الشيوعي الأخير !!! محمد ابراهيم نقد ..... لماذا.... ؟ ... بقلم: المجمر حميدة

Quote: * ان النظرية الاشتراكية في جوهرها لا تزال النظرية الوحيدة التي حددت أساس الاستغلال (تضارب الطبيعة الجماعية للإنتاج مع الملكية الفردية لوسائل الانتاج)، وهي دون غيرها هي التي حددت علاقات الانتاج الأمثل لإزالة الغبن وتحفيز المنتج. هذا في مجمل القول، ولكن ذلك لا ينفي – بل يستوجب ضرورة مراجعة النظرية باستمرار وفهمها بوصفها كائن حي يتطور ويتخلق على مر الأيام واختلاف المكان (19). * ان الماركسية تبعد كثيراًَ من ان تكون عقيدة جامدة، بل هي ديناميكية لأبعد الحدود، فهي منهج للبحث وتحليل ودراسة الواقع المحدد للوقوف على قوانين حركته الداخلية، وان افتراضاتها ونبوءاتها النظرية لا تتحقق بصورة اعتسافية ستالينية، والماركسية تتناقض جذرياً مع الشمولية، وان مبدأ دكتاتورية البروليتاريا الذي أضافه كارل ماركس للماركسية لا يعني في جوهره سوى فترة شرعية ثورية لتأمين انتصار الثورة الاشتراكية، وفي اعتقاد الزميل ان الماركسية كائن حيّ منفتح، قابل للتطوير والتعديل بالحذف والاضافة، وكما قال انجلز، فان الماركسية يجب ان تتجدد مع كل اكتشاف علمي جديد، وتطرح الماركسية حالياً على بساط البحث، بآليتها الداخلية ونظريتها المعرفية، الاحتياج الماثل للوقوف أكثر وأكثر على طبيعة المادة وحركتها وقوانينها، بما يساعد على شحذ منهجها العلمي، ويقول الزميل ان المفاهيم الأساسية للماركسية غدت جزءاً لا يتجزأ من نسيج العلوم الاجتماعية، كالمفهوم المادي للتاريخ، ومفهوم أثر البناء التحتي على الفوقي، وفي اعتقاد الزميل ان فشل واخفاق مشروع تاريخي كان يدّعي الانتساب للماركسية زوراً وبهتاناً لا يعني بالضرورة ان الماركسية قد تجاوزها الزمن، ويري الزميل حسن تاج السر ان الاحتياج الماثل حالياً ليس هو الاحتياج لنظرية جديدة، وانما هو تحرير الماركسية من ربقة الانغلاق الذي يحف بها، واوردها موارد العقيدة الجامدة. ويواصل الزميل ويطرح رأيه حول الدعوة المرفوعة لنظرية جديدة متسائلاً لماذا؟ فيقول انه وبديلاً لصياغة نظرية الثورة استناداً إلى منهج الماركسية العلمي، جرت الدعوة في المنطقة العربية لصياغة نظرية جديدة، استناداً إلى توليفة فضفاضة من الطروحات تتسع للجميع بما في ذلك الاسلاميين. ويقول الزميل انه من المفارقات ان يأتي رفع شعار النظرية الجديدة من أولئك الذين زعموا انهم وقفوا ضد الجمود وضد البدائية، فإذا كان بالامكان تحرير الماركسية من الجمود، فلماذا أذن الدعوة لنظرية جديدة؟ ان المسألة كلها يكتنفها سر ولكنه سر من السهل اكتشاف أمره، فطبيعي ان يسعى اساطين الستالينية إلى تهميش النظرة الانتقادية وإلى القفز لنظرية جديدة وتغيير أسماء الأحزاب الشيوعية. وفي اعتقـاد الزمــيل ان النظــرية لا تأتي بالطـلب، أو كيفما اتفـق أو بتولــيفة بلاستيكـية مطاطة من الطروحات تلائم الجميع، كما ان الأرض لا تنشق عن الفلاسفة كما لو كانوا نوعاً من الفطر، ويؤكد الزميل ان التراجع عن الماركسية لن يقود إلا للرجعية والاجتماعية، فلا حرية ثورية بدون نظرية ثورية، ويرى الزميل ان الدعوة للتواضع واعتبار الماركسية