ظاهرة محمد طه في تقديري تقع على مستويين . المستوى الأول هو محمد طه الملتزم بتوجه الجبهة القومية الإسلامية أو تنظيم الأخوان المسلمين . المستوى الثاني هو محمد طه في محاولاته إبراز تميزه الشخصي .
المستوى الأول ( محمد طه الملتزم بفكر الأخوان )
في هذا المستوى (أسهم محمد طه محمد أحمد على سبيل المثال مع غيره من هذه الشاكلة من الصحافيين في تقويض النظام الديمقراطي، بتأليبه الرأي العام ضد الحكومة المنتخبة. ونتيجة ضعف العمل الاعلامي لحزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي، نجح وزمرته في خلق اعلام يتسم بميوعة غير مسبوقة، ونزعة لجعل المسرح السياسي كوميديا صرفا، لا جدية فيه، ولا رؤى اعلامية أمينة تمارس "فضيلة" النقد في فضاء التنوير لا الانتقاص من قيمة الديمقراطية نفسها. نذر محمد طه وزملاؤه أنفسهم لتمهيد الظروف أما انقلاب عسكري رأوا فيه انجازا وطنيا يخلصهم من القوى الديمقراطية ويرمي بها في السجون.) نعم و لا فض فوك فقد كان هذا هو المطلوب منهم تماماً . أضيف فقط أن شاكلته الذين تتكلم عنهم هم صحافيو الجبهة الملتزمين أو أخرون يندرجون تحت باب المغفلين النافعين .
هنا لا يفوتني أن أنوه لقصر نظر صحافة الأحزاب الأخرى التي لم تنتبه لخطورة الدور الذي كان قوم به صحافيو الجبهة . و بالتالى تركوا لهم الملعب ليسمموا فكر المواطن العادي بعبثية الأحزاب و بعبثية الديمقراطية و يهيئوه نفسياً لرفضهم أولاً و قبول ما يأتي بعدهم ُثانياً.
المستوى الثاني ( محمد طه في محاولات إبراز تميزه الشخصي )
عرفت محمد طه و نحن طلبة في جامعه الخرطوم في سبعينات و ثمانينات القرن المنصرم كان يصدر صحيفة حائطية أسماها( أشواك ). كان اللافت في صحيفته تلك إهتمامه البالغ بالعنوانين البارزة الصارخة و عدم ملاءمة تلك العناوين للب الموضوع و هو ذات الأسلوب الذي تتبعه صحف الإثارة رخيصة المحتوى . عرف الرجل بمحاولات إظهار نفسه بخلاف زملائه في التنظيم الذين كانوا يلجأون للعنف في خصوماتهم الفكرية خصوصاً مع الجمهوريين و الشيوعيين . إذ كان يظهر نفسه بمظهر المحاور المطلع بدون عمق حتي في فكرته التي يعتنقها مما جعله هدفاً سهلاً لإستهزاء الجمهوريين الذين يتولون إدارة أركان النقاش مثل أحمد المصطفى دالي و عمر القراى .
أخي خالد
نحتاج حقاً لوعي كبير لنكشف كثر محمد طه مثال لهم . ظهر جيل جديد يعترف بالمقدمات و النتائج و يعرف أن 1+1 = 2 . لذلك لابد من صحافة مسؤولة فعندها تموت كل الكائنات الغريبة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة