قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 08:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عاطف مكاوي موسى(Atif Makkawi&عاطف مكاوى)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-11-2009, 06:51 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق !

    باعتبارى واحدا من مؤيدى هذا الحزب العملاق منذ بداية الثمانينيات

    وعندما اطلعت علي وثائق مؤتمر الحزب الذى أؤيده علي الويب سايت

    www.sudan.net

    صفحة أخبار

    تيقنت بأن آثار المجزرة قد تخطاها الحزب وانني لم أكن مخطئا عندما

    اخترت طريقي... أى الأحزاب يجب أن أقف بجانبه ....وارتحت تماما

    بأنني لم أكن مخطئا طوال هذه الفترة

    فالي الأمام يا رفاق


    ___________________________

    كما أطلب من الشيوعيين بهذا المنبر أن لا يضيعوا زمنهم الغالي

    مع أعداء الحزب والذى ان لم يكن قويا لتركوه في حاله.... وهؤلاء

    ضياع الزمن معهم/ن يكلف كثيرا ..وهم وهن ما خاسرانين حاجة

    ونحن الخاسرون ....... فانه نعيق ليس الا...... وأنا شخصيا كنت مندفعا

    يوما ما .... ولكني انتبهت آخيرا .... بأنه لا يصح الا الصحيح ... وسوف

    أتناسي ..... مالم يتعرض لي أحد ...حينها سيكون الرد في حدود ما يخصني

    أما ما يخص الهم العام ....ويخص حزبي الذى أؤيده ... فسوف نتعامل في هذه

    الحالة بالمنطق.... وان رأينا بأنه لا طائل من ذلك فسنتركه أو نتركها ينعق وتنعق

    فلا تضيعوا زمنكم يارفاق ويارفيقات مع الذين واللائي لا فائدة من الحوار معهم أم معهن

    دعوهم ينعقون ...... ومن أراد حوارا جادا ...وقدم نقدا بناء فأهلا به أو بها Otherwise

    فسيكون ضياعا للوقت ليس الا ...... وما أحوجنا لهذا الوقت
                  

05-11-2009, 07:03 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    شعار مؤتمر الحزب الآخير

    لوتبنته أى حكومة قلبها علي الوطن

    لكفي المؤمنين شر القتال

    تأملوا معي هذا الشعار :

    ----------------------

    ديمقراطية راسخة ....

    تنمية متوازنة .....

    وطن واحد ......

    سلم وطيد .......
                  

05-11-2009, 07:06 AM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    عاطف مكاوي

    سلام

    نعم الاختيار

    حزبك في القلب مدارنو....(مضارنو)

    للشمش حايمشي.... مبارينو!

    فخرا للشعب السوداني و الطبقة العاملة الثورية

    لك كل التحايا


    -------------
    عارف الاغنية بتقول : حزبا
                  

05-11-2009, 07:51 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    الزميل بدرالدين

    لو راجع الذين يناكفون.. مقررات الخامس

    لعرفوا كم من الجهد الذى بذل

    مستصحبين معهم دراسة كاملة وشاملة للواقع

    السوداني بكل تفاصيله وعثراته وما تمخض عنه

    جبل قاذورات الانقاذ ...فهذا جهدا فكريا مضنيا

    فمن أراد أن يساهم في حل مشكلة السودان عليه

    أن ينظر في كيف ستحل مشكلة المدى القريب وفي نفس

    الوقت تكون عينه علي المدى البعيد

    وهذا ما وجدته في وثائق المؤتمر الخامس للحزب الذى أؤيده

    (عدل بواسطة عاطف مكاوى on 05-11-2009, 05:23 PM)

                  

05-11-2009, 08:06 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    كم ساعة نوم

    ونجيب الوثائق

    المبذول فيها فكر خرافي
                  

05-11-2009, 08:43 AM

سيف بخيت موسي
<aسيف بخيت موسي
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 2034

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    Quote:
    والذى ان لم يكن قويا لتركوه في حاله



    وكفى





    ---------------------------------
    ما حصل للحزب الشيوعي السوداني من بعد منتصف 1969م وحتى مجازر يوليو " فقط"
    كفيلة بأن تنهي دورة حياتية كاملة ، ولكن هيهات .
                  

05-11-2009, 08:29 AM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    Quote: كما أطلب من الشيوعيين بهذا المنبر أن لا يضيعوا زمنهم الغالي

    مع أعداء الحزب والذى ان لم يكن قويا لتركوه في حاله.... وهؤلاء

    ضياع الزمن معهم/ن يكلف كثيرا ..وهم وهن ما خاسرانين حاجة

    ونحن الخاسرون ....... فانه نعيق ليس الا...... وأنا شخصيا كنت مندفعا

    يوما ما .... ولكني انتبهت آخيرا .... بأنه لا يصح الا الصحيح ... وسوف

    أتناسي ..... مالم يتعرض لي أحد ...حينها سيكون الرد في حدود ما يخصني

    أما ما يخص الهم العام ....ويخص حزبي الذى أؤيده ... فسوف نتعامل في هذه

    الحالة بالمنطق.... وان رأينا بأنه لا طائل من ذلك فسنتركه أو نتركها ينعق وتنعق

    فلا تضيعوا زمنكم يارفاق ويارفيقات مع الذين واللائي لا فائدة من الحوار معهم أم معهن

    دعوهم ينعقون ...... ومن أراد حوارا جادا ...وقدم نقدا بناء فأهلا به أو بها Otherwise

    فسيكون ضياعا للوقت ليس الا ...... وما أحوجنا لهذا الوقت
                  

05-11-2009, 03:39 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    Quote:

    ما حصل للحزب الشيوعي السوداني من بعد منتصف 1969م وحتى مجازر يوليو " فقط"
    كفيلة بأن تنهي دورة حياتية كاملة ، ولكن هيهات .
                  

05-11-2009, 03:52 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    في 26 يناير 2009، وبحضور 374 مندوبا منتخبا و31 مندوبا مراقبا، إختتمت أعمال المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني،
    والذي بدأت جلسته الإفتتاحية صباح السبت 24 يناير 2009 بقاعة الصداقة بالخرطوم،تحت شعار : ديمقراطية راسخة – تنمية متوازنة – وطن واحد – سلم وطيد .

    المؤتمر بدأ جلساته في شكل أربع لجان توزع عليها كل مندوبي المؤتمر حسب الرغبة والتخصص، وهي:

    1- لجنة مناقشة مشروع تقرير القضايا التنظيمية.

    2- لجنة مناقشة مشروع التقرير العام.

    3- لجنة مناقشة مشروع دستور الحزب.

    4- لجنة مناقشة مشروع برنامج الحزب.

    أعمال اللجان استمرت يومي 22 و 23 يناير تناول خلالها المؤتمرون مشاريع التقارير المقدمة بالنقاش التفصيلي. وفي ختام أعمالها قدمت كل لجنة توصياتها حول مشروع التقرير المقدم إليها إضافة إلى عدد من مشاريع القرارات.

    وبعد مناقشات ومداولات مستفيضة، أجاز المؤتمر مشاريع التقارير المقدمة بعد إدخال عدد من التعديلات عليها، كما أجاز عددا من التوصيات الأخرى.

    وحول القضايا السياسية الراهنة ، تعاهد المؤتمرون على مواصلة نضال الشيوعيين السودانيين من أجل بقاء السودان وطنا موحداً وديمقراطياً ، ومن أجل
    وضع حد لنزيف الدم في دارفور عبر الاستجابة لمطالب أهله العادلة وتطبيق مبدأ العدالة الانتقالية تجاه الانتهاكات ، وصهر وتوحيد الاتفاقيات المبرمة
    ( السلام الشامل – القاهرة – أسمرا – أبوجا، وأي اتفاقات قادمة ) في برنامج وطني شامل ، ومن أجل استكمال مهام التحول الديمقراطي ، ومن أجل رفع
    معاناة شعبنا من جراء الضائقة المعيشية . كما عبر المؤتمرون عن تضامنهم مع النضال الباسل الذي يخوضه شعب فلسطين وصموده الأسطوري في غزة،
    وكذلك تضامنه مع شعب العراق وكل المناضلين في كل بقاع العالم من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم.

    كل أعمال المؤتمر ستنشر كاملة بعد الانتهاء من عملية الصياغة النهائية والطباعة.

    في الجلسة الأخيرة للمؤتمر جرت انتخابات اللجنة المركزية الجديدة، حيث تقدم للترشيح أكثر من 80 مرشحا تم انتخاب 41 منهم ليكونوا قيادة الحزب الجديدة
    حتى مؤتمره السادس. جددت الانتخابات عضوية اللجنة المركزية بانتخاب أعضاء جدد لأول مرة بنسبة 68%.كما زاد عدد النساء في اللجنة المركزية إلى 7 أعضاء.


    www.midan.net
                  

05-11-2009, 04:33 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    الضيوف الكرام،

    أصدقاء الحزب،

    أعضاء المؤتمر،

    وأعضاء الحزب،

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    مرحبا بكم في مؤتمرنا الخامس.......نعم مرحبا بكم في المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني

    د. الشفيع خضر سعيدجملة انتظرناها طويلا...ولكنا ظللنا دائما على ثقة بأنها آتية...! جملة تفجر في دواخل كل عضو من أعضاء الحزب وأصدقائه،
    شحنات من المشاعر والأحاسيس المتولدة من مزيج حب الشعب....حب الوطن.....وحب الحزب.

    نعم، انقضت أربعة عقود منذ مؤتمرنا الرابع..جرت خلالها مياه كثيرة تحت الجسور، وخاض خلالها حزبنا ضروبا عديدة من النضال والتجارب
    أكسبته منعة وقدرة على تجاوز الصعاب مهما كثرت ومهما تشابكت، وتضاعفت قدراته في مجابهة التعقيدات والتحديات الصعبة التي تواجه
    بلادنا وشعبنا ومنطقتنا.

    ينعقد مؤتمرنا وبلادنا تمر بظروف سياسية وإجتماعية شديدة التعقيد والتقاطعات، تحتاج منا إلى بذل الكثير من الجهد السياسي والفكري والعملي
    .....وتحتاج منا إلى التسلح بالعزيمة القوية والإرادة الأبية...إرادة الصمود...إرادة التطور والتجديد...وإرادة العمل الخلاق والدؤوب لتغيير ا
    لواقع المرير الذي يعانيه شعبنا.

    ومن هنا كان توافقنا جميعا داخل حزبنا بأن يكون هذا المؤتمر منبرا للحوار الجاد والمسؤول والصراع الفكري المبدئي القائم على النقد البناء
    و المحاسبة الموضوعية....فنحن ننتمي إلى حزب يشعر أعضاؤه بالغبطة والإنشراح حينما يعقدون مؤتمراتهم ويقوًًّمون أداءهم ويعالجون نواقصهم،
    لأنهم بهذا إنما يمارسون فعلا يرتبط بهموم الناس البسطاء...ويملأ جوانح أعضائه الإحساس بالسعادة والحبور لأنهم بهذ الفعل إنما يعبرون عن موقفهم
    المؤد لإلتزامهم تجاه قضايا الشعب والوطن.

    إننا نسعى لصياغة رؤانا وتصوراتنا وفقا لمستجدات الواقع بيننا ومن حولنا...إننا نسعى للتفاعل الإيجابي مع المتغيرات العاصفة على مستوى الإنتاج وقواه،
    وعلى مستوى المعرفة العلمية والتكنولوجيا، على مستوى الحياة الإجتماعية وعلى مستوى الحياة الثقافية...نقولها بكل وضوح وبصوت واحد: لا مكان
    للجمود ولا مكان للركون إلى اجترارات الماضي وحده...نعم الماضي جزء من الحقيقة...ولكن الحقيقة لا نهائية...والبحث عنها أيضا غير نهائي...ونحن
    نقر بتعدد أبواب الوصول إلى الحقيقة...نحن نختار بوابتنا ولا نمنع الآخرين في اختيار بوابتهم...بل ونقول لهم: من الممكن أن نلتقي في نقطة ما
    على درب الوصول إلى الحقيقة.

    نحن نتمسك بهدف سامي...هدف أن ترتبط مؤتمراتنا ويصب نشاطنا في مجرى هموم الجماهير وقضايا الوطن، لن تحرفنا صغائر الأمور مهما تردد
    صداها وتمدد، ولن توقف مسيرتنا محاولات التثبيط والتشكيك وبذر بذور الريبة والتوجس وسط أعضاء حزبنا وجماهيره....فنحن، مرة أخرى ننتمي
    إلى حزب نشأ وترعرع وشب عن الطوق محميا بجماهير الشعب السوداني، عركته مسيرة نضالية شائكة وسط الحصار والملاحقة ومحاولات التصفية
    الخائبة، صحيح أنه خلال تلك المسيرة دفع ثمنا باهظا، ولكنه كان المهر...كان يا رزاز الدم حبابك من أجل الإستمرار...ومضى حزبنا في مسيرته
    عالي الهمة وضاح الجبين.

    الحضور الكريم،

    ونحن نفتتح أعمال المؤتمر الخامس جدير بنا أن نحي كل من ساهم في بناء حزبنا عبر مسيرته الطويلة. وحري بنا هنا أن نحي ذكرى شهدائنا البررة.
    الشهيد عبد الخالق محجوب الذي غادر هذه الحياة وهو يحمل بين جوانحه هم هذا الشعب وهذا الوطن، مقدما الوعي بقدر ما امتلك، تاركا لنا بصمته
    الأخيرة في التحضير لهذا المؤتمر الذي لم ينعقد منذ ذلك الزمن الحزين إلا اليوم...نحي ذكرى الشهيد الشفيع أحمد الشيخ، إبن الطبقة العاملة وحامل
    لواءها الخفاق، والذي ما زال طيفه الوضاء يجول حيا في العنابر والورش والسكة الحديد يعانق جموع العمال......نحي ذكرى الشهيد جوزيف قرنق
    البطل إبن الشعب السوداني البار الذي بذل حياته رخيصة في سبيل وحدة السودان تحت ظل الديمقراطية والتنوع واللامركزية.....نحي ذكرى هؤلاء
    الابطال الثلاث ونرمز بهم إلى كل شهداء الحزب وكل شهداء الوطن بمختلف اتجاهاتهم ومدارسهم الفكرية والسياسية...ولكنا في اللجنة التحضيرية
    نحني هاماتنا إجلالا لذكرى رفاق كانوا قناديل الطريق أمامنا في اعمال التحضير للمؤتمر: الراحل فاروق كدودة عضو لجنة صياغة مشروع
    البرنامج المقدم للمؤتمر...العالم الذي جعل من العلم والمعرفة والإبتسامة أداة للنضال....الراحل محمد سعيد القدال عضو لجنة صياغة مشروع البرنامج
    المقدم للمؤتمر...المؤرخ الذي قضى حياته وهو يعيد كتابة تاريخ بلادنا بعيدا عن التشويه والتزييف....الراحل فاروق زكريا عضو لجنة التقرير
    التنظيمي المقدم للمؤتمر...الصامد الذي عاش مناضلا جسورا ناكرا للذات...والراحل زين العابدين صديق عضو لجنة مشروع الدستور المقدم للمؤتمر،
    ميزان الضبط والحكمة في اللجنة التحضيرية ومجسد شعار النقاء الثوري في حزبنا.....كانوا نفرا لا يجود الزمان بمثلهم إلا في لحظات قليلة....
    ستظل ذكراهم جميعا تاجا فوق رؤوسنا وقلادة على أعناقنا.

    كما يحق علينا في هذه المناسبة الجليلة أن نتوجه بالتحية والإجلال إلى أصدقاء الحزب ومناصريه من الديمقراطيين والوطنيين الذين ما ضنوا علينا
    بأفكارهم وأموالهم ...بل كانوا معنا جنبا إلى جنب في أوقات المحن ولحظات الإنتصار....منهم استمدينا القدرة على الصمود والتقدم....وسنواصل.

    ضيوفنا الأعزاء

    نعقد مؤتمرنا الخامس بعد مسيرة مضنية على طريق التحضير الذي بذل فيه رفاقنا في اللجنة المركزية ولجان التحضير وهيئات وفروع الحزب في
    كل بقاع السودان وفي الخارج جهدا مقدرا رغم العوائق والعثرات وأحيانا الأخطاء.....ولكن يبقى السؤال الرئيس هو من أين مولنا المؤتمر؟ من أين أتينا
    بالأموال اللازمة لإقامة مثل هذا اليوم البهيج في قاعة الصداقة ولتغطية بقية أيام المؤتمر الذي سيشارك فيه أكثر من 400 مندوب؟
    من هو الممول الرئيسي للمؤتمر؟ إنه الممول الدائم لحزبنا.....الشعب السوداني العظيم....لقد بدأنا التحضير وخزانتنا تشكو عدم الإستخدام...
    ولكن مع إعلان التاريخ الأول للمؤتمر تدفقت علينا التبرعات من كل قطاعات الشعب السوداني...ولا زالت....وفعلا المجد لشعبنا الذي جعل هذا ممكنا
    ...وفعلا أي منا يقول لا أنحني إلا لأحضن موطني.....وفي هذا السياق نتوجه بالشكر إلى إدارة قاعة الصداقة لما قامت به من تخفيض كبير في التكلفة.

    الزملاء الأماجد مندوبوا المؤتمر

    لنجعل من مؤتمرنا هذا ماعونا نعتصر فيه خلاصة أفكارنا وتجاربنا لننطلق بثقة نحو تجديد حزبنا وتقوية قواعد بنائه ورفع قدرات اعضائه
    على أساس العلم والمعرفة والخبرة لتستوعب متغيرات الواقع...علينا أن ندقق ونضبط سياسات حزبنا بما يعكس الواقع بشكل افضل....
    علينا أن نوسع صلاتنا بالجماهير والارتباط بهمومها وهي تكتوي بنار الظلم والإجحاف....علينا أن نفكر جماعيا في كيفية مساهمتنا مع كل القوى
    الوطنية لتفكيك حلقات الأزمة الخانقة المحدقة ببلادنا....

    الضيوف الكرام

    جماهير الشعب السوداني

    يعاهدكم حزبنا على أن يكرس كل جهوده وطاقاته لتطوير نشاطه الفكري والتنظيمي ليشق الطريق أمام نضاله السياسي الدؤوب للمساهمة
    في انتشال شعبنا من كربته، في دارفور والجنوب وكردفان والشرق والشمال والأواسط، والمضي قدما نحو تحقيق آمال وطموحات شعبنا في:

    الديمقراطية الراسخة،

    والتنمية المتوازنة،

    والوحدة المتينة

    والسلم الوطيد

    ـــــــــــــــــــ

    د.الشفيع خضر

    رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس.

    24 يناير
                  

05-11-2009, 04:46 PM

مدثر محمد ادم

تاريخ التسجيل: 12-17-2005
مجموع المشاركات: 3016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    ديمقراطية راسخة ....

    تنمية متوازنة .....

    وطن واحد ......

    سلم وطيد
                  

05-11-2009, 05:13 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: مدثر محمد ادم)

    العزيز مدثر محمد آدم

    أولا شكرا علي مرورك

    ثانيا :

    بالله أغمض عينيك لتتخيل قوة هذا الشعار

    وأنت تحوم حول مشاكل بلادنا المختلفة

    فلو تبنته أى حكومة ان شاء الله حتي الكيزان

    مش كنا حا نكون من أجمل بلاد العالم وأغناها :

    Quote:

    ديمقراطية راسخة ....

    تنمية متوازنة .....

    وطن واحد ......

    سلم وطيد....
                  

