شأزمة «أولاد الحرام»!

    محمد صادق دياب



    يبدو أن وزير الطاقة والتعدين السوداني عوض أحمد الجاز رجل يستمد طاقته من وزارة الطاقة التي هو وزيرها، فلكلامه القدرة على إشعال الحرائق، وهذا تماما ما فعله الوزير «الجاز» أثناء مخاطبة الجماهير، ووصفه المناوئون لاتفاق أبوجا الخاص بدارفور بـ«أولاد وبنات الحرام».. وقد قامت الدنيا ولم تقعد ضد هذا الوزير الذي لم يستطع أن يخضع مفرداته لاشتراطات قاموس السياسة، فترك لها العنان لتصل إلى تخوم اللغة الحرَاقة التي يتداولها العوام الغاضبون. وقد استنكر كلام الوزير الأصدقاء والخصوم، فمن سمات أهل السودان أنهم أهل طبع رقيق ينأون بأنفسهم عن سقط الكلام وفاحش القول، ولو ترك السودان لفطرة أهله لكان بلد السلام، ولكن من يسلم من مكايد السياسة؟ لله دره.
    وبعيدا عن الوزير الجاز والسياسة والسياسيين سأتحدث هنا عن مناقب الإخوة السودانيين كما عرفتهم في مدينة جدة، منذ أن جاءت طلائعهم الرياضية في عقد الخمسينات ليسهموا مع اللاعبين السعوديين في تطوير كرة القدم، فكانت الفرق الكبيرة في جدة مثل الاتحاد والأهلي والهلال البحري تتشكل من عدد كبير من اللاعبين السودانيين الذين يلعبون في أنديتنا، ويسكنون أحياءنا، ويتفاعلون مع سائر ضروب حياتنا بقدر كبير من الود والمشاعر الحميمة، وأتذكر مصطلحاتهم وأمثالهم الكروية الطريفة مثل قولهم «إذا فاتك الكفر لا يفوتك الزول».. أي أنك إذا لم تلحق بالكرة فلا تدع اللاعب يمضي إلى المرمى، فـ«الكفر» هنا يقصد به الكرة، و«الزول» هو الرجل أو اللاعب الخصم.. وقولهم: «إن أردت شهرة في لمح البصر.. يا تعزف وتر يا تدق كفر»، أي أن الشهرة لها طريقان، فإما أن تكون عازفا أو لاعب كرة. ولن أنسى أستاذي السوداني الظريف جعفر الذي كان يعلمنا مادة الترجمة حينما كان يترجم قصة «أندروكلس والأسد» من الإنجليزية إلى العربية فكان يلجأ إلى ظرفه المعهود ليمنح الدرس تشويقا، فيقوم بترجمة النص على مراحل، إذ يبدأ الترجمة أحيانا من الإنجليزية إلى السودانية الدارجة، كأن يقول: «الوليد يكورك في خشم الزول»، والمقصود طبعا أن «الولد الصغير يصرخ في فم الرجل».
    ما أردت أن أقوله إن الإخوة السودانيين كما عرفتهم يتسمون بالألفة ورقة الطبع، فلكبريائهم شموخ الصواري ولقلوبهم أجنحة عصافير، وهم أهل فن وشعر وعاطفة، ولا مساحة شاغرة في قلوبهم للغلظة والقسوة والعنف.. ولذا تجدني أتمزق حزنا كلما طالعتني الصحف بأخبار مذابح دارفور وصراعات الشمال والجنوب لأنني على ثقة بأن الأيدي التي صنعت فتن السودان لا يمكن أن تنتمي سيكولوجيا إلى ذلك المجتمع العاشق للجمال والسلام والمحبة، فهي نقاط قاتمة معتمة لا بد أن يحاصرها السودانيون ببياض فطرتهم.. فهل يفعلون؟

    [email protected]



                  

05-15-2006, 11:16 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاجرام السياسي وفحش القول ... مقابل العمل السياسي الرصين (Re: الكيك)

    انقل فيما يلى تعليقات السودانيين وغيرهم على مقال الاستاذ محمد صادق دياب السعودى الامين مع نفسه وصاحب الاخلاق العا
    أبو بكر حامد، «المملكة العربية السعودية»، 15/05/2006
    يا سيدي إن مشاعرك المرهفة تجاه السودانيين تنعكس بوضوح في كتاباتك. ولا غرابة فأنت ابن جدة التي لا يفصلها عن السودان سوى البحر، وكلامك عن مناقب السودانيين كلام يدعو إلى افتخارنا به نحن السودانيون لأنه يصدر من كاتب صادق مثلك تجاه مجتمع عربي اعتاد أن يعيش في محبة وسلام مع نفسه وجيرانه حتى ذهب ضحية المؤامرات العالمية وأصبح منطقة صراع وفتن غير مبررة. نعم لو سلمنا تلك المؤامرات لعشنا في أمن وأمان لأن هذه فطرتنا وطباعنا وعاداتنا. أشكرك أخ محمد من الأعماق على قلمك العادل النزيه.

    الطـيـب بـشـير الطـيـب US، «الولايات المتحدة الامريكية»، 15/05/2006
    تحايا بالغة العذوبة للأسـتاذ محمد صادق دياب وشـكر بلا حدود للكلمة الجميلة والعبارة الحانية التي بذلها في حقنا نحن معشر الأزوال. سـر انفعال حروفي بهذا الصدق العاطفي هو الجفوة التي طغت على التعاطي الإعلامي للشأن السوداني في بعض الوسائط الإعلامية العربية، لا سيما بعض الفضائيات، و التي تجعل من السودانيين مادة للتندر و الإضحاك! تارة من اللون الأسـود، و لا ندري هل يلومون الصنعة أم الصانع؟ و طورا من تهمة الكسـل التي يسعى البعض لإلصاقها بنا. نحن شعب تشغله أزمة الهوية الأفريقية/العربية وتتم مناقشة هذا الأمر يوميا في الجامعات ودور الأحزاب والصحف ومنتديات شبكة الانترنت وحتى جلسات الأصدقاء، فلماذا يسعى البعض لتقديم نماذج طاردة للإخاء العربي والإحترام لأصول بعض السودانيين العربية؟ والحال كذا يلزمنا هنا أن نتقدّم بالتحية للأستاذ محمد صادق دياب و هو يعطينا هذه المساحة الحميمة ونقول له (إنت زولنا بالحيل).

    عماد الدين الطيب، «الولايات المتحدة الامريكية»، 15/05/2006
    لله درك يا أخ محمد في ما كتبته عن أهل السودان الذين فعلا كما قلت ليست هناك مساحة في قلوبهم لسفه القول. وما يجعلنا نحن أهل السودان نشعر بالأسى أن يصدر عن أحد المسؤولين وصف مثل الذي كان موضوع مقالك الراقي رقى قلمك المعروف بصدق كلماته ومداده السائل بترياق شاف لما في الصدور.
    لك أقول تعليقا على ما ورد فى مقالك، ليت أولياء الأمور في وطني السودان يتعلمون أمرا واحدا من كتاباتك الوافية الشافية، ألا وهو عفة اللسان، ونزاهة النقد حتى لا يكون لمرضى القلوب حجة لصب الزيت على النار.

