|
الصحافي الطاهر ساتي يعرٌي حكومة الانقاذ أمام الشعب
|
الطاهر ساتي
* عزيزي البلد.. صباح الخير بتحفظ.. وبعد..!! * لا يخدعوك بقولهم بأن الحكومة نجحت في الابقاء على القوات الأفريقية في دارفور لنصف عام.. بل الحكومة وافقت على تسليم دارفور للقوات الدولية بعد ستة شهور..!! * والنصف عام هذه - يا بلدي - فترة زمنية منحها الاتحاد الأفريقي للأمم المتحدة أو المجتمع الدولي - اسم الدلع لاميركا، لاعداد قواتها وتجميعها وتدريبها، ثم انشاء مطاراتها وتأسيس معسكراتها بالمواقع الاستراتيجية على أرض دارفور..!! * والنصف عام يا بلدي.. فترة زمنية تكرم بها الاتحاد الأفريقي لحكومتنا لتهيئ الرأي العام السوداني ليستعد نفسياًً لاستقبال القوات الدولية، ان لم يكن بالازهار فبالانكسار.. وإن لم يكن بالمسيرات الغاضبة فبالصمت المذل والقبول المهين..!! * والنصف العام الذي تكرم به الاتحاد الأفريقي مشكوراًً غير مقهور ولا مجبور، لا يعد الا فترة زمنية لتتحرك خلالها قياداتنا الحكومية وسط الناس لاقناعهم بأن القوات الدولية التي كانت مرفوضة، ما هي إلا قوات لحفظ السلام وتعمير الأرض واماطة الأذى عن الطريق.. وهي فترة تكفي الحكومة لتحسين صورتها الرافضة سابقاً الى صورة أخرى تمكنها من سحب الرفض وإسكات الرافضين وكنس آثار المسيرات الغاضبة..!! * مهلاً يا بلدي لا تغضب على الاتحاد الأفريقي ولا على الأمم المتحدة ولا على أميركا .. لا تغضب عليهم يا بلدي .. ولا تلعنهم .. لأنهم لا يتحركون نحوك إلا بأمر حكومتنا .. ولا يغزونك إلا بعلم حكومتنا .. ولا ينتهكون سيادتك إلا بتوقيع قلم حكومتنا .. ولا يستعمرونك إلا بسياسات وتوجيهات حكومتنا ..!! * الناس فيك وفي سبيل سيادتك رفضوا القوات الدولية .. لم يشذ أحد .. ولم يختلف حزب مع الآخر .. كل القطاعات .. كل الاحزاب.. كل الاتحادات .. حتى المعارضة التي تقاتل الحكومة سياسياً وفكرياً ترددت في قتالها وانتهجت نظرية «أنا وابن عمي على الغريب» وكادت تنزل في خندق واحد مع الحكومة ضد القوات الدولية .. ولكن للأسف يا بلدي .. تركتهم الحكومة في الشمس .. وحدهم في الهجير والغبار .. واستظلت هي بظل الوصايا الاجنبية في قاعات بروكسل الباردة والمريبة ..!! * لا يخدعوك يا بلدي بقولهم بأن الحكومة نجحت .. لا والله .. فالحكومة لم تنجح إلا في اعطاء الاتحاد الافريقي موافقتها المبدئية لقبول القوات الدولية بعد 6 شهور، لتحفظ ماء وجهها امام البرلمان والأحزاب والشعب والمسيرات وبيانات التهديد بقطع رأس برونك وبتر رأس القائم بالاعمال الاميركي.. وعليك يا بلدي ان تشكر الاتحاد الافريقي على كوافير نصف عام لتجميل الحكومات..!! * أعلم جيداً بأن هناك اسئلة تؤرق مضاجعك يا بلدي .. وتبحث عن إجاباتها.. ماذا وراء رحلات د. مطرف صديق الأوروبية.. وماذا حدث في بروكسل ..؟؟ ولماذا وافقت الحكومة فجأة على دراسة تدخل القوات الدولية.. ولماذا لا ترفض للنهاية.. قبل وبعد السلام..؟؟ * نعم هي اسئلة مشروعة .. ولكن اصبر يا بلدي .. الإجابات العملية بعد نصف عام فقط.. بعد ان تقول وداعاً لدارفور مثلما قلت وداعاً للجنوب .. وبعد أن تقول وداعاً للسيادة الوطنية والقرار الوطني، مثلما تقول كل الدول التي دخلتها القوات الدولية منذ الحرب العالمية الأولى والثانية ولم تخرج منها حتى يوم التراجع هذا..!! * لا يخدعوك يا بلدي.. لانهم يقطعونك ... إقليماً إقليماً .. جنوباً وغرباً وغداً شرقاً.. فقط إنهم يرحمونك بزيادة جرعة التخدير عند العملية .. فالمخدر يخفف عليك ألم القطع .. ويخفف على شعبك هول منظر الدم والصديد وتوزيع رقعتك الجغرافية وإرثك التاريخي وثرواتك ما ظهر منها وما بطن..!! * سلام يا بلدي .. كنت بلداً جميلاً ووسيعاً وقوياً.. رغم الفقر كنت غنياً بهويتك .. ورغم الجفاف كنت نضراً بسيادتك.. ورغم الغلاء كنت غالياً في عيون شعبك .. ورغم الصراعات السياسية كنت وطناً بلا وصايا أجنبية.. ورغم الحرب كنت مليون ميل مربع ..!! * وسلام على أرضٍ تنتهك دون أن يراق على جوانبها الدم.. اما
نقلا عن الصحافة
|
|
|
|
|
|
|
|
|