05-11-2009, 06:10 PM

شادية عبد المنعم

تاريخ التسجيل: 08-24-2005
مجموع المشاركات: 1298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    أخوي عاطف مكاوي تحية طيبة
    لا أخفي عليك سعادتي بأن يحملك وعيك الفكري وسلامة ضميرك إلينا
    وددت فقط أن أذكر لك بأن الوثائق التي ذكرتها نوقشت في كل الفروع وثيقة وثيقة
    ونوقشت حصيلة المناقشات في إجتماعات موسعة
    وصيغت بشكل نهائي متضمنة في الحواشي حتى الآراء المخالفة لرأي الأغلبية
    وتليت في الإجتماعات الموسعة حتى يضمن أي عضو أن وجهة نظره قد تم تضمينها ليحتفظ بحقه للتاريخ
    ثم رفعت هذه الوثائق لأجازتها في المؤتمر الذي حضرة أعضاء إنتخبناهم بكل شفافية وديمقراطية
    دخلنا المؤتمر موحدين وخرجنا أكثر وحدة

    لذلك قال السيد الأمين العام نحن أنجزنا مؤتمرنا ونحن هنا للحتفال وقد صدق

    وأحمد الله كثيراً أني كنت شاهدة على هذه الممارسة الديمقراطية المتقدمة
    وأحي كل الشيوعيين الذين جعلوا هذا ممكناً

    وأحي كل مؤيدي حزبنا الذين يضعون على عاتقنا مسوؤليات جسام بالحفاظ على هذا الإرث الديمقراطي


    ولك التحية
                  

05-11-2009, 06:39 PM

مدثر محمد ادم

تاريخ التسجيل: 12-17-2005
مجموع المشاركات: 3016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: شادية عبد المنعم)

    خاطرة
    كانوا يتعذبون من أجلنا
    ويضحون في سبيلنا
    ويتألمون لبكاء أطفالنا
    لماذا ؟
    ومن هم ؟
    ومن أين يأتون ؟
    لست ادريخاطرة
    ولكن حين رأيت
    دماءهم تسيل لتروي
    ارض الفقراء
    أيقنت أن اللون الأحمر
    لون الشرفاء
    وإنهم شيوعيون
    يأتون من زانتا
    لأنهم ثوريون
    إذا شيوعي أنا
                  

05-11-2009, 07:42 PM

احمد عمر
<aاحمد عمر
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 89

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: مدثر محمد ادم)

    الأخ العزيز عاطف التحية والمجدلك
    ولحزبك الذي تؤيده ..
    هذا الحزب الذي امتلك منعته وقوته من إنحيازه
    لقضايا شعبه وتعبيره غن تطلعات كادحيه وشرفائه
    وبقي رغم المحن والإحن وكيدأعداء
    العدل والحرية ..
    ويحق لنا نحن الشيوعيين ومؤيدوا
    الحزب الشيوعي أن نفرح باننا قد اتجزنا
    واجبا ضخمابعقد مؤتمرنا الخامس
    مؤتمر حزب عبد الخالق
    والشفيع
    وجوزيف قرنق ..
    والذين نعاهدهم بان نجعل من هذا الإنجاز
    بداية لمرحلة جديدة من النضال في
    سبيل وطن حدادي مدادي
    مابنبنيه فرادي
    ولا بالضجة في الرادي
    وعاش نضال الحزب الشيوعي السوداني
    وعاش نضال الطبقة العاملة السودانية
    كما أرجو أن تكوت مساهمتك هذه ياعاطف
    منبرا للحوار الهادي والهادف
    حول وثائق المؤتمر الخامس
    مع تحياتي وتقديري .
                  

05-11-2009, 09:00 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: احمد عمر)

    دخلنا المؤتمر موحدين وخرجنا أكثر وحدة



    العزيزة شادية :

    خروجكم موحدين هذا ما أحبط الكثيرون لأنهم كانوا يتوقعون انقساما

    روج له كثيرا ...في الصحف والمنتديات ....فهنيئا لكم وأنتم تكيدون الأعداء.

    وشكرا لمرورك .
                  

05-11-2009, 09:56 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    عزيزى العزيز الفنان الرائع

    صاحب الريشة الجميلة

    والصنديد الذى أعرفه جيدا

    Quote:
    كما أرجو أن تكوت مساهمتك هذه ياعاطف
    منبرا للحوار الهادي والهادف
    حول وثائق المؤتمر الخامس


    أتمني أن تكون معي في هذه المساحة

    وسوف أقوم بانزال الوثائق علي أجزاء

    أأمل أن تساهم معي وأن أستخرج منك مالم

    يعرفه الناس عنك ...وفي هذا أكون

    قد اصطدت عصفورين بحجر واحد.


    * كما أنني عاتب عليك في أنك أصبحت

    ضنينا علي شعبك.... فريشتك لا تقدر بثمن

    انتبه أرجوك !!!!!!
                  

05-11-2009, 10:19 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    نص خطاب السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني

    المقدم للجلسة الافتتاحية للمؤتمر الخامس

    رصد: ماجد القوني

    مؤتمرات الحزب هي مواسم لمراجعة أداء الحزب وتصحيح الأخطاء.
    غياب مؤتمرات الحزب تقصير تتحمل مسئوليته اللجنة المركزية.
    قضايا التحول الديمقراطي.. أبرز قضايا المؤتمر الخامس.
    إرتفاع نسبة الفقر لأكثر من 95% مدعاة للدهشة في بلد غني بثرواته الزراعية والحيوانية والمعدنية.
    الإدعاء بأن هنالك طريقاً واحداً للوصول إلى الإشتراكية .. ينفي حقيقة المميزات الوطنية لكل شعب.
    تحية إعزاز وإجلال لمؤسسي حزبنا وشهدائه من أجل الإستقلال والوحدة والديمقراطية، والإقتسام العادل للسلطة والثروة.
    ومن على منصة المؤتمر التحية للحركة السياسية السودانية بأحزابها ونقاباتها وصحافتها وإتحاداتها وروابطها.
    تحية لأعضاء الحزب الذين صمدوا وإستبسلوا في مواجهة حملات التشريد والقمع والتعذيب الوحشي حد الإستشهاد ثم ثابروا على تجميع
    وتنظيم فروع الحزب وقياداته المركزية.
    تحية للأسر التي فتحت لنا قلوبها ودورها فآوتنا طوال سنوات الدكتاتوريات العسكرية المتعاقبة.
    تحية لكل فروع الحزب وأصدقائه في الداخل وفي شتى بقاع العالم وإسهامهم المقدر في إبتدار حملات التضامن مع شعبنا وحزبنا
    والتحية موصولة من بعد لمنظمات حقوق الإنسان وضحايا التعذيب.
    تحية للصحفيين الذين إستبسلت أقلامهم دفاعاً عن حرية التعبير وشرف الكلمة.
    تحية للحركة النقابية السودانية التي تجاوزت كل القوانين التي تحرّم الإضراب ، ولم تحصر دورها في المطالب النقابية، بل أسهمت
    في الحركة الوطنية، كتفاً لكتف مع الأحزاب السياسية في النضال الوطني وقضايا ما بعد الإستقلال .
    40 عاماً بدون مؤتمر!!

    من قضايانا الكبيرة التي نتصدى لعلاجها في مؤتمرنا الخامس هذا ، أن حزبنا لم يعقد مؤتمراً طيلة الأربعين عاماً الماضية ،
    علماً بأن النظام الداخلي ينص على عقد المؤتمر كل عامين.

    أن مؤتمرات الحزب هي مواسم التشمير عن ساعد الجد وإستنهاض الهمة والفكر لمراجعة أدلء الحزب في كل مفاصله وتصحيح
    الأخطاء وحل المشكلات النظرية والعلمية التي تعترض نشاطه ولمحاسبة اللجنة المركزية للحزب على أعمالها. إن المؤتمرات الحزبية
    تحتل موقعاً مفصلياً في ممارسة الرقابة الجماعية والديمقراطية الداخلية والحياة المعافاة داخل الحزب. إن عدم عقد المؤتمر الخامس
    وغياب المؤتمرات طيلة أربعين عاماً تقصير جسيم لابد من النظر في أسبابه ومعالجتها وتحديد المسئولية فيها وإتخاذ كل ما يلزم لمنع تكراره.
    إن عقد المؤتمرات في مواعيدها من شروط ترسيخ الديمقراطية في الحزب.

    يمكن القول أن السبب الرئيس لتعطيل إنعقاد المؤتمر كان تغلب الأعتبارات التأمينية لسلامة الحزب وكوادره على ضرورات التمسك بقواعد
    النظم الحزبية ومبادئها. ولقد كان في الإمكان إختيار وتطبيق بدائل تتيح عقد المؤتمر بتنازلات في بعض الجوانب (مثل عدد أعضاء المؤتمر)
    وأشكال التفويض، تنجنباً لغيابه أكثر من أربعين عاماً. وهوتقصير جسيم تتحمل مسئوليته دون شك اللجنة المركزية .

    إن عدم عقد المؤتمر الخامس، وغياب المؤتمرات طيلة الأربعين عاماً، تقصير جسيم لابد من النظر في أسبابه ومعالجتها وتحديد المسئولية فيها
    وإتخاذ كل ما يلزم لمنع تكرارها. إن عقد المؤتمرات في مواعيدها من شروط ترسيخ الديمقراطية في الحزب.

    ماذا يواجه المؤتمر الخامس؟

    ينعقد المؤتمر الخامس ليواجه ذات القضايا التي واجهت مؤتمراتنا السابقة وهي وهي قضايا التحول الوطني الديمقراطي، ولكن في ظروف جديدة
    أكثر تعقيداًبما بما لا يقاس بظروف في مؤتمراتنا السابقة ، ماهي هذه القضايا؟ على رأسها:

    القضية الأولى: بقاء الوطن موحداً وديمقراطياً في ظروف سيخوض فيها شعبنا في الجنوب بعد أقل من عامين معركة الأستفتاء من أجل تقرير
    المصير مابين الوحدة والإنفصال. واجبنا كحزب له تجاربه الثرة في النضال السياسي يتحمل أكثر من غيره مسئولية تجميع أوسع جبهة من
    القوى الديمقراطية في الشمال والجنوب للمحافظة على وحدة البلاد والتطور التنموي المتوازن في مناطقها المختلفة خاصة في جنوب البلاد
    لضمان تنفيذ اتفاقية السلام الشامل باعتبارها قضية كل السودان وليس مهمة الحركة الشعبية وحدها.
    حزبنا.. وهو يستعيد نضاله في تجميع كافة وفعاليات القوى الديمقراطية كأساس للوحدة الواسعة لا يبدأ من الصفر بل هناك تقاليد راسخة للعمل
    الديمقراطي والتقدمي مازالت باقية ولم تندثر بالرغم من الحرب وهذا يستوجب بذل جهود مضاعفة لقراءة مستجدات الواقع في الجنوب بعد
    إتفاقية السلام الشامل والإستفادة من تجارب الماضي بكل سلبياتها وإيجابياتها لبعث عامل القوى الديمقراطية في الجنوب من جديد على أسس
    وقواعد تستند على دراسة علمية للواقع.
    القضية الثانية : التي يواجهها مؤتمرنا ، هي تصدي شعب السودان لقضاياه المصيرية فيما يتصل بوضع حد لنزيف الدم في دارفور والإستجابة
    لمطالب أهله العادلة وهي : عودة النازحين واللاجئين لقراهم الأصلية ، وإستباعد الذين أستجلبوا من دول الجوار وتم إستيطانهم في تلك القرى
    والحواكير. كذلك تطبيق شكل وطني ملائم للعدالة في الإقليم. ويرى حزبنا أن هذا الشكل ليس سوى العدالة الإنتقالية التي طبقت في أكثر من
    أربعين بلداً أقربها إلينا جنوب أفريقيا والمغرب ، ونستطيع أن نضيف إليها من خبرة شعبنا وحكمته الكثير ، كي نرفد به تلك الخبرة العالمية الواسعة،
    والإستجابة لمطلبهم في الإقليم الخاص في إطار مشروع متكامل لإعادة تقسيم السودان إلى تسعة أقاليم ويكون لهم الحق في إنشاء أيّ عدد من
    الولايات يرونه مناسباً. بإلاضافة إلى اشكال الحكم المحلي كقاعدة لا غنى عنها في ممارسة الديمقراطية، كذلك تمثيل أهل الإقليم تمثيلاً عادلاً
    في رئاسة الجمهورية وحصولهم على نصيب عادل أيضاً في الثروة القومية، كذلك حصولهم على ما يستحقونه من مواقع ومناصب في جهاز
    الدولة بشقيه المدني والعسكري. ونعتبر هذه بمثابة خارطة الطريق العقلانية الوحيدة للخروج من المأزق الوطني الراهن في هذا الإقليم.
    القضية الثالثة: التي تواجه مؤتمرنا هي أنه ينعقد والوطن مثقل بتعدد الإتفاقيات ( نيفاشا، أسمرا، أبوجا الأولى، وقد تتبعها الثانية الأخرى)،
    ونأمل أن يستجمع شعبنا إرادته لتوحيد وصهر الإتفاقيات في برنامج وطني شامل من أجل السودان الوطن الواحد ودولة مدنية
    وديمقراطية راسخة، وتنمية متوازنة، وسلم وطيد.
    القضية الرابعة: هي إستكمال مهام التحول الديمقراطي ويعلم الجميع أن أهم عناصر هذه القضية هو الإصلاح القانوني والشامل من حيث إلغاء
    كل التشريعات التي تتعارض مع الدستور الإنتقالي لسنة 2005 وعلى رأسها قانون قوات الأمن الوطني لسنة1999 وقانون الصحافة الجديد،
    وغيرها من شاكلة هذه التشريعات. إن بقاء هذه يشكل عقبة كئود أمام تمتع شعبنا بحرياته العامة وحقوقه الساسية المضمنة في وثيقة الحقوق
    بالدستور كشرط لإنخراطه في حركة جماهيرية واسعة من أجل إنجاز مهام التحول الديمقراطي. وبغير ذلك لن تقوم لهذا التحول قائمة مهما
    تعددت الأشكال الخاوية من المحتوى للممارسة الديمقراطية المظهرية .
    القضية الخامسة: هي معاناة الأغلبية الساحقة من شعبنا جراء الضوائق المعيشية التي ماتزال تحكم حلقاتها في كل جوانب الحياة، حتى أصبح
    زهاء 95% من المواطنين يرزحون تحت خط الفقر. وربما يكون مدعاة حقيقية للدهشة والإستغراب في أن ذلك يحدث في بلد غني بثرواته
    الزراعية والحيوانية والمعدنية بل وإكتشف البترول وتصديره للأسواق العالمية.
    القضية السادسة: هي إن إنعقاد مؤتمرنا هذا يتزامن والزمة الإقتصادية المالية تنشب مخالبها في كيان النظام الرأسمالي العالمي، حتى تهافت
    دهاقنته على المكتبات لإقتناء كتاب " رأس المال" لكارل ماركس. كما يتزامن مع تصاعد حركة واسعة في بلدان الغرب الرأسمالي الصناعي
    تستشعر ما ترتبه العولمة الرأسمالية من مخاطر على شعوب العالم وإقتصادياته بما لا تخفف منها في حساباتهم كل مكاسبهم التي حققوها
    عبر عقود طوال تحت مظلة الضمان الإجتماعي. إن هذه الحركة التي تطلق على نفسها حركة العداء للرأسمالية وهي حركة مستقلة وناتجة
    من وعي تلقائي بمخاطر الرأسمالية المتوحشة، وتنتظم فيها جموع العاملين في هذه البلدان من مختلف المشارب الفرية والسياسية والدينية،
    ولا يستطيع أحد أن يدعي أنها (صنيعة شيوعية) كما دأبت آلة الدعاية الإمبريالية على وصف الحركات المناهضة لها في زمان مضى.
    القضية السابعة: هي النضال الباسل الذي يخوضه إخوة لشعبنا في فلسطين وصمودهم الأسطوري في غزة، كما يتزامن ذلك مع ما يخوضه
    إخوتنا في العراق. ونعبر عن ثقتنا في قدرتهم على الإنعتاق من إسار الإحتلال والأزمة الانسانية ووالسياسية التي فرضت عليهم.
    القضية الثامنة: هي أن إنعقاد مؤتمرنا يتزامن مع التجارب الجديدة في فنزويلا، بوليفيا، شيلي، البرازيل في أمريكا اللاتينية. ولاشك أن
    هذه التجارب تطرح مستويات جديدة من الأسئلة والجدل النظري حول مآلات وما يفرضه عليها الواقع من تحالفات وإرتباطات وخصومات
    على المستوى القاري والعالمي، وإهتمام حزبنا بتتبعها ودراستها لا يأتي من باب الترف الفكري وغنما لما تفرزه هذه التجارب والخبرات
    من دروس جديدة على حركة الثورة العالمية وحزبنا جزء أصيل منها.
    القضية التاسعة: ولعلها تكون في مقام القضية الأولى بالنسبة لنا من الزاوية الفكرية والأيديولوجية، فهي ما شهده العالم من إنهيار للإتحاد
    السوفيتي والمنظومة الإشتراكية في شرق أوروبا. وآثار ذلك على الوضع العالمي ومستقبل الحركة الشيوعية العالمية خلال العقدين الماضيين،
    وما يتوقع من تداعيات لذلك مستقبلاً، وهذا أدعى لأن نعرض لهذه القضية في هذا الحيز من كلمتنا.
    الإشتراكية:
    الإدعاء بأن هنالك طريقاً واحداً للوصول إلى الإشتراكية، ينفي حقيقة المميزات الوطنية لكل شعب، ويجعل من الإشتراكية عقيدة جامدة
    وعقيمة، ويخرجها من نطاق العلم إلى نطاق الخرافة. وإذا كانت الإشتراكية العلمية هي حصيلة التجارب الثورية للشعوب، فأنها تتحقق لدى
    كل شعب بإرتباطها بجذور عميقة في مجرى تجاربه الخاصة وفي مجرى سماته الحضارية أيضاً.




    إنجاز المهام الوطنية الديمقراطية يفتح الباب لولوج مرحلة التحول الإشتراكي، ويمكن تلخيص سماتها العامة في:
    تحرير الإنسان من الإستغلال.
    إلغاء الإمتيازات الطبقية بما ينهي إغتراب الإنسان من مراكز النفوذ.
    مكافأة الإنسان حسب عمله.
    تملك الشعب لوسائل الإنتاج ونشر عائد الثروة في كل المجتمع.
    سلطة سياسية ديمقراطية تعددية، لتحالف واسع من الأحزاب والتنظيمات السياسية للطبقة العاملة والمزارعين والمثقفين الثوريين
    والراسماليين الوطنيين، وتؤسس تلك السلطة من خلال التجارب وزمالة النضال السياسي والإقتصادي والفكري ولا تُفرض فرضاً.
    دعم الديمقراطية النيابية التعددية بالديمقراطية المباشرة.
    توفير الشروط اللازمة كيما تصبح المرأة عضواً فاعلاً في المجتمع، بكفالة الحقوق المتساوية بينها والرجل.
    التحرر من الإضطهاد القومي والإستعلاء العرقي والثقافي.
    النضال من أجل حماية السلام العالمي ونبذ الحروب والحد من التسلح.
    تجديد المشروع الإشتراكي:
    v الدراسة الباطنية لبنية الرأسمالية المعاصرة التي تجاوزت مرحلة المنافسة الحرة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر ،
    وكذلك للآليات والبرامج التي إستحدثتها لتطويق أزماتها، وللمتغيرات في التركيب العضوي والتقني للطبقة العاملة والفئات الوسطى العاملة بأجر.

    v التقويم الموضوعي الناقد للعوامل والأسباب الباطنية – موضوعية وذاتية- لإنهيار النمط السوفيتي للإشتراكية. ولفشل تجارب
    نمط الحزب الواحد ورأسمالية الدولة والإصلاحات الإجتماعية (مصر عبدالناصر وتنزانيا نيريري)، ولما إستجد في البرامج والمنطلقات الفكرية
    للنماذج الإشتراكية الماثلة: الصين، فيتنام، كوريا الديمقراطية و كوبا. ولما هو جديد في فكر المدارس الإشتراكية في أفريقيا والمنطقة العربية،
    وأمريكا اللاتينية وآسيا وغرب أوروبا. ولم إستجد في روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة وبلدان شرق أوروبا.

    v إستيعاب ماستجد واستحدث من مقولات ومفاهيم في العلوم الطبيعية والإجتماعيةللوقوف على مدى أثرها في تطوير أو تجاوز استنتاجات
    الماركسية بإعتبار الماركسية نظرية عامة للواقع والكون وليس منظومة فلسفية مغلقة ومنكفية ذاتياً على طراز أرسطو وهيجل.

    v تقويم ناقد لما ورد في برنامج حزبنا ووثائقه الأساسية عن الإشتراكية. وقيادة الحزب الماركسي في ظل النظام الإشتراكي لا يعني وجوب
    نظام الحزب الواحد. الديمقراطية الإشتراكية ترتكز على ما حققته الشعوب من حرية للفرد والجماعة في التعبير وحرية الفكر، وتستكمل هذا البناء
    بتحرير الإنسان من سيطرة رأس المال والإغتراب.

    v الإلتزام بالدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان التي نصت عليها مواثيق الأمم المتحدة وإتفاقيات المنظمات الدولية والإقليمية.

    v الإلتزام بدولة المواطنة والتعددية الحزبية والتداول الديمقراطي للسلطة.

    ويثار هنا بطبيعة الحال السؤال الذي ظل يشغل الرأي العام والصحفيين من أصدقاء الحزب ومن خصومه حول إسم الحزب. وليس سراً أن هذا
    الموضوع ظل مطروحاً ضمن المناقشة العامة التي إنتظمت صفوف حزبنا منذ بواكير تسعينات القرن المنصرم. والآن سيكون مطروحاً على
    مؤتمرنا حسم هذا التداول الواسع بالتصويت الديمقراطي حيث سيسود رأي الأغلبية بلاشك.
    ختاماً: إشادة بالجهد المثابر الذي بذلته اللجان التي أعدت مشروع التقرير السياسي، مشروع البرنامج، ومشروع النظام الداخلي، ومشاريع القرارات
    التي سيجيزها مؤتمرنا. وإشادة مستحقة للجان المناطق وفروع الحزب في الداخل والخارج، على تعامله الجاد مع مهام التحضير للمؤتمر آمل أن
    يرتقي إسهام المؤتمر للمستوى الذي يلبي طموحات أعضاء الحزب والمتعاطفين معه، وأن يسهم بقسط متواضع في الفكر السياسي السوداني.
                  