    محمد نجم، «المملكة العربية السعودية»، 15/05/2006
    نشكرك أخ محمد على مشاعرك النبيلة تجاه اخوتك السودانيين وعلى فكرة اسم (دياب) هذا كثير جدا في شمال السودان وكنت اعتقدك سودانياً لكتاباتك المنصفة للسودان وأهله، أما هذا (الجاز) فاسمه مستمد من أحد مشتقات البترول وهو الكيروسين ويعتقد لذلك أن له الفضل في اكتشاف البترول وبفضله هذا يعتقد أن لا أحد غيره يصلح لقيادة وزارة الطاقة حتى وصل الخلاف بين طرفي الحكومة حول هذه الوزارة حد النزاع وأوشكوا على فض شراكتهم، والجاز لانتزاعه الوزارة بعد كل ذلك الخلاف تضخمت الأنا في نفسه وهو أصلاً فظ غليظ لا يتعامل بمفردات الساسة ويرمي بالقول على عواهنه كما يقولون، وأرجو صادقا أن يتفاعل الاستنكار بلغته التي لا تشبهنا لحد إخراجه من وزارة الطاقة.

    mekki bashir mekki، «السودان»، 15/05/2006
    نشكرك على مقالك الجميل عن الشعب السوداني ونحن نكن نفس المشاعر للشعب السعودي خاصة نحن مواليد الأربعينات والخمسينات. الشعب السوداني شعب عربي إفريقي مسلم من يقول لأميركا بأن ترفع يدها عن شعب السودان ليعود كما كان.

    محمد جبريل، «المملكة العربية السعودية»، 15/05/2006
    يا أخي الله يجزيك خير الجزاء على هذا الإنصاف وهذا الفهم العميق للشخصية السودانية والتي فشل الكثير في فهمها بالرغم من بساطتها ووضوحها، وهذا التقدير الرائع للشخصية السودانية إنما يدل على أصالتك وصدقك ولا غرو فإنك محمد بن صادق، لك الشكر مجدداً ودمتم ذخراً للعروبة وللسودانيين.

    خالد رحمة جبارة، «المملكة العربية السعودية»، 15/05/2006
    لله درك يا أستاذ محمد صادق ويبدو أن لك من إسمك نصيب فكلماتك الصادقة الحانية الرقيقة تتزل علينا بردا وسلاما في وقت تجدنا فيه في أشد الحاجة إليها. أمثالك من أهل الوفاء - منقرضون- في هذا الزمان ، لذلك لا أملك سوى الإنحناء أمامك تقديرا وإجلالا ومحبة بل ودعاء بأن يحفظك الله ويحميك بمقدار حبك لهذا البلد الكبير وأهله الطيبين الذين لايمكن وصفهم بأكثر مما سطره مداد قلمك الرفيع النزيه. أطال الله بقاءه.

    أسامة شرف الدين - جامعة شندي، «السودان»، 15/05/2006
    شكراً للأستاذ الصادق محمد صادق على هذه المشاعر الصادقة لكن كما قال وزير خارجيتنا المهندس لام أكول مشاكل السودان مشاكل سياسيين في السلطة أو معارضة تسعى للسلطة وليس مشاكل عامة الشعب ذي الصفات الحميدة التي ذكرتها.

    عمرعبدالله عمر، «المملكة العربية السعودية»، 15/05/2006
    صدقت أخي محمد نعم الأخوة السودانية أهل رقة وعزة نفس ومتكاثفين فيما بينهم لأبعد حد إضافة إلى كرمهم المعهود عنهم, فأنا أخبرهم عن قرب بحكم الجيرة والزمالة في العمل وكانوا معلمينا.

    الأمين الزبير علي، «المملكة العربية السعودية»، 15/05/2006
    حقيقة ما تحدث عنه الأستاذ محمد صادق دياب من مناقب في حق أهل السودان يف مقاله المميز كتميز كاتبه المرهف الحس العبق الذكريات إن دل على شيء انما يدل على أصالة الاستاذ دياب الذي أعرفه كما أعرف نفسي ومن الذي لا يعرف البدر وهو على الدوام ساطع عبر جريدتنا الغراء فيتحفنا بابداعاته الثرية في كافة شئون الحياة وربما كانت التوأمة بين شعبي السودان والمملكة كانت سببا في تلك العلاقة الحميمة ورسوخ تلك الذكريات الجميلة التي لم تحفر في ذاكرة الاستاذ دياب فحسب بل حفرت في ذكريات آبائنا وأجددانا بشهادتهم على العصر فورثونا تلك الجماليات وعبق الذكريات.

    عبد الله البحيراوي، «المملكة العربية السعودية»، 15/05/2006
    الشكر أجزله نزجيه نحن معشر السودانيين للكاتب الجميل محمد صادق دياب والذي سطر بصدق سجايا سودانية نادرة تعلمها من خلال جغرافيا السودان للسعودية وعلاقات ود ضاربة الجذور نعتز ونفخر بها على مستوى الذات السودانية ثم يتلمسها من عاشرنا ليحكي بها لمن لم يعايشنا من الشعوب. وبما أن المسلم حسب وصف المصطفي صلى الله عليه وسلم هو من يسلم الناس من لسانه فإن ما جاء على لسان الوزير لا يشبه أهل السودان حتى في أعنف حالات الخصومة السياسية ويعد خروجاً عن المألوف العام وحتى الخاص بصفته وزيراً في حكومة سودانية، ولكن عزاءنا هو أن تلك ليست صفاتنا ولا نتعامل بها في شؤوننا العامة. ولك شكرنا ثانيةً أهل السودان على هذا الإنصاف.


    نهال كامل .. الامارات، «الامارت العربية المتحدة»، 15/05/2006
    سهولة الحصول على جواز السفر السوداني ترك الفرصة لنازحين كثر من دول افريقية مجاورة للتجنس بالجنسية السودانية! حتى اصبح السودان مرتعا لكل من هب ودب، و منهم من استقر بالسودان وتقلد مناصب تصل لدرجة وزير خصوصا في الحكومة الحالية.

    رانيا قاسم - الامارت، «الامارت العربية المتحدة»، 15/05/2006
    لا أجد غير كلمة شكر لك أيها الكاتب المبدع . شكراً على إحساسك الرائع ورأيك الجميل عن السودانين .


    علاء كنة، «المملكة العربية السعودية»، 15/05/2006
    لك كل الشكر أستاذنا دياب ولا أريد أن أكرر ما قاله الإخوة قبلي ، ولكن ما أردت قوله هو بأي حق ينعت هذا الوزير بتلك الألقاب والأشياء التي يعف عنها اللسان وخاصة من كان في مقامه (وزير) فالإنقاذ وضعت سرجها على ظهر الشعب السوداني ووزرت كل من هب ودب .

