♧ علمتنا صروف القدر و نوائب الدهر £

«المصيدة»
(}كان فأر يعيش في مزرعة فرأى يوما صاحبها
يخرج مصيدة من صندوق ، فاندفع الفأر كالمجنون
في أرجاء المزرعة وهو يصيح : لقد جاؤوا بمصيدة
الفئران يا ويلنا ...هنا صاحت الدجاجة محتجة :
تزعجنا بصياحك وعويلك فالمصيدة سيتم
إعدادها لك ..هذه مشكلتك أنت وحدك
[}فتوجه الفأر إلى الخروف :الحذر، الحذر
ففي بيتنا مصيدة ... فابتسم الخروف وقال :
يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب
طالما أنك تخشى العواقب ثم إنك المقصود بالمصيدة
فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن
سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب
[}هنا لم يجد الفأر مناصا من الاستنجاد بالبقرة
و التي قالت له باستخفاف : في بيتنا مصيدة ..! !
يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها هل أطلب
اللجوء السياسي في حديقة الحيوان ؟
[}و بعد ما تبين له أن لا أحد يهتم قرر أن يتدبر
أمر نفسه و واصل التجسس عل المزارع حتى عرف
موضع المصيدة، و قرر الابتعاد من مكمن الخطر ونام
بعدها قرير العين هانئها ..
[}وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة
وهي تنطبق على فريسة ... وهرع الفأر إلى حيث
المصيدة ليرى ثعبانا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة
بذيله ثم جاءت زوجة المزارع و بسبب الظلام حسبته
فأرا وأمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان فذهب بها زوجها
على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية ثم
عادت إلى البيت وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.
فقام المزارع بذبح الدجاجة لتوفير حساء لزوجته وتدفق الأهل
و الاحباب و الجيران لعبادة المريضة و تفقد أحوالها فكان لابد
من نحر الخروف لإطعامهم ولكن الزوجة المسكينة توفيت
بعد صراع مع السموم دام عدة أيام وجاء المعزون بالمئات
واضطر المزارع إلة ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم!!
[}و بذلك يكون الحيوان الوحيد الذي نفد بجلده وبقي
على قيد الحياة هو الفأر في حين كان لوحده مستهدفا
بتلك المصيدة و كان الوحيد الذي استشعر الخطر ..بينما
گان الآخرون حسبوا أنهم بعيدون عن المصيدة فلم
يستشعروا الخطر بل استخفوا بمخاوف الفأر الذي
كان يعرف بالغريزة والتجربة أن ضحايا المصيدة
قد يكونون أكثر مما گانوا يتصورون!!