05-12-2009, 00:53 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    سلام يا عاطف
    ازيك يا كومر!

    Quote: خروجكم موحدين هذا ما أحبط الكثيرون لأنهم كانوا يتوقعون انقساما

    روج له كثيرا ...في الصحف والمنتديات ....فهنيئا لكم وأنتم تكيدون الأعداء
    .

    شفت الكلام ده
    ده ياهو الجنن اعداء الحزب
    ولخبت ليهم احلامهم
    خروج الحزب موحد وبقيادة قوية
    اكبر مكسب وانجاز حققه حزبنا
                  

05-12-2009, 02:31 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: خالد العبيد)

    Quote:

    شفت الكلام ده
    ده ياهو الجنن اعداء الحزب
    ولخبت ليهم احلامهم
    خروج الحزب موحد وبقيادة قوية
    اكبر مكسب وانجاز حققه حزبنا


    بالضبط يا خالد

    وخليهم الأعداء الدائمون بل حتي الذين يدعون أنهم معارضة

    يشنون الهجوم علي الحزب الشيوعي ويتركون الفيل (فيل المافيا)

    وهناك من ينكرون أنهم أذناب للكيزان وفي حقيقتهم/ن هم الأكثر خطورة

    من الكيزان أنفسهم ...لأنهم/ن يتخفون وراء الاستقلالية فيجب أن نكون حذرين .

    (عدل بواسطة عاطف مكاوى on 05-12-2009, 03:57 AM)

                  

05-12-2009, 03:51 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    •فضيلي جماع:

    برغم كل شيء..قولوا للحزب الشيوعي السوداني:أحسنت!

    (نشر بجريدة "الأحداث"-الثلاثاء 27 يناير)

    ليس من أولياتي وأنا أكتب هذا المقال "التحية" أن أبادر بالقول أنني لست شيوعياًً ، فالشيوعية ليست تهمة لأبادر بنفيها؛ ولا هي سبة ليرميني بها أحد.
    هذه كلمات أقرب إلى الخاطرة التي تمليها تداعيات حدث. وهي تحية من مواطن سوداني يعرف أن وطناً لا يسعه مع الآخرين بمختلف مشاربهم ، هو
    أكثر ضيقاً من مساحة زنزانة مهما ترامت أطرافه ، واتسعت أوديته وسهوبه للضباع وبنات آوى دون الخيرين من أبنائه وبناته. هذا المقال كما أسلفت
    خاطرة في صيغة تحية، قصدت أن أرفعها في العموم لعضوية حزب سياسي ظل فاعلاً في الساحتين: السياسية والثقافية في بلادنا لأكثر من

    نصف قرن حتى وهو في أكثر فترات ضعفه وانزوائه. وأرفعها في الخصوص لأصدقائي من منسوبي هذا الحزب الذين جمعتني بهم أحلك الليالي
    وأصعب الظروف، فعرفت فيهم أجمل ما في إنسان هذا الوطن من شهامة ورحابة صدر وكبرياء نفس. شكراً لنضال شعبنا الذي أعاد إلى نبض أمتنا
    فضيلة الاختلاف في الرأي، وأن يكون للآخر المختلف عيد نشاركه فيه الحفاوة والفرح.

    لعل من نافلة القول أن أسوق معلومة يعيها كل متابع لخط سير أمتنا في العراك السياسي والثقافي، تلك المعلومة الأولية هي أنّ اليسار السوداني كان له
    – في معظم الأحايين - القدح المعلى في نشر الوعي والتبشير بالجديد. فالعمل النقابي في القطاعات العمالية والمهنية كانت القيادة فيه – في معظم الأوقات
    – لليسار السوداني. وقضايا مثل الانحياز للمرأة وحقوقها لم تكن لتجد الإضاءة الكاملة – رغم جهد الرواد في هذا المجال (عبدالرحمن المهدي وبابكر بدري)
    - لو لا جرأة اليسار في دعم قضايا وحقوق المرأة. كان اليسار إذن نعمة في حياتنا.

    يعترف كاتب هذه السطور أن العلاقة بينه وبين أنصار الفكر الماركسي بدأت متعثرة. كان ذلك في سنوات الدراسة الثانوية ثم فترة الجامعة. كنت وإياهم
    على طرفي نقيض. بل كنت حتى منتصف المرحلة الجامعية أقرب إلى تيار الحركات الإسلاموية، رغم تمردي المبكر على التأطير وبحثي عن كل
    ما هو أرحب. حتى جاء يوم أن ضمتنا زنازين ضيقة وأسوار شاهقة صماء. وفي السجن وفي السفر وفي غربة الدار تظهر معادن الناس!

    عرفت في سجن كوبر وفي معتقل شالا بعض منسوبي الحزب الشيوعي السوداني، وبعضاً من اليساريين السودانيين غير المنضمين لعضوية
    حزب أو نقابة. وعرفت عن كثب مثقفين شيوعيين كانوا يعرفون قيمة الحوار والجدل الفكري.. يصيخون السمع ويصبرون على طيش وترهات
    الخصم حين يتوه بنا درب الحوار الهادئ ويحمى وطيسه. عرفت في رحلة السجن (18 شهراً) – على سبيل المثال لا الحصر- الدكتور عبد القادر الرفاعي ‘
    الأديب الذي ضل طريقه إلى الهندسة الزراعية، وعرفت الدكتور هلال – الصيدلي الهادئ الوقور ، وسيد عيسى المحامي الذي يعيش تحت
    حائط السجن هادئاً رابط الجأش وكأنه في

    بيته. عرفت خليل الياس..يغيب ضوء الشمس ولا تغيب ابتسامة خليل الياس وسخريته حلوة المرارة!! عرفت السر شبو وسامي وخالد الذكر
    فارس الحرية الخاتم عدلان. ثم جمعتني سنوات المطاردة والحرمان من الوظيفة فيما بعد بأدباء ومثقفين شيوعيين ويساريين نعمت بصحبة بعضهم
    عن كثب وتبادلنا المودة والاحترام ، بل تجذرت علاقتي ببعضهم لتصبح صداقة أنا فخور بها حتى اليوم! بعض أصدقائي هؤلاء كتبوا الشعر والنقد
    والمقالة السياسية فأضاءوا ظلام حاضرنا الثقافي بضوء كلماتهم السامقة وألحان أغنياتهم الجميلة. تشرفت أن تواصلت معرفتي في إطارها الإنساني
    بالشعراء كمال الجزولي والراحل المقيم على عبدالقيوم ومبارك بشير والياس فتح الرحمن وحنجرة جيلنا – اللحن الخالد مصطفى سيد احمد وهاشم صديق
    وآخرين كثر من الشيوعيين ومن قبيلة اليسار قاطبة. أشهد أنني تعلمت منهم الكثير .

    ثم إنني عرفت في المنفى من هم أكثر صبراً من الصبر ذاته ، أذكر منهم المناضلة الجسور فاطمة احمد ابراهيم (كانت تصر على ارتداء الثوب السوداني
    في برد لندن القارس وكأنها تقول للعالمين: أنا من السودان!) التقيت التجاني الطيب الصحفي رقم واحد في السودان لو لا أنه يحرر المقال السياسي من
    وجهة نظر صحيفة حزبية لا تخلو من التخندق! وعرفت المناضل الدكتور خالد التوم والراحل المقيم خالد الكد ثم إنني عرفت ولسنوات طويلة شاعر الشعب
    محجوب شريف، فعرفت النزاهة والنقاء وعفة اللسان وشجاعة الرأي تمشي على قدمين. محجوب شريف في نظري صوفي زاهد دخل التصوف من باب
    الانتماء حتى الفناء لإنسان السودان البسيط..الإنسان صانع التحولات.

    ثم إنني وآخرين من أبناء حقبتي (النصف الثاني للسبعينات) تتلمذنا على أطروحات يسارية في صناعة القصيدة الجديدة. قرأنا بانبهار للشعراء
    عبد الرحيم ابوذكرى، مصطفى سند، علي عبد القيوم ، كامل عبد الماجد ، محمد تاج السر وآخرين. وحين يتحدث كاتب هذه السطور عن بصمات مثقفي
    اليسار عليه باكراً فإنه لن ينسى المثقف الخجول الذي آثر أرقام الاقتصاد على الأدب..الدكتور صديق ام بدة الذي علمني كيف أقرأ سند ويوسف الخال وآخرين!
    وتعلمت من الشيوعي سابقاً- الطبيب الوقور المثقف آدم احمد علي بقادي كيف أقرأ الشاعر والروائي الانجليزي توماس هاردي وأنا يافع بعد.

    بل أذهب بعيدا لصباي الباكر في مسقط رأسي المجلد لأذكر كيف أنني ملئت إعجاباً بشجاعة يساريين من عائلات كبيرة في مركزها وعلمها ..
    كان همهم التعليم ومحاربة الأمية والإدارة الأهلية ..أذكر منهم الراحل مهدي احمد الرفاعي والشهيد محمد سليمان قور والأستاذ آدم جبريل القوني أطال الله عمره.

    تعلمنا إذن من اليسار..أخذنا منه ، ولنقل إنه كان محمدة في حياتنا. أهم من ذلك أن معرفتي من قرب بمعظم من ذكرت من مثقفي اليسار العريض
    أومن منسوبي الحزب الشيوعي السوداني أبانت لي الجانب المشرق في أعماق الكثيرين منهم: أريحية في النفس وبعدها عن السفاسف وحبها حتى الثمالة
    لكل ما يمت إلى الوطن وإنسانه بعلاقة ! وتلك لم يجلبها الشيوعيون من الخارج ..بل تلك تربية إنساننا السوداني في مدنه وأريافه.

    نعيب - حين ننبري بالنقد والتشريح – نعيب على الحزب الشيوعي السوداني كذا وكذا وكذا.. وقد نكون محقين، ونعيب على الشيوعيين
    وحزبهم كذا وكذا وكذا. بيد أننا في غمرة توزيع التهم المجانية ننسى أن من أجمل ما قدمه الحزب الشيوعي وهو يكافح الاستعمار مع
    الحركات الوطنية السودانية الأخرى منذ مطلع القرن الماضي – ننسى أنه ساهم في نشر الوعي بين الطلاب والطبقة العاملة بصفة خاصة.
    ظل الشيوعيون واليساريون – رضي البعض أم لم يرضوا – أنصارا للتقدم، دعاة ضد الخرافة والمد الرجعي بكل أشكاله. وقفوا مع محو أمية
    السودانيين ووقفوا مع المرأة كقضية عادلة وعاجلة، فكانت مجلة "صوت المرأة"، الناطقة باسم الاتحاد النسائي أحد روافد الحزب الشيوعي السوداني
    والتي ساهمت في نشر الوعي بين جماهير النساء بصفة خاصة.

    أخطأ الشيوعيون طبعاً.. وعلى قول السيد المسيح عن المرأة التي زنت: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر!

    من أخطاء الحزب باعتقاد كاتب هذه السطور أنه في تصديه لقضايا الفلاحين والعمال – ومعظمهم في القرى والبوادي- كان قد حصر نشاطه النقابي
    والسياسي بين جمهرة طلاب الثانويات والجامعات ونقابات العمال في المدن الكبرى، أي أن الحزب كان أقرب إلى يسار المدن منه إلى تجربة حركات
    التحرر الوطني التي قادها على مدى قرن من الزمان يسار أفريقيا وآسيا وأميريكا اللاتينية.. نذكر على سبيل المثال فقط: ثورة الاتحاد الوطني الأفريقي
    بقيادة نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا ، وسامورا ميشيل في موزامبيق وثورة الماوماو بقيادة جومو كينياتا في كينيا ومعلمو جوليوس

    نايريري في تنزانيا وهوشي منه وثورة الفيات كونق في فيتنام ..وأخيراً.. جون قرنق دي مابيور في السودان.، حيث انطلقت كل تلك الجبهات الثورية
    الناجحة من عمق الريف. مشى الحزب الشيوعي إلى الريف السوداني .. لكن في استحياء!!

    كذلك أخطأ الشيوعيون حين عمدوا إلى التواطؤ في تغيير نمط النظام الديموقراطي بانقلاب جعفر النميري (مايو 1969م).. ثم انقلابهم الفاشل
    في 19 يوليو 1971 على سلطة نميري نفسه – ذلك الانقلاب الذي جاء بخيرة كوادر الحزب إلى المقصلة.

    لكنا نعود مرة أخرى لنقول: يجدر بمن يشمرون عن سواعدهم لمحاسبة الشيوعيين على تلك الأفعال أن يطرحوا السؤآل: هل اعتذر حاضرنا
    لماضينا القريب عن الخنجر الذي سددته الأحزاب السياسية السودانية وتحت قبة برلمان فترة ديموقراطية إلى صدر الفعل الديموقراطي يوم طردوا في
    مؤامرة وضيعة نواب الحزب الشيوعي السوداني وحلوا الحزب وصادروا حق منسوبيه في الممارسة الديموقراطية؟ لم ينبس ببنت شفة لدحض هذا
    التصرف الأرعن سوى المفكر الشهيد محمود محمد طه. كان شجاعا في رفضه للممارسة وشجبه لها ..وذهب أكثر من ذلك ليشير إلى أن أحزاب
    الطوائف في السودان تتسابق

    لإقامة الدولة الدينية! مؤامرة حل الحزب الشيوعي إذن كانت هي ثقب الأوزون الذي تدلت منه على رقاب السودانيين قوانين سبتمبر
    سيئة السمعة والتي انتهت بمسلسل كارثة اسمها (الإنقاذ)!

    حدث كل هذا وحدث أكثر منه المطاردات والسجون لقيادات وعضوية الحزب وتصفيات للخصوم ، ولم يفتح الله على الساسة السودانيين كثيري
    "النضم" ، قليلي الفعل بما يستر عورة سقطاتهم التاريخية التي رمت البلاد في جب سحيق. كان يمكن أن يقولوا: كفى ؛ وأن يضموا اليسار كفصيل
    متقدم في النضال من أجل قضايا شعبنا كما ظل يفعل.. لكنهم آثروا غير ذلك فكانت خيبة أمل شعبنا فيهم!

    وفي المقابل لم يقل الشيوعيون: هذا ليس وطننا أو هذا ليس شعبنا! لم يجربوا الانتقام وتصفيات الخصوم كما تفعل كثير من حركات اليسار الطفولي
    والحركات القومية في أفريقيا والعالم العربي. من تربية شعبهم المسامح والديموقراطي بطبعه عرف الشيوعيون أن التصفيات الجسدية عمل جبان ،
    لا يمت إلى ثقافة وأعراف شعبنا وبلادنا بأية صلة. لم يطلقوا النار على أحد، وهم الضحايا لمعظم فترات الظلام والغيبوبة وقضم الحريات. ظل
    الحزب الشيوعي السوداني قيادة وجماهير الابن المخلص لهذه الأمة، منحازاً لها ‘ راضياً دائماً بخيارها الديموقراطي.

    أساتذتي وأصدقائي وصديقاتي في اليسار العريض وفي الحزب الشيوعي السوداني، تعلمت منكم الكثير المفيد، وجاء يوم أن أقول من قلبي.. شكراً لكم!

    ويا جماهير شعبنا السمح الأصيل، قولوا للحزب الشيوعي السوداني: أحسنت !!

    فضيلي جماع
                  

05-12-2009, 05:44 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    بانوراما من شرفة مؤتمر الحزب الشيوعي

    الأحد 25-01-2009

    الجلابية تسيطر على أزياء معظم (جيل البطولات) في عضوية الحزب الشيوعي

    مبارك الفاضل جلس على مقربة من الإمام الصادق دون أن يتصافحا

    حضور كبير لقيادات الحركة الشعبية و(أنثى ولا دستة رجال) لسعاد إبراهيم

    إعداد: قمر درلمان- الفاتح عباس- زحل الطيب

    أجراس الحرية

    تنظيم رائع وحضور أنيق صاحب فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني.. الحزب الشيوعي الذي اختار الديمقراطية
    الراسخة والتنمية المتوازنة والوطن الواحد والسلم الوطيد شعاراً لمؤتمره الخامس بدا قوياً ومتماسكاً وأكثر حيوية مما مضى.

    الشيوعي بدأ جاداً في مواصلة النضال من أجل التغيير.. استجابت أرضيات القاعة الرئيسة بقاعة الصداقة التي انعقد فيها مؤتمر الحزب الشيوعي
    ليتحول لونها من الأخضر الغامق الى الأحمر الذي يسر الناظرين..

    الرعيل الأول من كوادر الحزب الشيوعي أخذوا أماكنهم مبكراً.. القوى السياسية توزعت في المقاعد الأمامية.. الدواعي البروتوكولية منعت هتافات
    ضد نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية نافع علي نافع الذي لم يكن حضوره مرحباً به خاصة لدى طلاب الحزب الشيوعي المشاركين في
    فعاليات المؤتمر.. مولانا محمد عثمان الميرغني استقبل بهاتف جميل ووقف له أعضاء المؤتمر دقائق عدة إجلالاً لنضالاته..

    (الجلابية) كانت تسيطر على أزياء معظم الحضور من كبار السن (جيل البطولات) في عضوية الحزب الشيوعي...

    (أنثى ولا دستة رجال) هتاف خاص استقبلت به المناضلة سعاد إبراهيم أحمد التي أتت محمولة على أكتاف الزملاء..

    السخرية وحكمة ود البلد كانت حاضرة في حديث سكرتير الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد الذي داعب مناصريه قائلاً (إذا لم تجدوا بعض وثائق
    الحزب الشيوعي أمشوا جيبوها من جهاز الأمن)، ثم سخر من الحكومة بقوله: (جرعة من الماركسية ما بتضركم).

    هتافات مثل (عاش نضال الحزب الشيوعي.. خالد خالد يا عبد الخالق.. أمين أمين قاسم أمين.. عاش كفاح الطبقة الكادحة) شعارات استمرت حتى نهاية الجلسة الافتتاحية.

    عاطفة جياشة ودموع صاحبت عرض الفيديو الذي جسد نضالات الحزب الشيوعي واستعرض مسيرة شهدائه.. يمكن أن نقول بأن كل الغائبين من قيادات
    الحزب حاضرين بأرواحهم (عبد الخالق محجوب ـ الشفيع أحمد الشيخ ـ جوزيف قرنق ـ فاروق كدودة ـ محمد سعيد القدال ـ فاروق زكريا ـ
    زين العابدين صديق ـ شهداء الحركة الطلابية)..

    المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم التي جلست في الصف الأول تابعت فقرات البرنامج بسعادة كبيرة.. مبارك الفاضل جلس على مقربة من ابن عمه
    الإمام الصادق دون أن يتصافحا نتيجة حضور الأول متأخراً.. قيادات الحركة الشعبية (مالك عقار ـ ياسر عرمان ـ عبد العزيز الحلو ـ بيتر أدوك ـ
    أتيم قرنق أول الحاضرين من القوى السياسية ـ كمال عمر وعبد الله حسن احمد وعبد الله دينق حاضرين من الشعبي ـ حاتم السر الناطق باسم
    الاتحادي الديمقراطي ظل موجوداً حتى نهاية البرنامج بالرغم من مغادرة مولانا محمد عثمان الميرغني)...

    المعارض المصاحبة زينت الصالة الخارجية للقاعة وحضور اعلامي كثيف وإجراءات امنية محدودة وانحصر التواجد الأمني في بوابة الدخول الخارجية..

    أحضان ودموع ومشاعر صادقة قابل بها زملاء الحزب الشيوعي بعضهم البعض عقب الفراغ من اعمال الجلسة الافتتاحية...

    عمار محمد آدم (إحدى اسقاطات الحركة الإسلامية) ارتدى جلباب أحمر كامل وهو يشارك الشيوعيين أعمال مؤتمرهم الخامس..

    أكد محمد ابراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني في افتتاح المؤتمر الخامس للحزب بقاعة الصداقة صباح أمس أن اللجنة المركزية
    للحزب الشيوعي تتحمل خطأ عدم عقد مؤتمر الحزب في موعده المقرر وفق اللائحة الداخلية للحزب وقال: (نعم أربعون عاماً قد مضت منذ
    المؤتمر الرابع للحزب.. ووفق اللائحة الداخلية والتي تقرر عقد المؤتمر العام كل عامين) إلا أنه برر غياب المؤتمر لأربعة عقود للظروف السياسية
    التي عايشها الحزب والبلاد منذ المؤتمر الرابع. واصفاً عدم انعقاد المؤتمر العام بأنه خطأ جسيم.

    إلى ذلك حدد نقد مهام المؤتمر الحالي بخمس مهام وهي:

    أولاً: قضايا التحول الديمقراطي وبقاء الوطن موحداً وديمقراطياً.. لم يتم هذا الا بخلق جبهة ديمقراطية عريضة للحفاظ على وحدة البلاد والتطور التنموي المتوازن.