كسواها من الفلسفات السابقة تعكس التمويه الستاليني لتغطية الهروب وكذلك الرعب الذي أحدثه تراجع وانحسار الحركة الثورية العالمية لدى فئات اجتماعية واسعة. ويشير الزميل إلى ان هناك حيثيات أخرى تدعم مقولة سقوط الماركسية وتبرر لصياغة نظرية جديدة، ويقول الزميل ان ماركس نفسه قد وقف على التفاوت الحتمي في تركيب الطبقة العاملة، بأثر تطور الانتاج ونشوء فئات بروليتاريا جديدة مميزة، وان الفئات الوسطى الجديدة تعبر عن التغيرات الهيكلية في بنية الطبقة العاملة وعن حلول جيش العمل والثقافة مكان البروليتاريا، كما يشير الزميل إلى ان ماركس وقف منذ نهاية عام 1848، على امتلاك الرأسمالية لآليات امتصاص أزماتها ومعاودة الإزدهار الاقتصادي، وأعلن عن مرحلة جديدة من الاستقرار المؤقت للبرجوازية. ويستعرض الزميل حسن تاج السر تفاصيل الخطاب الستاليني الشمولي المنغلق، فيشير إلى ان هناك ثمة عوامل ومقومات اجتماعية وسياسية وشخصية لعبت دورها في صياغة ذلك الخطاب. من تلك العوامل تخلف المجتمع الروسي، والتدخل الأجنبي الواسع لضرب انتصار اكتوبر وقامة ستالين الشخصية فكرياً وسياسياً التي لم تكن ترقى لمستوى ضبط إيقاع التنوع والاختلاف في مرحلة مخاض تاريخي عسير. ثم يورد الزميل أثر الصياغات النظرية للخطاب الستاليني الذي دشّن اشتراكية الثكنة العسكرية والانضباط الحديدي، ويفصل الزميل تلك الصياغات في ثلاثة عناوين هي (1) تخطي القوانين الموضوعية لحركة التاريخ اقتصاديا واجتماعياً وسياسياً (2) ضرب الديمقراطية في الحزب والدولة والمجتمع (3) طمس معالم المنهج المادي الجدلي واستبداله بمنهج ستاليني مغاير. ويشير االزميل إلى انه وبأثر هذا الخطاب، اتسع تدريجيا الفارق بين الدولة والثورة، بين المثال والواقع، واكتمل نمو الدعامات الاجتماعية للستالينية التي نمت حول الديمقراطية الحزبية الفاسدة. ويقول الزميل ان الستالينية في حقيقتها هي الشمولية والانغلاق بدون رتوش أو مساحيق وانها تشويه كبير للأمل الذي أطلقته ثورة اكتوبر وانها ابتذال للماركسية واحتزالها في برشامات ووصفات مذهبية، ويستدل الكاتب على طبيعة الستالينية المحافظة والرجعية بمقاومتها لإصلاحات خرتشوف وللبرويسترويكا، وكما اقدمت من قبل على الإطاحة بخرتشوف ومنحاه الديمقراطي في انقلاب قصر عام 1964، أقدمت كذلك على الانتحار بمحاولتها الانقلابية الحمقاء التي أطاحت بالحزب والاشتراكية في الاتحاد السوفيتي عام 1991. ويقول الزميل انه يبدو فعلاً ان الفكر الستاليني الشمولي المنغلق، لا ينهج في ممارساته السياسية سوى التكتيك الانقلابي والتغيير الفوقي، مناقضاً بذلك الماركسية التي تتبنى الماركسية التي تتبنى تكتيك النضال السياسي الجماهيري. ويواصل الزميل حول أثر الخطاب الستاليني ويقول: إن تأثرنا في البداية كان بالماركسية والكرامات. وبالتالي، تبنينا ظاهرة عبادة الفرد الستالينية، مما قاد إلى شخصنة الحزب بين أثواب سكرتيره العام وزيد أـو عمرو من قادته. وقد وجد هذا التبني الكثير من المسوغات الفكرية والأدلجة المحلية، وقاد هذا إلى طمس معالم الحزب كمؤسسة ديمقراطية، واضحت حركته كلها تدور كالقطيع خلف سكرتيره العام، وقادت هذه