|
رسائل صريحة وذكية في زيارة البشير لجوبا
|
تقرير عمر سعدان الخرطوم في 4-1-2011 م (سونا) الشعب السوداني يظل شعب معلم قيادة وقاعدة والكثير من المواقف تدل علي ذلك ، وبمثل ما تجاوز السودان الكثير من التحديات بعزيمة وحكمة أبنائه سيتجاوز إمتحان الإستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان سواء كان للوحدة أو الإنفصال بنجاح وسيخيب ظن كل المراهنين علي حدوث شغب وحرائق ودمار هذه الكلمات المعبرة عن ثقة الرئيس في شعبه أطلقها المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وهو يزور اليوم مدينة جوبا حاضرة جنوب السودان قبل خمسة ايام فقط من الموعد المحدد للإقتراع وهو التاسع من يناير كما جاء في إتفاقية السلام الشامل وقال الرئيس البشير الذي خاطب القيادات السياسية والتشريعية والتنفيذية بجنوب السودان ان قناعاتهم منذ أن تولت ثورة الإنقاذ الوطني السلطة في يونيو 1989 هي السلام لذلك تمت المساعي واللقاءآت والمؤتمرات لتحقيق هذا المبدأ الإستراتيجي وأكد أنهم دعاة سلام ووحدة وسيظلون كذلك إذا قرر أبناء الجنوب السودان عبر الإستفتاء فصل الجنوب وزاد الحكومة الإتحادية ستحترم رغبة أهل الجنوب وستعترف بالنتيجة لو كانت الإنفصال ، رغم القناعة أن الوحدة هي الأفضل لتحقيق مصالح المواطنين في الشمال والجنوب هذه الرسائل التي وجهها الرئيس البشير بجوبا تجئ إيفاءا بالوعود وتؤكد علي إلتزام الحكومة بالمواثيق والعهود التي تبرمها مما يعزز من الثقة في التعامل في المستقبل مع حكومة الشمال إذا قرر أبناء الجنوب الإنفصال كما أن العبارات التي اوردها البشير في خطابه بجوبا تجئ ردا علي المشككين والمتربصين بالوطن وهم كما قال سيادته يودون ويرغبون ويتوقعون أن تنقل إليهم وسائل الإعلام بوسائطها المختلفة صور الخراب والإحتراب التي ستحدث في السودان متزامنة مع قيام الإستفتاء أو إعلان النتيجة وأبدي ثقته في الشعب السوداني بكل مكوناته بأنه سيتعامل مع هذه المرحلة بروح المسئولية وبمثل ما خيب ظن أعداء الوطن في الكثير من المواقف والمحطات التي كانت الإنتخابات إحداها وتم تجاوزها بسلام سيتم تجاوز مرحلة الإستفتاء بسلام وهذه رئاسة مريحة للأطراف المعنية وذكية تتضمن دعوة للقيادات والقاعدة في السودان أن يكونوا قدر التحدي والثقة وفيها تنبيه لرغبة الأعداء حتي تجتمع العقول والقلوب وتتشابك الايدي لتفويت الفرصة علي الأعداء و يعتبر حديث الرئيس البشير بأن الحكومة الإتحادية ستعترف بنتيجة الإستفتاء وستحتفل مع أبناء الجنوب عند إعلان دولتهم الجديدة إذا قرروا الإنفصال وأنهم سيقومون بتقديم أي دعم فني أو لوجستي أو خلافه للدولة الوليدة، يعتبر بمثابة دعوة لحكومة الجنوب في إستمرار التعاون مع حكومة الشمال في حال الإنفصال وفي شتي المجالات وتجئ هذه الدعوة وقد اشارت تقارير صحفية أن هناك قوي معادية ستسعي الي إحتضان دولة الجنوب الناشئة وتقديم العون لها مقابل تمرير الأجندة والتي من بينها إستهداف دولة الشمال العربية المسلمة وهذا الأمر مقلق ليس للسودان فحسب بل لدول الجوار والدول العربية ولعل زيارة السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية والعقيد معمر القذافي الرئيس الليبي والسيد محمد حسني مبارك الرئيس المصري للسودان في الأيام القليلة الماضية تأتي في هذا السياق ويبقي الأمل أن تتضافر الجهود بين أبناء السودان ليعبروا هذه المرحلة بقوة وثبات ووحدة سواء كانت الوحدة أو حدث الإنفصال الذي بات هو الأرجح وليكون الجوار الأخوي والتكامل بين الدولتين هدفا إستراتيجيا تحشد له الطاقات والقدرات من الآن ليظل شعب السودان معلما ومتفردا
|
|
|
|
|
|