    ثانياً: تصدي شعب السودان لنزيف الدم في دارفور والاستجابة لمطالب أهل دارفور العادلة.. وحدد نقد مطالب اهل دارفور.. أنهم يطالبون باقليم واحد
    وكذلك يطالبون بتمثيل عادل في السلطة والثروة وهذه مطالب ليست تعجيزية..

    واستطرد نقد قائلاً: لماذا لا يعود مسمى المديرية إلى أقاليم السودان المختلفة، فالاسم القديم هو الذي يرسخ في الأذهان.. وقال ضاحكاً: هذه المشكلة واجهتنا
    عندما ناقشنا موضوع تغيير اسم الحزب.. وكان هناك رأي يقول (لو سميتو الحزب الاشتراكي الاسلامي برضو الناس ح تقول ديلك الشيوعيين).

    ويواصل الاستاذ في تحديد المهام محور المهمة الثالثة: يعيش العالم الرأسمالي اليوم أزمة اقتصادية طاحنة والذين قرأوا التاريخ يشبهون ما يعيشه العالم اليوم
    بالأزمة الاقتصادية عام 1929م علماً بأن هذه الأزمة الراهنة أعمق بكثير عن كارثة 1929م.

    أما المهمة الرابعة: فهي تتمثل فيما يتحمله الشعب الفلسطيني من كوارث (ان ما يواجهه الشعب الفلسطيني هو فوق طاقة البشر) ودعا نقد إلى تنظيم حملة
    تضامن جادة (هيئة دائمة) نعلم بأنّ هناك هيئات تعمل للتضامن مع الشعب الفلسطيني ولكن نطالب بهيئة دائمة تضم كل أطياف الشعب السوداني
    للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

    وعلى الصعيد الفكري والآيديولوجي والذي جاء بالمهمة الخامسة قال نقد: لقد حدثت تجارب جديدة للاصلاح الاقتصادي والاجتماعي خلاف النظم التي كانت
    سائدة من قبل. ولابد من دراسة هذه القضايا الجديدة فيجب قراءة فنزويلا وشيلي والبرازيل في التحول الاشتراكي وكذلك يجب اعادة قراءة تجربة دول
    عدم الانحياز على ضوء المتغيرات الحادثة في عالم اليوم. ودعا نقد لاعادة حملات التضامن مع الشعب الذي يعاني من القهر والظلم
    (لقد تضامنت معنا شعوب العالم ويجب أن نتضامن معها في محنتها). ثم تناول نقد تجربة انهيار الاتحاد السوفيتي و وصفه (بالعظيم):
    (لقد انهار الاتحاد السوفيتي كبيوت الكرتون والذي لم ينهار عندما كانت الجيوش النازية على بعد 15 كلم من العاصمة السوفيتية موسكو) ونادى نقد بالتمسك
    (بالنهج الاشتراكي) تجربة الاشتراكية على النمط السوفيتي، نعم لقد كانت تجربة ولكن لازمت تلك التجربة أخطاء جسيمة
    (وهنا هتف نقد: يسقط نظام الحزب الواحد شيوعياً أو يسارياً أو يمينياً) إلا أن نقد وجد العذر لتجربة الاتحاد السوفيتي في تبني نظام الحزب الواحد..
    لقد بدأت السلطة السوفيتية بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى بالنظام التعددي، ولكن حلقات التآمر الخارجي تضاعفت على الدولة الوليدة فكان لابد
    من توحد مصدر القرار. وحدد نقد بأن الدخول في مرحلة الاشتراكية يمكن أن يأتي عبر انجاز مرحلة المهام الوطنية الديمقراطية.. وقال ساخراً:
    الاشتراكية لن تأتي بالانقلابات.. نعم حتى الحزب الشيوعي لم يسلم من تبني الانقلابات واصفاً إياها بأنها كانت (سعر السوق). وجدد مؤكداً أن النظام
    الوطني الديمقراطي يفتح الباب واسعاً نحو الاشتراكية.

    هذا فقد استهل السكرتير العام للحزب الشيوعي حديثه بالتحية والاعزاز لمؤسسي وشهداء الحزب الشيوعي السوداني وتحية كل الحركة السياسية السودانية
    بمختلف مدراسها وخص بالتحية الصحفيين.. (تحية للصحفيين السودانيين الذين استبسلوا في الدفاع عن الديمقراطية وحرية الرأي) كما حيّا نضال
    المرأة السودانية مطالباً بالتعامل معها وفق قدرتها الجسدية والذهنية في تولية الشأن العام شريطة الأجر المتساوي مع الرجل، واستدرك:
    لن أستطيع الدفاع عن حقوق النساء أكثر منهن.
                  

05-12-2009, 06:36 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    اعتبارا من المداخلة القادمة

    سأقوم بانزال بعض وثائق المؤتمر علي حلقات

    وفي نفس الوقت سأتحدث عن بعض البانوراما التي حكاها

    لي صديقي الذى كان حاضرا للمؤتمر ....والذى أتعبته تعبا

    شديدا ليحكي لي تفاصيل التفاصيل وما وراء الكواليس

    طبعا أصدقائي الشيوعيين يمكن أن يحكوا عن كل شئ طالما أنه

    وصل الاعلام وعن الوثائق الني تم نشرها عدا شئ واحد (ونحن نحترم لهم ذلك)

    وهي الجوانب التنظيمية

    اذن من المداخلة القادمة سوف لن أقول (لقد قال لي صديقي) ...وسأستلف لسانه فيما سأحكيه

    ---------------------------------------------
    عايز مساعدة من هؤلاء فأخوكم (ود حلال ساكت)

    - خالد العبيد في انزال الصور (التي لها علاقة بالمؤتمر) ....طبعا بعد ما يتخلص من موضوع سيدني

    - عمر ادريس (شرحو)

    - الشريف (الوثائق ذات الصلة)

    (عدل بواسطة عاطف مكاوى on 05-12-2009, 06:53 AM)

                  

05-12-2009, 06:37 AM

رؤوف جميل

تاريخ التسجيل: 08-08-2005
مجموع المشاركات: 1870

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    الاخ عاطف تحباتى الحارة

    الى متى هذا التايد ياخى اعقلها وتوكل

    ثم

    الا بستحق هذا الحزب نقدا موضوعيا يدفعه الى الامام

    بدل هذا الحب الوجدانى الجارف وكان الحقيفة يملكها هذا الحزب وحده0

    اليست هنك تحديات كبيرة يواجهها هذا الحزب

    تكتيكات الحزب الحالية الا تحتاج الى المراجعة

    لائحة وبرنامج الحزب الا تحتاجان للمزيد من الدراسة والتقيم

    اذ ان المهمة لم تنتهى بانتهاء المؤتمر

    سيرة الحزب الاولى كحزب مصادم منافح ضد الدكتاتوريات

    كيف نستردها

    سيرة الحزب الاولى كاول حزب بدا عملا سياسيا ممنهجو وسط الهامش

    فى مناطق النوبة والبجا ونهضة دارفور والجنوب

    اين هذا لعمل الرائع ولماذا اندثر

    اين حركة التساء والشباب فى الحزب

    اين كوادرهما المصادمة


    يفترض ان تخصع خط الحزب للتقبم منذ هزيمة يوليو71

    وبعدين يا عاطف

    من الحب ما قتل
                  

05-12-2009, 06:49 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: رؤوف جميل)

    صديقي العزيز عبدالرؤوف

    كل ما قلته قد قاله الأستاذ نقد في المخاطبة التي ارتجلها

    عندما خاطبهم طالب وهم بالمركز العام بدون سابق تخطيط

    وعندما قال ذاك الطالب لهم وهم في حوش المركز العام (لقد أديتم الأمانة كاملة)

    فأضطر السكرتير العام لأن يرتجل كلمة لم يكن مخططا لها وقال:

    فعلا لقد انتهي المؤتمر الخامس اجرائيا ولكننا نعتبر أنه بدأ منذ هذه اللحظة

    اذ أن مهامنا كثيرة جدا وعدد فيها كل الأسئلة التي سألتها يا رؤوف

    وقال أنها تحتاج منا الي اجابات عملية فان لم نضعها في حساباتنا فالمؤتمر الخامس

    يعتبر كأن لم يكن .......هذا اضافة للتوصيات الملزمة التي خرج بها المؤتمر
                  

05-12-2009, 02:18 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    عن تنظيم المؤتمر

    يقال أنه كان بنسبة تفوق ال 90% اذا نسبناها الي جيد وأقل

    وكانت اللجنة التحضيرية واللجان التابعة لها في غاية من الانضباط

    وعلي رأس هؤلاء :

    الدكتور الشفيع خضر سعيد

    فالتحية لهم ولهن جميعا
                  

05-12-2009, 03:20 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    أولا :

    سأقوم بانزال (التقرير السياسي) المجاز من المؤتمر الخامس

    علي حلقات....... متمنيا أن يجد نقدا بناء (مع أو ضد)
                  

05-12-2009, 04:51 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    التقرير السياسي (المجاز) من المؤتمر الخامس ........(1)



    التقرير السياسي العام

    المجاز من المؤتمر الخامس

    إضاءة حول التقرير العام:

    * اعُتمد لأعداد التقرير العام للمؤتمر الخامس، ذات الوجهة والمواصفات التي تم على ضوئها إعداد التقرير العام للمؤتمر الرابع
    (الماركسية وقضايا الثورة السودانية). ذلك ان تلك الوجهة لا تزال بصورة عامة سليمة. مفردات هذه الوجهة هي:

    1. التقرير العام لن يكون سرداً للأحداث فما أكثرها.

    2. يهتم التقرير بالأحداث الكبرى التي أثرت ولا تزال تؤثر على مجريات الحياة في بلادنا.

    5. يهتم بالقضايا الفكرية ذات الأثر على سير العمل الثوري في بلادنا.

    8. يناقش تجاربنا سلباً وإيجاباً بهدف توسيع الحركة الثورية وإجراء تحسينات أساسية في أدوات نضالها.

    هـ- يوضح آفاق الثورة.

    * وبعد الوقوف على المناقشات التي دارت في سكرتارية اللجنة المركزية للحزب حول هذه الوجهة والمواصفات،
    وعلى المساهمات الواردة في الأوراق التي رفعها بعض الزملاء والزميلات التي تضمنت بعض المقترحات لما يجب ان
    يشمله التقرير العام، طُرحت ضوابط إضافية للوجهة العامة لتقرير السياسي وهي:

    1- عدم التصدي لطرح مهام برنامجية في التقرير العام. فهذه مكانها الطبيعي المناسب هو البرنامج. التقرير العام يركّز
    على الأساس النظري والوجهة العامة لبرنامج الحزب وأساليب عمله استناداً إلى الدراسة النقدية لما هو واقع.

    2- تجاوز الأسلوب السوفيتي الذي يركّز بصفة خاصة، في كتابة التقارير للمؤتمرات، خاصة المنشورة أو المعلنة أو عموماً
    تلك التي يتاح لنا الإطلاع عليها، على العملية الثورية العالمية أكثر من تركيزها على الأوضاع الداخلية، من منطلقات التقدم في
    العملية الثورية العالمية إبان فترة القطبية الثنائية للعالم. وبطبيعة الحال اتضح ان هنالك قضايا داخلية عديدة نوقشت داخل
    تلك المؤتمرات، لكنها عادة لا تتاح لنا الوقوف عليها.

    ولكن هذا التجاوز، بما يتطلبه واقع الحركة اليوم، يجب ان لا يحجب عنا ان الأوضاع الداخلية التي تجري في إطار صراعات
    عالمية وإقليمية تؤثر فيها بهذا القدر أو ذاك. أضف إلى ذلك ان هناك اليوم متغيرات نوعية جديدة، سلبية وإيجابية، في الساحة
    العالمية، تتطلب ان نعطيها الأسبقية في التقرير، كالانهيار في المعسكر الاشتراكي، والعولمة، والتطورات الإيجابية في بعض
    بلدان أمريكا اللاتينية، خاصة وهي تلقي بظلالها وآثارها على معظم أبواب التقرير، غير أن معالجة هذه المتغيرات النوعية
    الجديدة يجب أن لا تقود إلى اختزال معالجة الأوضاع الداخلية في السودان .

    * وبناءاً على ذلك فان التقرير يسعى لمعالجة المتغيرات الأساسية في الوضع العالمي والإقليمي، وفي الواقع السوداني، ويطرح
    المهام التي تواجه العمل الثوري في الفترة القادمة. ويحدد بدقة التصور للأفق الاشتراكي، كما يطرح قضية تأهيل الحزب فكرياً
    وسياسياً وتنظيمياً ليجدد نفسه ويواكب هذه المتغيرات، ويواصل مشواره في البناء استناداً إلى أفكار ومفاهيم الخط التنظيمي.

    * لن يكون التقرير العام، بمثابة رصد لنشاط مركز الحزب منذ المؤتمر الرابع، من زوايا: اجتماعات اللجنة المركزية للحزب
    ونشاطها بين المؤتمرين، وما طرحته من قضايا ومواقف الخ، مثل هذه المتابعة والتقويم مكانها تقرير منفصل بعنوان: "التقرير التنظيمي".

    * كذلك لن يكون التقرير تاريخاً للحزب منذ المؤتمر الرابع، ولكن طبيعي ان المؤتمر من صلاحياته تكوين لجنة أو تحديد جهة ما
    لاستكمال كتابة تاريخ الحزب الذي بدأه الشهيد عبد الخالق بكتيب "لمحات من تاريخ الحزب". وحقيقة يفتقر الحزب إلى توثيق واف
    وصحيح ودقيق لتاريخه. وطبيعي ان مثل هذا التوثيق يصبح أكثر مشقة مع مضي الزمن.

    ونحن الآن فقدنا كل مؤسسي الحزب باستثناء أفراد قلائل. وهناك مناطق حزبية رحل جُلَّ الذين شاركوا في تأسيسها. إن مهمة
    التأريخ لحزبنا ليست مهمة ثانوية. بل لها قيمة تاريخية وفكرية ونضالية عظمى.( الما عندو قديم يشتري ليهو واحد). ونحن عندنا
    قديم عظيم . إن المأثرة التي حققها من أسسوا الحزب الشيوعي السوداني، ومن واصلوا بناء الحزب ونضاله، تستحق ان تسجل وتنشر.
    فهي ذات قيمة لنا وللبلدان ذات الظروف والواقع المشابه لواقعنا. إنها تؤكد قدرة المنهج الماركسي على التعامل مع هذا الواقع وبناء
    حزب متقدم فيه والحفاظ عليه.كما إنها تؤكد القدرات الفكرية والنضالية الكبيرة التي أبداها مؤسسو الحزب وأعضاؤه رغم ما تعرضوا له.

    * واتُخذت المراجع الآتية كأساس لصياغة هذا التقرير .

    1- كتيبات الحوار الداخلي والسمنارات التي تضمنت آراء الزملاء والهيئات الحزبية والفروع لتجديد الحزب.

    2- تقرير المؤتمر الرابع "الماركسية وقضايا الثورة السودانية" كهمزة وصل بين المؤتمرين الرابع والخامس
    (إثبات ما له راهنيته وإضافة ما طورنا أفكارنا حوله، خاصة بالنسبة لبناء الحزب).

    3- الدراسات التي أُعدت لصياغة البرنامج الذي سيقدم للمؤتمر الخامس.

    4- دورات اللجنة المركزية ( وبصفة خاصة دورة أغسطس 2001).

    5- مطبوعات حزبية متنوعة (حول البرنامج، قضايا ما بعد المؤتمر، لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني الخطابات الداخلية
    التي أصدرها مركز الحزب خلال السنوات الماضية .. الخ).

    أُتبع المنهج الآتي لصياغة التقرير :

    1. سيادة النظرة الانتقادية التي لا يتطور العمل بدونها.
    2. وفق قدرات الحزب حالياً في هذه الظروف، وكسباً للوقت، فان مشروع التقرير للمؤتمر الخامس لن يغطّي كل القضايا
    بصورة شاملة ومكتملة. لذا نركّز على القضايا الجوهرية وقضايا الساحة السياسية الراهنة. وطبيعي ان المؤتمر السادس سيستكمل
    النقص في ظروف أفضل واحسن تتمكن فيها تنظيمات الحزب على المستوى الوطني من تطوير الدراسة الباطنية للمجتمع السوداني
    التي بدأها المؤتمر الرابع.
    5. لا يكفي ان نقول أو نعلن على رؤوس الأشهاد اننا سنجدد الحزب، بل لابد ان تتخلل التقرير كله، كوجهة محددة مدعومة بأكبر
    قدر من الحيثيات والأسانيد، سياستنا لتجديد الحزب فكراً وبنياناً وممارسات، إستناداً إلى دراستنا الانتقادية لتجربتنا وإلى دروس تجربة
    الانهيار في المعسكر الاشتراكي. وعلى سبيل المثال يشمل هذا: الانفتاح والإستنارة في التعامل مع المنهج الماركسي، مفهوم التغيير
    الاجتماعي والتحول الاشتراكي في الماركسية الديمقراطية وحقوق الإنسان ..... الخ . نبذ أفكار الطليعية والموروث الستاليني،

    د- لضرورة توسيع المشاركة طرحت تكليفات محددة لعدد من الزملاء والزميلات والهيئات الحزبية داخل وخارج السودان، على
    سبيل المشاركة في إعداد بعض مواد التقرير من بينها البحث في علاقة الحزب الشيوعي بالطبقة العاملة وحركة الشباب والنساء
    وقضايا التعليم العالي والعام والملامح والأساليب الجديدة الملائمة للعمل بين الطلاب، والأوضاع السياسية والاجتماعية في جنوب
    الوطن بعد نيفاشا وآفاق الوحدة والعمل الديمقراطي في الجنوب، والتحالفات الديمقراطية ضد الاحتكارات في البلدان الصناعية المتطورة،
    والمنبر العالمي لمناهضة الوجه المتوحش للعولمة، وتجربة التجمع الوطني الديمقراطي وتجربة مجد، وجبهة حقوق الإنسان وقضايا التضامن .. الخ.

    وبصورة مباشرة شاركت مكاتب: الجنوب، الشباب، الدراسات النقابية، طلاب الجامعات، الثانويات، العلاقات الخارجية. وكذلك عدد من
    الزميلات تم تحديدهن عن طريق تنظيم الحزب بالعاصمة القومية. ومما يجدر ذكره عقدت لقاءات مشتركة مع ممثلين لمعظم هذه الجهات
    لمناقشة الأوراق التي تم إعدادها بناءً على طلبها.

    ان توسيع المشاركة يكفل ان يأتي التقرير – إلى جانب المادة الواردة في كتيبات الحوار الداخلي – نتاجاً لعمل وجهد جماعيين يغطيان
    الأطر والمحاور الثلاثة: متغيرات العصر والوضع العالمي الراهن ومتغيرات المجتمع السوداني وتأهيل الحزب فكرياً وتنظيمياً وسياسياً لمهامه.
    وبطبيعة الحال ستظل هذه المحاور والأطر مفتوحة للتطوير النظري والفكري أمام العقل الجمعي للحزب بعد المؤتمر بمختلف الأشكال
    والأساليب الواجب ابتداعها: مركز دراسات ودوريات فكرية وورش عمل تتمتع بإدارات ذات استقلال واسع وتصبح سمة ثابتة في حياة الحزب ونشاطه.

    واستناداً إلى ان يكون التقرير متضمناً القضايا والمواضيع التالية:

    واستناداً إلى ذلك يكون التقرير متضمنا للقضايا والمواضيع التالية :-

    1. الوضع العالمي والإقليمي
    2. الأوضاع الداخلية في السودان
    3. قضايا فكرية وسياسية
    4. بناء الحزب


    قدمت اللجنة المركزية النقد الذاتي الآتي و أجازه المؤتمر

    * نقد ذاتي حول تأخير انعقاد المؤتمر الخامس:

    40 عاماً بدون مؤتمر !!

    من قضايانا الكبيرة التي تنتظر العلاج في المؤتمر الخامس ان حزبنا لم يعقد مؤتمراً طيلة الأعوام الأربعين الماضية، علماً بان النظام الداخلي
    ينص على عقد المؤتمر مرة كل عامين.

    ان مؤتمرات الحزب هي مواسم التشمير عن ساعد الجد واستنهاض الهمة والفكر لمراجعة أداء الحزب في كل مفاصله وتصحيح الأخطاء
    وحل المشكلات النظرية والعملية التي تعترض نشاطه ولمحاسبة اللجنة المركزية للحزب عن أعمالها . إن المؤتمرات الحزبية تحتل موقعاً
    مفصلياً في ممارسة الرقابة الجماعية والديمقراطية الداخلية والحياة المعافاة داخل الحزب . ان عدم عقد المؤتمر الخامس وغياب المؤتمرات
    طيلة أربعين عاماً تقصير جسيم لابد من النظر في أسبابه ومعالجتها وتحديد المسئولية فيها واتخاذ كل ما يلزم لمنع تكرارها. ان عقد المؤتمرات
    في مواعيدها من شروط ترسيخ الديمقراطية في الحزب.