    أمين عبد الماجد، «المملكة العربية السعودية»، 15/05/2006
    يا أستاذ محمد إن علاقتنا بحرفك تمتد لأكثر من ربع قرن نتابعك من مطبوعة لأخرى لصدق حروفك وسمو كلماتك ، فأنت أديب وكاتب مختلف ومتميز.
    واليوم نحن السودانيين نزهو بشهادتك عنا فهي تأتي من كاتب تشهد كتاباته على استقلاليته وشموخه وصدقه . وفقك الله وزادك ضياء ورفعة.

    أبو مهند الفهمي، «المملكة العربية السعودية»، 15/05/2006
    يا أخي أنا أتفق معك تماما وكان لدي دائما اعتقاد بأن السودانيين هم أطيب العرب فهم قليلوا كلام وأمينون ولا يحبون الخوض في الجدليات عموما. ونحن في السعودية نحترمهم جدا. وشكرا على هذا المقال.

    إسماعيل التاج - لندن، «المملكة المتحدة»، 15/05/2006
    شكراً على هذا الدرس الإعلامي الرائع من الأستاذ محمد دياب. وهـذا هـو دور الإعلام الـنـزيـه الذي لا يخاطل ولا يـداهـن ويقول للوزير لقد أخطـأت. وبينما انبرى كثير من المعلقين للحديث عن خصائل السودانيين نسوا في غمرة ذلك الرسالة العميقة التي أفـردها المقال وهي كيف يمكن لمسئول أنْ يتـفـوَّه بكلمات تخرج عن إطار الذوق السليم في أدنى الحدود، وفي الجانب الآخر هنالك السؤال المشروع: من يحاسب مثل هذا الوزير في ظل وضع سياسي لا يعرف ولا يعترف بمحاسبة المسئولين؟

    مخلص أمين م النصر الدقهلية، «مصر»، 15/05/2006
    إن صفة (أولاد الحرام) الواردة في العنوان غير مقصود بها أبناء الخطيئة الذين حُرموا من حضن الأم واعتراف الأب وبراءة الطفولة ورعاية الأسرة ، فالمعنيون بهذا الوصف الآن هم المؤججون للصراعات والعصبيات والقبليات ، ومن لايعرفون الخجل ولا معنى الحياء ، ومن يصرحون بتصريحات بلهاء بغير حساب ولا يرتدعون لعقاب ، ومن يقولون مالا يفعلون ولا يراعون حق الله والوطن ، ومن يكتبون تقارير مضلة ومضللة لاتمت للحقيقة بصلة ويظلمون الضعفاء ويناصرون الأقوياء ، ومن يخوضون في الأعراض وينتهكون الحرمات ، ومن يُرسلون الفيروسات إلى الحاسبات لتخريبها ، فأولاد الحرام يتكاثرون بجلاء في المجتمعات المنحلة التي يكثر فيها النفاق والرياء مصداقاً لما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (في آخر الزمان يكثر أولاد الحرام) فقيل أمن كثرة الزنا يارسول الله ؟ ، قال (أفعالهم هي التى تدل عليهم) أو كما قال .

    رفعت ميرغني، «مصر»، 15/05/2006
    شكراً لك سيدي على معسول الكلام، وعلى هذا الدفق الودي الصادق، ومهما كان الخلاف ودرجات الإختلاف لا يملك أحدنا الحق في أن ينعت الآخرين بألفاظ على شاكلة هذه التي وضعتها بين قوسين، إنها أزمة حقيقية، ومهما فكرنا في صيغة هذه العبارة وأطلنا النظر إلى مدلولاتها فإننا لن نجد لها تفسيراً مقبولاً لا يخدش الحياء.

                  

05-17-2006, 05:06 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاجرام السياسي وفحش القول ... مقابل العمل السياسي الرصين (Re: الكيك)




    د. عبد الله علي ابراهيم

    د. عبد الله علي ابراهيم

    [email protected]

    يا أيها الإسلاميون: اتركوا جامعة الخرطوم فهي مأمورة . . . بالحقيقة

    عن الراى العام

    جزى الله خيراً رفاقي من الكتاب الذين اجتنبوا فتنة الدكتور الترابي وخصومه بالقول الراشد الناصح. وللأسف لم يعد النصح يجدي في شيع الإسلاميين وعلمائهم وساستهم المتشاكسة منذ حين طويل. ولذا شاعت بيننا كلمة «أصمى» في الحديث عنهم ومعناها أنهم وضعوا طينة بأذن وعجيناً بأخرى لا يسمعون ولا يعقلون: خرجوا عرايا ولا قوا متحزمين. وقد توقفت منذ زمن عن بذل النصح لهم وهو ما حرصت عليه منذ تولوا الحكم بيننا عنوة في 1989 وكان منطقي أنهم «وقعوا علينا» كما قال حكيم سوداني . فنحن العرب المسلمين في الوطن غابة ومن طبع الشجر أن يقع على الشجر. وأردنا أن تكون وقعتهم عثرة نقيلهم منها بالقول اللطيف والثقيل. ولكنهم أرادوها سقطة . . . وكانت يا عرب. ولم نعرف بعد إن كانوا قوماً فطنتهم قد جاءت وولت أم أنها ممن يأتي ولا يأتي. وكانوا مثل من «يخربون بيوتهم بأيديهم». والحمد لله تسوق الحمد الله كما كانت تقول الحاجة الوالدة.

    لقد أزعج كلاً من رفاقي الطيب زين العابدين وخالد المبارك وعثمان ميرغني والوراق وكمال الجزولي معنى من المعاني التي أفسدتها فتنة الترابي والعلماء. ومن تلك المعاني حرمة الرأي وخلق الخلاف والتناغم بين نظر المثقف وممارسته. وراحوا يستخلصون هذه المعانى من براثن الفتنة. وهذه عبادة على سنة النبي عليه الصلاة والسلام حين قال إن أفضل العبادة هي العبادة في الهرج. أما المعنى الذي أردت استخلاصه من هرج الفتنة فهو حرمة الجامعة.

    فقد اختار كل من الترابي وخصومه جامعة الخرطوم مكاناً للتعبئة والتأليب ومحاكمة الرأي. وليس هذا من شغل الجامعة. فشغلها هو التفكر بالتعليم والبحث يقوم به أولو الألباب أو الأبصار طلباً للحقيقة. وأمر هذا الرهط الباحث نجوى وسامرهم الكتب والحكمة لا يضيق صدرهم بقول أو يحزنون. ويتخرج بفضل هذا الشغل التقى (واسمه كان البرج العاجي) طلع «نورهم يسعى بين أيديهم» يأخذون العفو ويأمرون بالمعروف ويعرضون عن الجاهلين. ولم يطرق أذننا من مجريات خصومة الترابي والعلماء في حرم الجامعة قبس من فقه العلم والجامعة هذا. لقد جاءوا ضيقي الصدر بعضهم ببعض يظن واحدهم أن الآخر قد اصبح عبئاً على الإسلام والدعوة له. ولمحاضراتهم عناوين منفرة مثل «فرفرة دجال» يتنابذون بالنعوت من نوع أباطيل وهرطقات وجهلاء. وعقدوا محكمة تفتيش مطلوب من صاحب الرأي الآخر أن يتبرأ منه في مجلس استتابة بعد مقاضاة أمام محكمة شرعية. وارتفع صوت الهتاف لا الحجة: «نحن الكيزان ما فينا جبان» و«القائد الترابي بالجد إرهابي.» والجامعة براء من كل هذا «الهرج والمرج» كما وصف صحفي ما ساد في نهاية محاضرة من محاضرات الفتنة. الجامعة يا أخوان للنجوى: «جامعة للكتب والحكمة أو . . . لا جامعة».

