|
Re: اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان (Re: عبد العظيم احمد)
|
--------------------------------------------------------------------------------
لم يتركوا لك ما تقول والشعر صوتك حين يغدو الصمت مائدة ً وتنسكب المجاعة في العقول لم يعرفوك ، وأنت توغل عارياً في الكون .. إلا من بنفسجة الذبول لم يبصروا عينيك.. كيف تقلبان تراب أزمنة الخمول لم يسكنوا شفتيك .. ساعة تطبقان على ارتجافات الذهول لم يشهدوك ... وأنت تولد مثل عشب الأرض في وجع الفصول
لم يتركوا لك ما تقول لم يتركوا لك ما تقول
* * * لم يتركوا لك ما تريد خرجوا من الماضي الذي سكنوا حوائطه الى الماضي الجديد وتداخل الغسقيّ والخزفيّ واتسعت مساحات الجليد ورأيتَ .. ثم تحجّرت جبلاً على قوس المدى رؤياك كان الراقصون ، يعلقون طحالب القيعان حول رقابهم ويضاجعون هياكل الأموات في الذكرى وكان العصر يرفل في هزائمهم وكنت هناك .... ترتقب احمرار عجينة الطوفان لم أك مصغياً يوماً لغير دمي القديم دمي الأشد توهجاً في طقس هذا الكوكب الوحشيّ لم أك مصغياً يوماً لغير دمي أقول أنا الذي لولا شموخك أنت يابغداد لولا وجهك العربي لولا سيفك العربي يغسل بالضياء عيونهم .. لم يتركوا لي ما أقول لو لا اقتحامات الذين مَشَوا جبابرةَ على قمم الجبال لو لا شهادة من تَضّرج بالشهادة أو تكفّن بالرمال لو لا صواريخ الحسين ... برقنَ.. ثم صعقن من صادفنَ ثم تشابكت في الأرض أغصان الزوال لو لا البطولة في مراياها الوضيئة .. لا ادعاءَ ولا ضجيج لو لا الشفاه المطبقات على الأنين اليابسات على النشيج لو لا نخيل البصرة الصوفي ُّ عانق أرضه ... ومضى يقاتل في الخليج لو لا انتصارات الذين سَقوا تراب الفاو لو لا راية باسم العراق ومجده العربي خالدة النسيج لم يتركوا لك ما تقول
* * * هذا المساءُ الآن في هذا المساء الأرض مركبة تشق الغيب صوب مجاهل الغيب البعيد الأن في أقصى جبال النجم يطبع وجهه في النجم انسان جديد ! الآن في مثل انفجار الرعد تهدر خارج الإيقاع مضطرب النشيد وتكاد تجهل ما تريد وتكاد تنكر ما تريد وتكاد تكره ما تريد مرت إذن كل الجيوش على جسورك والرمال هي الرمال مرت مذهبة الحناجر والأظافر والحوافر والنعال مرت وأنت فراشة عمياء.. تحترف التآكل والزوال ياأيها المصلوب فوق مشانق المحتل هل ما زلت ترقص في الحبال ؟؟؟ وهل الظلال على امتدادات الطريق ..... هى الظلال ؟؟ وهل الخيال الأصفر الشفقيّ خاتمة الخيال ؟ وهل الذي تبكيه في زمن البكاء ... هو البكاء ؟ وهل الغناء إذا تساقطت الدموع هو الغناء ؟ وهل التناهي في الظهور هو التناهي في الخفاء .. وهل الذين تسلقوا سور السماء .. هم السماء ؟ وهل التراب هو انحباس الروح ... في فلك الزمان وهل الحنين ؟ لحيثما اشتعل الحنين هو المكان ؟ وهل الحقيقة في حقول الموت ... أم موت الحقول .. وهل انقطاع الوصل في لغة الكمال هو الوصول ؟ لم يتركوا لك ما تقول
* * *
هذا المساء ... كأن ثمة من يرقع غيمة ً مثقوبةً هذا المساء كأن أجنحة ً فلسطينية الألوان تزلق في الهواء كأن طفلاً حاملاً حجراً ، يراوغ قاتلاً متربصاً ويغوص في عينيه ... يحفر في صخور الجاهلية جدولاً للضؤ .. ثم يغيب خلف ظلام من قتلوا ابتسامته .. ومن قتلوه كان الطفل ذو الكوفية الحمراء يركض عارياً إلا من الحجر المخضب في يديه أكاد .. إني لا أصدق .. عارياً إلا من الكوفية الحمراء ...!! والحجر المخضب في يديه وألف نيشانٍ من الذهب المرصع فوق صدر لم يخض حرباً وألف إذاعةِ قصفت متاريس العدو وألف أغنيةٍ مسلحةٍ من الوزن الثقيل وألف طاغيةٍ ، يعلق سيفه قمراً على عرشٍ ذليل ،
* * * لمن إذن ؟؟؟ تلك الأساطيل التي يبنونها في البر ، أو في البحر ، أو في الجو للنازية السوداء أم للطفل ؟ أم للمشي خلف جنازة الوطن القتيل ؟ !