    وحسب النظام الداخلي فان مسئولية دعوة المؤتمر للإنعقاد والتحضير له تقع على عاتق اللجنة المركزية. ويجيز النظام الداخلي أيضاَ دعوة
    المؤتمر للإنعقاد بناءً على طلب من منظمات حزبية تمثل ما لا يقل عن ثلثي أعضاء الحزب، إلا انه لم يبين كيفية عقد المؤتمر في هذه الحالة.
    وهي حالة تعني وجود مشكلة داخل الحزب تحتاج لحل . ويبدو انه ترك ذلك للظروف وقدرات الكادر.

    فما الذي عطل عقد المؤتمر الخامس؟

    نأخذ في الاعتبار أنه لم يتبق من أعضاء اللجنة المركزية التي انتخبها المؤتمر الرابع في مواقعهم سوى 6 . وخلال الأعوام الأربعين الماضية
    جرت أحداث غيّرت من وجه البلاد ومن حالة الحزب بصورة شاملة . وقد تغيّرت تركيبة اللجنة المركزية عدة مرات . ومع ذلك فأن
    اللجنة المركزية بتركيبتها القائمة الآن تتحمل مسئولية كامل الإجابة على السؤال عن أسباب عدم انعقاد المؤتمر الخامس . ذلك إن المسئولية هنا تضامنية ،
    وفق النظام الداخلي ، يتحملها فردياً وجماعياً كل من قبل أن يكون عضواً في اللجنة المركزية .

    ونأخذ في الاعتبار أيضاً ما استجد في حزبنا وبلادنا من تطورات وأحداث منذ المؤتمر الرابع كان من أبرزها إن تياراً يمينياً تصفوياً أخذ في
    التشكّل والتكّون داخل اللجنة المركزية ووسط الكادر القيادي الجماهيري والتنظيمي المحيط بها خلال الصراع السياسي والاجتماعي الذي احتدم في
    البلاد بين القوى الوطنية الديمقراطية والحلف اليميني الرجعي .وكان صوت ذلك التيار خافتاً من الناحيتين الفكرية والعملية. ثم وقع انقلاب 25
    مايو 1969، الذي سرعان ما تمخض عن سلطة من البرجوازية الصغيرة أرادت الاستقواء بالشيوعيين دون حزبهم . ووجد التصفويون في
    السلطة الجديدة سنداً شجعهم على رفع صوتهم . ونشب صراع حاد داخل الحزب الشيوعي. وفي أغسطس 1969 قررت اللجنة المركزية بناء
    على اقتراح من عبد الخالق عقد مؤتمر تداولي لكادر الحزب لحسم الخلاف حول التكتيكات، وأستمر التحضير للمؤتمر عاماً كاملاً احتدم العداء
    أثناءه بين الحزب من جهة والسلطة وحلفائها التصفويين من جهة أخرى ، وتم خلاله نفي عبد الخالق إلى مصر ثم اعتقاله تحفظياً لفترة
    ثم أطلاق سراحه . وعقد المؤتمر في 21 أغسطس 1970، وانتهى بهزيمة ساحقة للتصفويين الذي انتهى بهم الأمر إلى الخروج من الحزب
    في انقسام هو الأكبر في تاريخه ضم 40% من أعضاء اللجنة المركزية وعشرات من كادر الحزب. وفي 16 نوفمبر التالي نفذت السلطة
    نصيبها من ردة الفعل بإبعاد بابكر النور وهاشم العطا وفاروق حمد الله من جميع مناصبهم ، كما اعتقلت عبد الخالق وعز الدين على عامر .
    ومضى الصراع في طريق التصعيد إلى نهايته المعلومة في 19 يوليو ومذابح 22 يوليو واعتقالات الشيوعيين ومطارداتهم والتنكيل بهم .

    ولم تكن الأوضاع تسمح حتى نهاية حكم نميري بعقد مؤتمر ، بما في ذلك خلال الفترتين القصيرتين للاسترخاء السياسي اللتين صاحبتا
    إجازة الدستور عام 1973 والمصالحة عام 1977.

    ونفس الشيء يمكن أن يقال عن الأوضاع بعد 30 يونيو 1989 حتى يناير 2005 . غير أن الصورة تغيرت بعد انتفاضة أبريل 1985
    التي أسقطت ديكتاتورية نميري واستعادت الديمقراطية . وصار ممكنا بالفعل ضمن أمور أخرى ،
    عقد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي متأخراً 20 عاماً تقريباً .

    كما يمكن القول إنه منذ 2005 صار ممكناً الشروع في الإجراءات العملية لعقد المؤتمر . وكانت المناقشة العامة التي أُفتتحت بقرار
    من اللجنة المركزية عام 1992 قد عكست رغبة حقيقية لدى الأغلبية الساحقة من الشيوعيين للتداول حول القضايا التي تشكل جدول
    أعمال المؤتمر الخامس . وتقدم نتيجة المناقشات أساساً متيناً لتطوير حزبنا وتعزيز وحدته .

    يمكن القول أن السبب الرئيسي لتعطيل انعقاد المؤتمر كان تغليب الاعتبارات التأمينية لسلامة الحزب وكوادره على ضرورات التمسك
    بقواعد النظم الحزبية ومبادئها. ولقد كان في الإمكان اختيار وتطبيق بدائل تتيح عقد المؤتمر بتنازلات في بعض الجوانب
    ( مثل عدد أعضاء المؤتمر) بأشكال التفويض ، تجنباً لغيابه أكثر من أربعين عاماً .
    وهو تقصير جسيم تتحمل مسئوليته دون شك اللجنة المركزية .
                  

05-12-2009, 05:11 PM

مدثر محمد ادم

تاريخ التسجيل: 12-17-2005
مجموع المشاركات: 3016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    الخرطوم


    يا أمنا الحنون
    شايلك في فكري هموم
    صورتك بائسة وشك موشح بالدموع
    أطفال محروقة جوفا بالسموم
    والجوع حاميها النوم
    لما تحتاج تتستر من البرد
    تفتش ما تلقى ليها قطعة هدوم
    حالك ما بسر عدوك
    وأنت ضايعة بين بلادة العساكر وسخف الدقون
    حاميك حراميك
    أولادك الشرفاء مالين السجون
    اصبري ليل الظلم كضاب ما بدوم
    ما نحن أولادك الحمر جايين
    لنصرتك نهب نقوم
    إحنا البرق قبلي في سماك
    يا خرطوم
    نحن ألفي شوارعك دمنا بيجري
    زى مطرا شايلاه غيوم
    جوانا نار بتغلي غضب الغبش حنكون
    حالفين يمين لو تدري في شرفك نموت ونصون
    قطعنا عهد من بدري لمبادئنا ما بنخون
    يوم الحارة جاي ابشري واندهي بس يا ثوريين
    في لحظة يجوك من قلب الأرض كل الشيوعيين
    بريقهم يضوي في قلبك
    خطاهم تسير على دربك
    وصوتهم يعلو بإسمك
    ويهتف الخرطوم .. الخرطوم


    يونيو 2001
                  

05-12-2009, 05:27 PM

BAKTASH
<aBAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: مدثر محمد ادم)

    0
                  

05-12-2009, 07:47 PM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: BAKTASH)

    الزميل عاطف مكاوي

    مجهودك عظيم و مقدر

    انك تؤدي واجبك، الي الامام

    (عدل بواسطة Badreldin Ahmed Musa on 05-12-2009, 08:06 PM)

                  

05-12-2009, 09:08 PM

البشير دفع الله
<aالبشير دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 3014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    Quote: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما


    ممكن زيادة توضيح للعنوان وخاصة حته للامام وبثبات
                  

05-12-2009, 09:22 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    التقرير السياسي (المجاز) من المؤتمر الخامس ........(2) :


    الفصل الأول

    الوضع العالمي والإقليمي

    أ-التجربة الاشتراكية السوفيتية

    ب-تجربة النمط السوفيتي والماركسية

    ج- العولمة

    د- العالم الثالث: أفريقيا والعالم العربي والتطورات في بعض بلدان أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا

    أ- التجربة الاشتراكية السوفيتية:

    مترسمين خطى المدرسة الموضوعية في علم التاريخ، نبتعد عن حرف "لو" الشرطي في تقويمنا للتجربة الاشتراكية السوفيتية،
    التي أمتدت في الزمان لما يقرب من ثلاثة أرباع القرن (1917- 1991). وقد حققت هذه التجربة خلال هذا المدى الزمني انتصارات
    كبيرة وباهرة، وكذلك ارتكبت أخطاء كبيرة ومدمرة. فهي تجربة إنسانية رائدة جديرة بالتقويم الموضوعي واستخلاص الدروس المناسبة
    منها للتزود بها مستقبلاً. فالتاريخ نفسه يعلمنا ان الهزيمة والفشل ما هما إلا مأساة كارثية تثير كوامن الأسى والحزن والغضب الثوري النبيل.
    والنضال ، كما قال كارل ماركس، لا يسير دوماً في خط صاعد إلى النجاح. ولكن تكرار الهزيمة والفشل مرة بعد أخرى بأثر ذات العوامل
    والأسباب التي قادت لهما في المرة الأولى، فهو ملهاة بائسة لا تثير إلا الرثاء والسخرية ولا تستحق غير اللعنات.

    والواقع ان هناك محاولات عديدة جرت، ولاتزال تجري، لقطع الطريق أمام التقويم الموضوعي لتلك التجربة. فهناك مثلاً الدعوة لفتح ملف
    صراعات البلاشفة مع خصومهم السياسيين مجدداً، ومن ثم الوصول لإستنتاج مفاده ان ثورة اكتوبر الاشتراكية كانت خطأً تاريخياً كبيراً وكفى !!
    وفي ذات السياق هناك الزعم بان الاشتراكية السوفيتية لم تولد من رحم رأسمالية متطورة، وبالتالي لم يكن هناك مجال لإصلاحها من الداخل
    وتصحيح مسارها، بل انه كان مكتوباً لها الهلاك المحتوم والأكيد في نهاية الأمر.

    ومن ناحية أخرى هناك المنبهرون بالتجربة السوفيتية للدرجة التي يستبعدون معها كلية وجود أية أسباب داخلية للإنهيار. ويعزون بالتالي ما حدث
    من انهيار للتآمر والضغوط الخارجية وخيانة بعض القادة السوفييت. وبطبيعة الحال ما كان بإمكان تآمر وضغوط الامبريالية، وسباق التسلح الذي
    كان يمتص ثلث الدخل القومي السوفيتي سنوياً، ونشاط أعداء الاشتراكية داخلياً ان ينجح في مرماه لو لا وجود أخطاء داخلية في تجربة النمط السوفيتي.

    وهناك التقويم الذي يروّجِ له مفكرو الامبريالية الذين طووا جميع الصفحات، وزعموا ان الصنم الماركسي بالذات قد سقط بصوت أكثر دوياً في
    الانهيار الاشتراكي الكبير، وان المسمار الأخير قد تم دقه في تابوت البديل الماركسي لليبرالية الغربية. ثم ينشط هؤلاء المفكرون في إرساء منظومة
    مفاهيم وطروحات ما بعد الماركسية والصراع السياسي / الاجتماعي على حد زعمهم.

    مهما يكن الأمر، فان البحث والتقصي سيستمر لسنوات عديدة في التجربة الاشتراكية السوفيتية، للوقوف على مجمل العوامل الداخلية والخارجية
    التي أودت بها للانهيار. وهناك حالياً رؤية جديدة لأسباب الانهيار عبّرت عن نفسها في عدد من المؤلفات الحديثة، وعموماً الموضوع برمته يحتاج
    منا لتمحيص شديد خاصة ونحن لم نلامس تلك التجربة بعمق. ولكن ما يمكن قوله بكل اطمئنان، إن انهيار التجربة الاشتراكية السوفيتية جاء نتيجة
    لانعدام الديمقراطية الذي قاد لتفاقم أخطاء لا مفر منها مع تجربة جديدة. إن ما انهار حقيقة هو النموذج الستاليني للاشتراكية وليس الحلم الاشتراكي
    والنظرية الاشتراكية التي تحتاج طبعاً للتجديد الثوري الجذري بما يجعلها قادرة على تقديم بديل اشتراكي علمي، واقعي وديمقراطي.

    غير ان تزامن التصدع والانهيار في بلدان اشتراكية عديدة، وفي نماذج التطور اللاراسمالي المترسم خطى النمط السوفيتي في انحاء مختلفة من العالم،
    كفيل بان يلفت الانتباه لوجود سلبيات وأخطاء داخلية مشتركة في تلك التجارب مهدت الطريق للهزيمة وقادت لها.

    فما هو الإطار العام الذي نقّوم على ضوئه تلك التجربة الرائدة؟

    لقد كانت ثورة اكتوبر الاشتراكية ثورة عمالية وشعبية حقيقية باعتراف خصومها جميعاً. ورغم حروب التدخل والحصار الاقتصادي من الدول الإمبريالية،
    ومن القوى الطبقية الداخلية التي كانت تشكل دعامات اجتماعية للنظام القيصري شبه الإقطاعي، صمدت وانتصرت. ثم خاضت معارك بناء مستقلة
    تمكن بأثرها الاتحاد السوفيتي من اختراق جبهة الرأسمالية العالمية ووصل إلى مصاف قوة عالمية عظمى في زمن قياسي وجيز. واستناداً إلى انجازاته
    الاقتصادية الكبيرة تمكّن من تحقيق قدر ملموس من العدالة الاجتماعية والرفاه لشعوبه، كما تجلى في كفالة حق العمل وتلبية الاحتياجات المعيشية والخدمية.
    كما تمكن من الإسهام الأكبر في دحر الفاشية والنازية، ومن دعم حركات التحرر الوطني في النضال ضد الاستعمار. لقد خسر الاتحاد السوفيتي
    عشرين مليوناً من البشر, غير الخسائر المادية الرهيبة في الحرب العالمية الثانية التي كانت امتدادا لحروب التدخل ضد الثورة البلشفية. وفقد مئات الألوف
    من الشيوعيين أرواحهم في القتال ضد العدوان النازي والفاشي. وحقيقة هزت الثورة البلشفية العالم ووضعت حداً لقطبيتة الأحادية، وحركت ساكن
    وكوامن الثورة في كل أرجائه.

    غير ان حالة الحصار التي فرضت على الاتحاد السوفيتي، وتخلف الريف السوفيتي، وفشل الثورة في بلدان غرب اوربا المتطورة صناعياً،
    وفي ألمانيا بالذات، قادت جميعها لأن يراجع البلاشفة حساباتهم وأسبقياتهم استناداً إلى معطيات الواقع الداخلي المحدد والملموس حفاظاً على تأمين
    انتصارهم التاريخي. فقدم لينين على سبيل تصحيح المسار والخروج من المأزق الذي وجد البلاشفة أنفسهم فيه، ما عُرف بالسياسة الاقتصادية الجديدة
    لتحل محل الشيوعية الحربية التي فرضها التدخل الأجنبي لتنكيس رايات ثورة أكتوبر . ورمت السياسة الاقتصادية الجديدة للتراجع المحسوب
    عن بعض قضايا التحول الاشتراكي المباشر، ولإفساح المجال للرأسمالية المحلية والاستثمارات الأجنبية، بهدف توسيع القاعدة الاقتصادية
    والاجتماعية لنظام اكتوبر في المدينة والريف. واستناداً إلى هذه السياسة تم إحراز نجاحات لا يستهان بها اقتصاديا واجتماعياً. غير ان قصور
    السياسة الاقتصادية الجديدة تجلّى بصفة خاصة في الجانب السياسي،إذ لم يصاحب التعددية الاقتصادية والاجتماعية التي اعتمدتها
    تعددية سياسية بأي مستوى من المستويات.

    وبديلاً لمواصلة السياسة الاقتصادية الجديدة، واستكمال نقائصها في الجانب السياسي، عمد ستالين بعد وفاة لينين المبكرة، إلى تجاوز
    هذه السياسة كلية، وبدأ السير قدماً في فرض التحول الاشتراكي المباشر عن طريق:

    - ضرب مصالح البرجوازية في المدينة والريف.

    - فرض المزارع الجماعية والتعاونية في الريف السوفيتي بالقوة والقسر.

    - إعطاء الأسبقية للصناعة الثقيلة.

    - تجاوز أسس الحل الماركسي الديمقراطي للمسألة القومية وفرض اتحاد فدرالي لقوميات وشعوب الإمبراطورية القيصرية.

    وهكذا قطع ستالين الطريق أمام تصحيح المسار، وتخطى القوانين الموضوعية الماثلة وقتها للتطور الاقتصادي والاجتماعي وقفز فوقها.
    ثم أقدم على ضرب واحتواء المعارضة العمالية والحزبية لسياساته بفرض تعميمات نظرية مغلوطة على غرار: " تنامي شراسة العدو الطبقي
    كلما تصاعد البناء الاشتراكي"، وجرى اتخاذ مثل هذه التعميمات النظرية تكأة لتصفية الخصوم السياسيين داخل الحزب نفسه بوصفهم امتداداً
    للعدو الطبقي. وضرب الديمقراطية وفرض الشمولية والدولة البوليسية ومن ثم سلب حق العاملين في الإضراب وحوّل النقابات والسوفيتيات
    إلى تنظيمات سلطوية، بل أن شعار ( كل السلطة للسوفيتيات ) تحول في واقع الأمر إلى شعار كل السلطة للحزب الذي لم يسلم هو الآخر من السلطوية .

    إن غياب الملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج والتسيير الذاتي للعملية الانتاجية والحريات السياسية والنقابية والقومية جعل النظام
    الاقتصادي / الاجتماعي للاشتراكية السوفيتية أقرب إلى رأسمالية الدولة وليس نظاماً اشتراكياً. لقد قادت الستالينية في الواقع لتكريس
    التطابق المتعسف بين مفهوم ملكية الدولة ومفهوم الملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج. ان حجب الإرادة المستقلة لحركة الجماهير افقد
    النظام السوفيتي جهازه المناعي الكفيل بتقويم السلبيات وتصحيح المسار، وأدخله في متاهات الجمود والانغلاق. ورفد هذا العامل ودعمه اجتماعياً،
    تشكل وتخلق فئات بيروقراطية مميزة ومحافظة في إدارات الاقتصاد والدولة.

    لقد قاد زخم الثورة البلشفية ومنجزاتها وحروب التدخل ضدها إلى توحيد الجبهة الداخلية لكل قوميات وشعوب الاتحاد السوفيتي. ولكن هذه الحقيقة
    يجب أن لا تحجب عنا أنه ونقيضاً للطرح الماركسي بالحل الديمقراطي للمسألة القومية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً، وكفالة حق تقرير المصير
    كحق ديمقراطي أصيل، فرضت الستالينية اتحاداً فدرالياً لا مكان فيه لحق تقرير المصير إلا بصورة شكلية وبعد انجاز التحول الاشتراكي!
    ومهّد هذا الطريق لتنامي شوفينية القومية الروسية الأكبر وإلى تعقيدات خطيرة في المسألة القومية.

    وبعد الحرب العالمية الثانية، وعلى ضوء نتائجها، أخذ الاتحاد السوفيتي يلعب دور العّراب لإلهام أو فرض النمط السوفيتي بحذافيره على بلدان
    شرق أوربا الاشتراكية. وذلك رغم ان المنهج الماركسي الجدلي يشير إلى ان القوانين العامة التي تحكم مسار تطور المجتمعات البشرية، تتجلى
    بصور مختلفة ومتنوعة باختلاف وتنوع الواقع الموضوعي. وتحركت الجيوش والدبابات السوفيتية مرات عديدة لسحق وتنكيس رايات الانتفاضات
    الشعبية التي رمت للإصلاح والديمقراطية وتقويم سلبيات النمط السوفيتي في تلك البلدان. وكغطاء وتبرير لذلك التدخل الفظ كان يتم تشويه وابتذال
    الأهداف الحقيقية لتك الانتفاضات وطمس أهدافها وقواها الاجتماعية والسياسية. فهي حيناً أعمال تخريب نظمتها حفنة مرتدة تم طردها من قيادة الحزب،
    وحيناً آخر يتم إرجاعها لأثر الكنيسة المناوئ للاشتراكية لعدم انجاز الإصلاح الزراعي بصورة جذرية. وفي كل الأحيان يتم الترويج لدور
    المخابرات الأجنبية واتجاهات العداء للاشتراكية كمحرك لتك الانتفاضات الشعبية.

    وبطبيعة الحال كان القهر والبطش يطول القوى الرامية للإصلاح والتجديد داخل الأحزاب الشيوعية نفسها. إن إفرازات الجمود والانغلاق والرأي الواحد

    الأحد في تجربة النمط السوفيتي لم تقد فحسب إلى طمس النظرة الانتقادية التي لا يتم إصلاح الخطأ وتصحيح المسار بدونها، بل أيضاً إلى رفضها كلية ومحاربتها.