    إساءة الحركة الإسلامية لجامعة الخرطوم كموضع للنجوى والتفكر قديمة. وهذه مسألة محزنة. فلولا جامعة الخرطوم لم تكن الحركة الإسلامية شيئاً مذكورا. وقد رصدت طرفاً من تطفلها على حرم هذه الجامعة خلال عقدين من السنين منذ أخذت إلى كتابة العمود اليومي وغيره بالصحف السيارة. و عاتبتهم مرة بعد مرة التمس منهم أن لا يورطوا الجامعة فيما لم تخلق له من استعلاء بالرأي والعزة بإثمه.

    كتبت في جريدة الخرطوم بتاريخ 30 أكتوبر 1988 أتمنى على رئيس تحرير جريدة الوطن لو كان دقق في حلقة من الحلقات التي كان ينشرها الدكتور عماد الدين محمد بابكر عن خيبته في تنظيم الاتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم. فقد أخذت على الزميل محرر الوطن أنه لم يحرر هذه الحلقة ليزيل منها مادة عن تحابب خفي يقع بين شباب الاتجاه الإسلامي في حرم مسجد جامعة الخرطوم. وقد جاء عماد بالواقعة في سياق عرضه لما سماه «تبذل حركة الإخوان المسلمين وانقطاعها عن الدين». ولم يزعجني من كلمة عماد وقائع الحب. فلست بالطبع ممن يعيب على المحبين حبهم خفياً كان أو معلناً. ولست ممن لا يغمض لهم جفن إذا ساء حال الجبهة الإسلامية القومية وكسدت تجارتها. ومن جهة أخرى فمسجد الجامعة ككل المساجد له رب يحميه. الذي أشفقني حقاً هو أن يصيب الجامعة مكروه من جراء استخدام بعض وقائع الاختلاط بين الجنسين في حرمها في سياقات سياسية محرجة. فأخشى ما خشيت أن تترتب بتراكم مثل هذه الأخبار عن مجريات بين شباب جامعيين، يختلف الناس حول منزلتها من حسن الأخلاق، ردة قوية بين الأسر وفي المجتمع تدعو إلى تفكيك التعليم المختلط. وهو تعليم يرمز لسلامتنا السياسية والصحية (والاقتصادية حتى ). وقلت إنه قد استأنسنا لهذا التعليم حتى حركة الإخوان المسلمين حين قبلت جامعة الخرطوم كما هي يلتقي فيها الأجنبي بالأجنبية ولكن من قال إن ينابيع التشدد في هذه المسألة قد جفت وإن آخر المتطرفين قد استسلم. وتمنيت لو اقتطع قلم التحرير الفقرة من مقال عماد عن الشروع في الحب في صحن المسجد. فهي ربما فتحت باباً مغلقاً عن أعراف استقرت بالجامعة مثل التعليم المختلط. فالصلاة سر وجهر. ومثل كلام عماد هذا سر في بئر.

    وكتبت في جريدة الخرطوم في 20 نوفمبر 1988 منزعجاً لأن مسجد جامعة الخرطوم احتل أروقة الصحف الأولى في خلال أقل من شهر في ملابسات مؤذية له وللجامعة. فقد رفع رئيس تحرير جريدة الوطن قضية ضد السيد إبراهيم السنوسي العضو القيادي بالجبهة الإسلامية القومية وعضو الجمعية التأسيسية لتحريضه المصلين بمسجد الجامعة ضد الجريدة لحرج ألم بعضو بالجبهة القومية من جراء ملاحقة الجريدة له. وكانت عاقبة خطبة السنوسي أن خرج المصلون القانتون في موكب اعتدى على مكاتب الصحيفة. وقلت إن فعل السنوسي أحزنني بوجهين. أما الوجه الأول فهو أن للمساجد من حيث هي حرمة. فهي منبر الدعوة لله بالحكمة والموعظة الحسنة. أما الوجه الثاني فالجامعات هي حرم تربوي وتحب الجامعة لمسجدها بشكل أدق أن يتوخى ما تتوخاه في أدائها القاصد تنوير وتدريب الطلاب على طلب الحقيقة بتعريضهم لوجهات النظر الناشبة حول مسألة ما. ولذا كانت المظاهرة التي تغذت برأي واحد دفاعاً عن رجل واحد وحزب واحد هي آخر ما خطر للجامعة حين عمرت بيت الله هذا. وتمنيت على الإسلاميين أن يحرصوا على أن يتواري مسجد جامعة الخرطوم عن ثائرات الأحداث وأعمدة الصحف.

    وكتبت في جريدة الخرطوم في السادس من ديسمبر 1988 عن اعتداء طلاب من الاتجاه الإسلامي على عرض مسرحي من أداء طلاب قسم اللغة الفرنسية لمسرحية ''سقوط الباستيل'' بفناء دار أساتذة جامعة الخرطوم. و استدعيت في السياق وقوف أمير منهم في شتاء عام 1968 رامياً بكرسيه إشارة منه للجماعة أن تفض حفل للفنون الشعبية بقاعة الامتحانات بالجامعة نظمه خصمهم وهو الجبهة الديمقراطية. وقلت في الكلمة إنه آن الأوان للجامعة أن تبني مسرحاً لعرض إبداع الطلاب الدرامي. فقد حزنت لأن الجامعة لم توفق خلال عشرين عاماً، وهي الزمن بين المناسبتين المداهمتين بجنجويد الحركة الإسلامية، في بناء هذا المسرح يأوي إليه المبدعون. وقلت إن المسرح، كمبني، يربي الناس على أدب الفرجة. فحضور الفن في موضعه الصحيح غلاب. وختمت كلمتي: ''ولن يمنع قيام المسرح بالطبع جماعات كبس الجبة من فرتقة (الحفلات) ولكننا نأمل أن يسحرها المكان فتنسى تعليمات الفض لتخلد إلى الفن. قال لي زميل محاضر (ممن اشرف على العرض): لقد اعتدوا على عرضنا ولم تبق من نهايته سوى دقائق قليلة. أظن أن العرض سحرهم.'' وتمنيت على جامعة الخرطوم أن تنشئ مسرحاً يتضافر فيه المكان والعرض معاً في كسب جماعات كبس الجبة إلى الفن. فالفن يسع الجميع. وهو غلاب في مكانه الصحيح وفي وقته الصحيح.

