|
حسين خوجلي ، لغة مختلفة ، وحلول متطابقة
|
لاشك أن حسين حدّاث ولمّاح ، يعرف كيف يختار كلماته وجمله ومواضيعه ، ويعرف كيف يجذب الناس و يسيل لعاب البسطاء من عامة الشعب . ولا شك أن برنامجه اليومي حقق نجاحا كبيرا . فعدد متابعيه في ازدياد ويلاحظ أن الإعلانات التجارية تكاثرت على قناة أم درمان منذ انطلاقة هذا البرنامج وحاصرت البرنامج في أوله ومنتصفه وآخره . وأجدني أضحك كثيرا عندما ينطلق صوت البنت في الإعلان الذي يبدأ مع انتهاء البرنامج وكأن صاحبة الإعلان تعرف مسبقا أن عددا كبيرا من المشاهدين سينصرفون فور انتهاء البرنامج، فهي تستجدي المشاهدين : اسمع أمّ أوولك واستنى حبتين وحسين لا ينطلق في أحاديثه من فراغ ، بل يضع رجليه على منصة صلبة مهّد لها بنظريته التي يكررها علينا كثيرا: أن هذا الشعب لم تتم مخاطبته بعد.. ولا شك عندي أن حسين ينتمي لهذا الشعب ولتفاصيله كلها ، يعرف خارطة السودان جغرافيا وتاريخ وقبائل وثقافات .. وهو بذلك فخور يردد أنه ابن أم درمان بكل تفاصيلها، ويعرّج فيذكر أهله بالشرفة في الجزيرة .. ويعرف كل آلام الجزيرة وآمالها كما يعرف عثراتها .. وحسين أيضا استفاد من علاقات واسعة بين أهل السودان وخاصة المثفقين من كل الأنحاء .. وأهم من هذا كله أن حسين اشتهر بين أهل السودان باستخدامه لغة غير لغة المجموعة السياسية التي ظلّ على الدوام جزءا منها.. وهذه المجموعة عرفت بنفورها من تناول الثقافات والفنون الشعبية والغناء والفن عامة والمسرح خاصة .. كما أنها تنفر من الشعر والأدب عموما ، خاصة الحديث منه والمعاصر، ولا تتناول من الشعر والأدب إلا ما يطابق الفتوى الدينية ويفيد الخطاب الديني الذي ظللنا نسمعه يتكرر منذ أن كنّا طلابا. ويمكن القول أن حسين له طريقته الخاصة التي بناها لنفسه ليخرج منها نسخة فريدة ، فأصبح إسلاميا يلبس أثواب الوسط حينا وأثواب اليسارحينا آخر، وقد نجح في ذلك بامتياز . ونواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|