    صفوة القول ان النمط السوفيتي الذي جرى تسويقه بوصفه تجسيداً حياً للماركسية بلحمها ودمها، اكتنفته أخطاء عديدة. وان الذي قاد
    للإنهيار في نهاية المطاف لم يكن الماركسية، بل كان الابتعاد عن بعض مبادئها الأساسية. فالماركسية في جوهرها منهج علمي يتم الاسترشاد به
    في الوصول للقوانين التي تحكم التغيير الاجتماعي في هذا الواقع أو ذاك. انها نظرية تتنافى تماماً مع الأحادية والنمط الواحد والنموذج الصالح
    لكل زمان ومكان. ان فشل واخفاق مشروع تاريخي كان يدعي الانتساب للماركسية لا يعني ان الماركسية قد عفا عليها الزمن وتجاوزها.

    لقد كانت هناك امكانية حقيقية للعلاج والإصلاح وتصحيح المسار في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي عام 1956. ولكن ما حدث في ذلك
    المؤتمر كان تعداد جرائم الستالينية دون تشخيص عميق لمسوغاتها النظرية والفكرية، ودون وضع اليد على مرتكزاتها الدستورية والقانونية القائمة
    في تجربة النمط السوفيتي. صحيح ادخل المؤتمر بعض الاصلاحات الديمقراطية الهامشية، وتم رد الاعتبار، دون شفافية تذكر لضحايا القهر الستاليني،
    غير ان النظام الشمولي المنغلق ظل قائماً بكل ركائزه ودعائمه النظرية والسياسية والقانونية بدون شخص ستالين. وأيضاً رغم ما توصل له ذلك المؤتمر
    حول امكانية الوصول للإشتراكية بطرق متعددة، تواصل التدخل الفظ في بلدان شرق أوربا الاشتراكية.

    ثم هبت قوى الحرس القديم المنتفعة بسلبيات النظام (النومنكلاتورا)، مستفيدة من بقاء أركان وركائز النظام دون تغيير، لإلغاء إصلاحات المؤتمر العشرين
    على ضعفها وهشاشتها. فكانت المحاولة الانقلابية للإطاحة بخرتشوف عام 1957، ثم كانت المحاولة الانقلابية الناجحة التي أطاحت به في اكتوبر 1964.

    وكذلك ذهبت أدراج الرياح كل محاولات الإصلاح الأخرى في ظل بقاء ركائز النمط السوفيتي. وكان جوهر تلك المحاولات يرمي إلى معالجة
    موجات الركود الاقتصادي المصاحبة لنمط رأسمالية الدولة والمركزة الصارمة بفتح هامش ضيق جداً لاقتصاد السوق الذي يحتمه واقع تعدد
    الانماط الاقتصادية، وبوضع خطط قصيرة المدى تفسح مجالاً لدور المنتجين في التخطيط والإدارة والحوافز المادية في حالة زيادة الانتاجية.

    غير انه كما يقولون: لا يستقيم الظل والعود اعوج! لقد استعصى الخلل على الإصلاح لأنه خلل هيكلي وأساسي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بركائز نظام النمط السوفيتي.

    وإذا امعنا النظر في حركة البريسترويكا والغلاسنوست، أو إعادة البناء والصراحة والشفافية، نجدها لا تخرج من الإطار العام لترقيع نظام النمط السوفيتي.
    ما تميزت به حقاً هو ان جرعتها الإصلاحية كانت أكبر وأشمل وانها أتت متأخرة جداً وبعد ان اتسع الفتق على الراتق. وكان أقصى ما رمت إليه
    البريسترويكا هو إزالة أثار الستالينية من جمود وبيروقراطية وفساد. ولكنها انتهجت للوصول إلى هذا الهدف، ليس الطريق الثوري الراديكالي، بل
    طريق تمويه سوءات النظام الأساسية. فهي قد ألقت تبعات الجمود على برجنيف بينما هي عيوب هيكلية في النظام نابعة من رأسمالية الدولة والشمولية
    والمركزة الصارمة اقتصاديا وسياسياً وغياب الارادة المستقلة لحركة الجماهير المنظمة في الحزب والنقابات والسوفيتات
    والتي تحولت جميعها إلى تنظيمات سلطوية مسلوبة الإرادة.

    لقد سعت حركة البريسترويكا في الواقع، مع الإبقاء على ركائز النظام الشمولي وحزبه الواحد، لتفكيك المركزة اقتصاديا. فعمدت لتوسيع النظام التعاوني
    واتاحة الفرصة للقطاع الخاص واقتصاد السوق في حدود بعينها واضفاء مسحة ديمقراطية على إدارات الاقتصاد والانتاج.

    غير ان البريسترويكا فجّرت حركة نشطة لتفكيك وتغيير كل اركان النظام السوفيتي. وفي الواقع كانت الأمور في الاتحاد السوفيتي وبلدان
    شرق أوربا الاشتراكية كذلك، قد وصلت إلى درجة الأزمة المركبة والمتفاقمة والتي كان من الصعب، بل ومن المستحيل فيها، ألا يقود الشروع في
    تفكيك المركزية الاقتصادية لتفكيك الأنظمة بأسرها ومن جذورها.

    ومن زاوية معينة فان حركة البريسترويكا، ركّزت على الإصلاح في الجانب الاقتصادي/الاجتماعي واهملت الجانب السياسي. فالغاء المادة 6
    من الدستور والخاصة بالدور القيادي للحزب في السلطة والدولة والمجتمع في جمهورية روسيا الاتحادية مثلا لم يقرره الحزب وإنما تم إقراره
    رغماً عنه من قبل البرلمان الروسي. وفي هذا السياق فقد أتت لاحقاً وبعد فوات الأوان، الطروحات المستنيرة للمؤتمر 27 للحزب الشيوعي السوفيتي،
    حول الديمقراطية والرأي الآخر وعدم احتكار الحقيقة.

    لا نقول ان البريسترويكا لو أهتمت بالجانب السياسي لتغير مسار الأمور، فما كان ذلك ممكناً. فقد تخطت أزمة الجمود والركود والفساد التي غرست
    بذرتها الستالينية، والتي ارتدت أبعاداً نوعية وصلت لكل خلايا المجتمع، نطاق الإصلاح من الداخل مهما كانت درجة ونوعية هذا الإصلاح الباطني.

    والجدير بالذكر ان قوى الحرس القديم المحافظة والمنتفعة بالنظام وجموده وفساده (النومنكلاتورا)، والتي حاولت أجيالها السابقة قطع الطريق امام
    إصلاحات خرتشوف منتصف الخمسينات، ثم أطاحت به في منتصف الستينات، كررت ذات السيناريو مع قورباتشوف في منتصف الثمانينات.
    فقد سعت إلى عرقلة مسار البروسترويكا وإضعافها وإلى تعويق مسار الاصلاحات الاقتصادية ثم أخيراً لجأت للمحاولة الانقلابية الحمقاء الفاشلة
    في أغسطس 1991 والتي أعطت الضوء الأخضر ليس للإطاحة بقورباتشوف وحده، وانما أيضاً بسلطة الحزب وبالاشتراكية وبالاتحاد السوفيتي جميعاً.

    ان جوهر ما يجب ان نتعلمه من التجربة السوفيتية، ونحن نناضل من أجل التغيير الوطني الديمقراطي وصولاً للأفق الاشتراكي، يرتبط مباشرة بقضية
    الديمقراطية. ونعني تحديداً الديمقراطية داخل الحزب والديمقراطية كحقوق لحركة الجماهير، والنأي بالحزب من السلطوية.، والاندغام في جهاز الدولة
    كشرط موضوعي لمواصلة العمل الثوري وتصحيح مساره.

    ب-التجربة السوفيتية والماركسية:

    لقد صدق تماماً من قال "ان النظرية رمادية، وشجرة الحياة خضراء يانعة ومتجددة ابداً"

    ان الانهيار الاشتراكي الكبير قد اوضح بجلاء ان الفكر الاشتراكي يمر بأزمة عصيبة. وكان من الطبيعي ان يجري التساؤل في ظروف مثل هذه الأزمة
    عن جدوى النظرية الماركسية ذاتها التي انتجت وأفرخت مثل ذلك الفكر.

    وسرعان ما بادرت ماكينة الدعاية الامبريالية، على سبيل التبشير بسرمدية وأبدية الرأسمالية والليبرالية الغربية، للترويج لدعاوي ومزاعم نهاية
    الأيدولوجيات والصراعات السياسية والاجتماعية. وقدمت بديلاً لها البراغماتية وصراع الحضارات والاستنزاف الحسابي،وغير ذلك من النظريات
    والمناهج التي تعبر في جوهرها عن موقف طبقي ماكر وناعم يسعى لتغبيش وتعمية الوعى الاجتماعي والسياسي . وقد درجت القوى الرأسمالية
    منذ نشأتها على صياغة مصالحها كما لو أنها مصالح كل الشعب .

    ومن المعروف ان الماركسية ليست علماً تطبيقياً، وإنما هي منهج يتم الاسترشاد به لدراسة الواقع . وقد غدا المنهج الماركسي جزءاً من التراث البشري،
    وتختلف نتائج الاسترشاد به من بلد لآخر على ضوء خصائص واقعه. وقد أكد لينين أن كل بلد سيصل إلى الاشتراكية بطريقه الخاص .
    ونصح شيوعيي الشرق بترجمة الماركسية التي كتبت لشعوب غرب أوربا إلى لغاتها الخاصة التي يمكن أن تفهمها بها شعوبها. كما أكد ان
    التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية التي تحدثت عنها المادية التاريخية لا تحكم تطور كل المجتمعات وقع الحافر على الحافر.و دعي مؤسسو
    الاشتراكية العلمية للاستفادة من كل الومضات الايجابية في التيارات الفلسفية والفكرية الأخرى . ومعروف أن فردريك انجلز قد أستند في كتابه
    ( أصل العائلة ) إلى أعمال المؤرخ والكاتب الإمريكي مورغان .

    فالماركسية ليست هي فصل الخطاب، ولا هي الكلمة النهائية التي تطوى بعدها الصحف وتجف الأقلام. جوهر الماركسية هو منهجها الجدلي
    لدراسة الواقع. انها ليست عقيدة جامدة تتحجر في اصول نمطية عقيمة. والمنهج الماركسي لدراسة الواقع، وصولاً للقوانين العامة التي تتحكم في
    مسار هذا الواقع، قادر على تجديد نفسه على الدوام. انه منهج قابل للتعديل حذفاً وإضافة وفق ما تمليه ضرورات تجدد الواقع وحصاد التجارب
    النضالية والتطورات في العلوم الطبيعية والإنسانية.

    يقول مؤسسا الماركسية، على سبيل المثال، عن هذا المنهج:

    - انه حجر الزاوية لبناء يجب ان يشيد في جميع الاتجاهات ، ويجب ان يتجدد مع كل اكتشاف علمي جديد.

    - انه منهج يتحول إلى نقيضه عندما نستخدمه كنمط جاهز نقيس عليه وقائع التاريخ، ونغصبها فيه غصباً لنرضي أهواءنا.

    - ان الافتراضات النظرية ليست حتميات قدرية جبرية. انها لن تنزل إلى أرض الواقع دون توفر الشروط والظروف الموضوعية

    والذاتية اللازمة والضرورية لذلك.

    - وقد قال كارل ماركس قولته الشهيرة رفضاً للجمود الذي يجرٍّد المنهج الماركسي من ديناميكيته ويجعله يدير الظهر للواقع

    المحدد والملموس... " إذا كانت هذه هي الماركسية فكل ما اعرفه انني لست ماركسياً".

    فالماركسية استناداً لمنهجها ذاته، تقتضي النظر إليها في تاريخيتها، وليس كنصوص مذهبية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.

    ويتفق الكثيرون في ان الخطاب الستاليني الشمولي المنغلق، قد اختزل الماركسية في برشامات نظرية ووصفات جاهزة وصالحة لكل زمان ومكان.
    وهذا أمر حولها إلى عقيدة جامدة تنضح بالاستعلاء والانغلاق والغرور المهلك.

    الستالينية ، على سبيل المثال، اختزلت قوة الدفع للتطور التاريخي في الصراع الطبقي، بينما لم تسقط الماركسية وجود عوامل أخرى فاعلة
    ومؤثرة في ذلك التطور: ثقافية وقومية وغيرها. صحيح ان الاقتصاد محرك للتاريخ، ولكن هذه مقولة عامة ونسبية وتتطلب رفدها بعوامل أخرى
    ذات فعل وتأثير في الزمان والمكان حسب خصائص الواقع الماثل. وتأثر الحزب بالفعل بكتيبات ستالين المختزلة والمبتسرة حول المنهج
    المادي الجدلي والمادية التاريخية والاقتصاد السياسي.

    ان الستالينية قد طمست بالفعل جوهر الماركسية. فبينما تقول الماركسية ان الحقيقة دائماً وأبداً نسبية، وان التطور دائماً وأبداً مطلق ولا سقف له،
    يدّعي الخطاب الستاليني الذي تبلور في ظل السلطة الشمولية والتسلط لنفسه الكمال والإحاطة الشاملة وتملك علم الماضي والحاضر والمستقبل.
    ولن تفضي مثل هذه النظرة الضيقة المتعصبة وغير العلمية إلاّ إلى ضرب الديمقراطية وهيمنة القلة وإلى رفض وتجريم الرأي الآخر. وحقيقة
    ما جدوى وما فائدة الرأي الآخر مع مثل هذا الخطاب الشمولي المنغلق؟!

    والواقع ان المفاهيم الأساسية للماركسية غدت اليوم جزءاً لا يتجزأ من نسيج العلوم الاجتماعية المعاصرة. فالمفهوم المادي للتاريخ مثلاً قد أصبح
    أساساً للمدرسة الموضوعية في التاريخ بتيارها الكاسح الذي غمر كثيراً من الجامعات ومراكز البحث المتخصصة في جميع أنحاء العالم. ويتزايد
    الاعتراف بأثر اسلوب الانتاج المادي على البناء الفوقي. وفي العلوم السياسية يتأكد ان العوامل الداخلية لها قصب السبق والصدارةفي استقرار
    وتطور أنظمة الحكم قبل العوامل الخارجية.

    ان اطلاق القول، بعد تجربة الانهيار في المعسكر الاشتراكي، بالاحتياج لنظرية جديدة بديلة للماركسية، مفارق للحقيقة تماماً. ان الاحتياج الماثل
    ليس هو التخلي عن الماركسية، بل هو القيام باختراق جديد في حقل النظرية، استناداً للمنهج الماركسي ذاته، للوصول إلى ماركسية عصر الثورة
    التكنولوجية والقرن الحادي والعشرين. وغني عن القول ان التخلي عن الماركسية لن يقود إلاّ للرجعية السياسية والاجتماعية، فلا حركة ثورية بدون
    نظرية ثورية. كما ان دعوة بعض الماركسيين للتواضع، واعتبار الماركسية كسواها من الفلسفات السابقة التي تجاوزها الزمن وانتهي عمرها
    الافتراضي، دعوة باطلة تعكس بصورة مزدوجة التمويه لتغطية الهروب والرعب والهلع الناجمين عن تراجع وانحسار الحركة الثورية في العالم.
    إن الاختراق الذي نطرحه في حقل النظرية يشمل جوانب عديدة منها ، بما في ذلك أسهام لينين بنظرية الاستعمار كمرحلة أعلى في تطور الرأسمالية .
    ومعروف أن أسهام لينين هنا كان محكوماً بعصره حيث أعتبر الامبريالية رأسمالية محتضرة . لكن الرأسمالية استطاعت أن تمدد عمرها وتنجز
    الثورة العلمية التقنية وتسخر انجازات هذه الثورة في تطوير إنتاجية العمل .

    الحقوق الديمقراطية ودور حركة الجماهير

    مفاهيم محورية في التحول الاشتراكي:

    تشير الماركسية إلى ان التحول الاشتراكي عملية تطور اجتماعي/تاريخي وليس هندسة اجتماعية يتم إخضاع الواقع الموضوعي وقوانين سيره
    الموضوعية قسريا لها. فالتحولات الاجتماعية في الماركسية لا تصنعها الأقليات الفدائية أو الطليعية، وانما تأتي من خلال الصراع الطبقي والاجتماعي
    والسياسي. وبطبيعة الحال كذلك لا يحققها مستبد عادل يمتطي صهوة نظام شمولي لإحقاق الحق وانصاف المظلوم. فلا حق ولا عدالة تحت مظلة
    الاستبداد والطغيان. كما لا تعتمد التحولات الاجتماعية على دور فردي لقائد فذ أو نخبة صفوية تمسك حركة التاريخ والتطور الاجتماعي بين يديها
    من جميع النواصي وتطوٍّعها لإرادتها الثورية. بل تقول المفاهيم الماركسية ان الجماهير هي القوى المحددة في صنع التاريخ وفي انجاز التحولات
    الاجتماعية. ومن أجل هذا تقوم اركان التكتيك الماركسي وأساليب عمله على تنمية حركة الجماهير، والحضور الفاعل للجماهير المنظمة ومراكمة
    العمل الثوري بصورة مثابرة وصبورة.

    ان الإمكانية للتحول الاشتراكي لا تتوفر إلا عندما تنضج الظروف موضوعياً وذاتياً لذلك. ولذا يقول كارل ماركس في مقدمة كتابه
    "اسهام في نقد الاقتصاد السياسي":

    "ان تشكيلاً اجتماعياً معيناً لا يزول قبل ان تنمو كل القوى الاجتماعية التي يتسع لاحتوائها. ولا تحل قط محل هذا التشكيل علاقات انتاج جديدة
    ومتفوقة ما لم تنفتح شروط الوجود المادي لهذه العلاقات في صميم المجتمع القديم نفسه. ومن أجل ذلك لا تطرح الإنسانية على نفسها قط سوى
    مسائل قادرة على حلها. ذلك انه إذا نظرنا إلى الأمر عن كثب، وجدنا ان المسألة نفسها لا تظهر إلاّ حين تتوافر الشروط المادية لحلها، أو
    حين تكون على الأقل على أُهبة التوافر".

    فالتحول الاشتراكي في الماركسية لن يكتب له النجاح إلاّ إذا أتى لضرورة موضوعية اختمرت عناصرها وشروطها ومقوماتها في احشاء
    المجتمع القديم. وبالتالي تضحى أية محاولة لفرض التحول الاشتراكي في واقع لم ينضج له بعد، مجرد معاندة لقوانين التطور التاريخي
    والاجتماعي الموضوعية وقفزاً فوق المراحل ولن يكتب لها النجاح والاستمرارية. وبالإمكان القول بكل اطمئنان ان القفز للثورة الاشتراكية
    دون توفر المقومات الضرورية لها لن يفضي إلى الاشتراكية بل سيقود بالضرورة إلى طغيان الأقلية والبيروقراطية. إن التعميمات النظرية
    الخاطئة للنمط السوفيتي حول الأزمة العامة الثالثة للنظام الرأسمالي وعصر الانتقال للإشتراكية وقدرات الديمقراطيين الثوريين في هذا الصدد،
    لم تقد إلاّ لتشجيع التكتيك الانقلابي.

    وينبغي الإشارة هنا إلى انه لا توجد في مؤلفات مؤسسي الماركسية تأكيدات أو حتى تلميحات بان الاشتراكية ترفض الديمقراطية التعددية أو
    تستبعد نظام تعدد الأحزاب. صحيح انهما أشارا لأوجه القصور في الديمقراطية البرجوازية وخاصة تحكم الرأسمالية في آلياتها وإغفالها
    للديمقراطية الاجتماعية، ولكن الواقع ان مؤلفات ماركس وانجلز بدءاً من كتاب "الأيدلوجية الألمانية" تعج بالحديث عن مفهم "الديمقراطية"
    و "الرقابة الشعبية" و"الرقابة الشعبية المباشرة". وطبيعي إنه لا مكان لرقابة شعبية من أي نوع وبأي درجة في ظل الشمولية، بل ان
    الرقابة الشعبية في مختلف تجلياتها وأشكالها لا تزدهر إلا في ظل الديمقراطية والإرادة المستقلة لحركة الجماهير المنظمة. ان ما حرص
    عليه مؤسسا الماركسية أكثر من غيره هو التأكيد بان الديمقراطية البرجوازية، بحكم سيطرة رأس المال على كل آلياتها وفعالياتها، لا تجسد
    سوى ديكتاتورية البرجوازية. وان الديمقراطية لن تقف على رجليها دون استكمالها بالديمقراطية الاجتماعية وستنبثق عن هذا الاستكمال في
    نهاية المطاف دكتاتورية البروليتاريا. أي ان دكتاتورية البروليتاريا من منظور مؤسسيْ الماركسية، لا تعني مطلقاً الشمولية وهيمنة الحزب
    الواحد وغيرها من سمات تجربة النمط السوفيتي. بل تفتح الطريق لأكثر النظم ديمقراطية في تاريخ الإنسانية. ويرفد هذا ما أشار له كارل ماركس
    بصفة خاصة عن ضرورة توفر القواعد والأسس الديمقراطية التي طبقتها كومونة باريس في الدولة الاشتراكية، مثل انتخاب جميع شاغلى
    المسئوليات بمن في ذلك القضاة مع كفالة حق سحب الثقة منهم في أي وقت . صحيح أنه وباستثناء ما ورد حول تجربة الكومونة ، لم تطرح
    الماركسية تعميمات نظرية مكتملة حول الدولة الاشتراكية . وبالتالي هناك احتياج ماس لتأصيل نظري جديد للدولة الاشتراكية في الظروف
    المعاصرة يتجاوز سلبيات تجربة دولة النمط السوفيتي .