    من فضول القول هنا التطرق لكيف جازت الحركة الإسلامية جامعة الخرطوم حين غلبت على الدولة في .1989 لقد توسعت في التعليم العالي. وهذا حسن مهما كان الرأي فيه. ولكن ما عاب هذا التوسع هو كيد خفي وغير خفي لجامعة الخرطوم: للسانها، لمعيارها في ضبط الجودة، لسكنى طلابها، ولتحرر حياتها. وهدمت ''ثورة'' التعليم العالي الإنقاذية بذلك عنواناً للإحسان في التعليم الجامعي لا يصح إلا به إسوة بجامعة القاهرة أو أكسفورد أو هارفارد. فأي من الجامعات الجديدة مثلاً لم يسعفها بالمحاضرين برنامج الدراسات العليا بجامعة الخرطوم الذي بدأ مكتباً صغيراً بدأه المرحوم محمد عمر بشير في الستينات الأولى حتى استطال كلية حسنة التأهيل دقيقة المعايير؟

    ربما كان هرج الإسلاميين الأخير بجامعة الخرطوم مناسبة ليكفروا عن ذنبهم العظيم بحقها يفيقوا به بأنها بيت حكمة لا مغارة لصوص كما قال السيد المسيح. وأتمنى أن يبدأوا بتخصيص ميزانية تردها إلى إحسانها كسفينة الطليعة في التعليم الجامعي. وقد سبقني رفيقي جعفر عباس إلى دعوة خريجي جامعة الخرطوم لإقالة عثرة جامعتهم التي توارت من قائمة الجامعات المحسنة في أفريقيا. وما عرفنا عنها هذا

    قديماً.



                  

05-20-2006, 02:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاجرام السياسي وفحش القول ... مقابل العمل السياسي الرصين (Re: الكيك)

    عن سودانايل AM

    المسئولية الأخلاقية لتعطيل مبادرة الحوار الوطني .. على من تقع؟!

    مآل الدولة العباسية وحال الإنقاذ الماثل: هل يعيد التاريخ سيرته الأولي !!؟

    د. فتح الرحمن القاضي
    [email protected]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لماذا لا تُرفع الحصانات الرسمية وتفتح الملفات المحجوبة وتستنفر أجهزتنا العدلية للتحقيق الجدى في سائر المظالم والجرائم القائمة والمحتملة في حق الوطن والمواطنين

    تصريحات الترابي كانت أشبه بمشرط الطبيب الذي يستهدف تخليص الجسم المريض من بؤر غائرة مكتظة بالسموم فكان متوقعاً أن تلازم عملية الاستئصال كثير من ردود الافعال وأعراض الانفعال؟!!.

    ليس من العدل أن تبقي الحركة الاسلامية في قفص الاتهام طيلة عشر سنوات متهمة بالتطرف والارهاب مقابل جريمة لم تقترفها مما يجعلها عرضة لكل ألوان الابتزاز

    متى يتحلى الجميع باحتمال المسئولية بجدٍ ويكفوا عن التعلل بأتفه الأسباب لتعطيل مبادرة الحوار الوطني التي يرجى لها أن تعبر بالبلاد والعباد إلي بر الأمانً؟.

    يقول المؤرخون بأن من أشد ما شهدته الحضارات من وقائع الانهيار الساحق هو ما شهدته الخلافة العباسية ممثلة في حاضرتها بغداد. وقد تضافرت عوامل سقوط الدولة العباسية من داخلها ومن خارجها، فمن الداخل دبت في سياسات السلطان مختلف ألوان الفساد والظلم وفي أوصال الدولة التمزق مما جعل لديها قابلية عظمي للاستلاب من قبل أول غاز، ومن الخارج كانت جحافل المغول بقيادة هولاكو التتري تحاصر بغداد استعداداً للانقضاض على المدينة المنهكة. ولم يطل انتظار المغول كثيراً إذ ساهمت خيانة ابن العلقمي وزير المستعصم آخر خلفاء بني العباس في التعجيل بإسقاط المدينة حيث تواطأ مع هولاكو على فتح أسوار بغداد وتيسير دخول الغزاة اليها نظير ضمان سلامته الشخصية والإبقاء علي منصبه في عهد المغول. وهكذا شهدت بغداد فوضي عارمة – أشد من الفوضي التي تشهدها اليوم- حيث قتل الخليفة المستعصم آخر خلفاء بني العباس علي يد هولاكو واستبيحت بغداد وذبح علماؤها واغتصبت نساؤها وألقي بتراث الحضارة الإسلامية العظيم الذي يربو علي 10 مليون مخطوط في نهر دجلة لتدك عليه سنابل الخيل وهي تعبر في طريقها الي الضفة الاخري للنهر!!.

    وفي أعقاب سقوط بغداد جئ بابن العلقمي وقد كان يظن أنه سوف يلقي كل ألوان التكريم والاستوزار على يد المغول، بيد أن هولاكو ربط بن العلقمي بحصانين أحدهما جائع والآخر ظمآن وأطلق الخيول الجامحة في اتجاه الماء والكلأ لتحيل بن العلقمي إلى أشلاء ممزقة. وقد كان بن العلقمي يأمل في أن يفي هولاكو بوعده غير أنه قضي غير مأسوف عليه تشيعه سخريه هولاكو وهو يقول: كيف نأمنك وقد خنت خليفتك؟ وما الضمان أن لا تخوننا في يوم من الأيام ؟.

    ومهما يجري من اختلاف بين المؤرخين في تفسير دوافع خيانة بن العلقمي فقد شاءت سنة الله الماضية في الكون أن تُرِي الدولة العباسية ألوان الخراب حيث بادت تلك الدولة في القرن الثالث عشر الميلادي بعد أن سادت دهراً من الزمان لتنتقل الخلافة من بعد حين الي العثمانيين.

    ويجوز للمستبصرين في عبر التاريخ وسيره أن يتساءلوا كيف تسني لدولة بني العباس أن تسقط على هذا النحو المريع وهي تحمل لواء الخلافة وترفع رايات الإسلام؟ فالله جلت قدرته لم ولن يخلف وعده (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، فموطن العلة إذن يكمن في منهج الخلافة العباسية الذي فارق المبادئ ، إذ كانت الدولة ترفع الشعار الاسلامي بيد أن ممارساتها كانت تصب خارج الإطار، ولذا كان من الطبيعي أن يحل عليها العذاب (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).

    وبما أن سنن الله ماضية والتاريخ يعيد نفسه كما يقولون فإن ثمة سؤال قائم نلمحه في العيون الحائرة بين ظهرانينا: هل هنالك يا تري وجه للشبه بين مشروع الإنقاذ الحضاري في أرض السودان– وذلك إن بقي للإنقاذ شئ أو مشروع من حضارة– وبين الحضارة الإسلامية المشرقية في عهد الخلافة العباسية؟. وبعيداً عن العلم المحيط الذي قد يسعفنا كثيراً في تحليل سنن التاريخ يمكن الإفضاء إلى حكم مفاده أنه رغم اختلاف الزمان والمكان وتبدل الوسائل وتغير المآل إلا أن هنالك تشابه عجيب بين العهد العباسي والإنقاذي..فهل يا تري يعيد التاريخ سيرته الأولي؟!.

