الشيوعي الأخير !!! محمد ابراهيم نقد ..... لماذا.... ؟ ... بقلم: المجمر حميدة

Quote: * الاضطراب الفكري في المساهمات هو حول مفاهيم الاشتراكية، الشيوعية، اسسها، جدواها، ومستقبلها، الطبقة العاملة والقوى الثورية، ومصدر الاضطراب هو الربط الوثيق بين المثل العليا للإشتراكية والشيوعية وتجربة الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية سابقاً، وان نقد الأوضاع فيها كان يؤدي لنقد الاشتراكية والشيوعية، رغم انه كان ضروريا لمستقبل العمل الثوري وبناء الاشتراكية. يواصل ماجد حول مسألة الطبقة العاملة ودكتاتوريتها قائلاً: انه ما كان المقصود منها ما كان يحدث في الاتحاد السوفيتي، ولم يكن لينين يخطط لذلك وليس هناك تكوين ثابت وأبدي في الماركسية للطبقة العاملة، كما ان دكتاتوريتها ليست هي الديكتاتورية الممارسة في السودان، أو أي بلد نظامه دكتاتوري انما حقبة التغيير بعد الثورة (الروسية وغيرها) تفرض ذلك، وأن السلطة حينئذ مسنودة بغالبية الشعب حتى لو لم تجر انتخابات. بالنسبة لنا في السودان توصلنا إلى أشكال تلائم وضعنا كبلد نامي وهي سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية، وان قضية دكتاتورية البروليتاريا وبناء المجتمع الشيوعي ليست قضايانا (27). * الأزمة في النظرية الماركسية المتعارف عليها والتي ما عادت ملهمة لأحد هنالك ضرورة تجاوز المفاهيم الاقتصادية الكلاسيكية، والنموذج السوفيتي لا يطور بلداً إلغاء الحافز الفردي مطلقاً، وإقامة ملكية الدولة، شغلت مساحات لا يقدر على شغلها: سقط مفهوم العدالة الاجتماعية (أثرياء جدد مقابل عامة السوفييت) ترهل حجم الدولة مركزية أدت إلى انتاج لا بالاحتياجات وإنتاج للإعلام والتطبيل وأكثر كلفة وسادت الفوضى المالية. ويواصل الراوي محمد احمد قائلا: وعلى هذا السبيل سار عبد الناصر وكان الانقلاب عليه سهلاً، ليكن هنالك مكان للقطاعات: عام، خاص، تعاوني، مختلط، أرى رغم إلتزامنا الصارم بقضايا المرحلة الوطنية الديمقراطية التي تؤدي إلى المجتمع الاشتراكي المتميز بالقطاع العام المركزي (28). * الجمود في الماركسية يعني فترة سيادة الستالينية كمنهج وأسلوب وممارسة وفترة تخلف فيها الفكر الماركسي عن تطورات الحياة، وكان من السهل ان يقال عن العلوم الإنسانية الجديدة أنها "علوم برجوازية" أو انها ليست علوما على الإطلاق، والمادية التاريخية مثلاً كانت تتضمن سائر النتائج التي يمكن ان يصل إليها علم الاجتماع ! "والواقعية الاشتركية" كانت تقدم الاجابات النهائية على كل الأسئلة التي يثيرها علم الجمال! وهكذا الحال في سائر العلوم الأنسانية كعلم النفس أو علم الأخلاق، بل لقد أمتد هذا التطور ليشمل تخطئة بعض العلوم الطبيعية والبيولوجية في البداية مثل " السيبرناطيقا" و "الاتوتوميشن" و "علم الوراثة" .. الخ باعتبارها علوماً برجوازية. يواصل صلاح حسن قائلاً فترة الجمود لم تكن منتجـة – بالطـبع - في مـيدان خـلق مفاهـيم جديدة لدراسة التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية في الفترات المحتلفة من تاريخ السودان، وبالتالي لم يتم خلق مدرسة سودانية ماركسية تتناول خصائص التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية في الفترات السابقة، ما هي خصوصية كل تشكيلة، فنجد ان بعض المثقفين الشيوعيين من اقتصاديين ومؤرخين وباحثين اجتماعيين .. الخ ذهبوا مذاهب شتى: فمنهم من كان يقول بنظرية نمط الانتاج الأسيوي، ومن يتفق مع استنتاجات د. سمير أمين ونظرياته حول التشكيلة الرأسمالية الطرفية، ونقد نظرية التخلف، أو من كان يكرر استنتاجات ما يسمى بمدرسة التبعية التي انتجها بعض الماركسيين والديمقراطيين المستنيرين في أمريكا اللاتينية، هذا علماً بانه من الصعب بعد التطورات الأخيرة، ان ينظر فرد أو حزب لبلدان العالم الثالث أو لفئة جزئية منه ذات خصائص متشابهة، ذلك ان تلك الأبحاث والنظريات المختلفة لن تكون بديلاً لدراسة كل تشكيلة اجتماعية على حدة وتوضيح خصوصيتها التي تميزها عن التشكيلات الأخرى، وكيف تجلت التبعية فيها، وكيف تم تصدير علاقات الانتاج الرأسمالية إليها بعد ربطها بالسوق الرأسمالي العالمي؟ الاحتياج هو لمدرسة سودانية أو نظرية سودانية لدراسة التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية في السودان، وخلق مفاهيم ومصطلحات جديدة نابعة من الواقع السوداني، ودراسة الخصائص التي ميزت هذه التشكيلات عن غيرها في الفترات التاريخية المختلفة. وحول اللينينية يقول الكاتب: كان لينين مفكراً عميقاً وكغيره من المفكرين والعلماء طرحوا قضايا في عصرهم لا زال بعضها حياً وشاخ بعضها الآخر. وعلى سبيل المثال: من القضايا التي لا زالت حية التي تناولها لينين: 1) الماركسية منهج، وليست عقيدة جامدة، ومن المهم التفاعل مع التطورات الجديدة في العلوم الطبيعية والاقتصادية والإنسانية، وهذا ما فعله عندما تصدى للتطورات الجديدة التي نشأت في بداية هذا القرن ( القرن العشرين) في علوم الطبيعة بعد اكتشاف الإلكترون وغيره من مكونات المادة، وانهيار المفهوم القديم الذي كان سائداً في الفيزياء الكلاسيكية، واستخلص مفهوماً فلسفياً أوسع وأشمل للمادة (راجع المادية والمذهب النقدي التجريبي). كما تناول الظواهر الجديدة التي نشأت في التشكيلة الرأسمالية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ظاهرة الاحتكار والأمبريالية وقدم معالجات نظرية لها في مؤلفه (الأمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية). 2) طرح لينين أيضاً قضية استقلال النقابات عن الحزب والدولة. 3) أشار إلى ان دراسة الماركسية أو الشيوعية تعني دراسة الفكر الإنساني والثقافة الإنسانية. 4) الديمقراطية التامة والطوعية التامة في حل المسألة القومية أو تقرير المصير إما بالاتحاد الطوعي أو الانفصال. 5) استخلص منهجاً عميقاً لدراسة الواقع الروسي والثقافة الروسية والتاريخ الروسي وأشار إلى ضرورة أخذ خصوصيات كل بلد في الاعتبار في عملية التحول الاجتماعية. 6) تعدد الطرق للوصول للإشتراكية. 7) الديمقراطية كشرط للوصول للإشترالكية. وغير ذلك من القضايا الحية والمنهجية التي يمكن إضافتها. ومن القضايا التي شاخت على سبيل المثال: - نظرية الأمبريالية كأعلى مراحل الرأسمالية، بعد تجديد التشكيلة الرأسمالية لنفسها نتيجة لعوامل كثيرة – هذا ليس مجال الخوض فيها. - دكتاتورية البروليتاريا ( كمقولة أساسية في الماركسية) بعد ان أضاف لها لينين تحالف العمال والفلاحين في تركيب دكتاتورية البروليتاريا. * كان لينين في أيامه الأخيرة يحس بمأزق بناء الاشتراكية في بلد متخلف كروسيا، بعد فشل التوقعات بقيام الثورة الاشتراكية في البلدان الرأسمالية المتطورة. والمأزق أيضاً في مقولة بناء الاشتراكية في بلد واحد،ويتضج من ذلك إدخال نظام الحوافز (السياسة الاقتصادية الجديدة) ضرورة حل المسألة الزراعية بوسائل الإقناع لا القسر، كما كان يحس بمأزق الحزب الواحد وخطورة تسلل البروقراطية إليه التي تخنق الديمقراطية وينعزل الحزب عن الجماهير، هذا إضافة إلى حق الطبقة العاملة في الإضراب وغيره من الحقوق الت يتوسع النضال الجماهيري. وكما تخضع استنتاجات الماركسية نفسها اليوم للدراسة والنقد الشامل والمنهجي، فان اللينينية نفسها تخضع للدراسة النقدية الشاملة في اتجاه ترسيخ المنهج العلمي الذي يغتني بالتطورات الجديدة في مختلف مجالات الحياة. وبالتالي فان مصطلح الماركسية – اللينينية يؤول إلى الماركسية (كمنهج) وطالما اتفقنا على التعامل مع الماركسية كمنهج أو علم، فان هذا يتطلب التخلص من صنمية اسماء ماركس – انجلز – لينين – ومعالجة الظواهر الجديدة بالمنهج وتطوير المنهج نفسه، المنهج المادي الجدلي الذي يشكل لب الماركسية، والمنهج الجدلي الماركسي نفسه يخضع للتطور بتطور العلوم الطبيعية والرياضية والمنطقية .. الخ، أي ان المنهج العلمي، ذلك المنهج الذي لا يعرف النهائية والاكتمال، ويتمشى مع التطورات العاصفة التي نشهدها اليوم في مختلف مجالات المعرفة والحياة (30)