    ومعلوم أن ماركس كان قد أشاد بتجربة الكومونة في 1871 كأول سلطة عمالية في العالم، وذلك رغم تعدد الاتجاهات الفكرية والسياسية لقادتها،
    ورغم ضعف التيار الماركسي بالذات بين هذه الاتجاهات.

    وتثبت الماركسية مفهوم التعددية في كل مؤلفاتها منذ البيان الشيوعي في عام 1848. لقد أشار ذلك البيان إلى أحزاب الطبقة العاملة في البلد المعين
    وليس إلى حزبها الوحيد.

    وكذلك معلوم ان ثورة اكتوبر الاشتراكية لم تحجر نشاط حزب الاشتراكيين الثوريين وحزب المناشفة. وظل هذان الحزبان يتمتعان بالشرعية
    ويمارسان نشاطهما العلني بين الجماهير, وكان لهما وجود كثيف في السوفيتات المحلية والمركزية. بل أكثر من ذلك اشترك حزب الاشتراكيين
    الثوريين في السلطة السوفيتية واستنكف حزب المناشفة رغم دعوته للمشاركة.

    ولا جدال حول ان الماركسية طرحت نظرياً وعملياً قيادة الحزب الماركسي للتحول الاشتراكي. ولكن هذا الطرح يقف، ليس كضربة لازب،
    وانما كفرضية نظرية وعملية واردة في ظل الانحسار الطبيعي في الصراعات الطبقية والاجتماعية والثقافية أبان التحول الاشتراكي، وهو أمر
    يطرح في جدول عمل الثوريين إمكانية توحيد الأحزاب العمالية والماركسية والديمقراطية. ولكن طالما ظل التعدد والتنوع قائما، اقتصاديا
    واجتماعياً وثقافياً، ستكون الإمكانية مفتوحة لتعدد الأحزاب.

    ج- العولمة:

    العولمة فترة جديدة في تطور النظام الرأسمالي.وقد أرتبط هذا النظام منذ بداية تشكله وتخلقه بالحاجة للأسواق في كل أنحاء المعمورة،
    وبالتالي أسبغ طابعاً عالمياً علي الإنتاج والاستهلاك. فالعولمة في جوهرها هي تعبير عن اتجاه موضوعي في مسار اقتصاديات وأسواق العالم
    نحو التكامل تحت هيمنة الاحتكارات العالمية، فالمدخلات الخارجية عبر الاستغلال الاستعماري للمواد الخام، والسيطرة على أسواق التصريف،
    ضربة لازب للنظام الرأسمالي ليعيد انتاج ذاته ويتجاوز أزماته.

    وكان كارل ماركس قد تنبأ بمثل هذا التكامل العالمي غير المتكافئ، وأشار إلى انه سيسير في اتجاه إيجابي، وسيكون آلة رافعة للتقدم الإنساني
    والعدالة الاجتماعية في العالم تحت مظلة الاشتراكية. أما في ظل الرأسمالية فلن يقود إلاّ لتفاقم تناقضها الرئيسي وهو التناقض بين الطابع
    الاجتماعي العالمي للإنتاج، والتملك الخاص لوسائل الإنتاج.

    وتستند العولمة إلى منجزات الثورة العلمية التكنولوجية التي أحدثت قفزة نوعية في وسائل الانتاج وفي الانتاجية. غير ان فيض الانتاج بأثر
    هذه القفزة لم يغير البتة، تحت مظلة العولمة، من طبيعة النظام الرأسمالي. فرغم ازدياد الطابع الاجتماعي للعملية الانتاجية عالمياً، بتنامي
    الاحتكارات الضخمة والشركات الكونية العملاقة عابرة القارات، إلاّ ان الملكية الخاصة لوسائل الانتاج تبقى وتتعزز. وقاد هذا إلى تجسيم
    التناقض الأساسي للرأسمالية، وإلى استقطاب طبقي أكثر حدة ووضوحاً. ان الحقائق الماثلة في الساحة العالمية تشير إلى ان العولمة لم تقد
    إلاّ لتغيرات سلبية كبيرة في الخرائط الطبقية والاجتماعية في العالم بأثر الغياب التام للعدالة الاجتماعية.

    ان الفقراء يزدادون فقراً وعدداً، والأغنياء يزدادون غنىً ويقل عددهم. وهو أمر يفاقم ويعمق التفاوت الاجتماعي.

    لقد تدهورت الأحوال المعيشية للطبقة العاملة، وكذلك الفئات الوسطى التي تعرضت أقسام واسعة منها للبطالة. وقد قاد التقدم التكنولوجي
    بفنونه ووسائله الانتاجية الجديدة تحت مظلة حركة العولمة إلى إلغاء ملايين الوظائف والمهن والى ارتفاع نسبة العطالة،
    وإلى زيادة استغلال الطبقة العاملة وزيادة فائض القيمة النسبي.

    ووجدت حركة العولمة مناخاً ملائماً لها في عالم القطب الواحد بعد اختلال موازين القوى العالمية بانهيار التجربة الاشتراكية في بلدان
    المعسكر الاشتراكي. كما استفادت هذه الحركة للحد الأقصى من الحملة العالمية التي اطلقتها تحت أسم مكافحة الارهاب بعد أحداث
    11 سبتمبر 2001 في أمريكا. وقد أصبح شعار مكافحة الارهاب تكأة وتبريراً لتنفيذ أهداف حركة العولمة. وبالإمكان القول ان
    الرأسمالية اليوم قد عادت سيرتها الأولى على سنوات سطوة الامبريالية وتحرك الجيوش والأساطيل عبر المحيطات لشن حروب
    التدخل والغزو والاحتلال.ولعل ابرز درس نستخلصه من التطورات في النظام الرأسمالي اليوم هو صمود الرأسمالية وقدرتها على
    تجديد نفسها و تجاوز أزماتها . وهو درس يقتضي مراجعة التعميمات النظرية للنمط السوفيتي حول الأزمة العامة الثالثة والأخيرة
    للنظام الرأسمالي ، وكذلك مراجعة مقولة لينين حول أن الاستعمار هو أعلى مراحل الرأسمالية .

    وتسعى حركة العولمة لدمج اقتصاد كل بلد رأسمالي في الاقتصاد العالمي بتقوية الموقف التنافسي للصادرات في الأسواق الخارجية،
    وبالتالي تنتهج سياسات حرية التجارة وتكسير الحواجز والعقبات التي تقف أمام تدفق الرساميل والاستثمارات والسلع والخدمات.

    وللعولمة خصائصها البنيوية وآلياتها المالية والاقتصادية والسياسية والعسكرية للوصول إلى هذه الغايات. وتتمثل هذه الآليات في
    البنك الدولي وصندوق النقد العالمي ومنظمة التجارة الدولية وحلف الاطلسي.

    وداخل البلدان الرأسمالية المتطورة يسعى التحالف السياسي والاجتماعي لحركة العولمة المكّون من الليبرالية الرأسمالية الجديدة
    واليمين الديني، لتحميل اوزار الأزمات الرأسمالية على عاتق العمل والعاملين. ويستهدف هذا التحالف في المقام الأول ضرب المكاسب
    التاريخية للعاملين ... دولة الرفاه الكينزية، والانفاق الحكومي العام على الخدمات والأشغال العامة، تحت زعم انها قادت إلى انخفاص
    اسعار الفائدة و بالتالي إلى انكماش وتأزم النظام الرأسمالي. واستناداً إلى ذلك يسعى هذا التحالف اليميني داخل كل بلد رأسمالي إلى سلب
    حقوق العاملين الاجتماعية والسياسية بما في ذلك الضمان الاجتماعي وكفالة حق العمل وحقوق المرأة والأقليات والعمالة المهاجرة.
    وفي الواقع العملي عصفت حركة العولمة بدولة الرفاه الكينزية، ونبذت افكار العدالة الاجتماعية، وقلّصت إلى أدنى حد الدور الاجتماعي للدولة.

    وبين اركانحرب حركة العولمة المكّّون من البلدان الصناعية المتطورة تلعب أمريكا دور العراب والقائد الفعلي. وتسعى أمريكا من خلال
    هذه الحركة لتوسيع الحيز الجغرافي لمفهوم الأمن القومي لأمريكا عبر التدخلات العسكرية والضربات الوقائية تحت مسمى الحرب العالمية
    ضد الارهاب. ولتنفيذ هذه السياسة العدوانية ستتجاوز الميزانية العسكرية للجيش الأمريكي 500 مليار دولار هذا العام (2007) وتتمتع
    الولايات المتحدة بوجود عسكري في 140 دولة، وتربطها بما مجموعه 36 دولة معاهدات للتعاون العسكري، وينتشر 400 ألف من
    جنودها في 800 قاعدة خارج الأراضي الأمريكية.

    هذا إلى جانب ما تضطلع به أمريكا من دور في توسيع حلف الأطلسي وتوسيع نطاق ميادين عمله لتشمل كافة مناطق العالم.وتزامنت
    هذه السياسة مع استراتيجية منهجية لأمريكا لإضعاف الأمم المتحدة وتطويعها لتتماشى مع الإرادة الأمريكية غض النظر عن
    القانون الدولي والمعاهدات الدولية.

    وفي العالم الثالث تسعى حركة العولمة لفرض طريق التبعية والنهج الرأسمالي وصولاً إلى أهدافها. وقادت مجمل عوامل دولية ومحلية
    للضغط على بلدان العالم الثالث للسير في ركاب ومعية حركة العولمة، وانتهاج ما عرف بطريق التحرير الاقتصادي أو
    الانفتاح الاقتصادي. أهم هذه العوامل هي:

    * برامج التثبيت و التكيف الهيكلي لصندوق النقد والبنك الدولي.

    * الشروط غير المتكافئة في التجارة الدولية.

    * ارتفاع اسعار الفائدة على القروض.

    * تدهور حجم المعونات الخارجية غير المشروطة.

    * تبديد الفوائض الاقتصادية المحلية عبر الصرف البذخي والفساد.

    * المديونية الخارجية التي بلغت أرقاماً فلكية.

    وقادت مجمل هذه العوامل، وما يصاحبها من ضغوط وتهديدات وإملاءات ، خاصة مع غياب الديمقراطية وتسلط الأنظمة الدكتاتورية
    والشمولية، إلى فرض نهج التبعية، ونمو القوى الاجتماعية الداعمة لهذا النهج وخاصة فئات الرأسمالية الطفيلية في المدينة والريف.

    وأسفرت تجارب التطبيق، بطبيعة الحال، عن تراجع القفزة الكبيرة في وزن الفئات الوسطي والطبقة العاملة، وتقلص وانحسار دورهما
    الاجتماعي والسياسي المؤثر والفعال في سنوات ما بعد الاستقلال الوطني في بلدان العالم الثالث. وكانت تلك القفزة قد تحققت بأثر دور
    الدولة في التنمية الاقتصادية ورفع مستوى المعيشة وزيادة الانفاق الحكومي على التعليم والصحة والإسكان، والتدخل الحكومي في آليات
    السوق عبر سياسات الدعم والتركيز والرقابة على الأسعار وقوانين الحد الأدني للإجور.

    الفشل هو المصير المحتوم لسياسات العولمة:

    بداية نشير إلى أن الفشل المحتوم مقصود به سياسات العولمة الراهنة وليس العولمة نفسها . فقد تجد الرأسمالية مخرجاً جديداً مثلما وجدته
    رأسمالية المنافسة الحرة في القرن التاسع عشر، ثم مخرجاً من الاستعمار القديم إلى الاستعمار الحديث ، ثم في العولمة ، ثم التوظيف
    المكثف لمنجزات الثورة العلمية التقنية .

    لقد أسفرت حركة العولمة في سعيها لفرض النظام العالمي الجديد، عن صراع مستفحل بين المراكز الرئيسية الثلاثة للرأسمالية العالمية:
    الولايات المتحدة الأمريكية، غرب أوربا، اليابان. وتركّزت هذه الصراعات بصورة خاصة في مجالات الاستثمارات والتجارة. ويشهد العالم
    المعاصر صراع الضواري الإمبريالية في سعيها وراء مناطق النفوذ في مختلف انحاء العالم.

    وتؤكد التطورات الجارية في العالم، ان سياسات العولمة لم تنقذ العالم الرأسمالي من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية مثل الأزمة المزدوجة
    للتضخم والكساد في آن معاً وأزمة انهيار اسعار العملة والأزمة السياسية والاجتماعية الناجمة عن ازدياد حدة التفاوت الاجتماعي.

    وتدور الصراعات الطبقية والاجتماعية في البلدان الصناعية المتطورة وتتنامى باضطراد وتائر الحركة النقابية والسياسية المناوئة لهيمنة
    الاحتكارات.ومن خلال هذا الصراع يتم إحراز مكاسب هامة لا يستهان بها لمصلحة العمل والعاملين. مثل الضمان الاجتماعي وحق العمل
    وغل يد الدولة عن التراجع عن الانفاق العام على الخدمات.وفي أكثر من بلد تم احياء التضامن النقابي بين العمال والفئات الوسطى والطلاب
    كما يتجلى في الحركة الإضرابية والمظاهرات وفي سيل المسيرات ضد البطالة والفقر والتهميش. لقد ارتدت المطالب النقابية في هذه البلدان
    أبعاداً أكثر راديكالية في مضامينها الاجتماعية. فإلى جانب المطالب التقليدية بزيادات الإجور وتحسين شروط الخدمة، أطلت برأسها مطالب
    جديدة مثل زيادة الانفاق الحكومي العام على الأشغال العامة والخدمات، والضمان الاجتماعي، وسن قوانين ديمقراطية للعمل تحول دون تشريد
    العاملين، وحماية البيئة وغيرها. ولكن الجوهر والأساس بالنسبة لكل المطالب يظل واحداً وهو انتزاع جزء أكبر من فائض القيمة
    لمصلحة العمل والعاملين.

    وقاد تنامي الحركة النقابية وإحياء التضامن النقابي إلى عودة الحيوية إلى أوصال الأحزاب اليسارية والديمقراطية. وعلى المستوى السياسي
    قامت في العديد من البلدان الرأسمالية تحالفات سياسية عريضة مناوئة لهيمنة الاحتكارات.

    ومن ناحية أخرى تنامت الحركة الجماهيرية المناوئة لسياسات العولمة الخارجية كما تجلى في الحملات العالمية الواسعة ضد غزو العراق،
    وفي التضامن مع الشعب الفلسطيني، وكذلك في التضامن مع بعض بلدان أمريكا اللاتينية التي رفضت نهج التبعية والخضوع للإمبريالية،
    وحققت مكاسب ملموسة لشعوبها بالسير على طريق التطور المستقل.

    وفي العالم الثالث عامة تنمو وتزدهر حركة واسعة ونشطة تستهدف تكامل مقومات التنمية الإقليمية وإلغاء الديون وتعديل اتفاقات
    التجارة الدولية وإنشاء كتل تجارية إقليمية. وتتسع الدوائر الاجتماعية والسياسية التي تستبين مخاطر نهج التبعية على نهضة بلدانها
    وسيادتها الوطنية،وتستجمع هذه القوى قدراتها للإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية والشمولية التي تكرس نهج التبعية وتدير الظهر لكافة الأبعاد
    الاجتماعية والبيئية.وهناك ثمة تحول يتسع مداه عاماً بعد عام من الحكم العسكري للحكم المدني في أكثر من بلد.

    الآفاق مفتوحة أمام حركة الشعوب:

    صحيح ان ما حدث من انهيار للتجارب الاشتراكية في المعسكر الاشتراكي السابق، قاد إلى اختلال حاد في موازين القوى العالمية، وإلى
    إضعاف حركة الطبقة العاملة والحركة الثورية على المستوى العالمي. ولكن ما راكمته البشرية من الوعي والتجارب وأدوات النضال في
    صراعها ضد الرأسمالية وإفرازاتها باق وراكز. ان غياب المعسكرالاشتراكي السابق لا يعني الانهيار التام والشامل والنهائي الذي
    لا قيامة بعده للقوى الثورية والاشتراكية وقوى التحرر الوطني. وحتى في بلدان المعسكر الاشتراكي السابق تستنهض القوى المعادية
    للنظام العالمي الجديد صفوفها بعد الهزيمة وتقِّوم تجاربها وتراجع وتنتقد أخطاءها وتعمل على تجديد نفسها. كما تقوم بطرح مطالب
    متجددة على رأسها الديمقراطية التعددية والتداول الديمقراطي للسلطة وحقوق الإنسان. وسجلت هذه القوى في أكثر من بلد انتصارات
    انتخابية برلمانية ورئاسية كبيرة.

    ان زوال دولة الرفاه الكينزية وتقلص دور الدولة الاجتماعي إلى أدنى حد، وانزلاق الطبقة الوسطى إلى عداد الطبقة العاملة وسائر المحرومين،
    سيفاقم المشكلة الاجتماعية ويطرح في كل العوالم: الأول والثاني والثالث، ضرورة تجاوز النظام العالمي الجديد القائم على حركة العولمة.
    وهذا عامل موضوعي لنمو حركات رفض واحتجاج للوجه المتوحش لسلبيات حركة العولمة والنظام العالمي الجديد. ولقد تفجرت بالفعل
    حركة عالمية مناهضة للعولمة في انحاء مختلفة من العالم وبصفة خاصة في اوربا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وتكّون منبر عالمي
    واسع فكرياً وسياسياً واجتماعياً، ويتميز بمرونة تنظيمية عالية قاد تحركات جماهيرية واسعة ضد سياسات العولمة وآلياتها. ويطرح
    هذا المنبر مطالب اقتصادية واجتماعية وسياسية عديدة يرد بينها: إلغاء الديون، أسس عادلة ومتكافئة في التجارة الدولية، مناهضة العدوان
    والغزو والاحتلال، تقويم الاختلال في آليات الشرعية الدولية القائمة بانجاز إصلاحات في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، تحديد دقيق لمصطلح
    الإرهاب يتم الاتفاق عليه من قبل كل الأطراف في مؤتمر للأمم المتحدة، إصحاح البيئة، نزع الالغام، محاربة الجفاف والتصحر،
    وغير ذلك من المطالب.

    وتناضل مختلف الأحزاب الشيوعية والعمالية واليسارية والديمقراطية في العالم لدعم توجهات هذا المنبر وتوسيع آفاقه ورفع قدراته، لا
    لرفض ومناهضة حركة العولمة، ولكن لرفض الوجه المتوحش للعولمة والنظام العالمي الجديد، ولدعم وتغذية أعمال التضامن العالمي
    ضد العدوان. انه في الأساس،منبر إصلاحي ولا يشكل أممية اشتراكية جديدة . ويرفد التوجه العام ضد سياسات العولمة والحرب والعدوان.
    ما يواجهه الغزو الإمبريالي للعراق وافغانستان من صعوبات، فلم تستطع، لا القوات الغازية، ولا السلطات التي قامت تحت ظل الاحتلال،
    من إيقاف المقاومة والعنف ومن عودة الاستقرار والديمقراطية.

    ومن ناحية أخرى تتهاوى على نطاق واسع، مزاعم مفكري الأمبريالية لتغبيش وعي الشعوب على شاكلة زوال بروليتاريا كارل ماركس
    من المسرح السياسي/ الاجتماعي العالمي، وبالتالي زوال الدعامات الاجتماعية لدعوة الاشتراكية، وتراجع شعارات ومفاهيم الوطن
    والوطنية بأثر العولمة، وغير ذلك من الأباطيل.

    ويتأكد اليوم ان المحرك للصراعات في العالم ليس هو صراع الحضارات، بل هو الصراع السياسي/الاجتماعي الدائر تحت أبصارنا
    بلحمه ودمه في البلدان المختلفة وعلى المستوى العالمي.

    كما يتاكد ان الحراك الاجتماعي المصاحب للثورة التكنولوجية لم يقد لزوال الطبقة العاملة ولا لنهاية الطاقات الثورية للفئات الوسطي.
    وبالتالي فان الدعوة لرأسمالية شعبية عن طريق التفاهم بين الطبقات في المجتمع الليبرالي لا تستقيم. وطبيعي جداً ان يقود التطور
    التكنولوجي إلى تغيرات هيكلية في بنية الطبقة العاملة تماماً كما أفرز تغيرات ملحوظة في بنية الرأسماليين والانتاج الرأسمالي. ان فترة
    المخاض الجديدة التي تعايشها الطبقة العاملة والتغيرات في بنيتها لا تبرر الزعم بنهايتها وزوالها. فالتغيرات البنيوية في تركيب
    الطبقة العاملة لن تغير من طبيعة الاستغلال الرأسمالي، ولا من الرسالة التاريخية للطبقة العاملة الجديدة وحلفائها لإقامة المجتمع الاشتراكي.

