الغوص في متون التصوف

Quote: الحضرة النبوية وديوانها :- يتضح من قول الأستاذ العارف سيدي الشيخ عبد المحمود بن الشيخ نور الدائم أن عزم سيدي القطب أحمد الطيب قد إنعقد على أن يسلك طريق العرفان على يد سيدي قطب الأقطاب محمد بن عبد الكريم السمان، وقد تواترت الإشارات بذلك . ومن أقوى الإشارات وأوضحها تجلياً تلك الحضرة النبوية الكريمة التي أكرم بها سيدي القطب الشيخ أحمد الطيب، وذلك حينما رقد في صحن المسجد الحرام بُعيد طوافه من ليلة من الليالي، فشاهد ما شاهد من الأرواح الطاهرة، من ملائكة مكرمين وأولياء صالحين مقربين، وقد ذكر القطب أن أحد الملائكة المكرمين وإسمه (محمد المبارك) قد سرد عليه في تلك الليلة المباركة فضل صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم التي وردت عليه وهو في طريقه للحج، وهي المسماة (صلاة سِرُّ الأسرار) فبشره ذلك الملك الكريم بما إشتملت عليه هذه الصلاة من البركات وما تفردت به من رفيع الدرجات . هذا وقد نوه سيدي الشيخ عبد المحمود بن الشيخ نور الدائم بشأن تلك الحضرة الكريمة. وموضع شاهدنا مما ساقه الأستاذ عنها قوله رضي الله عنه على لسان سيدي القطب أحمد الطيب بعد أن أمده الملك الكريم (محمد المبارك) بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تمنى سيدي القطب أحمد الطيب رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يتيقن حقيقة ما أخبر به الملك المقرب (محمد المبارك) من فضائل وخصائص (صلاة سِرٌّ الأسرار) يقول: رضي الله عنه (فتمنيت عند ذلك الإجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم فرأيته صلى الله عليه وسلم يقظة، ووضع يده الشريفة على رأسي حتى أثرت أصابعه الكريمة فيه، وقال لي مشافهة قبلنا ما قاله السيد (محمد المبارك) من فضل هذه الصلاة، ثم إني قد رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وهما خلفاء الرسالة، وعن شماله عثمان وعلي وهما خلفاء النبوة، والصحابة والأولياء طبقة بعد طبقة، والأغواث والأفراد والملائكة، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم الكل أن يفيضوا علي ويمدوني، فأفاض علي كل واحد بما لا يصل إليه التعبير . وقد أمدني سيدي أبو بكر الصديق رضي الله عنه بسر الفاتحة ، وسيدنا عمر رضي الله عنه بسر سورة يسن، وسيدنا عثمان رضي الله عنه براتب السعادة وهو المتلو بين أهل طريقة السمان، وسيدنا علي كرم الله وجهه بالجلجلوتية وقميص من نور أبيض.