* * * أقول ... إني لم أزل كانت وراء حديقة الزيتون رأسُ مثل رأس الطفل ملقاةَ وراء حديقة الزيتون إني لم أزل كانت يد الحاخام تغرق في دماء الطفل كان الطفل يغرق في دم الحاخام كانت رعشة القدمين والكفين ... والشفتين لا ... إني أكاد أقول : لا وأنا الذي لم يختبئ يوماً وراء دموعه إن الأُلى سرقوا طفولة ذلك الآتي من المأساة قد سرقوا فمي ..... لم يتركوا لي غير قافية ٍ على وترٍ خجول سرقوا فمي لم يتركوا لي ما أقول
* * * أرأيتِ يا بغداد ؟ يأتي العاشقون إليك ِ مثقلةُ حقائبهم بماء البحر .. والصدف الشتائي القديم .. وزنبق الأمطار يأتي البحر ذو الرايات فوق خيوله الزرقاء مسبوقاً بأجنحةٍ مباغتةٍ من الأنوار تأتي الشمس حاملةً كؤوس رحيقها الأزليُّ ليل نهار يأتي الشعر والشعراء في زمن انشطار الضؤ، يأتي الشعر والشعراء شاخصةً نواظرهم ، الى بغداد كعبتنا التي سجدت على عتباتها شمس المجوس سلمت يا ياقوتة المنصور لكن المجوس الآخرين هناك في تلمودهم يتقلبون يلونون جلودهم فوق الرمال ويقضمون أصابع الأطفال والموتى .. ويرتجفون مقرورين لإسمك ِ هل علمتِ ؟؟ هناك تحت سقوفهم ، وبطون دباباتهم يتعبدون خرائب الماضي ويرتجفون مقرورين لإسمك ِ أنت يا بغداد يا بغداد .. يا بغداد .. وأكاد لو لا وجه بغداد العظيم متوجاً بالنصر أسقط في الذهول وأكاد أوقن أن شمساً فوق هذي الأرض أدركها الأفول وأكاد أحفر فوق جدران الخرائب والطلول لم يتركوا لك ما تقول لم يتركوا لك ما تقول
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان | Haju Muktar | 04-28-12, 10:48 PM |
Re: اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان | عبد العظيم احمد | 04-29-12, 03:01 AM |
Re: اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان | عبد العظيم احمد | 04-29-12, 04:09 AM |
Re: اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان | حامد بدوي بشير | 04-29-12, 05:35 AM |
Re: اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان | مدثر صديق | 04-29-12, 06:03 AM |
Re: اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان | سلمى الشيخ سلامة | 04-29-12, 06:12 AM |
Re: اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان | ABU QUSAI | 04-29-12, 06:14 AM |
Re: اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان | ABUHUSSEIN | 04-29-12, 10:31 AM |
Re: اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان | omer abdelsalam | 04-29-12, 12:39 PM |
Re: اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان | عادل نجيلة | 04-29-12, 01:07 PM |
Re: اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان | ABUHUSSEIN | 04-30-12, 09:31 PM |
Re: اين توفي الفيتوري واين دفن ومتي حصل ذلك يا اعلام السودان | Haju Muktar | 04-30-12, 09:46 PM |
|
|
|