    وعلي سبيل المثال لا الحصر، إن إمعان النظر في قصور سياسة طلاقة الرأي والحرية العامة يكشف عن ظاهرة واحدة تتجلي بوضوح في كلا العهدين ، فبمثلما ضاقت الدولة العباسية من نزعتها المعتزله بشيخ الفقهاء أحمد بن حنبل وأودعته غيابة الجب دهراً طويلاً بسبب الجدل الدائر حول القرآن قديم هو أم مخلوق، فقد ضافت الإنقاذ ذرعاً بشيخها حسن الترابي وأودعته غيابة السجن زمناً ليس بالقليل بسبب الجدل الدائر حول مسيرة الدولة وقضايا الفساد وطهارة الحكم وتوزيع السلطات وتوازنها وإقامة العدل وبسط الشوري، وسوي ذلك من القضايا والاشكالات التي احتدم حولها خلاف شديد ولم تجد حتي يومنا هذا تحريراً أمينا لاسبابها ودوافعهاً!!. ومغزى الحالة التي نحن بصددها هنا هو ضيق صدر العهدين بالرأي الآخر حتى لو كان هذا الرأي صادراً من شيوخ من أمثال ابن حنبل في العهد العباسي والترابي في عهد الإنقاذ!!.

    ودعونا نمعن النظر في المعارك الدائرة في خواتيم العهد العباسي فها هو الخليفة المستعصم يُعمل سيفه تقتيلاً للشيعة في واقعة (الكرخ)، وها هي نكبة البرامكة تشيئ بأسوأ الوان الصراع على السلطة، وبمثلما فشلت الخلافة العباسية في تحقيق وحدة الصف الاسلامي وحقن دماء المسلمين آنذاك، ها هي الإنقاذ تفشل في تحقيق السلام والوحدة الوطنية بين تيارات الامة السودانية وقبائلها ، كما تفشل ايضاً في حقن نزيف الدم وايقاف مسلسل الدمار ليؤول غالب أنحاء البلد الي نكبات في الجنوب ودارفور والشرق والوسط والشمال!!.

    ودعونا نمعن النظر في موقف العلماء الذين خرجوا يستقبلون هولاكو المجوسي بالتكريم والتعظيم علي مشارف بغداد ليلقوا جزاء النفاق حيث امر هولاكو بذبحهم ليصبحوا عظة لمن يتعظ في الامم السالفة واللاحقة، وهل يختلف موقف علمائنا في جوهره كثيراً عن هؤلاء إذ صمتوا دهراً حيال الدفاع عن أصول قضايا العقيدة والوطن التي ينأي السلطان عن مقتضياتها في سياساته في الوقت الذي كانت فيه مظاهر الوجود الاجنبي تتغلغل في ربوع السودان ليستفيقوا مؤخرا ويملؤا الساحة ضجيجا حول ويلات التدخل الاجنبي التي يذكرهم بها ويحرضهم عليها ولاة الامر!!، وليس هنالك من رد بليغ نهديه لهؤلا- والله يهدينا وإياهم- سوي عبارة منشور الامام المهدي الشهير ،علماء السوء، وهو القول الذي وجهه للعلماء الذين تصدوا له بامر من السلطة الحاكمة في ذلك الزمان.

    وهنالك فئة من العلماء يرتجي الناس منها دفاعا مستميتاً عن كرامة الانسان ، وهي فئة المحامين، ولكن نقابتهم الرسمية فيما يبدو لا تنبري بموقف مستقل عن موقف السلطة الحاكمةً، وهذا ربما يفسر عدم اكتراث النقابة لكافة أشكال الوجود العسكري في البلاد من أدناها الي اقصاها وانفعالها أخيراً بنذر التدخل الاجنبي الجديد في دارفور!!.

    ودعونا نتذكر تذكرة أكثر حالة بن العلقمي إذ يتسلل في أطراف الليل لكي يبرم الاتفاقات مع هولاكو التتري ثم يقفل راجعاً ليضع التدابير التي تمكن المغول من عبور أسوار بغداد.. ثم دعونا نطرح على أنفسنا جملة من الأسئلة التي ما تزال تستدعي أجوبة شافية؟. من هم يا تري عرابة الاتفاقية (جمع عراب) الذين سمحوا باستقدام ما يسمي بالمفوضية العسكرية المشتركة Joint Military Commission (JMC) إلى منطقة جبال النوبة، مع العلم بأن هذه المفوضية لم تكن سوي أنبوبة اختبار لمدي قابلية البلاد لاحتضان الوجود العسكري الاجنبي ليعاد من بعدها بسط النموذج ذاته في كل بقاع السودان. ومن هم يا تري عرابة اتفاقية الترتيبات الأمنية والعسكرية، وهي جزء لا يتجزأ من اتفاقيات نيفاشا، حيث سمح بموجب تلك الاتفاقية استقدام ما يربو على عشرة آلاف جندي بكامل عدتهم وعتادهم. ومن سمحوا بنشرهم ، ليس في مدن الجنوب وحدها، وإنما في كل من الخرطوم والأبيض وكسلا والدمازين. ومن هم يا تري أصحاب الفكرة التي سُمِح بموجبها لقوات الاتحاد الأفريقي بالمجئ لدارفور والانتشار فيها مع عجزاها عن بسط الأمن ونشرها ما نعلم وما لا نعلم من الخبائث. ومن هي الفئة الساعية لاستقدام القوات الدولية للانتشار في ذات البقعة دارفور في اعقاب ابرام اتفاق السلام وذلك بحجة دعم وحراسة اتفاقيات السلام ؟.

    ومع مراعاة الاختلافات بين العصرين العباسي والإنقاذي فيمكن القول أن جوهر الفعل في الحالتين واحد ، فليس هنالك من أسوار تستدعى أن تفتح خلسة ، ويكفي في زماننا هذا أن تُبرم الاتفاقات حتى تصبح مدن البلاد أسيرة لمظاهر الوجود العسكري الأجنبي الكثيف.

    وكنت قد دفعت في الشهر المنصرم بمقال لصحيفة (رأي الشعب)، حيث دعا المقال إلى احتضان مبادرة رئيس الجمهورية التي أطلق بموجبها السيد الرئيس الحوار من عقاله، ذلك أن (الحوار) ظل معطلاً ومحصوراً في أيدي فئة قليلة من المتنفذين بالمؤتمر الوطني. ودعا إلى اغتنام الفرصة الأخيرة لإنجاز التلاقي المرتقب بين المؤتمرين الوطني والشعبي كمقدمة لإنجاز التلاقي الوطني في مداه الاوسع الكبير حتي تعود ثماره خيراً وبركة لأهل السودان كافة.

