دفتر احوال ضابط الشرطة المناوب 2013 {توجد صور}

Quote: البوليس حق منو بقلم: مصطفى عبدالحميدالصادق mustafa [email protected] مرتباً لأوراقى المبعثرة هنا وهنالك يأتى أصغر أبنائى (على ) محاولاً تشتيت أفكارى المشتته أصلاً سائلاً وبكل عفوية طفولية يا (بابا أنت بوليس ) ؟أرد عليه وهو يلحظ عدم أهتمامى بسؤاله نعم يا على !!!! ليلاحقنى بسؤال أخر أكثر طفولية , بابا عندك مسدس ؟؟؟ أرد عليه بأخر نفس وهو يلحظ أرتفاع نبرات صوتى فى الاجابة وبداية تضجرى من أسئلته وأن أبديت له عكس ذلك ! نعم يا على!!! فجأءة يأتينى سؤاله (المحرج ) والذى لم أتوقعه وبالتالى لم أستطع الاجابه عليه يا (بابا البوليس حق منو ) أرتبكت فى بادى الامر وتلعسمت ومن ثم كانت أجابتى الغير منطقية لسؤال منطقى "يا ولد (أمشي العب مع أخوانك مالك ومال البوليس ) الا ان سؤاله ظل يجلجل بدواخلي ردحاً من الزمن محاولاً أيجاد أجابة منطقة لسؤال أبنى (على ) البوليس حق منو ؟؟؟؟؟مما جعلني اغوص بافكاري وذكريات عملي بجهاز الشرطة العريق فرغم (جهجة) التنقلات وكثرة (الشمارات ) التى تؤدى الى ظلم (الاحالات) .يظل حبك للشرطة لا يضاهيه حب أخر وارتباطك الروحي والوجداني متغلغلاً في جوانحك حتى اخر لحظة من لحظات حياتك. توجد رابطة حب وود وحميمية لكل من عملوا بجهاز الشرطة لاتضاهيها أى رابطة لمؤسسةأخرى . للشرطة رجال تعاقبوا عليها عبر الحقب المختلفة لهم اسهاماتهم المقدرة في تكوين أرث وتاريخ الشرطة الناصع.افنوا زهرة شبابهم وجل حياتهم جادوا بأنفسهم رخيصة وأوجدوا ثقافة شرطية وإدارية نادرة.حافظوا وقاتلوا على مكتسباتها ذهبوا إلى منازلهم حفاظاً على تلك المكاسب رغماً لذلك تنكرنا لهم.لم نحتفظ لهم حتى ولو بأبسط الحقوق الفكرية أو الأدبية أو الادارية والمعنوية.لم نوثق لهم لم نؤلف عنهم الكتب والمراجع لم ننتج عنهم أفلام أو مسلسلات تحكي سيرة حياتهم الشرطية ومواقفهم البطولية التي أضحت مجرد ذكريات تحكى من قبل من عاصروهم وبتساقط من عاصروهم إندثرت زكرياتهم فأتت الأجيال الجديدة وهي ناكرة ومتنكرة لهم لأنها لم تعرف شيئا عنهم هل تعرف هذه الاجيال د.السر (كباية ) واللقب مأخوز من نوعية نظارته’ الطبية وقد كان ونحن طلبة بكليه الشرطة عميداً لها وهل تعرف أجيالنا الحالية الفريق فيصل محمد خليل (الليث الابيض )صاحب مواقف الشرطة (الناصعة) وهل تعرف أجيالنا الفريق الاديب احمد عبد الكريم والذى قال حين تقاعده أحمد الله أننى ألتحقت بالشرطة فى عهد (ديمقراطى) وهاأنا أترجل عنها فى عهد (ديمقراطى) وكثير من رجال وقادة الشرطة فكيف لهذه الاجيال معرفة هولاء الرموز وهى لم تجد ما تتطلع عليه حتى تتعرف عليهم فانقطع تواصل الأجيال بعدم التوثيق لهؤلاء الرموز فماذا تعني لوحة الشرف التي تجدها برئاسة الولايات والمحليات؟ هي مجرد أسماء مكتوبة دون أدنى معلومات إضافية أخرى.وفي أحسن الحالات تجد صور هؤلاء القادة لكننا لا نعرف شيئا عن نشأتهم الاولى ولاعن إنجازاتهم ومواقفهم البطولية وما تحقق للشرطة من خلالهم.الا من أفواه صف الضباط القدماء فما أن تذكر له إسم من هؤلاء إلا ويبادرك "يا سلام على سعادتو" "الرئاسة دي كانت راكوبة في الحلة ديك" قام بتحويلها الى هذا الموقع الحالي وسجلها وقام ببناءها كل هذا العمل العظيم والذي لا يأتي الا من العظماء لا يجد صاحبه أبسط حقوق الملكية الأدبية ونيابة عن كل الزملاء أسجي لكل هؤلاء القادة الشرفاء الأنقياء كل التحايا والود والتقدير وفي هذه العجالة سو ف أسجل بعض المواقف لهؤلاء الأفذاذ الذين صادفتهم في مواقع عمل مختلفة وهي بكل تأكيد مواقف ضئيلة جدا مقارنة مع فترات أخرى من حياتهم العملية لم أعاصرهم فيها فلو توفرت المعلومات فإن أيا منهم يستحق تأليف مرجع لسيرة حياته الشرطية وإسهاماته أمل من الزملاء مدي بما لديهم من معلومات حتى يتسنى لناعكس لمحات من حياتهم الشرطية للاجيال القادمة وما أسجله مجرد