    وقد قاد الحراك الاجتماعي المصاحب للثورة التكنولوجية إلى نشوء تحالفات أوسع للعاملين يدوياً وذهنياً. ان هذه التحالفات العريضة لقوى
    العمل تشكل دعامات اجتماعية اكثر قدرة على انجاز التحولات الاجتماعية والتغيير الاجتماعي.

    كما ان قيٍّم ومفاهيم الوطن والذود عن السيادة الوطنية والتراث الحضاري تتنامى أمام خطر الذوبان في نهج الحضارة الغربية. ويتصاعد
    هذا النمو طرداً مع اتساع الحركة المناوئة لنهج التبعية ودعاماته الاجتماعية المحلية التي ترضخ لإملاءات وشروط النظام العالمي الجديد.

    8. العالم الثالث:

    لمحات من أفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية وآسيا:

    1. أفريقيا:

    القارة الأفريقية غنية بمواردها وخيراتها في ظاهر الأرض وباطنها. فهناك الثروات النفطية والغاز الطبيعي. وهناك المعادن بما في ذلك
    النحاس والذهب والماس واليورانيوم وغيرها. وهناك الثروات المائية والزراعية والحيوانية التي لا ينضب لها معين. ورغم ذلك تعاني البلدان
    الأفريقية من واقع التخلف، وتثقل كاهلها الاقتصادي المديونية الخارجية بارقام فلكية، ويعاني المواطن الأفريقي في معظم البلدان الأفريقية
    من الفقر والجهل والمرض وتحصده الأوبئة والمجاعات والحروب.

    ولم يقد انتاج النفط في بعض البلدان الأفريقية، وارتفاع أسعاره عالمياً، إلاّ إلى زيادة الفساد وتقوية القبضة الاستبدادية للأنظمة الشمولية الحاكمة،
    وإلى إهمال تنمية الثروات التقليدية الزراعية والحيوانية. وفي معظم البلدان الأفريقية المنتجة للنفط لا يتم إلاّ تكريس نسبة ضئيلة للغاية من
    عائداته في رفع مستوى حياة الملايين من الفقراء. والواقع ان البلدان الأفريقية المنتجة للنفط جنوب الصحراء تنتج أكثر من 11% من جملة
    الانتاج النفطي العالمي. وتحتل نيجيريا مكان الدولة الأعلى انتاجاً بين هذه الدول (2.5 مليون برميل في اليوم)، ورغم ذلك نجد ان اكثر من 90 مليون
    من سكانها البالغ عددهم 130 مليون يعيشون تحت خط الفقر. كما يرتفع التساؤل في تشاد والسودان وغيرهما عن أين تذهب أموال النفط
    المتزايدة في وقت تتدنى فيه أحوال المواطنين المعيشية.

    لقد حالت عدة عوامل وأسباب دون التنمية والتغيير الاجتماعي في البلدان الأفريقية على رأسها:

    * التدخلات الاستعمارية لنهب الثروات الأفريقية من المعادن ومواد الطاقة، وقطع الطريق في وجه سير البلدان الأفريقية في طريق التطور
    المستقل والنهضة الزراعية الصناعية الثقافية الشاملة. وتتبارى الضواري الاستعمارية حالياً، وفق سياسات العولمة والنظام العالمي الجديد،
    لبسط مناطق النفوذ والسيطرة من جديد على موارد أفريقيا النفطية والمعدنية، تماماً كما كان عليه حال الصراع حول النحاس في إقليم كاتنقا
    في الكنغو مطلع ستينات القرن الماضي.

    * الأنظمة الانقلابية والشمولية التي تصادر أي دور مستقل للجماهير الشعبية وتنتهج طريق التبعية والرضوخ لإملاءات النظام العالمي الجديد،
    وتفتح الباب لاستشراء الفساد وسياسات المحاباة التي تؤجج النزاعات العرقية والدينية، بل وتقود إلى انهاء وجود الدولة ذاتها كما حدث في الصومال.

    * الطريق المسدودالذي وصلت إليه طروحات الاشتراكية الأفريقية أو اشتراكية القرية، وعجزها عن تقديم نموذج عملي على أرض الواقع
    للتطور المستقل. وكذلك الفشل في انجاز التحول الديمقراطي والتغيير الاجتماعي على أيدي الأحزاب اليسارية التي تتمسك بالقشور دون اللباب
    في طروحاتها الاشتراكية وتترسم خطى الشمولية والحزب الواحد في تجربة النمط السوفيتي المنهارة.

    * النزاعات الدامية باسباب تعدد الإثنيات والأعراق والأديان والخلاف حول ترسيم الحدود، والفشل في حل المسألة القومية حلاً ديمقراطياًُ
    عادلاً، وما يقود له كل ذلك وغيره من هشاشة وضعف المجتمع المدني.

    خارطة الطريق لمواجهة مشاكل أفريقيا

    ان المفتاح لحل مشاكل أفريقيا المزمنة يكمن في قيام تحالفات واسعة لكل القوى والتنظيمات السياسية والنقابية والجهوية والقومية بما يمليه
    واقع التعدد والتنوع في بلدان أفريقيا، لانهاء الأنظمة الشمولية الاستبدادية وفتح الطريق لقيام أنظمة ديمقراطية تعددية تضطلع بمهام:

    - انجاز التحول الديمقراطي وكفالة حرية التنظيم والتعبير واستقلال وحرية النقابات وسائر منظمات المجتمع المدني، بما يرسي آليات فعالة
    للتنمية المتوازنة ورتق النسيج الاجتماعي ومحاربة الفساد. ذلك ان الرقابة الشعبية التي يوفرها التحول الديمقراطي هي الكفيلة حقاً بانجاز
    التنمية ومحاصرة الفساد. وفي هذا الإطار، وليس خارجه، يستقيم مقترح النيباد (الشراكة من أجل التنمية في أفريقيا) حول تكوين آلية
    للمراقبة والمحاسبة الذاتية للبلدان الأفريقية.

    - الحل الديمقراطي للمسألة القومية والإثنية بما يقود للوحدة الراسخة والطوعية في إطار التعدد والتنوع. فالإثنية ليست لعنة أو قدراً مسطراً
    لا فكاك منه، وفي الواقع لعبت الإثنية دوراً كبيراً في معارك التحرر من السيطرة الاستعمارية المباشرة في الكثير من البلدان الأفريقية.
    غير ان السياسات الخاطئة للأنظمة الشمولية، وخاصة قطع الطريق أمام التحول الديمقراطي في قاع المجتمع، والكيل بمكيالين في التعامل
    مع الاثنيات والجهويات كالمحاباة من جانب والتهميش من الجانب الآخر قاد لان تتحول الاثنية إلى بؤرة ملتهبة للفرقة والشتات والنزاعات المتواصلة.

    وتتحول الاثنية إلى مصدر فوة ووحدة باعتماد صيغ الحكم اللامركزي والفدرالية والحكم الذاتي حسب واقع الحال والاقتسام العادل
    للسلطة والثروة، وانجاز التحول الديمقراطي. أي بالحل الديمقراطي للمسألة القومية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.

    إن الحل أحادي الجانب للمسألة القومية، والذي يتلخص فقط في التمدد في الحكم اللامركزي بزيادة عدد الأقاليم والولايات كما في نيجيريا،
    لن يقود إلى حل ديمقراطي عادل للمسألة القومية. فقد ارتفع عدد الولايات في نيجيريا من 3 إلى أكثر من 30 دون ان يقود مثل هذا الحل الاحادي
    إلى وضع نهاية للصراعات الدامية في هذا البلد على أسس عرقية ودينية.

    - يقف التكامل الاقتصادي الأفريقي بين البلدان المتجاورة وخاصة في مجال تصنيع المدخلات الضرورية عالية التكلفة للتنمية الزراعية،
    رافداً هاماً على طريق انتهاج هذه البلدان لطريق التطور المستقل.

    - رفع قدرات البلدان الأفريقية على مواجهة سياسات العولمة والنظام العالمي الجديد،بما يقتضي دعم التكتلات الإقليمية القائمة وتطويرها،
    وإقامة تكتلات جديدة أوسع، على سبيل تقوية ضغوط أفريقيا بصورة جماعية من أجل تعديل شروط التبادل التجاري العالمية غير المتكافئة
    وفرض أسعار مجزية وعادلة للمحاصيل الزراعية الخامة والمحوّلة وإلغاء الديون .. الخ.

    - تفعيل بنك التنمية الأفريقي.

    - تطوير ميثاق الاتحاد الأفريقي ليشمل التضامن بين شعوب القارة في قضايا الحريات وحقوق الإنسان ومواجهة الأنظمة الشمولية
    والتدخلات الأجنبية. ولعل قراريْ مؤتمريْ الاتحاد الأفريقي الأخيرين بالخرطوم 2006 وباديس أبابا في 2007 برفض رئاسة السودان
    للإتحاد من منطلق إهدار حكومة السودان لحقوق الإنسان وارتكابها جرائم حرب في دار فور، يقفان دليلاً على إمكانية تطوير الميثاق. كما
    يعيدان لأذهان الشعوب الأفريقية أصداء حملة التضامن الواسعة، على المستويين الرسمي والشعبي، مع شعب الكنغو على أيام اغتيال بطل
    أفريقيا باتريس لوممبا مطلع ستينات القرن الماضي. كما يتطلب تطوير الميثاق، تقوية العلاقات البرلمانية وجعلها مستقلة عن الحكومات والأجهزة التنفيذية .

    والواقع ان الأعوام الأخيرة شهدت بعض التحولات في أفريقيا من الحكم الشمولي إلى الحكم الديمقراطي التعددي.وفي هذا الإطار يقف انتصار
    شعب جنوب أفريقيا بقيادة نلسون مانديلا على نظام التفرقة العنصرية، على رأس هذا التحول. وتمكنت ليبيريا بعد طول معاناة وصراعات
    دموية من إقامة نظام ديمقراطي تعددي فتح الطريق لإصلاحات ديمقراطية وتنموية. وكذلك جرى تحول ديمقراطي بهذا القدر أو ذاك في عدد من
    دول القارة مثل أثيوبيا ونيجيريا وكينيا ويوغندا وتنزانيا والكنغو والسنغال وموريتانيا.



    2. العالم العربي:

    وفي العالم العربي تتربع على دست الحكم في الكثير من بلدانه، انظمة استبدادية تعبٍّر عن مصالح شبه الاقطاع والرأسمالية الطفيلية والكمبرادورية.
    وتنتهج هذه البلدان نهج التبعية للنظام العالمي الجديد. وبأثر هذا جرى التراجع عن مكاسب هامة احرزتها الشعوب العربية ابان النهوض في حركة
    التحرر الوطني العربية، بما في ذلك دعم وتوسيع القطاع العام وانجاز الإصلاح الزراعي بهذه الدرجة أو تلك من الراديكالية، وزيادة الانفاق الحكومي
    على الخدمات والاشغال العامة، وكذلك المواقف الإيجابية من الامبريالية والاستعمار الإستيطاني الاسرائيلي لفلسطين.

    ورغم ان السنوات الأخيرة شهدت ارهاصات لتحولات ديمقراطية بأثر نضال الشعوب العربية في الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس ومصر
    إلا انها لاتزال هشة وفوقية. وتتأكد في بلدان العالم العربي ضرورات:

    * النضال مع الشعوب العربية لاستعادة قدرات حركة التحرر الوطني العربية كأداة أساسية في النضال من أجل انهاء السيطرة الامبريالية ورفض
    طريق التبعية. وفي هذا المقام تبرز أهمية مواجهة خطر التفتت عبر الانقسام السني/الشيعي الذي يضعف طاقات الشعوب العربية في مواجهة الإمبريالية،
    والتصدي لإهدار حقوق الأقليات القومية والدينية. كما تبرز أهمية تنمية وتطوير العلاقات بين التيارات اليسارية والديمقراطية والقومية والاسلامية المستنيرة.

    * قيام تحالفات عريضة على طريق النضال لإنهاء الأنظمة الشمولية واستعادة الديمقراطية والحريات وتدشين طريق التطور المستقل. ان
    المشروع الأمريكي للإصلاح الديمقراطي في بلدان الشرق الأوسط يظل فوقياً وخارجياً وضعيف المردود دون قيام مثل هذه التحالفات الشعبية العريضة.

    * استثمار العامل القومي العربي في استجلاب أوسع تضامن لدعم خيار شعب فلسطين وتوحيد الجبهة الفلسطينية الداخلية.

    * حشد أوسع الطاقات السياسية والدبلوماسية لفك الجمود أمام التسوية السلمية للصراع الفلسطيني/الإسرائيلي بتصفية الاحتلال وقيام الدولة
    الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 وعودة اللاجئين من المخيمات وإطلاق سراح المعتقلين.

    وقد فرض هذه التسوية وجعلها ممكنة، نضال شعب فلسطين التحرري وانتفاضاته المتواصلة ضد الاحتلال، وتضامن الشعوب العربية
    وشعوب العالم مع هذا النضال التحرري، وبأثر هذا تحركت آليات الشرعية الدولية، فكان القرار رقم 242 والقرار 338 وكانت مدريد 1991
    واوسلو1993 ثم خارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة وأمريكا وروسيا والاتحاد الأوربي.

    ان أسرائيل بالتواطؤ مع أمريكا تسعى كما درجت دائما لإفراغ قرارات الشرعية الدولية من مضامينها، فبديلاً لشعارات مدريد:
    "الأرض مقابل السلام"، ظلت ترفع شعار: "أمن أسرائيل"، وبديلاً للسلام العادل رفعت شعار السلام الآمن لإسرائيل. بل ان الاستراتيجية
    الإسرائيلية تهدف لقيام الدولة الفلسطينية في مساحة صغيرة من أراضي الضفة والقطاع مجردة من السيادة الوطنية. ويا حبذا لو دخلت هذه
    الدويلة الصغيرة في اتحاد كونفدرالي مع الأردن. كما تسعى إسرائيل للتوسع في إقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي الفسلطينية ولبناء
    الجدار الفاصل الذي يخترق الأراضي الفلسطينية، ولتهويد القدس لتكون عاصمة أبدية لإسرائيل! وللحيلولة دون عودة اللاجئين الفلسطينيين.
    بل انها تتحدث عن تحالف إقليمي بينها والبلدان العربية المجاورة لها يفضي لقيام السوق الشرق أوسطية. كما تتحدث بلسان واحد مع أمريكا
    عن مشروع الشرق الأوسط الكبير.

    إن طموحات إسرائيل الصهيونية للحصول على مكاسب جديدة تتطلب أوسع تضامن عربي وعالمي مع الشعب الفلسطيني لفرض قرارات الشرعية الدولية.

    * إجلاء الجيوش الأجنبية من العراق وتمكين شعب العراق من تصفية آثار الغزو والاحتلال وبناء دولته الديمقراطية المستقلة.

    * تفعيل دور الجامعة العربية ليشمل إلى جانب استنفار كل الجهد القومي الممكن، التضامن مع الشعوب العربية ضد الأنظمة
    الانقلابية ومع سجناء الرأي والضمير والأقليات الدينية والعرقية، وتحرير المواطن العربي من ربقة الفقر والجهل والمرض
    باستثمار عائدات البترول العربية في التنمية في البلدان العربية.

    * التفاعل بين العالم العربي وأفريقيا عبر التكامل والتعاون الاقتصادي وتفعيل دور المصرف العربي للتنمية في أفريقيا والاستفادة
    من إمكانات وقدرات البلدان المتطورة نسبياً مثل مصر وجنوب أفريقيا في هذا المضمار.

    * وبصورة عامة فإن المهام الآنية في العالم العربي هي النضال من أجل التحول الديمقراطي والتضامن بين الشعوب العربية.

    3. أمريكا اللاتينية:

    أبرز ما يميز الأوضاع السياسية والاجتماعية في بلدان أمريكا اللاتينية هو صمود الثورة الكوبية، والتحولات الديمقراطية المناهضة
    للإمبريالية الأمريكية بدرجات متفاوتة في البرازيل وفنزويلا وبوليفيا وشيلي والأرجنتين والإكوادور ونيكاراغوا وبيرو .. الخ

    لقد قاد التراكم النضالي طويل الأمد ضد الهيمنة والتدخلات الأمريكية في بلدان أمريكا الجنوبية، لأن يشق عدد متزايد من البلدان، بسند
    جماهيري عبر صناديق الاقتراع والصراع السياسي/الاجتماعي، عصا الطاعة على مبدأ مونرو الذي جعل من أمريكا اللاتينية منطقة
    نفوذ تابعة للولايات المتحدة الأمريكية. وكان لسان العنجهية الاستعمارية لأمريكا يتحدث عن بلدان هذه القارة كمجرد حدائق خلفية للبيت
    الأمريكي! وفي أحسن الحالات كمجرد جمهوريات للموز! بل ان توازن القوى العالمي الذي كان قائما عام 1919 مكّن الامبريالية الأمريكية
    من تسجيل مبدأ مونرو في ميثاق عصبة الأمم. وحتى بعد نصف قرن من ذلك صرح هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق حول
    تشيلي على أيام الرئيس الاشتراكي الليندي ... "لا أرى لماذا علينا ان نترك بلداً يتجه إلى الماركسية فقط لأن شعبه غير مسئول"!!

    وتسير بلدان أمريكا اللاتينية التي تمردت على الهيمنة الأمريكية على طريق التطور المستقل ودعم القطاع العام كقاعدة لهذا التطور، بهذه
    الدرجة أو تلك من الراديكالية بسند جماهيري واسع وفعال وتضامن عالمي. ويستند هذا الطريق على اتجاه سياسي وتحالف اجتماعي عريض
    رافض للبرنامج السياسي والاقتصادي لليبرالية الجديدة ولمخطط الخصخصة العشوائية وسيطرة آليات السوق الذي تسبب في إفقار الطبقات الشعبية.
    وتقيم هذه البلدان علاقاتها الخارجية باستقلال وبعيداً عن الهيمنة الأمريكية.

    ويتجلى هذا الطريق المستقل وصولاً للتحول الديمقراطي والتقدم الاجتماعي، في رفض المخطط الأمريكي لإقامة تكتل تجاري جديد لبلدان أمريكا
    اللاتينية تحت هيمنتها ولخدمة مصالحها، وفي الاتفاق التجاري بين كوبا وفنزويلا وبوليفيا، وانهاء الاحتكار بتأميم حقول وصناعة الغاز الطبيعي
    في بوليفيا، وامتلاك زمام السيطرة على صناعة النفط في فنزويلا، وكذلك في التكامل الاقتصادي ومحاربة الفقر ودعم الخدمات الصحية ورفع
    المستوى التعليمي والثقافي للشعب.

    وتصمد هذه البلدان في وجه عقوبات أمريكا مثل عقوبة حظر الأسلحة الأمريكية عنها أو التلويح بعدم شراء نفطها .. الخ.

    4. النمور الآسيوية:

    وترفد السير على طريق التطور المستقل والتحرر من التبعية وإلزامية التحول الديمقراطي والحريات السياسية والنقابية، والتضامن بين الشعوب
    وتفعيل المنظمات الإقليمية، تجربة النمور الآسيوية في جنوب شرق آسيا وكذلك تجربة رصيفاتها في بعض بلدان أمريكا اللاتينية. وقد أكدت هذه
    التجربة على أرض الواقع ان نهج التبعية وغياب البعد الاجتماعي للتنمية وطريق استجلاب التكنولوجيا والديون بأرقام فلكية لن يقود في الواقع العملي
    إلاّ لإفراز العطالة والفساد والأزمة الاقتصادية/المالية وانهيار أسعار العملة وعدم الاستقرار السياسي. ولعل في هذه التجربة السلبية ما يدعم ويعزز
    ضرورة السير على طريق التطور المستقل. لقد انبهر الدائرون في الفلك الرأسمالي بتلك التجربة ووصفوها بانها تجربة رائدة قبل ان تنهار.
    وفي الواقع لم تقد الجهود الهائلة والتوظيفات الضخمة بعشرات المليارات من الدولارات لصندوق النقد الدولي إلاّ لعلاج جزئي ومؤقت للأزمة،
    تواصلت معه المقاومة الشعبية لطريق التبعية بالانتفاضات العمالية والطلابية.
                  

05-12-2009, 11:33 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)

    Quote:

    ممكن زيادة توضيح للعنوان وخاصة حته للامام وبثبات


    الأخ البشير دفع الله

    لك تحياتي وسلامي.....علي الرغم من أنك لم تبدأ بالسلام

    كلمتي الأمام والثبات ومضامين معانيهما

    لا أعتقد بأنهما يخفيان عليك

    فأفصح عما تود قوله ...وستجدنا ان شاء الله من (المجاوبين)
                  

05-13-2009, 02:24 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قافلة الحزب الشيوعي السوداني تسير بثبات والي الأمام دائما ......ورغم النعيق ! (Re: عاطف مكاوى)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de