الشخصنة إلى تفشي ظاهرة الكسل الذهني وسط مثقفي الحزب، كما قبع الزملاء الآخرون في فروعهم ينتظرون الإشارة من "فوق". ويقول الزميل انه كان يجري الفتك في الأحزاب التي تدور في فلك الستالينية بالخصوم السياسيين وغير المرغوب فيهم، وتمارس أساليب التشرذم الستاليني وتقود هذه الممارسات إلى إضعاف الحزب، كما ان تحويل الحزب إلى قطيع مسلوب الإرادة يحول دون تمكنه من تأدية رسالته الثورية بين الجماهير (20). * لقد تمت صياغة المشروع الماركسي بالتركيز على لحظة التعميم النظري وانعكس ذلك في الفكر والممارسة معاً، وكان ذلك على حساب الخصوصية مما أصاب الممارسة الثورية بأضرار بالغة. ويواصل الزميل احمد الهادي ويقول: كما ان قيام الحزب على أساس الماركسية اللينينية يتطلب من المرء ليكون عضوءاً من أعضائه ان يتحول لتبني موقف فلسفي متكامل من الوجود، موقف يصف نفسه بانه استوعب أعظم ما توصلت إليه العقول البشرية في حقول العلم والفلسفة والاقتصاد والاجتماع والثقافة وتخطاها تخطياً جدلياً (21). ويرد د. صدقي كبلو عليه في كتابه "موسم الهجرة إلى اليمين" بان ذلك ليس صحيحاً حسب دستور الحزب، الموقف الفلسفي المتكامل أو الالحاد ليس شرطاً من شروط عضوية الحزب. * الموقف من الماركسية: هل العصر تخطى كل مقولاتها؟ وغيره من الاسئلة التي تفرض نفسها، وانه انطلاقاً من المنهج الجدلي نقرر: - حلل ماركس الرأسمالية في بدايتها وبنى استنتاجه على ذلك التحليل. - التطور الذي حدث بعد الثورة الصناعية العلمية خلق واقعاً جديداً له تناقضاته الخاصة، تبع ذلك تغيرات في تجربة بناء الرأسمالية التي بسطت سيطرتها الاقتصادية والسياسية في اغلب انحاء العالم. هذه التحولات تلزمنا بالاعتراف بأن الكثير من المفاهيم الماركسية قد عفى عليها الزمن ولابد من مفاهيم أخرى شريطة الاستناد على المنهج الجدلي مثال مقولة، ان الرأسمالية تحمل في جوفها حفار قبرها، فقد تغير تركيب الطبقة العاملة. فأعداد هائلة من الطبقة الوسطى توجد في صفوف الطبقة العاملة، بل أخذت تحتل مكانها تدريجياً. ديكتاتورية البروليتاريا: هذه المقولة استناداً إلى ما سبق ذكره قد عفى عليها الزمن، وبالتالي وجب حذفها من اللوائح الداخلية والبرنامج والمخاطبة السياسية لحزبنا، ويجب ان نعلن عن مبادئ الديمقراطية ورفض الدكتاتورية بكل أشكالها، ويتساءل كيف يمكن تطبيق ديكتاتورية البروليتاريا بدون بروليتاريا أو بروليتاريا ضئيلة النسبة العددية أو في طور التكوين. كيف نتعامل مع الماركسية؟: الماركسية طور تاريخي من أطوار الفلسفة وليست النظرية العلمية ذات الكلمة الفاصلة، وان المنهج الجدلي يفترض التغــيير المستمر وهــو ضد الجـمـود والصنمية. ويتساءل حاج الطاهر هل الرأسمالية هي البديل؟ يجيب بلا، فان الثورة العلمية التكنولوجية مهما كانت ضخامتها لا تلغي الطبيعة الطبقية للرأسمالية ولا تمحو الصراع الطبقي، فالأوضاع في البلدان الرأسمالية اليوم أكثر بشاعة مما كان عليه أيام ماركس، وضرب أمثلة لذلك القبح في الغرب وروسيا المتجهة إلى النظام الرأسمالي الغربي، ودول شرق أوربا التي صحح بعضها مساره ومصر والسودان وأثر التحرير الاقتصادي (الانفتاح) عليها – (26).