إنطباعات شخصية أرجو العذر إذا جانبي الصواب اعود الى منتصف الثمانينات ونحن طلبة في كلية الشرطة وقد كان وقتها الفريق شرطة عثمان الشفيع مديرًا عاماً لقوات الشرطة. لم نتعرف عليه إلا من خلال تفتيشه (الطابور الأسبوعي ) وقد كان حريصاً على الحضور في الزمان والمكان المحددين وهنا تعلمنا منه معنى المسئولية وكيفية القيادة والاشراف على من هم دونك وكانت الرسالة (مهما بلغت من قمة الهرم الوظيفى ومهما كبرت وكثرت مشغولياتك الوظيفية لابد لك من تفقد من هم دونك والتعرف على أحوالهم عن قرب )وهى نظرية سرنا بها حتى الأن ,المهم أحد طلبة الدفعة كان يتصبب عرقا وترتعش كل أوصاله بصورة بائنة كلما وقف السيد الفريق أمامه فلم يكترث السيد الفريق لذلك الطالب (المرتعش )ولم يشعر سعادة الفريق بالزهو والفخر بأن طالباً يرتعش لرؤيته بل حاول معالجة الأمر كقائد ومربي فبعد تكرار المشهد من الطالب حضر يرافقه وقتها (الرائد) عصام شريف مشرف الدفعة يسيران جنبا إلى جنب حتى موقع الطالب الذي ازدادت رعشاته وضرباته فما كان من السيد الفريق إلا أن أشار إلى الطالب بعصاه دون أي كلمة منه فأومأ الرائد برأسه وكأن هنالك حوارا صامتا قد دار بينهما بعد إنصراف السيد الفريق عاد السيد الرائد عصام للطالب والذي يبدو عليه الكبر أكثر من زملائه الباقين وبطريقته الساخرة المعروفة"قال له !!!!يا خوي مالك ( بتتراجف كده مالك انت كنت في شبابك شغال ترزي ولا شنو ),عندك ساعة أدارة داخلية أمام السيد الفريق وداخل مكتبه كل أسبوع لقايت ما تخلى (الرجفة دى ) لم يزد على ذلك كانت كلمات محددة تم ألقائها بطريقة محددة ،لو حاولنا تفريق مدلولاتها النفسية والسايكولوجية لألفنا كتباً ومراجعاً فالرسالة كانت صغيرة الكلمات كبيرة المعنى وهي أن رجل الشرطة لا يرتجف أو يرتعش لأي شخص مهما كان حتى ولو كان ذلك الشخص مدير عام قوات الشرطة . يأتي السيد الفريق في المرات القادمة ويتوقف أمام الطالب زمناً طويلاً فيجده واقفاً شامخاً قوياً لا يهتز له رمشاً أو ترتجف أوصاله بل ظل متماسكاً للتوازن النفسي الذي أوجده فيه مشرف الدفعة دون ان يطرأ عليه تغيير. تبسم السيد الفريق وواصل تفقده للطلبة وهو أمر يعكس لك المتابعة الدقيقة من أعلى القمة لأدناها وهذا يؤكد ان ما قام به السيد الفريق والسيد الرائد آنذاك إرث ثقافي وشرطي تناقلوه عبر الحقب والأجيال ممن سبقهم فلهم منا كل التحايا والتقدير. "تبقى داخل الكلية" ونتطرق للسيد النقيب جمال عبدالمطلب وهو مشرف الدفعة آنذاك "كيف كان يؤدي عمله ورسالته الشرطية والتربوية بنقاء تام وتجرد دون (ملل أو ضجر)أو سأم لديه من الأساليب ما يجعلك تدخل (الشبكة) في أقرب فرصة ممكنة رغم (مزازاته) للطلبة وصرفه للجزاءات لم نحس في لحظة ما أنه يحمل عليك حقداً بل كنا تقدر أداءه لعمله بصورة جادة لا تخلو مناوبته من (إدارة داخلية) للدفعة في أحيان كثيرة تستمر حتى التباشير الأولى من الفجر لا يبالي كانت كل جزاءاته لا تخرج من العقاب البدني الذي قطع شك يفيد الطالب جسمانياً كان حريصاً على تفتيش الطلبة في كل النشاطات إضافة لمراجعة العنابر والغرف بشكل دوري ومفاجئ لم يكل او يمل ليغرس في دواخلنا هذه الثقافة غرسا ظللنا نغرسها إلى من هم دوننا كنت دائما أسال نفسي ماذا نجني من هذه (الأدارات الداخلية)أما كان الأجدى الإستفادة من زمنها في تحصيل أكاديمي او راحة جسدية لتأتيني الإجابة (بيان بالعمل ) بعد التخرج ونحن ملازمين بمنطقة الخرطوم آنذاك والبلاد تستقبل ضيفاً قادما من إحدى دول الجوارالافريقى و مقر إقامته فندق الهيلتون تم توزيع القوة من المطار وحتى مقر الإقامة وعلى بعد كل أمتار وضع ملازم لمراقبة القوة كان ذلك عند الثامنة صباحاً ظللنا وقوفا والضيف لم يحضر حتى السادسة مساءاً قلت لنفسي:"ماذا كنا نفعل إذا لم يزازي بنا جمال عبدالمطلب بالكلية؟"وكأنه كان يجنبنا شر يوم كهذا فله مني أرق التحايا والتقدير ونواصل .