    وبعد أن جاءت البشائر باعتزام الفرقاء الاسلاميين وسائر القوي الوطنية الاخري الانخراط في حوار جاد مسئول استجابة لمبادرة مذكورة أو دفعة تذكر ، فوجئ الناس بموقف متشدد رافض للحوار من قبل المؤتمر الوطني في أعقاب المقابلة التي تحدث فيها الدكتور الترابي لقناة العربية قبل أشهر خلون عن ملابسات محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك وكأن الفئة المتنفذة فيه كانت تبحث اصلاً عن ذريعة تنسحب بموجبها من الحوار حتي قبل أن يبدأ!!.

    وهاهو نافع يدلي بإفادات لا عقلانية وهو يحمل بوصلة معطوبة لم تهد صاحبها فكيف له أن يحتج بها متهماً الآخرين بفقدان البوصلة السياسية!؟. ومع جزيل التقدير دعونا نقف مع أخينا نافع وقفة للنصح والمراجعة لعله يتذكر فتنفعه الذكري. فالقاصي والداني بات يعرف أن بوصلة الإنقاذ تؤشر إلى عكس الاتجاه الذي كانت تسعى الانقاذ ابتداءاًَ لبلوغه، ولو ساور قادة الانقاذ أدني شك فما عليهم سوى أن يستفتوا أي كيان من الكيانات الموجودة - بدون ترغيب او ترهيب أو تزييف- سواء كان ذلك الكيان خاصاً أم عاماً وطنياً أم شعبياً لكي يكتشفوا الوجهة الحقيقية ل(رأي الشعب)، ولكي يعرفوا من يتنكب الطريق تائهاً، بلا بوصلة ، في قلب البيداء!!.

    ونحن إذ نسمع ما يوشى بعدم جدوي الحوار بين الوطني والشعبي وبين سائر مكونات الساحة السياسية الوطنية يلزمنا أن نؤكد أن الحوار في جوهره هو قيمة إسلامية تهدف إلى دعوة الآخرين إلى سواء السبيل مهما كان الظن بينهم، وإذا كان الحوار بالحسني هو وسيلة الدعوة لبلوغ مقاصد التدين فإن الدين هو النصيحة ، وإذا كان ذلك كذلك فإن تعطيل أي حوار يستهدف بحث إشكالات الأمة السودانية وقضاياها المعقدة هو في حقيقة الأمر تعطيل متعمد لمشروع النصيحة والإصلاح والدعوة والتدين في أوساط الأمة!!.

    وتجد كثير من منسوبي الحركة الإسلامية ومن خارجها يحرصون على قيمة الحوار من باب حرصهم على التئام الصف الإسلامي والوطني. وهدف نبيل كهذا كان ينبغي أن يكون الهم الأوحد للمؤتمر الوطني باعتبار أنه هو الحزب المتحكم في الدولة المتولي أمر الأمة، ومن المفترض فيه أن يكون الأحرص على حمل الامانة التي تضمن حياة كريمة لأهل السودان واستقراراً لدولتهم، وإذا لم يكن المؤتمر الوطني معنياً أو حريصاً علي حوار يدرأ عن البلاد مخاطر الاستهداف الاجنبي فمن يا تري يجد الحوار ألح عليه لأنه قد ينتهي إلي وفاق هو المتمكن من أسباب السلطة لإنفاذه؟.

    لقد وقفنا منذ الانشطار الشهير الذي أحال المؤتمر الوطني إلى مؤتمرين وطني وشعبي على الكثير من مبادرات الحوار الفاشلة. وقد وسمعنا العديد من الحجج والبراهين التي تتحدث عن إيصاد أبواب الحوار، وهي في مجملها حجج واهية غير مقبولة.

    فتارة كان الحوار يتعطل لأن بعض المتنفذين كانوا يظنون بأن وحدة الصف المنشودة سوف تتأسس علي تحرير موضوعي لاسباب الخلاف يعقبه إعمال حاسم لمبادئ الحرية والشوري والشفافية والمحاسبية الامر الذي من شانه ان يضبط السلطان المطلق الطغيان وأن يكشف كثير من الحقائق والاباطيل التي يعمل البعض علي ان تظل (مستورة). وتارة كان الحوار يتعطل لأن البعض كان يظن بان مشروع اعادة لم الشمل وتوحيد الصف سوف تكون على حساب مواقع هامة يتقلدونها على مستوي الحزب أو الدولة، وإذا كانت مصلحة وحدة الحركة الإسلامية تقتضي أن يذهب فلان أو علان من موقع طال عليه فيه الامد فقسي قلبه فلماذا لا يذهب وتبقي الحركة الإسلامية قوية موحدة؟. وتارة كان الحوار يتعطل بدعوى تسرب محتوياته إلى الرأي العام (حوار الترابي وغازي)، وماذا يضر بقضية الحوار إذا تسربت محتوياته إلى الرأي العام؟، وهل يتعارض إعمال مبادئ الشفافية والبينة مع مشروع التوحيد الإسلامي الوطني؟!..كلا وألف كلا. وتارة يتعطل الحوار بدعوى إطلاق الترابي لتصريحات تضر بالحوار، كما حدث مؤخراً في إفادته حول محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك، وهل يضر بقضية الحوار نشر الحقائق التاريخية الواعظة علي الملأ وقد ظل الناس يتحدثون عنها همساً طوال عقد من الزمان؟. وهل يمكن لأي دعوة تستهدف إقامة مبادئ العدل والمحاسبة تجاه إحدى أكبر رموز (التابو) في تاريخ الانقاذ السياسي (محاولة الاغتيال) أن تنسف الحوار أو تحيله الي بوار ؟!!.

    ولما لم يقترف الترابي شخصياً أية جريمة ضد الانسانية خلال عهد الانقاذ في طورها الاول فليس من العدل ان يتولي مسئولية الجرائم المرتكبة لمجرد كونه كان يتولي قيادة الحركة التي كانت هي دعامة الحكم ، فضلاً عن أن إزاحة الستار عن الأخطاء التي يظن البعض أن الترابي يتحمل مسئوليتها سياسيا يتطلب قدراً كبيراً من الشجاعة وهو ما فعله الترابي عندما وجهت اليه قناة العربية أسئلة مباشرة عن ملابسات محاولة الاغتيال، وليس من العدل أن تبقي الحركة الاسلامية حبيسة في قفص الاتهام متهمة بالعنف والتطرف والارهاب وأن تظل عرضة لكل ألوان الابتزاز طيلة عشر سنوات مقابل جريمة لم تقترفها ولم تعلم ملابساتها هي ولم تعلمها رئاسة السلطة العليا للحكم ،جريمة برئت منها مؤسسة الحركة والحكم ووقعت من افراد انفردوا بها .

    ولو صحت المعلومات التي نسبت للترابي في معرض حديثه لقناة العربية فإن الظن الراجح أن تكون محاولة الاغتيال هي جرح الإنقاذ الذي رُمَ على فساد، ولم يزل يفعل فعله تسميماً حتى أوصل الإنقاذ إلى حالتها المتأخرة هذه. وفيما يبدو أن تصريحات الترابي كانت أشبه بمشرط الطبيب الذي يستهدف تخليص الجسم المريض من شواذ بؤر غائرة مكتظة بالسموم والصديد فكان متوقعاً إذاً أن تلازم عملية الاستئصال كثير من الآلام والتأوهات ليعود الجسم من بعدها معافى في طور الشفاء، وذلك ما حدث بالفعل حيث واكب بث مقابلة الترابي ردود فعل متفاوتة في الوهلة الاولي تراوحت بين الصدمة والهرولة والصراخ والعويل، ويمكن أن نعزو قرار المؤتمر الوطني بتعليق التفاوض المرتقب مع الشعبي الي جزء من أعراض المرحلة المذكورة وما لازمها من انفعال؟!!.

    وإذا صح ما نسب للترابي من معلومات تتحدث عن تصفيات جرت لبعض العناصر الأدني المنسوبة للواقعة خشية تسرب المعلومات حول خفايا المحاولة الفاشلة فإن الخشية ذاتها تظل واردة بشدة على حياة الترابي نفسه في أعقاب التصريحات التي أدلي بها لقناة العربية مما يقتضي تعزيز حماية الرجل وإخضاعه لبرنامج لا يصل لصرامة البرنامج الأمريكي في حماية الشهود Witness Protection Program (WPP) ، بيد أنه يؤمن للترابي قدراً من الحماية المناسبة ولكنه ليس حبساً يشفي مغيظاً من كلامه فيعزله هو من محيط الاحداث ويحجبه من التفاعل مع العالم!!؟.

    ولو صح ما ذكره الترابي عن شغل بعض المظنون بهم الضلوع في محاولة الاغتيال مراكز رفيعة في الدولة فإن هذا ربما يفسر عملية التنازلات اللامحدودة (Unlimited Concession) التي ما انفكت الإنقاذ تقدمها لمختلف القوى والمكونات جراء ما يتعرض له بعض رموزها من ابتزاز دائم في مختلف موائد الحوار ومنابر التفاوض!؟. ومما يسترعي الانتباه أنه كلما ألم بالبلاد أمر خطير، أو وصلت جولات التفاوض في أي شأن من الشئون إلى مراحل حاسمة- حينذاك فقط تشرع وسائل الإعلام العالمية في الحديث عن أشخاص بعينهم أو قوائم بأكملها متورطة في أمر ما ليجد الشعب السوداني نفسه يتقلب من تنازل الي تنازل ومن ضعف الي ضعف وصولاً الي تراجع مزر في كثير من الاحيان!!.

    ولا يمكن لأي إمر ان يحمل تصريحات الترابي علي أنها تهدف الي الإضرار بعلاقة السودان بمصر أو انها تحض الرؤساء علي عدم المشاركة في القمة العربية، الا من كانت له مصلحة في صرف الانتباه عن المغزي الحقيقي للتصريحات إلي وجهة اخري، بل علي العكس من ذلك إن التصريحات تهدف الي تطهير العلاقات المصرية السودانية من آثار بؤرة مزمنة عالية التسمم (محاولة الاغتيال)، كما تحمل في طياتها إيمائة إيجابية تحض الرؤساء والملوك والأمراء- وفي مقدمتهم الرئيس المصري- للمشاركة في القمة العربية بالخرطوم من باب كون التصريحات اجتهدت في إبراء ذمة الحركة الإسلامية في السودان والرئيس نفسه من شبهة التورط في محاولة الإغتيال تلك. بينما تهدف التصريحات أيضاً الي تعزيز وعي الحركات السياسية والاسلامية خاصة من أن يحملها الغضب، وهي مظلومة، أن تتوهم بأن علاج أمرها يكمن في اغتيال ولاة الحكم غفلة عن حرمة النفس وجهالة بنهج الاصلاح.

    والأمة السودانية إذ تتأمل هذه الوقائع والملابسات يحق لها أن تتساءل: حتي متي تظل البلاد مرهونة للضغوط الخارجية؟!، وإلى متى تظل الرموز المتنفذة رهينة لعمليات ابتزاز لا تكاد تنتهي مما يجعل حاضر البلاد ومستقبلها عرضة للتبدد والضياع؟، ومتى يتحلى الجميع باحتمال المسئولية بجدٍ ويكفوا عن المراوغة والتعلل بأتفه الأسباب لتعطيل الحوارات المرتقبة التي يرجى لها أن تعبر بالبلاد والعباد من الأوضاع بالغة الحساسية والتعقيد التي تكتنف المشهد السياسي بأكمله حالياً؟.

    ألم يحن الوقت لتطهير جسم البلاد والإنقاذ معاً من الجروح غير المندملة التي رُمَت ابتداءاً علي فساد، والي متي تقف الإنقاذ عاجزة عن تطهير صفوفها من كافة أشكال الخيانة؟ الا يجدر بها أن تعزم علي إبعاد كل من هو على شاكلة بن العلقمي ، ألم يحن الوقت بعد لكي تقف الإنقاذ مع نفسها وقفة جادة للمصارحة والحقيقة والحساب في هذه الدنيا إذ لا مناص من الحساب حتي لو تأخر ليوم الحساب الأشد وقعاً؟. وفي هذا الاطار فلماذا لا يفتح النائب العام تحقيقاً أولياً في كل الواقعة التي تشير إليها تصريحات الترابي طالما كان البعض يرفع راية التحدي والمجادلة في حقها؟. ولماذا لا ترفع الحصانات الرسمية وتفتح الملفات المحجوبة وتستنفر أجهزتنا العدلية للتحقيق الجدى في سائر المظالم والجرائم القائمة والمحتملة في حق الوطن والمواطنين فإما إلى براءات محققة وإما إلى أحكام قضاء ناجز تقيم العدل وترد المظالم إلى أهلها مما يعزز الثقة في قضاء البلاد ويؤكد استقلاله ونزاهته، ومما تطمئن به النفوس ويسود السلام والرضي بين أهل هذا الوطن؟

    وفي نهاية المطاف لم لا نعتبر بمآل العهد العباسي الذي لم يغن عنه ما كان يرفعه من شعارات إسلامية، إذ لم تكن سوي شعارات فارغة لا يصدقها العمل، فأضحت دورة الحضارة في ظل الراية العباسية بسبب من ذلك أثراً بعد عين؟ فهل ترعوي الانقاذ بسيرتها قبل فوات الآوان؟.

    وأخيراً لماذا لا يُلقِي السيد رئيس الجمهورية بثقله لإنجاز مبادرة غير مسبوقة تكفل تحقيق التلاقي الإسلامي مقدمة لإنجاز التوحيد الوطني الكبير في وجه الابتلاءات لوحدتنا ونهضتنا والمهددات التي تستهدفنا جميعاً.. وهل يتبع السيد الرئيس بالعمل قوله بالأمس في شأن مبادرة توحيد الصف الوطني هذا ما سوف تتكشف عنه الامور في مقبل الايام!!.



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de